كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"حديث ثورة" حديث شعب عاشق للحرية

ضـاوية خليـفـة – الجـزائـر

 

وثائقي المخرج التونسي كريم اليعقوبي "حديث ثورة" أحد الأعمال السينمائية التي حاولت التوثيق لأولى ثورات الربيع العربي -الثورة التونسية- بشكل يختلف عن باقي الأعمال المنجزة في الإطار ذاته والموضوع نفسه، عمل يستحق المتابعة فمخرجه لم يعتمد على معادلة السؤال والجواب، التساؤل والتحليل، بل ترك الكاميرا تخاطب الشعب فقال هذا الأخير ما قال وكان له ما أراد.  ومن خلال هذا الحوار الذي جمعنا بالمخرج "كريم اليعقوبي" سنتعرف على خصوصية العمل الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من أفلام الثورة التونسية >

·        ما هو الجانب الذي تناوله "حديث ثورة" من الثورة التونسية وفيما يختلف عن غيره من الأعمال التي تندرج في إطار التوثيق لتلك الأحداث ؟

"حديث ثورة" الذي يعد أول فيلم وثائقي طويل لي برأيي يختلف عن باقي الأفلام في أنه لم يطرح أي سؤال بل ترك الشعب يتحدث عن نفسه وعن همومه ويقدم رأيه بكل حرية حول ما جرى وما هو واقع، فهو يلخص أهم المراحل التي مرت بها الثورة التونسية منذ شرارتها الأولى من 14 يناير إلى نهاية شهر أغسطس أي حوالي 8 أشهر من الثورة، فقد حاولت من خلال هذا العمل تجسيد أهم المراحل التي مرت بها الثورة التي قام ونادى بها الشعب المتمثلة في خروج التونسيين للانتفاض والدفاع عن ممتلكاتهم الخاصة والتعبير عن رأيهم بكل حرية تجاه الظلم الذي عاشوه هذا كمرحلة أولى، أما المرحلة الثانية فكانت كيف تم التحضير من خلال الشارع للقصبة 1 حينما كان الشارع التونسي يغلي بالأفكار والمواقف، ثم جاءت المواقف التونسية المساندة للثورتين المصرية والليبية وتواصلت المساندة، وبعدها وقع إعادة تحضير الشارع للقصبة 2 واقتحام الميدان الذي كان محروسا من قبل الجنود والشرطة وكانت تعبئة كبيرة خاصة في جمعة الغضب، على العموم هو رصد لأهم مراحل الثورة التونسية والتحولات التي تلتها على الصعيدين السياسي والاجتماعي وكيفية انتقال الشارع التونسي من فضاء للقمع إلى فضاء للتعبير واتخاذ القرار وحسم المواقف كل هذا حاولت أن اختصره في 67 دقيقة.  

·        يصف بعض المخرجين الأفلام التي أنجزت عن هذه الثورات بالإستعجالية، لأنها لا تعتمد على تحليل الوقائع والأحداث ما تعليقك على هذا الأمر ؟

صحيح هناك أعمال تتطلب التحليل والتعمق وقراءة ما ورد، لكن بالنسبة لفيلمي "حديث ثورة" لست أنا من يحلل ولم أستدعي من يحلل مضمونه، ولم أتوجه بأي سؤال للشعب بل الشعب هو من تحدث، حلل وعبر عما يريد لأنه هو من أخذ المواقف واتخذ القرارات، فما كان عليا سوى توجيه الكاميرا إلى طبقات مختلفة من الشعب، إذن العمل يعكس الاهتمام بالثورة على المستوى الفكري للشعب التونسي الذي تعددت قراءته للوضع حينها.

·        يقال أن السينما في تونس كانت مسيسة والآن تحررت من القيود وصارت للمبدعين حرية أكثر هل هذا صحيح ؟

بالنسبة للسينما التونسية صحيح قبل 14 يناير كانت مسيسة والمقربون من السلطة من الفنانين والسينمائيين كانوا الأوفر حظا من حيث الدعم والإنتاج، لكن بالمقابل كان هناك مخرجين لم يتمتعوا بمزايا السلطة وأنتجوا أعمال متميزة لكنها كانت أقل من أعمال الآخرين من حيث العدد، حاليا لا يمكن القول أن هناك نقلة نوعية في السينما التونسية لكن هناك تحرر على مستوى التعبير السينمائي، مثلا يمكن لأي مبدع غير معروف إنجاز فيلم بإمكانياته الخاصة، في السابق لم تكن لدى المخرج هذه الفرصة فإن كنت غير معروف وغير موالي للسلطة ومبتدأ لا يرى أي عمل من أعمالك النور، وهذا من المكاسب التي حققتها الثورة في تونس، فقد منحتنا الحرية وحققت مبدأ تكافؤ الفرص فالآن بإمكانياتنا الخاصة يمكن أن ننجز أفلام وأشرطة وثائقية، أما إن كانت هذه الإنتاجات في مستوى الثورة أم لا، وفق أصحابها أم لم يوفقوا هذا ما لا نستطيع الإجابة عنه الآن، فنحن لم نرى سوى بعض الأفلام في انتظار أعمال أخرى تبين أكثر حقيقة ما جرى في تونس وتبرز رؤى مختلفة وحينها لكل منا قراءته للأحداث وتحليله لجملة الأعمال السينمائية

·        باعتقادك هل ستفرز هذه الأوضاع التي مرت بها تونس أو بالأحرى هل سيظهر مستقبلا جيل جديد من السينمائيين يشّيد بدوره لمدرسة سينمائية جديدة في بلاده وفي الوطن العربي ؟

تعاملنا مع مواضيع حقوق الإنسان ومع ما يحدث للمواطن العربي كّون لدينا وفي فكرنا صورة لهذه الثورات، وبالتالي الاجتياح والصراع العربي الصهيوني الممتد لسنوات كان حاضر في مخيلتنا فلما قامت هذه الثورات هيئتنا ووجدنا أنفسنا على المستوى الفني نمتلك تصور بسيط يخولنا ويؤهلنا لإنتاج هذه الأعمال، أما بالنسبة للإنتاج الموجود حاليا فهو غير كافي ولا يمثل الثورات التي حركتها إرادة الشعب، أتمنى أن نجد في السنوات الخمس المقبلة انتاجات كبيرة كما ونوعية سواء كانت أفلام روائية أو وثائقية، كما أتمنى ألا ننسى الثورات وقيمتها ومعانيها مع مرور الوقت، لكي لا يأتي من يذكرنا ويتذكرنا بالتوثيق ونحن الأولى بذلك، فبناء مدرسية سينمائية جديدة من هذا المنطلق هو طموحنا جميعا و ليس عمل فرد وحده فقط.

·        كثر الحديث في وقت سابق عن التيار الإسلامي الذي هب ريحه على بعض الدول العربية وقد صدرت منهم بعض المواقف فإلى أي مدى يمكن أن يؤثر هؤلاء على المشهد السينمائي والفن عموما ؟

بالنسبة للوضع في تونس مازال الأمر كما هو لم يتغير كثيرا، هناك بعض التغييرات لكنها ليست جوهرية لكي نقول أن سلطة الحكم غيرت في السينما التونسية، يمكن للتغيير أن يأتي فيما بعد لكن حاليا لا يوجد أي شيء من هذا القبيل والسلطة لحد الآن لم تتدخل في السينما، فهذه الأخيرة لديها أولويات واهتمامات أكبر من التدخل في السينما، ولا يمكن لأي أحد أن يقمع الإبداع.

·        كمخرج ما هي اللقطة التي أثرت فيك وكنت تتمنى تصويرها والتأريخ لها لكن لسبب ما لم يتحقق ذلك؟

أنا كنت موجود في الحراسة يوم تمكننا من إلقاء القبض على القناص،  يومها لم تكن لدي الكاميرا، كانت عندي صديقي كان يصور هو الأخر أجواء الحراسة بالعديد من الأحياء الشعبية بتونس وحينها تمنيت لو كانت في متناولي الكاميرا لأصور وأوثق لتلك اللحظة، لحظة إلقاء القبض على القناص وهو أحد رجال أمن النظام الأسبق

·        متفاءل بمستقبل السينما في تونس ؟

متفاءل إذا تم تغيير النظام التعليمي في تونس، لكن في حال عدم إصلاح المنظومة التربوية في تونس فكل الفنون وبدون استثناء مهددة لأن التعليم هو الأساس والمناهج التعليمية الموجودة حاليا ترتكز على جمع المعلومات وليس على الإبداع، فعلى قدر امتلاكك القدرة على تخزين المعلومة وحسن استغلالها على قدر ما تضمن النجاح، وهذا باعتقادي ليس بنظام تعليمي يخول لتكون لدينا إبداعات في المستقبل، فكل شيء مرهون بالتعليم.

·        ما هي مشاريعك بعد "حديث ثورة" ؟

أريد أن أشير إلى أن وثائقي "حديث ثورة" أنتجته بإمكانياتي الخاصةّ، هنالك العديد من المواضيع التي يمكن التطرق إليها والحديث عنها والتي تهم بالدرجة الأولى الشعب التونسي، لكن المشكل ليس في المواضيع بل في الإمكانيات، وأنا أجد نفسي مجبر على المواصلة في هذا الطريق لأن الواقع هو الذي يوجهني والمخرج ابن بيئته كما يقال، أنا لم أختر الفيلم الوثائقي إنما الظروف جعلتني اتجه إلى هذا الصنف، في رصيدي سبعة أشرطة روائية قصيرة و"حديث ثورة" هو أول شريط وثائقي طويل، وبالتالي المشاريع مرهونة بالواقع ومتوقفة على مدى توفر الإمكانيات والتمويل.

الجزيرة الوثائقية في

07.01.2014

 
 

"يد اللوح"عن مقاومة الطفولة للقهر بالمكر والدهشة

دبي - أمـل الجمل 

عمل سينمائي مدته 23 دقيقة فقط، بسيط في أسلوبه السردي، لن تجد به جماليات لافتة مبهرة في التصوير واختيار الكوادر وأحجام اللقطات وزوايا التصوير، باستثناء أنها مُعبرة باقتصاد واضح عن الفكرة الدرامية. رسم تلقائي وصادق للشخصيات على قلة عددها. السيناريو يخلو من أي تعقيدات أو غرائبيات، مع ذلك هو عمل سينمائي شديد الأهمية، معبر بصدق وقوة عن القهر الذي تتعرض له الطفولة من رجال الدين في الكتاتيب، عن الأكاذيب التي يذكرها الأهل ولا تصدقها عقول هؤلاء الأطفال فيُواجهون عالم الكبار بالمكر والحيلة انتقاماً أو دفاعاً عن النفس. إنه فيلم يد اللوح، روائي قصير، من الإنتاج التونسي الفرنسي المشترك للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، عُرض في مهرجان دبي السينما الدولي في دورته العاشرة الممتدة في الفترة من 6 – 14 ديسمبر 2013 ضمن مجموعة أخرى من أفلام الأطفال لا تقل عنه في الأهمية شكلاً ومضموناً

بطلة الفيلم طفلة عمرها خمس سنوات – تبدو ظاهرياً قليلة الكلام - لا تستطيع ترديد الآيات القرآنية مثل زملائها في الكُّتَّاب. يطلب منها الإمام أن تُسمعه ما حفظته فلا تتمكن. تبكي من الخوف وتتبول على نفسها، عندئذ ينهرها الإمام ويهينها ساخراً منها فيضحك الجميع عليها. تكره الطفلة الكُتَّاب، تصرح لأمها بإحساسها دون فائدة. في صباح اليوم التالي نرى الطفلة، في لقطة مقربة، راقدة في السرير بوجهها الطفولي البريء، متيقظة العينين، شاردة الذهن كأنها شخص بالغ على عاتقه يقع هم كبير ومسئولية عظيمة. ثم فجأة عندما يرن المنبه تتظاهر بأنها تغط في سبات عميق. تحاول الأم ايقاظها فتتكاسل وعندما تلح عليها تصرخ: أكره الكُتَّاب، ولا أحبه. أكرهه؟ هاتي لي بابا. أين بابا؟  

أمام إصرار الأم تبحث الطفلة عن حيلة تنقذها من تلك المعاناة النفسية فتلصق يدها بالكرسي الكبير عن طريق سائل لصاق، وتضطر الأم بمساعدة الجار أن تحملها هي والكرسي الضخم على سيارة نصف نقل وتذهب بها إلى الطبيب ومنه إلى الكُتاَّب ليصل المشهد إلى ذروته في تكشف الصراع النفسي بين الطفلة والإمام. تدخل الطفل محمولة على الكرسي، على وجهها علامات الانتصار والزهو، خصوصاً في موقعها الجديد حيث ترتفع على الجميع - الجالسون على الأرض - ومن ضمنهم الإمام الذي يبدو وأنه قد أصبح في وضع منخفض، متقزم، فيتوقف لحظة متفكراً ثم يخرج ويعود حاملاً كرسي آخر مرتفع يجلس عليه ليصبح في وضعية أعلى من الطفلة، وهنا تتلاشى قليلاً ملامح الزهو. بعد قليل تطلب الطفلة الذهاب للمرحاض، مما يعني أن يحملها الإمام بنفسه، وينتظرها طويلاً أمام الباب. لكن سرعان ما نكتشف أن الطفلة فعلت ذلك لتنغص عليه وليس رغبة في قضاء حاجتها. ثم يتطور الأمر بطردها بعنف مادي ولفظي خارج الكُتَّاب. وكأنها مبارزة بين عالم الطفلة المبني على التساؤل والدهشة وعالم الكبار الملوث بالبلادة والكذب والتكرار وفقدان الدهشة

تختتم المخرجة فيلمها الجميل والبسيط بمشهد آخر للطفلة وهى تجلس مع أحد أصدقائها على السطوح – حيث لا سقف أو غطاء أو أي حجاب مادي أو معنوي يمنع الطفلة من البوح عن هواجسها ومشاعرها - فنتعرف على نظرتها المختلفة لعالم الكبار إذ تحكي عن أكاذيبهم، ويقينها بأن والدها قد مات، ثم تسأله: "أيهما أقبح أنا أم دميتي؟" فيجيبها: "أنت أكثر دمامة." ترمقه لحظة قبل أن ترد بنظرة بها شبح ابتسامة تشي بالانتقام مستقبلاً: "إذن ستدفع الثمن؟" "كيف"؟؟ "سترى".. ثم في نهاية تلك الجلسة تودعه الطفلة وتطلب منه أن تسلم عليه لأنها سترحل فيمد الصبي يده إليها بتلقائية ليسلم عليها لكنه يكتشف أن يده ويدها التحمتا كجسم واحد بفعل السائل اللصاق

الفيلم رغم قسوة فكرته وتجسيده لأحد أشكال القهر الذي يُعانيه الأطفال لكنه عمل خفيف الظل، به مسحة كوميدية تتفجر من روعة الأداء التلقائي للطفلة المعجونة بالدهشة والشقاوة، وبالخيال القادر على قراءة عالم الكبار بأدواتها الخاصة، غير المقولبة. كما أن موسيقى بنجامين فيولي كانت مناسبة وموظفة جيداً خصوصاً في لحظات مرح الطفلة وبهجتها بعد حملها على الكرسي فوق السيارة وهى تتأمل السماء والأشجار والناس في الشارع وتلوح لهم بيدها الحرة.  

جدير بالذكر أن الفيلم مستوحى من طفولة المخرجة، فعندما كانت صغيرة ارتادت الكتّاب وكانت- وفق تصريحها - تختلق الأعذار كل صباح وتبتكر خدعا ماكرة مكر الطفولة اللذيذة حتى لا تذهب إلى الكتّاب. وكوثر من مواليد سيدي بوزيد، عام 1977، وهى ابنة الكاتب والروائي التونسي محسن بن هنية. تنوعت دراستها السينمائية بين الإخراج الوثائقي وكتابة السيناريو. خاضت تجربة الكتابة الروائية. قدمت فيلمها القصير الأول "أنا وأختي والشيء" في عام 2006 ، ثم الفيلم الوثائقي "الأئمة يذهبون إلى المدرسة" في سنة 2010. ثم قدمت فيلمها الروائي الطويل الأول – روائي وثائقي - "شلاط تونس" 2013 أيضاً من إنتاج تونسي فرنسي كندي إماراتي مشترك والذي تنافست به على جائزة المهر العربي للفيلم الروائي الطويل بمهرجان دبي السينمائي الدولي العاشر، وإن خرجت من دون جائزة مادية لكن يكفي أن عمليها نالا اعجاب الجمهور والنقاد، فقد أكدت بهما أنها مخرجة تمتلك موهبة سينمائية واعدة، خصوصاً مع فيلمها "شلاط تونس" الذي وصفه كُثر من النقاد والباحثين في مجال الدراسات السينمائية بأنه أحد أهم الأفلام الثورية التي تم إنتاجها في أعقاب ثورات الربيع العربي.

الجزيرة الوثائقية في

07.01.2014

 
 

مهرجانا أبوظبي ودبي نافذة السينما العربية على العالم

مهرجانا أبوظبي ودبي يسعيان إلى المساهمة في دعم صناعة السينما العربية عبر صندوقي 'سند' و'أنجاز'

العرب/ نديم جرجوره 

لا شكّ أن مهرجاني أبوظبي ودبي السينمائيين باتا المساحة المطلوبة للاطّلاع على كل جديد عربي ممكن.. فهما، في دوراتهما السنوية المُقامة في شهري أكتوبر وديسمبر، لا يكتفيان باختيار “أفضل” الإنتاجات السينمائية العربية الحديثة التي يُمكن الحصول عليها فقط، لأنهما يسعيان أيضا إلى دعم صناعة السينما العربية عبر صندوقي “سند” و“إنجاز”.

من هنا، يُمكن القول إن كل مراجعة نقدية لواقع الحال السينمائي العربي محتاجة إلى استعادة هذين المهرجانين الإماراتيين الدوليين والـ”أيام” البيروتية، بهدف قراءة المشهد الإنتاجي، انطلاقا من صناعة الأفلام أولا، التي تليها أنماط مختلفة للصناعة السينمائية العربية المتكاملة: المهرجانات، الكتب، الصالات السينمائية. فهذه كلّها لا تقل أهمية عن صناعة الأفلام، ولا تختلف عنها في مواجهتها تحدّيات وأزمات ومصاعب. وصناعتها يُفترض بها أن تتكامل وعمليات الإنتاج الفيلميّ، بهدف تطوير العالم السينمائي كلّه، لأن كل طرف منها جزء أساسي في عملية البناء والتطوير. ذلك أن سؤال المهرجانات العربية مثلا بات اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، لأن الهوّة تزداد عمقا بين مهرجانات عريقة باتت مريضة سريريا (قرطاج التونسي والقاهرة المصري ودمشق السوري، وهذان الأخيران معطّلان حاليا بسبب الراهن المأساوي في البلدين)، وأخرى حديثة تفوّقت عليها وعلى نفسها في آن واحد، في تطوير أدوات اشتغالاتها، على الرغم من خلل وارتباكات قابلة للحلّ (مراكش المغربي، والـ”أيام” البيروتية، وأبوظبي ودبي الإماراتيان).

المشاركة في دعم مشاريع سينمائية أمر ملحّ، لأن عمليات الإنتاج السينمائي العربي لا تزال محتاجة إلى كل دعم مالي ممكن، في ظلّ تفاقم “الشحّ” المالي المحلي، مع أن صندوقي “سند” و“إنجاز”، بالإضافة إلى المساهمة القطرية عبر “مؤسّسة الدوحة للأفلام”، لم تصل إلى مرتبة الإنتاج المطلق، وإن بلغت قيمة منح عديدة أرقاما لا بأس بها في صناعة الفيلم (مئة ألف دولار أميركي مثلا)، تساعد على التقدّم ولو خطوات قليلة إلى الأمام في عملية تحقيق المشاريع هذه.

في عام 2013، طُرح سؤال المهرجانات السينمائية العربية مجدّدا، انطلاقا من ملاحظة أن السبب الجوهري لهذا “الموت السريري” الخاص بمهرجانات عربية تقليدية كامن في الاهتراء الداخلي الذي أصاب بناها الأساسية، وليس فقط بسبب الأحوال العامة الراهنة في تلك البلدان الثلاثة، وكامن أيضا في آلية الترجمة الفعلية لمفاهيمها “التقدّمية” في زمن التبدلات القاسية والصعبة، التي يرزح تحت وطأتها عالم عربي مرتبك وقلق، وفي الجانبين التنظيمي والإداري منذ أعوام عديدة سابقة لـ”الحدث العربي”. في المقابل، احتفل مهرجان دبي في عام 2013 بدورته العاشرة، محاولا تأكيد مقولاته المتعلّقة بكيفية دعم السينما العربية، وبكيفية تفعيل التواصل بين الثقافات والحضارات عبر السينما. بينما يكافح مهرجان أبوظبي -أقام دورته السابعة في العام نفسه- من أجل تركيز حضوره الثقافي والجغرافي والفني، مُشدّدا على ضرورة حماية التلاقي الإبداعي الدولي من أيّ وهن أو خلل أو تراجع.

أما مهرجان مراكش، فمستمرّ في تثبيت فعل تواصليّ حقيقي بين الانتاجات السينمائية الأجنبية والعربية. بينما اكتفت الـ”أيام” البيروتية (دورة سابعة لها في العام 2013) باستكمال مشروعها الأساسي: عرض مجموعة من أبرز الإنتاجات السينمائية العربية. هذا يعني أن المهرجانات الحديثة واكبت التحوّل الحاصل في صناعة السينما العربية الجديدة، لأن الغالبية الساحقة من هذه الأفلام لم تعد تهتمّ بما كانت تهتم به المهرجانات التقليدية، ولم تعد تأبه بالجماعات وأسئلتها. ولأنها انتبهت إلى سؤال الفرد وحكايته، وإلى معنى الصورة السينمائية في البوح والتعبير، وإلى مغزى العلاقة الفنية بين الشكل والمضمون. لهذا كلّه، واكبت المهرجانات الحديثة التطوّر الدرامي الجمالي البصري، ورافقت الحراك الإبداعي الجديد والمثير لسجالات نقدية مختلفة.

لا تستقيم المراجعة النقدية للعام السينمائي العربي 2013 من دون التوقّف عند واقع الصالات المنتشرة في العالم العربي. فالغالبية الساحقة منها، الممتدة على الجغرافيا العربية كلّها تقريبا باستثناء بعض دول الخليج العربي، مُصابة بوهن فظيع على مستوى التجهيزات: مقاعد، آلات عرض، شاشة، ديكورات، حميمية طقوس المُشاهدة.

أما الصالات الحديثة المُجهّزة بأحدث ابتكارات المخيّلة التقنية والعلمية في هذا المجال، خصوصا تلك المعروفة بـ”صالات VIP” -مقاعد مريحة على غرار درجة الأعمال أو الدرجة الأولى في الطائرات مثلا-، فتعاني خللا على مستوى نوعية الأفلام المختارة، وتحديدا بالنسبة إلى علاقتها بالانتاجات السينمائية المحلية.

مهرجان مراكش مستمر في تثبيت فعل تواصليّ حقيقي بين الانتاجات السينمائية الأجنبية والعربية

هذا كلّه لا يُلغي القيمة المهمّة جدا لعدد من الأفلام الروائية والوثائقية العربية المُنتجة إما في عام 2012 وقد عُرضت في العام التالي له، وإما في عام 2013.

جيل سينمائي شبابي مفتون ببهاء الصورة، يذهب إلى أسئلة حميمية وذاتية وإلى حكايات فردية كي يرسم، بالصوت والصورة السينمائيين، أجمل اللوحات الفيلمية. ولا يتردّد في الاستعانة بأقلّ الميزانيات الممكنة وبأفضل التقنيات الموجودة، كي يُطلق مشروعه السينمائي، أو كي يُكمل ما بدأه في الأعوام القليلة الفائتة. جيل شبابي مهووس بقوّة الصورة في التعبير، وبمخيّلة متفتّحة على الاحتمالات كلّها، وببراعة في استخدام التقنيات في معالجة أحسن وأجمل للمواضيع المختارة بعناية. الأمثلة عديدة: هالة لطفي “الخروج للنهار”، نادين خان “هرج ومرج”، نجيب بلقاضي “بستاردو” من تونس، هشام لعسري “هم الكلاب” من المغرب، وغيرهم كثيرون..

هذه نماذج لا تلغي غيرها من الاشتغالات، المشترك بينها كامن في ثلاث مسائل أساسية: الحكاية الفردية مدخل إلى عوالم إنسانية عديدة. اللغة السينمائية أساسية في مقاربة الحكايات ومعالجتها بصريا. الجيل الشبابي الذي أنجز هذه الأعمال محصَّن، سينمائيا، بثقافة ووعي معرفي ومخيّلة ناضجة، ومرتكز على أدوات سينمائية حديثة في اشتغالاته.

العرب اللندنية في

07.01.2014

 
 

«طالع نازل».. عيادة تسمح بدخول ذوات الناس

محمود حجيج: الممثلون لم يفكروا في البطل الواحد

أجرى الحوار: نديم جرجوره 

في 23 كانون الثاني 2014، تبدأ العروض التجارية المحلية لـ«طالع نازل» لمحمود حجيج. عيادة نفسية ومصعد في مبنى. أناس وحكايات. نبض ذات وروح. يوميات محطّمة، وسير أفراد مشحونين بالألم والقلق والخيبة. إنه اليوم الأخير من العام. إنها اللحظة الأنسب لتصفية حسابات ذاتية. إنه فيلم لبناني يستحق أن يُشاهد ويُناقش بهدوء. هنا لقاء مع حجيج.

·        ماذا عن فكرة «طالع نازل»؟

^ نواة الفكرة منقسمة إلى جانبين: ليلة رأس السنة، والعيادة النفسية. هناك ضغط نفسي في آخر السنة. بدلاً من أن تكون تلك الليلة احتفالاً، تحوّلت إلى مراجعة للسنة المنصرمة كلّها. أردتُ التعامل مع هذا الموضوع: احتفال يتحوّل إلى شيء آخر. ربما إذا أظهرتُ هذه الناحية من حياة الناس، نستطيع أن نراهم من الداخل أكثر. غرفة العيادة تسمح لنا بالدخول إلى ذوات الناس بطريقة مختلفة. يهمّني ألاّ يبقى موضوع علم النفس من المحرّمات. اعتمدتُ على المصعد والعيادة معاً لأنهما أكثر الأمكنة التي يُصبح المرء فيها صريحاً أكثر مع ذاته. أدخل إلى حياة الناس عبر هذا كلّه.

هناك من قال إن مسألة زيارة المعالِج النفسيّ في اليوم الأخير من السنة غير منطقية أو مقنعة. شخصياً، اعتبرتُ أن اختيار اليوم الأخير هذا نوع من تصفية حسابات داخل عيادة. لكن، هناك كثيرون يذهبون إلى العيادات النفسية في هذا اليوم تحديداً، وربما أكثر من أي وقت آخر.

أجريت بحثاً حول المسائل العلمية كلّها لمدة عام كامل. كل كلمة قالها المعالِج النفسي (كميل سلامة) والقادمون إليه مدروسة علمياً بالكامل. الجزء النفسي كلّه مشغول بحرفية عالية جداً. سمعتُ هذا الكلام، لكنه غير صحيح أبداً. إذا كنتَ تزور طبيبك/ معالِجك النفسي كل يوم ثلاثاء مثلاً، وصدف أن يوم الثلاثاء هو اليوم الأخير في السنة، ألا تذهب إليه؟ 

المُعالِجة النفسية تيما الجميل اشتغلت معي على كل ما جرى وقيل داخل العيادة، وعلى مسألة متى يتدخّل المعالج ومتى لا يتدخل. كيف يتكلم وماذا يقول ومتى. سلامة ليس معالِجاً نفسياً. إذا خرج أحد الممثلين على النصّ المكتوب، كانت تيما ـ الحاضرة دائماً أثناء التصوير ـ تُساعده على كيفية استكمال اللقاء مع هذا المضطرب نفسياً أو ذاك. كانت حاضرة لجعل الممثل يُتقن فعلياً دور المعالِج عندما يواجه موقفاً كهذا. ثم هناك مسألة أخرى: صوّرتُ سلامة من الخلف، فلم يُظهِر أمام الكاميرا كيف يتكلّم. هذا ساعدني: كنتُ أضيف لاحقاً مقاطع أو جُملاً أو كلمات على الحوار، ثم نُسجّلها بصوت سلامة ونُسقطها على سياق الفيلم. اشتغلنا كثيراً على هذه المسائل. لا غبار أبداً على علمية الحوارات الدائرة داخل العيادة. الممثلون جميعهم اشتغلوا مع تيما. ما حدث في الجلسات كلّها، تمّ التحضير له كثيراً وبدقّة علمية.

أردتُ أحياناً أن أذهب بعيداً لضرورات سينمائية بحتة. لكن تيما كانت ترفض هذا لعدم واقعيته العلمية، فتراجعت عن رغباتي، لأني وضعت الفيلم منذ البداية داخل الإطار النفسي. أنا مهووس بنقل الأشياء كما هي. ثم أني لم أحتج إلى الخروج من الواقع الدقيق ولا على البحث العلمي. ليس فقط داخل العيادة، بل في المصعد أيضاً وفي كل مكان آخر. هناك دائماً بحثٌ دقيقٌ أجريته سابقاً: لستُ من الذين يسهرون ليلة رأس السنة، لكني قررت السهر للاطّلاع على ما يجري فعلياً حينها. الأبحاث التي أجريتها التزمتها أثناء التصوير. قبل كتابة السنياريو، التقيتُ أناساً عديدين من أعمار وانتماءات وهواجس مختلفة. لم أؤلّف من عندي. اشتغلت مع هؤلاء كي يكون السيناريو والحوار حقيقيين.

نصٌ يُشبهنا

·        ماذا عن الممثلين: اختيارك إياهم. علاقتك بهم قبل التصوير وأثناءه. الشخصيات التي يؤدّونها. إلخ.

^ عندما بدأتُ التحضير للفيلم، فكّرت في المجموعة التي مثّلت فيه لاحقاً. بعضهم أعرفه، وبعضهم الآخر لم أكن أعرفه مباشرة، بل شاهدته في أعمال متنوّعة، وشعرتُ أنه ملائمٌ لهذه الشخصية أو تلك. تحدّثت معهم قبل تأمين الإنتاج. غالبيتهم تشتغل معي للمرّة الأولى. تحدثنا معاً مطوّلاً. مهمّ جداً بالنسبة إليّ أن يكون الممثل منفتحاً، وأن يُحبّ المخرجَ والعمل. اخترتُ من اعتقدتُ أنه سيدخل معي في اللعبة. كلّ ممثل اخترته من البداية وافق على العمل معي. هؤلاء محترفون جداً في مهنتهم، وبمستوى عال. الثقة والتوافق عاملان أساسيان في العمل معاً. أنا أحبّ التفاصيل، وهم أيضاً. دقيقٌ جداً في عملي، وهم أيضاً. حريصٌ على دقة التفاصيل العلمية وحدود الشغل، وهم أيضاً. شعرتُ بأنهم متعطّشون لهذا النوع الاحترافي من العمل. لهذا كلّه، لم أواجه مشاكل معهم. أنا محظوظ بالعمل معهم، وهو كان سهلاً وممتعاً للغاية. كنا جميعنا «على الموجة نفسها». مسألة أخرى مهمّة: وافقوا على العمل في فيلم ليس من بطولة شخص واحد. نرجسية الممثل اللبناني تفرض عليه أن يكون البطل الوحيد. هؤلاء جميعهم وافقوا على التمثيل من دون التفكير بـ«البطل الواحد». 

العمل الأسهل في تنفيذ المشروع كلّه كان مع الممثلين. هؤلاء محترفون. اشتغلنا معاً على مدى ثلاثة أشهر لبناء كل شخصية على حدة. في هذه الفترة، كل ممثل أجرى بحثه الخاصّ بالموضوع والشخصيات. كل ممثل التقى تيما مراراً وتكراراً. ندى بوفرحات مثلاً تدرّبت على الرقص كي تظهر وهي ترقص لدقائق معدودة. ديامون بوعبّود راحت تسمع أصوات المدينة بشكل مكثّف وكثير. فادي أبو سمرا التقى خمسة نواطير وجلس معهم أياماً وأياماً. حسان مراد زار صانع «مانوكانات». إلخ. هذه حرفية مهنية سهّلت عليّ تحقيق الفيلم. ثم هناك أمر آخر أيضاً: لقاءاتي بالممثلين كانت منفتحة. استمعتُ إليهم كما استمعوا إليّ. الثقة عامل أساسي. اخترتهم لأني أثق بهم. كلّ شخصية تمّ بناؤها بالتعاون بينهم وبيني. منذر بعلبكي مثلاً كان لديه مشهد مكتوب في صفحتين. قرّر ألاّ يقول شيئاً مما هو فيه، ولم يفعل أثناء التصوير. ظهر المشهد لاحقاً بشكل أفضل. أنا شخصياً أؤمن بمشاركة الممثل في الكتابة. هو لا يريد أن يُنفّذ فقط. هؤلاء متعطّشون لعمل احترافي. لهذا، عملوا بنفسية رائعة وأعطوا الفيلم القوة والدقة اللتين أعطيتهما أنا له.

·        أودّ هنا التوقّف قليلاً عند كميل سلامة، الذي مثّل في «طالع نازل» قبل «غدي» لأمين درّة (الفيلم الأخير هذا عُرض تجارياً قبل فيلم حجيج).

^ لم أكن أعرفه شخصياً من قبل. شاهدتُ أعمالاً تلفزيونية له، وأحببتُ أسلوبه في الكتابة والعمل. شعرتُ بأنه يقول ما أريد قوله. بأن التلفزيون معه قادرٌ على أن يحكي مثلنا. مسرحية «بحسنة هالطفالا» شكّلت بالنسبة إليّ مفتاحاً لفهم طريقة عمله. شاهدتها مراراً. مرّت الأيام. العمل معه حلم بالنسبة إلي. في العام 2004، أردت العمل معه، لكنه كان على سفر. قال لي يومها: «أتمنّى العمل معك. سمعتُ عنك. لكني مسافر». هذا يعني لي الكثير. في العام 2010، اتصلت به مجدّداً. زارني في مكتبي، فرأى ملصق مسرحيته تلك معلّقاً على الحائط. كان لقاء رائعاً. أردته معي في الفيلم. لم أهتمّ أبداً بمسألة أنه لم يمثّل سينمائياً من قبل. قرأ السيناريو. لم أخبره أنه سيكون الطبيب. عرف لاحقاً. قلت له إنه سيمثّل من دون إظهار وجهه. قال لي: «أنا معك». هذه أروع جملة سمعتها في حياتي. بكل تواضع، وافق على التمثيل من دون ظهور وجهه. هذا يعني لي الكثير. قرار عدم التصوير من أمام متّخذ من البداية، ولم أكن في وارد التراجع عنه أبداً. حاول البعض إقناعي. بنوا ديكوراً وراء مقعد الطبيب. قلت لهم لن أستعمله. أخبرني الممثلون لاحقاً أنني أخسر الكثير لأني لا أصوّر انفعالات وحركات وطريقة تمثيل كميل من أمام. أصررت على قراري. هو أعطى من كل قلبه. مثّل بيده وصوته وجانبه. هذا مهم جداً.

·        هناك أيضاً الحوار المكتوب تماماً كما يُحكى في الواقع. هذا أمر نادر في النتاجات اللبنانية.

^ كمخرج، لدي هدفان أحبّ كثيراً تحقيقهما في السينما: أن أكتب نصّاً يُشبهنا ويُشبه حكينا، وأن أُتقن عملية إدارة الممثلين. أمضيتُ عاماً كاملاً وأنا أكتب النص والحوارات، ثم أغيّر وأضيف وأحذف. هذه هي الطريقة الاحترافية. لو أن كتبة النصوص التلفزيونية يشتغلون هكذا، لباتت أعمالهم تُشبهنا أكثر. أما إدارة الممثلين، فأنا أنتظر ردود فعل المُشاهدين.

السفير اللبنانية في

08.01.2014

 
 

«حلاوة» هيفا لا تحجبها رقابة

زكية الديراني, محمد عبد الرحمن 

يبدو أنّ الشائعات حول فيلم «حلاوة روح» (كتابة علي الجندي وإخراج سامح عبد العزيز) الذي تؤدي بطولته هيفا وهبي، بدأت تنتشر قبل طرحه في الصالات قريباً. قبل أيام، تحدثت المعلومات عن أن المشروع الجديد علِق في درج «الرقابة على المصنّفات الفنية» في مصر، بسبب مشهد الاغتصاب الذي يتضمّنه، إضافة إلى احتوائه على عدد من الشتائم، لكن يبدو أن تلك الأخبار ليست سوى زوبعة للترويج للعمل الذي يبصر النور خلال أيام. فقد لفت المكتب الاعلامي لهيفا في اتصال مع «الأخبار»، إلى أنّ النجمة اللبنانية انتهت من تصوير المشاهد الأخيرة من فيلمها أوّل من أمس، ولم تواجه أيّ مشاكل. ويشير المكتب إلى أن مشهد الاغتصاب كان عادياً بناءً على طلب هيفا، ولم يتضمّن مشاهد قويّة، لذلك «لا يمكن للرقابة أن تتوقّف عنده». ويكشف أن بطلة «دكان شحاتة» تستعد لتصوير مسلسل «كلام على ورق» الذي يخرجه محمد سامي. في هذا السياق، يلفت أحمد عوّاض رئيس «جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية» في مصر لـ «الأخبار» إلى أنّ الكلام عن اعتراض الرقابة على الفيلم غير دقيق، لأن الجهاز حصل على نسخة غير كاملة من العمل الذي ينقصه مشهدان، إضافة الى الأغنية الرئيسية للفيلم. لذلك طلبت الرقابة من المنتج محمد السبكي تقديم النسخة النهائية منه كي تعطي رأيها. يشير عواض إلى أن الشريط مبدئياً «لن يحتوي مشاهد قد تمنع أو تعرقل عرضه، لأن سيناريو «حلاوة روح» الذي اطلعت عليه الرقابة سابقاً كان عادياً».

ويضع عوّاض تلك الأخبار في خانة الترويج للمشروع، وهي خطوة متوقعة سبقت ولادة الفيلم، لكن السؤال الذي يُطرح حالياً: هل يعرض «حلاوة روح» قبل الاستفتاء على الدستور المصري الجديد يومي 14 و15 كانون الثاني (يناير) الحالي، أم سيؤجّل إلى تاريخ لاحق؟

يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر @zakiaDirani

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر @MhmdAbdelRahman

الأخبار اللبنانية في

08.01.2014

 
 

كايلي مينوغ في bbc... أنوثة وشعبية

نادين كنعان 

كثرت الضغوط أخيراً على «هيئة الإذاعة البريطانية» (bbc) لإظهار المزيد من النساء على شاشاتها، لكن يبدو أنّها لن تبدّل سياستها قريباً، إذ اكتفت باستبدال المغنية البريطانية «جيسي جاي» بالنجمة الأوسترالية كايلي مينوغ (45 عاماً ــ الصورة) في لجنة تحكيم النسخة البريطانية من برنامج المواهب «ذا فويس» (BBC1) الذي يبدأ بثه في 11 الحالي. حركة التبديلات شملت أيضاً انضمام مغني فرقة Kaiser Chiefs البريطاني ريكي ويلسون، فيما بقي مغني الراب والمنتج الأميركي Will.i.am، ونجم الغناء البريطاني السير طوم جونز. بذلك، اكتملت صورة حكّام الموسم الثالث من البرنامج بعدما قبلت مينوغ العرض الذي رفضته قبل عامين. «امرأة وحيدة بين ثلاثة رجال. أنا سعيدة جداً»، قالت مينوغ في مقابلة أجريت معها الإثنين الماضي. وبحسب صحيفة الـ «غارديان» البريطانية، فإنّ مينوغ قالت إنّه «ربما يمكننا أن نقلب المعادلة لاحقاً، وتكون الأغلبية للنساء»، مضيفة إنّ عدد النساء في اللجنة اليوم «يمثّل عددهن على الساحة الفنية»، مثنية على الدور الذي قامت به «جيسي جاي» برغم صغر سنّها. هذه النداءات بإدخال عناصر نسائية إلى البرنامج تزامنت أيضاً مع «إنجاز» نسائي في «مهرجان كان السينمائي.

بعدما كانت أصوات ندّدت قبل أعوام بغياب المخرجات النساء عن المسابقة الرسمية، إذا بإدارة المهرجان تعلن أمس عن ترؤس جاين كامبيون (المرأة الوحيدة التي نالت السعفة الذهبية عن فيلمها «البيانو» عام 1993) لجنة تحكيم الموعد العريق الذي ينطلق في أيار (مايو)، علّ في ذلك عزاء للسيدات!

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر @KanaanNadine

الأخبار اللبنانية في

08.01.2014

 
 

صناع العمل أحضروه غير مكتمل ولم يحضروا الجلسة التي تم الاتفاق عليها لعرضه

الرقابة ترفض التصريح لفيلم هيفاء وهبي "حلاوة روح"

القاهرة - أحمد الريدي 

حاول صناع فيلم "حلاوة روح" الذي تقوم ببطولته هيفاء وهبي، الحصول على تصريح الرقابة لعرض الفيلم خلال إجازة منتصف العام خلال شهر يناير الجاري، دون أن يكون العمل مكتملاً، وهو ما حال دون حصولهم عليه.

حيث أكد أحمد عواض، رئيس هيئة الرقابة لـ"العربية.نت" أن صناع الفيلم أحضروه، وعند مشاهدته فوجئوا بأن العمل غير مكتمل، وهو ما دفعه إلى رفض إصدار أي قرار بالنسبة للفيلم، سواء التصريح له أو حتى إبداء أي ملاحظات، وذلك حتى يكتمل العمل، نافياً أن يكون هناك أي ملاحظات تم تدوينها بخصوص المشاهد التي وردت، وذلك انتظاراً لأن يقدم العمل كاملاً.

وأوضح عواض أنه كان هناك موعد تم الاتفاق عليه مع صناع العمل، يوم الاثنين الماضي من أجل مشاهدة الفيلم داخل الرقابة إلا أن أحداً لم يحضر، وهو ما جعل الأمر كما هو عليه في الوقت الحالي.

إجازة مشروطة لـ"أسرار عائلية"

وفي نفس السياق، رفضت الرقابة التصريح لفيلم "أسرار عائلية" للمخرج هاني فوزي، وتم تحويله للجنة التظلمات.

وأكد عواض أن لجنة التظلمات منحت الفيلم إجازة مشروطة، وهي ملزمة له كرقيب، كما أنها ملزمة لصناع الفيلم، بأن يتم حذف بعض المشاهد التي رفض تسميتها، مشيراً إلى أن الملاحظات التي كان قد خرج هو بها كرقيب تمت الاستجابة لبعضها من قبل اللجنة، ورفضت الملاحظات الأخرى، وهو ما ينهي الجدل الذي كان دائراً حول العمل في الفترة الماضية.

العربية نت في

08.01.2014

 
 

الفيلم يسلط الضوء على التمييز الذي تتعرض له مجموعة من المسلمين في مدينة ديترويت

"تعليم محمد حسين".. وثائقي أميركي عن الإسلاموفوبيا

واشنطن - منى الشقاقي 

عندما عرضت قناة "TLC" برنامج الواقع "All American Muslim" عن حياة عائلات مسلمة وعربية في ديربورن قرب ديترويت عام 2011، كان هدف البرنامج عرض حياة أميركية، بنكهة عربية، لأفراد الجيل الثاني والثالث من المهاجرين المتأقلمين.

لكن الفيلم الوثائقي "تعليم محمد حسين" والذي تعرضه قناة "HBO" هذا الأسبوع يهدف إلى عرض وجه آخر، ليس بأقل أهمية، للمسلمين من الجيل الأول والثاني في مدينة هامتراميك قرب ديترويت أيضاً، هم ذوو طبقة اقتصادية مختلفة وذوو تجربة أقل إيجابية مع المجتمع الأميركي الأوسع.

الفيلم يروي تجارب الجالية مع أفراد مثل تيري جونز، القسيس المثير للجدل الذي يعتبر حرق نسخ القرآن أحد هواياته، والذي نظم مظاهرة مستفزة معادية للإسلام في وسط مدينة ديربورن ذات التركيز العالي من المسلمين. كل ذلك من خلال أعين أطفال ينتمون لمدرسة "الإخلاص" الإسلامية، وهي مدرسة خاصة يحفظ فيها الطلاب القرآن ويرتلونه ويرتدي عدد كبير من الطالبات بها النقاب.

نادر أحمد، وهو مدير مدرسة "الإخلاص"، يظهر في الفيلم وهو يسوق بالطلبة من بيوتهم إلى المدرسة ويصف العلاقة ما بين المدرسة والجيران بالشائكة أحياناً، ويقول: "منذ الحادي عشر من سبتمبر تمت مضايقة ومهاجمة الكثير من الأطفال أثناء توجههم لمدارسهم وهذا يخلق جواً من الخوف".

محمد حسين، وهو الطفل ذو العشر سنوات، يقول: "بعض الناس الأشرار الذين لا يحبون المسلمين يقولون إن المسلمين هم إرهابيون وهذا يضايقني".

المشاهد من ناحية أخرى يسمع مناصري القسيس جونز وهم يطالبون بالمزيد من الرقابة والتشديدات على الحقوق المدنية للمسلمين.

داود وليد، وهو مدير مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير" في ولاية ميشيجين ومشارك في الفيلم، يقول إن منتجتي الفيلم واجهتا بعض التحديات، مثل إقناع الجالية أنهما ليستا عميلتين في مكتب التحقيق الفدرالي الـ"اف بي أي". فالكثير من أعضاء الجالية يعتقدون أن هناك مخبرين في المساجد - وهو أمر تم إثباته في الكثير من الحالات. وليد يقول إن الفيلم يركز الأنظار على مشكلة الإسلاموفوبيا في المجتمع الأميركي.

ويضيف: "هناك حركة ممولة بشكل جيد في الولايات المتحدة هدفها نشر الإسلاموفوبيا، كما حصل في قضية بناء المركز الإسلامي قرب موقع البرجين في نيويورك. هذا الرفض لم يكن محلي، بل كان جزءاً من حملة إعلامية لمنظمات معادية للمسلمين".

قرار اختيار رواية الفيلم من خلال أعين أقلية شديدة التدين في الجالية، أي مجموعة لا تمثل الأغلبية من المسلمين في الولايات المتحدة والتي يدرس أطفالها في مدارس عامة، كان قراراً متعمداً كما تقول إحدى المنتجتين، ريتشل جريدي.

جريدي أخرجت فيلماً مشابها عن حياة أطفال المتدينين المسيحيين. أفلامها تتحدى التفكير التقليدي وتتطلب من المشاهد التفكير بعمق عن الكثير من المبادئ التي يؤمن بأنها بديهية.

وتقول: "ما يجب أن نتذكره كأميركيين هو أن ما يجعل بلادنا مميزة هو إيماننا بحق الجميع في ممارسة دينهم الخاص كما يريدون، فهم لا يؤذون الآخرين. من السهل أن نقول إننا مجتمع منفتح لغاية أن نُواجَه بمثل هذه الأمثلة (أي شديدة التدين). فرغم أن هؤلاء الأطفال وعائلاتهم لا تريد الاندماج في المجتمع بشكل كامل، فهذا لا يعني أننا يجب ألاّ نحمي حقهم في ذلك".

والفيلم الذي يبلغ طوله 40 دقيقة عرض على قناة "HBO" لأول مرة ليلة الاثنين.

العربية نت في

08.01.2014

 
 

دعمت أزيد من 30 مشروعا بـ 6 ملايير و72 مليون سنتيم برسم سنة 2013

تمديد تعيين أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية

خالد لمنوري | المغربية 

أصدر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أخيرا، قرارا بتمديد تعيين رئيس وأعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية لولاية مدتها سنة واحدة، تبتدئ من فاتح يناير 2014 إلى غاية 31 دجنبر 2014.

يستند القرار، حسب بلاغ لوزارة الاتصال، إلى المرسوم رقم 325-2 الصادر في رمضان 1433 الموافق لـ17 غشت 2012 بتحديد شروط ومساطر دعم إنتاج الأعمال السينمائية ورقمنة وتحديث القاعات وتنظيم المهرجانات.

وتضم اللجنة، التي يترأسها الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، كلا من صباح بنداوود، وفاطمة الإفريقي، وإدريس الطاهري، ومحمد هشام الركراكي، والتهامي حجاج، ومحمد الوالي، ومحمد بلفقيه، وبشير ادخيل، ومحمد القدميري، وعبد الحق أفندي، وطارق خلامي.

أما لجنة تنظيم المهرجانات التي يترأسها حسن الصميلي، فتتكون من أحمد حرزني، وحسن بلقاضي، وأحمد فرتات، ومصطفى الطالب، وأحمد عفاش ممثلا عن المركز السينمائي المغربي، ومريم خطوري ممثلة لوزارة الاتصال، ومحمد الخراز، ممثلا لوزارة الثقافة، وهشام السيباري ممثلا لوزارة الاقتصاد والمالية.

بينما تتألف لجنة رقمنة القاعات، التي يترأسها رشيد أندلسي من محمد العلوي، وإيمان المصباحي، وأحمد فرحات، ويحيى اليحياوي، وكمال ملين، ومحمد الصابري، وممدوح الثلاثي، والحسين الدجيتي، وزينب السمار.

وكانت لجنة دعم الإنتاج قررت السنة المنصرمة، دعم أزيد من 30 مشروعا سينمائيا جديدا، بـ 6 ملايير و72 مليون سنتيم، منها مليار و455 مليون سنتيم برسم الدورة الأولى، ومليار و686 مليون سنتيم برسم الدورة الثانية، وملياران و931 مليون سنتيم برسم الدورة الثالثة من السنة الجارية. 

وتضم لائحة مشاريع الأعمال المستفيدة من دعم ما قبل الإنتاج برسم الدورات الثلاثة 31 مشروعا سينمائيا برسم سنة 2013، حسب ما أعلنته اللجنة خلال انعقاد دوراتها بالرباط، وكانت اللجنة منحت في آخر دوراتها 7 مشاريع أفلام طويلة و3 مشاريع أفلام قصيرة، ومشروعي سيناريو مرشحة، كما تضم لائحة الأفلام المستفيدة من دعم ما بعد الإنتاج فيلمين طويلين وشريط وثائقي وآخر قصير.

وأفادت اللجنة، في بلاغ لها، أنها قررت منح ما مجموعه مليارين و931 مليون سنتيم للمشاريع الجديدة. وأوضحت أنها خصصت مليارين و715 مليون سنتيم لسبعة مشاريع أفلام طويلة منها 540 مليون سنتيم لـ "burn out" "العتمة"، إخراج نور الدين لخماري، و510 ملايين ستنيم لـ"يقظة" إخراج فوزي بنسعيدي، و410 ملايين سنتيم لـ"الأقزام" إخراج هشام العسري، و330 مليون سنتيم لـ"عمي" إخراج نسيم عباسي، و325 مليون سنتيم لـ"آخر أمل" لمحمد إسماعيل، 600 مليون سنتيم مناصفة بين "مخالب الماضي" لعبد الكريم الدرقاوي، و"سيدة الرمال" لإسماعيل السعيدي.

وبخصوص الأفلام القصيرة، قررت اللجنة منح 43 مليون سنتيم لثلاثة مشاريع أفلام جديدة ويتعلق الأمر بـ18 مليون سنتيم لـ"طروطوار" إخراج إدريس الكايدي، و15 مليون سنتيم لـ "الخاتم" لمصطفى كريميج، و10 ملايين سنتيم لـ"العتبة" لعلال العلاوي.

وفي ما يتعلق بالدعم المخصص لما بعد الإنتاج، استفادت ثلاثة أفلام طويلة وفيلم قصير واحد من 160 مليون سنتيم، ويتعلق بـ 10 ملايين سنتيم للفيلم القصير "تصادم" لسعيد الخلافي، و30 مليون سنتيم للفيلم الوثائقي "أرضي" لنبيل عيوش، و80 مليون سنتيم لفيلم "أغرابو" إخراج محمد بايدو، و40 مليون سنتيم لـ"زمن الإرهاب" لعزيز سعد الله.

وبخصوص الدعم المخصص لكتابة السيناريو، قررت اللجنة منح 13 مليون سنتيم مناصفة بين جيهان البحار، ومحمد نظيف.

الصحراء المغربية في

08.01.2014

 
 

أمين صالح:

الصالات لا تخلق حركة سينمائية

المصدر دبي ـ البيان 

منذ أكثر من 3 عقود، والكاتب والسيناريست البحريني أمين صالح منشغل بثقافة الصورة، باعتبارها مكوناً رئيساً للمعرفة، ولقدرتها على استيعاب تطلعات الجمهور، دون أن يغفل اشتغاله بالكلمة، عبر تقديم مجموعة أعمال قصصية ودرامية.

صالح كتب في السينما التي عشقها وشغف بها، أول فيلم بحريني بعنوان "الحاجز"، كما ترجم وألّف عدة كتب فيها ككتاب "عباس كياروستامي.. سينما مطرزة بالبراءة"، وبرغم ذلك، يعتقد صالح أنه لا يوجد علاقة بين وجود الصالات وحركة الإنتاج السينمائي، وأكد لـ "البيان" أن الصالات لا تخلق فناً سينمائياً، وأن السينما خلقت لتسبر واقع الإنسان وأعماقة.

حركة محدودة

حركة الإنتاج السينمائي في البحرين، التي يحسب لها قصب السبق خليجياً في إنشاء صالات السينما، ظلت محدودة، لتبدو أنها عكس نظيرتها السعودية التي لا تمتلك صالات سينما، وبدت وجهة نظر صالح مختلفة نوعاً ما مع هذا التوجه، حيث قال: "لا أعتقد أن هناك علاقة جدلية بين وجود الصالات أو عدمها وحركة الإنتاج السينمائي في أي بلد. الصالات تخلق جمهوراً، قد يكون متذوقاً للفن أو باحثاً عن الترفيه، ولكنها لا تخلق فناناً سينمائياً.

وهي تساعد على تنمية الذوق والثقافة والشغف، ولكنها لا تخلق حركة سينمائية". وأضاف: "بتقديري أن قلة الإنتاج في البحرين تعود لانعدام أو ندرة الدعم المادي.

فمعظم المشتغلين بالسينما، في مجال الأفلام القصيرة أو الوثائقية، من الطلبة أو الموظفين الصغار الذين لا تتوفر لديهم الميزانية الكافية لتحقيق فيلم قصير. ما يعرقل استمرارية الإنتاج، ويحد من طموح الشباب".

دعوة للبحث

شغف وعشق صالح الكبير للسينما، مثل سبباً رئيساً في دعوته للبحث بتفاصيل واقعها الراهن وتاريخها واتجاهاتها الفلسفية وما أنتجته من حركات فنية وأسماء بارزة أثْرت المناخ الفني، ويعتبر أن "السينما لم تُخلق لترفّه عن الناس فحسب، بل لتسبر بلغتها الخاصة، واقع الإنسان وأعماقه، وتستكشف مكامن الجمال والقبح البشري، وتتحرى التناقضات والتناغمات ضمن العلاقات الإنسانية".

ويؤكد أنه استفاد منها أكثر من أي شكل فني آخر، بما يتصل بشؤون الحياة العاطفية والعائلية والسياسية، وبالمعرفة العامة، وبالبواعث السيكولوجية عند الفرد، وبالأحداث التاريخية، مؤكداً أن "السينما من بين أرقى أشكال الثقافة، لكنها في واقعنا العربي تحتل عادةً المرتبة الأدنى، بسبب النظرة القاصرة التي تنظر إلى السينما كمجال ترفيهي بحت".

حصار

"حصار" هو عنوان تجربة صالح الجديدة، والتي كتبها لتكون فيلماً طويلاً، ويذكر أن المخرج حسين الرفاعي تحمس للنص كثيراً، وأبدى رغبته في إخراجه، لكن الظروف المادية حالت دون تنفيذه، وأفاد بأن سيناريو "حصار" يتمحور حول فتاة في الـ 13 من عمرها، تجد نفسها فجأة، ولظروف خارجة عن إرادتها، معزولة ومحاصرة داخل بيت، وضمن ظروف لا تستطيع التحكم فيها أو استيعابها. ثمة حوادث شغب خارج البيت ومصادمات عنيفة، تسهم في تعزيز مخاوفها ووحدتها ووحشتها.

البيان الإماراتية في

08.01.2014

 
 

قدّم مقارنة بين جيلين للثورة في مصر

«موج» يوثّق بطولات السويس الباسلة

دبي ـ غسان خروب 

لمدينة السويس جزء خاص من ذاكرة المصري، وحتى العربي أيضاً، فقبل أن تكون مهداً لثورة 25 يناير التي انطلقت شرارتها الأولى من أحيائها، كانت من أولى المدن المصرية التي تصدت للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، فضلاً عن أنها تعد واحدة من المدن المصرية المهمة اقتصادياً، ليساهم افتتاح قناة السويس في ازدهار هذه المدينة التي شكلت نقطة بحث دارت حولها أحداث الفيلم الوثائقي الطويل "موج" للمخرج أحمد نور، في أولى تجاربه الطويلة في هذا المجال، لنبدو أننا نقف أمام فيلم يوثق لتاريخ المدينة الباسلة، وحاملاً لمقارنة بين حال جيل الثورة الحالي والسالف.

انشغال إبداعي

المتابع للفيلم يشعر أن مخرجه أحمد نور، بدا فيه منشغلاً جداً بالحقيقة، التي يعمل على رصدها باجتهاد من كافة جوانبها، ليؤكد لنا حقيقة أن الوثائقي دائماً ما كان منشغلاً بالحقيقة وتوثيقها، ومع هذا الفيلم، يبدو الانشغال الابداعي لدى نور قادماً من كيفية القول، أي الأسلوب، بحيث يكون السؤال كيف تقول الحقيقة بطريقة تجعلها أهم من الحقيقة نفسها؟

وبالعودة إلى مدينة السويس، نجد أنها تشكل الكلمة المفتاح للفيلم، بحيث يجري توثيق المدينة على مستويات عدة، ويخبرنا الفيلم المقسم إلى عدة موجات تختلف في مستوياتها وأعماقها، بأنها "مدينة الموج والغربان"، وأنها "شعلة الثورة المصرية"، وهو ما يدفعنا إلى تقسيم الفيلم إلى ثلاثة مستويات، مسبوقة بحقيقة يبوح بها المخرج، أنه ولد مع تسلم الرئيس الأسبق حسني مبارك مقاليد الحكم في مصر.

بينما ولدت ابنة أخيه قبل أشهر من ثورة 25 يناير، ليتبع ذلك بسرد له أن يكون خارجاً من مفكرة المخرج، ليبدو كل ما نراه في الجزء الأول من الفيلم خارجاً من كتاب الرسم المدرسي الخاص بالمخرج والذي عثرت عليه والدته، ولتبدو السويس مدينة مستعادة بعيني الطفل (المخرج)، ولهذه الاستعادة أن تضيء على تفاصيل وحكايات كثيرة، كما قصة قيام أبطال الرماية في الجيش المصري بقتل أكثر من 100 ألف غراب، حين تزايدت أعدادها في المدينة، والمخرج لا يستطيع تخيل "حديقة الفرنساوي" من دون غربان.

سياق تصاعدي

في المستوى الثاني يمضي الفيلم في تتبع الحياة الاقتصادية في السويس، المدينة الأكثر مساهمة في الدخل القومي المصري، ومشاغل أهلها، وليضيء على أحوال بشرها وأهلها في لقطة يجمع فيها أعداد كبيرة من سكانها ، فاسحاً المجال أمامهم ليعبروا عن همومهم في سياق تصاعدي، فهم الذين لا يحصلون على فرصة عمل في السويس ومعاملها ومنشآتها الكبيرة، لأنهم من أبناء السويس، وغير ذلك من تفاصيل لها أن تضيء بشكل أو بآخر، على السبب الذي يجعل من هذه المدينة مهداً للثورة المصرية، وصولاً إلى مستوى ثالث من مقاربة أحمد نور لمدينته، من خلال شخوص المدينة، وخاصة صاحب المكتبة، وصولاً إلى قصص عوائل الشهداء الذين قضوا أثناء الثورة.

بلا شك أن فيلم "موج" يشكل مدعاة للتوقف طويلاً أمامه، لا سيما وأننا نتحدث عن أول تجربة وثائقية طويلة لمخرجه أحمد نور، والذي من خلاله يضعنا حيال مخرج منشغل بأدوات وأساليب الوثيقة وكيفية تقديمها، في سياق يسعى المخرج من خلاله إلى البحث عن طريقه الخاص.

لقاءات

اختار المخرج لغة سينمائية تجمع بين الراوي والرسوم المتحركة واللقاءات المباشرة مع أهل المدينة، ومع أحد أبرز رموزها ورموز المقاومة الوطنية المصرية الكابتن غزالي، وقد حاول المخرج أن يقدم من خلالها مقارنة بين حال جيل الثورة من الشباب ومنهم المخرج نفسه وما عاشته المدينة منذ اندلاع ثورة 25 يناير في الحراك الثوري وبين ما عاشه الآباء والأجداد في الكفاح الوطني ضد الاستعمار وصد هجمات العدو الإسرائيلي.

البيان الإماراتية في

08.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)