كيف يستفيد النجوم الشباب من تجارب {الكبار}؟
على غرار أي مجال في الحياة الفن هو تراكم خبرات عبر التواصل بين
الأجيال، فيستفيد الشباب من تجارب الكبار ويتحاشون الوقوع فيها، من
هنا يتمنى فنانون شباب كثر الوقوف أمام الكاميرا مع عمالقة الفن
ليختبروا عن كثب التجارب الغنية المليئة بالعبر، وليتحاشوا قدر
الإمكان الأخطاء التي وقع فيها «الكبار». من هنا توق الشباب إلى
الوقوف أمام نجم كبير، وإذا كانت هذه التجارب نادرة بعض الشيء، إلا
ان عودة عجلة الدراما إلى الدوران قد توفر مساحة لتبادل الخبرات
وللاستفادة من «الكبار» على الصعيدين الفني والشخصي.
ماذا تعلّم نجوم الدراما والغناء من النجوم العمالقة وبماذا ينصحون
الجيل الجديد للحفاظ على استمرارية ناجحة؟ سؤال وجهته «الجريدة»
إلى نجوم عرب وحصدت الأجوبة التالية.
مثابرة وتضحية
كتب الخبر: أحمد
عبدالمحسن
يوسف العماني
{تعلمت
المثابرة والصبر والتحمل والعمل بإخلاص وإتقان}، يؤكد الفنان يوسف
العماني موضحاً أنه استفاد من الرواد الذين تعامل معهم وارتبط بهم
عبر مجموعة من الأعمال الغنائية، سواء عن طريق تقديم ألحان غنائية
أو أداء أغنيات من كلماتهم وألحانهم.
يضيف: «أخرجت الفترة الذهبية للطرب الكويتي رواداً ليس في الكويت
والخليج فحسب، إنما اخترق الرواد الكويتيون الوطن العربي بكافة
أرجائه، على سبيل المثال الفنان القدير عبدالله الرويشد، أحد أهم
رواد الأغنية في الكويت، لذا التعامل معه ومع الفنانين الآخرين شرف
كبير».
يوضح أنه استفاد كثيراً من جيل الرواد، ويحاول راهناً تعليم
الفنانين الشباب ما تعلمه منهم، ناصحاً إياهم بأن يتمتعوا بالصبر
إزاء المشاكل الغنائية التي يعاني منها الوسط الغنائي في الوطن
العربي.
يتابع أن التعلم من الآخرين والاستفادة من الأخطاء أفضل الطرق
لبلوغ النجومية، والأهم المثابرة والاستمرارية في الوسط الغنائي
كونه يتطلب حضوراً واجتهاداً من الفنانين الشباب، {كما ضحى الرواد
يجب أن نضحي وأن نتجاوز كل مشكلة تواجهنا باحتراف وذكاء}.
علي كمال
اخذت الكثير من المقامات الطربية وجربتها وألّفت أغنيات طربية بفضل
الجيل القديم}، يوضح الفنان علي كمال لافتاً إلى أن حضور الرواد
مع أي جيل سيعطيه استمرارية، وأي تخاذل قد يؤثر على الوسط الفني.
يضيف: {بعض المطربين الكبار يرفضون تقديم مساعدات لفئة الشباب وهذا
خطأ قد يؤثر على الفنان نفسه وقد يصيبه بالإحباط، لا يتعلق الأمر
بقدرات الفنان العالية بل يحتاج إلى دعم ومساعدة من الأجيال التي
سبقته في هذه التجربة، وثمة فنانون كثر يساعدون الشباب ويقدّمون
نصائح لهم، وهذا الأمر لا بد من أن يحدث وأن يشعر به كل فنان}.
ينصح الشباب بالابتعاد عن كل ما يحبطهم، وأن يصبوا كامل تركيزهم
على أمور إيجابية في الوسط الفني حتى وإن كانت بسيطة، ويتابع:
{للأسف تنجرف نسبة كبيرة من الشباب خلف الأغاني الهابطة التي
تفتقر إلى لحن وكلمة وايقاع، أصبحت الأغاني في هذه الأيام مهزلة
انجرف خلفها نجوم وفنانون شباب، اعتبر هذا الأمر كارثة حقيقية تهدد
الوسط الفني في دولة الكويت}.
محمد رمضان
{العمل
مع عمالقة في الفن يعطيك أموراً مميزة تستطيع تعلمها بسهولة
وإتقان}، يوضح الفنان محمد رمضان مشيراً إلى أن ارتباطه بالعمل مع
فنانين عمالقة ساهم في تطوره كفنان، لا سيما بعد مشاركته في مسلسل
{العافور} مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا.
يضيف: {شاركت مع حياة الفهد وداوود حسين وعبدالحسين عبدالرضا
وفنانين آخرين، واستفدت من هذه التجارب وتعلمت كيفية الوقوف أمام
الشاشة والالتزام بالنص والوقت واحترام الآخرين، في النهاية الوسط
الفني عبارة عن علاقة ودً وتبادل خبرات بين الفنانين}.
يتابع: {تملك الكويت جيلاً فنياً من الشباب المتألق والطموح قادراً
على حمل مشعل الفن إلى بر الريادة والعودة من جديد إلى صدارة
المشهد}، لافتاً إلى أن المشكلة التي يعاني منها الفنانون الشباب
هي نقص الإمكانات المادية والإنتاجية في معظم الأعمال، وعدم وجود
بيئة صحية مناسبة للمشاركة في الأعمال، خصوصاً المسرحية
الأكاديمية، ومؤكداً أن الشباب الكويتي طموح، يعمل بجد ويسهر
للمشاركة في أعمال فنية هادفة، {هذا ما شاهدته في المعهد العالي
للفنون المسرحية، وفي بعض بروفات مسرحية ومواقع تصوير، نتعلم في كل
يوم جديداً ونستفيد من الآخرين، علينا فقط الاجتهاد والعمل الجاد
والدؤوب، بعد ذلك كل شيء توفيق من الله عز وجل}.
إحساس وصدق في الأداء
كتب الخبر: ربيع
عواد
الياس الرحباني
«لم
أغيّر مساري الفنّي يوماً، ولا تزال الأغنيات التي قدّمتها منذ
خمسين عاماً ماثلة في ذهن الجمهور من دون أي ترويج إذاعي أو
تلفزيوني» يؤكد الياس الرحباني مشيراً في حديث سابق لـ «الجريدة»
إلى أنه في بداياته الفنية تعامل مع الكبار.
يضيف: «طلب مني وديع الصافي أغنية على ذوقي وأرادني أن أغنيها
أمامه ليتعلّم منهاجها منّي، كذلك صباح عندما طلبت منّي أغنية
أرادت أن أعلّمها إياها. للأسف هذه الاخلاقية في التعاطي مفقودة
راهناً، لأن الفنان الحقيقي يعرف كيفية التعامل مع المؤلف الموسيقي
ويدرك قيمة هذا الأخير فنياً، فيما أصبح الفنان المبتدئ يسألني»شو
عندك بهالجوارير» وكأنني أبيع سلعاً، بينما يُفترض أن استمع إلى
صوته أولا لأحدد مستواه وما يليق به.
حول نصيحته للفنانين الجدد يتابع:»يحتاجون إلى منتج أولا كي لا
يلجأون إلى وسائل غير مستحبّة بهدف تحقيق شهرة مثلما فعل بعضهم.
فضلا عن أن الموهبة وحدها لا تكفي وتحتاج دراسة أكاديمية.
مروان خوري
{تعلمت
الرقيّ من الكبار، لا يستفزني تقديم حفلة مع متعهد صاحب رؤية
تقليدية، همّه الوحيد المكسب المادي}، يقول مروان خوري الذي يشرف
اليوم على أكاديمية لتعليم الموسيقى، مشيراً إلى أن حفلاته ليست
كثيرة في لبنان لأن النوعية التي يعرضها عليه المنتجون لا تناسبه
أحياناً، وأن القضية عنده أبعد من ذلك، فهو يريد تقديم نفسه
بطريقة مختلفة ومناسبة.
يضيف: «المطلوب أن ترتبط أعمال الفنان بأحاسيسه وما يمكن أن يترجمه
من خلال ثقافة موسيقية يجب أن ينقلها للجمهور، ويرتقي عبرها الى
النجومية، هذا ما تعلمته من عمالقة كبار، الرحابنة، وديع الصافي،
أم كلثوم وغيرهم ممن قدموا اعمالاً خالدة، كانت وستبقى على تماس مع
أحاسيس الناس وتطلعاتهم».
عما إذا كانت مهمته كفنان توجيه أذواق الناس باتجاهات معينة
والارتقاء بها الى المستوى المطلوب، يتابع: «هي مهمة كل فنان، من
يحاول مسايرة ذوق الناس يخطئ، خصوصاً أن الجمهور ليس واحداً، بل
ثمة أناس لكل نوع موسيقي، فإن سار الفنان وراء السائد في السوق
يتوقف عن التجديد».
معين شريف
{تعلمت
من الكبار الالتزام واحترام الجمهور والذوق العام}، يوضح معين
شريف الذي طالما اعتبره وديع الصافي ابنه الروحي وكان أفضل من أدى
أغنياته، مشيراً إلى أن الفنان ليس بعابر سبيل في الفن بل يحمل
رسالة ومسؤولية، عليه أن يكون على قدرها.
يضيف أن وديع الصافي قدّم له دعماً معنوياً وفنياً وكان بمثابة
المثال الأعلى له، لافتاً إلى أن الفنان الوحيد الذي ينافسه هو
معين شريف نفسه الذي يسعى دائماً إلى تقديم الأفضل.
يتابع: «أغني كل ما أحلم به من موضوعات سياسية ومواقف وطنية، وكذلك
عاطفية وإنسانية، وأنا مرتاح لمسيرتي لأنني منسجم مع ذاتي»، واصفاً
جمهوره بأنه مثقف ويعرف ماذا يسمع ويختار ما يقدم لأذنه.
وحول
نصيحته للجيل المقبل يقول: {رغم أن التيار ممكن أن يكون معاكساً،
إلا أن على من يريد خوض غمار الفن أن يصر على أن يحكم الاحترام
والثقة المتبادلة مع الجمهور مسيرته}.
باسكال صقر
«نجاحي
ليس نتيجة جهد فردي بل بمساعدة الكبار الذين تعاونت معهم» تؤكد
باسكال صقر ناصحة الجيل الجديد بضرورة تقديم أعماله بصدق وحب للفن
والرسالة التي يحملها، مشيرة إلى أن الميزة التي جعلتها حاضرة في
ذاكرة الجمهور، رغم غيابها المتقّطع، أنه أحب أغنياتها فاخترقت
وجدانه، لأنها اعتمدت الصدق والاحترام له وللوطن، فتخطت الزمن
وانتقلت من جيل الى جيل.
تضيف: «لست مسؤولة وحدي عن هذه الاعمال، أشكر المؤلفين الكبار
الذين تعاونت معهم، على غرار الياس الرحباني وأنطوان جبارة وملحم
بركات وايلي شويري وزكي ناصيف ووجدي شيّا، فقد اجتهدنا معاً لتقديم
عمل مميز وجميل يستمر في الذاكرة. هكذا تخطّت هذه الأغنيات الزمن
حتى أن بعضها لا سيما الديني والوطني يدرّس في المناهج المدرسية.
وعما إذا كان الفنان مسيّراً بإرادة جمهوره تتابع:» يجب أن يكون
الفنان قدوة وينوّع في أعماله، فلا يلغي نوعاً من أجل آخر، لأن
الجمهور يعشق الأنواع كافة، فأحياناً يريد الرقص والاستمتاع
بالأغاني الشعبية، وأحياناً أخرى يريد أن يحلم من خلال الأغنيات
الرومانسية».
احترام الوجوه الجديدة والالتزام
كتب الخبر: بهاء
عمر
يؤكد محمود عبد المغني أن تجربة العمل مع جيل الرواد، تمثل علامة
بارزة في حياته الفنيه، مشيراً إلى أن عمله في بداية مشواره مع
المخرج إسماعيل عبد الحافظ في مسلسل «ليالي الحلمية»، ورغم أن
دوره كان صغيراً ومحدوداً، إلا أنه تعلم منه الدرس الأول وهو أن
يبذل جهداً مع كل دور يؤديه، مهما كانت مساحته، ليتمكن من تحقيق
النجاح من خلاله.
يضيف أنه شاهد بنفسه كيف يتعامل عمالقة الفن أمثال صلاح السعدني
ويحيى الفخراني وصفية العمري وغيرهم، بحرفية مع توجيهات عبد الحافظ
التي تبرز حرصه على صورة الفنان وأدائه بشكل حقيقي، في مقابل تفهم
من الفنان وتعاونه والتزامه.
يتابع أن يحيى الفخراني، أحد العمالقة الذين أثروا في حياته، إذ
أدى أمامه دوراً في مسلسل «شيخ العرب همام»، مشيراً إلى أن هذه
التجربة من نوعية خاصة بالنسبة إليه، ومؤكداً أن الوقوف أمام نجم
بحجم الفخراني ووجود حوار معه جعلاه يتعلم الكثير لاسيما التزامه
بمواعيده وحرصه على الحفظ الدقيق وعلى تفاصيل الشخصية التي يجسدها
كما لو كان يقدم دوراً للمرة الأولى، وتركه مساحة للممثل الذي يقف
أمامه لإظهار مواهبه، لعلمه بأن الفنان الكبير يكون جيداً بمن
حوله، وإذا كان فريق العمل ككل جيداً فإنه يصب في مصلحة الجميع.
ودّ وتوازن
يعتبر إيهاب توفيق نفسه من المحظوظين بالتعرف إلى موسيقار الأجيال
محمد عبد الوهاب في مطلع حياته الفنية، ورغم أن الفترة لم تكن
طويلة، لكنها كانت خطوة مهمة ترتب عليها الكثير في حياته الفنية
والإنسانية، أولها وضع الفن في صدارة اهتماماته، التدقيق في
التفاصيل مهما كانت صغيرة، والحرص على الوصول إلى الجمهور والتأثير
فيه بشتى السبل، لافتاً إلى أن موسيقار الأجيال هو من اختار له
اسمه الفني.
يضيف أن العلاقة المتوازنة والارتباط بود مع الزملاء في الوسط
الفني من بين أهم المكتسبات التي تعلمها وكان حريصا عليها.
بدورها تؤكد أميرة العايدي، أنها احتكت بجيل عظيم في مسلسل «حديث
الصباح والمساء»، ضم نخبة من نجوم مصر، من بينهم: ليلى علوي، خالد
النبوي، عبلة كامل، أحمد خليل وأحمد ماهر، وأن تلك التجربة علمتها
أنها من الممكن أن تقبل دوراً صغيراً وتثبت قدراتها عبر مساحة
محدودة أياً كانت، لافتة إلى أن الفنانين الكبار الذين شاركوا في
المسلسل قدموا نموذجاً يحتذى به في إثبات القدرات عبر مساحات
محدودة في السيناريو.
تضيف أن تجربة العمل مع العملاقين محمود مرسي ويحيى الفخراني في
مسلسل «لما التعلب فات» أفادتها، خصوصاً أن الفنان لا يصادف كثيراً
في مشواره عملا يشارك فيه مع هؤلاء.
تتابع أن احترام ممثلين قديرين مثل مرسي والفخراني النص الذي كتبه
أسامة أنور عكاشة أهم ما تأثرت به في حياتها الفنية، موضحة أنها
تعلمت من النجوم الكبار ضرورة احتواء الوجوه الجديدة وتقديم العون
والمساعدة لهم لإثبات قدراتهم.
رهان وجهد
بالنسبة إلى علي الحجار، تجربة العمل مع الموسيقار بليغ حمدي، الذي
لحن له أغنية «على قد ماحبينا»، أبرز تأثيرات جيل الرواد في مسيرته
الفنية، موضحاً أنها تحمل دروساً أولها احتفاء المخضرمين، على غرار
بليغ، بالمواهب الشابة، فضلاً عن عدم الاستهانة بقدرة المطرب
الصاعد وتقديم لحن جيد يلفت نظر الجمهور، وهو تعبير عن ذكاء من
الملحن الذي يعرف أن المطرب هو سفير إبداعه للناس.
يضيف أن الدرس الثالث من تلك التجربة هو أن بليغ استفز قدراته
الفنية مراهناً على أن لديه الكثير ليقدمه، فاختار جملا موسيقية
قوية ومعبرة وصعبة دفعته لبذل أقصى طاقته لإثبات نفسه للملحن
الكبير.
تنصح حنان مطاوع كل وجه جديد في الساحة الفنية بالتعامل مع الأجيال
السابقة بمنطق أن كل تجربة فيها ما يفيده، حتى لو كانت سلبية وذلك
عن طريق تجنب الأخطاء التي ارتكبوها حتى لايصل إلى النتائج نفسها.
تضيف أنها تعلمت عبر الاحتكاك بالنجوم المخضرمين بالوسط الفني، أو
على المستوى الشخصي من خلال معايشتها لوالدتها الفنانة سهير
المرشدي، أن كل جهد يُبذل قبل الوقوف أمام الكاميرا، سواء باختيار
الدور أو دراسته والاهتمام بتفاصيله ومراجعته وحفظه، يؤدي إلى
النجاح بعد عرض ما تم تصويره للجمهور، مشيرة إلى أنه لا يمكن لشخص
يستسهل العمل أن ينجح ويترك بصمة لدى الناس ما لم يبذل جهداً،
موضحة أن ذلك هو الدرس الأهم والاستفادة الكبرى التي تعلمتها. |