فيلم «ديكور».. تحية رائعة لفن السينما
محمود عبدالشكور
يقدم فيلم «ديكور» الذى كتبه اثنان من مؤلفى فيلم «الجزيرة2» هما
محمد دياب وشقيقته شيرين دياب، لعبة درامية ممتعة، ولكن العمل الذى
قام ببطولته ماجد الكدوانى وحورية فرغلى وخالد أبو النجا، لا يلعب
معنا لمجرد اللعب، ولكنه يحاول أن يقدم تحية مفعمة بالحنين إلى
الماضى عموما وإلى زمن الأبيض والأسود وإلى فن السينما على وجه
الخصوص، بل إنه يقدم التحية إلى الدراما التى تجعلنا نشاهد الأمور
من زاويتين أو أكثر، محور اللعبة هو أن كل ما سنراه من أحداث ليس
إلا فيلما طويلا داخل الفيلم الأصلى، وأساس اللعبة هو المراوغة
المستمرة، لا فواصل فيها بين الواقع والفن، بين ما هو أصلى وما هو
ديكور، بين ما هو حلم وما هو حقيقة.
???
بطلة الفيلم التى تلعب دورها حورية فرغلى، وزوجها الشاب (خالد أبو
النجا) مهندسان للديكور فى فيلم تجارى من إخراج إبراهيم البطوط،
أحد المنتجين أقنعه بتقديم أفلام تصل للناس بدلا من أفلامه
المستقلة، بطلتنا مستاءة من الطريقة التى تتم بها فبركة الفيلم،
عندما تدور لتنظر خلفها فى الاستديو، تكتشف اختفاء الجميع، تجد
نفسها مع رجل يقول إنه زوجها (ماجد الكدوانى) ومعه طفلة يقول إنها
ابنتهما، الرجل والطفلة يشبهان شخصيات الفيلم الذى يصور فى
الاستديو، امتزجت حياة البطلة مع أحداث فيلم تشارك فى صنعه، يذهب
الفيلم ويعود بسلاسة بين حياتين تعيشهما البطلة، ثم تتطور اللعبة
إلى ما يقترب من تبادل الشخصيات الثلاث لمواقعها، لا يجمع بين
شخصية حورية فى العالمين سوى تعلقها بأفلام الأبيض والأسود، كل من
ماجد وخالد يؤكدان لها أن الحياة مع كل منهما هى الحقيقة، وأن
العالم الآخر هو مجرد تهيؤات بسبب مرضها النفسى، عندما تغلق حورية
ستارة النافذة وراء ماجد وخالد مثلما فعلت فاتن حمامة فى نهاية
فيلم «أيامنا الحلوة» تظهر كلمة النهاية، تتراجع الكاميرا إلى
الخلف لنكتشف أننا فى عرض خاص، أبطال الفيلم خرجوا من الشاشة
ويتقبلون التهانى، لعبة الإيهام وكسر الإيهام تصل إلى مداها لتقول
لنا إن الفن ربما يكون أكثر حقيقة من الواقع، يتميز الفيلم الذى
اشترك فى مهرجانى القاهرة السينمائى ومهرجان قرطاج السينمائى
بعناصر فنية مميزة مثل صورة طارق حفنى المصور الأثير عند أحمد عبد
الله، وقد تفوقت حورية فرغلى فى أداء دور صعب وملىء بالتحولات،
وكان أداء ماجد الكدوانى راسخا ولافتا كالمعتاد، بينما كان خالد
أبو النجا الأقل تميزا، «ديكور» فيلم ذكى وفيه الكثير من الاختلاف
عن السائد والمألوف، ومرة أخرى لن تستطيع أن تتوقع ما يقدمه لك
أحمد عبد الله مع كل فيلم جديد، أفكاره ومغامراته الفنية مختلفة،
وكلها تكشف عن موهبة حقيقية، وعن بصمة خاصة ومميزة.
نقاد وفنانون:
سينما الابتذال تشجع التحرش والعنف ضد المـــــــرأة
محمد رفعت
رغم الهجوم الشديد الذى تعرض له فيلم «حلاوة روح»، لدرجة دفعت رئيس
الحكومة لمنعه، قبل أن يصدر حكم قضائى بإعادة عرضه فى دور السينما،
إلا أن موجة الأفلام الهابطة التى تستهين بالقيم وتشجع العنف ضد
المرأة والتحرش بها فى كل مكان، لا تزال مستمرة، وهو ما يشهد به
موسم إجازة نصف العام السينمائى.
???
وقد استفز هذا التحدى من جانب صناع سينما الإسفاف الكثير من
النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، ودفعهم للمطالبة بمقاطعة دور
العرض التى تقدم هذه النوعية من السينما الرخيصة، احتجاجا على
تقديم تلك الأفلام للشخصيات النسائية بما يهين المرأة المصرية
ويشجع على إباحة التحرش بها.
وأوضحت مبادرة «شُفت تحرّش» وهى إحدى الجهات الحقوقية فى مواجهة
التحرش بالقاهرة أن صناع الأفلام السينمائية، قد أساءوا تناول
الشخصيات النسائية فى معظم أفلام هذا الموسم، وأن تلك الأفلام
تستبيح أجساد الشخصيات النسائية بمشاهدها، فضلا عن إباحة التحرش
بهن وتبرير العنف الجسدى واللفظى والتمييز تجاههن، من خلال سياق
كوميدى بسيط يظن صناع الفيلم أنه ليس مؤذيا.
وأكدت المبادرة، أن تلك المشاهد ليست مجرد مشاهد ساخرة تصنع البهجة
لدى المتفرج، بل إنها تغير إحساس المتفرج بما هو مقبول ومعتاد،
لأنه مثلما تتأثر السينما بالواقع المعاش، فإن الواقع يتأثر أيضا
بالسينما.
ودعت حملة «اخرس» الحقوقية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى
«فيس بوك»، المواطنين إلى مقاطعة أفلام إحدى شركات الإنتاج الفنى،
ووصفتها بأنها «إسفاف»، وتدور معظم أعمال هذه الشركة «السبكى» حول
شاب بلطجى يواجه المشاكل ويقع فى غرام فتاة غالبًا ما يتم اختيارها
من ضمن فنانات الإغراء.
يقول الناقد طارق الشناوى إن تناول السينما لظاهرة التحرش بدأ مع
حادث الثمانينيات الشهير والمعروف باسم فتاة المعادى، وقتها تسابق
المنتجون على تقديم أفلام مستغلين الحادث، ومنها المغتصبون للفنانة
ليلى علوى وأخرجه وكتبه سعيد مرزوق، وفيلم اغتصاب عن قصة فاروق
سعيد بطولة هدى رمزى وفاروق الفيشاوى من إخراج على عبدالخالق، فقرر
صناع تلك الأفلام مناقشة الأزمة لا لأغراض اجتماعية أو إنسانية أو
فنية، ولكن كان هدفهم الوحيد تحقيق الربح وكانوا يتسابقون على من
سيعرض قبل الآخر ليجنى ما سيحققه الفيلم خاصة أنه جرى، فكان هناك
تسرع فى تقديم هذه الأعمال.
وأشار الشناوى إلى أن أفضل الأعمال الجديدة التى تناولت ظاهرة
الاغتصاب فيلم «678» من تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة نيللى كريم،
لأنه مصنوع بذكاء وحس فنى، ورصد ظاهرة التحرش بكل أشكالها ويحتوى
على جانب علمى وسيكولوجى، وتمكن من مهاجمة القضية بتواز فنى وعلمى
وركز على طرح ما وراء جريمة التحرش وتأثيره على الشخصيات.
وأضاف: السينما كانت سببا فى انتشار الفواحش والسلبيات ولم تعالجها
وللأسف تحولت السوقية إلى وسيلة لجذب الجماهير، وأصبح السبكى
متحكما فى الإنتاج، وتسبب فى انهيار الموضوعات وتحولها إلى سطحية
وحولت البطل إلى بلطجى، والعشوائيات أجواء رئيسية فى الفيلم
المصرى.
أما المخرج مجدى أحمد على فيقول إن التحرش لم يكن ظاهرة كبيرة
وواضحة إلا فى السنوات الأخيرة، لذا أعتقد أنه يستحق مزيداً من
الاهتمام من المبدعين فى الفترة المقبلة، حتى يتم تناوله بشكل
أفضل، رغم اعتقادى أن الفن ليس له تأثير كبير فى هذه الظاهرة التى
تعود إلى أسباب كثيرة، منها نظرة المجتمع إلى المرأة، مع خطاب دينى
رجعى جداً ناحية المرأة.
الإعلام.. والعنف ضد المرأة
محمد رفعت
أسعدنى الحظ مؤخراً بحضور ورشة عمل نظمها قطاع المرأة للأمم
المتحدة ، واستمرت لمدة يومين بهدف تعزيز التغطية الإعلامية لقضايا
المرأة والتركيز بشكل خاص على قضايا العنف ضد المرأة.
وبقدر ما استفدت من المحاضرات التى ألقتها علينا الدكتورة منى
بدران، المستشار الإعلامى للأمم المتحدة بقطاع المرأة، والمناقشات
التى شارك فيها عدد من الزملاء الإعلاميين ، بقدر ما أذهلتنى
الأرقام والإحصائيات حول العنف الذى تتعرض له المرأة فى العالم
كله، وخاصة فى المنطقة العربية، ومن بينها إحصائية تقول إن أكثر من
99% من النساء المصريات قد تعرضن للتحرش، بأشكاله المختلفة،
وأكثرها شيوعاً التحرش اللفظى والاحتكاك الجسدى فى وسائل المواصلات
والأماكن العامة.
وقد اتفق المشاركون فى الورشة على مواجهة تلك الظاهرة المؤسفة بكل
الوسائل، وأهمها التوعية الإعلامية، رافضين بعض الدعوات والجمعيات
التى تكونت لمواجهة المتحرشين بالقوة فى الشوارع، لما فى ذلك من
خطر الانزلاق لمواجهات عنيفة ودامية حتى ولو كان هدفها تربوياً
ونبيلاً.
وكان الفن حاضراً كالعادة فى تلك الورشة، باعتباره أهم الوسائل
واكثرها تأثيراً فى تكوين وعى الناس، خاصة السينما، وشاهدنا على
مدار يومين فيلمين روائيين قصيرين من إخراج رامى رزق الله ، أحدهما
عن «الدخلة البلدى» والاغتصاب، والثانى عن التقاليد الاجتماعية
التى تسمح للأخ الأكبر بالتحكم فى أخواته البنات وحرمانهن من
العمل، فضلاً عن بعض المسرحيات التى اعتمدت على الارتجال وقام
ببطولتها ممثلون وممثلات هواة التحموا بالجماهير فى إحدى قرى
الصعيد وناقشوا معهم بأسلوب تلقائى وغير مباشر الكثير من القضايا
المهمة مثل تمييز الذكور عن الإناث فى التعليم وإجبار الفتيات على
الزواج المبكر، وحرمانهن من اختيار أزواجهن.
وقدمت الدكتورة منى بدران عدداً من النصائح والتوصيات المهمة،
المفترض أن تحكم العمل الإعلامى فيما يتعلق بالتعامل مع ضحايا
العنف، وأولها استخدام لفظ «الناجية» بدلاً من الضحية عند الاشارة
لإحدى المتعرضات للعنف أو المغتصبات، وأن يقوم بإجراء الحوار معها
صحفية وليس صحفياً حتى لا تخجل من أن تحكى له بعض التفاصيل
المحرجة، ولا يجوز للصحفى إخفاء هويته ولا يجوز له إجراء أو تسجيل
الحوار بدون علم وموافقة الناجية.
كما أوصت بأن يكون لدى الإعلامى العديد من المعلومات حول الناجية
من مصادر محيطة بها، فضلاً عن الإنصات الجيد والاهتمام بالناجية
والتفاعل معها، ومراجعة الحوار معها قبل النشر، فإن كان هناك ما
تريد حذفه يتم حذفه، ومراعاة التوازن بين حق القارئ فى معرفة
الحقيقة والحفاظ على خصوصية الناجية.
فى الذكرى الـ 40 لرحيلها صور نادرة لكوكب الشرق
محمد الكيلاني/ سلوى محمود
40 عاما مرت على رحيل كوكب الشرق، فقد توفيت يوم 3 فبراير عام
1975، عن عمر يناهز 77 عاما، أم كلثوم هى الصوت المصرى الأصيل
الأشهر على مدار التاريخ، لمعت فى سماء الفن وذاع صيتها فى أرجاء
العالم حتى أصبحت سيدة الغناء العربى، حباها الله صوتاً لم ولن
يتكرر فى تاريخ الغناء، فقد تميزت بصوت قوى ورخيم أطرب كل من سمعه
على مدار العقود الماضية، مازالت حتى الآن علماً يلمع فى سماء
الفن،سنوات حافلة بالفن الراقى والعطاء والوطنية فى أبهى صورها،
هكذا كانت حياة أشهر مطربات العرب فى العصر الحديث.
تاريخ ميلادها طبقا لبعض المؤرخين الموثوق بهم 31 ديسمبر 1898 أما
تاريخ ميلادها المثبت فى السجلات هو 4 مايو 1908 لأنه لم يكن هناك
توثيق رسمى وشهادات ميلاد فى هذا الوقت لذا اعتمد تاريخ التسنين–
طبيًا– وهو 4 مايو 1908 تاريخًا لميلادها، ولدت فى محافظة الدقهلية
لإبراهيم البلتاجى مؤذن قرية طماى الزهايرة، التابعة لمركز ميت غمر
آنذاك (تابعة لمركز السنبلاوين حاليا)، كانت تحفظ وتغنى القصائد
والتواشيح هى وشقيقها خالد. وفى حدود سن العاشرة أصبحت تغنى أمام
الجمهور فى بيت شيخ البلد فى قريتها.
فى ذكرى الأربعين تنشر «أكتوبر» مجموعة من الصور النادرة ومنها
صورها فى حفلاتها وصورها وهى تضع الطعام فى الفرن الفلاحى وصورتها
وهى تأكل الفاكهة وصورة من الصور النادرة لها وهى ترتدى فستانًا
بكم قصير، وصور فى جولاتها خارج مصر، وذلك بعدسة مصورها الخاص
والذى رافقها فى جميع حفلاتها ومناسباتها على مدار ما يقرب من 20
عاما من حياتها الفنية بداية من عام 1955 وحتى وفاتها هو المصور
الراحل والكيميائى سعد سويلم، مدير مكتب الإسكندرية لجريدة العالم
العربى السابق، والذى التقط لها آلاف الصور الجميلة والطريفة
والنادرة والذى أبعد عن أم كلثوم رعبها من التصوير والكاميرا
وجعلها والكاميرا صديقتين، وكانت أم كلثوم تعتبره المصور الخاص
لها، وقد أقام عشرات المعارض لصور أم كلثوم فى مدن مصرية متعددة
سواء أثناء حياتها أو بعد وفاتها، وكان أولهم المعرض الذى أقيم
بنادى الاتحاد السكندرى وافتتحته هى بنفسها ووقعت على العديد من
الصور الموجودة به، وقد بيعت بعض الصور التى التقطها لها فى حفلات
المجهود الحربى بمبالغ طائلة وجهت لصالح الجيش. وتستعد أسرته
لإقامة معرض خاص لصور أم كلثوم التى التقطها لها فى مكتبة
الإسكندرية خلال هذا الشهر الذى يوافق تاريخ وفاة أم كلثوم ووفاة
مصورها الخاص أيضا سعد سويلم.
فى ذكرى وفاتها تقول د. أميمة سويلم ابنة د.سعد سويلم المصور الخاص
لأم كلثوم، إن والدها كان «كيميائى» فى الأساس، ولكنه كان يهوى
التصوير بشكل كبير فاحترفه واستفاد من دراسته للكيمياء فى تحضير
محاليل التحميض ومعالجة الصور، وبسبب هوايته للتصوير سافر إلى
الخارج لدراسته واكتساب الخبرات وحصل على عدة جوائز وشهادات تقدير
دولية فى مجال التصوير. وعن بداية معرفة والدها بأم كلثوم كانت
أثناء حفل بسينما «الهمبرا» بالإسكندرية عام 1955، وكانت سيدة
الغناء العربى تخشى من الكاميرات ولا تحب التصوير خوفا من ظهورها
بمظهر سيىء نتيجة إصابتها بمرض الغدة الدرقية والذى تسبب فى وجود
جحوظ بعينيها، وأضافت: حضر والدى الحفل كمتفرج عادى ولكنه اصطحب
معه كاميراته وبمجرد ظهور أم كلثوم على المسرح أسرع بالتقاط عدة
صور لها بسرعة وجرى من المسرح وقام بطبع الصور فى المعمل ثم عاد
إلى المسرح وسلم لها الصور فى الاستراحة فأعجبت بها جدا ومن بعدها
تصالحت مع الكاميرا واعتبرت والدى المصور الخاص لها، وكانت وصيفتها
عايدة تبلغه بمواعيد حفلاتها بعد ذلك.
وقالت د. أميمة سويلم إن والدها قام بالتقاط آلاف الصور لأم كلثوم
منذ ذلك الوقت وحتى وفاتها عام 1975 سواء فى حفلاتها داخل مصر أو
فى الخارج أو فى حياتها الخاصة، ولم يتقاضى مليما واحدا عن الصور،
بل كان يرافقها فى رحلاتها خارج مصر على نفقته الخاصة لأنه كان من
عشاق فنها، وأصدر كتيبًا عن أم كلثوم.
وأقام 54 معرضا لصورها فى مناسبات وأماكن عديدة فى الإسكندرية وفى
محافظات أخرى على مدى ربع قرن، وكان أولهما المعرض الذى أقامه
بنادى الاتحاد السكندرى عام 1966، وقامت هى بافتتاحه، ويعتبر معرض
التصوير الفوتوغرافى الأول من نوعه فى العالم الذى ينفرد بشخصية
واحدة، ومنها معارض فى القاهرة والمنصورة وطنطا وغيرها من المدن.
وعندما غنت أم كلثوم فى أبو ظبى احتفالا بتولى الشيخ زايد بن سلطان
«رحمه الله» قام المصور الراحل سعد سويلم بإعداد ملحق خاص لمجلة
الشبكة عبارة عن صور لأم كلثوم ووزع الملحق فى الحفلة، كما نشرت
بعض الصور الفريدة والخاصة لأم كلثوم بعدسته على أغلفة وصفحات
المجلات اللبنانية والعربية والأجنبية منذ عام 1963.
وكشفت د.أميمة سويلم أن والدها لم يتصرف بالبيع فى أى من صور أم
كلثوم إلا أثناء حفلات المجهود الحربى، حيث وجه ثمن الصور لدعم
الجيش، وقالت إنه فى حفل بعلبك ببيروت بيعت صورة واحدة لأم كلثوم
من تصويره بمبلغ 80 ألف جنيه وكانت أغلى صورة فى العالم فى ذلك
الوقت وخصصت للمجهود الحربى، كما بيعت صورتان فى حفل المجهود
الحربى بدمنهور والذى كرم فيه محافظ دمنهور وقتها وجيه أباظة أم
كلثوم.
وأضافت أن جميع المعارض التى عرضها الفنان المصور سعد سويلم منذ
عام 1966 وحتى عام 2000 تحكى سلسلة من تاريخ وحياة أم كلثوم
بالصورة.
محطات مهمة
وفى حياة أم كلثوم محطات فنية وإنسانية وأخرى وطنية أثرت فى مسارها
أيضا، يحدثنا عنها المؤرخ الفنى السكندرى فوزى السعداوى فيقول إن
بداية أم كلثوم الفنية كانت مع والدها الشيخ إبراهيم البلتاجى، حيث
كانت تغنى القصائد والتواشيح، ثم استمعت إلى أغنيات الشيخ أبو
العلا محمد وكانت تغنى أغانيه دون أن تعرفه وعندما تقابلت به صدفة
هى ووالدها ارتبطت به فنيا من عام 1922 وحتى عام 1927، وفى هذه
الفترة غنت تسع قصائد له وسجلتهم بعد وفاته، ولكنه لم يلحن ألحانًا
خاصة لها، وكانت الفتاة الوحيدة التى خرجت فى جنازته.
أما المحطة التالية فكانت التعاون الفنى مع شباب الملحنين وبدأتها
مع محمد الموجى وكان أول تعاون معه قصيدة أخذتها من القصبجى
وأعطتها للموجى، وكذلك أغنية للصبر حدود.
بعد ذلك تعاونت مع كمال الطويل ثم بليغ حمدى، وكان من المحطات
المهمة جدا فى حياتها، وكان لقائها مع بليغ حمدى عن طريق المطرب
محمد فوزى وكانت أول أغنية لحنها لها (حب إيه).
الرؤساء والملوك
كانت علاقة أم كلثوم بزعماء مصر والملوك العرب قوية جيدة كما يقول
المؤرخ الفنى فوزى السعداوى، فقد غنت للملك فاروق قبل ثورة 23
يوليو أغنية (يا ليلة العيد) ومنحها الملك وسام الكمال والذى كان
يمنح للأميرات واعترضت أميرات الأسرة المالكة فى ذلك الوقت وكان
أزمة كبيرة، وكان تكريم الملك فاروق لها وغنائها له سببا فى أزمة
شهيرة مع بعض ضباط مجلس قيادة الثورة والذين منعوا أغنياتها من
الإذاعة لولا تدخل جمال عبد الناصر شخصيا والذى كان يقدرها تقديرا
خاصا، كما كانت علاقتها بالملوك العرب جيدة جدا وحصلت على عدد هائل
من الجوائز.
وكان بينها وبين أنور السادات موقف شهير، فقد كان هناك «معزّة»
خاصة بينهما نظرا للود القديم منذ أن كان رئيسا لتحرير جريدة
الجمهورية وكانت وقتها تناديه بـ (أبو الأنوار) ولكن بعد توليه
رئاسة الجمهورية اعترضت السيدة جيهان السادات على ذلك.
وكانت أهم وأكبر محطة فى حياة أم كلثوم هى مرحلة حفلات المجهود
الحربى بعد حرب 1967 فبعد النكسة دخلت السيدة أم كلثوم فى حالة
اكتئاب شديدة وانزوت فى بدروم فيلتها بحى الزمالك متشحة بالسواد،
عازمة على الاعتزال، وتلقت أم كلثوم اتصالاً هاتفيًا من ديوان
الرئاسة يدعوها للقاء الزعيم جمال عبد الناصر الذى تمكن- خلال
اللقاء- من أن يقنع أم كلثوم بالعدول عن الاعتزال، وأن تستمر فى
الغناء، ووافقت على أن تذهب كل أموال حفلاتها إلى المجهود الحربى
لمساعدة الجيش المصرى على إعادة ترتيب صفوفه. |