كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

فريمان وبواتيه وجلوفر وبيترز وإدريس ألبا.. نجوم لبسوا ثوب مانديلا فى الأفلام

مانديلا.. المناضل المٌلهم فى السينما..

البطل الأفريقى عاشقا وأبا وزعيما فى "طريق طويل من الحرية"..

كتبت علا الشافعى

 

رحل الزعيم والمناضل نيلسون مانديلا، تاركا ورائه إلهاما لشعوب الأرض كافة، فهو لم يكن مجرد زعيم سياسى، بل مناضلا، وإنسان من طراز فريد، تزخر حياته بآلاف من التفاصيل الإنسانية، التى تحمل عظة ودروسا، لو تأملها الحكام وتحديدا فى عالمنا العربى، لتغيرت الكثير من الأمور وصارت فلسفة الحكم إلى العدل والكرامة للشعوب التى لا تزال ترضخ تحت وطأة الظلم، والقهر، مانديلا لم يكن ملهما فقط، فى حياته الإنسانية والسياسية، بل صار بنفس الدرجة من التأثير فى السينما وصناعها، والذين رأوا أن حياته منهلا للعديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وتنافس كبار نجوم هوليوود على التأريخ لحياة ماديبا ملهم الإنسانية بدءا من سيدنى بواتيه، دانى جلوفر، ومورجان فريمان، وترأس هوارد، وغيرهم وصولا إلى النجم البريطانى إدريس ألبا، والذى يقوم ببطولة أحدث فيلم عن حياة المناضل الأفريقى مانديلا، بعنوان "مانديلا طريق طويل من الحرية"، وهو الفيلم المأخوذ عن السيرة الذاتية لحياة المناضل، والتى صاغها بنفسه، ورغم أن مانديلا قد شاهد الكثير من الأعمال، التى تناولت قصة حياته، ورحلته الطويلة مع السجن والقمع والعنصرية، وصولا إلى الحرية، والتحرر، إلا أن مرضه الأخير قبل وفاته منعه من رؤية العمل الوحيد، المأخوذ عن سيرته الذاتية، وهو أجمل ما يميز الفيلم، فكل شىء يروى بلسان مانديلا، والذى حكى بكل وضوح وصراحة عن شخصيته الحقيقية، وعيوبه قبل مميزاته، ولم يحصر نفسه فى صورة الزعيم أو المناضل، بل نشاهد فى الفيلم الإنسان، فى لحظات ضعفه وقوته، وتمرده، وكل التحولات الحياتية والسياسية، التى شهدتها حياة ماديبا، فى الفيلم، أنت أمام الزعيم والمناضل والعاشق والأب والرجل المهزوم وزعيم السلام، وهى المعانى التى استطاع الممثل البريطانى إدريس إلبا أداء شخصية مانديلا ببراعة ونجح فى تقليد نبرة صوته ومشيته، وكيف كان يقف نظرة عينيه، والتى كانت تبدو فى بداية مراحل حياته قوية وفتية وشديدة الذكاء، وكيف تحولت إلى العنف والمقاومة، عندما فشلت كل الطرق السلمية فى التفاوض مع تلك الحكومة العنصرية، وكيف غير السجن فى نظرته والتى صارت أكثر هدوءا وحكمة.. وصولا إلى اللحظة التى تحقق فيها الحلم وصار مانديلا أول رئيس أسود منتخب بعد أن تحررت بلده من العنصرية بفضل ذكائه وإنسانيته، ويحق لإدريس ألبا أن يفخر بنفسه وأدائه الرفيع والذى تمكن من خلاله أن ينافس كبار النجوم الذين جسدوا حياة ماديبا.

* "فريمان وبواتيه وجلوفر وبيترز وإدريس ألبا" نجوم لبسوا ثوب مانديلا

إعداد الملف - رانيا علوى

تخليدا لمسيرته الثورية العظيمة، قام عدد كبير من النجوم العالمين بتجسيد دور المناضل الراحل نيلسون مانديلا فى أفلام سينمائية وتليفزيونية ناجحة كانت محل إشادة من قبل المعنيين بالفنون والسينما من وقت عرضها وحتى الآن.

وتزامن تاريخ وفاة مانديلا مع عرض فيلم جديد يقدم سيرته الذاتية وهو فيلم " Long Walk to Freedom " والذى يعرض الآن حول العالم وبدأ عرضه فى عدد من دور العرض المصرية يوم الأربعاء الماضى، وهو فيلم أُصدر فى جنوب أفريقيا سنة 2013، يحكى الفيلم سيرة الزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا، ويعتمد على كتاب السيرة الذاتية لرئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا ويحمل نفس العنوان، والفيلم من بطولة الممثل إدريس ألبا الذى يقوم بدور نيلسون مانديلا، وشاركه بطولة الفيلم ناعومى هاريس وسيمو ماجوازا وفانا موكوينا وديون لوتز وتيرى فيتو واخراج جاستين شادويك، مده عرض الفيلم 139 دقيقة

إدريس ألبا أكد على أنه رغم عدم انتمائه لجنوب أفريقيا إلا أن الاختيار وقع عليه ليجسد الدور بعيدا عن الفكرة الشائعة عند البعض، والتى تقول إن من يجسد دور المناضل مانديلا عليه أن يكون منتميا لجنوب أفريقيا، ولكن جاستين شادويك كان يبحث عن شىء مهم وهو من يستطيع التقاط روح مانديلا ليقدمها بطريقة مميزة ومختلفة لذلك اختارنى لذلك

وعن دوره فى الفيلم نال إدريس ألبا مؤخرا جائزة أفضل ممثل فى " Capri-Hollywood Film Festival " فى دورتها الثامنة عشرة، وقد أعلن عدد من المواقع الفنية بمجرد الكشف عن نيل إدريس على جائزة كابرى بدأت التكهنات أن نجم "Long Walk to Freedom " سيكون من أبرز مرشحين الأوسكار هذا العام ليدخل فى منافسة قوية مع كبار النجوم العالمين

من أبرز النجوم الذين أبدعوا فى تجسيد " ماديبا " نجم الأوسكار " مورجان فريمان " فى فيلم " Invictus " الذى عرض عام 2009، تتناول قصة الفيلم خروج مانديلا (مورجان فريمان) من السجن وانتخابه كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا فى 10 مايو أيار 1994، بعد فوز حزبه (المؤتمر الوطنى الأفريقى) بأغلبية ساحقة فى أول انتخابات متعددة الأعراق، ويصوّر محاولته لاستخدام لأحدى الألعاب الرياضية كلغة عالمية مضادة للغة التمييز العنصرى والعنف فى بلد خارج للتو من ويلات اقتتال عنصرى، ووقع الاختيار على جنوب أفريقيا كى تستضيف اللعبة عام 1995، فى محاولة لجلب البيض والسود فى مكان واحد تجمعهم لعبة رياضية بعد الفصل العنصرى

"Invictus" من إخراج كلينت استوود، وتأليف انطونى بيكهام، وبطولة مورجان فريمان ومات دامون وطونى كيكوروج ومات ستيرم

تم ترشيح الفيلم لعدد هائل من الجوائز العالمية مثل جائزة الأوسكار أفضل أداء لمورجان فريمان، وترشيح آخر لمات دامون كأفضل ممثل مساعد فى الفيلم، كما رشح مورجان فريمان أيضا لنيل جائزة أفضل ممثل عن تجسده لدور مانديلا فى جولدن جلوب 2010، كذلك رشح لجائزة " Screen Actors Guild "، إضافة لترشيح الفيلم لنيل جائزة " سيزار " الفرنسية الشهيرة
بينما فاز مورجان فريمان عن دوره فى الفيلم بجائزة أفضل ممثل فى " Black Reel Awards " عام 2010، كما نال جائزة " Image Awards "، اضافة إلى جائزة " National Board of Review " فى 2009.

كما تفوق النجم دينيس هايسبورد فى تجسيد شخصية " مانديلا " وأشاد به عدد كبير من النقاد حول العالم، وذلك فى فيلم " Goodbye Bafana " من إخراج بيل أوجست وموسيقى داريو ماريانيللى، وشارك دينيس بطولة الفيلم عدد هائل من النجوم ديان كروجر ونورمان انستى وميجان سميث، مدة عرض الفيلم 140 دقيقة، أنتج الفيلم فى 2007، تدور أحداث الفيلم حول سجان أبيض وعنصرى فى جنوب أفريقيا، تتغير حياته عندما يصله سجين جديد يكلف بحراسته ، والسجين هو المناضل لحقوق السود "نيلسون مانديلا"، حيث تبدأ علاقة بين السجان والسجين لمدة عشرين سنة.

نال فيلم " Goodbye Bafana " جائزة مهرجان برلين السينمائى الدولى عام 2007 وهى " جائزة فيلم السلام" بينما تم ترشيح الفيلم لجائزة الدب الذهبى، إضافة إلى فوز الفيلم بجائزة مهرجان كابرى

ويدخل أيضا بالقائمة فيلم " Winnie Mandela " الذى تألق من خلاله النجم ترانس هوارد الذى جسد شخصية مانديلا، الفيلم من إنتاج 2011، وشارك فى بطولة الفيلم جنيفر هيدسون وإلياس كوتياس وويندى كريوسون وديفيد دوكاس، تدور الأحداث فى سياق درامى حول حياة وينى مانديلا زوجة المناضل نيلسون مانديلا، حيث يرصد الفيلم أدق تفاصيل حياتها منذ مرحلة الطفولة وصولا لالتقائها بمانديلا وتزوجته.

كان للنجم ترانس هوارد عدد كبير من الأعمال الفنية الناجحة منها " The Salon " و" Crash " و" Love Chronicles " و" Four Brothers " و" Get Rich or Die Tryin' " و" The Perfect Holiday " وغيرهم

أما النجم البارع سيدنى بواتيه كان من أبرز من قدمو دور الراحل نيلسون مانديلا من خلال فيلم " Mandela and de Klerk " الذى أخرجه جوزيف سيرجانت وتأليف ريتشارد ويسلى، تم ترشيح الفيلم لعدد كبير من الجوائز العالمية ومنها الجولدن جلوب عام 1998 وجائزة " Primetime Emmy " وجائزة " CableACE Awards " اضافة إلى ترشيحات للجرامى

النجم ديفيد هاروورد دخل قائمة أفضل من قدم شخصية نيلسون مانديلا، وذلك من خلال " Mrs Mandela " الذى أنتج فى 2010، وهو عمل تلفزيونى شهير أشاد به عدد هائل من النقاد العالمين، والفيلم تأليف وإخراج مايكل صامويلز، وشارك ديفيد هاروورد بطولة الفيلم عدد كبير من النجوم العالمين من أبرزهم صوفى اوكونيدو وديفيد موريسى وديفيد دينيس وفيليب جوداوا

وقد اختير ديفيد هاروورد لهذا الدور بعد أن قدم عددا هائلا من الأعمال التليفزيونية الناجحة ومن أبرزها " New Tricks " عام 2006 و" The Palace" و" The Last Enemy " و" Criminal Justice " عام 2008، و " Robin Hood " و" The Fixer " فى 2009

والنجم دانى جلوفر من خلال فيلم " Mandela " الذى تم عرضه فى 1987، فكان جلوفر من النجوم الذين جسدوا شخصية " مانديلا"، يعرض الفيلم تفاصيل ظهور مانديلا على الساحة السياسية وحصولة على جائزة نوبل للسلام لدوره القيادى لمحاربة العنصرية

فيلم " Mandela " من إخراج فيليب سافيل ومن تأليف رونالد هاروود، وشارك فى بطولة الفيلم تام مابوفو ومايك دافى وبيتر جويسى

كذلك النجم كلارك بيترز كان من أهم وأبرز من قدموا شخصية نيلسون مانديلا، وذلك بفيلم "Endgame " الذى تم تقديمه فى 2009، وهو عمل تليفزيونى درامى من إخراج بيتى ترافيس وتأليف روبيرت هارفى ، وشارك فى بطولة الفيلم عدد كبير من النجوم العالمين من أبرزهم ويليام هيرت وجونى لى ميللر ومايك هاف وديريك جاكوبى وجون كانى، ولأن الفيلم استطاع القائمون عليه أن يقدموه بصورة مميزة فتم ترشيحه لنيل عدد من الجوائز منها " الجولدن جلوب " و"برايميتايم ايمى " وجائزة " جمعية صوت السينما، بالولايات المتحدة الأمريكية" إضافة إلى عدد آخر من الجوائز

وقدم كلارك بيترز عددا كبيرا من الأعمال السينمائية والتليفزيونية الناجحة التى كانت محط تركيز واهتمام النقاد والمشاهدين ووسائل الإعلام، ومن أبرزها " Notting Hill " و" Merisairas " و" Head of State " و" Freedomland ".

ناعومى هاريس.. آخر من جسدت شخصية "زوجة الزعيم"

تعد "وينى مانديلا" من أكثر الشخصيات التى تم تجسيدها فى السينما العالمية، حيث قامت النجمة ناعومى هاريس بتقديم شخصيتها من خلال فيلم "Mandela: Long Walk to Freedom " الذى يعرض الآن بدور العرض المصرية والعالمية، وقد أكد عدد من المواقع العالمية أن النجمة ناعومى هاريس ستكون أحد الأسماء البارزة بسبب هذا الدور والذى يعد نقلة فى حياتها الفنية بدءا من 2014

وأكدت ناعومى هاريس أن فكرة تجسيدها لوينى مانديلا كانت صعبة للغاية كونها تحمل تفاصيل صغيرة بالضرورة التركيز عليها، وبعد انتهائى من الدور لا أعلم كيف يمكننى أن أتخلص من التفكير فى وينى

كما استطاعت النجمة ويتنى هيوستن أن تبهر الجميع بأداء مميز ورائع لشخصية وينى مانديلا فى فيلم " Winnie Mandela "، تدور الأحداث فى سياق درامى حول حياة وينى مانديلا زوجة المناضل نيلسون مانديلا، حيث يرصد الفيلم أدق تفاصيل حياتها منذ مرحلة الطفولة وصولا لالتقائها بمانديلا وتزوجته، وشاركها الفيلم ويندى كريوسون وتيرانس هووارد

بينما جسدت النجمة العالمية تينا ليفورد دور وينى مانديلا فى " Mandela and de Klerk " الذى تم تقديمه عام 1997، وشارك فى بطولة العمل عدد كبير من النجوم منهم سيدنى بواتييه ومايكل كين وجيرى ماريتز وايان روبيرتز

كذلك ظهرت النجمة فيث نوديكوانا فى فيلم " Goodbye Bafana " بدور وينى، حيث استطاعت فيث أن تجسد الشخصية ببراعة

أوبرا وناعومى وبراد وبيكهام.. ذكريات لا تنسى مع رمز الحرية

عقب وفاة المناضل نيلسون مانديلا، كشف عدد من النجوم والمشاهير عن عدة صور ومواقف تؤكد صداقتهم وقربهم الشديد منه، حيث كان فى مقدمة هؤلاء المشاهير، الإعلامية أوبرا وينفرى التى كانت تحرص دائما أن تتواصل معه والاطمئنان عليه.

كذلك عارضة الأزياء الشهيرة ناعومى كامبل التى ترى أن مانديلا رمز رائع للوطنية والنضال، فنشر عدد من المواقع عددا كبيرا من الصور التى جمعت كامبل بمانديلا؛ كذلك النجم بونو فهو " مهووس" بهذا المناضل الشهير وجمعتهم عدة جلسات سويا عبر خلالها برونو عن اعتزازه به دائما

كما دخلت قائمة محبى وعشاق نيلسون مدنيلا من المشاهير النجمة بيونسيه ولاعب كرة القدم الشهير ديفيد بيكهام وزوجته المطربة ومصممة الأزياء الشهيرة فيكتوريا بيكهام، كذلك ارنولد شوازينجر وبارد بيت ومورجان فريمان، والنجمة شارليز ثيرون وهى من أكثر النجوم التى تأثرت وعاشت حالة حزن بالغة بعد وفاة مانديلا، حتى وصل الأمر لمساعدة الكثيرين لها للخروج من أزمتها

اليوم السابع المصرية في

06.01.2014

 
 

شويكار:

مصر تحتاج لرئيس «دكر» والسيسى هو الأحق

حوار - سهير عبدالحميد 

قالت الفنانة شويكار: إن اعتراف الحكومة المصرية بالإخوان كجماعة ارهابية قرار صائب لكن جاء متأخراً بعض الشىء خاصة ان امهات الشهداء هن اللاتى دفعن ثمن تأخر هذا القرار من دم اولادهن.

واضافت دلوعة السينما المصرية فى حوارها مع «روزاليوسف» ان مصر تحتاج فى المرحلة المقبلة لرئيس يحبها ويعشق ترابها، مؤكدة انها لا تجد على الساحة الا الفريق السيسى الذى تعتبره رجل هذه المرحلة.

وفى السطور المقبلة ترصد رؤيتها لحال الفن الآن واهم الشخصيات والمحطات فى حياتها وتقييمها للمراحل التاريخية التى عاصرتها فإلى نص الحوار:

فى البداية لماذا تتعمدين الاختفاء عن الظهور الإعلامى؟ 

- لاننى اكره الظهور فى الاعلام بمناسبة وبدون مناسبة حتى لا يمل المشاهد منى وعندما اعود بعمل يكون مشتاقاً ان يرانى ويتابعنى لانه يفتقدنى وهذا مبدئى منذ دخولى الفن وفى هذه الحالة لا امانع من اجراء اى احاديث لان فى هذا الوقت سيكون هناك عمل اتحدث عنه خاصة ان الناس تشبعت من الذكريات التى روتها مئات المرات

وكيف وجدت العمل مع جيل الشباب؟

- الجيل الجديد ملىء بالمواهب واهم ما يميزهم الجرأة فى التمثيل والموضوعات والقضايا التى يختارونها كما يعرفون ماذا يريدون  بجانب ان لديهم قبولاً ربانياً وثقة عالية بالنفس والتى اعتبرها من اهم عوامل نجاح اى فنان.

وما الأعمال التى لفتت نظرك فى دراما رمضان الماضى ؟

- هناك عملان عشقتهما ولم اترك حلقة منهما واعتقد انهما من الاعمال التى ستخلد فى تاريخ الدراما المصرية وهما مسلسل «ذات» حيث ابهرتنى انتصار بأدائها وفهمها للشخصية وتجسيدها للمراحل العمرية المختلفة باتقان عال جدا ايضا المخرجة الرائعة كاملة ابوذكرى التى قدمت سيمفونية اسمها «ذات» باخراجها ومونتاجها كذلك نيللى كريم كانت مجتهدة اما المسلسل الثانى فهو «موجة حارة» والذى اعتبره من العلامات حيث ابدعت فيه اربع ممثلات اجبرونى على مشاهدته من فرط عبقريتهن فى الاداء وهن هالة فاخر ومعالى زايد وجيهان فاضل ورانيا يوسف ايضا فى وجه جديد اسمها رحمة انا معجبة بها جدا.

البعض يرى ان نجومية التليفزيون اصبحت لا تقل عن نجومية المسرح والسينما. هل انت مع هذا الرأى؟

- لا طبعا فالمسرح والسينما هما اللذان يصنعان تاريخ الفنان ونجوميته الحقيقية صحيح الدراما تطورت وتفوقت فى الاونة الاخيرة لكن فى نفس الوقت السينما لها بريقها وابو الفنون له سحره.

كيف ترين الافلام الموجودة على الساحة السينمائية والذين يطلقون عليها سينما المقاولات؟

- بغضب شديد ردت قائلة: انا ضد مصطلح سينما المقاولات او السينما النظيفة فالسينما بالنسبة لى اما افلام خفيفة معمولة بميزانية بسيطة ووجوة شابة مثل التى تعرض فى الاعياد او افلام كبيرة نصنعها للتاريخ  وهذان النوعان موجودان منذ ان خلق الله السينما وهناك نجوم كبار قدموا النوعين واذا كنتم تقصدوا افلام السبكى فانا وجهة نظرى فى هذا الموضوع هو ان السبكى فتح بيوت عشرات من الكومبارس والفنانين الذين كانوا لا يجدون قوت يومهم بافلامه الذى يطلقون عليها سينما المقاولات وغامر بامواله  فى الوقت التى اغلق فيه اغلب المنتجين ابواب شركاتهم  خوفا من الخسارة لذلك ربنا فتح عليه وكسب من هذه الافلام وعلى الجانب الاخر قدم افلاماً ممتازة مثل «الفرح» و«كبارية» و«ساعة ونصف» لذلك هو يستحق منا ان نرفع له القبعة واحب اقول لمن يهاجمون افلام السبكى اللى مش عاجبوه هذه الافلام «ميدخلهاش».

من الفنانة فى الجيل الحالى التى ترينها امتداداً لجمال ودلع شويكار؟

- ردت ضاحكة: شويكار حالة استثنائية ليس لها مثيل فلا يوجد فنانة ناجحة امتداداً لفنانة اخرى والا التقليد سيضرها ودائما مبدئى ان تكون لى شخصيتى المستقلة ولا اقلد أحداً فالانوثة روح.

كنت من اوائل الفنانات التى كتبت لك اعمال مخصوصه باسمك. هل كنت تحرصين على ذلك؟

- الموضوع  وما فيه انه كان هناك موضوعات من الادب العالمى يتم تمصيرها والكتاب يرون انها مناسبة لى منها «سيدتى الجميلة» و«ارما لدوس» و«وحواء الساعة» 12 «وهالو دولى» و«النجمة الفاتنة» والحمد لله حققت نجاحاً مع الجمهور لكن بخلاف ذلك انا لم  اطلب من مؤلف تفصيل دور على مقاسى.

من هم اصدقاؤك فى الوسط الفنى؟

- انا حبايبى واصحابى كتير لكن مرفت امين حالة خاصة فى حياتى وبدأت علاقتى بها منذ بداياتها ومن وقتها ونحن اكثر من اخوات واصحاب واصبحت تجرى فى دمى.

هل تعتزين بلقب «دلوعة السينما المصرية»؟

- ستتعجبين عندما اقول لك اننى اكره الالقاب يكفينى شويكار بدون الدلوعة ولا النجمة الاولى ولا سيدة الشاشة وغيرها من الالقاب الشائعة فهى لا تضيف لى شيئاً ولن تؤثر على حب الجمهور لى.

ومن الفنانة فى الجيل الحالى  التى تحبين متابعة اعمالها؟

- هناك نماذج موهوبة جدا مثل منى زكى ومنة شلبى وحبيبتى غادة عادل ايضا غادة عبدالرازق ممثلة شاطرة.

حدثينا عن علاقتك بعادل امام الذى بدأ مشواره على مسرح فؤاد المهندس؟

- عادل حبيب العمر كله ولا انسى عندما كنا نجلس فى المسرح انا وهو وفؤاد ثالثنا ونحلم مع بعض وقتها كانت احلامه ليس لها حدود  وعندما قابلته منذ اسبوع  فى «فرح» حفيدتى كان عائدا من تكريمه فى مهرجان مراكش وقال لى شفتى الناس رحبت بى ازاى فى المغرب قلت له انت تعبت وشقيت وتستحق اكثر من ذلك بكثير وفى نهاية حديثنا قلت له «يا عادل زى ما ابتديت مشوارك معى اتمنى أن اختم مشوارى الفنى معاك فضحك وقال ربنا يطول فى عمرك.

وهل هناك فنانون من جيل عادل امام تحبين متابعته ؟

- يحيى الفخرانى بعبقرية ادائه وصدقه ومحمود عبدالعزيز بخفة دمه وكاريزمته فكلاهما حافظا على نجوميتهما رغم عامل الزمن  والاثنان يمثلان لى السهل الممتنع.

كونت مع الراحل فؤاد المهندس اشهر دويتو على المستوى الفنى والانسانى. حدثينا عن العلاقة الخاصة التى جمعتك به؟

- فؤاد المهندس كل شىء فى حياتى فهو الحبيب والصديق والزوج والاخ والمعلم فإذا لم يكن فؤاد المهندس الحب الاول فى حياتى لكنه الحب الاخير واعتقد انى كنت الحب الاول والاخير فى حياته فالعلاقة بينى ويبنه اكبر من الحب والزواج والطلاق فانا الوحيدة التى كنت افهمه من نظرة عينه وهذا سر الكميا المشتركة بيننا وظهرت فى اعمالنا حتى عندما انفصالنا استمرت علاقتى به حتى اخر لحظة فى حياته.

وما اهم الصفات الايجابية التى يتميز بها المهندس؟

- الاحساس بالأمان معه والذى افتقدته بعد رحيله ايضا كان منظم فى حياته «وبتاع ربنا» وطيب وللاسف هذه الطيبة اعطت فرصة لاصحاب النفوس الضعيفة انهن يوقعن بيننا فى اواخر ايامه خاصة انه كان يتأثر بكلام الاخرين لكن الحمد لله زالت الخلافات وعادت الامور لمجاريها وطلب منى اسامحه قبل وفاته واسامح من اوقع بيننا  وبعد مرور الايام الذين زرعوا الوقيعة حصدوا نتيجة اعمالهم والمولى عز وجل انتقم منهم.

هل كان يغار عليكى من الفن؟

- لا هو لم يكن يغار على لكن كان ممكن يغار منى.

وهل هذا سبب الانفصال ؟

- انفصالى عنه اعتبره فى المقام الاول هو قسمة ونصيب لكن الخلافات قد وصلت الى حد لم نستطع ان نكمل حياتنا مع بعض.

وكيف ترين المسرح بعد رحيل المهندس؟

- فقد الكثير من بريقه وعظمته لأن فؤاد المهندس كان من الاعمدة الاساسية للمسرح المصرى وحفر فى تاريخ المسرح الكوميدى اعمالا خالدة وكونت انا وهو اعظم الدويتوهات الفنية حتى بعد انفصالنا كزوجين قدمنا اعمالا ناجحة.

وكيف اقنعتى موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب بالتلحين لكى فى مسرحياتك ؟

هذا الموضوع له قصة فالاستاذ عبدالوهاب كان صديقى انا وفؤاد المهندس وكل يوم بعد عودتنا من المسرح كان يتصل بنا ويطمئن على احوالنا وفى يوم طلبنا منه يلحن اغانى مسرحية «انا وهى وسموه» وفوجئنا انه وافق والحمدلله الاغانى نجحت وذلك بفضل الله والاستاذ عبدالوهاب  ورغم اننى لست مطربة لكن لحن لى كبار الملحنين فبجانب الاستاذ عبدالوهاب لحن منير مراد اغانى «حواء الساعة 12» وحلمى بكر لحن «هالو دولى» وغيرهم.

عاصرتى عصر عبدالناصر والسادات ومبارك . كيف ترين نظرة كل منهم للفن ؟

- ايام عبدالناصر كانت من ازهى العصور التى مرت على تاريخ الفن فى مصر فقد كان بداخله روح فنان و محب للفنانين ويقدرهم ولم يبخل علينا فى شىء وكان دائم اللقاء بنا خاصة فى عيد الفن.

وهل حضر إحدى المسرحيات التى قدمتيها مع الاستاذ المهندس؟

- لالكن المسرحيات كانت تسجل وترسل له ويشاهدها فى بيته مع اسرته لانه لم يكن لديه وقت فهو كان مسئولا عن بلد باكمله حتى حفلات السيدة ام كلثوم لم يكن يكملها للنهاية.

وماذا عن الرئيس السادات ؟

- لم يكن لديه وقت للفنانين لانه استلم البلد مليئا بالمشاكل وتعيش حالة حرب وكان مطلوبا منه بناء جيش ومواجهة اعداء ويرجع الارض المحتلة وبالتالى لم يكن  الفن من اولوياته وفى نهاية عهده للاسف اتلغى عيد الفن.

وماذا عن مبارك ؟

لا الوضع هنا أسوأ بكثير فقد شهد عصره تدهور الفن سواء سينما او مسرح او غناء والثقافة تراجعت وكان هذا مقصودا.

وهل يمكن ان نقارن بين عصر مبارك وبين السنة التى حكم فيها مرسى؟

- رغم التدهور الذى حدث للفن فى عهد مبارك لكن لا يمكن ان نقارن بين مبارك ومرسى  الذى كان يريد ان يبيع مصر وجعلها مقرا للارهاب الدولى صحيح مبارك عهده ملىء بالمساوئ لكنه مصرى وكان من الذين شاركوا فى تحرير سيناء التى رفع العلم المصرى على ارضها فى عهده اما مرسى فكان لا يعترف بمصر كوطن وانما اعتبرها محطة لتكوين ما يسمى بالامارة الاسلامية.

وكيف استقبلتى اعلان الحكومة بأن الإخوان جماعة إرهابية ؟

- قرار صائب جدا  لكن للاسف امهات الشهداء دفعن الثمن لانه لم يصدر الا بعدما سقط شباب كثير من اولادنا على ايدى هؤلاء الارهابيين.

وما تقييمك للدستور ؟

- أعتبره من افضل الدساتير فى تاريخ مصر واطالب كل مصرى يحب بلده بأن يقول نعم للدستور حتى يعود الاستقرار للبلد.

وما الذى تتمنينه فى رئيس مصر القادم ؟

 مصر محتاج «رئيس دكر» زى ما بيقولوا واعتقد ان امنية المصريين هو رؤية جمال عبدالناصر جديد وهذا متمثل فى الفريق السيسى الذى لا أرى رئيسا غيره لمصر.

ماذا اخذتى من اصولك التركية؟

- تعلمت أن اكون حرة واقول رأيى بصراحة لكن الحمد لله اننى لم آخذ دمهم الثقيل والا لما اصبحت شويكار الفنانه الكوميدية.

هل توافقين على تقديم سيرتك الذاتية فى عمل فنى ؟

- حياتى الشخصية لا تصلح لعمل درامى لأن ليست بها مأساة او عشت حياة اسرية معقدة مثلا حتى اكتب مذكراتى  فأنا كنت ممثلة فقط، وبعيدا عن التمثيل لم تكن لدى أسرار أو مغامرات تكتب فى سيرة ذاتية ومع هذا لست ضد السير الذاتية التى قدمت خاصة الايام وام كلثوم ومصطفى مشرفة هذه الاعمال عجبتنى جدا وقدمت بشكل جيد.

هل تحبين المطبخ ؟

- بعشق  الطبخ واحب افنن فيه ومن الاكلات التى اطهوها بشكل جيد الشركسية والبامية والارز بأنواعه.

ومن الكاتب الذى تحرصين على القراءة له؟

- أحب احسان عبدالقدوس ويوسف السباعى ونجيب محفوظ ويوسف ادريس.

حدثينا عن علاقتك بابنتك الوحيدة وهل ورثت الموهبة عنك؟

- ابنتى هى كل حياتى واتذكر عندما كان عمرها 15 سنة كانت تتمنى أن تمثل معى لكن رفضت وطلبت منها ان تنتظر حتى تنهى دراستها وعندما التحقت بالجامعة تمت خطوبتها وهى فى السنة الاولى وتزوجت فى السنة الثانية وانجبت وهى فى البكالوريوس وبعدها انشغلت بالبيت والاولاد والعيلة.

وماذا عن الأحفاد؟

- لدى حفيدتان هند وفرح  لم ترثا عنى الفن على عكس والدتهما كانت لديها الموهبة والظروف لم تساعدها كما ذكرت.

روز اليوسف اليومية في

06.01.2014

 
 

طارق الشناوي يرصد تحولات عادل إمام بعهد مبارك والإخوان..

ويتوقع عودة "مبارك الطيب" للدراما

بوابة الأهرام 

كتب الناقد طارق الشناوي، مقالا في جريدة الشرق الأوسط اللندنية، تحت عنوان "مبارك الطيب يعود للدراما". 

ويقول الشناوي، لا يمكن أن تنعزل الدراما والغناء والثقافة عما نحياه، وهكذا أتصور الحالة الإبداعية في 2014، صحيح أن الضباب الذي لا يزال كثيفًا يسيطر على المشهد العام، إلا أن هناك، ولا شك، ثوابت من الممكن أن نستند إليها، خاصة أن بعضها رأينا إرهاصاته في 2013، وبات قادرًا على أن يعلن نفسه بوضوح وبلا أدنى مواربة في المقبل من الأيام. 

وأضاف الشناوي، لو ضربنا مثلا بحالة الإبداع الدرامي التي تعبّر في بلادنا عادة عن آراء النجوم المسيطرين على مقدرات العمل الفني، فما الذي نتوقعه سوى هذا التيار المقبل من مسلسلات وأفلام لن تكتفي بفضح الإخوان، الذين أرادوا أن يحولوا مصر إلى مجرد ولاية في مشروعهم الممتد جغرافيا في العالم أجمع، ترقبوا الخطة رقم "2"، التي ستتدثر هذه المرة بأنها تلبي طلبات الجماهير لنرى صورة مبارك الطيب الذي تعرض لظلم بيّن، ولن يمس أحد العائلة أو الحاشية بسوء درامي!، بحسب قوله. 

وتابع الشناوي في مقاله قائلا: هل تابعتم لقاء عادل إمام في رأس السنة، عبر قناة الحياة، في حواره مع أشرف عبد الباقي، كان عادل واضحا ومباشرًا في دفاعه عن حسني مبارك ووصفه بالبطل المظلوم الذي منح الوطن الكثير ولم يحصل سوى على النكران، عادل نموذج صارخ للنجوم في عالمنا العربي؛ عندما يقتربون من السلطة ويصبحون مع الزمن صوتا لها، يدافعون عنها بالحق والباطل، وكان كذلك طوال زمن مبارك. 

وتابع: "في بداية ثورة 25 يناير عام 2011، لم يتصور أنها ستطيح به، ولهذا استمر في الأيام الأولى مدافعا عنه بشراسة، ولكن بعد سقوطه تنكّر لكل مواقفه السابقة، على الرغم من أنه كان صاحب الصوت الأعلى للدفاع عن توريث الحكم لجمال، ومع بداية حكم الإخوان ظل أيضا قابعا يخشى السلطة المقبلة. 

وأوضح أنه عندما ثار عدد من الفنانين مبكرًا وأنشأوا جبهة أطلقوا عليها الدفاع عن حرية الإبداع، كان عادل قد أعلن أنه لن ينضم إلى أي تجمع، وكان حريصًا على أن لا يغضب السلطة الإخوانية، بل قال عقب لقاء مرسي في مثل هذه الأيام من العام الماضي مع عدد من المثقفين إنه شعر بارتياح، ومع تغير الحال، وبعد أن أصيب أغلب المصريين بإحباط من حكم الإخوان تغير المؤشر، أغلب نجومنا ضبطوا موجاتهم الإبداعية على التردد الجديد. 

واستطرد الشناوي، كل المشاريع الدرامية التي كانت ستنتقد زمن مبارك توقفت تمامًا، ليس فقط لأن هذه هي رغبة النجوم، ولكن لأن الناس (أتحدث عن الأغلبية بالطبع) صارت تسأل: ما الذي جنيناه منها (أقصد الثورة)؟! الناس في العادة تُطل على الماضي بعيون ليست محايدة، اللحظة الراهنة تسيطر عليهم، الغضب من مبارك ستتضاءل حدته بالضرورة، ليس لأنه لا يستحق الغضب، ولكن لأن ممارسات «الإخوان» بعد ثورة 30 يونيو، ولجوءهم للعنف في الشارع سحبت ما تبقى لهم من رصيدهم. 

الدراما هي الوجه الناعم للصراع على الأرض، هناك من سيلعبها مباشرة على طريقة أغنية على الحجار «إحنا شعب وانتوا شعب»، وهناك من سيخفف درجة الحدة، ليفتح الباب (أو على الأقل يجعله مواربًا) لمن يريد العودة إلى صف الأغلبية، شيطنة فصيل كامل من المصريين ستظل بالتأكيد سلاحًا له عواقبه الوخيمة على سلامة المجتمع، ولكن هل الناس الذين تابعوا النجوم وهم ينافقون مبارك عندما كان في الحكم ثم يلعنونه بعد 25 يناير، ثم يحنون إلى أيامه بعد 30 يونيو، سيظلون يصدقون هؤلاء النجوم؟! التجربة أثبتت أن رصيد بعض النجوم يشفع لهم عند جماهيرهم، وتلك قصة أخرى!.

بوابة الأهرام في

06.01.2014

 
 

هوليوود تواصل تحرير «العبيد» مع ستيف ماكوين

مصطفى مصطفى 

وصف بأنّه أهم فيلم أنجز عن تلك المرحلة بفضل قوته التعبيرية وأمانته العلمية. استغرق الأمر طويلاً قبل أن يأتي مخرج (بريطاني) ليتناول فصلاً مخزياً من التاريخ الأميركي. «اثنا عشر عاماً من العبودية» أحد أبرز الأعمال المنافسة على الأوسكار في آذار (مارس) المقبل

يبدو أنّ هناك صحوة في هوليوود لمراجعة التاريخ الأميركي، وخصوصاً مرحلة الرقّ. بعد «دجانغو الطليق» (2012) لكوينتن تارنتينو الذي تعرّض لانتقادات بسبب تناوله هذه القضية بـ«هذيان» المخرج الأميركي المعتاد، وفيلم «لينكولن» (2012) الذي ركّز فيه ستيفن سبيلبيرغ على «وثيقة تحرير العبيد» التي شهدها عهد الرئيس الأميركي الـ 16، ها هو «اثنا عشر عاماً من العبودية» (2013 ــــ 134د) يتميّز عن كل الأعمال التي تناولت هذه المرحلة، حتى وصفه الناقد دايفيد دانبي في «ذا نيويوركر» بأنّه «أهم فيلم أنجز عن العبودية الأميركية». يعود ذلك إلى عنصرين: قوّته التعبيرية وأمانته التاريخية.

العمل الذي يطرح في الصالات اللبنانية الأسبوع المقبل، يعدّ الأكثر حظّاً لنيل «الأوسكار» في آذار (مارس) المقبل. المفارقة أنّ بريطانيّاً تولى إخراجه هو ستيف ماكوين، وأدى معظم أدواره ممثلون من أُصول أفريقية، أبرزهم البريطاني شيويتيل إيجيوفور إلى جانب براد بيت. اقتُبس العمل عن السيرة الذاتية لسولومون نورثوب، عازف الكمان الذي اختُطف عام 1841 في واشنطن، وبيعَ في مزاد الرقيق، ليُمضي 12 عاماً من العبودية في مزارع القطن في ولاية لويزيانا في الجنوب الأميركي. الفيلم الذي عُرض أخيراً في «مهرجان لندن السينمائي»، لاقى نقداً لاذعاً وسط ضوضاء الاحتفاء، تلخّص في سؤال جوهري: كيف يُمكن هوليوود أن تنتصرَ لضحايا العبودية؟

يُفتتح الفيلم بمشهد لمجموعة من «العبيد» تحت شمس لويزيانا الحارقة، ووسطهم يظهر «بليت»، الاسم الذي منحهُ السيّد الأبيض لسولومون بعد شرائه من الخاطفين البيض. خلال السنوات الـ12، يتنقل «بليت» بين بضع مزارع قطن، شاهداً على الجرائم التي ارتُكبت بحق أبناء جلدته من الاغتصاب إلى الجلد بالكرباج، إذا أشرقت الشمس، ولم يكن «الزنجي» حاضراً في الحقل، ومن طأطأة الرأس أمام السيّد الأبيض، وهو يقرأ الإنجيل، إلى نظرات زنجي البيت المتشفيّة بزنوج الحقل. وإذا ردّ «الزنجي» بالضرب على إهانات أحد الرجال البيض، كما فعل «بليت»، يكون مصيره الشنق على جذع شجرة، فيما «العبيد» الآخرون يمارسون حياتهم في خلفية المشهد، وهم عاجزون عن مدّ يد العون. وحين يتدخل السيد الأبيض لحماية «بليت» من الموت شنقاً، فإن هدفه ليس الرحمة به، بل الحرص على عدم خسارة أمواله التي استدانها لشرائه.

فيلم «اثنا عشر عاماً من العبودية» زاخرٌ بمشاهد مشغولة بحرفية عالية، وذات مقاربات جمالية، حتى في مشاهد التعذيب القاسية والجلد التي تشدُّ مشاهده وحبكته. مقاربة ماكوين الجمالية يُفسّرها اشتغاله بالفيديو آرت قبل انطلاقته السينمائية. أما المشاهد العنيفة، فتبدو سمة تُميّز أفلامه وأشهرها «جوع» (2008) الذي يصوّر قصّة تعذيب السجناء الإيرلنديين على أيدي الإنكليز. استكشف المخرج البريطاني في «جوع» العذاب النفسي والجسدي للسجن، بينما ذهب في «عار» (2011) إلى الأعماق المظلمة للجنس عند الرجل. وفي «اثنا عشر عاماً من العبودية»، صهر العنصرين بطريقة تضمن عامل الصدمة وتحريك المشاهد.

النقد الأبرز للعمل كان العنف اللامنتهي الذي دفع العديد من مشاهدي الفيلم في الصالات الأميركية إلى المغادرة، كأن العبودية لا تستحق أن تُدان إلّا من خلال هذا الضخّ الهائل من المشاهد العنيفة. قد يختلف المرء أو يتفق مع إبراز العنف كـ«سلاح» للفت الأنظار إلى تجربة العبودية التي يصوّرها العمل كتجربة أميركية، لا لأنها جزء من جريمة ضد الإنسانية ارتُكبت في قارات عدة. لكن ما لا تُغفله العين هو تجاهل الشريط للحركات السياسية السوداء في تلك المرحلة. هنا، لا يختلف تصوير «اثنا عشر عاماً من العبودية» عن التصورات الشائعة للأفارقة «العبيد» في أفلام هوليوود (والسينما الغربية عموماً؟). هكذا يصوّر العمل «بليت» وأشقاءه في العذاب، بلا حولٍ ولا قوّة، يقاومون بالحكايات حول نار المساء، يقاومون بالغناء المعذّب في الحقل، وبصنع دُمى من القش تُسلّيهم وتحفظ إنسانيّتهم. هذه الصورة ترتاح لها هوليوود: زنوج لا يُناضلون إلا عبر الأحلام والغناء، زنوج مجرّدون من الفعل الجماعي.

وإذا كان هناك من حنين إلى هذا «الزنجي»، فسيكون لأوراق حريّته. نلمس هذا في حنين «بليت» إلى اسمه الحقيقي سولومون نورثوب في مشاهد الفيلم، حين كان يتمتع بـ«المساواة» مع الرجل الأبيض في المجتمع الأرستقراطي، الذي اشتهر فيه كعازف كمان. لا يسعُ المشاهد إلا أن يُدهش من فيلم عن العبودية لا ذكر فيه لأفريقيا، ولا حنين لها. وكيف يمكن مَن ذاق العبودية ألّا يحنَّ إلى تلك «الجذور»؟

* بدءاً من الخميس المقبل في الصالات اللبنانية: Years a Slave 12

ملصق عنصري!

قبل أسابيع، فرضت شركة الإنتاج الأميركية «ليونزغيت» على الصالات الإيطالية سحب ملصق فيلم «اثنا عشر عاماً من العبودية» بعدما عدّه العديد من المراقبين عنصرياً. والسبب أنّ الملصق الإيطالي للفيلم تصدرته صورة براد بيت ومايكل فاسبيندر اللذين لا يؤديان سوى دورين ثانويين على حساب بطله شيويتيل إيجيوفور الذي وردت صورته في أسفل الملصق. علماً بأنّ الملصق الأميركي والفرنسي يحتله شيويتيل إيجيوفور دون غيره من الممثلين. ورأى المراقبون أنّ الموزع الإيطالي للفيلم (BMI) هدف في ملصقه إلى شدّ المشاهد عبر وضع صورة نجمين معروفين كبراد بيت ومايكل فاسبيندر أكثر من كون المسألة تتعلق بالعنصرية. يذكر أن الفيلم الذي كلف إنتاجه 20 مليون دولار قد تمكن من تحقيق 37 مليون دولار في أمريكا الشمالية وحدها. ومن المنتظر أن تصدر شركة الإنتاج نسخة جديدة بعد إعلان أسماء المرشحين لجوائز الأوسكار (والمقرر الإفصاح عنها في 16 كانون الثاني/ يناير المقبل) أملاً في أن تساعد ترشيحات الفيلم لبعض الجوائز في زيادة إيراداته.

الأخبار اللبنانية في

06.01.2014

 
 

مارتن سكورسيزي: «عصابات» وول ستريت

بانة بيضون 

انقسم النقّاد إزاء The Wolf of Wall Street. الفيلم يقدّم كاريكاتوراً صارخاً عن شارع البورصة والمال الشهير، في أعنف تجلياته وأكثرها تطرفاً، إلا أنّ مقصّ الرقابة امتد إليه، حاذفاً بعضاً من أهم المشاهد

المال، المخدرات والجنس. عبر هذا الثلاثي، يقدّم لنا مارتن سكورسيزي (1942) كاريكاتوراً صارخاً عن عالم وول ستريت في أعنف تجلياته وأكثرها تطرفاً. «ذئب وول ستريت» مقتبس عن السيرة الذاتية لجوردن بلفورت (يجسّده ليوناردو ي كابريو في أداء لافت) الذي شق طريقه إلى وول ستريت وإلى الثراء الفاحش عبر التلاعب بأسهم البورصة والاحتيال على القوانين. يصوّر لنا سكورسيزي هذه المرة الوجه المعاصر لـ«عصابات نيويورك» الذي أخرجه عام 2002. إنّهم رجال وول ستريت ببذلاتهم الأنيقة ووسائلهم القانونية للاحتيال على القانون.

للأسف، احتالت الرقابة اللبنانية أيضاً على الفيلم واقتطعت منه نحو نصف ساعة، لكن المضحك فعلاً هو آلية عمل هذه الرقابة والمشاهد التي اختارت حذفها. خيار قد لا يكون عبثياً تماماً رغم سوريالته. يبدو أنّ العري لم يزعج الرقابة بقدر ما أزعجتها حفلات الجنس الجماعية والمثلية الجنسية، فاختارت أن تحذف مشاهد الجنس الجماعي التي تجمع بلفورت ورفاقه لتوديع العزوبية قبل زواجه، ما جعل الحوار الذي يتبع ذلك غير مفهوم للمشاهد كما عندما يذكر بلفورت اضطراره إلى أخذ حقنة بنسلين قبل الشروع في علاقة جنسية مع زوجته. وحذفت الرقابة أيضاً مشهد حفلة الجنس الجماعي المثلية التي يقيمها رئيس خدم بلفورت في بيته، وتفاجئ زوجته لدى عودتها، ما غيّر مجرى الحبكة الروائية بالكامل وانتقص من فكاهة الموقف. ويبدو اتهام بلفورت لرئيس الخدم بسرقة أمواله غير مفهوم للمشاهد.
أضف إلى ذلك أنّ الحياة الجنسية لبلفورت، كما يصوّرها سكورسيزي في النسخة غير المقتطعة من الفيلم، تؤدي دوراً مهماً في فهم أبعاد هذه الشخصية النهمة للحياة التي تدمن كل ملذاتها من المال إلى الجنس والمخدرات.

يأتي خيار الرقابة على الأقل في ما يتعلق بالمشاهد الجنسية المحذوفة ليعبّر عن ذائقتها الجنسية الخاصة المحافظة التي تسبغها على الفيلم وتفرضها على المشاهد. حظر لا علاقة له فعلياً بإباحية الصور المتناولة، بل بموقف الرقابة «الأخلاقي» أو العنصري منها كما في مسألة المثلية الجنسية.

في المشاهد الأخرى المحذوفة، يبدو هدف الرقابة هو تقصير مدة الفيلم، ولو انطوى ذلك على جعله غير متماسك ولا مفهوماً. صحيح أنّ الشريط بنسخته غير المقتطعة طويل نسبياً، لكن يبدو ذلك شبيهاً بكل الخيارات المتطرفة التي اعتمدها سكورسيزي في إخراج هذا الفيلم كأنما يحاكي فيها تطرف شخصية بلفورت المنعتقة من كل القيود.

بلفورت هو الذي يروي قصته في الفيلم. بذلك، يبدو سكورسيزي كأنه يتبنى وجهة نظره إلى حد ما، من دون تحميل الفيلم أي حكم أخلاقي واضح أو مستتر تجاه هذه الشخصية. هو يتماهى معها إلى حد ما ويصوّر لنا كل الأحداث عبر نوع من فانتازيا متخيلة تمجّد التطرف والإدمان. في أحيان كثيرة، يخال للمشاهد أنّها تحتفي حتى بعصابات وول ستريت وتصوّر بلفورت كـ«روبن هود» الذي يمنح الفقراء فرصتهم وحقهم في عيش الحلم الأميركي كما في المشهد الذي يقرر فيه ترك الشركة، ثم يغير رأيه. يصور سكورسيزي الحوار العاطفي الذي يجري بين بلفورت وموظفة كانت غارقة في الديون لمّا أتت إليه وانتشلها من الفقر وأدخلها حياة الرخاء و الثراء، لكن هذا المشهد اقتطعته الرقابة أيضاً! لا يحاكم سكورسيزي بلفورت في الفيلم، بل يحاكم وول ستريت ككل والنظام الرأسمالي المتوحّش والفاسد. في اختياره لهذه الشخصية العصامية التي شقت طريقها بمفردها من الفقر إلى الثراء الفاحش بين عصابات وول ستريت، كأنما يصوّر ثورة الفرد على النظام. المحير في العمل هو موقف سكورسيزي من هذا العالم المادي البحت الذي تنغمس فيه شخصيات الفيلم ضمن إطار لا يخلو من الفكاهة والأكشن، لكن أيضاً من السطحية التي تبدو متعمدة أحياناً في بناء الشخصيات والأحداث، ذاهباً إلى حدّ التطرف في تصوير كاريكاتور الحلم الأميركي. كذلك، هناك نبرة ذكورية تتجلى في الكثير من الحوارات أو في نظرة بلفورت ورفاقه إلى المرأة عموماً؛ إذ تبدو كأكسسوار يتغير تماماً كالسيارة مع ارتفاع الدخل، كما في خطاب بلفورت الذي يلقيه في الشركة ويعرض فيه الفرق بين الفقير الذي سيمر بسيارته الصدئة وزوجته التي تشبه البقرة ـــ بحسب تشبيهه ـــ إلى جانب زميله الغني في سيارته الفخمة وزوجته المثيرة. قد يكون هدف سكورسيزي هو التماهي مع هذا العالم ونقله للمشاهد عارياً متحرراً من الأحكام المسبقة، لكن في الوقت عينه يشدّد على سطحية هذا العالم الذي يحتفي به، ما جعل الفيلم أشبه بكاريكاتور يسخر من نفسه. تقنية معقدة يعتمدها سكورسيزي تستفز المشاهد وانقسم حولها النقاد، فاحتفى به البعض ورشحه للفوز بالأوسكار، بينما توقع آخرون عدم فوزه بسبب مقاربته المثيرة للجدل.

الأخبار اللبنانية في

06.01.2014

 
 

The Hobbit 2 | جاكسون متألقاً

فريد قمر 

لا يختلف اثنان على أنّ الجزء الأول من The Hobbit حقق نجاحاً باهراً. رغم ذلك، كانت تنقصه لمسة ساحرة كتلك التي عرفناها مع سلسلة «ملك الخواتم» التي أخرجها بيتر جاكسون نفسه. في الجزء الثاني، يستدرك المخرج ذلك، ويضعنا أمام عمل جبار عالج فيه كل مشكلات الجزء الأول، بدءاً من الحبكة التي طعّمها بعقد كثيرة لتكسر مشكلة مدة الشريط الطويلة (ساعتان و40 دقيقة)، وتمنح الحبكة بعداً تشويقياً. في هذا الجزء، يقرر قوم ايربور بقيادة الملك ثورين (ريتشارد أرميتاج) المضي قدماً نحو الجبل المعزول الذي يقع تحت سيطرة التنين سموغ (بنديكت كمبرباتش)، معتمدين على الهوبيت بيلبو (مارتن فريمان). وفي طريقهم يتعرضون لمطاردة الغوبلينز، وهي كائنات متوحشة تريد القضاء عليهم، ثم يدخلون إلى مدينة البحيرة حيث يتعرفون إلى المتمرد بارد (لوك ايفانز)، قبل أن يكملوا مشوارهم. الجديد في الحبكة هو التركيز على كل شخصيات العمل؛ فبيلبو بدا أكثر فاعلية، وشخصيته أوضح، فيما يظهر ثورين بحسناته وسيئاته. الأهم تمثّل في عودة الثنائي أورلندو بلوم بدور «ليغولاس» وايفانجيلين ليلي بدور «تورييل»، وهما من عالم الجن ويساعدان قوم ايربور، ولا سيما أن تورييل تقع في غرام كيلي (آيدن تورنر)، وهو قريب الملك ثورين.

الحب والتمرد هما «ملح العمل» بعدما أضفيا بعض الحياة إلى مشاهد المطاردات والموت، فضلاً عن ظهور التنين سموغ بعدما كان في الجزء الأول مجرد وحش نسمع عنه ولا نراه. لكن بقيت نهاية العمل مفتوحة، ما يجبر المشاهدين على متابعة الجزء الثالث المقرر إطلاقه في نهاية 2014. وإذا كانت الحبكة قد نجحت في مفاجأة المشاهدين، فإن العناصر الفنية ستبهرهم؛ إذ وضعنا جاكسون أمام شريط رفيع المستوى، حيث الإخراج الفني (art direction) مشغول بدقة؛ إذْ تكفي مراقبة الخلفيات في المشاهد والتفاصيل في الجبال والقلاع والحصون لإدراك حجم العمل الذي قام به المخرجون الفنيون. من الناحية السينماتوغرافية، رأينا لقطات مدهشة من زوايا تصويرية أخاذة، ومنها مشهد هرب الأقزام عبر النهر في براميل خشبية. ويسري ذلك على المؤثرات الصوتية، وخصوصاً الموسيقى التصويرية (هاورد شور). ما ميز العمل لناحية الصوت هو تسجيله بتقنية «اتموس» التي تعتمد على انتقال الأصوات بين مكبرات الصوت داخل الصالة وفق انتقال الأغراض أو الأشخاص على الشاشة، ما يجعل الصوت ثلاثي الأبعاد، أقرب إلى الحقيقة، علماً أن صالة «ماكس» في سينما «فوكس» هي الوحيدة المجهزة بتقنية أتموس في لبنان.

الأخبار اللبنانية في

06.01.2014

 
 

فيلم هوليوودي يختم سيرة مانديلا

زكي بيضون (باريس) 

تعرض الشاشات الفرنسية الفيلم الجديد عن حياة نلسون مانديلا «مانديلا: مسار طويل نحو الحرية» لجوستين شادويك (Justin Chadwick)، الذي يقدّمه على أنه نقل سينمائي لسيرة مانديلا الذاتية التي تحمل الاسم نفسه. إن كان الفيلم استفاد إلى حد كبير من حدث موت بطله أثناء عرضه، فهو بعيد عن أن يكون حدثاً أصيلاً على الصعيد السينمائي، ذلك أنه لا يحمل جديداً نسبةً إلى العدد الهائل من الأفلام التي سبق أن عالجت الموضوع نفسه. لو أخذنا الأفلام الأميركية التي أُخرجت عن مانديلا في حياته، نجد أن عددها يناهز الـ16، في حين كان على الشخصيات النضالية التاريخية التي سبقته من أمثال غاندي أو مارتن لوثر كينغ أن تنتظر موتها لتنال شرفاً كهذا.

من شأن ذلك أن يضعنا أمام إحدى أهم مفارقات عصر الصورة وثورة الاتصالات: الحدث التاريخي اليوم صار يُصنع ويُكتب ويُؤرَّخ في حاضره الراهن وليس في مستقبله أو بعد أن يصبح من الماضي. بمعنى آخر، مؤرخو المستقبل لن يجدوا الكثير ليضيفوه على ما سبق أن كُتب وقيل عن مانديلا في حياته، وقد يجدون أنفسهم في الوضع ذاته حيال حاضرنا بكليته. إذا كان المرء ينتظر من الفيلم، نظراً إلى اعتماده على السيرة الذاتية، أن يركِّز على شخصية مانديلا ويعالجها بتعقيداتها وتفاصيلها الحميمية، فأمله سيخيب دون شك. في الواقع، الفيلم يركِّز بالفعل على شخصية مانديلا ويبالغ بذلك حتى على حساب «الباغراوند» السياسي والاجتماعي، لكنه يركز على مانديلا الملحمي والفولكلوري وليس على مانديلا الشخصي

الموضع الوحيد الذي يظهر فيه هذا الأخير هو في مقطع قصير يتناول إهماله لزوجته الأولى وخياناته لها (الهالة الملحمية لا تفارقه في باقي الفيلم، حتى في علاقته الدرامية مع زوجته الثانية). في المرحلة الممتدة من ولادة مانديلا حتى القبض عليه، معالجة الشخصية تبدو خارجية للغاية ويأخذ العرض شكل لقطات «فلاش باك» خاطفة أو استعادة وثائقية. عدد من المشاهد يعطي حتى الانطباع الفج بأنه يخرج من كتاب. بعد ذلك يتباطأ الإيقاع ويتكاثف، لكن دون أن تتغير المقاربة في العمق. باختصار، المُشاهد لا يتمكن من الدخول إلى رأس مانديلا، هو يبقى شخصية ملحمية خارج المتناول وعصية على محصلة التماهي الذي غالباً ما ينعقد بين القارئ أو المشاهد وبطل السيرة الذاتية. من جهة أخرى، الأمر لا يتعلق بفيلم وثائقي. إن كان الفيلم يعتمد بالفعل على السيرة الذاتية لمانديلا، فهو انتقائي للغاية والدقة ليست من أولوياته (كما لاحظ نقاد عديدون، بمقارنة الفيلم مع نص السيرة، يقع المرء على عدد لا يستهان به من الأخطاء والهفوات). هو يبالغ كذلك بتبسيط وتسطيح المستوى السياسي. من جهة، هو يحيل المؤتمر الوطني الأفريقي بكل أعضائه إلى كومبارس في سيرتَي مانديلا وزوجته ويني النضالية، ويختصر كل الخلاف الداخلي الذي ظهر لاحقاً بين جيل مانديلا والجيل الثوري اللاحق بالخلاف بين مانديلا وزوجته؛ من جهة أخرى، هو يغفل بالكامل الحبكة السياسية للصراع. في «الباغراوند»، نفهم فقط أنه صراع بين أكثرية سوداء وأقلية بيضاء تدير نظام تمييز عنصري، ولا يتم حتى التطرق إلى تاريخ الصراع وجذوره وأبعاده الخارجية، أو إلى تحالفات نظام الأبرتهايد مع المعسكر الغربي في إطار الحرب الباردة. لكن، لو وضعنا جانباً معالجته السطحية لموضوعه وحكمنا على الفيلم من خلال قيمته السينمائية حصراً، نجد أنه ممتع فعلاً ويستوفي كل المعايير التقنية والتجارية لفيلم ملحمي ناجح. في الواقع، تلك هي سمته الأساسية، هو فيلم ملحمي هوليودي الطابع يغلب فيه المعيار التجاري والترويجي على أي اعتبار آخر.

السفير اللبنانية في

06.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)