كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سورية «بلدنا الرهيب» في «موكب الربيع»

نانت (فرنسا) - ندى الأزهري

 

إن لم يكن ربيعاً عربياً فهو ربيع للسينما على أية حال، هذا ما تثبته الأفلام العربية التي عرضها مهرجان نانت الفرنسي للقارات الثلاث، أفلام قد لا تكون على علاقة مباشرة بـ «الربيع العربي»، لكنها صدى للواقع العربي اليوم.

سنوات أربع مرت على «الربيع العربي»، على هذه «الموجة الاستثنائية للرفض»، فماذا رأينا على شاشاتنا من كل هذه الاحداث والتطورات التي صُورت معظم الأحيان وكأنها نوع من «العرض»؟ وأيّ شيء منها يبقى في الذاكرة، بخلاف الصور الصادمة، وأين نحن مما يجري اليوم؟ يتساءل جيروم بارون المدير الفني لهذا المهرجان الدولي مشيراً إلى أن ثمة نظرة بالغة العمومية في الغرب لما يجري، نظرة يهزمها «الواقع المعقد على الأرض». سعى المهرجان بتظاهرته التي أطلق عليها «موكب الربيع» الى النظر من «وراء الكتف»، من خلف الظاهر، لرؤية الواقع الفوري مراعياً البعد عن العموميات كي تأخذ الأشياء حقها، وكي تبرهن السينما من جديد أنها أكثر من كونها فناً.

عرض المهرجان الذي يختتم تظاهرات العام، اثني عشر فيلماً وثائقياً من البلاد العربية في «موكب الربيع» هذا، ثلاثة من سورية وفيلمان من كل من الجزائر ولبنان وتونس وواحد من العراق ومصر والسودان. تواريخها متعددة من 2011 ولغاية 2014.

سورية بلدنا... الرهيب

«الصور لا تكفي» للحديث عن بلدنا الرهيب، و «على السينمائي ان يرفقها بقصة». هذا ما فعله المخرج السوري محمد علي الأتاسي بصور الناشط زياد حمصي، ليخرج فيلمهما القاسي الوقع على كل سوري. «بلدنا الرهيب» فيلم تتهافت عليه المهرجانات العربية والعالمية والعروض الخاصة والعامة، هو ليس للحديث عن سياسة منحصرة اليوم بموالاة ومعارضة، إنه اقتراب حميمي من «إنسان»، من مبادئه، ورسالته في الحياة... مناضل قضى سنوات من عمره في سجون النظام وها هو اليوم ملاحق منه من جديد، ولكن أين المفر؟ فبين النظام والمتطرفين وأولئك الأشد تطرفاً، أين يقف المثقفون وقبلهم الناس العاديون، ولكن أيضاً المقاتلون الذين رموا السلاح؟ الكاتب السوري ياسين الحاج صالح كان قرر بداية الثورة البقاء في البلد ليكون في قلب الحدث و «ليرى سورية وهي تتغير بعدما قضى نصف قرن من عمره فيها وهي لا تتغير»، كما يقول. تتابعه عدسة الناشط زياد حمصي في رحلته بين المدن والبلدات السورية، من الغوطة الشرقية إلى دوما فالرقّة، حيث أنقاض مريعة وحيث لا شيء «يمت الى البشر بصلة»، وحتى حين لم يعد لرحلته تلك من معنى، لم يعد بوسعه سوى المضي فيها... لقد انتهى به الأمر وبعد ثلاث سنوات ونصف سنة من البقاء وزوجته سميرة في البلد ليعايشا ما يعايشه الآخرون، للخروج من بلده «الرهيب». واليوم اختطف متطرفون زوجته ورفيقتها في النضال رزان زيتونة اللتين كانتا مصرّتين على البقاء في دوما لمساعدة الناس.

لم يكتب محمد علي الاتاسي سيناريو، كما قال في ندوة أجراها المهرجان بحضوره وحضور صاحبة «مسكون» لواء يازجي ومخرجة» لوبيا حمرا» الجزائرية ناريمان ماري. هو لم يكن يعرف أنه سينفذ فيلماً، طلب من الناشط زياد حمصي تصوير ياسين الحاج صالح في سورية أثناء الأحداث، زياد تجنب الصور الجاهزة التقليدية وحين تسلّمها المخرج لمس فيها «شيئاً ما»، رابطاً يتكون بين الاثنين فقرر متابعة التصوير «وعبر الصداقة التي نمت بين ياسين وزياد تغير الكادر وبات أكثر حميمية ولم يعد مثل لقاء صحافي بارد». يرصد الفيلم تحولات الشخصيتين نتيجة ما يصادفهما من ظروف ولقاءات. زياد تحول من مصور إلى شخصية في الفيلم والحاج صالح بدا أكثر تعباً وقلقاً وحساسية. في الفيلم ثمة حديث عن العنف من دون ابرازه، وثمة ابطال منكسرون في ظل وضع شديد التعقيد لا إجابات مبسّطة له. أظهر الفيلم بلقطات ومشاهد قصيرة ومعبرة ما يعايشه السوري يومياً، وسجّل أيضاً غير الحوار مع ياسين حوارات ومواقف عدة مع هؤلاء الذين مرّ بهم الكاتب في حياته اليومية، من سوريين مقاومين للحصار، مهجّرين... وأناس عاديين.

السينمائيون السوريون اليوم يشغلهم هاجس الحديث عن السوريين العاديين، فلا احد يتحدث عن هؤلاء وهم ليسوا مجرد جثث وأرقام، وعلى السينما، خلافاً للإعلام، أن تقدم سرداً مختلفاً وتظهر خصوصية الفرد السوري.

نوع آخر من السوريين

وهذا ما تفعله لواء يازجي في فيلمها «مسكون»، إذ تنقل معاناة من نوع آخر للسوريين. تطرح العلاقة التي تربط المرء بأمكنته وأشيائه، ما سيأخذه معه لحظة الرحيل عن البيت وما سيندم في ما بعد على تركه. تحادث مجموعة سوريين محاصرين، أو على وشك الرحيل أو بعد تركهم ما قضوا العمر في اقتنائه... حوارات مباشرة أو عبر السكايب عندما يفرض القصف والحصار على الناس البقاء في أماكنهم، حوارات حميمية متنوعة وغنية تبدي تعلق إنسان بشيء، بمكان قد لا يدرك إلا بعد فقده، تكشف مشاعر متوارية في الأعماق لا تظهرها إلا ظروف شديدة القسوة، تقترح ما لا يخطر ببال رجل كهذا فكر في فعلي نزح ولجأ، إذ يجب في رأيه أن يكونا مبنيين للمجهول «فلا فاعل حقيقياً لهما ولا يتمان بإرادة من فرضا عليه»!

من الجزائر يأتي «لوبيا حمرا» لناريمان ماري، فيلم شاعري حسي ولكن أيضاً عنيف بإيحاءاته، الحديث عن الحرية بأسلوب رمزي اعتمد التشكيل في تركيب المشهد، والأسلوب الحر في البناء السردي فلا خط درامياً صاعداً. المخرجة رغبت في أن تثير قضية تحرير الجزائر بأسلوب بعيد عن الواقعية وقسوتها، بحيث تدعو كل مشاهد للبحث في أعماقه عما يمكن هذه الاشارات في الفيلم أن تثير فيه من مشاعر.

ومن السودان فيلم مثير للدهشة وللإعجاب عن الموسيقى التي باتت اساس المقاومة، ووسيلة للحفاظ على الهوية في فيلم يكشف أبعاد صراع دائر منذ أكثر من ثلاث سنوات بين شمال السودان وجنوبه.

في «على ايقاع الأنتونوف» يتابع المخرج السوداني حجوج كوكا سكان النيل الأزرق وجبال النوبة في جنوب السودان، في مقاومتهم اليومية لقصف «طائرات الأنتونوف». المخرج التقى ناشطين وأناساً عاديين يعيشون حياتهم اليومية بإصرار عجيب ليس فقط على البقاء بل على التمسك بهويتهم وجذورهم الفنية وإرثهم الثقافي الغني المتمثل أولاً بالموسيقى الشعبية. الفيلم ليس مجرد وثائقي يحكي «قضية» النازحين والمهمشين بسبب العرق واللون، إنه السينما بكل غناها، بقصصها وحواراتها وصورها. حين يتجمع هؤلاء في مخيمات اللاجئين ببهجتهم وغنائهم الشعبي بعدما كسبوا يوماً جديداً من العيش، يغزون المشهد فتلاحقهم العدسة منجذبة إلى فنهم ومرحهم وكأنها تستمد من حيويتهم موضوعها. كاميرا حجوج التقطتهم بحساسية عالية، صورت بهجتهم التي تغلبت على كل محاولات قتلهم، وإصرارهم على البقاء والإبقاء على هويتهم وفنهم الشعبي رغم كل محاولات التهميش وعنصرية الشمال تجاههم.

ولا بد من كلمة أخيرة لهذا الفيلم العراقي الذي لا حوار فيه ولا كلام سوى انه مجرد «همس المدن»، فهل مدننا العربية تهمس؟ إنها تضج بهذه الحياة التي تتعبك حين تعايشها وتحنّ إليها حين تفقدها. التقط المخرج العراقي قاسم عبد بحساسية عالية على مدى عشر سنوات حياة الشارع في ثلاث مدن، رام الله وإربيل وبغداد. رصد يومي يثير في المتلقي أحاسيس عميقة وابتسامات مرة، فما بوسعه غير ذلك أمام لوحة في شارع في بغداد خطّ عليها «عراق، مستقبل واعد»!

الحياة اللندنية في

02.01.2015

 
 

السينما الكردية:

رصد لمحنة المنفى وإدانة للعقلية الاجتماعية المتزمتة!

أبو ظبي - ابراهيم حاج عبدي

لا تعترف السينما بهذا التحقيب أو التصنيف السنوي حول الحصيلة المنجزة خلال عام، وينطبق ذلك بصورة خاصة على السينما الكردية التي تعاني صعوبات انتاجية لا مجال للخوض فيها هنا، فثمة مشاريع تؤجل كما حدث في كردستان العراق بعد تهديدات «داعش» منتصف السنة المنصرمة، وأخرى تلغى أو «توضع على الرف» في انتظار ظروف ملائمة. وفي معزل عن هذا الجدل حول نسبة الفيلم الى سنة معينة، فإن فيلم «السنونو» لمانو خليل دخل الفيلموغرافيا الكردية كآخر فيلم أنجز خلال السنة المنصرمة، على أن يخوض رحلة المهرجانات والعروض مع بداية السنة الجديدة.

مانو صاحب «أحلام ملونة» و «دافيد تولهلدان»، و «الأنفال، باسم الله والبعث وصدام»، و «طعم العسل»، الذي واصل انتزاع الجوائز خلال السنة الفائتة، يتناول في «السنونو» حكاية المنافي الكردية عبر قصة فتاة سويسريه من أب كردي، كانت تعتقد أنه مات. لكن بعد 28 سنه يصلها خبر انه على قيد الحياة، فتسافر إلى كردستان بحثاً عن الأب الغائب، لتكون هذه الرحلة ذريعة لاكتشاف بلدها المجهول بحيث لم تعد مسألة العثور على الأب ذات أهمية في مقابل العثور على وطن ذي لغة وجغرافيا وتقاليد مختلفة عن بلدها الأوروبي.

تداعيات اللجوء

ثيمة تداعيات اللجوء تتكرر في فيلم هشام زمان «رسالة الى الملك»، إذ يروي صاحب «قبل سقوط الثلج» حكاية خمسة أشخاص يقطنون مركزاً لإيواء اللاجئين في النرويج وسط رتابة قاتلة في انتظار الحصول على الإقامة، وفي غضون ذلك يتاح لهم القيام برحلة الى العاصمة أوسلو حيث تتداخل لحظات الاكتشاف مع المعاناة وصولاً إلى الحب والسعي الى الانتقام، وما يجمع بين قصص هؤلاء رسالة كتبها العجوز ميرزا، ويريد إيصالها إلى ملك النروج عبر مفارقة مفعمة بروح السخرية والتهكم.

وإذا كان الغائب الأبرز خلال السنة المنصرمة هو بهمن قبادي، الذي اكتفى بمساهمة جماعية مع مخرجين عالميين كبار مثل أمير كوستوريتسا وعاموس غيتاي وغييرمو أرياغا لإنجاز شريط «كلمات مع الآلهة»، والمنهمك حالياً في الإعداد لتصوير فيلمه الروائي السادس، فإن شقيقه باتين قبادي استطاع أن يعوض هذا الغياب عبر تجربة روائية أولى له بعنوان «مردان» بعد عدد من الأفلام القصيرة. يروي الفيلم حكاية اختفاء أحد عناصر قوات البشمركة الكردية، وما يستتبع ذلك من ذكريات وتداعيات وجدانية لدى المحيطين به لنكون إزاء شريط يروي محنة الفقد ويستحضر ذكريات الطفولة ضمن توليفة سينمائية جذابة تكرس اسماً سينمائياً جديداً كان قد لفت الأنظار إلى موهبته، خصوصاً عبر فيلم «اسأل الريح» الذي نال جوائز عدة.

وبعد غياب نحو أربع سنوات، يعود شوكت أمين كوركي عبر فيلم «ذكريات منقوشة على حجر» ليكون الروائي الثالث له بعد «ضربة البداية» و «عبور الغبار». فيلمه الجديد، الذي نال جائزة أفضل فيلم من العالم العربي خلال مهرجان أبو ظبي، يسعى إلى استعادة صور ونقوش وأصوات بعيدة ظلت محفورة في الذاكرة، مثلما هي منقوشة على جدران الزنازين والأقبية والمعتقلات، لترمز إلى حقبة قاسية عاشها الأكراد في ظل حملات الأنفال التي شنّها نظام صدام حسين ضدهم في ثمانينات القرن الماضي. ممرات السجون وقتامة الأجواء وحبال المشانق والبوابات العالية والقضبان الحديدية... هي مفردات ترسم مناخات هذا الفيلم الذي يقتفي دروب العذاب من دون عويل أو دماء عبر سرد يحاكم تاريخاً قلقاً، ويدين حاضراً مثقلاً بعادات وتقاليد تكبح الطموح والأمل.

المخرج سهيم عمر خليفة، الذي حظي باحتفاء لافت بفيلمه قبل الأخير «ميسي بغداد»، الذي انتزع 46 جائزة، أثبت مجدداً أنه صياد سينمائي ماهر عبر جديده الروائي القصير «الصياد السيئ» الذي نال، بعد عرضه في مهرجان دبي السينمائي الأخير، جائزة لجنة التحكيم ضمن فئة «المهر القصير»، بعدما نال، كذلك، جائزة أفضل فيلم من مهرجان مونتريال في كندا، وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان بلد الوليد في إسبانيا. يتناول الفيلم حكاية الصياد الشاب باهوز الذي يجوب براري كردستان بحثاً عما يصطاده فيرى بالصدفة فتاة تتعرض للاغتصاب ليقوم بإنقاذها ثم يدخل في دوامة من المشاكل التي تسلط الضوء على التقاليد الاجتماعية البالية في كردستان.

«كانت ليلة طويلة» هو عنوان الشريط القصير للمخرج كاميران بيتاسي الذي يعود الى منتصف سبعينات القرن الماضي لدى انهيار الثورة الكردية، إذ تضطر امرأة وطفلاها الى اللج ء إلى مخيم على الحدود العراقية- الإيرانية للاجئين الأكراد، بينما زوجها يقاتل في صفوف «البشمركة»، وهناك ستقع تحت رحمة ضابط إيراني، وتقدّم التضحيات لتنجو بنفسها، متأملة بغد أفضل.

حسّ مشاكس

المخرج هنر سليم لم يقدم جديداً بعد فيلمه «أرضي الحلوة، أرضي الحادة»، لكنه منهمك بالإعداد للبدء بتصوير فيلمه الروائي «بيبي موني» أو «فاتنة المال»، وهو إذ يتحفظ على موضوع فيلمه الجديد، برهنت تجاربه السابقة من «فودكا بالليمون» الى «الكيلومتر صفر» إلى «إن مت، سأقتلك» على الحس السينمائي المشاكس الذي يتمتع به، وتلك اللمسة الكوميدية السوداء الساخرة التي تتخلل قصصه التراجيدية.

ويمكن الاشارة في سياق حصيلة العام الفائت الى فيلم «هش» لبالدين أحمد، وكذلك فيلم «كش ملك» الذي يعتمد تقنية الفيديو التركيبي للمخرجين روش عبدالفتاح وإنغريد رولما، وفيلم «الشتاء الأخير»، للمخرج الإيراني سالم صلواتي، وفيلم «شقة النمل» لتوفيق أماني، و «فراشات» لعدنان زندي، وهذه الأفلام الثلاثة الأخيرة، رغم كونها ناطقة بالكردية، إلا انها شاركت باسم إيران في المهرجانات.

على صعيد المهرجانات السينمائية، انطلق خلال السنة الفائتة مهرجان أربيل السينمائي في دورته الأولى، وتأسيس هذا المهرجان يعد اعترافاً بالنجاحات التي تحققها السينما الكردية، فيما تأجل مهرجان دهوك السينمائي وكذلك مهرجان «جرا» أو «ضوء» للأفلام الوثائقية في السليمانية، نظراً الى الاوضاع الأمنية في كردستان التي شهدت اضطرابات خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي وهو الأمر الذي عرقل، كذلك، حضور السينما الكردية كضيف شرف في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير.

الحصيلة السينمائية خلال السنة الفائتـــة أظهرت من جديد هموم الأكراد وهواجسهم، وهي لم تكتف، هذه المرة، بجلـــد الذات، واستعادة التواريخ الدامية لشعب لا يملّ البحث عن وطن آمن يستوعب أحلامه وتطلعاته المؤجلة، بل بـــدت جريئة في محاربة الفساد الذي راح يتفــشى في إقليم كردستان الفتي، ورفعت الصوت في وجه تلك العقلية الاجتـــماعية المتزمتة؛ المتمسكة بعادات وتقـــاليد تمثل خطورة على تلك الأحلام، ربـــما تفـــوق السياسات الاقصائية التي سعت على الدوام إلى إخماد الصوت الكــردي. لكن رغم ذلك، تظل السينما هي الوسيلة الأكثر رفعة في التعبــير عن ذلك الصوت المهمش، ولا مبالغة فـــي القول إن ما يصنعه فيلم كـــردي واحـــد مـــن جمـــال وإبداع يعـــادل كل جهود الأحزاب العتيدة، وبهذا المعنى فإن السينما الكردية تحارب، على الدوام، على جبهتين: أن تظهر عدالة قـــضية من جهة، وأن تنشغل، من جهة ثانية، بجماليات خاصة نابعة، تحديداً من تعقيدات تلك القضية ومساراتها الوعرة وحكاياتها التي لا تنتهي!

الحياة اللندنية في

02.01.2015

 
 

استمرارية الإبداع والبحث عن الجمهور

الدار البيضاء – نور الدين محقق

واصلــــت السينما المغربية في العام المنتهـــي سيرها في الطريق الإبداعي نفســـه الذي حقق لها تواجداً كبيراً وفعالاً فــي الحقل الثقافي المغربي. هذا الطريق الإبداعي الذي يجمع بين المغـــامرة في التجريب والبحث عن الجودة الفنية، وبين محاولة جذب الجـــمهور والدفع به إلى المشاهدة. وهذا الطـــريق الإبداعي السينمائي المتعدد هو مـــا منـح للسينما المغربية هذا الإشعاع الوطـــني والقاري معاً، والحضور المشرف في كثير من المهرجانات العالمية.

إن أول ما يمكن الوقوف عنده في هذا الصدد هو استمرارية الإنتاج السينمائي المغربي بنفس الوتيرة السابقة، أي إنتاج ما بفوق 20 فيلماً سنوياً، وهو رقم مهم جداً، يمكّن هذه السينما من تحقيق تنوع بارز على مستوى المواضيع المطروحة وطرق الإخراج السينمائي المتبناة التي تنحى نحو الإبداعية التجريبية حيناً أو تحافظ على النهج السينمائي العادي الذي يركز على سيرورة الحكاية في غالبية الأحيان. ويعود هذا العدد المهم في وتيرة إنتاج الأفلام السينمائية المغربية إلى تواصل الدعم المادي الذي تحظى به وفق شروط معينة من لدن لجنة الدعم التابعة للمركز السينمائي المغربي الذي عرف في هذه السنة تغيراً على مستوى الإدارة، حيث حل صارم الفاسي الفهري مديراً للمركز السينمائي خلفاً لنور الدين الصايل.

أما بخصوص الأفلام السينمائية المغــربيـــة التي تألقت هذه السنة سواء تلك التي أنتجت فيها أو حتــى تلك أنتجـــت في السنة الماضية 2013، والتـي استطاعت أن تحقق لها وجـــوداً قــــوياً في الساحة الثقافيـــة الفنية، فقد ظل فيلـــم المخرج السينمائي المتميز هشام العسـري «هم الكلاب» يحظى بالجوائز ويعـــرض في المهرجانات الوطنـــية أو الدوليـــة وهـــو ما يؤشر على أهميته وعلى أهميـــة التجربة السينمائية لمخرجه. كما تألـــق أيضاً الفيلم المغربي «وداعاً كارمن» للمخرج محمـــد أمين بنعمراوي وحظي بكثـــير من الجوائز منها الجائزة الكبرى لمهرجان ورزازات السينمــائي والجائزة الكبرى كذلك للدورة الخامسة لمهرجان الداخلية السينمائي الذي تــرأس لجنة تحكيمه الناقد والروائي المغربي محمد برادة، وذلك نظراً الى أهمية موضوعه ولطريقة إخراجه المتميزة، كما سبق له أن خلف ارتياحاً كبيراً لدى عرضه في المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة حيث حظي ببعض الجوائز ومنها جائزة العمل الأول.

سينما الأدب

وقد سجل فيلم المخرج المغربي جيلالي فرحاتي «سرير الأسرار» المقتبس عن رواية مغربية تحمل نفس الاسم للروائي المغربي البشير الدمون حضوراً جميـــلاً في هذا المهرجان أيضاً واستطاع أن ينال جائـــزة السيناريو. ولقي استحساناً من لدن الجمــهور، كما تناولته الصحافة الفنية المغربية لا سيما وهـــو ينتمي إلى ما أصبح يطلق عليه بسينمــا الأدب، أي تلك السينما التي تنبنــي على لعبة الاقتباس الأدبي. وقد سجـــل فيلم «الصوت الخفي» للمخرج كمال كمال الذي يحكي فيه جانباً من العلاقات المغربية الجزائرية حضوراً قـــوياً هو الآخر واستطاع أن ينال الجائزة الكبرى في مهرجان الفيلم الوطني بمدينة طنجة. وفـــي ما يتعلق بفيلم المخرج السينمائي المغربي لطيف لحلو الذي حمـــل اسم «عيد الميلاد» فقد سار فيه على السبيل السينمـــائي نفسه الذي ينهجه والمتميز فــي الحرص على تقديم الحكاية وفق شروط فنية سينمائية قوية تتميز بالوضوح في الطرح والتي تجلت في فيلمه السينمائي السابق «سميرة في الضيعة».

يبدو واضحاً من هنا أن السينما المغربية من خلال هذه الأفلام السينمائية الطويلة، قد عرفت هذه السنة تميزاً ملحوظاً سواء من حيث تعدد وتنوع المواضيع التي طرحتها والمتمثلة في تقديم بعض الأحداث الواقيعة والتبئير عليها وتقديمها إلى الجمهور كما هو الحـــال مع فيلـــم «هم الكلاب» للمخرج هشام العسري الذي ركز على البعد الاجتماعي والسياسي في فترة الثمانينيات وما بعدهــا، وفيلم «وداعاً كرمن» للمخرج محمد أمين بنعمراوي الذي ركز على البعد التاريخي والسياسي في فترة السبعينات. كما ركز فيلم «الصوت الخفي» على البعد السياسي التاريخي والفني في تقاطعاته العلائقية والاجتماعية والإنسانية.

وبالتوازي مع استمرارية المهرجانات السينمائية المغربية مثل المهرجان الوطني للفيلم بمدبنة طنجة ومهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة ومهرجان السينما المتوسطية بمدينة تطوان ومهرجان سينما المرأة بمدينة سلا وسواها، شهد النقد السينمائي المغربي صدور بعض الكتب النقدية في هذا المجال نذكر منها بعض ما أصدره كل من النقاد والباحثين في مجال الصورة عبد الرزاق الزاهير ونور الدين محقق وبوشتى فرقزايد وغيرهم. كما نذكر تواجد وحضور بعض المجلات الرصينة التي تهتم بالسينما مثل مجلة «وشمة» ومجلة «المجلة المغربية للأبحاث السينمائية» ومجلة «سينفيليا» (التي عرفت هذه السنة صدوراً ورقياً أيضاً بجانب حضورها على الشبكة الإلكترونية)، وسواها من المجلات السينمائية الأخرى.

ومـــع هذا كله فإن السينما المغربية رغم انها تشهد هذا الحضور القوي، مطالبة بالمزيد من الحفر في القضايا الجمالية و الفنية بغية تقديم سينما حقيقية يطبعها الهم الجمالي الفني القوي مع المحافظة على الاقتراب من واقعها وتقديمه في صورة سينمائية جديرة بهذا الفن الرفيع. هذه السينما التي قدمت إضافة إلى المخرجين السابقين مثل لطيف لحلو والجيلالي فرحاتي وسعد الشرايبي ونور الدين لخماري ونبيل عيوش وسواهم ومخرجين آخرين مثل محمد مفتكر وهشام العسري وأخيراً عبد الإله الجواهري الذي سبق له أن قدّم أفلاماً سينمائية قوية قصيرة كما قدم فيلماً طويلاً قوياً هو فيلم» الراقص (ة)». وهي أفلام سينمائية حظيت بمجموعة من الجوائز الرفيعة، كما أنه إضافة إلى ذلك وبموازاة معه يقدم برنامجاً تلفزيونياً على القناة المغربية الأولى خاصاً بالمجال السينمائي هو برنامج «شاشات»، وهو برنامج يساهم في التعريف بما يتعلق بالسينما المغربية في تقاطعاتها مع باقي سينمات العالم.

الحياة اللندنية في

02.01.2015

 
 

الأبرز أيام قرطاج وتتويج«باستاردو»

تونس - نجلاء محمد

لم تحقق السينما التونسية الكثير في موسم 2014 خصوصاً على مستوى الإنتاج النوعي، حيث مازال هذا القطاع يتخبط في معضلات عميقة على مستوى كتابة السيناريو وطرحه مضامين نمطية لا ترتقي إلى تطلعات الجماهير التونسية إلى جانب اعتماده شبه الكلي على دعم وزارة الثقافة التونسية والتمويلات الأجنبية التي تحمل في أغلب الأحيان وجهات نظر غربية للقضايا المحلية. ولم يشمل التميز في هذا الموسم إلا عدداً قليلاً من الأعمال السينمائية الشابة.

أبرز حدث في هذه السنة والذي لوّن مشهد الفن السابع التونسي كان أيام قرطاج السينمائية في دورتها الخامسة والعشرين ( من 29 إلى 6 كانون الأول - ديسمبر 2014 ) دورة عرفت جدلاً على مستوى خياراتها في المسابقات الرسمية خصوصاً ضعف حضور الإنتاج التونسي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الذي اقتصر على فيلم واحد وهو «بيدون 2» للمخرج جيلاني السعدي رغم أن القانون المنظم للمهرجان يسمح بمشاركة أكثر من عمل لتونس (البلد المنظم).

مهرجان للمراجعة

هذه الخيارات استفزّت بعض الفاعلين في المجال السينمائي فنظموا مهرجاناً سينمائياً موازياً لعرض أعمال سينمائية تونسية حتى تتمكن من نيل فرصتها من المشاهدة والتقييم بعد محاولات لإقصائها - وفق اعتقادهم - من إدارة الدورة الخامسة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية.

واستياء بعض السينمائيين التونسيين لم يتوقف عند البرمجة والخيارات إذ حتى التتويجات لم ترق لجمع من هؤلاء الفنانين والنقاد إذ آلى أغلب الجوائز (التانيت الذهبي- جائزة أفضل سيناريو - جائزة لجنة التحكيم الشباب - جائزة الجمهور) للفيلم الفلسطيني «عمر» وهو عمل قديم على مستوى الإنتاج والعرض في مسابقة مهرجان دولي إذ سبق وأن برمج في مجموعة من المهرجانات الدولية قبل أن يرشح لأيام قرطاج السينمائية... وهي على اية حال حالة لازمت أغلب أعمال المسابقات الدولية على غرار فيلم «ذيب» الأردني وفيلم سهرة الافتتاح «تمبكتو» لعبد الرحمان سيساكو.

لكن الدورة الخامسة والعشرين ورغم سلبياتها لم تمر من دون بعض النقاط المضيئة أهمها الجمهور التونسي، الذي ظل وافياً لعرسه السينمائي وحضر بكثافته المعهودة لجل العروض السينمائية خصوصاً التونسية منها والمبرمجة خارج المسابقة ضمن قسم بانوراما «الأفلام التونسية» معبّراً عن اشتياقه لسينما تعكس راهنه. وفي هذا السياق حظي فيلم المخرج التونسي نصر الدين السهيلي «مر وصبر» بإشادة الجمهور كما النقاد.

وإلى هذا فإن قرار تنظيم أيام قرطاج السينمائية سنوياً بعد أن كانت بالتناوب مع أيام قرطاج المسرحية وذلك انطلاقاً من دورة 2014 أزاح بعض الكآبة عن السينمائيين التونسيين حيث ستسمح لهم الدورات السنوية بفرص أكبر لعرض أعمالهم وتحفّزهم على الإنتاج ودفع الحركية لمهرجان عريق يكاد يفقد بريقه في زحمة المهرجانات العربية التي صارت تفوقه بهرجاً وإشعاعاً.

«باستاردو» الأفضل

رغم تصوير مجموعة من الأفلام السينمائية الجديدة بين سنتي 2013 و2014 وعرض بعضها - فيما مازالت أخرى في طور المونتاج والمكساج - إلا أن التميز دولياً كان من نصيب فيلم السينمائي الشاب نجيب بالقاضي «باستاردو»، وهو عمل حصد عدداً مهماً من الجوائز الدولية على غرار الجائزة الأولى للأفلام الطويلة وجائزة أفضل ممثلة للبنى نعمان ضمن مسابقات مهرجان الإسكندرية السينمائي، إضافة لتتويجه بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم المتوسطي بتطوان المغربية وجائزتي أفضل فيلم وأفضل فيلم إفريقي في مهرجان فيلم إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية في مدينة ميلانو الإيطالية.

كذلك فإن النجاح الدولي لشريط «باستاردو» رافقه إقبال جماهيري كبير في عروضه التجارية بتونس وضمن برمجة بانوراما الفيلم التونسي بأيام قرطاج السينمائية كذلك والتي نال جائزتين من جوائزها الموازية - مؤخراً - وهما جائزتا اتحاد التونسي للشغل الممنوحة لتقني الفن السابع و «تي.في 5 موند».

و«باستاردو» حظي بتنويه كبير من قبل النقاد لتميز مخرجه في طرح واقع تونسي يعكس قضايا الفساد والفقر والتهميش في البلاد والتي كانت مؤججاً للثورة وذلك من خلال حكاية «محسن» الشاب اللقيط الذي تربى في احد الأحياء العشوائية منبوذاً غير أن تعاونه مع شبكة للهواتف غيرت مكانته الاجتماعية والمادية ما وضعه وجهاً لوجه مع منظومة اجتماعية يطغى عليها الفساد واستغلال النفوذ في صراع امتزجت فيه السلطة بالحب والجشع والرغبة في التغير.

أما الفيلم البارز الثاني فكان «شلاط تونس» لكوثر بن هنية، التي تعتبر من أبرز مخرجات الموجة الجديدة للسينما التونسية، حيث توجت مؤخراً بالتانيت الذهبي للروائي القصير بفيلمها «يد اللوح» في أيام قرطاج السينمائية، وكانت قد تمكنت بفضل فيلمها الوثائقي «شلاط تونس» من احتلال مكانة مميزة بين أبناء جيلها من السينمائيين. فهذا الفيلم حقق الإشعاع للمخرجة التي مثلت من خلاله تونس في عدد مهم من المهرجانات الدولية وتوجت في أغلبها. وأبرز هذه الجوائز كانت جائزة «ألف» لأفضل فيلم وثائقي شرق أوسطي وأفضل إخراج بمهرجان بيروت السينمائي كما حصدت جائزة أفضل عمل أول في مهرجان نامور الدولي للأفلام الفرنكفونية «FIFF» ببلجيكا وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان الجزائر. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي توجت بجائزة النقابة الفرنسية لنقاد السينما في المسابقة الدولية لمهرجان الفيلم بأميان «Amiens» كما سبق لكوثر بن هنية أن عرضت «شلاط تونس» في افتتاح برنامج جمعية الفيلم المستقل للتوزيع «ACID» بمهرجان كان السينمائي في دورة 2014.

وعلى رغم أن الحصاد السينمائي لتونس لم يحمل الكثير من الإنتاجات الفنية كماً وكيفاً في سنة 2014 إلا أن تميز بعض المخرجين التونسيين الشباب على غرار نجيب بالقاضي وكوثر بن هنية ونصر الدين السهيلي، وترحيب النقاد والجماهير بأعمالهم يفتح باباً للحلم بسينما أرقى وأعمق مستقبلاً في تونس.

الحياة اللندنية في

02.01.2015

 
 

شايلين وودلي: لا للّقطات الجريئة إلا إذا...

باريس – نبيل مسعد

تعتبر شايلين وودلي (23 سنة) نجمة هوليوودية صاعدة بسرعة كبيرة كونها تنافس زميلاتها الشابات بطريقة قاتلة، فهي إثر نجاحها في حلقات تلفزيونية شعبية وهي لا تزال مراهقة، انتقلت إلى السينما مؤدية دور ابنة جورج كلوني في فيلم «الأحفاد» وحائزة في ما بعد بطولة فيلم المغامرات المستقبلي «دايفرجنت» المأخوذ عن رواية ناجحة عالمياً، قبل أن تمثل شخصية مراهقة مصابة بمرض السرطان في «نجومنا الخاطئة»، مقدمة في كل مرة الدليل على موهبتها وقدرتها على الانتقال من لون إلى آخر بمهارة فائقة.

أحدث أفلام وودلي «طير أبيض في عاصفة» من إخراج السينمائي الأميركي غريغ آراكي. وهي جاءت إلى باريس لحضور عرضه الافتتاحي الخاص، فالتقتها «الحياة» وحاورتها.

·        بدأت في الفن باكراً، فهل تنتمين أصلاً إلى عائلة تعمل في هذا المجال؟

- لا إطلاقاً، فأنا ابنة معلمة ومدير مدرسة، وكنت مولعة، منذ بلوغي سن الخامسة، بتقليد غيري وبالتمثيل والغناء والرقص، الأمر الذي دفع أمي إلى تسجيلي في وكالة مختصة للممثلات الصبيات، وهكذا ترددت إلى اختبارات عدة أمام الكاميرا كان من نتيجتها تمثيل أدوار صغيرة هنا وهناك في مسلسلات، إلى أن فزت بدور البطولة في الفيلم التلفزيوني «فيليسيتي» الذي جلب لي بضع جوائز، وصرت صبية نجمة بين يوم وليلة.

·        وكيف جمعت في ذلك الحين بين النجومية والمدرسة؟

- ولدتُ وكبرتُ في مدينة صغيرة اسمـها سيمي فالي بولاية كاليفورنيا الأميركية، ولكن حينما سجلتني والدتي في الوكالة التي ذكرتها صار من الواضح أنني إذا حصلت على دور ما كنت سأضطر إلى السفر إلى لوس أنجليس والإقامة فيها طوال مدة التصوير. لكن الذي حدث تعدى كل توقعات أهلي، بما أنني عقب حصولي على الجوائز التي تكلمت عنها للتو، فزت بالدور الأول في مسلسل «مكان اسمه البيت» لا أول له ولا آخر وصُور على مدى سنوات. بل لا يزال يُصوَّر الآن بعدما غادرته شخصياً لأنني كبرت. رفضت أمي العرض وأعادتني معها إلى مدينتنا الصغيرة كي أكمل تعليمي، ولم أستطع إلا الخضوع لأوامرها هي ووالدي. واتصلت بنا الوكالة على الفور وأصرت على قدومي إلى لوس أنجليس مؤكدة أنها ستباشر مسألة تعليمي المدرسي إلى جانب ممارستي التمثيل في المسلسل، وهي قدمت الضمانات المكتوبة والمسجلة رسمياً في هذا الشأن. وقد شعرت والدتي بأنني كنت أرغب فعلاً في خوض التجربة فوافقت وأقنعت أبي بالأمر وحاولت أن تخفي عني حقيقة شعورها والحزن الذي انتابها حينما أدركت أنها كانت ستفترق عني. ولم أفهم شخصياً هذا الأمر إلا بعدما سافرت إلى كاليفورنيا وباشرت العمل هناك، إذ انتابني الإحساس الغريب نفسه بكوني قد سُلبت من أحضان أمي، وبكيت كثيراً على رغم سعادتي بممارسة التمثيل في شكل احترافي. واستطعت متابعة الحصص المدرسية من طريق دروس خصوصية جادة جداً أمنتها لي الوكالة مع الشركة المنتجة الحلقات، إلا أنني لم أكن سعيدة في أوقات التعليم بمقدار ما كنته أثناء التمثيل أمام الكاميرا.

وعندما بلغت الخامسة عشرة من عمري وكنت في أوج نجوميتي بفضل نجاح الحلقات التلفزيونية، وعدتني أمي برحلة إلى نيويورك إذا نجحت في امتحان آخر السنة، وبقيت طوال العام الدراسي أنتظر هذه اللحظة، خصوصاً أنني لم أكن قد رأيت هذه المدينة الضخمة ولا تعديت لوس أنجليس ومسقط رأسي سيمي فالي أبداً. ونجحت في الامتحان فتحقق الحلم وقضيت لحظات جميلة وهائلة في نيويورك مع والدتي.

·        وهل فتحت لك نيويورك ذراعيها؟

- في طريقنا إلى نيويورك وفي الطائرة بالتحديد، التقينا مصادفة برجل قال إنه منتج مسرحي يعمل في برودواي وهو «حي المسارح الراقية» في نيويورك حيث يقدم أكبر الأعمال الاستعراضية وأنجحها، وعرض علي بعدما تعرّف إلى «نجمة المسلسل» من دون أن يتذكر اسمي بالمرة، أن ألتقيه في نيويورك لأنني جميلة ومشهورة، وبالتالي قادرة في رأيه على إنجاز شيء ما في دنيا المسرح، الأكثر رونقاً، وفق قوله، من التلفزيون. وفعلت ذلك بموافقة أمي طبعاً وفي حضورها، ثم راح الرجل يدبر لي موعداً مع مخرج مسرحي معروف من أجل أن أجري الاختبار الخاص باستعراض جديد كان في مرحلة التحضير حينذاك، وفعلت أيضاً، ثم طلب مني البقاء في نيويورك وانتظار رده النهائي في شأن نتيجة الاختبار. وبعد تفكير عميق رفضت أمي أن أخوض هذه التجربة الجديدة وأعادتني إلى لوس أنجليس لأكمل تعليمي ولأستمر في التمثيل التلفزيوني.

جرس الخطر

·        هل ندمت على فقدانك فرصة العمل فوق خشبات نيويورك؟

- لقد رنت الحكمة جرس الخطر في عقلي ولفتت انتباهي إلى مدى استحالة القيام بمهمتين على هذه الدرجة من الأهمية، مثل التلفزيون في مدينة والمسرح في أخرى في آن واحد وفي شكل جيد ومتقن. ولم أضطر للتفكير الطويل قبل أن أشارك أمي رأيها وأختار التلفزيون في شكل نهائي على الأقل في هذه الفترة من حياتي.

·        انتقلتِ من مرحلة صبية نجمة إلى امرأة نجمة وهذا لم يحدث دائماً، فهل كان الأمر طبيعياً بالنسبة إليك؟

- نعم، مثلما كان طبيعياً على جودي فوستر وعلى كريستينا ريتشي، فهناك من ينجحن ومن يفشلن. وأنا أنتمي إلى الفئة الأولى.

·        من هم زملاؤك المفضلون بين الممثلين الذين عملت معهم؟

- أنسل إيلغورت الذي عملت معه مرتين أمام الكاميرا، الأولى في فيلم «دايفرجنت» ثم في «نجومنا الخاطئة». ومن بعده جورج كلوني الذي مثل شخصية والدي في فيلم «الأحفاد».

·        وهل يعتبر جورج جورج كلوني مثلاً، مثلك الأعلى في ما يخص الرجال؟

- نعم، وأنا أبدي إعجابي بالرجل الجنتلمان المهذب الأنيق، خصوصاً ذلك الذي يحسن إبراز صفة الرقة الكامنة فيه عند اللزوم، وكل هذه الصفات تنطبق على جورج كلوني.

·        في فيلم «طير أبيض في عاصفة» تؤدين لقطات عاطفية جريئة، فهل سبّب هذا الأمر أي مشكلة لك أمام الكاميرا؟

- نعم، في بادىء الأمر لأنني لا أحبذ التجرّد من ثيابي أمام الكاميرا وأعتاد رفض المشاهد الجريئة في الأفلام التي أشترك فيها. لكنني لم أستطع ترك فرصة أداء هذه الشخصية تفوتني لمصلحة فنانة أخرى، ذلك أنني وجدت السيناريو في غاية الجمال والقوة وعثرت في الدور النسائي الرئيسي فيه على إمكانية إبراز مشاعر ورغبات وتقلبات غير متوافرة في شكل دوري في حياة أي ممثلة، بالتالي وافقت وكنت على حق بما أن اللقطات الجريئة في الفيلم قد صورت في ضوء خافت وفي أسلوب فني يجعل المتفرج يظن أنه قد شاهد كل شيء بينما هو في الحقيقة لم يرَ إلا ما تخيله في ذهنه، لا أكثر ولا أقل. ويعود الفضل في ذلك إلى براعة المخرج غريغ آراكي في نقل أفكاره إلى الشاشة مستخدماً عنصر الخيال الذي هو صلب فن السينما في النهاية.

·        لماذا لا تشاركين في أفلام فكاهية؟

- أعتقد بأن المخرجين السينمائيين اعتادوا مشاهدتي في أعمال درامية قوية أو من نوع المغامرات، بالتالي لا يتخيلونني في اللون الكوميدي. وأنا على ثقة بأن الأمور ستتغير من هذه الناحية في المستقبل لأنني أتمتع بموهبة فكاهية لا بأس بها لكنها لا تزال في مرحلة انتظار من يكتشفها.

·        متى سيتسنى لنا مشاهدة «دافرجنت 2»؟

- في مستقبل قريب، ثم تأتي الأجزاء الأخرى.

الحياة اللندنية في

02.2015

 
 

ألف فيلم للحديث عنها: «الحارة في السينما المصرية»

القاهرة – محمد عويس

«الفنان لا يصور المكان، بل يخلقه وينتجه» مقولة شهيرة لبول كلي ينطلق منها كتاب مي التلمساني «الحارة في السينما المـصـرية» الــصــادر عن المـركز القــومـي للترجـمة في ترجمة لرانـيا فتحي. ويتناول الكتاب مفاهيم الإبداع والإنـتــاج والـتـكـويــن المـرتـبـطة بـتـشـكـيـل الـخـطـاب الاجـتـمــاعي والسينمـائي عـن الحارة فـي السينما المصرية من خلال عينة اقتصرت على65 فــيـلماً تم اختيارها لتمثل الحقب المختلفة لتاريخ السينما المصرية والتيارات السائدة فيها. لكنه لا يقدم دراسة تاريخية للسينما المصرية، على رغم توقف التلمساني عند المراحل المختلفة لهذه السينما في محاولة لربطها بالأحداث التاريخية الكبرى في القرن العشرين. ومن البدهي ألا تكون هذه الدراسة عن صورة الحارة في السينما شاملة وحصرية، إذ إنه من إجمالي عدد 4200 فيلم تم إنتاجها منذ عام 1927 وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين، نجد أن الحارة موجودة بقوة في حوالى ألف فيلم، منها ما فُقد للأبد ومنها ما تعذرت مشاهدته.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول بهدف استكشاف الأوجه والمظاهر المختلفة لصورة الحارة في السينما، حيث يقدم الفصل الأول «إنتاج المكان» تحليل المكان الاجتماعي والفيلمي للحارة، ويستعرض الفصل الثاني «الأسطورة الشعبية وميثولوجيا الجماعة» الطقس الجماعي والأشكال الأسطورية التي تتبدى داخل الجماعات الشعبية، بينما يتناول الفصل الثالث «أنماط الحارة والهوية الجماعية» ثلاثة أنماط رئيسية في أفلام الحارة: ابن البلد والفتوة والأفندي.

حديث التحولات

وتتناول الكاتبة تاريخ أفلام الحارة والأفلام الممثلة لها، خلال ثلاث مراحل استناداً إلى معايير تاريخية وجمالية تُحيل إلى التحولات السياسية والسينمائية في التاريخ المصري المعاصر على النحو الآتي: المرحلة الأولى (1939 - 1953) التي يشير فيها معظم كُتب تاريخ السينما المصرية إلى أن فيلم «العزيمة» لكمال سليم هو الفيلم الواقعي المصري الأول الذي تدور أحداثه في حارة تم بناؤها داخل الاستوديو ومعظم الشخصيات فيها من أبناء تلك الحارة. غير أنه من الخطأ اعتبار هذا الفيلم أول الأفلام التي تناولت الحي الشعبي في السينما. فأحداث فيلمي «المعلم بحبح» (1937) و «لاشين» (1939) تدور أيضاً في أحياء شعبية. غير أن «العزيمة» يمثل الوعي السينمائي الأول في الحي الشعبي بصفته المكان الأصيل الذي تتجلى فيه الشخصية المصرية، وذلك في مقابل الأحياء السكنية الجديدة التي يطغى عليها الطابع الأوروبي ويسكنها الباشوات وأبناء الطبقة البرجوازية. وعلى رغم ما تنطوي عليه هذه الثنائية - سواء على مستوى التمثيل المكاني أو التصنيف الاجتماعي - من تبسيط زائد للأمور، ظل هذا الفيلم مصدر إلهام للكثير من السينمائيين كيوسف وهبي وحسين فوزي وصلاح أبو سيف.

أما صورة الحارة في السينما المصرية في هذه المرحلة فيمكن اعتبارها بناءً خيالياً للمكان الشعبي وللملامح التي تُميز سُكانه، بناء يقترن تخيله بالنزعة المثالية على الصعيد الجمالي والأخلاقي وهي نزعة مُغلفة بهمّ وطني وإنساني عميق: همّ الدفاع عن الفقراء والمطحونين ضد طغيان الأثرياء والساسة الفاسدين.

وفي الخطاب النقدي المصري، عادة ما تتم مقابلة فيلم كمال سليم «العزيمة» وفيلم كامل التلمساني «السوق السوداء» (1945) وقد تنازعا لقب الفيلم الواقعي الأول في كتب تاريخ السينما، ويمكن تلخيص الجدل حولهما في جزئية الإيحاء بالواقع التي ميزت كل فيلم منهما بدرجات متفاوتة، في هذا الإطار يرى الناقد كمال رمزي أن حارة التلمساني أكثر قُرباً من واقع الحي الشعبي في الأربعينات من حارة كمال سليم التي أسبغ عليها المُخرج بُعداً مثالياً. بينما فرضت المرحلة الثانية (1954 - 1980) مع صلاح أبو سيف صورة جديدة للحارة بدت للمرة الأولى في فيلم «الفتوة» (7195) حيث طرأ الكثير من التغييرات على صورة الحارة في أعقاب ثورة 1952، وأصبحت صورة الوطني تُجسَّد من خلال شخصيات ابن البلد والموظف والمُفكر وبالطبع الرجل العسكري أو الضابط. ويصعد ابن البلد في أفلام هذه المرحلة إلى طبقة الموظفين، ويتحقق له صعود السلم الاجتماعي، فيما يحل رجل العسكرية محل الباشا،

أما الموظف الحكومي فيحتل مكان الأفندي الموظف في الشركات الخاصة. وتشير التلمساني إلى أنه ليس غريباً أن أحداث معظم الأفلام القيمة في الخمسينات والستينات تدور في ماض قريب من التاريخ المعاصر أي في الفترة ما بين 1910 - 1940 فتلك العودة إلى الماضي كانت من أجل نقد النظام الملكي وحلفائه من البريطانيين بهدف إحياء ذاكرة الخزي والتهميش ومن أجل إبراز قيمة النظام الجمهوري وفضل رجالاته على الشعب.

سكون السبعينات

أما بالنسبة لفترة السبعينات فلم تطرأ أثناءها تغييرات جذرية على صورة الحارة، لا على مستوى منظومة الشخصيات ولا على مستوى الديكور: إذ استمر صلاح أبو سيف في إنتاج أفلام ملتزمة («السقامات» 1973) ووظف شـــباب السينمائيين من أمثال حسام الدين مصطفى صورة الفتوة - وهو الذي تخـــصص في تقديم هذه الصورة - كما صاغها نجيب محفوظ في رواياته وسيـــناريواته من أجل التشديد على فكرة الصراع بين الطبقات الشعبية وطبقة الأثرياء الجدد التي أفرزتها سياسة الانفتاح الاقتصادي في عهد السادات.

أما في المرحلة الثالثة (1981 - 2001) فقد فرض جيل جديد من السينمائيين نفسه بصفته بديلاً سينمائياً منذ نهاية السبعينات، وطرح رؤية جديدة حول الواقع الاجتماعي تقوم على فكرة تشظي التاريخ وكسر أفقية السرد السينمائي التقليدي، استناداً إلى ضياع قيم التماسك والتضامن واختفاء العقائد الأساسية للخطاب الماضوي.

وتبنى سينمائيو هذا الجيل بقوة تعددية وجهات النظر - بما فيها وجهات نظر الأقليات الدينية في مصر - داخل كتلة الغالبية التي أُدمجت في إطار متجانس. ويبرز من بين هؤلاء السينمائيين اسم على بدرخان مخرج فيلم «الجوع» (1986) الذي سلط الضوء على القضايا الداخلية في وطن تتنازعه أطماع النخبة الثرية وصمت الغالبية المقموعة، ويبرز أيضاً اسم خيري بشارة مخرج فيلم «يوم مر... يوم حلو» (1988) والذي أخرج فيه الحارة من الإطار الضيق لصورة حارة العصور الوسطى المركزية، وصوّر الأحداث في حي أحدث من أحياء القاهرة الفاطمية المعتادة في أفلام الحارة السابقة هو حي شبرا الشعبي الواقع على أعتاب القاهرة. وإلى جانب على بدرخان وخيري بشارة، يفرض اسم الراحل رضوان الكاشف نفسه من خلال فيلم «ليه يا بنفسج» (1993) الذي تناول تصيد فئة المهمشين للحظات سعادة عابرة داخل حارة مقطوعة الصلة بكل بُعد تاريخي قديم، حارة منسية على أطراف المدينة.

الحياة اللندنية في

02.01.2015

 
 

كتاب يرصد «الصورة الشريرة للعرب في السينما الأميركية»

عمان - الرأي

يوثق كتاب (الصورة الشريرة للعرب في السينما الأميركية) الصادرة مؤخرا ترجمته العربية، اغلبية الافلام المنجزة ضمن السينما الاميركية والآتية من أستوديوهات هوليوود منذ بزوغ فجر السينما والى الوقت الراهن، وهي تعاين الشخصية العربية بانماط متباينة.

اختار مؤلف الكتاب المقيم باميركا جاك شاهين وهو من اصول عربية، قائمة طويلة من الافلام التي تصدت للشخصية العربية، وعرض لها في تحليل نابه، وقدمها في مؤلفه هذا الذي يضم جزءين صدرا حديثا عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة في 1148 صفحة من القطع المتوسط، متسلحا بمنهجية الناقد والاكاديمي المتخصص في علم الاجتماع، كاشفا ومفندا الكثير مما احاط صناعة تلك الافلام من فهم قاصر ساذج يعمل على تزييف الشخصية العربية والسخرية منها، تحت وطأة الظاهرة العنصرية والاقصاء وعدم قبول ثقافة الآخر.يختصر المؤلف رؤيته في الكتاب الى نتيجة مؤداها أن: «المخرجين الأميركيين وعلى نحو جماعي وصفوا العرب بتهمة العداء للجماهير وبأنهم متوحشون قساة لا قلوب لهم وهمجيون متعصبون دينيا ومهووسون بالأموال، وبرابرة متعصبون حقراء وأغنياء وأغبياء».

ويؤكد المؤلف أن المخرجين الأميركيين لم يصنعوا بأنفسهم هذه الصورة النمطية للإنسان العربي، وإنما زخرفوها بعد أن ورثوها عن الأوروبيين الذين كانوا أول من أوجد الصور الكاريكاتورية للعرب في القرنين الثامن والتاسع عشر، من خلال حملاتهم الاستعمارية، لافتا في الوقت نفسه الى ان افلاما محدودة العدد بالكاد تتجاوز اصابع اليدين حرصت خلال قرن من الزمان ان تكون منصفة للشخصية العربية وان تنأى عن الصورة النمطية التي سارت عليها السينما الهوليودية وأن تصطف الى جانب قضايا وهموم وتطلعات الانسان العربي بشكل عادل ومحايد.

الرأي الأردنية في

03.01.2015

 
 

فيلم "القط" لـ"عمرو واكد" يُجاز تحت شعار "للكبار فقط"

أحمد عدلي

حصل الفيلم السينمائي المصري "القط" على إجازة العرض العام بالصالات المصرية تحت لافتة "للكبار فقط"، بحيث يمنع من هم دون 18 عاماً بمشاهدته وذلك بسبب المشاهد الحميمة والدموية الموجودة فيه.

 

القاهرةوافقت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية على إجازة الفيلم السينمائي الجديد "القط" للعرض بالصالات المصرية في منتصف الشهر الجاري تحت لافتة "للكبار فقط" وبذلك لن يسمح لمن هم دون 18 عاماً بدخوله.

وجاء وضع اللافتة نظراً للمشاهد الدموية الموجودة في الفيلم حيث يظهر إجراء عمليات سرقة أعضاء لأطفال الشوارع وقتلهم بعد عقب سرقة الأعضاء بالإضافة إلى مشهد حميمي جمع بين الفنان عمرو واكد وإحدى بطلات الفيلم.

يُذكر أن "القط" من بطولة فاروق الفيشاوي، عمرو واكد، صلاح الحفني، ومن تأليف وإخراج إبراهيم البطوط، ولقد عُرِضَ لأول مرة في مصر ضمن المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة.

إيلاف في

03.01.2015

 
 

سنة الرحيل... والسينما!

نور الدين بالطيب

ستبقى ٢٠١٤ محفورة في الذاكرة الثقافية التونسية كسنة الرحيل الموجع. ودّعت تونس مجموعة من أبرز الشخصيات الثقافية في كل الفنون أبرزهم الكاتب المسرحي والإعلامي ورجل الدولة الحبيب بولعراس (١٩٣٣-٢٠١٤). اشتهر الأخير برائعة «مراد الثالث» التي قدمها علي بن عياد عام ١٩٦٦، وكانت أول مقاربة مسرحية عربية لجنون السلطة والتعطش للدم من خلال شخصية مراد الثالث المعروف في التاريخ التونسي بـ «مراد بوبالة» (البالة في اللهجة التونسية آلة حادة تستعمل لحفر الأرض، وكان مراد الثالث يستعملها في قطع الرؤوس أثناء حكمه).

ظلت هذه المسرحية وما زالت من أهم مراجع المسرح التونسي. كما كتب بولعراس أعمالاً أخرى لم تحقق الشهرة نفسها على الخشبة مثل «طائر البراق»، لكنّه اشتهر بكتابة تاريخ تونس أيضاً، وتولّيه مجموعة من الحقائب الوزارية في عهدي بورقيبة، وبن علي منها وزارة الإعلام والثقافة والدفاع والخارجية. وكان من وزراء قلائل استقالوا في عهد بورقيبة مطلع السبعينيات احتجاجاً على غياب الديمقراطية.

فقدت تونس أيضاً الفنان المسرحي عبد المجيد الاكحل (١٩٣٩) رفيق علي بن عياد رائد التحديث في المسرح التونسي الذي أغنى المحترف بمجموعة من الأعمال في المسرح الكلاسيكي والتجريبي والفودفيل أيضاً مثل «ست نساء» و«بين نومين» و«يوغرطة» و»النورس».

عودة الأسعد بن عبد الله إلى الخشبة بعرض «المنسية»

كما شهدت ٢٠١٤ رحيل الكبير صالح المهدي (١٩٢٥) أحد أبرز مدوني الموسيقى التقليدية التونسية المعروفة بـ «المألوف» والملحن الذي صنع شهرة نجمات الغناء في تونس كصليحة وعلية ونعمة. وعن سن تناهز ستين عاماً، رحل المسرحي والرسام والصحافي الهاشمي غشام الذي برز بدءاً من الثمانينيات في الصحافة الثقافية باللغة الفرنسية، وتنقل بين معظم الصحف الناطقة بالفرنسية في تونس بالتوازي مع أعماله المسرحية والتشكيلية والشعرية. وتزامن رحيله في أيار (مايو) مع رحيل الشاعر والمسرحي والسينمائي صديق طفولته الناصر الكسراوي، قبل أن يرى شريطه التسجيلي «المهدية مدينة أبدية». وفي سياق الرحيل، ودعت تونس الشاعر الشعبي الكبير علي الأسود المرزوقي (١٩٣٩) أحد أصوات المقاومة العربية وأبوزيان السعدي (١٩٣٧) الذي يمثل آخر النقاد الكلاسيكيين، والتشكيلي الهادي النايلي (١٩٤٩) والشاعر عبد الله مالك القاسمي (١٩٥٤) والمفكر عبد الوهاب المؤدب (١٩٤٦) والمسرحي فوزي رواشد، والشاعر شكري الميعادي (٤٦ سنة) والروائي محمد الغزالي (٥٥ سنة) والسينمائي الشاب عمر الفاروق الجزيري (١٩٩٠) وكان رحيله فاجعاً، إذ دهسه قطار عندما كان يصوّر شريطه «كسوف» لوالده المسرحي الفاضل الجزيري، وقد تحولت جنازته إلى أحد مشاهد الشريط.

ولم تسجل تونس صدور أعمال أدبية مهمة وكذلك المسرح إذا استثنينا عودة الأسعد بن عبد الله إلى الخشبة في عمل موسيقي من إنتاج «مهرجان قرطاج الدولي» بعنوان «المنسية» أو تعيين الفاضل الجعايبي مديراً للمسرح الوطني. لم يقدم أبرز المسرحيين التونسيين أمثال الفاضل الجعايبي، والفاضل الجزيري، وتوفيق الجبالي، وعز الدين قنون، ونور الدين الورغي، ورجاء بن عمار أعمالاً جديدة. كان عام ٢٠١٤ عام السينما بامتياز، شهد عرض مجموعة من الأعمال السينمائية الجديدة التي حققت نجاحاً جماهيرياً لافتاً في معظمها. كما حصدت جوائز خارج البلاد مثل شريط «بستاردو» لنجيب بلقاضي، وكذلك «باب الفلة» لمصلح كريم، و»شلاط تونس» لكوثر بن هنية، و»٧ونص» لنجيب بلقاضي. وشهدت «أيام قرطاج السينمائية» عرض مجموعة جديدة من الأعمال التسجيلية والروائية مثل «مر وصبر» لنصرالدين السهيلي، و» بدون ٢» للجيلاني السعدي، و»على هذه الأرض» لعبد الله يحيى، و»القرط» لحمزة العيوني وغيرها. ويمكن اعتبار عام ٢٠١٤ عاماً استثنائياً بالنسبة إلى السينما التونسية.

ومن ابرز الأحداث الثقافية التي سجلها عام ٢٠١٤ عودة أنور براهم الى ركح قرطاج بعد غياب دام ثلاثين سنة حيث قدّم عملاً جديداً بعنوان «استذكار» بعد أربع سنوات من الغياب عن الجمهور التونسي.

«نهاية» خليدة تومي وعودة محمد لخضر حمينة

زهور غربي

لعل الحدث الذي يميز 2014 بالنسبة إلى القطاع الثقافي الجزائري، هو إنهاء مهمات خليدة تومي بعدما عمّرت في وزارة الثقافة لـ 12 سنة. هكذا خلفتها السينمائية والمنتجة نادية لعبيدي التي يعوّل عليها لإحداث الفرق. وربما أفضل ما تحقق أيضاً هو نص المرسوم الخاص «بتغطية الضمان الاجتماعي للفنانين والمؤلفين». «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» لعام 2015، هو أكبر تحد يعترض طريق الوزيرة الجديدة.

ها هي تسابق الزمن لإنهاء المشاريع التي انطلقت قبل أكثر من سنة ولم تستكمل بعد.

سينمائياً، شهد 2014 صدور الكثير من الأفلام التي نالت نصيبها من الجوائز في المحافل العربية والدولية، منها «فاطمة نسومر» لبلقاسم حجاج، و«الوهراني» لإلياس سالم، و«البئر» للطفي بوشوشي، و«راني ميت» لياسين محمد بن الحاج. كما شهدت السنة عودة عراب السينما الجزائرية وصاحب السعفة الذهبية عن «وقائع سنين الجمر» محمد لخضر حمينة بفيلمه «غروب الظلال». وأفرجت الوزارة عن شريط «سنوات الإشهار» لعثمان عريوات، بعدما بقي محجوزاً لديها بحجة احتوائه على مشاهد تنتقد السلطة. ورفضت سحب فيلم «الوهراني» لإلياس سالم بعد موجة الانتقاد التي طاولته لأنّه «يشوّه صورة المجاهدين ويظهرهم بصورة غير لائقة». كما رفعت نادية لعبيدي يدها عن فيلم «سنوات الإشهار» لعثمان عريوات، موضحة أن النسخة ستعرض كما هي من دون حذف. في المقابل، أوقفت أعمالاً أخرى مثل شريط «الأمير عبد القادر»، و«العربي بن مهيدي»، و«عمليات مايو».

حل عام 2014، ولم تتغير حالة الكتاب في الجزائر. الناشرون لا يزالون يأملون بوصول كتبهم إلى المكتبات العربية والأجنبية، وزيادة السحب والتوزيع، ما يؤدي إلى خفض الأسعار وتسهيل وصول القارئ إلى الكتاب. أعمال جديدة قدِّمت هذه السنة منها رواية «حب في خريف مائل» لسمير قسيمي، و«هذيان نواقيس القيامة» لمحمد جعفر، ورواية «الملكة» لأمين الزاوي التي نفدت نسخها في الأيام الأولى لـ «معرض الجزائر للكتاب». أما الكاتبة أحلام مستغانمي، فاختارت أن تقدم روايتها «عليك اللهفة» بعيداً من «معرض الجزائر الدولي للكتاب».

غيبت 2014 العديد من الوجوه في الساحة الثقافية الجزائرية يتقدمهم عميد ومدير المسرح الجزائري محمد بن قطاف الذي قدم للخشبة العديد من الأعمال من بينها «العيطة»، و«حسناء وحسان»، و«موقف إجباري». كذلك خطف الموت المطربة نورة صاحبة «يا ناس أماهو»، و«فاطمة الزهراء باجي». وعرف الجمهور الفنانة الجزائرية في بداياتها من خلال أغنيتي «قال المنفي»، و«هو هو». ودعنا بعدها شريفة التي تربعت على عرش الأغنية القبائلية من خلال «أبقاو على خير أي آقبو» و«أيا زرزور»، و«أزواو» التي أعاد غناءها المطرب إيدير. غادرنا أيضاً رائد الأغنية السطايفية سمير بلخير، الشهير بـ «سمير سطايفي»، صاحب «الكحلة والبيضة». حميد لوراري المعروف باسم «قاسي تيزي وزو» رحل أيضاً بعدما ترك بصمته على الساحة الفنية من خلال اسكتشاته الفكاهية في التلفزيون والإذاعة وأعماله في المسرح والسينما. ودع الجزائريون أيضاً الرسام والخطاط محمد بوزيد الذي خط وسام الجمهورية عام 1963، ويعد عميد الفنانين التشكيليين.

وأصبح للفن المعاصر متحفه

محمد الخضيري

تصلح عبارة «حراك في مجال الفنون البصرية» عنواناً كبيراً للسنة المنصرمة في المغرب. شهد عام 2014 حدثاً تاريخياً هو إنشاء أول متحف للفن المعاصر والحديث في المملكة، بعد أكثر من خمسين سنة من الاستقلال. ولو أن المؤسسة الحديثة، تفتقر إلى مجموعتها الخاصة وتجنح إلى الطابع الرسمي، إلا أنها تظل النقطة الأولى في ترسيخ الثقافة البصرية في الحياة العامة المغربية.

افتتاح المؤسسة أثار بعض الجدل في صفوف المتابعين، وخصوصاً لجهة طريقة الإعلان عنه بفيلم قصير أنجزه المخرج نور الدين الخماري، كما منعت بعض الأعمال من العرض خلال الافتتاح، من بينها «في مواجهة الصمت» للفنان منير فاطمي الذي أنجزه عن شهيد اليسار المغربي المهدي بن بركة.

معرض آخر جاء بعد افتتاح المتحف بأيام قليلة، لم يخل هو الآخر من جدل، لكنه مثّل أكبر حدث تشكيلي في المغرب، برغم حدوثه في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، في باريس تحديداً. شهدت العاصمة الفرنسية معرضاً جماعياً للفنانين المغاربة في «معهد العالم العربي». المؤسسة نظمت المعرض الذي ضم أكثر من ثمانين فناناً مغربياً، من أجيال مختلفة، بينما أداره وأشرف عليه المغربي موليم العروسي والفرنسي جان هوبير مارتان. خضع المنقبان عن الأعمال الفنية لضغط شديد قبل انطلاق المعرض، من طرف منظمات تَعدّ نفسها المدافع عن التشكيل المغربي، وشككت في لائحة الفنانين قبل الإعلان عنها.

يبقى «مهرجان مراكش الدولي للسينما» أحد أبرز الأحداث الثقافية غير أن المنظمين أصروا على خياراتهم. أما الحصيلة؛ فمعرض متميز، عكس تنوع الفضاء التشكيلي المغربي، وجاء انتصاراً للأسماء الجديدة، المتحدرة من مدن بعيدة عن دور العرض وشبكاتها. وتظل السلبية الوحيدة للحدث الذي نظمه المعهد، خيمة تقليدية نصبت على مدخل المؤسسة، أفقدت شيئاً من طابع المعرض «المعاصر».

من الأعمال الأساسية التي قدمت في معرض باريس، لوحات فريد بلكاهية، التي تسكن في مدينة «النحاس»، وتستدعي الأنوثة والذكورة عبر رموز بصرية طورها الفنان الراحل لعقود، لكن الحياة لم تمهل بلكاهية لحضور معرضه، إذ خطفه الموت، ليترك مكاناً مهماً في التشكيل المغربي. في السينما مثّل الحدث الأبرز خروج نور الدين الصايل من إدارة «المركز السينمائي المغربي». عُرف الرجل بمواقفه القوية في الوزارة التي يرأسها الإسلامي مصطفى الخلفي، ودوره الكبير في إعادة الحياة للسينما المغربية خلال العقد الأخير، من خلال سياسة الدعم للإنتاجات السينمائية المغربية، أو محاولة إحياء صالات السينما التي أنهكتها السنوات الأخيرة، وجعلت العشرات منها تُحتضَر. خلف صارم الفاسي الفهري، المقرب من وزير الاتصال الصايل، وعليه أن يدبر المرحلة الجديدة من السينما المغربية. سينما تعرف حراكاً، إذ أنتجت عشرات الأفلام، بينما يحضر أبرز أبنائها أفلامهم. فوزي بنسعيدي، ونبيل عيوش، ونور الدين الخماري، وآخرون حصلوا على دعم المركز، ويدخلون مغامرة تصوير أفلامهم الجديدة خلال هذه الأشهر.

السينما شهدت تنظيم العشرات من المهرجانات خلال السنة، يبقى أبرزها «مهرجان مراكش الدولي للسينما». مهرجان يصفه بعضهم بالتقليد الشاحب لـ «مهرجان كان السينمائي»، فيما يراه آخرون الطريقة المثلى لتسويق الصورة المغربية، و«بيع» استديوهات لآخر الإنتاجات السينمائية الدولية. الإنتاجات الأجنبية المصورة في المغرب تضاعفت خلال سنة بنسبة 40%، وكان أبرزها تصوير الجزء الخامس من فيلم «مهمة مستحيلة»، الذي يؤدي بطولته النجم الأميركي توم كروز، كما أن «باتمان vs سوبرمان» الذي يعد أحد أضخم الإنتاجات الدولية كان سيصور في المغرب، قبل نقله إلى المكسيك بسبب مخاوف فريق التصوير من انتشار فيروس الإيبولا، لكن السنة السينمائية انتهت بحادث مؤسف هو رحيل واحد من أبرز أبناء السينما المغربية النجم محمد بسطاوي. في الموسيقى شهدت السنة عودة موسيقى تمجيد الملك. الغريب أنّ مؤلفاً اسمه مصعب العنزي أطلق عملاً سمّاه «الملحمة». العنزي الذي يبدو أنّه حصل على الجنسية المغربية قبل مدة، جمع عشرات الفنانين المغاربة في أغنية لا قيمة فنية لها، لا على مستوى الألحان ولا الكلمات، فنالت نصيبها من انتقادات المتتبعين.

«مهرجان موازين» نظم في دورة أخرى، وكانت الحصيلة نفسها: عشرات النجوم الغربيين والعرب، وميزانية ضخمة لا تُعلَن، في وقت تواجه فيه المهرجانات الموسيقية الأخرى شحاً في الموارد. موسيقى الجاز كان لها أكثر من مهرجان، بينما ظلت الموسيقى المغربية التقليدية، كعادتها محصورة في أحداث مرتجلة عنوانها العريض: إفراغ الإرث الموسيقي المغربي الشعبي من حمولته وتحويله إلى فولكلور.

في الأدب والموسيقى والفنون البصرية، كان الحراك الأكبر لمبادرات شخصية وجماعية أبطالها فنانون ومثقفون رأسمالهم الوحيد حب الثقافة. نظموا أحداثاً مختلفة، كان لها صداها وحضورها في الخريطة الثقافية الوطنية. هكذا، أنجزت جمعية «جذور» التي ترأسها دنيا بنسليمان وعادل السعدني دراسة مميزة هي «الحالة العامة للثقافة في المغرب». الدراسة التي كان من شركائها وزارة الثقافة، رصدت وضع الثقافة المغربية ومؤسساتها على مدى سنة تقريباً، عبر لقاءات مع عشرات الفاعلين الثقافيين في المغرب وزيارات ميدانية. النتيجة خارطة ترسم معالم الفضاءات الثقافية، وتمثل مرجعاً للباحثين والناشطين الثقافيين المغاربة.

الأخبار اللبنانية في

03.01.2015

 
 

تصوير مشاهد مهمة من 'الشبح' بطنجة وأرفود

جيمس بوند يبدأ مهمته السرية من وجدة

خالد لمنوري

النسخة الجديدة من بطولة النجم البريطاني دانييل كريغ ونجمة الإغراء الإيطالية مونيكا بيلوتشي والممثلة الفرنسية الشابة ليا سيدو

بدأ فريق أحدث أفلام جيمس بوند "الشبح" "سبيكتر"، تصوير مشاهده الأولى في المغرب بميزانية تبلغ 24 مليون دولار.

حسب العديد من المواقع الأجنبية الخاصة بأخبار الفن السابع، بدأ تصوير المشاهد الأولى من الفيلم بمدينة وجدة، وتحديدا بأحد القطارات.

وقال مخرج الفيلم سام مانديس إنه سيتم تصوير مشاهد مهمة من الفيلم بالمغرب وتحديدا بطنجة وأرفود، على أن يتم تصوير باقي المشاهد على مدى سبعة أشهر في استوديوهات "باينوود" البريطانية وعدد من العواصم العالمية من بينها لندن، وروما، ومكسيكو، ومكسيكو.

وكشف منديز أن الشركة المنتجة اختارت نجمة الإغراء الإيطالية مونيكا بيلوتشي، والممثلة الفرنسية الشابة ليا سيدو، لأداء البطولة النسائية، إلى جانب بطل الفيلم النجم البريطاني دانييل كريغ.

كما يشارك في بطولة الفيلم نجم المصارعة الحرة "WWE" ديفيد باتيستا في دور "مستر هينكس"، بالإضافة إلى النجم الحائز على الأوسكار كريستوف والز، وبطل مسلسل "شيرلوك" أندرو سكوت.

وأشار المخرج منديز إلى أن نجوم فيلم جيمس بوند السابق "Skyfall" مستمرون في الجزء الجديد، وهم ناعومي هاريس في دور "مانيبيني"، وراف فاينس في دور مدير جيمس بوند "إم"، وبن ويشو في دور مخترع أسلحة جيمس بوند العجيبة "كيو".

وكانت الشركة المنتجة للفيلم لمحت في وقت سابق إلى تأجيل التصوير، بسبب سرقة نسخة مبدئية من سيناريو الفيلم عند تعرض نظام شركة "سوني" للهجوم، اختفاء 9 سيارات مشاركة في الفيلم.

وأعربت الشركة المنتجة للفيلم عن قلقها البالغ من نشر محتوى السيناريو على شبكة الإنترنت. وذكرت الشركة، في بيان لها، "علمت شركة إيون برودكشنز، منتجة أفلام جيمس بوند، أن نسخة مبكرة من سيناريو فيلم جيمس بوند الجديد (الشبح) من بين المواد المسروقة وتم عرضها بشكل غير قانوني على الملأ من قبل متسللين اخترقوا نظام شركة (سوني بيكتشرز انترتينمنت)".

وأضاف البيان "تشعر (إيون برودكشنز) بالقلق من أن تسعى أطراف أخرى ثالثة حصلت على السيناريو لنشره أو نشر محتواه".

كما أفادت وسائل إعلام بريطانية أن فريق التصوير فقد 5 سيارات "رانج روفر سبورت" و4 سيارات أخرى لها علاقة بعلامة "لاند روفر" التجارية حسب روسيا اليوم .

وأضافت أن السيارات سرقت من معسكر "دوسيلدورف" الألماني، حيث تم إعدادها للتصوير، ويبلغ السعر الإجمالي للسيارات 800 ألف يورو.

وأفادت شركة "أوستن مارتن" في وقت سابق ببعض تفاصيل استخدام جيمس بوند، الذي يلعب دوره دانييل كرايغ لتلك السيارات.

يذكر أن المغرب شهد طيلة السنة الجارية تصوير أزيد من 30 إنتاجا سينمائيا ضخما من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا وبلجيكا والهند.

ومن المنتظر أن تحقق مداخيل الاستثمارات السينمائية الأجنبية بالمغرب رقم معاملات يفوق 120 مليون دولار سنة 2014.

واحتضن المغرب إلى متم شهر شتنبر الماضي، تصوير 32 إنتاجا أجنبيا سينمائيا وتلفزيا باستثمارات بلغت 922 مليونا و133 ألفا و375 درهما (أي ما يعادل 105 ملايين و26 ألفا و580 دولارا).

وحسب تقرير للمركز السينمائي المغربي، فإن حجم الاستثمارات السينمائية الأجنبية بالمغرب ارتفع بنسبة 150 في المائة، خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2014.

وتوزعت هذه الإنتاجات الأجنبية بين جنسيات مختلفة، منها 8 إنتاجات أمريكية و8 فرنسية و7 إنجليزية و3 ألمانية، فضلا عن إنتاج واحد من كندا وبلجيكا، وإيطاليا، وإسبانيا، وإنتاج إيطالي / أمريكي مشترك.

واستنادا إلى لائحة الأفلام السينمائية العالمية الصادرة عن المركز السينمائي المغربي، حول الأعمال التي صورت بالمغرب، من المنتظر أن تحقق مداخيل الاستثمارات السينمائية الأجنبية بالمغرب رقم أعمال يفوق 120 مليون دولار هذه السنة.

الصحراء المغربية في

03.01.2015

 
 

نجمة أفلام اباحية لبنانية تتباهى بـ"انجازها"

ميا خليفة، اسم سيتحول خبراً غير عادي لاقترانه بمهنة محرمة في نظر المجتمع اختارتها صاحبته. الشابة التي تذكر في مدونتها أنها تعيش في فلوريدا وولدت في لبنان في العام 1993، أعلنت عن فخرها بحلولها في المرتبة الاولى لنجمات موقع "بورن هاب" الاباحي، متباهية بحرية جسدها وبالمهنة التي اختارتها.

لم يقتصر إعلان ميا على انها ولدت في لبنان فقط، بل عرضت صورة على "انستغرام" تظهر وضعها وشما من كلمات النشيد الوطني على ذراعها، كما انها راحت تكتب بالاحرف اللاتينية كلمات لبنانية ردا على عدد كبير من الشبان والرجال الذين قادتهم الحشرية الى صفحتها على موقع "تويتر" التي تضم نحو ٤١ الف متتبع.

الخبر سرعان ما تحول مادة للتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، والامر لصيق أولا بالدهشة التي يثيرها ، وثانيا بالآراء المدينة لسلوك ميا والاخرى التي تنتصر لحرية فردية لا تعترف بالحدود. والى الفئة الاخيرة من المعلقين، انتمى المدون جينو رعيدي الذي كتب مقالا يدافع فيه عن خيارات ميا ويدعو الى عدم ادانتها والى اعتبار ما تقوم به تعبيرا عن احتجاج في مواجهة "حكومتنا التي تغلق المواقع الاباحية"، وفي مواجهة زمن "داعش" المتزمت.

بكل الاحوال، يبقى للخبر فرادته اذ تكاد تكون المرة الأولى التي تولد فيها نجمة افلام اباحية تفاخر بجنسيتها اللبنانية، وتتحول الى مادة تفاعلية على الساحة الافتراضية فارضة جدلاً جريئاً كأمر واقع.

4 كانون الثاني 2015 الساعة 19:33

العائلة تأسف لـ"تصرفات الابنة الضالة"

المصدر: "النهار"

أسفت عائلة الأميركية اللبنانية الأصل ميا خليفة التي تمّ التداول باسمها بعدما حلت في المركز الأول عبر موقع "بورن هاب"، ان "تتباهى المدعوة ميا بتصرفاتها اللأخلاقية". وقالت: "هي من مواليد شباط 1993 وانتقلت مع العائلة عام 2000 الى الولايات المتحدة، وغادرت المنزل عندما بلغت 18 سنة كما هو رائج في الغرب. وتزوجت في شباط 2011 من مواطن اميركي وتعيش معه في ولاية فلوريدا. وانقطعت علاقتها مع العائلة منذ ذاك التاريخ". 

وتابعت، في بيان: "إننا ربما ندفع ضريبة الاغتراب والبعد من الوطن، حيث اولادنا يندمجون في المجتمعات التي لا تشبه بيئتنا وتقاليدنا وعادتنا. لذا نشدد على اننا براء من تصرفتها التي لا تعكس لا ايمان عائلتها ولا تربيتها وجذورها اللبنانية الاصيلة، ونتمنى ان تعود عن ضالتها عودة "الابن الشاطر"، فصورتها لا تشرف لا عائلتها الصغيرة ولا موطنها الام لبنان". 

5 كانون الثاني 2015 الساعة 09:03

فيلم بورنو لبناني طويل

المصدر: "النهار" - جمانة حداد

يعشق اللبناني أن ينعجق بكل شيء، ما عدا بواقعه المباشر، الملحّ، الأولى بأن ينعجق به: بالصهر جورج كلوني وكيف يحب قهوته، بالعواصف زينة ونانا ولولو، بسندويشات ملك الطاووق، والآن بمؤخرة الشابة اللبنانية الأميركية ميا خليفة التي حلّت في المرتبة الاولى لنجمات موقع "بورن هاب" الاباحي.

حسناً، لننعجق معاً. لن أسارع الى القول إن ميا حرة بجسدها وبما تفعل به: هي بالتأكيد حرة بجسدها. هذه من البديهيات عندي. ولكن في الجهة المقابلة، ثمة واقع يشهد بأن عالم سينما البورنو، على غرار عالم الدعارة، هو عالم مافيات، واستغلال، وذكورية. أي أن تشكيكي في مدى حريتها وتحفظي الوحيد ليسا لسببٍ "أخلاقي" البتة (دامت للأخلاقيين المزعومين تمثيلياتهم الخبيثة وعفتهم الكاذبة ومعاييرهم المزدوجة التي كانت تغاضت، في أقل تقدير، لو كانت ميا شاباً اسمه "مخايل" مثلاً). لا بل إن تشكيكي وتحفظي "إنسانيان"، والفرق شاسع بين المنظارين. فما يشغلني في مهنة الدعارة والمهن الأخرى الدائرة في فلكها، ليس الممارسة، بل الدوافع الخفية: أي البؤس الواقعي والروحي، الحاجة المادية، الاستغلال النفسي والجسدي، المحيط الاجتماعي، النظام المشيِّئ، الخ. كثيرات من ذلك العالم يقلن، على غرار ميا، إن هذا خيارهن. تشير الدراسات الميدانية إلى أن تسعين في المئة من هؤلاء، إما لا يعرفن الفرق بين الخيار والجبر (قد يكون هذا مباشراً أو غير مباشر)، وإما تحول عزة نفوسهن دون الاعتراف بأنهن يتعرضن للاستغلال.

أما اذا كانت ميا تنتمي الى نسبة العشرة في المئة العارفة "الواعية"، فحلّوا عنها. أصلاً، حلّوا عنها في الحالين!

لن أقول أيضاً إن "ميا خليفة جرّصتنا"، وإنها الإبنة الضالة (شيء مضحكٌ مبكٍ هذا التوصيف الذي قرأته في تصريح عائلتها وتعليقات القراء)، وإنها "يا محلاها قدّام داعش"، ولا خصوصاً "من منكم بلا خطيئة...". خطيئة شو يا ناس؟ وجرّصتنا بشو؟ ليش بعد في شي ما جرّصنا نحنا، حالنا فيه؟ نحن نعيش فيلم بورنو لبنانياً طويلاً، ويا ليته ينطوي على نصف ربع النشوة أو المتعة الموجودة في أفلام البورنو، حتى ولو كانت هذه تمثيلية.

منذ ذيوع خبر ميا خليفة، ارتفع عدد مشاهدي أفلامها على موقع "بورن هاب" في شكل هائل.

لا شك عندي في أن هؤلاء الذين رفعوا نسبة المشاهدات هم اللبنانيون الأفاضل أنفسهم الذين يهاجمونها ويرجونها العودة الى الصراط المستقيم.

لا شك عندي أيضاً في أنهم، إذ شاهدوا أفلامها، شعروا بالإثارة وأشبعوا رغباتهم سراً، وفهمكم كفاية.

بتشارطو؟

النهار اللبنانية في

03.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)