كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

قانون الرقابة كــان يفســر على مزاج الرقيـــب!

كتب : هشام الشريف وريشة: عصام طه

 

ليس أول من يرى أن قانون الرقابة على المصنفات الفنية يعوق حرية الفكر والإبداع، لذلك عندما قرر أن يتولى رئاسة الرقابة على المصنفات أول قرار اتخذه أحمد عواض الإسراع فى إصدار قانون جديد للمصنفات لإزالة جميع معوقات القانون القائم مع إطلاق حرية الفكر والإبداع والتحول إلى التصنيف العمرى لمشاهدى الأفلام مثل أمريكا وأوروبا، وأكد أن عصر القوانين المطاطة انتهى ولن تعود الثقافة إلا تحت ريادة الدولة وأشياء أخرى فى الحوار.

كيف ترى نفسك على كرسى الرقيب؟

- ليس آخر شخص يصلح لهذا المنصب هذا هو فكرى، ولكن القدر هو الذى وضعنى لأتولى قيادته بعد ترشيح د. سامح مهران، وذهبت للدكتور صابر عرب وزير الثقافة بنية الاعتذار، حيث لا أمارس دور الرقيب، كما أننى ضد هذه الرقابة وقانونها وبعد جلوسى مع وزير الثقافة وافقت على أن أتولى الرقابة لأننى وجدت أن هناك رغبة حقيقية لتغيير أداء الرقابة خلال المرحلة القادمة وبدأنا فى وضع خطة التطوير خاصة أن العديد يعتقدون أن دور الرقابة مختصر على الأفلام والمسلسلات فقط فى حين أنه يتبعه 3 إدارات عامة.

ما أهم الملفات التى طُرحت خلال هذه المرحلة؟

- لن نبدأ فى طرح ملفات إلا بعد الانتهاء من التطوير الإدارى للرقابة الذى يحتاج مزيدا من التركيز خاصة أننى وضعت مدة زمنية للانتهاء منه، ورغم ذلك بالتزامن مع عملية التطوير الأخرى يتم طرح تصور جديد للعملية الإبداعية.

هل تعتقد أنه بإمكانك وضع تصور لتطوير العملية الإدارية فى خلال 3 أشهر؟

- أعتقد أننا قطعنا شوطا كبيرا فى إصلاح العملية الإدارية وهذا بشهادة المتعاملين.

ماذا عن باقى الملفات التى يتم تطويرها؟

- يتم إنشاء ورشة عمل لصيانة القانون الجديد للرقابة على المصنفات بدعوة أصحاب العملية الإبداعية بالكامل، وهذا لن يحدث إلا بالتفاهم مع كل زملاء المهنة، فلم يعد مقبولا ما كان يحدث فى الماضى رفض نص حماية للنظام العام فأين هو النظام العام ومن وجهة نظرى النظام العام هو حرية التعبير وليس رفض النص، فهذه الرسالة لابد أن تصل إلى العاملين والسادة الرقباء خاصة أنهم يعملون فى ظروف سيئة فلابد من توفير مناخ وبيئة صالحين للعمل.

هل العاملون بالرقابة سيكون لهم كادر خاص؟

- بكل تأكيد، ولكن فى إطار ميزانية وزارة الثقافة وأنت تعلم الحالة الاقتصادية التى تعيشها مصر الآن، ورغم ذلك لابد من الوقوف بجانبهم للحصول على مستحقاتهم مثل أى شريحة فى المجتمع حتى نضمن تطبيق عملية التطوير الجديدة، وكيف يتم تحويل الجهاز من التصنيف الفنى أكثر من أننا رقباء لذلك لابد أن يكون لدى العاملين وعى وفهم، وهذا لن يتحقق إلا بالاستقرار الاجتماعى، والجميل أننا نمتلك مجموعة من العاملين المتميزين وأنا متفائل من تفهمهم للوضع الجديد، وهذا أكثر ما يسعدنى خاصة أن القانون القديم يفسر على مزاج من يجلس على كرسى الرقيب رغم وجود لائحة تنفيذية، ولكن معاييرها مطاطة.

فى رأيك ما القوانين التى يجب أن تنتهى تماما وتعوق عمل الرقابة؟

- ليس للرقابة إلا قانون واحد فقط وعواره أن هناك سلطة مطلقة لرئيس الجهاز فى تقييم الوقائع على معايير مطاطة غير محددة، لذلك لابد من وضع قانون جديد للرقابة بمشاركة كل الفئات الفاعلة من المجلس القومى لحقوق الإنسان ونقابات المهن الفنية والمثقفين وغيرهم.

تعالت الأصوات طوال السنوات الماضية ما بين مناشدات ومطالبات بإلغاء الرقابة فهل تؤيد ذلك؟

- لو انتهينا من مشروع التصنيف العمرى للأعمال فلا توجد مشاكل تواجهنا سواء فى وجودها أو إلغائها لأنك وضعت أسسا وقواعد ثابتة والعالم كله يطبق هذا التصنيف والشىء المحظور عدم عرض أفلام جنس صريحة لأننا كمجتمع شرقى لا نقبل بذلك، وكذلك عدم عرض أفلام العنف للأطفال لأنها جريمة لابد أن يعاقب عليها القانون.

ولكن هذه الأفلام تعرض فى دور العرض الغربية وأيضا نشاهدها فى قنوات أكشن وغيرها من القنوات؟

- كانت تعرض، ولكن عندما تم وضع علامة للكبار فقط منع عرضها فى دور العرض لأن الشعوب الغربية تحترم القوانين، لذلك احترمت المنتج محمد ياسين فى مسلسل «موجة حارة» الذى عرض فى رمضان الماضى عندما كتب قبل كل حلقة مقدمة أن هناك مشاهد لا تليق للأطفال مشاهدتها ورغم عدم وجود قانون يصرح له بذلك، ولكن إحساسه كفنان جعله يفعل ذلك.

إلى متى ستستمر القنوات الفضائية فى عرض بعض المشاهد الخارجة؟

- لست رقيبا على الفضائيات، لكن علىَّ دور العرض وأذكر أن أحد الصحفيين شاهد أحد الأفلام فوجد أن المشاهد التى تعرض فى القنوات الفضائية ليست موجودة فى السينما فاتصل بى خصيصا ليشكرنى، وللأسف الانحدار الثقافى الذى عشناه طوال 35 عاما هو الذى ساعد على تغيير الذوق العام وضاعت الهوية المصرية وهذا أمر طبيعى فى عدم وجود بديل لهذه الأفلام.

هل هذا يؤكد أنه لابد من رجوع المشروع الثقافى مرة أخرى؟

- بكل تأكيد، فلابد من عودة المشروع الثقافى للدولة مرة أخرى، والدليل أننا فى الخمسينيات والستينيات أنتجنا أهم أعمال مصر السينمائية، حيث قدمنا أفلاما عظيمة بما فيها جمال عبدالناصر.

إلى متى تظل القنوات الفضائية والمتمثلة فى قنوات الأفلام والدراما غير خاضعة لقانون الرقابة على المصنفات؟

- لأنها تتبع هيئة الاستثمار، لكن هناك لجنة قانونية تدرس وضع قرارات لتجاوزات المنتجين الذين يعرضون المشاهد التى قامت الرقابة بحذفها على القنوات الفضائية لجذب المشاهد.

ما نوعية هذه القرارات؟

- لن أفصح لك إلا بعد الانتهاء منها، لكنها ستكون رادعة حتى يحترم الجميع قرارات الرقابة على المصنفات.

ماذا عن سيناريوهات أعمال عن رموز الإخوان المسلمين مثل حسن البنا وسيد قطب وغيرهما؟

- حتى الآن لم تُعرض علىّ أى أعمال من ذلك.

هل تشعر بالقلق من حرية الإبداع؟

- بالعكس نحن ضغطنا على لجنة الخمسين لتأكيد بنود حرية الإبداع فإطلاق حرية الفكر والإبداع هو الحل لهذا المجتمع.

يقال إن العديد من السيناريوهات تم رفضها؟

- حتى الآن لم نرفض أى سيناريو وإذا كان هناك تجاوز نطلب من المؤلف تغيير النص خاصة أن العديد من السيناريوهات متميزة.

ما أفضل سيناريو عرض عليك؟

- لا يحق لى أن أذكر لك أفضل السيناريوهات، لكن عرض على أكثر من 1000 سيناريو منها سراى عابدين وغيره.

هل الإخوان أثروا على أداء الرقابة خلال حكمهم لمصر؟

- لم يتجاوز حكم الإخوان لمصر عاما وهذا وقت غير كاف للتأثير على الرقابة، لكنهم تولوا وزارة الثقافة وكانوا يريدون توغلها، لذلك قامت ثورة المثقفين على الوزير الإخوانى ومنعوه من دخول باب الوزارة وكنت من أوائل الذين اقتحموا وزارة الثقافة وكان عددهم 30 مثقفا.

كيف ترى حال الفن الآن؟

- لابد من تحقيق نهضة ثقافية شاملة، وهذا يحتاج مزيدا من الوقت وأرى أن هذه الحكومة ليس لديها ما تقدمه للفن لأنها حكومة انتقالية ولديها مهمات شاقة، ورغم ذلك أرى أن هناك طفرة فى مسرح الثقافة الجماهيرية من خلال العروض الجيدة التى يقدمها وسيقدمها البيت الفنى للمسرح، وهذا يحسب لوزارة الثقافة.

ما رأيك فى دور السينما المستقلة خلال المرحلة القادمة؟

- هناك تجارب هائلة ومبشرة رغم عددها القليل وأتمنى أن تشهد المرحلة القادمة زيادة فى إنتاج هذه الأفلام خاصة أن تكاليفها قليلة، لكنها تحتاج إلى منتج مختلف يستطيع أن يسوقها فى المهرجانات وأيضا السماح للمجتمع بمشاهدتها، وللأسف مازالت حبيسة النخبة والمثقفين.

صباح الخير المصرية في

14.01.2014

 
 

«الناصر صلاح الدين» ليوسف شاهين:

الوحدة الوطنية زمن المدّ القومي

إبراهيم العريس 

قبل أي شيء آخر، لا بد من أن نقر ليوسف شاهين بأنه عرف خلال سنوات المدّ القومي العربي وامتدادات النزعة الناصرية في سماتها الأكثر إيجابية، كيف يقدم واحداً من الأفلام الأكثر تعبيراً عن ذلك. وبشكل أكثر تحديداً، كيف ينتزع من التاريخ حكايات وشخصيات تقول الزمن الراهن في دعوة سياسية صريحة وواضحة الى الوحدة الوطنية والى التسامح وفهم الآخر... كان ذلك جوهر فيلمه التاريخي الكبير «الناصر.. صلاح الدين» الذي به افتتح سلسلة مهمة من الأفلام التاريخية التي حققها متفرقة على مدى تاريخه السينماني المتفاوت الأهمية والإلتزام بالقضايا الكبرى.

> مبدئياً كان من المفروض بفيلم «الناصر... صلاح الدين» أن يكون من إخراج عز الدين ذو الفقار، ذلك أن الفيلم كان مستنداً إلى فكرة غايتها من ناحية تمجيد التسامح العربي الإسلامي، والحض على الوحدة العربية، ومن ناحية ثانية إقامة توازٍ بين بطل الماضي صلاح الدين وبطل الزمن الراهن جمال عبد الناصر. ويوسف شاهين، رغم ناصريته المعلنة في ذلك الحين ونزوعه نحو الأفكار العروبية والاشتراكية، لم يكن معروفاً بقوة تحليله ووعيه السياسي، أما عز الدين ذوالفقار فكان أثبت تضلعه في الأمر عبر عدة أفلام منها «رد قلبي» الذي كان في ذلك الحسين من افضل ما حُقّق عن ثورة الضباط الأحرار - ناهيك بأنه كان واحدا من انجح الأفلام المصرية في شباك التذاكر، ليس في مصر وحدها بل في كل المدن العربية -، لكن المنتجة آسيا داغر - التي كانت مشاركة للسلطات الرسمية في إنتاج الفيلم - تبنت اختيار عز الدين ذوالفقار لشاهين بدلاً منه إذ وقع ذو الفقار ضحية مرض عسير، وهكذا، وجد شاهين نفسه، وهو الخارج من واحدة من أكثر حقب حياته المهنية ظلاماً عبر أربعة افلام ميلودرامية حققها تباعاً بين 1959 و1961، وجد نفسه أمام مشروع كتب بمعزل عن أفكاره واهتماماته السينمائية ومع هذا لم يتردد، ما إن عرض عليه ان يدير دفة المشروع بنفسه. قبل بسرعة وسيقول لاحقاً أنه كان يبذل جهداً كبيراً في إحداث بعض التبديلات اليومية في السيناريو والحوارات، حتى يمكنه أن يتبنى الفيلم تماماً. وفي نهاية الأمر بعد شهور من العمل وبفضل مساعدات قدمها الجيش المصري، أنجز شاهين الفيلم الذي كان حتى ذلك الحين واحداً من أكثر الأفلام كلفة في تاريخ السينما المصرية. يومها وبسرعة أدرك الناس حتى من قبل ان يشاهدوا الفيلم، أي لدى قراءة عنوانه، ومشاهدة ملصقاته، مدى الربط الذي يقيمه أصحابه فيه، بين الماضي والحاضر. ومن نافلة القول إن شاهين لم يندم على ذلك بدليل أنه سيعاود الكرة ويؤكد هذا الربط دائماً في أفلامه التاريخية اللاحقة.

> إذاً، منذ ذلك الوقت المبكر حدَّد شاهين وظيفة السينما التاريخية: إنها ليست مجرد رسم للأحداث التي حصلت في الماضي، انطلاقاً من نظرة موضوعية باردة. الحقيقة التاريخية ليست هي العنصر الأكثر أهمية، هنا فالتاريخ كما حدث «فعلاً» يمكن تعلمه في المدارس والأكاديميات، أما ما يهمنا منه فهو مدى انعكاسه علينا. غير أن «علينا» هذه، أيام «الناصر.. صلاح الدين»، كانت تعبّر عن المجتمع وعن الأمة ككل، وهنا لا بد من أن نشير إلى أنه حتى ولو كان قد قيّض منذ البداية لشاهين أن يكون هو صاحب المشروع وكاتبه، لما كان من شأنه، في ذلك الوقت المبكر أن يحول الـ «نحن» إلى «أنا». الذات كانت لا تزال خفية لديه وإن كانت أطيافها موجودة منذ فيلم «بابا أمين». في زمن «الناصر صلاح الدين» لم يكن شاهين قد اخترع «سينما السيرة الذاتية» (أو أعاد اختراعها على طريقته) إذ في تلك الحقبة كان شاهين لا يزال صاحب فكر جماعي، مؤمناً بالتقدم السياسي والوحدة العربية.

> غير أن هذا لم يمنعه - منذ ذلك الوقت المبكر - وعلى عكس ما كان الوضع مع آخر فيلم «جدي» كان حققه قبل «الناصر صلاح الدين» أي «جميلة الجزائرية» -، لم يمنعه من أن ينظر إلى الآخر، وإلى ضرورات التلاقي الحضاري، نظرة ستتطور وتتبلور لديه كثيراً لاحقاً، نظرة تبتعد إلى حد كبير عن لعبة الأسود والأبيض الكأداء. فإذا كان صلاح الدين الأيوبي نفسه، وفق ما تروي لنا كتب التاريخ التي نفخر بها نحن العرب، قد تسامح مع أعدائه الى حد مداواته ريتشارد قلب الأسد، هل علينا نحن أن نكون أقل انفتاحاً على الآخر مما كان صلاح الدين؟

> والحال أن هذه الفكرة التي كانت جنينية في «الناصر صلاح الدين» ستشكل لاحقاً أساساً من أسس علاقة شاهين بالسينما وبالفكر، وستجرّ عليه المشاكل أيضاً، غير أننا هنا، لا نزال أبكر من أن نتوقف عند هذا الأمر. هنا لا نزال في وسط المصالحة بين الفنان والسلطة - التي يخدمها في فيلمه - ولا تزال المصالحة قائمة بين المجتمع والسلطة أيضاً، فبداية الستينات على رغم بعض الانتكاسات التي جابهت العهد الناصري (الانفصال مثلاً، وبدايات الصراعات العربية المسلحة - حرب اليمن) كنا لا نزال نشهد امتدادات الصعود القومي، وكان الصراع الأساسي قائماً ضد ذلك «الآخر» الغربي الذي نمارس تجاهه لعبة الجذب والنبذ ونود لو نفتنه ونذكره بماهيتنا وبمواقفنا تجاهه. ونحن نعرف أن حكاية «الناصر.. صلاح الدين» تنتمي إلى الحقيقة التاريخية في خطوط أحداثها العامة، لكننا نعرف ايضاً أن التفاصيل قد لا تكون حقيقية كلياً. كل ما في الأمر أن شاهين - ومن قبله صاحب الفكرة يوسف السباعي، وكتاّب السيناريو نجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوي وأيضاً عزالدين ذوالفقار الذي كانت له مساهمته قبل تخليه عن الفيلم - استحوذ على تلك الأحداث، ثم أعاد خلط التواريخ والشخصيات بشكل قد يبدو «متهافتاً» للمؤرخين كما ستكون الحال لاحقاً مع أفلامه التاريخية التالية - وبخاصة «المهاجر» و «وداعا بونابرت» و «المصير» -، وحتى مع أفلامه غير التاريخية - وذلك لخدمة الأيديولوجيا التي كان مطلوباً منه أن يعبّر عنها، من جهة، ولإرضاء أفكاره الخاصة من جهة ثانية. ويمكننا بالطبع خارج إطار الأخلاقيات العامة، مثل التسامح والانفتاح على الآخر، وانتماء الجميع إلى أديان سماوية لا ينبغي للصراعات الدنيوية أن تؤثر عليها، يمكننا أن نرى في سياق هذا الفيلم (المشغول بحرفية كبيرة، ذلك أنه كان أول فيلم ملون لشاهين الذي لن يعود بعده إلى سينما الأسود والأبيض أبداً، كما كان أول فيلم يستخدم أعداداً كبيرة من المجاميع، ويحصر في ساعات عرضه، الثلاث تقريباً، أحداثاً تاريخية امتدت في الزمن الحقيقي عقوداً من السنين) بعض الأفكار الأساسية التي سيظل شاهين يهجس بها دائماً: مثل موقع الحب وسط عواصف الحروب والكراهية - ودور العلم والعقل، لا القوة، في الانتصار في الحروب وفي بناء الحضارات - والانتماء الحتمي للأقليات المسيحية للبيئة التي تعيش فيها، مساهمة في انتصار المسلمين على الصليبيين. إن سمات صلاح الدين وانفتاحيته تبدو مستقاة مباشرة، ليس من كتب التاريخ، بل من واقع إسكندرية شاهين نفسه، والدمشقي ذلك العالم الذي يشغل عقله من أجل الانتصار ليس سوى إرهاص بدور المثقفين في صنع الانتصارات. صحيح أن السنوات التالية من حياة شاهين ومساره المهني، ستشهد تبديلاً أساسياً في نظرته إلى دور المثقف (خيانة المثقف كما قد يقول جوليان بندا) لكن شاهين، حين يحين موعد تحقيقه أفلامه التاريخية - بالمعنى الحرفي للكلمة - الثلاثة التالية، سيكون قد استعاد إيمانه بدور العلم والتنوير، ودور المثقفين في مجتمعه، ناهيك بإصراره على مفاهيم شغلت باله دائماً مثل التلاقح الحضاري، وهذا سنلاحظه من خلال الشخصيات الأساسية التي ستملأ مشاهد وحكايات تلك الأفلام، من كافاريللي في «وداعاً بونابرت» إلي رام في «المهاجر» وصولاً طبعاً إلي شيخ المثقفين في سينما شاهين: ابن رشد الذي سيكون بالنسبة إليه في فيلم «المصير» الرد الطبيعي على مثقفي «الأرض» و «العصفور» و «الاختيار» و «عودة الابن الضال»، والذي سيوصله إلى ذروة المصالحة مع شخصية المثقف ودوره.

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

14.01.2014

 
 

«زي النهاردة»..

وفاة الممثل الأمريكي همفري بوجارت 14 يناير 1957

كتب: ماهر حسن 

ولد الممثل الأمريكي، همفري بوجارت، أحد أكبر نجوم السينما الأمريكية وقد كرّس حياته للفن عبر أكثر من 80 فيلما سينمائيا ظهر بها خلال مسيرته، ولم يتأخر ولو لمرة واحدة عن موقع التصوير، في ديفوريست بوغارت في 25 ديسمبر 1899، للطبيب المعروف بيلمونت ديفوريست بوجارت والرسامة التصويرية مودي همفري.

كانت حياة أسرته ميسورة وقام أبوه بتعليمه الشطرنج والسباحة، وهما الهوايتان اللتان لازمتا «بوجارت» حتى نهاية حياته وفي مايو 1918وبعد أن أمضى مدة قصيرة في أكاديمية أندوفار في ماساتشوستس، تجند ضمن سلاح البحرية، على متن إحدي السفن الحربية إلى أن قرر أن يصبح ممثلا.

كانت انطلاقته الأولي القوية بعد لعبه بطولة عدد من الأعمال المسرحية وبعض من الأدوار السينمائية الصغيرة، وكان الدور المهم الأول في مسيرة «بوجارت» في 1934، وقدأدى العديد من الأدوار التي أثبت فيما بعد تفوقه فيها.

حصل «بوجارت» على جائزة الأوسكارً في 1951عن دوره في فيلم «الملكة الأفريقية» إخراج، جون هيوستن، وشاركته في بطولة هذا الفيلم كاترين هيبورن كما حصل في 1999 على الترتيب الأول لأفضل ممثلي السينما الأمريكية على الإطلاق عبر 100 عام ضمن فعاليات يقوم بها معهد الفيلم الأمريكي.

ومن أهم أفلامه «شيطان مع امرأة، وحكاية حب، واثنان ضد العالم، ومدرسة الجريمة، وصبي من أوكلاهوما، والصقر المالطي، وعبر الباسفيكي، وكازبلانكا، وأن تملك أو لا تملك، عن رواية لإرنست همنجواي، إخراج هوارد هوكس في 1944، وصحاري، والممر المظلم، وكنز السييرا مادري، والملكة الأفريقية، والكونتيسة الحافية، إخراج جوزيف مانكيفش، ولسنا ملائكة، والنوم العميق»، إلى أن توفي «زي النهاردة» في لوس أنجلوس بولاية كاليفونيا 14 يناير 1957 عن عمر يناهز الـ57.

المصري اليوم في

14.01.2014

 
 

"الحيّ يروح"...

وسيم القربي - تونس 

ما هو دور مراسل ومصوّر أجهزة الإعلام المرئية اليوم؟ ما هي مهنة الصحفي؟هل أنّ الارتماء في أحضان الحرب هو هواية قصد نقل المعلومة للمشاهد أم هو حتمية الخبز المرّ؟ ما هي حدود الخطر؟... 

هي أسئلة من كمّ تُطرح أو تُثار في ذهن من يشاهد الفيلم الوثائقي "الحيّ يروح" للمخرج التونسي الشاب محمد أمين بوخريص الذي تمّ عرض الفيلم لأول مرّة في مهرجان دبي السينمائي. عندما تشاهد ذلك الفيلم تنتابك قشعريرة خاصة ليس لهول المشاهد فحسب بل أيضا نظرا لكون السؤال البديهي الذي يُثار: كيف عاد هؤلاء المصوّرين (بما فيهم المخرج) أحياء يرزقون؟.

الفيلم الوثائقي "الحيّ يروّح" هو من إخراج الشاب محمد أمين بوخريص من مواليد 1986 حيث درس السينما في معهد خاص وعمل إثرها مراسلا لمجموعة من وكالات الأنباء، ويدوم الشريط 74 دقيقة وهو من إنتاج 2013، من طرف المنتج التونسي نجيب عياد الذي آمن بموهبة هذا الشاب لا سيما وأنّه عُرف بمساندته للجيل الجديد من السينمائيين. هذا الشريط الوثائقي هو غوص في قلب الخطر حيث يلخص الفيلم مجموعة من الثورات العربية من خلال متابعة لمصورين صحفيين مهنتهم تفرض عليهم أن تكون حياتهم معرّضة للخطر. ومن خلال استجواب مجموعة من المراسلين الحربيين من مختلف الجنسيات تقودنا الكاميرا إلى ثورة 14 يناير بتونس والثورة الليبية وميدان التحرير وصولا إلى سوريا.

يرصد المخرج شهادات لمصورين مثل نسيم وإياد وأحمد حيث يروون دقائق من الموت الذي يتربص بهم كل لحظة أثناء عملهم وتحديهم للموت من أجل قوتهم اليومي من ناحية ومن أجل نقل المعلومة إلى المشاهد. تنقلنا الكاميرا إلى شارع الحبيب بورقيبة بتونس وتنقل لنا مباشرة إصابة المصور الفرنسي "لوكاس مبروك" في رأسه بقنبلة مسيلة للدموع وتتابعه إلى حين نقله للمستشفى ليكون أول مراسل صحفي يموت في ثورة تونس... لحظات من البكاء والتأثر من طرف من استجوبوا لوفاة زميلهم الذي يتمثل ذنبه في كونه كان ينقل الأحداث. أما في ليبيا فإنّ الرصاص يلعلع بين الميليشيات، هناك يحمل المصوّر المراسل الكاميرا بيد من أجل اقتناص الصورة/ الحقيقة، في يده الأخرى بندقية من أجل أن يحاول أن يضمن عدم اقتناصه. تنتقل الكاميرا إلى ميدان التحرير لتروي من خلال المراسل المستجوب آهات، حزنا، أسفا، وأملا... في عينيه تبرز مساوئ مهنة الصحافة الخطرة لكنه يعتبرها واجبا مقدّسا من أجل نقل المعلومة وكشف الحقيقة في عالم الصراع حيث تغيب الإنسانية في الكثير من الأحيان

في سوريا حيث المعقل الحقيقي للخطر يدخل الصحفيون خلسة من الحدود التركية وهناك يروي لنا المراسل البلجيكي أحمد بحدو كيف أصيب برصاصة أثناء تصويره في سوريا ويعتبر أنّ بداية مهمته هي بداية الموت فإما أن يعود وإما أن لا يعود. هناك في سوريا تنقل الكاميرا موت الفرنسي "ريمي أوشليك" والأمريكية "ماري كولفان"... يقترب الفيلم من المأساة حيث الخراب والمعنى الحقيقي للخطر، هناك تودي الحقيقة بحياة المراسلين، وهو موت من أجل قضية

يقول المخرج أمين بوخريص: "أردت من خلال هذا الفيلم الدفاع عن قضية أحملها وفي نفس الوقت أن أبيّن ذلك الجندي المجهول الذي يوصل لكم الصور ويكشف لكم عن المعلومات..." كما يعتبر أن عنوان الفيلم "الحيّ يروّح" مشتقّ من مثل شعبي تونسي "الحبس كذاب والحي يروح" أي أنّ المسجون سيعود قريبا إلى منزله، والمسجون في الفيلم هم أولئك الذين يرتمون في الخطر من أجل نقل الصورة على أمل أن يعودوا أحياء. "الحي يروّح" أيضا هو إشارة إلى أنّ الحيّ سيعود أما الميت فسيبقى هناك ذكرى تضحيته من أجل الآخر.

الفيلم هو غوص في الخطر ونقل لمهنة الصحفي الذي يكافح من أجل أداء مهمته التي لا تعدو غير نقل الخبر بأمانة ونقل الصور للمشاهد الجالس أمام التلفاز، ومن خلال الشواهد يفهم مشاهد الفيلم لماذا يخاطر الصحفيون لنقل صور الحرب، ليس لكسب لقمة العيش فحسب بل لأنهم يعشقون الكاميرا وأنهم اعتادوا الخطر، فالمراسل الحربي لا تهمه حرب الصور بقدر ما تهمه نقل صور الحرب بكل أمانة وعفوية حيث يوجه الكاميرا لقنص اللحظة دون أن يدري متى يترصده الموت... الفيلم هو خلاصة لمهنة شريفة يكون الداخل إلى ساحة المعارك مفقودا والخارج منها مولودا...

بالرغم من أنّ العديد من المشاهد في الفيلم جعلت منه في كثير من الأحيان روبورتاجا تلفزيونيا أو تقريرا صحفيا باعتبار أنّ الفيلم الوثائقي يحتاج بناء فنيا وفكريا حيث غابت اللغة السينمائية الجادة وتداخلت الصور والأمكنة بما يجعل المشاهد تائها، كما أنّ العديد من الأفلام تناولت موضوع مراسلي الحرب مثل "المهنة صحفي" لـ "جوليان ديسبيري" و"مصوّر الحرب" لـ "كريستيان فري" وغيرها من الأفلام وهو ما كان يستدعي معالجة برؤية ذاتية تضفي إبداعية خاصة.

نجح المخرج الشاب في أول عمل سينمائي في الدخول إلى قلب الخطر بحكم عمله وصداقته للمراسلين، ولعلّ ما عزّز قيمة هذا الفيلم هو صدق الشهادات وعفويتها وهو ما جعل ثنائية المعلومة والإحساس حاضرة، كما أنّه من بين النقاط الأخرى التي أعطت قيمة لهذا الفيلم هو الجرأة التي جعلت من الوثائقي وثيقة حربيّة بدورها. "الحي يروّح" يبقى وثيقة مهمّة عن ثورات الربيع الديمقراطي...

الجزيرة الوثائقية في

14.01.2014

 
 

تجاهل الأعمال الفنية التى تحتفى بالمناسبات الدينية

كتب- نسرين علاء الدين - محمد عباس 

بالرغم من انتظار الكثير من الشعب المصرى والعربى لذكرى المولد النبوى الشريف كل عام للاحتفال به تظهر أزمة كبيرة لدى الفضائيات فى عرض الأعمال الدينية، حيث لا توجد أعمال دينية تتناول السيرة النبوية وعصر صدر الإسلام إلا بعض الأعمال السينمائية القليلة التى انتجت فى بداية السبعينيات ومن بين هذه الأعمال فيلم الشيماء وفيلم فجر الإسلام ومن جانبها قالت الفنانة سميرة أحمد بطلة فيلم الشيماء أنه بالرغم من أن فيلمها مرتبط بهذه الذكرى العظيمة وأبرز الأعمال التى تناولت عصر صدر الإسلام إلا أنها تمنت أن تقوم الدولة بإنتاج بعض الأعمال الدينية موضحة أن ميزانية هذه الأعمال تتخطى ملايين الجنيهات فيجب أن تتوفر السيولة المادية حتى يتم إنتاج هذه الأعمال التى ستكون واجهة للعالم الإسلامى لأنه يتناول أشرف خلق الله وهو سيدنا «محمد» صل الله عليه وسلم.. أما الفنانة نجوى إبراهيم بطلة فيلم فجر الإسلام أرجعت عدم خروج أعمال دينية تتناول هذا العصر إلى ضعف الكتاب فى هذه المرحلة بجانب أن السينما أصبحت صناعة ولم تعد تعمل على تقديم رسالة مهمة إلى المشاهدين كما كان من قبل مؤكدة أنه يجب على الدولة أن تقدم أعمالا دينية ليتعرف العالم على الدين الإسلامى الذى سعى الكثيرون لتشويههم فى الفترة الماضية.. أيضا الفنان محمد رياض الذى مازال مستمرا فى تقديم الأعمال الدينية، حيث قال إنه مر أكثر من 35 عاما لم تقدم السينما فيملا دينيا ويجب أن يسعى المسئولون لذلك وهذا سيؤثر بالسلب على الدين الإسلامى الذى أصبحت أعماله مجرد سرد تاريخى فقط ولم يلتفت إليها الكثيرون فيجب أن يتم عرض هذه الأعمال بشكل دورى حتى تتعرف الأجيال الجديدة على عظمة الدين الإسلامى.
وألقى انشغال الجميع بالأحداث السياسية والاستعداد للاستفتاء على مشروع الدستور بظلاله على قلة الأغانى التى يقدمها المطربون هذا العام احتفالا بذكرى المولد النبوى، حيث لا يتعدى عدد الأغانى التى يتم  التحضير لها أربع أغنيات فقط.

حيث انتهى الملحن عزيز الشافعى من تسجيل أغنية بعنوان «جد الحسن» كلمات الشاعر عمر طاهر والحان الشافعى وتوزيع أحمد عادل، وقام بطرح برومو له ببعض المواقع الالكترونية إلى جانب الإعلان عن إذاعتها تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوى.

كما يحضر هانى شاكر لأغنية بعنوان «رسول العالمين» كلمات أحمد خيرى والحان سعيد شاكر وسيقوم بغنائها لأول مرة فى أحد الاحتفالات المقامة لذكرى المولد النبوى ثم يطرحها للجمهور بعدها، وانتهى المطرب السويدى ماهر زين من تصوير أغنية بعنوان «محمد واحشنا» انتجتها له شركة أوا كينج المنتجة لألبوماته الدينية حيث أنه يسير على نهج المطرب سامى يوسف فى غناء الابتهالات الدينية فقط.

وأخيرا يبدأ المطرب طارق فؤاد فى تسجيل أغنية بعنوان «ذكرى النبى» بعد أن قام بكتابة كلماتها بالاشتراك مع الشاعر سيد حلمى ويلحنها ويوزعها محمد على.

الجدير بالذكر أن العديد من المطربين تخاذل فى تقديم أغان دينية فى ذكرى المولد النبوى هذا العام وتعتبر الأغانى المقدمة أقل من كل عام بكثير.

حيث أكد الشاعر سيد حجاب أن السبب فى قلة الأعمال الدينية المنتجة هذا العام هو أن معظم كبار الشعراء خارج هذه الأجواء الاحتفالية هذا العام بسبب الانشغال بالحديث فى نفس الوقت عن مشروع الدستور وانخراطنا فى تحديد ملامح مستقبل مصر القادم، الذى هو واجب قومى على كل مصرى ينتمى لبلده ولا أعطينا من التحضير فى حق ذكرى مولد حبيبنا محمد، ولكن للاسف الحالة السياسية هى بطلة المرحلة الحالية.

أما الشاعر والملحن أحمد الحجار فقال للأسف الأحداث السياسية أخذت الجميع بعيدا عن الأجواء الدينية، لكن هناك بعض الاحتفالات تعوض عدم تقديم أغان دينية مثل احتفالية الليلة المحمدية وحفل دار الأوبرا ونتمنى فى العام القادم أن تكون الأجواء أكثر استقرارا ونعطى هذا الاحتفال حقه من مراسم لأنه ذكرى مولد أفضل المرسلين ونحن بلد إسلامي بالفطرة.

روز اليوسف اليومية في

14.01.2014

 
 

بدء العد التنازلي لإنطلاق فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الاقصر للسينما المصرية والأوروبية

أميرة حسن الدسوقي 

يبدأ مهرجان الاقصر للسينما المصرية والاوربية فعاليته بعد أيام قليلة، وتقوم مؤسسة نون للثقافة والفنون بالإستعدادات الأخيرة للدورة الثانية التي تبدأ في الأقصر يوم الأحد 19 يناير وتستمر حتى 25 يناير الجارى.

يستقبل المهرجان هذا العام أكثر من 200 ضيفاً من الفنانين والاعلاميين من مصر و 18 دولة أوروبية مشاركة ب 62 فيلماُ من فرنسا ، والنرويج، واليونان، وجورجيا، واسبانيا، وصربيا، والسويد، وروسيا، ورومانيا، والتشيك، وسلوفيكيا، وبلجيكا، وايرلندا، والمانيا، وبريطانيا، واستونيا، وسويسرا، وهولندا.

إختار مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى ليكون رئيساً شرفياً لدورته الثانية وسيقوم المهرجان بتكريم الفنان نور الشريف والمخرج الروسى فلاديمير منشوف، وعرض بعضاً من أهم أعمالهما.

يفتتح  المهرجان فعالياته بفيلم "لا مؤاخذة" المشارك في مسابقة الافلام الروائية الطويلة،الفيلم من إخراج عمرو سلامة ، وتمثيل كنده علوش، وهاني عادل، وأحمد داش ويتضمن المهرجان عرضاً خاصاً للفيلم المصري فيلا 69، وهو من بطولة خالد أبو النجا، وأروي جودة، ولبلبة، وهو أول تجارب أيتن أمين االروائية.

يتنافس 12 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من 11 دولة ، هي روسيا، والسويد، وجورجيا، والتشيك، وسلوفاكيا، ورومانيا، والنرويج، واليونان، واسبانيا، وصربيا. بالاضافة الى مصر التي تنافس من خلال فيلم "لامؤاخذة "، بينما يعرض لها فيلم "فتاة المصنع"خارج المسابقة".

ويمنح المهرجان للمخرجين الفائزين جائزة عمود الچد الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل ، وجائزة عمود الچد الفضي المقدمة من لجنة التحكيم ، وجائزة عمود الچد البرونزي للعمل الأول .

وفي مسابقة الافلام القصيرة ، يتنافس 23 فيلماً من 14 دولة، هي بلجيكا، وأيرلندا، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، والتشيك، واستونيا، واليونان،  وروسيا، ورومانيا، وسويسرا، وهولندا، وصربيا، ومصر على جائزة عمود الچد الذهبي لأفضل فيلم روائي قصير، وجائزة عمود الچد الفضي المقدمة من لجنة التحكيم.

تضم لجنة التحكيم المخرج الروسى الكبير ڤلاديمير منشوف رئيساً، و اعضاء اللجنة : المنتجة الفرنسية ليز فايول، والمخرج الايطالي تونينو زانجاردي، والممثلة اليونانية  كاترينا ديداسكالو، وكادي لوك الاستونية مديرة مهرجان السينما الاوروبية المستقلة، والمنتج البلجيكي جاك لوران ، بالاضافة الى مدير التصوير المصري سعيد الشيمي.

وسيخصص المهرجان قسماُ خاصاً لكلاسيكيات السينما المصرية يعرض من خلاله بعض الافلام التي تركت بصماتها على تاريخ السينما المصرية: "شيء من الخوف" لحسين كمال، و"المومياء"  لشادي عبد السلام، و"الطوق والاسورة" لخيري بشارة ، و"وقائع الزمن الضائع محمد بيومي" لمحمد محمد كامل القليوبي

كما يعرض المهرجان لثمانية أفلام من تيار السينما المصرية المستقلة، وهي "المدينة" ليسري نصر الله، و"كليفتي" لمحمد خان، و"بصرة" لأحمد رشوان، و "الشتا اللي فات" لإبراهيم البطوط، و"هرج ومرج" لنادين خان، و"عشم" لماجي مرجان  و " الخروج للنهار "  لهالة لطفي ، و " فرش وغطا لأحمد عبد الله.

وتعليقاً قال الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله والمدير الفني للمهرجان: يحتفي المهرجان بشباب السينما المصرية المستقلة ، والذي استطاع تيار السينما المستقلة بفضلهم أن يحتل المكانة الابرز على مستوى التمثيل الدولي للسينما المصرية في اغلب المهرجانات الأوربية والعربية على حد سواء.

وتعليقاً على الندوات المزمع إقامتها على هامش المهرجان، قال جمال زايدة ، الأمين العام لمؤسسة نون للثقافة والفنون:" ينظم المهرجان ستة ندوات ضمن فعالياته للتّعرف على اهم المستجدات الفنية والتقنية من خلال 6 ندوات تتضمن ندوة حول السينما و الشباب، ولقاء مع نور الشريف حول اعماله، وندوة حول السينما المستقلة المصرية بحضور العديد من الفنانين المصريين، وندوة حول السينما و التغيير السياسى والإجتماعى فى مصر، وندوة حول الإنتاج المشترك مع أوروبا، ودرس السينما مع المخرج الروسى ڤلاديمير منشوف الحائز على جائزة الأوسكار".

التحرير المصرية في

14.01.2014

 
 

«حكاية الحلاق » للفلبيني جون روبلاز لانا

درس في البساطة والرقي معا

كاظم مرشد السلوم

أبرز ما توفره المشاركة وحضور المهرجانات السينمائية، مثل مهرجان أبو ظبي السينمائي، هو فرصة لمشاهدة أفلام سينمائية من دول مختلفة، دول ربما لم نشاهد لها أفلاما سابقا، كونها بعيدة نوعا ما عن الإنتاج التجاري الذي تتميز به السينما في هوليوود وغيرها من السينمات العالمية الأخرى، التي تعمل تحت شعار " السينما صناعة وفن" وهو شعار أسهم بشكل فاعل في تطور النتاج السينمائي العالمي. لكن ماذا لو لم تتوفر للسينمائيين في بعض الدول فرصة لعمل أفلام وفق هذا الشعار، فهي قد تخضع لحسابات السوق ودلالة شباك التذاكر؟ المخرج الفلبيني جون روبلاز لانا يجيب عن هذا التساؤل من خلال فيلمه الجميل" حكاية الحلاق" الذي شاهدنا عرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن فعاليات مهرجان أبو ظبي السينمائي السابع . 

البساطة في كل شيء هي مايميز الفيلم، بساطة الإنتاج، بساطة الأداء وعفوية الممثلين" استعان بعدد كبير من الممثلين غير المحترفين"، حيث المكان إحدى  مقاطعات الفلبين الجميلة، ببناياتها المعمولة من الخشب وسعف النخيل .

ثيمة الفيلم الرئيسة هي التحول الذي يحصل في الشخصية الإنسانية تبعا للظرف المكاني والزماني، إذ لاوجود لشخص شجاع أو جبان بالفطرة، لكن الظروف هي من تجعل من هذا الشخص شجاعا أو جبانا، مقداما أو مترددا، صادقا أو كاذبا، أمينا أو لصا.

ماريلو سيدة تابعة ومقموعة، "أدت دورها ببراعة فائقة الممثلة يويجندونيغو، " لا تعرف غير بعض الأصدقاء الخلص، وزوجها " الحلاق "الذي صادر شخصيتها، حتى انها تقول ان " جوزيه يفكر بالنيابة عني". هذا النكوص والقمع الذي استسلمت له، كان فقدان طفلها الوحيد قبل سنين عديدة احد اسبابه، وربماتكون الحياة الساكنة والبائسة في بلدتها الريفية ونمط الحياة الرتيب،  قد أسهمت بذلك.

ماريلو كانت خادمة لخوزيه أكثر من كونها زوجة، وشريكة حياة لسنين طوال. في لحظة ما يطلب منها زوجها أن تتعلم الحلاقة لأنه غالبا ما يتأخر عن فتح محله بسبب سهراته اليومية الماجنة، التي لاتعترض عليها أبدا، وفعلا يبدأ بتدريبها. 

المخرج جون روبلاز يطلعنا على عمق الاستبداد المتسلط على ماريلو، من قبل زوجها، وكذلك عمق الاستبداد والتسلط الذي يعاني منه الجميع بسبب نظام فرديناند ماركوس، الذي سيكون سببا فيما بعد لتمرد ماريلو وانتصارها على ضعفها. 

بسبب كمية  الشراب والمخدر يتوفى الزوج خوسيه في ماخور البلدة ، لتجد ماريلو نفسها وحيدة، بدون الزوج الذي لم يفكر يوما، ماذا ستفعل، كيف ستتدبر أمرها، إن رحل، هل يمكن للرجال أن يقبلوا بامرأة حلاقة بدلا من خوسيه حلاق القرية الوحيد.

هنا يظهر لنا المخرج جون روبلاز التكاتف المجتمعي للناس البسطاء الذين يشتركون في المعاناة، فالكل يقف مع ماريلو في محنتها خصوصا أصدقاءها المقربين، وتبدأ بفتح محل الحلاقة ثانية. وتبدأ بالحصول على ثقة الزبائن. 

البلدة الساكنة والحياة الرتيبة للناس، لا يحركها سوى دخول قوات الدكتاتور ماركوس بين الحين والآخر بحثا عن الثوار. وهو أمر لا تفهمه ماريلو  البعيدة عن المشاكل، الهادئة التي لا تنفعل أبدا، بل تسهم كثيرا في إبداء النصح للعديد من أصدقائها وصديقاتها المقربين. . 

في لحظة ما يبدأ جون روبلاز، بالانتقال إلى الحكاية التي ستعمل على رفع الإيقاع الدرامي للفيلم، ليصل بنا إلى الذروة فيما بعد، ذروة التحول الذي سيطرأ على حياة الحلاقة الرجالية، ماريلو، المرأة الطيبة، المسالمة والهادئة. 

ابنها بالمعودية التي سبق لخالته ان أرسلته ليدرس في مانيلا، يلجأ إليها هربا من ملاحقة جنود ماركوس، يضعنا روبلاز هنا أمام سؤال مهم، كيف ستتعامل امرأة مثل ماريلو مع مثل هكذا موضوع خطر، وهي المسالمة التي كان زوجها يفكر بدلا عنها في كل تفاصيل حياتها . 

تتقبله وتخبئه، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، روبلاز يصنع للحكاية بعدا آخر، إذ يبعث حاكم البلدة على الحلاقة ماريلو لتحلق له شعره، بعد ان كان زوجها من يقوم بهذه المهمة، فيكرمها لإجادتها مهنتها، هناك تتعرف على زوجته الشابة الجميلة، المستلبة، التي تتشابه حياتها مع حياة ماريلو السابقة. 

هنا يشتغل روبلاز بطريقة المونتاج المتوازي، العلاقة بين ماريلو وزوجة الحاكم، وتردد ابنها بالمعمودية ورفاقه إلى بيتها واتخاذه إياه وكرا لنشاطهم . 

السؤال هنا لماذا لم تخف ماريلو من هذه التطورات التي طرأت على حياتها، ومن خطورة تداعياتها، هل هو شغف بمغامرة لم يسبق لها ان جربتها، هل هو حنين وعاطفة الأمومة التي فقدتها مبكرا بموت ابنها قبل سنين، أم هو الانتصار لحشد الفقراء والمحرومين الذين تعيش وسطهم، وتكتشف متأخرا ان هذا الحاكم التابع لحاكم مستبد سبب كل الحرمان الذي يعانون منه؟ 

زيارات متكررة لزوجة الحاكم، تبوح لماريلو فيها عن معاناتها، ومعرفتها بخيانة زوجها لها، والعنف الذي يسلطه عليها، نزهة في إحدى الغابات وعلى مرتفع صخري تجلس زوجة الحاكم أمامها تبث لها حزنها، وتعانقها وتقبلها بقوة، بشكل مفاجىء تقف لتلقي بنفسها من أعلى المرتفع. 

يتكتم الحاكم على الخبر، ويجبر ماريلو على التكتم أيضا، الجيش يداهم منزلها، بحثا عن ابنها ورفاقه، الابن يهرب إلى  ماخور القرية حيث اخت أحد رفاقه تعمل هناك، فتيات الماخور يقدمن المساعدة للثوار، الإشارة هنا ان الجميع متحدون في تحدي الدكتاتور وأحكامه العرفية .

الحاكم يطلب من ماريلو أن تحلق شعره، الابن يلتحق بثوار الجبال، الجيش يفتش كل البيوت ويتعامل مع السكان بقسوة، يد ماريلو على رقبة الحاكم تحمل شفرة الحلاقة الحادة. //قطع//.

بهكذا مونتاج  يتدفق السرد الصوري، ليدفعك أن تطالب بالمزيد، يد ماريلو المسالمة الهادئة، المستلبة، تمتد لتقطع شرايين رقبة الحاكم. وتنسحب بهدوء تاركته يسبح في بركة من الدم. 

المشهد النهائي، ماريلو مع الثوار في أعالي الجبال تهتف للوطن والحرية وتغني للحياة. 

الصباح العراقية في

15.01.2014

 
 

6 أفلام تتنافس على جوائز أقدم مهرجان عربي

القاهرة - رويترز 

أعلنت إدارة مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، الذي يعد أقدم مهرجان للسينما في العالم العربي، أول من أمس، عن منافسه 6 أفلام روائية طويلة لمخرجين مصريين، أغلبيتهم يخوض تجربة الإخراج للمرة الأولى في دورة المهرجان الـ62، التي تقام خلال فبراير المقبل.

وقال بطرس دانيال رئيس المهرجان في بيان له، إن الأفلام المتنافسة في المهرجان الذي يفتتح في 28 فبراير هي (الشتا اللي فات)، لإبراهيم البطوط، و(فرش وغطا)، لأحمد عبد الله السيد، و(فيلا69)، لآيتن أمين، و(عشم) لماجي مرجان، و(هرج ومرج)، لنادين خان. وأشار إلى أن المهرجان، الذي يستمر لمدة 8 أيام، يضم ثلاثة أفلام لمخرجات في أولى تجاربهن الروائية الطويلة. وذكر دانيال أن لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج مجدي أحمد علي، تضم في عضويتها الممثلين فاروق الفيشاوي، وليلى علوي، والموسيقي هاني مهنى، وكاتب السيناريو سيد فؤاد، ومدير التصوير سمير فرج، والناقد نادر عدلي.

وكان فيلم "هرج ومرج"، قد نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي في دورته التاسعة، والجائزة الكبرى (الوهر الذهبي) من مهرجان وهران للفيلم العربي 2013،مناصفة مع الفيلم السوري (مريم)، أما (فيلا 69) فنال جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم من العالم العربي من مهرجان أبوظبي السينمائي 2013.

يذكر أن المركز الكاثوليكي المصري للسينما، الذي أنشئ عام 1949، يتميز بوجود أرشيف يضم ملفات كاملة، وصوراً فوتوغرافية للأفلام الروائية المصرية، منذ عروضها الأولى في العشرينيات. ويختار المهرجان الأفلام التي تتنافس على جوائزه، وفقاً لتعبيرها عن القيم الأخلاقية والمعاني الإنسانية.

البيان الإماراتية في

15.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)