لبنانيون تركوا بصماتهم على شاشات العالم
بانة بيضون
بعد «أجمل أيام حياتي» التي استعادت أفلاماً أنتجت في الستينات
والسبعينات، ها هي «متروبوليس» تطلق «اللقاء الثاني» بالتعاون مع
«مكتب السياحة اللبناني في باريس». تظاهرة تشكّل تحية إلى المنتجين
اللبنانيين الذي قدّموا اسهامات للفن السابع من القاهرة مروراً
بالموجة الجديدة في فرنسا وصولاً إلى هوليوود
«اللقاء
الثاني» هو عنوان الدورة الثانية من سلسلة الاستعادات التي تنظمها
جمعية «متروبوليس» بعد «أجمل أيام حياتي» عام 2012. التظاهرة التي
انطلقت في 24 نيسان (أبريل) وتستمرّ حتى الثالث من أيار (مايو) هي
بمثابة تحية إلى المنتجين اللبنانيين الذين تركوا بصمتهم في
السينما العربية والعالمية. افتتاح التظاهرة كان مع فيلم «قلبي على
ولدي» (1953) للمخرج هنري بركات وبطولة كمال الشناوي، وزكي رستم
والفنانة اللبنانية الاستعراضية نزهة يونس. الشريط من إنتاج «لوتس
فيلم»، إحدى أقدم شركات الإنتاج في مصر التي أسستها الممثلة
اللبنانية آسيا داغر. تعد الأخيرة إحدى أبرز الشخصيات النسائية
والاستثنائية التي خاضت الإنتاج السينمائي، بالإضافة إلى مسيرتها
كممثلة في أعمال عدة أولها «ليلى» (1927) أول فيلم مصري صامت،
بالإضافة إلى «غادة الصحراء» (1929)، «وخز الضمير» (1931)، و«شجرة
الدر» (1935).
قدمت داغر للشاشة نخبة من كبار المخرجين والممثلين كهنري بركات
وحسن الإمام ، وعز الدين ذو الفقار وكمال الشيخ، كذلك فاتن حمامة
في فيلم «الهانم» (1947)، وصباح التي ظهرت للمرة الأولى على الشاشة
في فيلم «القلب له واحد» أيضاً لهنري بركات عام 1945. كذلك، تظهر
في «قلبي على ولدي» الفنانة والمغنية اللبنانية هيام يونس التي
تكرمها هذه التظاهرة، وهي أخت الفنانة نزهة يونس حيث تغني في
الفيلم الأغنية الشهيرة «وحي يا وحي» وهي لما تزل طفلة. كذلك، يعرض
فيلم «من القلب للقلب» (1952 ــ 1/5 ـ س:20:00) لهنري بركات وبطولة
كمال الشناوي، وليلى مراد ومحمود المليجي. يذكر هنا أنّ صباح أدّت
بطولة الفيلم في نسخته الاولى، غير أنه بعد انتهاء التصوير، احترق
الفيلم، فأعادت آسيا إنتاجه واستبدلت صباح بليلى مراد. ومن الأفلام
الأخرى التي أنتجتها داغر وتستعيدها التظاهرة البيروتية فيلم «ساعة
لقلبك» (1950 ــ 30/4 ـ س:20:00) للمخرج حسن الإمام وبطولة شادية
وكمال الشناوي. أيضاً، يُعرض «يا ظالمني» (1954 ــ 2/5 ـ س:20:00)
للمخرج ابراهيم عمارة (1910 ــ 1972) وبطولة صباح، منى، حسين صدقي،
ومحمود المليجي وهو التعاون الثاني بين آسيا داغر وابراهيم عمارة
بعد «المال والبنون» أيضاً عام 1954. أنتجت داغر كذلك فيلم «اللقاء
الثاني» (1967 ـ 3/5 ـ س:20:00) لحسن الصيفي وبطولة سعاد حسني،
وأحمد مظهر، وحسن يوسف وزهرة العلا.
ومن المنتجين اللبنانيين التي برزوا في السينما العالمية وتكرمهم
تظاهرة «متروبوليس» جان بيار رسام (1941- 1985) الذين عمل مع كبار
المخرجين كجان لوك غودار الذي أنتج له العديد من الافلام منها «كل
شيء على ما يرام» (1972) الذي عُرض أول من أمس في «متروبوليس أمبير
صوفيل»، بالإضافة إلى فيلم «لن نشيخ سوياً» للمخرج موريس بيالا.
أيضاً أنتج لروبير بروسون فيلم «لانسلوت البحيرة» (1974 ــ 2/5 ـ
س: 22:00) الذي يستعيده المهرجان.
عمل جان بيار رسام مع كبار السينمائيين كجان لوك غودار
وكان جان بيار رسام انتحر في باريس عام 1985 بعد معاناة طويلة مع
الاكتئاب والإحباط. رغم كل النجاح الذي حققه، إلا أن محاولته
الفاشلة لشراء شركة «غومون» للإنتاج عام 1974 كانت أحد أسباب تدهور
حالته النفسية. أيضاً من الوجوه النسائية التي يكرمها المهرجان
المنتجة اللبنانية ريتا داغر التي أنتجت وثائقي «محامي الرعب»
(2007 ـــ 30/4 ـ س:22:00) للمخرج السويسري الفرنسي باربيت شرودر.
يصوّر الأخير المحامي الفرنسي جاك فيرجيس الذي اشتهر بدعمه لحرب
التحرير الجزائرية ودفاعه عن المناضلة جميلة بوحيرد الذي تزوجها
لاحقاً، ومواقفه المثيرة للجدل كدفاعه عن ماجدلينا كوب (زوجة
كارلوس) ورفيقهما السويسري برونو بريغيه من تنظيم كارلوس (منظمة
الثوار الأمميين) وعن النازي كلاوز باربي. أيضاً، تستعيد التظاهرة
فيلم «شابلن» (1992 ــ 29/4 ـ س:20:00) الذي يروي سيرة شارلي
شابلن، وهو واحد من الأفلام الذي شارك في إنتاجها اللبناني ماريو
قصار مؤسس شركة «كارولكو» للإنتاج بالتعاون مع صديقه الهنغاري
اندرو جي فاجنا. تملك الشركة في رصيدها العديد من الإنتاجات
الهولوودية الضخمة كـ «الدم الأول» (1982)، و«غريزة أساسية 2». أما
«نادي القطن» (1984 ـ اليوم ـ س:20:00) لفرانسيس فورد كوبولا الذي
يعرض اليوم ضمن التظاهرة، فيصوّر نادي الجاز الشهير في هارلم في
الثلاثينات. شارك في إنتاج الشريط المنتج والمخرج اللبناني سيلفيو
تابت. كذلك، يحضر السينمائي الفرنسي لوي مال في «مدينة اتلانتيك»
(1980 ــ 28/4) الذي شارك في إنتاجه اللبناني غابريال بستاني. وقبل
عرض لوي مال، نشاهد وثائقي «القاهرة منورة بأهلها» (1991) الذي
يأخذنا في رحلة إلى القاهرة عبر عدسة يوسف شاهين. شريط عمل فيه
اللبناني غابريال خوري كمنتج تنفيذي.
رحلة بدأت مع آسيا داغر
علا الشافعي
القاهرة
| صحيح
أنّ مصر هي من أوائل الدول العربية التي عرفت السينما بعد ظهورها
في فرنسا، إلا أنّ أحداً لا ينكر أن حال هوليوود الشرق في بداياتها
كان شيئاً، وبعد نزوح الفنانين اللبنانيين إليها، بات شيئاً آخر.
مثلاً، لم يكن للمسرح المصري تأثير جوهري قبل ظهور جورج أبيض الذي
أنشأ الفرقة القومية المسرحية عام 1935، وأدى بطولة أول فيلم غنائي
عربي ناطق، وانتخب كأول نقيب لممثلي مصر عام 1934.
كثيرون من الفنانين اللبنانيين مثل جورج أبيض، أسهموا في صناعة
السينما المصرية والعربية، فتركوا العديد من التجارب المهمة التي
أثرت في تاريخ السينما، وأيضاً اكتشفوا العديد من النجوم وقدموهم
للسينما. من أوائل هؤلاء سيدة الإنتاج العربي وصاحبة أجمل عينين
زرقاوين على الشاشة اللبنانية، آسيا داغر. تعد الأخيرة واحدة من
رائدات السينما المصرية، إذ أنتجت ما يقارب 70 فيلماً.
آسيا داغر (1901 ــ 1986) المولودة في قرية تنورين، جاءت إلى مصر
التي كانت وقتها «كوزموبوليتان» تتسع لجميع الحضارات والثقافات. في
1927، أسست شركة «لوتس فيلم» واستمرت في الإنتاج، بينما توقفت
شركات إبراهيم وبدر لاما، وعزيزة أمير، وبهيجة حافظ. ولذلك استحقت
لقب عميدة المنتجين وأصبحت شركتها من أقدم شركات الإنتاج السينمائي
في مصر. أول إنتاج وبطولة لها كانا فيلم «غادة الصحراء». ثم تعاونت
مع بدر لاما لإخراج «وخز الضمير» (1931). بعدها، تعرّفت إلى
السينمائي والروائي والصحافي أحمد جلال، فأخرج لها كل ما أنتجته
بين 1933 و1942 مثل «عيون ساحرة»، «شجرة الدر»، و«فتاة متمردة».
لاحقاً، تزوج أحمد جلال ابنة أختها الفنانة ماري كويني وأسسا معاً
استوديو جلال (يقوم بتأجيره في الوقت الحالي المخرج رأفت الميهي)
وتفرغ جلال لإخراج أفلام شركته الخاصة مع زوجته. هنا، راحت داغر
تبحث عن مخرج آخر، فاتجهت إلى مساعد مخرج شاب ليخرج فيلم «الشريد»
عام 1942 وهو هنري بركات ذو الأصول اللبنانية أيضاً. قدم معها
العديد من الأفلام ومنها «قلبي على ولدي» (بطولة كمال الشناوي
وكيتي) و»من القلب للقلب» (بطولة ليلى مراد وكمال الشناوي ومحمود
المليجي) و»يا ظالمني» (بطولة صباح وحسين صدقي)، و»اللقاء الثاني»
(بطولة أحمد مظهر وسعاد حسني)، وفيلم «ساعة لقلبك» (بطولة شادية
وكمال الشناوي). وتوالت إنتاجات آسيا وصولاً إلى فيلم «الناصر صلاح
الدين» للمخرج الشاب آنذاك يوسف شاهين. للأسف لن تجد الكثير من
المراجع التي تؤرخ لحركة الإنتاج وإسهامات المنتجين من جنسيات أخرى
في صناعة السينما المصرية. هذا ما يؤكده السينمائي اللبناني جورج
نصر قائلاً: «تحول الموزعون اللبنانيون الذين تمرّسوا في توزيع
الأفلام المصرية في الخمسينيات إلى منتجين، ووصل عدد الأفلام
اللبنانية - المصرية المنتجة سنوياً إلى 25، ولكنها كانت بلا هوية
أو جنسية».
لم يقف الإنتاج اللبناني ـ المصري عند حد تصوير أفلام مصرية بأموال
لبنانية في بيروت. امتد التعاون إلى مجيء المنتجين اللبنانيين إلى
مصر وتكوين شركات داخل مصر، ما نتج منه عدم القدرة على تصنيف
الأفلام، هل هي أفلام مصرية أم لبنانية بما أن الإنتاج لبناني؟
لذلك كان لا بد من الحصول على شهادة تاريخية على تلك الفترة من
النجمة نادية لطفي التي تمتلك ذاكرة تحسد عليها. تقول لـ»الأخبار»
إنّ «جون خوري من أكبر المنتجين الذين أثروا السينما المصرية
بتجارب متنوعة، وكان يمتلك شركة «الشروق» وكانت تنافسه في السوق
شركة «دولار» ومقرهما في ذلك الوقت كان في شارع رمسيس». وتضيف:
«أهم ما ميز شركة خوري أنه عند اكتشافها لنجم معين، كانت تمهد له
الطريق بالتعليم والدراسة السينمائية الصحيحة، ثم الدعاية
والإعلان، ليصبح ممثلاً محترفاً. وهذا ما كانت تفعله مع الكتّاب
مثل الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وسبق للشركة أن قدمت قبلي
النجمة لبنى عبد العزيز».
«نصف
السماء» حملته جوسلين اللعبي
محمد الخضيري
إنّها مترجمة «عائد إلى حيفا» لغسان كنفاني، و«البئر الأولى» لجبرا
إبراهيم جبرا. ساندت دوماً القضية الفلسطينية ونضالات حركات التحرر
في العالم العربي. هذه المرة، يضيء المخرج عبد القادر لقطع على
معركتها المستميتة من أجل إطلاق سراح زوجها الشاعر والمناضل
اليساري عبد اللطيف اللعبي في مغرب السبعينيات والثمانينيات
باريس
| تحمل
النساء نصف السماء وفق المثل الصيني. الكاتبة والمترجمة جوسلين
اللعبي (1943) حملت على عاتقها نصف السماء لسنوات إثر اعتقال زوجها
الشاعر المغربي والمناضل السابق في اليسار الماركسي اللينيني عبد
اللطيف اللعبي. المخرج عبد القادر لقطع (1948) انطلق من كتابها
«رحيق الصبر»
La liqueur d›aloès،
لإنجاز فيلم «نصف السماء» (بطولة صونيا عكاشة وأنس الباز ــ 2014).
فيلم عبارة عن سيرة تابع فيها المخرج طريقها الطويلة في الدفاع عن
قضية زوجها، كمعتقل سياسي في سجون نظام الحسن الثاني.
من خلال سيناريو ألفه مع عبد اللطيف اللعبي، يقترب المخرج من سنوات
الانتظار الطويلة، والاعتقالات المتكررة التي لم يكن ضحيتها اللعبي
وحده، بل زوجته وأطفاله الثلاثة. كان «ذنبهم» الوحيد القرابة مع
رجل اختار الكتابة والشعر كمعارضة سياسية لنظام شمولي ذاقوا لظاه.
اللعبي الذي جعل مجلته «أنفاس» صوتاً للمعارضة الفكرية والأدبية
والسياسية، كان أيضاً من قيادات منظمة «إلى الأمام» اليسارية مع
أبراهام السرفاتي وآخرين. هذا ما جعله تحت المراقبة الأمنية،
والاعتقالات المتكررة منذ بداية السبعينيات وصولاً إلى محاكمته عام
1972، بعشر سنوات سجن قضى ثمانية منها في المعتقل.
يحكي الفيلم هذه الفترة بالضبط، لكن بعيون جوسلين التي انخرطت في
حراك أسر المعتقلين السياسيين، ووصل بها الأمر إلى أن تصير حلقة
وصل بين القيادات داخل السجن وخارجه. المعلوم عن الصبر أنه نبات
يعيش في مناخات قاسية، ومعركة جوسلين وزوجات وأمهات وحبيبات
المعتقلين السياسيين في سجون المغرب خلال السبعينيات والثمانينيات،
كانت مجبولة بنفس المعاناة. شكلت النساء الواجهة الأساسية
والفاعلات في نضالات طالبت الدولة بالاعتراف بأن الملف هو قضية
اعتقال سياسي. عشن اعتقالاً مضاعفاً: سجن رجالهن، وقسوة حيواتهن،
في مجتمع فرضت عليه السلطة السياسية إنكار كلمة «الاعتقال السياسي»
والصمت الجماعي بقوة الحديد.
أهدى المخرج العمل إلى شهداء «اليسار الجديد»
يركز الفيلم على شخصية المرأة، بينما يتوارى اللعبي الذي يؤدي دوره
أنس الباز الذي تعرّف إليه جمهور السينما مع فيلم «كازانيكرا» لنور
الدين الخماري. استطاعت صونيا عكاشة التي تعرّف إليها الجمهور
أيضاً في فيلم نور الدين الخماري الثاني «الزيرو» أن تؤدي شخصية
جوسلين المعقدة. جوسلين الفرنسية الأصل هي مغربية الهوى، أمضت
حياتها كلها في المغرب. حضور عكاشة الطاغي، رافقه شبه اختفاء للباز
الذي لم يمنح الكثير من المساحة داخل السيناريو، وكان ظهوره باهتاً
خلال مشاهد المحاكمة التاريخية التي حكم فيها بعشرات السنين من
السجن على المعتقلين اليساريين. بدا أنّ الباز غير ملمّ لا بتاريخ
اليسار ولا بأدبياته، ولا حتى بشخصيته. بدا كأنه يتلعثم فيه، ولم
يتقمص بقوة الشخصية بقدر ما كان يؤدي بشكل باهت حوارات، يغطي عليها
مظهره الوسيم.
حقق «نصف السماء» مساراً محترماً في المهرجانات، فافتتح الدورة
الأخيرة من «المهرجان الوطني للسينما» في طنجة، واختتم مهرجان «بانوراما
السينما المغاربية والشرق الأوسطية» الذي اختتم قبل أيام في «معهد
العالم العربي» في باريس. إلا أنه يظل بطعم نصف الفيلم. رغم جمالية
الصورة، وتركيبتها، والإضاءة، إلا أن هنات تظهر هنا وهناك. هنات
تصل إلى الإيقاع، والحبكة الدرامية، التي تحوم حول بعض الحكايات
المرتبطة بالاعتقال، ولا تشكل بالضرورة محطات أساسية تسهم في شد
الانتباه ورفع مستوى توقعات المشاهد.
ما يحسب للفيلم أنه لم يسقط في البكائية ولا خطاب البطولات. قدم
نماذج مختلفة لنساء ساهمن في حراك عائلات المعتقلين بخاصة إيفلين
السرفاتي، أخت أبراهام السرفاتي التي عذبت في مخافر الشرطة، بسبب
قربها من أخيها الفار حينها من الدولة، وصديقات الرفاق وأمهاتهم
اللواتي أصررن على النضال للحصول على حريتهم. وفِّق المخرج أيضاً
في مشاهد التعذيب التي كانت خَفِرَةً، ولم تسقط في فخ العنف، بقدر
ما أصرت على الإيحاء. كما أنه قدم الكثير من اللحظات الطريفة في
اعتقال اللعبي، كقدرة جوسلين على إدخال الفودكا إليه في السجن،
وتواطؤ حارس الأمن معه الذي أخرجه من الاعتقال إلى شاطئ البحر، في
السنة السادسة من اعتقاله.
أهدى المخرج الفيلم إلى شهداء حراك «اليسار الجديد» في المغرب في
سنوات السبعينيات، كعبد اللطيف زروال، وسعيدة المنبهي، وجبيهة
رحال، ووفى جوسلين اللعبي بعض حقها. هي المرأة التي وقفت دائماً
إلى جانب القضايا العادلة نضالاً سياسياً وأدبياً: فهي مترجمة
«عائد إلى حيفا» إلى الفرنسية، ومعها «البئر الأولى» لجبرا إبراهيم
جبرا، كما ساندت دوماً القضية الفلسطينية ونضالات حركات التحرر في
العالم العربي.
خميس السينما | في غاليري صفير
روان عز الدين
منذ تأسيسها في بيروت عام 2005، شغلت غاليري «صفير ـ زملر» مساحة
واسعة من النشاط البيروتي الفني المعاصر والمفهومي. احتضنت معارض
فردية لوليد رعد وأكرم زعتري وإيتل عدنان وإيتو برادة، كما شكّلت
منصة للتبادل الثقافي في الشرق الأوسط. أخيراً، أطلق هذا الفضاء
نادياً للسينما، يستعيد فيه كلاسيكيات السينما العربية. الخطوة
بدأت ضمن فعاليات 3010
Gallery
للإحتفال بمرور 30 عاماً على افتتاح «غاليري صفير ــ زملر» في
ألمانيا، و10 سنوات في لبنان.
يفتتح نادي السينما برنامجه مع إعادة عرض بعض هذه الأفلام في «غاليري
صفير ــ زملر»، إلى جانب أعمال لمخرجين صنعوا ذائقة السينما
الكلاسيكية العربية خلال القرن الماضي أولها «باب الحديد» (1958)
ليوسف شاهين (1926 ــ 2008) الذي شاهدناه الخميس الماضي. الموعد
الثاني (30/4) مع المصري سعيد مرزوق (1940 ــ 2014)، ورائعته
«زوجتي والكلب» (1971 ــ 90 د). تتعمق أحداث الشريط في الداخلي
والمخبأ لنفسية أبطاله أهمها الريس مرسي (محمود مرسي).
أعمال لسعيد مرزوق وأحمد بوعناني وأحمد معنوني
يبتلع الشك الهوسي رأس الريس ويغرقه بالهواجس عن احتمال خيانة
زوجته (سعاد حسني) مع معاونه نور (نور الشريف). المحطة التالية
(6/5) مع أحد أبرز أعمال المغربي أحمد المعنوني (1944). في تسجيلي
«الحال» (1981 ــ 86 د) يتتبع المخرج أسلوب حياة فرقة «ناس الغيوان»
التي شكلت «صوت الشعب» في المغرب خلال النصف الثاني من القرن
العشرين. يظهر الفيلم علاقة أعضاء الفرقة بالحي المحمدي في الدار
البيضاء الذي انطلقت منه أواخر الستينات. ألهم «الحال» مارتن
سكورسيزي، فاختار بعض أغاني «ناس الغيوان» لموسيقى شريطه «الإغواء
الأخير للمسيح» (1998). من المغرب أيضاً نشاهد «السراب» (1979 ــ
110 د ــ 14/5) لأحمد البوعناني (1938 ــ 1911). إنه الشريط
الروائي الأول للمعلم المغربي الذي لعب دوراً أساسياً في إدخال
النفس التجريبي إلى السينما المغربية. نرى قصة فلاح شاب يعثر على
مال في كيس طحين، حادثة تقوده إلى متاهات المدينة عبر بناء سردي
يستعير عناصره من الأدب.
أحمد راشدي يتخلى عن البطل الأوحد!
زهور غربي
الجزائر
| في
«ساحة سي الحواس» مقابل قصر أحمد باي في قسنطينة، أعطت وزيرة
الثقافة الجزائرية نادية لعبيدي إشارة انطلاق تصوير الفيلم
التاريخي «أسوار القلعة السبعة» للمخرج المعروف أحمد راشدي. الشريط
الذي تنتجه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ـ لارك»، بدعم من
وزارة الثقافة و«صندوق دعم وتطوير تقنيات السينما»، مقتبس عن رواية
بالعنوان نفسه للكاتب محمد معارفية. في هذا الكتاب، سرد معارفية
قصة عن الثورة الجزائرية التي وصفها أحمد راشدي بأفضل ما كُتب في
الرواية عن الثورة الجزائرية. قصة غير مقترنة بشخصية معينة، تدور
أحداثها في قرية صغيرة في الشرق الجزائري. أحمد راشدي الذي عرض
أخيراً آخر أفلامه التاريخية «العقيد لطفي» وقبله «كريم بلقاسم»
(كلاهما عرضا في عام 2015)، وفي عام 2009، قدم فيلمه «مصطفى بن
بولعيد»، ها هو يعود مجدداً إلى الأفلام التاريخية. لكنه يبتعد هذه
المرة عن أفلام البطل الأوحد، رغم أنه يؤكد أنّ البطل الأوحد هو
الشعب. يقدم راشدي تصوراً جديداً عن انتفاضة الشعب حين يتعلق الأمر
بالأرض. يقول لـ «الأخبار»: «أصرّ دائماً على النبش في فترات مهمة
من تاريخ الجزائر.
هذه المرة نستنطق الأرض ونسرد قصص نضال الشعب الجزائري وتمسكه
بأرضه وهي أغلى ما يملك. فهي بمثابة انتهاك لعرضه وشرفه، فبينما
شرعت فرنسا بعد احتلالها للجزائر سنة 1830 بتشييد قلاع وأحصنة
كأنها ستخلّد على هذه الأرض، استمات أبناء الجزائر الأحرار في دكّ
قلاعها وأسوارها والدفاع عنها إلى أن أخرجوها سنة 1962».
في 120 دقيقة، سيحاول صاحب «الأفيون والعصا» تسليط كاميراه على
شخصية «الحاج العيد» وهو رجل طاعن في السن، ويعدّ الشخصية الرمزية
لقصة هذا الفيلم. قبل انطلاق ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، يحاصر
ابنه الثوري العنيد «ثابتي» منزل أحد المعمرين الذين سلبوه أرضه
ويتمتعون بخيراتها، سعياً منه للانتقام. لكن الهجوم يقابل بالفشل
ويواجه القائد «لوسيان» الذي يتمسك بأرض الجزائر، «لأن الجزائر هي
فرنسا». ويدخل الطرفان في مواجهات قوية. سيشهد الشريط مشاركة أكثر
من 70 ممثلاً وفق ما كشف لنا أحمد راشدي يتقدمهم الممثل حسان كشاش.
وسيستمرّ التصوير 14 أسبوعاً في ولايات عدة منها سوق أهراس، وباتنة،
ومستغانم، والمسيلة والجزائر العاصمة. وكشف راشدي لنا أنّه في صدد
التفكير بمشروع سيناريو، يتناول فترة الأحداث التي وقعت بعد 5 تموز
(يوليو) 1962.
موسم «شمّ النسيم» سينمائياً : ابن «الزعيم» ليس زعيماً
علا الشافعي
القاهرة
| شهد
الموسم السينمائي المصري «شمّ النسيم» تطوّراً واختلافاً عن موسم
منتصف العام. رغم تنوّع الأفلام التي عُرضت خلاله، إلا أنّه لم
يحقّق إيرادات كبيرة. لكن الموسم الحالي الذي تُعرض فيه ستة أفلام،
يشهد منافسة حقيقية منذ بدء عرض أفلام موسم الربيع التي دخلت
أسبوعها الثالث. مع ذلك، تستمرّ في حصد الإيرادات وتحقيق الملايين.
كما أن الشركات المنتجة تعمد إلى استغلال أشكال الدعاية للترويج
لأفلامها، إذ تسيّر الدعاية التقليدية جنباً إلى جنب مع أشكال أخرى
من الدعاية، وتحديداً الفيلمين اللذين يتصدران الإيرادات. المنتج
أحمد السبكي يصطحب نجوم فيلمه «زنقة ستات» (تأليف هشام ماجد، وكريم
فهمي وإخراج خالد الحلفاوي، بطولة حسن الرداد وإيمي سمير غانم) في
جولات على دور العرض في القاهرة، فتجدهم يقفون وسط الجمهور يرقصون
ويغنّون أو يقومون بقطع التذاكر لمرتادي دور العرض. أما فيلم
«كابتن مصر» (إخراج معتز التوني وتأليف عمر طاهر وبطولة محمد عادل
إمام) فيعتمد على السمعة التي يحقّقها الفيلم، والأرقام الكبيرة
التي يواصل حصدها يومياً. كذلك، اعتمد الفيلم على حملات الترويج
على غرار قيام عادل إمام باصطحاب بعض أصدقائه، ومنهم الكاتب يوسف
معاطي لمشاهدة فيلم ابنه، والاطمئنان على إيراداته ونجاحاته
المتتالية. لا تحمل الأفلام المعروضة أيّ بُعد فنيّ، فهي أفلام
تجارية في تركيبتها الدرامية وتوليفتها. يخرج المشاهد من دور العرض
من دون أن يحمل منها شيئاً في الذاكرة، تماماً مثل أوراق
«الكلينكس». ولكن رغم تلك التركيبات التجارية النمطية، إلا أن
«زنقة ستات» الذي تصدّر الإيرادات حتى الأسبوع الماضي ووصلت إلى 10
ملايين ونصف المليون جنيه مصري (مليون و372 ألف دولار)، يقدّم
موهبة جديدة في الإخراج وهو خالد الحلفاوي. والأخير نجح في أوّل
تجربة سينمائية له، وأعاد إطلاق حسن الرداد كنجم كوميدي من خلال
فيلم كتبه كريم فهمي وهشام ماجد، وهما نفسهما ممثلان ولكنهما
اكتفيا بالكتابة في هذا الفيلم.
حقّق «زنقة ستات» إيرادات وصلت إلى مليون و372 ألف دولار
يروي «زنقة ستات» حياة طبيب يدعى علي (حسن الرداد) أجبره والده
الطبيب النفسي (سامي مغاوري) على دراسة الطبّ، بينما هو يكره هذه
المهنة ويتمنّى السفر إلى لندن لتسلم المصنع الذي ورثه عن والدته
الإنكليزية. ولكن والده يرفض أن يمنحه له خوفاً من استهتاره
وعلاقاته النسائية المتعدّدة، فهو يتنافس ووالده في معرفة أكبر عدد
من النساء. كما أنه لا يتردّد في استغلال مريضات والده اللواتي
يذهبن لتلقي العلاج، عن طريق الممرضة المستغلّة التي تعمل في
العيادة (إيمي سمير غانم). رغم نمطية السيناريو والصدف الكثيرة
المبنيّة عليها الحبكة، إلا أن الكاسب الوحيد من «زنقة ستات» هو
حسن الرداد. ليس فقط بفضل ذكاء المنتج أحمد السبكي في الترويج له،
بل لأن هناك مُخرجاً يعرف كيف يقدّم نجماً بشكل مختلف، وكيف يصنع
فيلماً كوميدياً ذا إيقاع رغم تكرار التيمة.
وإذا كان الرداد نجح من خلال مخرج شاب ومنتج ذكي، إلا أن «كابتن
مصر» الذي قفز في نهاية الأسبوع الماضي إلى المركز الأوّل محقّقاً
11 مليون جنيه مصري (مليون و473 ألف دولار ـ بطولة محمد عادل إمام)
نجح بفضل التركيبة التي صُنعت خصيصاً لخاطر عيون ابن «الزعيم». ذلك
النجاح بدأ من التيمة الشعبية للعمل وهي لعبة كرة القدم، وصولاً
إلى اختيار عدد من نجوم الكوميديا الذين لمعوا أخيراً ومنهم من
قدّمهم أحمد مكي في مسلسل «الكبير قوي» على غرار: بيومي فؤاد،
ومحمد سلام، وأحمد فتحي، وعلي ربيع. تدور أحداث «كابتن مصر» حول
كمال (محمد إمام) لاعب الكرة الذي انتقل من الوقوف على الخطّ
احتياطياً ليُصبح في لحظات نجماً جماهيرياً تأتيه عروض لتقديم
حملات إعلانية، وتطارده النساء. لقطات تأتي سريعة ومتلاحقة تعبّر
عن الطفرة التي حدثت لكمال أو «كيمو»، كما تحمل سخرية من بعض
الشخصيات العامة على غرار مرتضى منصور، ولاعب الكرة مجدي عبد
الغني. فجأة، تنقلب الأحداث رأساً على عقب عن طرق القتل الخطأ، إذ
يجد كمال نفسه في السجن، يأتيه في الحلم من يخبره بأنه دخل السجن
بسبب الكرة وسيخرج منه بالكرة، وينشئ فريقاً من المساجين ليبدأ في
الحضور عبر الميديا. الفيلم بالطبع يكرّر طرح رسالة مفادها
«الجريمة لا تفيد» التي سبق وشاهدناها وما زلنا في الكثير من
الأفلام. ورغم أننا أمام فيلم كوميديّ بامتياز من خلال كمّ
المفارقات والشخصيات المشاركة في العمل، لكن يبدو من خلال تعليقات
الجمهور أن بعضهم دخل ليبحث عن الشاب علي ربيع، أو بيومى فؤاد، أو
أحمد فتحي. شخصيات يتجاوب معها الجمهور ويحفظ تعليقاتها، ووحده ابن
«الزعيم» لا يحقّق هذا التجاوب رغم وسامته ومحاولته إلقاء إيفيهات
ونكات. ورغم تصدّره المركز الأول، إلا أن الحاجز الأكبر الذي يواجه
محمد إمام أنه لا يستطيع الخروج من عباءة والده عادل إمام. إذ يصرّ
على محاكاته في لزماته، والطريقة التي ينظر بها إلى الكاميرا، ولكن
ابن «الزعيم» الذي يتصدّر الإيرادات ضَمن أيضاً عرضاً حصرياً
لفيلمه على
mbc
التي يظهر نجومها في لقطات في الفيلم ومنهم الإعلامي شريف عامر،
والشيف حسن، وأبو حفيظة.
اللجوء السوري: أنجلينا «بهدلت» مجلس الأمن
وسام كنعان
عندما زارت أنجلينا جولي اللاجئين العراقيين في مخيم «جرمانا» عام
2009، تركت انطباعاً بالغ الأثر، حتى أنّ النجم الراحل نضال سيجري
حكى عن تأثير هذه الزيارة في تجربته الإخراجية الأولى في الفيلم
التلفزيوني «بطعم الليمون». كذلك، التقط أحدهم صورة لرجل متعب يغفو
على كرسي في حديقة عامة أمام الفندق الذي نزلت فيه النجمة
الهوليوودية.
أُطلق على الصورة يومها اسم «في انتظار أنجلينا جولي». بقيت
الحسناء الأميركية محط أنظار الملايين من عشاقها السوريين إلى أن
بعثرت الحرب هؤلاء وأحالتهم لاجئين في مخيمات الشتات، وكتب لبعضهم
رؤية جولي وجهاً لوجه وهي تذرف دموعاً على حالهم. ثم طرب آخرون
لنيتها تبني طفلة سورية. كل ذلك رسّخ مكانتها في قلوب السوريين.
على هذا المنوال، كانت عطلة نهاية الأسبوع حافلة بصور نجمة هوليوود
على المواقع والصفحات السورية، مذيلة بجمل الثناء وببعض مما قالته
أمام مجلس الأمن، إضافة إلى فيديو يظهرها في الجلسة وهي تدعو أعضاء
مجلس الأمن إلى زيارة اللاجئين السوريين لرؤية أوضاعهم عن كثب.
وأضافت أنّ «مجلس الأمن لا يستخدم الصلاحيات المخولة له كي يحمي ما
يزيد عن 4 ملايين سوري من ضحايا النزاع الدائر هناك، ولا يملك
الإرادة السياسية كي يحل هذه الأزمة». واستطردت: «لقد ذهبت 11 مرة
إلى مناطق مختلفة لوجود اللاجئين السوريين منذ بداية الأزمة عام
2011.
إن أمل هؤلاء في الأمم المتحدة تحوّل إلى غضب بعد 4 سنوات من
النزاع المسلح من دون تدخل دولي، وما يثير الغثيان أن نرى الآلاف
من اللاجئين غرقى على عتبة أغنى قارات العالم. نحو أربعة ملايين
لاجئ سوري ضحايا لصراع لا يشاركون فيه، ورغم ذلك فهم مرفوضون وينظر
إليهم باعتبارهم عبئاً. إن عمل الأمم المتحدة يقتضي إيجاد الحلول
للمشاكل والحفاظ على الحياة (...) لكننا فشلنا في سوريا. ونتحمل
المسؤولية الأخلاقية التي لا يمكن التنصل منها لحماية هؤلاء
اللاجئين».
القصة لم تمض على خير. بعض الأقلام المشاكسة لم تكتف بمديح النجمة،
بل وجهت نقدها إلى النجوم السوريين الذين يفترض أن يقوم أحدهم بهذا
الدور. ولأنه كتب على السوريين النزاع حتى في ما تتفق غالبيتهم
عليه، بادر صحافيون مبتدئون وناشطون إلى انتقاد «المديح المجاني
لأنجلينا جولي وافتخار الجمهور السوري بشعور الشفقة الذي أبدته
تجاهه» على حد تعبيرهم. في المقابل، انتفض آخرون معتبرين أنها
تتقاضى مليارات الدولارات على ما تقوم به وليس لها منّة على أحد.
مع ذلك، بقيت تلك الأصوات مجرد نشاز لا يسمعه أحد وسط حالة الحفاوة
بجولي التي عبّرت عما يجول في خاطر السوريين بعد تماسها المباشر
معهم.
https://www.youtube.com/watch?v=Dwe8EMI3JN4
آل باتشينو في عيده... شيخ الشباب
نادين كنعان
احتفل النجم الهوليوودي آل باتشينو (الصورة) أوّل من أمس بعيد
ميلاده الخامس والسبعين. خلال العقود الخمسة الماضية، قدّم عملاق
السينما الأميركية أدواراً لا تُنسى، مثل مايكل كورليوني في ثلاثية
«العرّاب» (إخراج فرانسيس فورد كوبولا)، وفرانك سيربيكو في «سيربيكو»
(1973 ــ إخراج سيدني لوميت)، وبيغ بوي كابريس في «ديك ترايسي»
(1990 ــ إخراج وارن بيتي)، وريكي روما فيGlengarry
Glen Ross (عام
1992 ــ إخراج جايمس فولي)، وكوهين في المسلسل القصير
Angels in America
الذي أنتجته
HBO
عام 2003 تحت إدارة المخرج مايك نيكولز.
رغم لائحة الإنجازات الطويلة، ما زال النجم الأسطوري على رأس
اللعبة، مسجّلاً تحوّلاً في الأداء من خلال دوره في الفيلم
الإيروسي ــ الكوميدي
The Humbling
للمخرج باري ليفنسون، الصادر العام الماضي ويستند إلى رواية فيليب
روث التي تحمل الاسم نفسه (2009)، وفق ما ذكرت مجلة «رولينغ ستون»
في بداية 2015.
في الذكرى الـ75 لميلاده، احتفت الصحف الأجنبية على طريقتها
بالممثل المولود في مانهاتن لوالدين إيطاليين. الـ «غارديان»
البريطانية نقلت عنه مجموعة من التصريحات، بينها أنّه تعلّم ألا
يعيش في الخفاء، مضيفاً أنّه يصعب على أولاده الثلاثة (جولي 25
سنة، والتوأم أنطون وأوليفيا 14 سنة) الخروج معه في العلن: «إذا
صودف خروجي من دون أن يعرفني الناس، فهذا ترف حقيقي». وتابع قائلاً
إنّه «مرّت عليّ أوقات في صغري عانيت فيها من ضيق مادي، حتى أنّني
بعد التخرّج كنت بلا وظيفة مراراً، ونمت على باب أحد المتاجر
لأيّام».
مرّت عليّ أوقات في صغري عانيت فيها من ضيق مادي
وأوضح أنّ «جدّي جايمس جيراردي علّمني كل شيء عن العمل. أي نوع عمل
كان مصدر السعادة في حياته»، لافتاً إلى أنّ أساتذته في المدرسة
اعتقدوا «أنّني كنت بحاجة إلى أب. والداي انفصلا عندما كنت في
الثانية، وأردت أن أتعاطى مع أولادي بطريقة مختلفة، فقسّمت وقتي
بينهم وبين العمل».
وأشار إلى أنّه ليس محروماً من الأصدقاء في حياته، كما أنّه يتفهّم
قيمة وقوّة مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنّه ليس ناشطاً عليها
شخصياً: «لدي صفحة على فايسبوك تحتوي على 5.4 مليون لايك. ماذا
يعني هذا؟ لا أعرف! لكنّني أقدّر أنّ هذه المنصات مفيدة في إيصال
الرسائل». وأقرّ بأنّ مايكل كورليوني ما زال أصعب دور أدّاه حتى
اليوم، وأردف قائلاً: «أجدادي جاؤوا من بلدة في صقلية تُدعى
كورليوني. قدر؟ نعم ربّما!». وختم نافياً وجود أي منافسة بينه وبين
روبرت دي نيرو كما يشيع بعضهم، مؤكداً أنّه «صديق، وهناك الكثير من
القواسم المشتركة بيني وبين بوبي. أعشق ما يقدّمه في الكوميديا.
إنّه عبقري».
يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر
| KanaanNadine@ |