كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

إنجلترا الصغيرة... قصة حب ثلاثية

محمد هاشم عبد السلام

 

اقتبس المخرج اليوناني المخضرم "بانتيلس فولجاريس" فيلمه الأخير "إنجلترا الصغيرة" عن رواية صدرت بنفس العنوان عام 1997، وتصدّرت قائمة أفضل المبيعات، والرواية من تأليف الكاتبة اليونانية "إيوانا كريستياني". وقد اشتركت "إيوانا كريستياني" مع فولجاريس في كتابة سيناريو الفيلم، الذي يبدو الطابع الأدبي طاغياً عليه، خصوصاً في جمله الحوارية المنطوقة على لسان الشخصيات.
وقد حاولت المؤلفة أن تصوّر عبر السيناريو معاناة المرأة اليونانية بكل ما تحمله كلمة معاناة من معنى، وذلك عبر سردها لأحداث قصة تدور حول العشق والعائلة والفقدان، لتهديها إلى زوجات رجال الملاحة البحرية الذين يتركون بيوتهم خلفهم، واللاتي ينتظرن رجالهن ربما لسنوات طويلة، يسعين خلالها للمحافظة على استمرار ترابط عالمهن الخالي من الآباء أو الأزواج أو الأشقاء أو الأبناء، الذين هم في عرض البحر. الأمر الذي يخلق واقعًا على الأرض تكون الغلبة والهيمنة فيه للسلطة الأمومية المتحكمة في كل شيء.

ويبدو أن النساء وقد استوعبن هذا الدور الذي فرضته الظروف الاجتماعية عليهن، كونهن مجرد وسيلة للجنس والحمل والإنجاب ثم تحمل المسئولية وتنشئة الأبناء، وكذلك الإخلاص والوفاء والانتظار، وأيضًا الصبر والتحمل في حالة الموت، إلا إن العجز إزاء تغيير هذا كله أو حتى التمرد عليه خلق لديهن بالطبع قدر من التسلط، وجعلهن أسيرات هذا الطابع المذموم، بل والأدهى أن يتحول كل هذا بجانب الإحباط والكبت إلى صور متعددة من الانتقام ضد أنفسهن في المقام الأول، وضد الأبناء والرجال بصفة خاصة.

تدور أحداث الفيلم الملحمي، الذي يمتد لنحو ساعتين ونصف الساعة، ويفتتح بمشهد بانورامي ساحر للبحر ويختتم به، خلال عقدي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، بجزيرة "أندروس" اليونانية، وهي الجزيرة المُلقبة محلياً باسم "انجلترا الصغيرة" لقدرتها على منافسة صناعة الشحن البريطانية الضخمة، وتتميز الجزيرة بطابعها الخلاب الذي يمزج بين العصور الوسطى والكلاسيكية الجديدة.

والجزيرة في جوهرها متمحورة بالطبع حول البحر والحياة البحرية وروح البحر. ومنذ اللحظة الأولى ولعدة مرات يحلق بنا فولجاريس في لقطات علوية فوق الجزيرة ويسمعنا صوت الأمواج التي تلطم اليابسة والرياح العنيفة التي تهب مُنذرة بالأخطار المهددة لتلك اليابسة ذات الطبيعة البكر الشديدة الجمال والرومانسية.

وقد تركز الفيلم بالأساس، الحاصل على "الجائزة الكبرى" بالدورة الأخيرة لمهرجان "شنجهاي السينمائي" الدولي، والفائز بعدة جوائز في مهرجان "السينما اليونانية"، والمُحقق لأعلى المبيعات بشباك التذاكر المحلي، والذي مثل اليونان في المنافسة على جوائز الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي، حول مثلث أنثوي الأضلاع، يرصد المخرج من خلال علاقاته عائلة تجسد إلى حد كبير مثيلاتها بالمجتمع اليوناني في تلك الفترة.

وتأتي على رأس هذا المثلث الأم "مينا" (أنيزا بابادوبلو) والشقيقتين سالتافيرو: "أورسا" (بينلوبي تسيليكا) ذات الشعر الأسود وهي في العشرين من عمرها مع بداية الفيلم، و"موسكا" (صوفيا كوكالي) ذات الشعر الأحمر، لا تزال في طور المراهقة. الشقيقتان اتحدتا وافترقتا بسبب حدث رهيب تمثل في حبهما لنفس القبطان البحري "سبيروس" (أندرياس كونستانتينو).

في البداية، كان حب "أورسا" و"سبيروس" سريًا لفترة، ولم يتجاوز في علاقته البريئة مجرد القبلات البريئة، وعندما بعث سبيروس ليطلب يدها من والدتها، رفضت الوالدة لتدني وضعه الاجتماعي والمالي، فرحل سبيروس واعدًا أورسا بالعودة للزواج منها بعدما يصير قبطانًا كبيرًا ويمتلك من المال ما يكفي. بعد ذلك، وبقرار صارم من الأم القاسية غير المؤمنة بالحب، والتي تدرك في ذاتها أنها تحقق بهذا مصلحة ابنتها ومصالح العائلة وتأمن مستواهم المادي، تتزوج أورسا من القبطان المرح اللطيف صاحب الثروة والمكانة "نيكوس" (مكسيموس موموريس). ومع اقتراب الفيلم من ثلثه الأول تعود أورسا من أثينا بعد الولادة لتكتشف أن والدتها قد اختارت لشقيقتها خطيبًا قبطانًا ذي ثروة ومكانة، وهو سبيروس الذي عاد بالفعل، لتصبح موسكا الوحيدة التي لا تعلم شيئًا عن علاقة الحب، بالإضافة بالطبع إلى نيكوس زوج أورسا.

تمضي الأمور، وتُفتن موسكا بسبيروس وسرعان ما يتزوجا. ولجعل الأمور أكثر إيلامًا، وبناء على طلب الأم ليجتمع شمل العائلة، يكون المهر بيتًا يضم الجميع، وبالفعل تعيش أورسا وأولادها بالطابق السفلي والعروس موسكا وسبيروس بالطابق العلوي، لتتعذب أورسا كل يوم بسماع كل خطوة وهمسة تند عن شقيقتها وحبيبها، فيزداد تمزقها وكراهيتها للبيت ولأمها ولكل من حولها. لكنها، مع ذلك، تسيطر على نفسها وتكبح جماح مشاعرها ولا تسمح لها أبدًا بالانفجار.

وقد أجاد فولجاريس وطاقمه ومونتيره في رصد تلك التقلبات النفسية التي تصاعدت فيها حدة المشاعر أو خفتت مع إيقاع الحياة ومرور الزمن والانشغال أكثر بالحياة الأسرية، ثم فترة الحرب ومن غاب ومن عاد ومن فُقد، حتى تنفجر الأمور مع فقدان وغرق "إنجلترا الصغيرة" سفينة سبيروس، والتيقن التام من وفاته. فتنقلب الأمور رأسًا على عقب، إذ لا تستطيع أورسا، بعد كل تلك السنين، أن تكبح جماح مشاعرها لأكثر من هذا فتصرخ بعد ضحكة هستيرية تشنجية "حبيبي... سبيروس حبيبي!" وإذ بشقيقتها تعلم السر، فينشب بينهن عراك دام، تمرض على أثره أورسا، التي تلزم بيت زوجها القديم ولا تخرج منه ولا ترى والدتها ولا شقيقتها لثلاث سنوات. الأمر الذي يضطر زوجها لاصطحاب أولادهما والهجرة لأمريكا، على أمل أن تلحق بهما. ومع تفاقم حالتها المرضية، تتقرب منها شقيقتها موسكا، وتتصارحان بحبهما للفقيد، دون أن تطلب إحداهن من الأخرى أن تسامحها وتغفر لها، فثمة حاجز نفسي منيع قد انتصب يحول دون التقاء الشقيقتان إلى الأبد. ولولا مرض أورسا الخطير، الذي سرعان ما يجعلها تُسلم الروح، لما اجتمعتا جسدياً.

القصة مبنية هنا على الخيارات الفعلية للأفراد التي تربطهم وتقرر مصيرهم إلى الأبد، على الرغم من أنهم يعرفون أنهم على خطأ باتخاذهم أو رضوخهم لتلك الخيارات منذ البداية. ومن هنا نجد أن ثمة مسحة خفية من القدرية والاستسلام تجاه عاطفة القهر المُسيطرة تسود الشخصيات النسائية. والفيلم، من بين أمور كثيرة يمسها، يطرح على نحو غير مباشرة مأساة الفشل الفردي والألم النفسي وتبعات كل هذا على الأشخاص الذين لم يتجرأوا على مواجهة ظروفهم وقوانين مجتمعهم التي تقهرهم وتتحكم فيهم.

وقد قصد المخرج، في تخل تام عن الأشكال الحداثية أو حتى ما بعد الحداثية في السرد السينمائي، أن يأتي الفيلم على نحو شديد الكلاسيكية من كافة النواحي في تناوله لتلك الدراما التقليدية، بما في ذلك الإخراج وزوايا الكاميرا وأحجام وطول اللقطات، التي تميزت عن بعضها البعض بمجموعة من الألوان الرائعة وإن غلب عليها اللونين الأزرق والبنفسجي، وترك اليد العليا للدراما لتجعل الكاميرا تتنقل لترصد الأحداث الواقعية سواء بالخارج في المشاهد المفتوحة أو بالداخل حيث الحجرات المغلقة.

ونجح المونتاج التقليدي السريع في نقل تلك المتوالية على نحو طبيعي غير مُربك، ترك الجمهور ينغمس في الفيلم ويتوحد مع الشخصيات المقدمة على الشاشة، والتي جاء أداؤها التمثيلي على قدر كبير من المسرحية البالغة، ومع ذلك فيلم يكن الأداء منفرًا، ربما لأن الثلاثي الذي اضطلع بأداء الأدوار النسائية على وجه الخصوص كان متميزًا ويعتبر دون شك أحد أبرز نقاط القوة بالفيلم، لا سيما من جانب البطلتين "بينلوبي تسيليكا" و"صوفيا كوكالي" اللتين قامتا بدور "أورسا" و"موسكا".

وبالطبع كان بإمكان المخرج فولجارس أن يستغل ذلك العداء العاطفي العنيف والتقلب النفسي الحادث بين الشقيقتين كي ينسج عليه ويمدده ويعمقه إلى أقصى حد ممكن، لكنه لم يفعل. لكنه نجح على أية حال، من خلال اهتمامه بكافة التفاصيل الصغيرة بالفيلم، في أن يجعلنا على امتداد ساعتين ونصف نعيش أجواء الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، ونتحمل ذلك طوال الفيلم جنبًا إلى جنب مع الدراما التقليدية المقدمة، دون أي إحساس بالملل، وإن كان ممكنًا بالطبع أن يخرج الفيلم أقصر من هذا زمنياً.

ولد بانتيلس ڤولجاريس عام 1940. درس في مدرسة "ستاڤراكو" للسينما. عمل بعدها كمساعد مخرج ثم قام بأخرج أول أفلامه القصيرة فى عام 1965. وهو يعد واحدًا من أهم مخرجي اليونان بين أبناء جيله. أخرج فولجاريس العديد من الأفلام التسجيلية للتليفزيون اليونانى وأيضا أخرج فيلمًا تسجيليًا عن الشاعر "يانيس ريتسوس" للتليفزيون الألماني، كما أخرج أيضا للمسرح

في عام 1972 أخرج فيلمه الروائي الأول "خطوبة أنا" والذي حصل عنه على جائزة النقاد وشهادة تقدير في مهرجان "برلين" عام 1974. وفي عام 1973 أمضى 6 أشهر في المنفى أثناء حكم المجلس العسكري لليونان. ثم أخرج فيلم "أغاني الحب الكبرى" وهو فيلم تسجيلي مأخوذ عن مؤلفات الموسيقار ومُنظر الموسيقا اليوناني "مانوس هاتزيداكيس". وفي عام 1977 أخرج فيلمه الرمزي السياسي المثير للجدل "يوم سعيد" وفي عام 1980، أخرج فيلمًا مأخوذًا عن حياة الزعيم السياسي اليوناني "إيلفتيريوس فينزيلوس".

أما فيلمه "السنوات الحجرية" الذي أخرجه عام 1985، فمأخوذ عن قصة واقعية، ويحتوي على دراما شعورية قوية في أوقات مضطربة سياسيًا، وقد حصل عنه على جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان "فينسيا" وحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا. وقد حصل عن فيلمه "أيام هادئة فى أغسطس" عام 1992 على شهادة تقدير من مهرجان "برلين". وفي عام 2004 حصل فيلمه "عرائس" على جائزة أحسن فيلم يوناني في مهرجان "سالونيك".

موقع "24" الإماراتي في

03.01.2015

 
 

ظواهر السينما المصرية في عام 2015

«سينماتوغرف» ـ هشام لاشين

ثلاث ظواهر تفرض نفسهاعلي موسم أفلام 2015 في السينما المصرية، الأولي هي عودة جيل مخرجي الثمانينيات والتسعينيات للمشاركة بقوة مثل يسري نصر الله ومحمد خان وخالد الحجر وطارق العريان ومحمد ابو سيف.  والظاهرة الثانية هي استمرار السبكية انتاجا وتأليفا في إكتساح هذه السينما التي باتت تعاني من إنحسار المنتج الواعي في ظل حالة تخبط تضرب بقوة في جنبات هذه السينما خلال العقد الأخير. والظاهرة الثالثة عودة جيل النجوم الكبار ونجوم الوسط امثال نور الشريف ومحمود حميدة وسمير صبري وخالد النبوي وآخرين .. وكلها ظواهر تكشف عن حالة صراع ومخاض جديدة من المتوقع أن تثري هذه السينما خلال الفترة المقبلة.

واذا كانت صالات العرض تنظر عرض افلام هامة مثل «بتوقيت القاهرة» لأمير رمسيس وبطولة مجموعة كبيرة من النجوم مثل نور الشريف ومرفت امين وسمير صبري وشريف رمزي والذي يتمحور حول ثلاث حكايات تحدث جميعها على مدار يوم واحد في مدينة القاهرة، فهناك أيضا ومن الأفلام المهمة فيلما المخرج داوود عبدالسيد والمخرج محمد خان.. الأول بعنوان «قدرات غير عادية» وهو الفيلم الذى يقوم ببطولته خالد ابوالنجا مع نجلاء بدر ويعيد داوود للسينما بعد فيلم رسائل بحر، والثاني «قبل اجازة الصيف» لمحمد خان ويقوم  ببطولته هنا شيحة واحمد داوود وماجد الكدوانى وهو من تأليف غادة الشهبندر، وقد انتهي خان من تصويره بالفعل.

ويأتى بعد ذلك محمد هنيدى بفيلمه الجديد «يوم مالوش لازمة»  بالإشتراك مع روبي والذي كتبه عمر طاهر ومن اخراج احمد الجندى ويشارك فى بطولته ايضا ريهام حجاج وهشام اسماعيل وهالة فاخر.

اما فيلم «هز وسط البلد» الذى تم تغيير اسمه إلى «هز وسط البلد»، بطولة إلهام شاهين وزينة وحورية فرغلى وطارق لطفى والفنان القدير حسن مصطفى، فيرصد بعض المشاكل التى يتعرض لها ساكنو منطقة وسط البلد من تحرشات وازدحام وباعة جائلين، وهو من تأليف وإخراج محمد أبوسيف، وتدور الأحداث كلها في يوم واحد بل في نصف يوم وهو الشكل الذي يستهوي المخرج منذ بداية اول أفلامه التفاحة والجمجمة مرورا بنهر الخوف حيث وحدة المكان والزمان. وتجسد إلهام دور أم لأربعة أطفال تمر بأزمة مالية طاحنة، ترغمها الظروف على بيع أحد أطفالها، وفجأة يتوفى واحد منهم فى نفس اليوم الذى تقوم فيه ببيع الأول، وتتوالى الأحداث حيث يتعرض ابنها الثالث والطفلة الرابعة للخطف، مما يصيبها بالجنون وعدم القدرة على التعايش مع الآخرين.

غزو السبكية:

ويواصل المخرج محمد سامى تصوير المشاهد المتبقية له فى فيلم «ريجاتا»، والذي يرصد عدداً من المشاكل التى تعيشها بعض فئات الشعب المصرى والجرائم التى يمكن ارتكابها تحت تأثير ضغط الفقر، بالإضافة للتغييرات التى حدثت داخل وزارة الداخلية بعد اندلاع ثورة 25 يناير. ويعنى اسم «ريجاتا» المراكب التى تبحر بلا عودة، وهو مصطلح دارج بين السواحلية والبحارة. ويضم الفيلم عدداً كبيراً من النجوم يظهرون جميعهم خلال أحداثه بـ«لوك» جديد، من بينهم إلهام شاهين وعمرو سعد وفتحى عبدالوهاب ومحمود حميدة ورانيا يوسف وساندى.. وهو واحد من الأفلام التي ينتجها السبكي هذا الموسم بالإضافة لفيلم «الستة تابتة» للفنان حسن الرداد وإيمى سمير غانم، وتدور أحداثه حول أحد الشباب ذى العلاقات النسائية المتعددة، وهو من تأليف هشام ماجد وأحمد فهمى.

كما ينتج السبكية هذا العام فيلم «الليلة الكبيرة» ويعد هذا الفيلم هو التعاون الثالث بين سامح عبد العزيز والمؤلف أحمد عبدالله بعد فيلمى «كباريه» و«الفرح»، ويضم الفيلم كلاً من سمية الخشاب ونيللى كريم وزينة وأحمد رزق وصفية العمرى وصبرى فواز وياسر جلال وسيد رجب.

كما يعود السبكي لإنتاج فيلم الفنان الكوميدى محمد سعد «حياتى مدلدلة» للمؤلف سامح سر الختم، وان لم يتم الإسقرار علي المخرج حتي هذه اللحظة.. وأخيرا يجهز السبكية  فيلم سعد الصغير الجديد «424»، وهو عن لعبة كرة القدم، وكذلك  فيلم «شد أجزاء» لمحمد رمضان من تأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج حسين المنياوى والذي الذى يقدم فيه  محمد رمضان دور ضابط لأول مرة.

بينما يواصل المخرج كريم السبكى تصوير مشاهد فيلمه الجديد «من ضهر راجل»، حيث يجمع التصوير بين كل من محمود حميدة وشريف رمزى، وآسر ياسين وياسر جلال وصبرى فواز وياسمين رئيس وهو من تأليف محمد أمين راضى في اول تجربة له بعد أن حقق نجاحا تليفزيونيا بمسلسلات السبع وصايا ونيران صديقة من اخراج كريم السبكي أيضا.

تنويعات:

ومن الوجوه العائدة للسينما المصرية في 2015 خالد النبوى بفيلم «خطة بديلة»  ويشارك فى بطولته الفنان السورى تيم الحسن ومعهما امينة خليل وعزت ابوعوف وهو من تأليف محمد علام واخراج احمد عبدالباسط وتدور احداثه فى اطار من التشويق والاثارة والاكشن.

وبعد غياب ثلاثة أعوام منذ آخر أفلامه «المصلحة» يعود أحمد عز لشاشة السينما بفيلم «أولاد رزق»، وتدور أحداثه حول الخلافات التى تجمع أشقاء من الطبقة المتوسطة، ويشارك عز فى بطولته كل من عمرو يوسف، أحمد الفيشاوى، كريم قاسم، وأحمد داود، وهو من تأليف صلاح الجهينى، وإخراج طارق العريان.

فيما يواصل المخرج أحمد البدرى تصوير مشاهد فيلمه الجديد «جمهورية إمبابة» والذي تدور أحداثه حول بعض الظواهر السلبية التى انتشرت بعد ثورة 25 يناير، بطولة باسم سمرة، وعلا غانم، وأحمد وفيق، وفريال يوسف، وإيناس عز الدين، ومراد فكرى.

أيضاً أعلن المخرج خالد الحجر عن عودته للسينما من جديد من خلال فيلم «الخروج من الجنة»، وهو قصة واقعية لحياة شاب انضم إلى إحدى الجماعات الدينية المتشددة، ويعكف حالياً الحجر على توزيع الأدوار واختيار أبطال الفيلم للبدء فى تصويره خلال الفترة المقبلة.

بينما يعود يسري نصر الله بفيلم «حب رومانسى بنفسجى» بطولة الهام شاهين وحورية فرغلى.

كما يواصل المخرج أحمد نادر جلال تصوير فيلمه «العنصر الرابع»، وتدور أحداثه حول مشاكل ثلاثة شباب فى سن المراهقة، والفيلم من تأليف عمرو سمير عاطف، بطولة أحمد مالك.

أيضاً أعلن المخرج بيتر ميمى عن بدء تصوير فيلمه الجديد «برد الشتاء» مع الفنان الشاب رامز أمير والفنانة راندا البحيرى، وتدور أحداثه حول المستشفيات الحكومية والإهمال بها والمشاكل التى تنجم عنه.

محمود حميدة:

ويعود محمود حميدة ب4 افلام  ذكرنا منها واحدا بالإضافة «قط وفأر» وفيلم «يوم للستات» وفيلم «ريجاتا». و«قط وفأر» كتبه المؤلف الكبير وحيد حامد العائد للسينما هو الاخر ومن اخراج تامر محسن فى اولى تجاربه السينمائية بعد ان تعاون مع وحيد حامد ايضا فى مسلسل بدون ذكر اسماء. اما «يوم للستات» فهو مع الهام شاهين والمؤلفة هناء عطية والمخرجة كاملة ابوذكرى والفيلم يشارك فى بطولته عدد كبير من النجوم من بينهم نيللى كريم وهالة صدقى وناهد السباعى واحمد الفيشاوى وسماح انور.. اما فيلم «ريجاتا» فيقوم ببطولته مع حميدة عمرو سعد ورانيا يوسف وفتحى عبدالوهاب وهو من اخراج محمد سامى ومن تأليف معتز فتيحة.

وبعد غياب طويل يعود المخرج  هانى خليفة والذى سبق وان قدم من قبل فيلم سهر الليالى بفيلم «سكر مر» والذى يقوم ببطولته ايتن عامر واحمد الفيشاوى وهيثم زكى وكريم فهمى ونبيل عيسى وناهد السباعى وشيرى عادل وسارة شاهين.

كما يعود المخرج طارق العريان بفيلم «اولاد رزق» والذى يقوم ببطولته احمد عز وعمرو يوسف واحمد الفيشاوى واحمد داوود وكريم قاسم وهو من تأليف صلاح الجهينى، وتدور احداثه حول اشقاء كلهم لصوص يموت والدهم وتبدأ الخلافات بينهم. وكان هناك فيلم مؤجل لطارق العريان هو «اسوار القمر» والذى قامت ببطولته منى زكى وآسر ياسين وعمرو سعد.

وبالاضافة إلى الأفلام المشار إليها، سوف يعرض ايضا وفى بداية 2015 فيلم «كابتن مصر» الذى يقوم ببطولته محمد امام وادوارد وشيرى عادل واحمد فتحى وبيومى فؤاد وهو من تأليف عمر طاهر واخراج معتز التونى. كما يقدم محمد رجب فيلم «الخلبوص» مع المخرج اسماعيل فاروق والمؤلف محمد سمير مبروك ومن بطولة ميرهان حسين وإيناس كامل ورانيا ملاح.

واخيرا هناك فيلم «حظك نار» للمخرج علاء الشريف الذى قدم من قبل فيلم الالمانى وفيلم “بوسى كات. وفيلمه الجديد من تأليفه ايضا ويقوم ببطولته مجموعة من الوجوه الجديدة وتدور احداثه حول عالم كرة القدم النسائية.

سينماتوغراف في

03.01.2015

 
 

ثلاثة أعوام على «مترو المدينة»..

إعادة تعريف لـ«الكاباريه شو»

اسكندر حبش

ربما لم يكن أحد يتوقع، حين انطلقت نشاطات «مترو المدينة» (في شارع الحمراء، بيروت) قبل ثلاث سنوات، أن يصبح للمكان هذا الحضور الكبير في حياة العاصمة الفنيّة. بدأت الفكرة مع هشام جابر (المدير الفني)، الذي يقول إن الفكرة راودته في البداية العام 2006، لكن كان من المستحيل تحقيقها في تلك السنة، نظراً إلى الظروف التي مرّت بها البلاد، لذلك تأخّر تنفيذها إلى مرحلة لاحقة.

مساء اليوم (الثامنة والنصف) يحتفل «مترو المدينة» بعامه الثالث، عبر حفل يستعيد العديد من المشاهد والأغاني والعروض التي قُدمت خلال سنوات وجوده، لا ليعيد تذكيرنا بما سبق أن رأيناه على خشبته فقط، بل أيضاً، هو عرض كأنه يأتي استعداداً للأعوام المقبلة التي ستكون فيها الإنتاجات المحلية أكثر مما كانت عليه من ذي قبل.

حين انطلقت نشاطات «مترو»، لم تكن هناك أي فكرة «ثقافية كبيرة» تكمن وراء المشروع، أو أي هاجس ثقافي على قول جابر نفسه، بل كانت تتمثل في إيجاد مكان «للاحتفال في هذه المدينة» أو ما يسمّيه صاحب الفكرة الأساسية «مكان بين بين، يقدم عروضاً تتحدث عن نفسها، أكانت موسيقية أم مشهدية أم مسرحية، الخ».. ويضيف «لم نكن نبحث عن صناعة ثقافة بالمعنى المتعارف عليه بل لنقل هي محاولة لإيجاد مكان للتسلية والترفيه، حيث يمكن مشاهدة العرض بينما يحق للمتفرج أن يحتسي شيئاً ما. من هنا يمكن للشكل الثقافي أن يولد من طبيعة العمل عينه».

جاءت تسمية مترو، تشبهاً بالمترو (القطار)، إذ تقول ساره نهرا (مديرة الإنتاج): «كما أن المترو يتوقف على محطات عدة خلال سيره، أحببنا أيضاً أن نتوقف على محطاتنا، أي هذه العروض المختلفة التي نقدّمها.. هي محطات مسرحية وراقصة وموسيقية، وبخاصة الموسيقية التي تتنوّع ما بين الغربية والعربية والبوب والهيب هوب، وغيرها».. وتضيف: «لكن قبل هذه البرمجة التي نقدّمها اليوم، كان الهدف من فكرة المترو هو إعادة التعريف بالكاباريه شو، أو لنقل إعادة تفسيرها، إذ كما نعرف الكلمة في لبنان لديها معنى سيئ وتأخذنا إلى مكان آخر. فأصل كلمة «كاباريه» هو عرض غنائي وموسيقي ومشهدي على خشبة المسرح، أي أنه عرض متكامل».

من هذا المنطلق، قدّم المترو لغاية اليوم 4 عناوين مختلفة من «كاباريه شو»، لكن الأخير منه «هشك بشك» قد يكون ظاهرة حقيقية في الحفلات الفنيّة في لبنان، إذ إن العرض مستمر منذ سنتين تقريباً، وهو يستعيد أجواء الأغنية المصرية ما بين عشرينيات القرن الماضي وستينياته، وهي الأغاني المأخوذة من الأعراس والأفراح في مصر من تلك الفترة. بيد أن العروض لم تقتصر على عروض «الكاباريه» فقط، بل عرف المسؤولون عن هذا المشروع كيف يضفون عليه التنوع، إذ مثلما نجد اليوم، أن جميع أيام الأسبوع مليئة بالنشاطات المتنوعة، منها نشاطات من انتاج المترو نفسه ومنها لا، أي ثمة من يأتي ويعرض مشروعه ليقدمه على خشبات المترو.

هذا التنوع، يشكل اليوم حالة لا بدّ من أن تلفت الانتباه. أي أن مترو المدينة، يبدو واحداً من الأماكن التي تصنع ذائقة جديدة، إما من حيث الغناء، وإما من حيث عروضها المسرحية والمشهدية. والأهم في ذلك كله كما تقول ساره نهرا: «إن الجمهور متنوّع جداً، ولا يقتصر فقط على فئة عمرية محددة. مثلاً عروض عبد الكريم الشعار الغنائية التي استعاد فيها أم كلثوم، كانت مليئة بالعنصر الشاب، كذلك عروض «هشك بشك» إذ هناك الكثير من العائلات التي تأتي مع أولادها»، وكأنهم بذلك يعيدون حنيناً إلى زمن مضى يحاولون نقله إلى أولادهم.

لكن وبعيداً عن الحنين، ثمة عروض تستحق فعلاً الانتباه. ثمة فسحة فنية صارت اليوم في الثالثة من عمرها.. وبالتأكيد ثمة مستقبل لها يلوح في الأفق.

منع فيلم «الخروج» في مصر.. وزير الثقافة مسؤول

محمد شعير (القاهرة)

«معظم مشايخ الأزهر ضيقو الأفق». التصريح السابق واحد من تصريحات جابر عصفور، وزير الثقافة، الذي عبّر بدلاً من مرة مرات أن لدينا دستوراً لا يحجر على الإبداع، ولا يعطي المؤسسات الدينية سلطة لمنع أي عمل فني، وأنه ضد تدخل الأزهر في الأعمال الفنية، مع تجسيد الأنبياء على الشاشة، وضد منع عرض فيلم نوح. ولكن يبدو في وزارة الثقافة أن التصريحات شيء، والواقع الفعلي شيء آخر. فتصريحات «التوك شو» لم تكن سوى للاستهلاك الإعلامي فقط، إذ مع أول اختبار حقيقي قرر جهاز الرقابة التابع لوزارة الثقافة التي يرأسها جابر عصفور نفسه منع فيلم «الخروج: آلهة وملوك» للمخرج البريطاني ريدلي سكوت. بحجة أن الفيلم يقدم افكاراً مشوّهة عن التاريخ المصري، ويقدم النبي موسى خارج النص الرسمي المعتمد في الكتب السماوية. المنع نفسه لم يرض الأزهر، فقد خرج الشيوخ، في مزيد من المزايدة يتساءلون: مَن سمح بتصوير بعض مشاهد الفيلم في مصر؟

وزارة الثقافة المرتبكة، أصدرت بياناً قالت فيه إن «صناع الفيلم قدموا طلباً عن طريق شركة وسيطة تسمى «شركة الخدمات»، طلباً للرقابة من أجل تصوير فيلم سياحي قصير عن نهر النيل، ولم تخبرهم في الطلب المقدم أن التصوير سيكون من أجل فيلم «الخروج»، وهو ما جعلهم يوافقون ويصدرون التصريح». تصريح رئيس الرقابة يخالف الواقع الفعلي، وكفيل بإقالة رئيس الجهاز، إذ لم يكن التصوير سرياً، بل احتفت به الصحافة المصرية في يونيو الماضي، وتابعت وقائع التصوير يوماً بيوم، وقد وافق على التصوير لجنة سباعية برئاسة رئيس الوزارء إبراهيم محلب نفسه، بواسطة من المخرج خالد يوسف، وخالد عبدالجليل مدير مهرجان السينما، وكمال عبدالعزيز رئيس المركز القومي للسينما وقتها، وبموافقة الرقابة، بل إن وزارة الداخلية وفرت كل ما طلبه سكوت لإنجاز الفيلم، ووفرت له الحماية اللازمة، كما أن وزير الآثار عبر عن سعادته بالفيلم. وكانت اللجنة السباعية قد فصلت بين الموافقة على التصوير بمصر وبين العرض النهائي للفيلم بها. ريدلي سكوت نفسه عبر في بيان في اليوم الأخير من تصوير الفيلم في مدينة أسوان عن سعادته بالتسهيلات التي حصل عليها من الجهات المختصة في مصر لسهولة التصوير. وهو ما نقلته جريدة الأهرام وقت تصوير الفيلم، التي نقلت أيضاً تصريحات لسكوت بأن: «قد يأتي لاستكمال التصوير بالطائرة في حال حصوله على الموافقات اللازمة». مصادر داخل الرقابة على المصنفات أكدت أن قرار منع الفيلم صدر مباشرة من وزير الثقافة، قبل عرض الفيلم على لجنة الرقابة، بل إن تهديداً وصل إلى أعضاء اللجنة بأن الموافقة على عرض الفيلم تعني تحويلهم إلى النيابة للتحقيق. كما نفت هذه المصادر أن يكون تقرير الرقابة قد طلب إحالة الأمر الى لجنة من المختصين في التاريخ، خصوصاً أن الفيلم عرض مرة واحدة في القاهرة بالأقمار الصناعية من أميركا في سينما غالاكسي، وحضرت العرض لجنة رقابية فضلاً عن استاذين للتاريخ، وكان القرار الصادر من الوزير نفسه بمنع الفيلم قبل مشاهدته، وهو ما يعني عدم صحة تصريحات الوزير للصحف الأجنبية بأنه لا يتدخل في عمل الرقابة! من جانبها استنكرت جبهة الإبداع المصري في بيان لها، قرار وزير الثقافة بمنع الفيلم، واعتبرت أنه انتصار لقوى الظلام. ويكمل البيان: «ولحفظ ماء الوجه لا أكثر أصدرت الرقابة بيانا جاء فيه أن الفيلم مُنع لأخطاء تاريخية.. متناسين أننا نتحدث عن فيلم روائي لا تسجيلي، والدقة التاريخية ليست معياراً لعمل جهاز الرقابة، وإنما هو دور المؤرخين في الرد على تلك الأخطاء إن وجدت.. ومتناسين كذلك أن الفيلم يحدث في مرحلة ما زلنا نتلمس قراءتها تاريخياً، فهو لا يدور في القرن التاسع عشر أو الثامن عشر مثلاً، وإنما في عهد الفراعنة الذي يشوب تفاصيله الكثير من الغموض التاريخي.. فحتى فرعون الخروج ذاته ما زال هناك جدل حول شخصيته.. بل إن الخروج نفسه لا توجد آثار له في أي نصوص تاريخية خارج إطار الميثولوجيا الدينية». وأضاف البيان: «كنا نعتقد أنه لا بد وأن يوجد لدينا قدر من الصراحة مع الذات لأن نعترف أنه منع جديد، فيه محاباة للأزهر وقراره بتحريم تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية.. بعيداً عن تصريحات الوزير الرنانة التي أعطتنا كلنا أملا في أن شيئاً ما قد تغير». ومن جانبهم أوضح عدد من النقاد رفضهم لقرار منع الفيلم، واقترحوا على مسؤولي وزارة الثقافة كنت أتمنى أن توافق الرقابة على الفيلم على أن تبدأ مؤسسات المجتمع المدني حملة حقيقية لمقاطعته، (كما يحدث عادة في البلاد الأخرى) ويمكن أن تنضم إلى هذه الحملة وزارة الثقافة أو بعض مسؤوليها، أو أن يقف شباب أمام شباك التذاكر لتوزيع أوراق لمن يريد أن يرى الفيلم تتضمّن رؤية أخرى لما جاء في الفيلم ويبدأ حولها نقاش حقيقي داخل وسائل الإعلام.. ولكن لا أحد يريد التفكير خارج الصندوق.. لتبقى الوصاية الوهمية المتخيلة خصوصاً أن عشرات ينتظرون مواقع الانترنت لمشاهدة الفيلم!

ماذا خلف وجه كريم عبد العزيز الثاني؟

سارة نبيل

بعد غياب كريم عبد العزيز عن الدراما التلفزيونية لثلاثة أعوام، منذ قدّم مسلسل «الهروب» (تأليف بلال فضل/ وإخراج محمد علي) في العام 2012، يعود الممثل المصري إلى ساحة الدراما، في مسلسل بعنوان «وش تاني»، يجري حالياً الإعداد لعرضه في رمضان المقبل.

«وش تاني» هو ثاني أعمال كريم عبد العزيز في الدراما التلفزيونية، بعدما كرّس شهرته في مجال السينما، منذ أن بدأ مسيرته على الشاشة طفلاً في الثمانينيات، ثمّ عاد ليصعد سلّم الشهرة بدءاً من العام 1998 في فيلم «إضحك الصورة تطلع حلوة» مع النجم الراحل أحمد زكي، ثمّ في الفيلم الكوميدي «عبّود على الحدود» (1999)، و «ولاد العمّ» (2009)، وغيرها من الأعمال الناجحة. وقد أدّى أخيراً بطولة «الفيل الأزرق» الذي عرض في العام 2014، عن نص لأحمد مراد وإخراج مروان حامد، محققاً النجاح على شباك التذاكر.

تدور أحداث مسلسل «وش تاني» حول فكرة الوجه الآخر لكل إنسان، وتأثير ذلك على المجتمع الذي يعيش فيه، من خلال تسليط الضوء على حياة حارس شخصي لأحد كبار رجال الأعمال (حسين فهمي). ويجسد دور البطولة كريم عبد العزيز، من خلال حبكة ترصد قصة صعوده في إطار سياسي اجتماعي، يبرز فساد رجال الأعمال، واستغلالهم سلطتهم الماليّة في تحقيق النفوذ السياسي.

يشارك في بطولة العمل حسين فهمي في أوّل تعاون بينه وبين كريم عبد العزيز، وسارة سلامة، وانتصار، ومنة فضالي، ومحمد لطفي، وهو من إخراج وائل عبد الله عن قصة له، وسيناريو وحوار وليد يوسف، وإنتاج شركة «أوسكار للإنتاج الفني».

يقول السيناريست وليد يوسف لـ «السفير» إنّه أنجز كتابة 21 حلقة من المسلسل فقط، بالرغم من اقتراب موعد التصوير في النصف الثاني من شهر كانون الثاني/ يناير الحالي. وسيعكف على استكمال باقي الحلقات خلال التصوير الذي سيستمرّ لأكثر من أربعة أشهر، بين القاهرة والغردقة وشرم الشيخ والبدرشين.

سيحتوي المسلسل على بعض مشاهد الحركة في شوارع القاهرة وشرم الشيخ. ويقوم عبد العزيز حالياً بالمواظبة على ممارسة التمارين الرياضيّة اللازمة كي ييلغ اللياقة والوزن المتناسبين مع تقديمه لشخصيّة الحارس الشخصي، خصوصاً أنّه كان عانى من خسارة كبيرة في الوزن، بعد إجرائه عمليّة جراحيّة دقيقة في القلب.

في هذه الأثناء، يستكمل مخرج «وش تاني» إجراء «بروفات» يوميّة للمسلسل في مقرّ شركة الإنتاج، بحضور جميع الممثلين، لقراءة الحلقات، والتباحث في تفاصيل كلّ شخصيّة من الشخصيّات. كما أصدرت الشركة الملصق الأوّل للعمل، وقد تمّ تداوله عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

تجدر الإشارة إلى أنّ المخرج والمنتج وائل عبد الله كان قد قدّم العام الماضي مسلسل «الإكسلانس» من بطولة أحمد عز، ما مثّل عودته للإخراج التلفزيوني بعد انقطاع استمرّ منذ العام 2002، حين قدّم الجزء الأول من مسلسل «الحرافيش». ويُعدّ مسلسل «وش تاني» التجربة الإخراجية الأولى له مع كريم عبد العزيز، والتعاون الثاني بينهما منذ 15 عاماً، حين قدّما معاً فيلم «ليه خلتني أحبك» الذي أنتجه عبد الله، وكتبه يوسف أيضاً، وتولّت إخراجه ساندرا نشأت.

السفير اللبنانية في

03.01.2015

 
 

القومى للسينما:

10 ملايين لـ«دعم الأفلام».. و تلقى السيناريوهات حتى منتصف فبراير

كتب ــ خالد محمود

يبدأ المركز القومى للسينما تلقى السيناريوهات المتقدمة لمسابقة الدعم التكميلية للفيلم الروائى الطويل، ويستمر تلقى السيناريوهات حتى 15 فبراير القادم.

ويقول د. وليد سيف رئيس المركز القومى للسينما ان المسابقة الجديدة هى استكمال للمسابقة التى بدأت عام 2012، ودعم من خلالها العديد من الافلام منها «فتاة المصنع»، وفيلا 69، ولمؤاخذه، وهرج ومرج، وقد رأينا ان هناك مبلغا يقارب نصف ميزانية الدعم الاصلية، فقررنا الاستفادة منه فى هذه المسابقة التكميلية، وهو حاليا نحو 8 ملايين جنيه، ووارد ان يصل إلى عشرة ملايين.

واضاف ان اللجنة التى وضعت ضوابط وشروط الدعم قررت ان السيناريوهات الفائزة من حقها ان تحصل على دعم لا يتجاوز اثنين ونصف مليون جنيه، وبما لا يتجاوز نصف ميزانية الفيلم، وبعد مرحلة الموافقة على السيناريوهات تبدأ مرحلة التعاقد مع المنتجين، ومراجعة الميزانيات المقدمة من خلال لجنة خبراء يشكلها مجلس ادارة المركز، ويبدأ دفع الدفعات طبقا للقواعد المعمول بها والموجودة فى موقع المركز.

واشار سيف إلى انه تقدم للمسابقة فى اليوم الاول 3 سيناريوهات، ومن المتوقع ان تصل الاعمال إلى نحو خمسون سيناريو خلال اسبوعين، وهناك لجنة قراءة نصوص مشكلة، وهى اللجنة الاصلية للمسابقة ونثق فى اختياراتها، لان ما اختارته من قبل كانت افلاما متميزة وحازت على جوائز عديدة باسم مصر.

الشروق المصرية في

03.01.2015

 
 

قصة أشهرهم في تاريخ بلاده...

«القناص الأميركي»... يتناول الثأر والعدالة من إخراج إيستوود

الوسط - جعفر الجمري

لاشيء يهدد الجيوش النظامية مثلما يفعل القناصُّون. سلاح فتاك في هيئة رجل/ امرأة، حذر/ حذرة، مع قدرة على إصابة الأهداف وكأنها تسامره وتنادمه. قدرة على الاختفاء والتواري، وبلوغ الأهداف بعد رسم خرائط، ليس بالضرورة على الورق. إنها هناك في قدرة المخيلة على تجاوز الحدود، والنية في القتل أيضاً!

يأتي فيلم الممثل المخضرم، والمخرج العالمي الأميركي كلينت إيستوود «القناص الأميركي» الذي يؤدي دور البطولة فيه برادلي كوبر، وهو مأخوذ عن يوميات، أو سيرة ذاتية لواحد من أشهر قنّاصي الولايات المتحدة الأميركية (كريس كايل)، وتتناول القصة موضوعي الثأر والعدالة، من خلال جندي يعمل في البحرية الأميركية في العراق.

صحيفة «نيويورك تايمز» أفردت إضاءة وتقريراً مطولاً للفيلم في عددها يوم الأربعاء (24 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، كتبه أيه أو سكوت.

تسرد قصة الفيلم المستمد عنوانه من الكتاب نفسه «القناص الأميركي» قصة واحد من أفضل الأدوات الوحشية تلك في أميركا، القتل من مكان غير مرئي، والقصة كتبها في الوقت نفسه قناص شهير في البحرية، والذي قتل أكثر من 160 شخصاً أثناء الحرب على العراق.

الفارق في المونتاج

الفارق في المونتاج هو خروجه على المألوف، بالتفاتة ذكية مليئة بالتشويق وانشداد للنفس مع ذروة الدور، من خلال مشهد واحد، تصطرع فيه نوازع نفس كوبر، ومدى قدرته على تنفيذ قتل امرأة عراقية وطفل يبدو أنه يحمل سلاح «آر بي جي»!

في الفيلم تلك المواجهة بكل تفاصيلها مع الموت. تلك اللحظات التي تبدو دهراً، قبل وأثناء وبعد إنجاز المهمة؛ إن تم إنجازها. لعبة نوازع النفس البشرية، وانتقالاتها بين الندم وتأنيب الضمير، أو الذهاب ببرودة أعصاب في تلك الممارسة الوحشية، وإن جاءت تحت عناوين الدفاع عن الوطن؛ ولو كان مثل ذلك الدفاع من خارج الحدود التي تفصلها عن البلد آلاف الأميال! هكذا يتم تقديم تلك النماذج، وبالكليشيهات الجاهزة: الدفاع عن الوطن، ولو كان الوجود هناك احتلالاً فاقعاً بكل مسمَّياته والمؤديات إليه، والنتائج التي ستتمخض عنه.

في الاصطراع النفسي ذاك، في العاطفة التي تبدو حاضرة ممزوجة بتفاصيل من الحياة الشخصية، والنهاية التي تصير إلى انفصال كايل عن زوجته والعائلة.

كصبي صغير، قبل أن يكبر متمتعاً ببنية قوية، الملتحي برادلي كوبر، (كريس كايل) يتلقى درساً في الحياة من أبيه التكساسي الصارم. العالم، وفقاً لرؤية أبيه، ينقسم إلى خراف وذئاب وكلب الراعي، أولئك النادرون من ذوي النفوس الصالحة يتم اصطفاؤهم لحماية الأبرياء من الأشرار؛ بحسب تعبير سكوت.

إنها، نظرة صارخة وصعبة لأي أمر من الأمور، تلك التي توجه كريس في حياته المهنية اللاحقة كقناص في البحرية بوشمه الشهير.

المحكّ الأخلاقي

في المضمون تركيز على الحياة الحقيقية التي لا تقبل محاولة العبث بها، سواء عن طريق الوهم والتخيل أو عن طريق الهروب من مواجهتها. وهنالك محك أخلاقي، وما يشبه المبدأ السياسي الذي يبذره إيستوود في ثنايا الفيلم، ولذلك عواقبه ومخاطره أيضاً من دون شك.

معظم الأفلام المؤثرة والعظيمة التي عرضتها هوليوود، كثيراً ما تحمل تلك القيمة: البدء بفرضية بسيطة تتمحور حول القتال حتى الموت، من نوعية المواجهات التي تحدث بين الأخيار والأشرار.

فيلم «القناص الأميركي»، ليس بالضرورة أن يكون من تلك النوعية من الأفلام، ولكنه يحمل الكثير من طابع وقوة علامتها المكرَّسة في التوظيف؛ وإن في صور وزوايا وتناولات مختلفة، لأنه مستمد من الوضوح والصدق؛ بغضِّ النظر عن رؤيتنا لذلك الصدق وحقيقته، والولاء الذي يكون بمثابة حجر الزاوية والأساس للفيلم. ليس للفيلم وحده؛ بل حجر الزاوية للشخصية الرئيسية أيضاً.

في الحروب تسقط الكثير من تلك القيم التي تظل راسخة في حال من الاستقرار، ويحرص كثيرون على ألاّ يتجاوزوها. هل يحدث ذلك في الحروب؟ هل تتيح الحروب مثل ذلك التمسك بقيم الصدق، والأخلاق ضمن عنوانها العريض؟ نحن أمام مسألة حياة أو موت!

باستحواذ القلق على القناص، يكون المعيار الأخلاقي في آخر الاهتمام. لا هيمنة للأخلاق في هكذا ممارسة، من المكمن حيث الإطلالة لوضع حد لحياة في حدود النظر الذي يمكن أن يطولها!

لحظة بعمر الدهر

قصة أفضل قنّاص في تاريخ أميركا، والذي يجسد بطولته برادلي كوبر؛ حيث يكون أمام اختبار في الدور الذي ركز فيه إيستوود بذكاء على كوبر، تلك اللحظة التي تبدو بعمر الدهر، وستكشف فيما بعد عن شخصية كوبر، من خلال المشهد الذي يظهر فيه والثواني التي يريد فيها تقرير قتل امرأة وطفل.

لا ينجو الفيلم من محاولة تقديم كايل في صورة قديس في بعض المشاهد، ويمكن تلمّس ذلك من الحالات التي يبثها من خلال المشاهد المكثفة. نحن في بعض تلك المشاهد أمام «قدّيس قاتل»!

كاتب التقرير في «نيويورك تايمز»، «أيه أو سكوت» يثير في مراجعته للفيلم ما أسماه «النكتة العدوانية»، والإغاظة التي لا نهاية لها، والرجال وهم تحت مرمى النار، أو يتلمسون طريقهم إلى القتل من كوّة. لا نعدم الدفء في بعض المشاهد، حزمة من الفضائل وسط كل ذلك الاضطراب، يمررها إيستوود ببراعة وخديعة أيضاً، بحضور رومانسية العائلة.

كايل الذي خدم على أربع دفعات في العراق، وحقق 160 هدفاً، هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص استهدفتها بندقيته، بأعصاب ثابتة وإجهاد في الوقت نفسه، ومحاولة إقصاء الشك بخطأ ما يقوم به، وثقة لا لبس فيها بأن أعداءه يستحقون القتل بحسب تعبير سكوت، وخصوصاً أولئك الذين يدّرعون بالنساء والأطفال الذين يتم توجيههم إلى عمليات الانتحار، والكمائن التي يتم ترتيبها لمشاة البحرية.

ثمة بُعْد أسطوري أيضاً يتم منحه لكايل (توفي في العام 2013)، باكتساب الإعجاب من زملائه لنتائج إصابته للأهداف، والذين لا يخفون رهبتهم من شجاعته ومهارته.

الفيلم/ البيان السياسي

وبحسب سكوت، الفيلم يكاد يقترب من «البيان السياسي» في جانب من جوانبه. من جانب آخر، ألهمت الهجمات الإرهابية الفيلم. الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة الأميركية العام 1998، في كل من (دار السلام) تنزانيا ونيروبي (كينيا)؛ في وقت واحد، وتحديداً في 7 أغسطس/ آب 1998 بالتزامن مع الذكرى السنوية الثامنة لانتشار القوات الأميركية ودول التحالف العالمي إلى منطقة الخليج، وصور انهيار مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وما يحدث في العراق، بتبيّن الخصوم الذين يمكن تحديدهم، متمثلين بتنظيم القاعدة.

يتم استبعاد السياسة التي تم اتباعها في حرب العراق، على رغم حضور اسم جورج دبليو بوش، (مهندس التحالف الدولي وعرّابه) في استدعاء واضح، لنكون على اتصال في التقديم وتسلسله بمهمة «القناص الأميركي»، الذي يُرَاد أن ينظر إليه تعبيراً عن الحنين إلى نهج المانوية في السياسة الخارجية.

يمتلئ الفيلم بالعنف واللغة البذيئة ويتطلب وجود ولي الأمر حتى للبالغين، وبالطبع، من هم دون السابعة عشرة.

يذكر، أن الفيلم تم إطلاقه في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، ويؤدي الأدوار فيه برادلي كوبر، سيينا ميلر مع لوقا غرايمز، كايل غالنر، وسام جايجر، جاك ماكدورمان وكوري هاردريكت في الأدوار المساعدة.

تم عرض الفيلم بداية في مهرجان معهد الفيلم الأميركي بتاريخ 11 نوفمبر 2014، كما تم عرضه في دور السينما في الولايات المتحدة بتاريخ 25 ديسمبر/ كانون الثاني 2014.

يشار إلى أنه في سبتمبر 2012، صرح ديفيد أُو راسل، أنه كان مهتماً بإخراج الفيلم. وفي 2 مايو/ أيار 2013، تم الإعلان بأن ستيفن سبيلبرغ سيقوم بمهمة تولّي الإخراج؛ إلا أنه تخلى عن المهمة في 5 أغسطس 2013، وفي 21 أغسطس من العام نفسه، أفيد بأن كلينت إيستوود سيقوم بتولّي المهمة.

القناص أبوصالح

في السياق نفسه، بقي أن نشير إلى أن القناص العراقي «أبوصالح»، الذي كان يتبع ما يسمّى «الجيش الإسلامي»، ظل واحداً من أشهر القناصين العرب بعد الاحتلال الأميركي لبلاده، ودخول قوات التحالف، بعد سقوط نظام صدام حسين. وقد أعلن أبوصالح أنه قتل نحو 645 جندياً أميركياً؛ ما دفعهم إلى أن يطلقوا عليه لقب «جوبا»، وهي رقصة زنجية ترمز إلى الموت. وشرائط الفيديو شاهدة ماثلة في كثير من العمليات تلك.

وليس بعيداً عن الموضوع. للنساء نصيب من تلك المهمات الصعبة والخطرة، وتحضر هنا، القناصة السوفياتية ليدوميلا بافليتشنكو، من بين أوائل الذين تقدموا للتطوّع دفاعاً عن بلدهن (روسيا) لمواجهة الاجتياح النازي في صيف العام 1941، لتلتحق بسلاح القناصة، وأثبتت أنها أبرع القناصة الإناث في العالم، وحتى التاريخ الذي يمكن رصده، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن رصيدها من أهداف القتل وصل إلى أكثر من 184 جندياً ألمانياً، فقط في 75 يوماً، وحين وضعت الحرب أوزارها وصل رصيدها من الأهداف إلى 309 جنود ألمان!

الوسط البحرينية في

03.01.2015

 
 

أفلام الأنبياء تصنع الفوضى الـخـــلاقـــة فــى هـولـيـــوود

هوليوود: جميل يوسف

متحدث رسمى باسم «تونتيث سينتشورى فوكس» قال لـ«روزاليوسف» إن «جهات الرقابة فى مصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة، أكدت رسمياً للشركة أن الفيلم السينمائى الأمريكى «الخروج.. آلهة وملوك» للمخرج ريدلى سكوت وبطولة كريستيان بايل، جويل إجيرتون، جون تورتورو، آرون بول، بن مندلسون، سيجورنى ويفر، وبن كينجسلى لن يعرض فى بلدانها»، وأضاف أن السبب الرسمى المقدم لتأكيد هذه المعلومة أن الفيلم يخالف تعاليم الإسلام، وتزييف للتاريخ، كذلك تتوقع شركة «فوكس» أن يعلن عدد كبير من الدول الإسلامية قراراً مماثلاً فى وقت قريب.

معظم النقاد والخبراء بهوليوود يرون أن هذه القرارات الغاضبة تصب فى صالح الفيلم، وقضية حرية التعبير الفنى دون الرقابة أو الوصاية من أية سلطة دينية أو سياسية. وفى النهاية لن تؤثر هذه القرارات على شعبية وانتشار ولهفة الملايين فى العالم بما فيها العالم الإسلامى من مشاهدة الفيلم ورؤية نجومه الكبار عبر جميع الوسائل التكنولوجية الحديثة، ومنها شبكات الإنترنت كمؤسسة  «نيتفليكس»، التى تحصل على حق توزيع الأفلام فى الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وهى أشهر وأضخم شركة عالمية للنشر والتوزيع الإلكترونى للأفلام.

وبالفعل تمكن فيلم «الخروج.. آلهة وملوك» من تصدر إيرادات شباك التذاكر فى الولايات المتحدة منذ عرضه فى الثانى عشر من ديسمبر وحقق إيرادات غير متوقعة فى شباك التذاكر فاقت ثلاثة وخمسين مليون دولار فى أقل من أسبوعين من عرضه، رغم الانتقادات حول عدم دقة الفيلم وعدم تطابقه مع ما ورد فى التوراة. وربما يرجع سر نجاح فيلم «الخروج.. آلهة وملوك» الذى صور فى أربعة وسبعين يوما فقط، وتكلف إنتاجه 140 مليون دولار، ووصل بتكلفة الدعاية إلى 200 مليون دولار، إلى الضجة الهائلة المثيرة للجدل التى أحدثها تناول موضوع الفيلم فى الشرق الأوسط، وأخبار منع عرضه فى مصر والمغرب والإمارات، يضاف إلى ذلك أن الفيلم بطولة أسماء كبيرة مثل كريستيان بايل، جويل إجيرتون، بن كينجسلى، سيجورنى ويفر، وآرون بول.

النجم «كريستيان بايل» علق عن كيفية استقبال الجمهور للفيلم بقوله: «أعتقد أنه سيحوز الإعجاب إن كنت تريد الذهاب والوصول إلى هذا التطرف، لواحد من الأنبياء الأكثر شهرة فى الحضارة والتاريخ».

وحول الجدل الثائر باختيار اثنين من الأبطال السمر للعب الأدوار الرئيسية للفيلم حاول فوكس الرئيس التنفيذى روبرت مردوخ الدفاع عن الفيلم على تويتر بالقول: «منذ متى يعتبر المصريون أصحاب بشرة بيضاء»؟

ولا تهتم شركة «فوكس للقرن العشرين» كثيرا بالنقد الموجه للفيلم حول كيف سيكون رد فعل الجماهير لظهور إسحاق أندروز البالغ من العمر 11  عاما كمتحدث باسم الله الذى يرشد موسى لترك عائلته وتحرير العبرانيين من عبودية الفراعنة.

وقد بدا المخرج ريدلى سكوت (77عاما) وهو يتحدث للصحفيين حول الانتقادات الحادة والضجة المثيرة للجدل التى أحدثها الفيلم فى جناح فى فندق بيفرلى فى حالة من السكوت والاسترخاء التام وفى معنويات عالية، راض عن القرارات الإبداعية التى حققها فى فيلم «الخروج.. آلهة وملوك» المبين لرحلة وقائع موسى من ابن متميز لابن ابنة فرعون فى مصر إلى الزعيم المحاصر، الذى يتجادل مع الله.

وقال ريدلى سكوت أنه لا يرغب فى مجرد تكرار انتصارات سينمائية من الماضى أو تقديم رواد التوراة من خلال خطب سينمائية.

وأضاف قائلا: «لم أكن أريد أن يشعر الجمهور أنهم فى طريقهم للذهاب لمشاهدة فيلم عن التوراة أو الكتاب المقدس، أردت للجماهير أن يشعروا أنهم ذاهبون لمشاهدة فيلم عن اثنين من الرجال كانا يوما ما أخين، وكيف أصبحا فى منافسة شرسة مع بعضهما البعض، واحد يمثل فرعون مصر، والآخر كان صديقه وأقرب حليف له، والصراع الطبقى حول مسألة تعصب الفرعون ضد أصل موسى وجنسيته كعبرانى».

وقال النجم كريستيان بايل الحائز على جائزة الأوسكار، الذى لعب شخصية موسى: «هذا الرجل «موسى» كان صاحب حياة صاخبة جدا. ففى سنواته الأولى، كان عرضة لجميع المغريات والأهواء والصراعات التى تواجه كل واحد منا فى الحياة اليومية. وحتى فى علاقته مع الله، كان دائم الصراع والحرب كما تشاهدون فى الفيلم، أرايتم من قبل، شخصا يتصارع مع الله».

الفيلم شهد الكثير من موجات الغضب والجدل المثار حوله، ليس فقط لأن الفيلم تعرض إلى كثير من الانتقادات بسبب ظهور شخصية نبى الله موسى، لكن أيضا بسبب التصريحات المستهترة التى أدلى بها بطل الفيلم كريستيان بايل وتطاول فيها على النبى موسى، وأيضا تصريحات المخرج ريدلى سكوت الذى قال إنه صور معجزة شق البحر فى الفيلم على أنها حدثت نتيجة زلزال، وليست معجزة إلهية، وهو ما يتنافى مع التوراة والمعتقدات الدينية، أضف إلى ذلك المغالطات التاريخية والدينية التى يتضمنها الفيلم، على سبيل المثال مشاركة اليهود فى بناء أهرامات الجيزة!

وقد قوبلت تلك التصريحات سواء من قبل النجم كريستيان بايل الذى يجسد شخصية نبى الله موسى أو تصريحات المخرج ريدلى سكوت باستياء شديد داخل وخارج الولايات المتحدة، مما دفع ملايين المشاهدين إلى قرار مقاطعة الفيلم، بينما نفس التصريحات حمست عشرات الملايين لتشجيع حرية التعبير الفنى، وقررت دعم ومشاهدة الفيلم.

ونشير هنا إلى أنها ليست المرة الأولى التى يلقى فيلم أمريكى يعتمد على التوراة والكتاب المقدس فى إعداد وتنفيذ الفيلم موجات من الغصب والصخب والجدل المستمر، رغم أن وراء كتابة سيناريو فيلم «الخروج.. آلهة وملوك» ثلاثة كتاب كبار هم: ستيف زيلين، وآدم كوبر، وبيل كولاج. فمن قبله قوبل فيلم «نوح» بطولة راسل كراو وجنيفر كونيللى وأنطونى هوبكنز وإيما واتسون ونك نولتى وراى وينستون وإخراج دارين أرونوفسكى بموجات مماثلة فى الولايات المتحدة والغرب، وصادف نفس الضجة الهائلة من رجال الأزهر وبعض الأوساط الثقافية فى مصر والعالم العربى، التى طالبت الحكومات بمنع عرض الفيلم لتجسيده شخصيات الأنبياء.

ورغم كل ذلك حقق فيلم «نوح» الذى تكلف إنتاجه 125 مليون دولار إيرادات هائلة وصلت إلى 400 مليون دولار حتى الآن من خلال عرضه فى الولايات المتحدة فقط.

ويرجع مصدر اهتمام استوديوهات هوليوود بهذه النوعية من الأفلام المثيرة للغضب والجدل والاستفزاز لأن لديها عدة مشاريع وسيناريوهات جاهزة فورا للبدء فى تنفيذها رغم تحذيرات الإدارة الأمريكية والأجهزة الأمنية والمخابراتية الغربية من الاقتراب أو حتى التلميح على هذه المشاريع التى ستقفز بها هوليوود فى الوقت المناسب. فليس خافيا فى هوليوود مثلا أن المملكة العربية السعودية توسطت لدى البيت الأبيض والحكومة الأمريكية أكثر من مرة للتحفظ على أعمال سينمائية ضخمة لبعض الاستوديوهات الشهيرة حول حياة الرسول محمد - صلي الله عليه وسلم - وعرضت مبالغ وصلت إلى بضعة بلايين من الدولارات للتحفظ على النسخ النادرة فى العلب.

وطبقا لبعض المصادر المهمة فى هوليوود أن المديرين التنفيذيين لمعظم الاستوديوهات فى هوليوود مازالوا ينتظرون الوقت المناسب وردود فعل العالم الإسلامى بعد أن يتم عرض الفيلم الإيرانى الجديد للمخرج الإيرانى الشهير «ماجد مجيدى» الذى يروى قصة مطلع ونشأة وشخصية النبى محمد، الذى تكلف إنتاجه (35 مليون دولار أمريكى).

والأيام القادمة ستفصح إن كانت الأفلام الدينية لهوليوود سوف تنجح فيما عجزت فيه السياسة الغربية وأجهزة مخابراتها العملاقة من فشل ذريع فى إثارة الجدل والانقسام وبلبلة الفكر والتعاليم والمعتقدات الدينية فى العالم الغربى والإسلامى.

المخرجة جيهان الأعصر:

«مكتوب عن الحب».. فيلم فى عشق الرسول والسينما

كتب : شيماء سليم

فى زمن اختلطت فيه المفاهيم وبدت الصورة ضبابية من حولنا فأربكت العقول والقلوب وتجرأ الكثيرون على التصدى بالفتوى فى أمور الدين والدنيا، فألبسوا على الناس أفكارهم حتى أصبح الكثير من المصريين مرتبكى المشاعر تجاه عقيدتهم.

المخرجة «جيهان الأعصر» قررت بأدواتها السينمائية، وبعقلها اليقظ ومشاعرها المرهفة فى محبة الرسول الكريم وآل بيته، أن تصنع فيلما.

سألناها عن عنوان الفيلم «مكتوب عن الحب» فأى حب وما هو المكتوب الذى كانت تقصده؟ فقالت:

اجتمع البشر على أن الحب مصدر للسعادة وأن الحرمان من الحب يتعس الإنسان. استوقفنى لماذا تسعد الناس لحظات وتشقى سنين؟ فالحب له وجه مشرق ووجه مظلم، وبالتوازى مع ذلك وجدت أن هناك أناسا تسعد بالحب الأبدى السرمدى.. حب ينير القلوب ولا يشقيها أبدا، حب ينضج به الإنسان ويكتشف كل مواهبه وقدراته. حب يصنع استقرارا ويولد مشاعر الإيناس.. عرفت أن هؤلاء هم محبو النور الذى يتجلى فى مصر فى حب سيدنا محمد وسيدنا عيسى، لذلك قررت صناعة فيلم أختص به محبى سيدنا محمد، أما المكتوب فهو اسم له وجهان: الأول أن المحبين عبروا عن حبهم بالكتابة وتحديدا بالشعر الذى تميزوا به، فالشعر الصوفى هو المنتج الإنسانى الذى اجتمع عليه البشر فى التقدير والإعجاب، والقرآن الكريم مكتوب بلسان سيدنا النبى، أما الأمر الثانى فهو أن المحبين أنفسهم مكتوب عليهم الحب كأنه قدر.

اخترت أن يكون الفيلم بلا حوار أو سرد للمعلومات كطبيعة الأفلام الوثائقية؟

- أعتقد أن التعبير عن مثل هذا الحب المغلف بالفن. يجب أن يكون من خلال رحلة فنية، فالإطار سينمائى والمحتوى شعر وموسيقى. ليأتى الفيلم فى شكل وثائقى موسيقى، وهو شكل نادر وعزيز على السينما الوثائقية يشبه إبداعات المحبين الذين أعبر عنهم، وقد قمت بتصوير 38 ساعة عبارة عن مجالس ذكر تشتمل على تلاوة قرآنية وإنشاد وذكر لأسماء الله الحسنى وصلوات على سيدنا النبى، بالإضافة لمواكب النور، وهذا أدى إلى منتج صوتى كان من الصعب الانتقاء منه إلا إذا كانت هناك خطة معينة، وهو سيناريو الفيلم الذى عبر عن رحلة روح تقود الجسد والنفس بحثا عن النور. فتتلمس الوصل عبر حضرات الذاكرين فى مقامات آل البيت لتستمع إلى كل ما يتلى وتترجمه شعرا مذاقيا.

هل الرحلة الصوفية تكون رحلة طواف أم رحلة تصاعدية؟

- هى رحلة طواف والفيلم نفسه دائرى البنيان، تماما مثل رحلة التصوف، فهى رحلة فى صورة دوائر تشبه أشواط الطواف حول الكعبة، لأن رحلة الروح الصوفى فى التجسيد الجسمانى رحلة دائرية، أما رحلة الروح فهى رحلة معراج تصاعدى.. فالفيلم يبدأ وينتهى بالموكب الصوفى. والصورة - رحلة الجسد - هى الطواف على المقامات، أما الصوت - رحلة الروح - فتعبر عنها الأشعار والإنشاد والذكر.

لماذا لم يعرض الفيلم جماهيريا بالقدر الكافى؟

- الفيلم عرض عدة مرات فى مناسبات مختلفة، ولا يمكننى الجزم بأن الظرف السياسى كان السبب فى عدم انتشار الفيلم، ولكنى كنت أشعر أن الجهة المنتجة - المركز القومى للسينما - كانوا كمن على رءوسهم الطير، بمعنى أنهم أنتجوا الفيلم وهم لا يعلمون لماذا ينتجونه وعندما انتهى أصبحوا لا يعلمون ماذا يفعلون به، وهو ما يدعو للاندهاش لأن وزارة الثقافة لا تتوقف عن التصريح بأنها تريد منتجا ثقافيا يجدد الخطاب الدينى. وفى نفس الوقت يكون لديهم مثل هذا الفيلم ولا يفكرون حتى أن يبدأوا به لتحقيق هذا الهدف، فهم فقط يرددون شعاراً وراء الرئيس لكنهم ليسوا قادرين على إيجاد تصور محدد.

هل كان الفيلم ردا على أفكار معينة؟

- هذا صحيح، لقد حاولت الرد على نوعين من الأفكار: الأول يخص المصريين البسطاء غير المنتمين لأى أحزاب أو تيارات دينية، ومع ذلك أصبحوا فى السنوات العشر الأخيرة يتحدثون عن أشياء غريبة من نوعية: هل نحتفل بالمولد النبوى أم أن هذه مغالاة ؟ هل نذهب لزيارة مقامات آل البيت أم أن هذا شرك بالله؟ .. هذه النوعية من الأسئلة جعلتنى أشعر أن الناس أصبح لديهم نوع من الالتباس فى العقيدة لأن محبة الرسول وآل البيت الذين نصلى عليهم يوميا فى الصلوات بالنسبة لى هى اكتمال العقيدة، أما النوع الثانى من الأفكار فيخص التيارات الدينية المتشددة أيا كانت أسماؤها (إخوان - سلفيين) وما كان يملأ نفوسهم من كراهية للنور، وأعتقد أن مواجهة هؤلاء كانت أسهل بكثير لأنهم جهلاء، والدليل أنه بمجرد ظهورهم على السطح لم يتقبلهم المجتمع.. ما أجده أصعب من هؤلاء هو ارتباط فكرة حب آل البيت عند الأجيال الجديدة بالتخلف والرجعية على الرغم من أن تاريخنا يشهد على أن أجيالا ممن قادوا التنوير فى مصر كانوا يتفاخرون بحبهم لآل البيت مثل «نجيب محفوظ وطه حسين وعبدالرحمن الشرقاوى»، أما الأجيال الجديدة التى للأسف تجادل عن جهل لأنهم لم يقرأوا كتابا وربما لم يقرأوا حتى القرآن. فينسبون الزار للتصوف وحب آل البيت للتخلف، وقد ظهر هذا بوضوح مؤخرا فى مسلسل اسمه «السبع وصايا» خالط كل أنواع الدجل والشعوذة والإجرام بالصوفية.

ينتقد البعض أن هناك مشاهير ورجال دولة يذهبون إلى الأولياء ومشايخ الطرق الصوفية.. ما تعليقك؟

- المنتمى للطرق الصوفية لا يتخذ من تدينه طريقا لأن يكون وجيها فى الدنيا، والسبب أن أول درس فى تهذيب النفس هو محو حب الرياء والمظهرية، ونحن فى بلد لم يكن التدين من عدمه سببا فى شىء. فما المشكلة أن يكون هناك وزير أو فنان له شيخ «ولى مربٍ» هذا يعنى أن لدينا رجالا ناجحين، وفى نفس الوقت صالحين. وهو ما يدعو للتفاؤل وليس للانتقاد، خاصة أن هؤلاء كما أوضحت لا يتخذون من تدينهم وسيلة لشىء لأن من يريد أن يتخذ الدين مظهرا يذهب لتيارات أخرى مثل الإخوان أو السلفيين، أما المتصوف فغرضه الوحيد هو الله.

آخر فتوى: تجسيد محمد رمضان لبلال مؤذن الرسول «حرام شرعاً»

كتب : سمر فتحي

فيلم «الخروج» الممنوع من العرض فى مصر ليس هو نهاية المطاف، فهناك أعمال أخرى مصرية مثل «الراهب» و«بلال مؤذن الرسول» تواجه تعنت الرقابة على المصنفات الفنية واعتراض المؤسسات الدينية ممثلة فى الكنيسة والأزهر لرفضهما تجسيد الشخصيات المقدسة على الشاشة.

ولكن المنع هذه المرة ليس فقط للقصة المقدمة وإنما أيضًا للممثلين المرشحين لهذه الأعمال، حيث يرونهم غير مؤهلين لها بسبب مشاهدهم الخارجة فى السينما.. حسب زعمهم.

فى قائمة هذه الأعمال فيلم «الراهب» الذى يواجه مصيرًا غير معلوم حسب تأكيد بطله «هانى سلامة» وأن الفيلم يتعرض لكثير من المشاكل أهمها أن الدير الذى كان من المقرر التصوير فيه رفض دخول الكاميرات إلا بعد قراءة السيناريو وأيضًا إذا تطلب تعديل على المؤلف أن يعد بإجراء هذا التعديل وهذا ما رفضه المؤلف «مدحت العدل» والذى اعتبر أن التدخل فى السيناريو يعد جريمة، هذا بالإضافة إلى الدعوى القضائية المقامة ضد هانى من محام قبطى مغمور يرفض تجسيد «هانى» لشخصية الراهب بسبب سلوكه المنحرف وأعماله التى ظهرت على الشاشة طوال الأعوام الماضية والذى جسد فيها «هانى» أدوار المنحرف وزئر النساء هذا بالإضافة للمشاهد الإباحية التى شارك فيها.

على الرغم من أن شخصية الراهب ليست من منزلة الأنبياء والصحابة حتى يؤخذ وعد على الممثل أن يختار أدواره بعد ذلك حتى لا يهين هذه الشخصيات.

فيلم «الراهب» لمن لا يعلم لا يناقش الجوانب الدينية بقدر ما يناقش التكوين النفسى للراهب والجانب الإنسانى من حياته وعلاقته بالآخرين، ويشارك فى بطولته «جمال سليمان» و«صبا مبارك».
أزمة فيلم «الراهب» والذى تم تصوير جزء بسيط منه وخلق العديد من الأزمات، لحقت أيضًا «محمد رمضان» الذى يفكر فى تجسيد شخصية «بلال» مؤذن الرسول ويبحث جديًا عن مؤلف لكتابة سيناريو الفيلم ليثير سخط الكثيرين، وبالأخص من جهاز الرقابة الذى اعترض أيضًا أن يجسد «رمضان» شخصية إسلامية مثل شخصية «بلال» بعد أن أصبح «رمضان» هو مروج البلطجة والرقص بالمطواة وقصات الشعر الغريبة التى أفسدت الذوق العام لثلاث سنوات متتالية.
«
رمضان» دافع عن نفسه وقال إنه ممثل يستطيع تجسيد كل الأدوار ولو لم يكن ممثلاً ما كان أبدع فى  الأعمال التى قدمها ووصل لهذا النجاح.

فى الكهف الرقابى أيضًا فيلم «المسيح» الذى كتبه الراحل فايز غالى وقد واجه أيضًا عقبات بالجملة، نجح «غالى» فى إزالة بعضها ولكن تجمد المشروع بعد وفاته وفى نفس الوقت من المتوقع أن يثير جدلاً عند الشروع فى تنفيذه من واقع اللغط المستمر على الأعمال الدينية.

مجلة روز اليوسف في

03.01.2015

 
 

صناع فيلم "عزازيل":

لا نروج للسحر والشعوذة..

واسم الفيلم ليس حكرا على أحد

شارك في الندوة : رفعت الزهري – مشيرة عجايبي -  طارق العوضي -  سمير حافظ – محيي الكردوسي – هشام الخطيب

·        رضا الأحمدي : الرقابة لم تعترض على اي مشهد،وطلبت فقط وضع  شارة "للكبار فقط " لى أفيش الفيلم

·        ياسر سالم : تعرضت لمواقف غريبة حقيقية بسبب التعاويذ

أكد صناع فيلم "عزازيل.. ابن الشيطان" الذي يبدا عرضه يوم 7 يناير الجاري ، أنهم لا يروجون للسحر والشعوذة من خلال القصة التي يتناولها العمل، ولكنهم يناقشون قضية حقيقية يعاني منها المجتمع ، وتتمثل في اعتقاد البعض بأعمال السحر وقوة الجان ، في تسيير أمور حياتهم .

وقال رضا الأحمدي مخرج الفيلم إن الفيلم ليس له علاقة برواية الكاتب يوسف زيدان ، واستخدام اسم "عزازيل" ليس حكرا على أحد، ولا على يوسف زيدان أو أي أحد يتناول الأسم فيما بعد .

وأكد الأحمدي إيمانه بالقضية التي يناقشها فيلم عزازيل "بالرغم من تحذير البعض له من تنفيذ تلك النوعية من الأفلام، خشية عدم نجاحها وفشلها في تحقيق ايرادات فى دور العرض"، مضيفا : " قررت والسينارست عمرو علي ، خوض تجربة فيلم رعب حقيقي له تأثير، وصممنا علي ذلك رغم تحذير بعض المقربين لنا من تنفيذ الفكرة، خاصة أن عالم المس الشيطاني والجان والسحر مذكور في الأديان السماوية، وفي ظل اعتقاد بعض المثقفين وأساتذة الجامعات أيضا بالدجالين" .

وتابع الأحمدي أن سيناريو الفيلم ظل لفترة طويلة من 6 إلى 7 أشهر لدى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ، ولم يعترض أحد عليه.. مضيفا :" إنما قمت بحذف بعض المشاهد من السيناريو لأن تنفيذها كان يتطلب مبالغ كبيرة" .

وقال المخرج رضا الأحمدي أن الرقابة لم تبد أى اعتراض على مشاهد الفيلم ، ولكن طلبت فقط وضع إشارة "للكبار فقط " على أفيش الفيلم، مشيرا إلى أنه سيستمر في انتاج وإخراج أفلام الرعب خلال الفترة المقبلة، حتى وإن لم تحقق إيرادات فيلم عزازيل المبالغ المتوقعة .

وتوقع الأحمدي نجاح سينما الرعب في الفترة القادمة ، لكونها تبتعد عن الموضوعات التقليدية التي نشاهدها طوال الفترة الماضية ، لافتا إلى أنه في إطار الإعداد لفيلم رعب جديد بعنوان "الجاثوم" .

وأعرب عن قلقه من وصف بعض النقاد لأفلام الرعب بأنها تدعو إلي الماسونية .. معتبرا تلك الأحاديث إدعاءات كاذبة .

من جانبه .. أكد الكاتب الصحفي علاء حيدر رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ، ضرورة دعم السينما المصرية لكي تعود الى سابق عهدها وريادتها فى ظل المحاولات المستمرة من قبل بعض الأطراف الداخلية والخارجية ، لاستهداف الفن المصري باعتباره من القوى الناعمة لمصر ، فضلا عن محاولة جماعة الإخوان تهميش الفن خلال فترة حكمهم .

وأكد حيدر اهتمام وكالة أنباء الشرق الأوسط بالفن والثقافة باعتبارهما قوة مصر الناعمة إلي جانب التأثير الكبير للسينما المصرية في العالم العربي .

من جانبه ، قال المؤلف عمرو علي ، إنه حرص قبل شروعه في كتابة سيناريو الفيلم، على الإطلاع على كل ما يتناول عالم  الجان والسحر وكل ما يتعلق بأمور ما وراء الطبيعة .

وأضاف علي أن الفيلم ليس له علاقة برواية "عزازيل" للكاتب يوسف زيدان ، حيث أنه في البداية كتب الفيلم على أنه فيلم روائي قصير ، ولكن عندما عرضه على المخرج رضا الأحمدي طلب منه استكمال كتابة السيناريو لانتاجه في فيلم كامل .. لافتا إلى أن قصة الفيلم من وحي خياله، ولا تتشابه مع أي من الأعمال الأجنبية .

من ناحيته .. أعرب بطل الفيلم أيمن إسماعيل ، عن سعادته بالمشاركة في العمل، وقال : "إنه يؤدي شخصية جديدة لم يجسدها من قبل، رغم خوفه في البداية من آداء الشخصية " .

وأضاف إسماعيل أنه تعرض لعدد من المواقف المرعبة خلال تصويره للفيلم ، حيث يحتوي الفيلم على مفاجآت فنيه قوية سوف يشاهدها الجمهور من خلال أحداث الفيلم، خاصة أن الفيلم يجسد قصة حقيقية بالفعل .

وتابع إسماعيل أنه وفريق العمل حدث معهم العديد من الظواهر الغريبة التى لم يجدوا لها تفسيرا حتى الآن، وعلى سبيل المثال ما حدث معه أثناء نومه في منزله ، حيث شاهد شبحا أسود اللون جلس أمامه لفترة طويلة .

من جانبه .. قال الفنان ياسر سالم أنه يجسد دور عزازيل في شكله البشري ، حيث يقوم بدور دجال يقوم بتحضير الشيطان عزازيل ولا يستطيع صرفه بعد ذلك ، ليقتله عزازيل ويتجسد في شخصيته .

وأضاف سالم أنه تعرض أيضا لعدد من المواقف الغريبة أثناء التصوير ، عندما بدأ في قراءة التعاويذ لتحضير عزازيل ، والتى كانت بالفعل تعاويذ حقيقية ، شاهد أثناء قيادته لسيارته صورة لشخص فى المرآة يجلس فى المقعد الخلفى وعندما حاول ضبط المرأة انكسرت فجأه وجرحت يده واختفى الشخص الموجود فيها .

أما بطلة الفيلم شاهندة محمد .. قالت إن فيلم "عزازيل" يمثل تجربة فنية مختلفة لها ، حيث أنها تجسد شخصية "جنا" وهي فتاة مصابة بمس شيطاني، مما أثر ذلك بشكل كبير على حياتها الطبيعية بعد ذلك .

من جانبه .. أوضح عصام إسماعيل أحد أبطال العمل ، أنه قدم الجانب الكوميدي في الفيلم ، خاصة أن الفيلم يدور حول قصة رعب، مما يتطلب اللقطة الكوميدية ، التي تخفف عن المشاهد حالة الرعب التي يعيشها أثناء مشاهدته للعمل .

وأعرب أبطال العمل – في ختام الندوة – عن سعادتهم بالمشاركة في هذه التجربة الجديدة ، التي وصفوها بالثرية ، لكونها تناقش قضية في غاية الأهمية ، مشيرين إلى أن الفيلم يقدم نهاية مأساوية لمن يعتنق أو يؤمن بتلك الأفكار المتعلقة بالسحر والشعوذة .

فيلم "عزازيل" قصة وسيناريو وحوار عمرو على وإخراج وانتاج رضا الأحمدى فى أول تجربة إخراجية وانتاجية له ، من بطولة ياسر سالم، روان الفؤاد، أيمن إسماعيل ، عفاف رشاد ، جميلة إسماعيل ، عبد السلام الدهشان ، شاهندة محمد ومجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة ومن المقرر طرحه فى دور العرض السينمائى في السابع من يناير الجاري .

بوابة روز اليوسف في

03.01.2015

 
 

الفتاة التي أشعلت نيران الثورة

منة الله فهيد – التقرير

انتظرت عرض هذا الفيلم منذ شاهدت جزءه الأول، وبالفعل كنت أول المصطفين في طابور دور العرض لمشاهدته، فبالرغم من عدم قرائتي للرواية المأخوذ عنها الفيلم إلا إنني أصبحت من مجاذيب السلسلة.

بعد انتهاء الجزء الأول بفوز كل من المتسابقيْن “كاتنيس إفردين” و”بيتا ميلاريك” في مباريات الجوع في دورتها الرابعة والسبعين، اعتقد كلاهما أن بإمكانهما العودة إلى منزليهما والاستمتاع ببعض السكينة التي خلت منها حياتهما خلال فترة المسابقة، ولكن الأمور لا تسير دومًا وفق المراد، فإجبار “كاتنيس” للكابيتول على إعلان فوز متسابقين هذه المرة بدلًا من متسابق واحد، اعتبره البعض ليس بدافع الحب وإنما بدافع التمرد، لذا كانت زيارة الرئيس “سنو” إلى منزل “كاتنيس” بالمقاطعة 12 بمثابة تهديد، وأصبح عليها الذهاب مع “بيتا”  إلى جميع المقاطعات في جولة المنتصرين وإقناعهم بقصة حبهما لإخماد شرارات الثورة التي تنذر بالاشتعال.

بدا أداء “كاتنيس” غير مقنع خلال خطاباتها أثناء جولتهما في البلاد، ولكن زيارتها للمقاطعة 11 موطن صديقتها الصغيرة “رو” التي فقدتها في الألعاب السابقة كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، جعلتها رؤية أسرة “رو” الملكومة التي خرجت لاستقبالها تحيد عن الكلمات المكتوبة وتلقي خطابًا هو أشبه بالرثاء، هنا قام رجل عجوز برفع يده كتحية لـ “كاتنيس” مشيرًا بأصابعه الثلاثة الوسطى بعدها قام باقي الحضور برفع أيديهم بنفس الإشارة لتتحرك قوات حفظ السلام التابعة للنظام نحو الرجل العجوز وقتله على الفور، رغم حرص “كاتنيس”على قراءة كلماتها المطبوعة في الزيارات التالية، إلا إن في كل مقاطعة كان يوجد من يقاطع خطابها مشيرًا بأصابعه الثلاثة لتقوم القوات بإردائه على الفور.

اضطر “كاتنيس” و”بيتا” لإعلان خبر زفافهما لتهدئة المقاطعات قبيل زيارتهم لـ “الكابيتول” التي شاهدا فيها أنواعًا من الترف لم يكن يعلمان بوجودها في “بانيم”، فبينما يموت الناس من الجوع في المقاطعات الـ12، كان سكان “الكابيتول” يتقيئون الطعام من أجل تذوق المزيد!

في الحفل قامت “إيفي ترنكت” بتعريفهما على “بلوتارك هيفنزبي” مصمم مباريات الجوع الجديد الذي خلف “سينيكا كراين” بعد ما تخلص منه الرئيس “سنو” لسماحه بفوز متسابقيْن هذه المرة في مباريات الجوع الرابعة والسبعين، يتحدث “بوتارك” مع “كايتنيس” ويخبرها أنه تطوع مثلما فعلت هي، وأنها هي من ألهمته للعودة من جديد.

اشتعل الشغب في المقاطعات، ورأى الرئيس “سنو” أن الحل الأمثل للقضاء عليه هو القضاء على “كاتنيس”، ملهمة المتمردين، نفسها، ولكن “بلوتارك” كان لديه فكرة أخرى، وهي تدمير صورة “كاتنيس” وإظهار أنها لا تهتم سوى لنفسها ولأسرتها وغير عابئة بما يحدث لهم.

في حديثهم سويًا تخبر “بريم” “كاتنيس” أن هناك شيئًا قد تغير منذ نهاية مباريات الجوع، وأنها أصبحت ترى الأمل، هذا الأمل الذي يجعل محاولات “سنو” لإرهابهم وقمعهم غير مجدية بالمرة، فالخوف لن يؤثر طالما هناك أمل، و”كاتنيس” هي مصدرهذا الأمل، لذا وجب التخلص منها هي والفائزين الآخرين، عبر إعلان شروط مسابقة مختلفة هذه السنة بحجة الاحتفال بمرور 75 عام على بدء المسابقة، فهذه المرة سيكون اختيار المتنافسين من الفائزين في مباريات الجوع السابقة من كل مقاطعة، و ذلك لترسيخ فكرة أن حتى الأقوى بينهم لا يستطيع مواجهة قوة الـ “كابيتول”.

بالطبع يثير هذا القرار حنق جميع الفائزين السابقين، فشروط المسابقة تنص على أن الفائز يمضي بقية حياته في سلام والآن أصبح عليهم القتال من جديد، حاول المتسابقون إثارة الرأي العام في لقاءاتهم التلفزيونية لوقف المسابقة، وادعى “بيتا” حمل “كاتنيس” ولكن كل هذا لم يغير شيئًا، فالألعاب قائمة كما هو مخطط لها.

بدت الألعاب هذا الجزء مختلفة عن سابقتها، وحقيقة لا أدري هل هذا الاختلاف يرجع لتغيير مخرج الفيلم هذا الجزء، أم إلى تغيير مصمم الألعاب لهذه السنة، في كلتا الحالتين لم تبدأ الألعاب إلا بعد مرور تسعين دقيقة من مدة عرض الفيلم، وأعتبرهذه فترة طويلة حين الأخذ في الاعتبار أن اسم الفيلم هو “ألعاب الجوع”.

استطاعت “كاتنيس” الحصول على الحلفاء الذين أرادتهم، مما حافظ على حياتها وحياة “بيتا” على الأخص لمدة أطول، ولكن في نهاية الأمر كانت تعلم أنه سيتوجب عليها مقاتلة حلفائها من أجل النجاة، وهذا ما كان يسعى من أجله “سنو”، إظهار “كاتنيس” كفتاة مستعدة للقتل من أجل العيش، وأنها لا تعبأ سوى لنفسها و”بيتا”، وربما هذا ما كادت أن تفعله “كاتنيس” بالفعل غير أن “فينيك” أحد حلفائها أخبرها بأن تتذكر “من هو العدو الحقيقي” تلك الجملة التي سبق وأخبرها بها “هايمتش” معلمها.

خلال المسابقة بدا أن هناك متسابقين مستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل الحفاظ على حياة “كاتنيس” و”بيتا”، كان هذا غريبًا ولكن بالإمكان تجاهله، إلى أن قامت إحدى المتسابقات بشق ذراعها لإخراج جهاز التتبع منه ومن ثم قطع البث وإخراجها من ساحة القتال، تستيقظ “كاتنيس” لتجد نفسها وسط “هايمتش” و”فينيك” و”بلوتارك”، تتسارع الأسئلة على لسانها، فيخبروها أن هذا ما كان مقررًا له منذ البداية وارتضاه نصف المتسابقين، إخراجها حية لتقود الثورة، وأنهم في طريقهم للمقاطعة 13، سألت “كاتنيس” عن “بيتا” فأجابوها أنه تم إلقاء القبض عليه، ثارت “كاتنيس” واضطروا لحقنها بمهدئ لتستيقظ وبجوارها “جايل” الذي يخبرها أن القوات قامت بتدمير المقاطعة 12 مثلما فعلوا من قبل بالمقاطعة 13 وأنه استطاع إنقاذ أمها وأختها في اللحظة الأخيرة، لينتهي الفيلم بتسليط الكاميرا على وجه “كاتنيس” وإظهار تغيير تعابير وجهها من الصدمة والخوف على أهلها، للشجاعة والرغبة في الانتقام كطائر الثورة المقلد، وكتمهيد لوجود أجزاء تالية.

أداء “جنيفر لورانس” بدا أكثر تمكنًا وتقمصًا لشخصية كاتنيس بعد حصولها على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة تقوم بدور رئيس لعام 2012. ولكن الشيء الغير مفهوم بالنسبة لي هو مشاعر “كاتنيس” تجاه “بيتا”، فقد بدت غارقة في حبه حتى وهي بعيدة عن كاميرات الـ “كابيتول” الملاحقة، وفي نفس الوقت بدت مشاعرها نحو “جايل” كما كانت من قبل، مما جعلني حائرة بعض الشيء، وربما هذا ما كانت تعانيه “كاتنيس” هي الأخرى وقصد إظهاره لنا المخرج “فرانسيس لورانس” الذي قام بتولي العمل خلفًا للمخرج “جاري روي” نظير انسحابه بعد الجزء الأول.

المكياج والأزياء بدا رائعين هذا الجزء وغير متكلفين.

الفيلم تكلف 140 مليون دولار وقام بتحقيق إيرادات 864 مليون دولار ونصف.

الفيلم مدته 146 دقيقة، تم تصوير 48 دقيقة منهم بكاميرات آيماكس مما جعله يعرض  في دور العرض العادية والآيماكس.

التقرير الإلكترونية في

03.01.2015

 
 

الكذبة البيضاء: كل هذا الحنين

جنة عادل – التقرير

“إذا أردت أن تذهب سريعًا.. اذهب وحيدًا.. إذا أردت أن تذهب بعيدًا.. اذهب مع الجميع“.. مقولة إفريقية

بهذه المقولة تنتهي أحداث فيلم “فيليب فالاردو” الرائع “الكذبة البيضاء”.. لتلخص كيف فكّر “فتية السودان الضائعون” كما أطلق عليهم، والذي استلهم الفيلم أحداثه من قصتهم المدهشة.. فماذا تعرف عن الحرب؟

ربما تابعنا جميعًا أحداث الحرب الأهلية التي بدأت بين شمال السودان وجنوبها في أواخر الثمانينات ورأينا نهايتها المأسوية على صفحات الجرائد والمواقع الإخبارية، ومن اللافت حقًا كيف تستطيع الأخبار أن تختزل مأساة مجموعة من البشر -كان من الممكن في زمان أو مكان آخر أن نكون هم- في مجموعة من التقارير الجافة والحروف والأرقام.. بينما تأتي شاشة السينما بكل البساطة والعفوية لتعرضها بصورة أكثر إنسانية.

يبدأ “فالاردو” فيلمه بإرساء القاعدة الأولى للحرب: الحروب تندلع في أي لحظة، تندلع بينما تطهو أمك طعام الغذاء و يلعب إخوتك في فناء الدار، وتسير نساء بلدتك في الساحات..

يخطف “فالاردو” أنفاسك منذ اللحظة الأولى بكل هذا الجمال والسلام في بلدة “بحر الغزال” جنوب السودان، إفريقيا الجميلة بكل نعومتها وبراحها، أغاني القرويات وقطعان الماشية ومساحات شاسعة من الحقول، وصبيان  يتنافسان أيهما يحفظ أسماء الأجداد أفضل، لتنهمر الطلقات فجأة فتحصد من تحصد بعشوائية فجة لا تميز بين طفل وبالغ، ولا بين رجل وامرأة.

وهنا، يتعلم الصغار القاعدة الثاية للحرب: لا مجال للصراخ، ولا وقت للبكاء على من حصدتهم البنادق، صرخاتك لن تعيد الراحلين وستجذب العدو إلى مكانك وستقتل أنت ومن معك.. اكتم صرخاتك وفجيعتك وانج بنفسك أولًا..

يتفقد الصغار ذويهم الذين استحالوا جثثًا ما بين لفتة عين وانتباهتها، ويدركون أنهم أصبحوا بمفردهم تمامًا.. لتبدأ رحلة الهرب الطويلة.. الطويلة جدًا.

ابق حيًا مهما كلّفك الأمر.. هكذا تقول القاعدة الثالثة، فهناك من يعتمد عليك، بل ويستمد بقاءه من بقائك حيًا.. ترى الصغار يشربون بول أكبرهم “ثيو” الذي أصبح الآن زعيم القبيلة الصغيرة المكونة من أخته “آبيتال” وأخيه “مامير”، وما تبقى من صغار القبيلة وهم “جيريمايا” و”بول” مرددين من بعده “أنا أريد أن أحيا، ولا أريد الموت”، بعد أن فقد أحدهم، حياته من العطش والإرهاق.

تتابع القبيلة طريقها الذي يمتد لآلاف الكيلومترات من السودان لحدود كينيا خلف زعيمها الطفل، دون ماء أو طعام، تتقرح الأقدام من السير اللانهائي، والموت يحيطهم من كل اتجاه، مطاردين دون سبب واضح بسبب أشياء لا يفهمونها تمامًا، مثل الحدود والموارد والدين الذي لا يعرفون عنه سوى نسخة الكتاب المقدس الذي يحتفظ بها “جيريمايا” دومًا، ولا يكاد يفقه منه سوى بعض الصلوات وقصة موسى الذي عبر البحر وهو لا يجيد السباحة. يلتقي الصغار بمجموعة أخرى تحاول الهروب فينضمون إليها لفترة، ثم يفترقون حين يقرر “ثيو” أن يسلك طريقًا آخر ويعبر النهر، ليكتشف سريعًا أنه كان مصيبًا بعد أن هاج الجند المجموعة الأخرى، وبين الجثث الطافية، وأصوات الطلقات والصراخ، عبر الصغار النهر ووصلوا للضفة الأخرى.

ثم المزيد من السير قبل أن تأتي الكذبة البيضاء الأولى، حين يصدر “مامير” صوتًا يلفت انتباه الجند لمكانهم، فيتطوع “ثيو” ويكشف عن نفسه لهم، ويمضي معهم بدلًا منه، ليترك له تركة ثقيلة من المسؤولية والشعور بالذنب، لا تفارقه حتى قرب نهاية الأحداث.

يصبح “مامير” الآن زعيمًا ويأخذ على عاتقه مهمة النجاة بالقبيلة، ويتابع السير بهم حتى يصل الجميع لمخيم للاجئين في كينيا، وفي المخيم، تمضي الأيام والشهور والسنوات سريعًا على أمل أن تقبل إحدى الدول طلبهم للجوء.. ومع مضي السنوات، تتضح شخصيات الصغار، يصبح “جيريمايا” متدينًا لا يفارق الكتاب المقدس يده، وتظل “آبيتال” عذبة حانية، ويحتفظ “مامير” بشعوره بالمسؤولية والذنب، ويصبح “بول” عنيدًا متمردًا.

أخيرًا يتحقق الحلم، ويقبل لجوء الفتية الضائعين للولايات المتحدة، ويسافر الجميع ليجدوا مفاجأة غير سارة في انتظارهم، فلم تقبل أي أسرة من “كنساس” حيث سيقيم الشباب، أن تتبنى “أبيتال”، ليتوجب سفرها وحدها لولاية أخرى، وينصاع الشباب مكرهين للإجراءات الورقية التي لا بد منها، فيودعوها مكرهين، وقد انضم إخفاق آخر لقائمة إخفاقات “مامير”.

في أمريكا، يلتقون بـ “كيري” التي تقوم بدورها النجمة “ريز ويذر سبون”، مندوبة مكتب العمل التي يفترض بها أن تساعدهم للحصول على وظائف، وفي أمريكا، تختلف الأمور كثيرًا عن “بحر الغزال”..

في جو عام من الغربة، يتعرف الشباب على العالم الكبير الذي لم يكونوا يعرفون به من قبل، عالم الأكاذيب والدعابات والوجبات السريعة، الذي تبدو فيه فطرتهم وعفويتهم مثيرة للعجب.. يحاولون التماشي مع القيم الأمريكية البعيدة تمامًا عن مثالية “بحر الغزال” وبساطتها، ويندمجون سريعًا تدفعهم غريزة البقاء التي أوصلتهم إلى حيث هم الآن، فيجد “مامير” و”جيريمايا” عملًا في سوبرماركت يقتضي أن يغيرا اسميهما لأسماء أكثر ألفة على الأذن الأمريكية، ليصبح الأول “مايك” والأخير “جيمي”، ويتساقط فتات الهوية تباعًا فلا يبقى منه سوى حلم “مامير” بأن يصبح طبيبًا، وذكريات بعيدة يحملها الجميع لحقول “بحر الغزال” الواسعة، وحنين عاصف لكل ما يمت للماضي بصلة، الأهل المفقودون، رفاق المخيم، الأخت الوحيدة التي حكم الزمان ببينها.. حنين يجد له متنفسًا بسيطًا حين يرون قطيعًا من الماشية التي يربيها “جاك” صاحب المؤسسة التي تعمل “كيري” بها، فيصبح هو أقرب ما رأوا في أمريكا لبحر الغزال.

أما “بول” فيجد عملًا في مصنع لتجميع قطع الغيار، ويتعرف على شابين أمريكيين ومنهما يتعرف على المخدرات، ويزداد سخطًا على حياته وعلى “مامير” الذي يراه جبانًا وغير مؤهل لمنصب زعيم القبيلة، دعك من عبثية إصرار “مامير” على التمسك بكيان القبيلة بتأييد “جيريمايا”، رغم عدم مناسبتها إطلاقًا لحياتهم الجديدة، يختلف الإخوة ويتصاعد خلافهم، وتتخلص “كيري” من لامبالاتها وتتورط إنسانيًا في قصية الفتية، فتتمكن بعد الكثير من المفاوضات التي كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر عقبة ضخمة فيها، من استقدام “أبيتال” واستضافتها لتحيا مع إخواتها في كنساس، لتنجح في تهدئة الأمور، ويحتفل الجميع برأس السنة معًا للمرة الأولى.

ثم ترد أخبار أن “ثيو” مازال حيًا يرزق، ويقرر “مامير” أن يسافر في محاولة للبحث عن بلد توافق أن تمنحه إجازتها للسفر لأمريكا، وعندما يفشل، يقرر أن يكذب كذبته البيضاء الخاصة، فيجعل “ثيو” ينتحل شخصيته، ليعود للولايات المتحدة، بينما يبقى هو في المخيم في كينيا، ليعمل كطبيب، بعد أن تخلص للأبد من شعوره بالذنب تجاه أخيه، ويتفهم الجميع قرار “مامير” الذي يصلهم أثناء احتفالهم بمضي عام على نجاتهم.

نجح الفيلم الأمريكي الإنتاج في التخلص من النمط المعتاد الذي تتناول به الأفلام الأمريكية القصص الإنسانية المشابهة، نموذج البطل الأمريكي المخلص الذي ينقذ المنكوبين، إذ يكاد دور “ويذرسبون” أن يصبح هامشيًا بعكس ما يبدو على ملصق الفيلم، في مقابل المساحة الضخمة المفردة  لأدوار “الفتية الضائعين”، لاسيما دور “مامير” الذي أداه ببراعة النجم البريطاني الأوغندي “آرنولد أوسينج”.

صورة الفيلم نقية للغاية، وأماكن التصوير مدهشة، لاسيما تلك  الموجودة في جنوب إفريقيا، كما جاءت الموسيقى مناسبة تمامًا لحالة الاغتراب والحنين التي سيطرت على أبطاله طوال الأحداث.

في النهاية، الحروب لا تميز بين المسالمين ودعاة الحرب، الموت يحصد الجميع وعقدة الذنب تطارد الهاربين والقتلة على حد سواء.. في الحروب، لا أحد ينجو حقًا، إذا نجوت من الحرب فقد ودعت الشخص الذي كنته للأبد يوم اخترت البقاء.. فالنجاة هي الكذبة البيضاء التي يكذبها الفارون من الحرب على أنفسهم، كي لا يقتلهم الحنين.

التقرير الإلكترونية في

04.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)