"برّية": ذاتٌ على درب المحيط الهادي
سليمان الحقيوي
في فيلمه "بريّة"، يشتغل المخرج الكندي جان مارك فاليه على كتاب
المذكرات "برية: من مفقودة إلى موجودة على درب المحيط الهادي" الذي
وثَّقت فيه الكاتبة شريل سترايد رحلة الألف ومئة ميل التي قررت
خوضها لاستعادة حياتها. ورغم أنّ الفكرة كانت تبدو غير جذابة لمخرج
"نادي دالاس للمشترين"، إلا أنّه عرف كيف يجعل هذا النص جديراً
بالشاشة الكبيرة.
تلعب الممثلة ريس ويذرسبوون دور الكاتبة شريل سترايد التي قررت سنة
1995 خوض رحلة مشي شاقة، بهدف تصحيح مسار حياتها التي عرفت انتكاسة
كبيرة؛ بدأت بفقدانها لوالدتها ثم استمرت خساراتها مع اختبارها
تجربة زواج فاشلة ودخولها عالم الإدمان الذي جرّها إلى مجموعة من
العلاقات العابرة كانت تفقد فيها ذاتها. وبعدما شارفت حياتها على
الانهيار، جاءت فكرة الرحلة من دون إعداد مسبق. ولا تقتصر حكاية
سترايد على ظروف رحلتها الشاقة، بل ضمّنتها أيضاً مغامراتها
الجنسية بتفاصيل دقيقة، والتي كانت عاملاً مهماً في رواج كتابها.
القصة تحمل سمات أفلام الطريق، لكنها أيضاً تفتح الذاكرة على
الماضي، إذ تتذكر سترايد اللحظات التي أمضتها مع والدتها (لورا
ديرن)، عنف والدها، إلى جانب حياة الإدمان والمغامرات.
تتمنى أن تعود بالزمن لتغيير خياراتها من جديد، لكن هذه الحياة
الماضية كانت بمثابة المؤنس لها في رحلتها الشاقة، إذ كلما كانت
تحس بالرغبة في الاستسلام وجدت فيها دافعاً للاستمرار.
يؤكد جان مارك فالي في هذا العمل قدرته على إخراج أفلام تحمل لمسته
الخاصة، وعلى الخوض في قصص لا يراهن عليها من لا يمتلك حسه الفني.
وفالي معروف بإسناده الأدوار الرئيسية لأصحاب مواهب حقيقية، كما
فعل في فيلم "نادي دلاس للمشترين" الذي اختار له ماثيو ماكوناهي.
وها هو هنا يسند دور البطولة للممثلة ويذيرسبوون (الحائزة على
الأوسكار سنة 1995عن فيلمها "المشي على الخط"، وكانت ضمن المرشحين
لنيلها هذه السنة عن دورها في هذا الفيلم) ويقنعها بالدور بصعوبة
كبيرة بعدما ارتعبت من كمّ المشاهد الجنسية التي يتضمنها النص، حيث
لم تعتد هي أو جمهورها على مشاهد مماثلة.
ورغم احتفاظ الفيلم ببناء حكاية سترايد وخطّيتها، إلا أن كاتب
السيناريو، نيك هورنبي، عرف كيف يجعل القصة متوازنة بين خطين
سرديين؛ أحدهما يستقصي الرحلة بتفاصيلها، والآخر يسترجع الماضي
بذكرياته السوداء، كما عرف كيف يجعل المشاهد الجنسية تمر كشريط
سريع من دون أن تتجاوز دورها كأحداث جانبية، بخلاف التفاصيل التي
جاءت في النص الأصلي.
رحلة سترايد بمثابة تطهير روحي ووجهة استرجاع لحياة مفقودة
ومدمّرة، كانت شريل قبلها مجرد شبح لإنسان ينتظر دوره في طابور
الموتى، وصارت بعدها امرأة كما أرادتها والدتها أن تكون، تعيش
بالحب رغم كل شيء.
"ليفياثان": الكاميرا مثل عينٍ خائفة
مقداد خليل
من الصعب العثور على كتاب أو فيلم روسي يتهكّم أو يفضح انحطاط
مؤسسات الدولة الروسية في عهد بوتين ومن سبقوه، مثلما يفعل فيلم
أندريه زفياجينتسيف؛ "ليفياثان"، الذي رُشِّح لنيل جائزة أوسكار
أفضل فيلم أجنبي لدورة هذا العام، من دون أن ينالها. رغم وقوع
أحداث الفيلم في بلدة واقعة على بحر بارنتس في الأقاصي، لكن ذلك لا
يمنعه من أن يكون مرآة لأداء حكومة المركز في المدن الكبيرة.
مدخل الفيلم لقطات سريعة فجراً، نرى فيها، على خلفية موسيقى
مضطربة، سماء مكفهرّة، حطام سفن وهيكلٌ أبيض لحوتٍ ضخم لا يُعرَف
إن كان طبيعياً. ونرى منزلاً كبيراً، وحوله فوضى من ركام معادن.
ذلك المنزل والأرض المحيطة به هما محور الدعوة القضائية التي
تُنسَجُ حولها الأحداث والمقولات. عمدة البلدة فاديم يطالب بالأرض
التي يشغلها المنزل ومرفقاته، متحالفاً مع سلطة الكنيسة
الأرثوذكسية التي ينحني أمامها (وفي هذا إشارة إلى النكوص والعودة
إلى عهود أدوار الكنيسة، بعد عقود من الانحسار إبّان الإدارة
الشيوعية).
يستميت صاحب الأرض، كوليا الروسي البسيط، المنفعل، مع ابنه الفتى
روما، وليلي التي تزوجها بعد وفاة والدة الفتى، تشبُّثاً بأملاكهم.
يأتي من العاصمة موسكو صديقه، المحامي ديما، مؤازراً، وبحوزته ملف
خاص بفساد العمدة، وهدية في علبة مغلفة للابن روما الذي لا يبدي أي
احترام لزوجة الأب الجميلة، المتّشحة بمسحةٍ من الكآبة.
"يكشف
ازدراء القانون وتحكُّم العصابات عبر مؤسسات الدولة"
في الداخل، الأصوات العالية ومشاعر القلق، زجاجات فودكا وسجائر،
وعلى حفاف النوافذ أزهار ليلي يانعة في الأصص.
يكسب العمدة، ويصدر قرار الحجز على أملاك كوليا. العمدة ثملٌ في
بارٍ تتصدّره جداريّة حول "العشاء السرّي". صباحاً يدّعي كوليا على
العمدة لقيامه وهو سكران بمحاولة إرغامه على إخلاء منزله من دون
إذنٍ من المحكمة، فيُستوقَف هو. يتوالى قهرُ كوليا الروسي، ومن
خلاله، يكشف زفياجينتسيف تحكُّم العصابات عبر مؤسسات شرعية، وعدم
احترام القانون، فلا يعود للروسي سوى التهكّم المرتعد.
عندما تنفق زجاجات البيرة، يلجأ الشرطي الكهل في ذكرى ميلاده،
بصحبة كوليا وآخرين، إلى دريئاتٍ احتياطية للرماية هي صور للزعماء
السوفييت والروس، من لينين إلى يلتسين، وليس بينها صور لبوتين،
لأنها تُعلَق في أمكنتها المخصّصة داخل المكاتب.
تنكشف خيانة ليلي مع الصديق ديما. أما ملفُّ فساد فاديم الذي أعدّه
ديما فلا ينفع رغم خطورته، وعليه يبرَّحُ المحامي ضرباً، ليتقهقر
من حيث جاء. ليلي تمكث مع كوليا صامتةً أياماً، لتخرج في فجرٍ إلى
البحر، وتنظر من فوق صخرةٍ إلى حوتٍ يرتفع في المياه ويغوص؛ سنعلم
لاحقاً بأنّها قضت في البحر.
بقرارٍ من المحكمة يزجُّ بكوليا في السجن مدة 15 سنة متّهماً بقتل
زوجته. روما وحيدٌ الآن. صاحب أبيه الشرطي الشاب باشا وزوجته
سيكونان وصيّين عليه، وهما شهدا ضدَّ والده في المحاكمة. يهمس روما
لهما بأنّ دافعَهما ليكونا أوصياء عليه هو المنفعة المادية.
تعمل ذراع الآلة كديناصورٍ، وتصوّرُ الكاميرا من داخل المنزل كيفَ
يُحَطَّمُ السقف وتُخلَعُ النوافذ وتتهاوى الأصص بضرباتٍ من الذراع
المعدنيّة. الساحل، السماء المكفهرة، مصبُّ أنهار، الطريق المتربة،
اصطفاق الموج مع الموسيقى.
ينهي زفياجينتسيف فيلمه مثلما بدأه، لكن مع اختلافٍ هائلٍ ناتج عن
الانطباعات التي تخلّفها فينا الأحداث الفظيعة التي ستختبرها
شخصيّة كوليا. سينما زفياجينتسيف مكثّفة طبيعية، تحافظ على الألوان
والأمكنة كما هي، أشبهُ بسينما توثيقية، فليس في الأداء مسرحة، بيد
أن الكاميرا ترصد غالباً من بعيد، مثل عينٍ خائفة.
المعلومة اللافتة هنا أن وزارة الثقافة الروسية ساهمت بجزء من
تكلفة إنتاج الفيلم، ومن ثم هبّت إلى انتقاده.
أحمد زكي.. لاعب البيضة والحجر
صالح ذباح
في الذكرى السنويّة العاشرة لرحيل الممثّل المصري أحمد زكي (1945 -
2005)، وبنظرة عامة إلى مسيرته الفنيّة والسينمائيّة منها على وجه
الخصوص، يمكن لمَن يتابع رحلة بطل "أرض الخوف" أن يستشفّ التغيّرات
التي حلّت في المشهد السينمائيّ والمجتمع المصري، ضمن علاقة
ثنائيّة الاتجاه لكلا الطرفين، على مدى يقارب الأربعة عقود من
الإنتاج الفني.
كانت بداية مَن لُقّب بـ "فتى الشاشة الأسمر" محفوفة بعنصريّة
واضحة تجاه لون بشرته، حتى أصبحت لاحقاً علامة مسجّلة لصاحبها.
فلون بشرة زكي الداكن، في روايات كثيرة، كان سبب رفضه من قبل جهات
إنتاجية لبطولة العديد من الأفلام، من أهمها "الكرنك" (1976)
للمخرج علي بدرخان؛ إذ قام بالدور الذي طمح إليه زكي الممثل نور
الشريف، الأمر الذي كاد أن يسبّب عقدة لهذا الشاب الموهوب القادم
من مدينة الزقازيق إلى القاهرة. لكنه ما لبث أن وقف أمام عدسة
بدرخان بعد هذه الحادثة بعامين فقط، وشارك سعاد حسني بطولة فيلم
"شفيقة ومتولي" (1978)، إثر تمسّكها الشديد به.
كان للتغيّرات التي عاشها المجتمع المصري في عصر "الانفتاح"
الساداتيّ، الإسقاط الملموس على نوعيّة السينما التي قدّمت في
بداية الثمانينيات، ونشوء ما يعرف اليوم بالموجة الثانية للواقعية
في السينما المصريّة.
"لعب
أدواراً حفرت في الوجدان المعاصر للشباب العربي"
ومن حسن حظّ بطل "الإمبراطور" أن لمعانه تزامن مع هذه الموجة التي
تماهى فيها الجمهور مع أبطال من نمط جديد، ليست الوسامة الطاغية من
مميّزاتهم، بل قدرتهم على محاكاة الواقع الاجتماعي آنذاك،
والاقتراب من الهموم الحياتية للأشخاص العاديّين.
في تلك السنوات، قدّم زكي مع المخرج محمد خان "موعد على العشاء"
(1982) في ما يشبه مجازاً مثيراً للسينما المصرية بعينها، إذ
تتخلّى بطلة الفيلم سعاد حسني عن الوسيم والأبيض و"الواد التقيل"
حسين فهمي، وتختار الأسمر والفقير أحمد زكي. كما كان بطلاً في أهمّ
تجارب مرحلة الواقعية الثانية من خلال شريط "أحلام هند وكاميليا"
(1988) لخان كذلك، الذي يرى فيه المُشاهد مصر أخرى اعتراها البؤس
والفقر وقلّة الحيلة التي آلت بالناس إلى السرقة.
على الصعيد السياسي في سينما الثمانينيات، شارك زكي في الأعمال
التي هاجمت نظام السادات، وأهمّها "البريء" (1984) لعاطف الطيب
(قصّة وحيد حامد)، الذي تناول قضية قمع الحريات في مصر إثر ما عُرف
بانتفاضة 17 و18 يناير 1977.
في هذا الفيلم، أدّى زكي أحد أهم أدواره في شخصية أحمد سبع الليل؛
شاب ريفي ساذج يُستدعى للتجنيد الإجباري، ويعيّن حارساً على أحد
المعتقلات السياسية في الصحراء، ويُدرّب على الطاعة العمياء
للأوامر. تتوالى الأحداث ويعتقل أحد أصدقائه من الريف ويلقى حتفه
في السجن، ما يقود سبع الليل إلى عصيان الأوامر وفتح الرشاش على
الضباط والجنود، وهي الخاتمة التي قصّتها الرقابة وأجازت عرضها بعد
عشر سنوات.
ويأتي فيلم "زوجة رجل مهم" (1988)، لخان مرة أخرى، مكمّلاً لانتقاد
الحقبة الساداتية وعلاقة السلطة بالفرد، وفيه أدّى زكي أكثر أدواره
المركّبة نفسياً؛ وهي شخصية "هشام" العقيد في جهاز مباحث الدولة،
ونكتشف الطبقات المتراكمة من مرض السلطة لديه، ابتداءً من علاقته
مع زوجته منى (ميرفت أمين)، مروراً بعلاقته مع أقاربه وجيرانه
وزملائه في العمل، في ظلّ الفساد السياسي الهائل الذي ألمّ بدوائر
المباحث، واستعدادها لتلفيق التّهم للمواطنين. وحين يوقف هشام عن
العمل يبدأ بالتعذيب النفسي والجسدي لزوجته إلى إن يطلق النار على
والدها وعلى نفسه أمامها.
"تُظهر
أدواره مصر أخرى طالها الاستبداد وقلّة الحيلة"
أما النقلة النقدية للمجتمع المباركي التسعيناتي، فقد بانت في عدة
أعمال، منها ما لم يكن مباشراً وإنّما جاء كرصد لـ "الفهلوة"
الجديدة، مثل فيلم المخرج علي عبد الخالق "البيضة والحجر" (1990)،
ومنها ما كان مباشراً، مثل "ضد الحكومة" (1992) لعاطف الطيب.
ورغم ما تخلّل مسيرته في التسعينيات من أفلام خفيفة وليست ذات
أهمية تُذكر، عدا عن أنّها جماهيرية، كشريطي "كابوريا" و"استاكوزا"،
عاد زكي بنضوجه الفني والإنساني في أدوار حفرت في الوجدان المعاصر
للشباب العربي، كدور المصوّر سيّد في "اضحك الصورة تطلع حلوة"
لشريف عرفة، وشخصية السائق حسن في "سوّاق الهانم" للمخرج حسن
إبراهيم، والشخصية ذات التركيب الثلاثي يحيى المنقباوي/ آدم/ يحيى
أبو دبّورة في "أرض الخوف" لداوود عبد السيد.
وكثيراً ما جسّد بطل "الهروب" ببراعة السير الذاتية لشخصيات مثل طه
حسين في مسلسل "الأيام"، وجمال عبد الناصر في "ناصر 56"، وأنور
السادات في "أيام السادات". وكان آخر أعماله - الذي لم تساعده
أحواله الصحية أن يؤديه - السيرة الذاتية لعبد الحليم حافظ في
"حليم"، الفيلم الذي يرى فيه كثير من محبّيه خاتمة قدريّة وتداخلاً
للسيرة التراجيدية لمبدعين نشآ في ظروف صعبة، وأصبحا أيقونتين
ملهمتين، وتوفيا وهما في ذروة عطائهما.
انطلاق تحضيرات "القاهرة السينمائي" في دورته الـ 37
مروة عبد الفضيل
تحرص رئيسة المهرجان، الدكتورة ماجدة واصف، على تنظيم تفاصيل
مهرجان القاهرة السينمائي باكراً، هرباً من أخطاء الدورات
المنصرمة، "يجب في البداية، ترتيب البيت من الداخل"، وتقصد بذلك
المهرجان، حيث اختارت الفنانين حسين فهمي ويسرا وخالد أبوالنجا
والناقد السينمائي طارق الشناوي والمنتج محمد حفظي والسينارست مريم
ناعوم والمخرج محمد كامل القليوبي والناشطة الحقوقية منى ذو الفقار،
كأعضاء اللجنة الاستشارية.
وأشارت واصف في حديثها إلى "العربي الجديد"، "حرصنا على أن تكون
اختيارات اللجنة الاستشارية من مراحل عمرية متفاوتة، وتخصصات
مختلفة، وثلاثة أجيال، لأنّ لكل منهم بالتأكيد منظوراً مختلفاً
ومغايراً عن الآخر، ونحن بحاجة إلى سماع كل الآراء".
وأوضحت أنّ الساحة الفنية في مصر مليئة بالنماذج التي كان من
الممكن الاستعانة بها، لكنها في النهاية محكومة بعدد معين من
الفنانين، موضحة أنّ اختيارها للفنان حسين فهمي مثلاً، كان بسبب
خبرته، لأنه كان رئيساً للمهرجان منذ سنوات، فلا بدّ من الأخذ
برأيه.
وعن اختيارها خالد أبوالنجا، على الرغم من مواقفه السياسية
المختلفة مع المسؤولين عن المهرجان، قالت: "كلّ إنسان حر في رأيه،
ونحن كمبدعين، علينا أن تكون صدورنا رحبة، ونمتلك حريّة التعبير،
ونستمع لكل الآراء". يُذكر لأبوالنجا موقف واضح من النظام الحالي
والتغيرات الحاصلة، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، خصوصاً
في التنديد بالقمع الأمني، وفشل السياسات الحالية على أكثر من
صعيد.
وتطرقت الدكتورة ماجدة إلى الحديث عن سبب وجود الناشطة
الحقوقية منى ذو الفقار ضمن
اللجنة الاستشارية، فشرحت أن السبب الرئيسي هو تكريم النجمة
الراحلة فاتن حمامة في المهرجان كأفضل ممثلة، بالإضافة إلى أنّ منى
من عائلة فنية عريقة، ومن الممكن الاستعانة بآرائها لوضع الخطوط
العريضة للمهرجان الذي ينطلق بين 11 و20 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
يُشار إلى أنّ آخر دورات المهرجان كانت برئاسة الناقد الدكتور سمير
فريد. |