رعي السماء لهوراشيو ألكالا .. الحلم على بعد خطوات
تغريد صالح
ربما يبدو الفيلم الوثائقي رعي السماء
grazing the sky فيلماً
يدعونا إلى مطاردة أحلامنا، واستمرار محاولاتنا في الوصول إلى
النجاح ويبدو عمق وجمال العنوان" رعي السماء " في ذلك النهم وتلك
الرغبة الشديدة في تحقيق الأحلام ، والتي مثلها المخرج بكلمتي (
رعي السماء)، وهما ملائمتان تماماً لحالة لاعبي السيرك الذين
يقدمهم الفيلم ومحاولاتهم للوصول للنجاح.
ومن خلال هؤلاء الشباب الساعين لأن يكونوا من مؤدى السيرك الذي
ذهبوا لخوض تجارب أدائه في فرنسا، نرى قصص وحيوات أشخاص مختلفين عن
بعضهم البعض، لغة وثقافة وطبيعة شخصية، ربما يشبهوننا في كونهم
عاديين،إنما ما يجمع بينهم هو حب الأداء الحركي لألعاب السيرك
والحلم بأن يكونوا جزءاً من ذلك المكان، والبارز استمتاعهم بالأداء
وتحديهم لذواتهم وقدرات أجسادهم وإمكاناتها، وهزيمة الخوف والقلق
لبلوغ النجاح بامتلاك الإرادة
ويقوم البناء السردي في الفيلم على الحكايات المتعددة والشخصيات
الكثيرة، ولقد اعتمدت طريقة البناء على النسج بين الحكاية الخاصة
بالمكان ( السيرك)، وفكرة اختيار مؤدين جدد للسيرك من خلال الجملة
الافتتاحية البنائية وهي " أنه ظل السيرك طيلة العشرين عاماً
الماضية مقتصراً العمل فيه على أبناء عامليه فقط، ما دعى لإقامة
تجارب أداء لمؤدين جدد ينضمون إلى السيرك، وبين حكايات الأبطال
والتعريف بهم ومن أين جاءوا ، منتقلاً من شخصية لأخرى وعلاقاتها
بالسيرك، وحلمها وما واجهته في رحلتها في تنويعات مختلفة، دون
انقضاء حكاية أياً منهم أو تقديم نهايتها وصولاً لنقطة النهاية
وإغلاق الدوائر في قصص الأبطال وكذلك حكاية السيرك ( المكان).
تنويعات
الحالمين:
يقدم
الفيلم تنويعات لعدة شخصيات تتباين جنسياتهم ولغتهم ومستواهم
العلمي، إلا أن المشترك بينهم هو مطاردة الحلم وحب الأداء لفنون
السيرك.
فنجد
شاب يترك دراسة الفلسفة والأدب ليحقق رغبته في أن يكون لاعب
بالسيرك ، غير أن المسألة بالنسبة إليه تعدت مجرد فكرة الأداء
الحركي، إنما تمثل الحركة حسبما يعبر حكايات ورموز وعلامات تخصه،
كما أنها حققت حلماً قديماً لديه أيضاً في أن يطير، فهو الآن وهو
يدور في الطوق الذي يستخدمه في اللعب يغدو طائراً كما عبر.
ونجد
شاباً فلسطينياً يسافر لتعلم فنون السيرك الذي يهواه، وكأنما قد
تحرر من قيوده فيه، قيود وضعه وظرفه كفلسطيني يعيش في وطن محتل،
وربما قيود داخلية كذلك، حيث يظهر في عدة لقطات يؤدي فيها الحركات
المختلفة، في فضاء الطبيعة الحر على جبل في جو روحاني خاص تؤكده
الموسيقى المصاحبة لتلك اللقطات، ثم تحدث له إصابة بالغة تعوقه عن
ممارسة عمله إلا أنها لا تقتل رغبته في مطاردة الحلم، حيث يعود من
جديد محاولاً العودة للتدريب واستعادة نفسه، بل انه يشرع في مساعدة
الآخرين ممن يعانون من ظروف مقاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة في
تعلم فنون السيرك.
ويقدم
الفيلم نموذجاً لفتاة غامضة، يبدأ بها الفيلم، تغوص في البانيو ،
نسمع صوتها الخارجي المصاحب يخبرنا بكلام عن الحروب والمشكلات التي
أصابت عالمنا بالجنون، يعبر الكلام عن حالتها النفسية اليائسة
الكئيبة، حيث تشعر باللامعنى، والعدمية، إلى أن نراها ثانية في
نهاية الفيلم فقط تخرج رأسها من البانيو، والصوت الخارجي لها يقول
( لنبدأ من جديد)، وكأنما يعني الفيلم أن روحها قد تحررت بما
شاهدناه على مدار الفيلم كما لو أنه قد كان يدور في مخيلتها
الخاصة.
الفردانية
فكرة العمل في جماعة نجدها بارزة في الفيلم، من خلال اشتراك أكثر
من لاعب أو مؤدي في العرض ، يؤكد الفيلم على قيمة هذه الفكرة، وما
للتواصل والتفاعل بين الأشخاص من قدرة على تحسين وإجادة الأداء، بل
والشعور بالثقة المتبادلة بين الطرفين لها قدرة على جعل الإنسان
يتخطى خوفه وقلقه، ما أكد عليه الفيلم في انقطاع التواصل بين اثنين
من لاعبي السيرك في لحظة ما، نتج عنه سقوط أحدهم وتعرضه لحادث شديد
في الظهر، وفي حين استطاعتهم استعادة التفاعل مجدداً، تمكنا من
البدء من جديد بعد تعافي اللاعب المصاب.
كذلك
الفتاه التي تذكر أن لزميلها الذي يشاركها القيام بالفقرة فضلاً في
جعلها أكثر قدرة على الفعل واكتساب الجرأة، والحماسة لأداء الحركات
، ذلك أنها تثق فيه وأنه سيلتقطها في اللحظة المحددة، مما جعلها
أكثر أمناً على جسدها معه، ما يعكس الترابط، في العلاقات الإنسانية
، والذي من شأنه أن ينعكس على العرض بالطبع.
غير
أن الإنسان ليس بوسعه أحياناً سوى الثقة في الآخر، حتى وأن لم تكن
موجودة، حيث لم يرتبط معه بعلاقة من قبل، ما نجده لدى فتاة تواجه
فرض عليها باللعب مع أشخاص لم تعرفهم، والوقت المتبقي يوم واحد
فقط، فلا خيار آخر سوى الثقة للبقاء في مضمار مطاردة الحلم.
كما
تلخص مجموعة اللاعبين الذين يؤدون عروضهم سوياً فكرة الفردانية هذه
في جملة (الفرد ليس ملكا)ً، ما يؤكد عليه الفيلم في أداؤهم المبهر
والممتع والمرح كذلك، ما يعكس مدى حميميتهم في التعامل وعلاقتهم
القوية المترابطة، حيث يتعاملون مع الأمر كلعبة تشعرهم، بالسعادة
التي لن يدركونها سوى باشتراكهم فيها ، كما ظهر بينهم فكرة الثقة
كذلك، في مشهد الأرجوحه التي تشاركوا اللعب عليها، وأدوا لقطاته
بمنتهى الحرفية في الأداء، لأن اللحظة تمثل الكثير، وقد يدفع أحدهم
ثمنها إذا لم ينتبه الأخر فيخطئ في أداء الحركة التالية، ما أوحوا
به فعلاً في تنفيذ المشهد، وأكد عليه دقة القطع في المونتاج، في
إعطاء إحساس أن الأرجوحه ستصيب أحدهم بالفعل.
وقد اتسمت الصورة في الفيلم بالإبهار والجاذبية ، حيث استخدمت فيها
الإضاءة لخلق جو من المتعة البصرية من خلال جماليات التشكيل البصري
الموظف فيها عناصر المؤدي أو اللاعب منفرداً أو بمصاحبة أحد زملاؤه
أو مجموعة من اللاعبين، و الأداة المستخدمة كالأرجوحه مثلاً في أحد
المشاهد أو الحبال أو الأطواق، والإضاءة الموظفة مع العناصر
السالفة الذكر وطريقة ترتيبها في الكادر ورسم حركة الللاعبين مع
تنسيقها مع حركة الكاميرا كل هذا خلق تكوينات بصرية لها طابع جمالي
ملحوظ في الفيلم.
ويبدو
القطع في المونتاج هادئاً سلساً والإيقاع كذلك إنعكس عليه الأمر،
حيث اعتمد على القطع بين الحكايات المختلفة للشخصيات، فلم يسرد
الحكاية كاملة، إنما مزج في الحكي بينهم وبدا الفيلم بهذا لا يحكي
قصة فقط إنما يعبر من خلال التنويعات المختلفة عن حالة خاصة معبرة
عن علاقة الشخصيات بالسيرك كمكان يعملون فيه ومدى حبهم لتلك الحالة
التي يصنعونها.
والقصص المسرودة تظل طوال الفيلم، تحيلنا كمشاهدين إلى حياتنا
الخاصة، من خلال حديث الشخصيات عن ذواتها،لنكاد نتمنى أن نصبح
مثلهم، وأن نمتلك تلك الإرادة والقدرة على التحكم، في الجسد
وتطويعه لمختلف الحركات وكيفية استغلاله في تكوين تشكيل بصري جمالي
باستخدام الحبال والأطواق وغيرها من الألعاب الخاصة بالسيرك، أوعلى
الأقل لنتمثلهم في قدراتهم الإنسانية الداخلية وحرفيتهم العالية في
الأداء.
وفي الثلث الأخير من الفيلم ، نرى قصص الشخصيات وخطوطها الدرامية
تكتمل وكل منهم قد واجه الصعوبات أثناء رحلته، فمنهم من تعرض
لإصابات بالغة في العمود الفقري كانت كفيلة لإقعاده عن العمل، إلا
أنه لم يستسلم للعجز، بل واصل المطاردة مجدداً لحلمه، محاولاً
التدرب وهزيمة الواقع القاسي ، بل البدء في مساعدة غيره من غير
القادرين جسدياً من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يهون فنون السيرك ،
فبوسع الإنسان صاحب الإرادة أن يحقق، ما يريد كيفما اتفق مع
إمكاناته وقدراته، فهذه الفكرة تمثل البذرة الأساسية التي يقوم
عليها الفيلم بأكمله
.
أيضاً علينا أن نعتني بما نحب أن نفعل، أن نحبه بحق، وهي فكرة أخرى
يؤكد عليها الفيلم من خلال أحد اللاعبين الذي يؤدي فقرته الأدائية
مستخدما الطوق، حيث أوضح ان اهتمامه بما يفعل جعله يتغلب على
صعوبات العمل، كما أنه يشعر في أداء فقرته كما لو أنه يطير، ففقرة
الأداء الحركي بالطوق حققت له حلماً بالطيران، وربما لم يستطع أن
يحققه يوماً ما.
سلمي حايك من بيروت:
محبطة لأني لا أتحدث العربية
الأناضول
قالت الممثلة العالمية، من أصل لبناني سلمى حايك، إنها تربّت كـ"لبنانية
في كل مراحل حياتها"، إلا أنها تشعر بإحباط لأنها لا تتحدث العربية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي أقامته، في أول زيارة لها
لوطنها الأم بمناسبة افتتاح عروض فيلهما "النبي" في لبنان، من
إخراج روجر آلرز.
وأضافت أن فيلم "النبي"، الذي ساهمت بإنتاجه، وتشارك بدور فيه، هو
أول فيلم تذهب أرباحه للأعمال الخيرية، مشيرة إلى أنها المرة
الأولى التي تخصص إيراد فيلمها للفعل الخير، وأن صناع الفيلم
وافقوا على ذلك.
ويحمل فيلم "النبي" الاسم نفسه لأشهر كتب الأديب اللبناني العالمي
"جبران خليل جبران" في المهجر، وترجم إلى أكثر من 50 لغة، وهو
مقتبس منه، على شكل رسوم متحركة تؤدي فيه حايك دور شخصية "كاملة".
وأوضحت حايك، أن الفيلم كسر كل القواعد التي تحكم السينما، كما
خالف توقعات المشاهدين، وأخذ كلا منا إلى عالم خاص، فكل مشاهد
سينظر إلى الأحداث بطريقة مختلفة"، لافتة إلى أنه "بالأفكار
الجديدة فقط يمكننا تغيير العالم".
وأكدت حايك على تعلقها بجذورها اللبنانية، مضيفة "تمت تربيتي
كلبنانية، وتلقيت التعليم الذي يتلقاه جميع اللبنانيين. وكلنا
تربينا على مبدأ أن نعود إلى لبنان".
وأشارت إلى حادثة وقعت معها قبل يوم قائلة "فوجئت بامرأة تسألني:
إذا كنت أحببت الأكل اللبناني، لكن ما هذا السؤال! بالطبع أحبه،
وأنا أعرفه، ولست اكتشفه للمرة الأولى، فأنا هنا في بلدي مسقط
رأسي، وعلى الأرجح أكلت "الكبة" (أكلة شعبية لبنانية) قبل أن آكل "التاكوس"
(أكلة
شعبية مكسيكية)".
وردا على سؤال عن سبب عدم تطرق الفيلم أبدا إلى لبنان كون مؤلف
كتاب "النبي" الذي استوحاه الفيلم لبنانيا، أجابت: "طبعا خليل
جبران هو لبناني، وهذا الفيلم قلبه وجذوره في لبنان، لكنه أكبر من
لبنان بل هدفه بالضبط أن نقدم مثالا للعالم على أنه يمكننا أن نكون
واحدا، وليست الوحدة هنا تعني البلدان العربية فقط، لكن عالم واحد".
ولفتت حايك، إلى أن الهدف من أن تنتمي أسرة الفيلم لجنسيات وأديان
مختلفة، هو أن نعطي مثلا عن رجل لبناني (جبران خليل جبران)، كان
قادرا على رؤية البشر كبشر فقط بكل إنسانية".
وقامت سلمى حايك، بحسب بيان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"،
بإطلاق نداء "قرع الأجراس من أجل التغيير"، لجمع التبرعات لدعم
الأطفال والأسر المتضررة من الأزمة السورية المستمرة منذ مارس 2011.
جاء ذلك بعدما زارت أمس، مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع، شرق
لبنان، من أجل "لفت الانتباه إلى الاحتياجات الإنسانية العاجلة
للأطفال والأسر التي تغيرت حياتها تغييرا جذريا بسبب النزاع الوحشي
في سوريا على مدى السنوات الأربع الماضية".
اللي بيحب ربنا يرفع إيده لفوق.. كامل العدد
كرمة أيمن
طرحت الشركة المنتجة، الفيلم الوثائقي "اللي بيحب ربنا يرفع إيده
لفوق" للعرض الجمهوري، مساء أمس، بسينما زاوية بوسط البلد.
وشهدت العرض إقبالًا ضخمًا من قبل الجمهور، بالإضافة إلى النقاد
والسينمائيين، حيث رفع شباك التذاكر لافتة كامل العدد وقام عدد من
صناع الفيلم بإخلاء مقاعدهم لاستيعاب العدد الزائد من المشاهدين
الذي ازدحمت به قاعة العرض.
وأعقب عرض الفيلم الذي يدور حول "قصة صعود نجمي الغناء الشعبي أوكا
وأورتيجا"، ندوة مع صناع الفيلم.
وعبر منتج الفيلم محمد التهامي عن تفاؤله بالبداية المبشرة في دور
العرض قائلاً "أعرف أن فيلماً من هذا النوع يواجه صعوبة في
التوزيع، لكن وجوده في 4 شاشات بالقاهرة والإسكندرية يُعد بداية
مطمئنة لفيلم وثائقي".
وأوضح أن الفيلم لديه فرص في النجاح لأن موضوعه عن موسيقى
المهرجانات التي لديها جمهور واسع، وأنه مع الوقت سوف يزيد عدد
الشاشات".
وتحدثت المخرجة سلمى الطرزي عن الإقبال الذي شهدته قاعة العرض،
قائلة: "سعيدة جداً بالعدد الكبير الذي حضر عرض اليوم، وأتمنى أن
تكون استجابة الجمهور مماثلة في دور العرض الأخرى وأن يكون بها نفس
الإقبال".
وتمنت أن تصل دعاية الفيلم للجمهور المحب للفن الشعبي، وأيضاً
الجمهور العادي الذي لا يعرف موسيقى المهرجانات، وأن يأتوا
لمشاهدته".
وشاهد الفيلم عدد كبير من السينمائيين ونجوم المجتمع، ومنهم
الإعلامية والناشطة السياسية جميلة إسماعيل، النجم عمرو عابد،
ناشطة حقوق الإنسان منى سيف، الناشطة ماهينور المصري، المخرجة هالة
لطفي، المخرجة مريم أبو عوف، الممثل الشاب أحمد مالك، والناشط
السياسي أحمد حرارة، ومن نقاد السينما أحمد حسونة وأحمد شوقي.
"اللي
بيحب ربنا يرفع ايده لفوق" أول فيلم وثائقي يتم توزيعه في دور
العرض التجارية منذ عام 2011، ومن المقرر أن يستمر في دور العرض
المصرية لمدة أسبوع واحد فقط. |