كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

حصاد 2013:

موسم سينمائى عصيب.. وأضواء فى نهاية النفق

محمود عبد الشكور

 

كان طبيعيا أن تمر السينما المصرية من جديد بموسم سينمائى عصيب فى عام 2013، الذى بدأ ومحمد مرسى فى ثوب فرعون وانتهى وهو أمام المحكمة.

اضطربت العروض لتواكب الإضطراب السياسى، الذى وصل الى ذورته يوم 30 يونيو، ثم جاء عزل مرسى واعتصامات رابعة والنهضة وفضهما، وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول، ورغم كل ذلك استمرت آلات العرض فى الدوران، واستطعنا أن نعثر على عدة أفلام جيدة، وظهرت أسماء لمخرجين ومخرجات فى المهرجانات الدولية أشعلت بعض الأضواء فى نهاية النفق، يبدو أن السينما المصرية قد قررت تكييف حياتها مع عالم ما بعد 25 يناير الذى لم ينته حتى الآن، وما زالت تنتقل بأفلامها من مرحلة إنتقالية الى أخرى، حتى إشعار آخر.

وسط كل الظروف، قبل وبعد 30 يونيو 2013، تم عرض 27 فيلما طويلا فى الصالات المصرية، بيانها على النحو التالى:

 (1) على جثتى

 (2) الحفلة

 (3) فبراير الأسود

 (4) هوه فيه كدة

  (5) الشتا اللى فات

 (6) عن يهود مصر

  (7) سمير أبو النيل

 (8) الحرامى والعبيط

 (9) تتّح

 (10) بوسى كات

 (11) هرج ومرج

 (12) متعب وشادية

 (13) 31/12  (14) عشم

 (15) قلب الأسد

 (16) توم وجيمى

 (17) نظرية عمتى

 (18) كلبى دليلى

 (19) البرنسيسة

 (20) القشاش

 (21) هاتولى راجل

 (22) عش البلبل

 (23) 8%

(24) فرش وغطا

 (25) الهاربتان

 (26) بعد الطوفان

 (27) فيلا 69

ملاحظات وظواهر

نظرة سريعة على القائمة، ونظرة أعمق الى المشاركين فى الأفلام، تكشفان عن استمرار السينما فى مؤشراتها المعتادة، تلك الخلطة  لأفلام النجوم، مع محاولات اختراق من الأفلام الفنية والمستقلة، بل إن فيلما وثائقيا  هو "عن يهود مصر" نجح فى أن يعرض تجاريا لمدة أربعة أسابيع فى إحدى صالات العرض، منذ عام الثورة فى 2011، وهناك اختراق من السينما الوثائقية كما شاهدنا فى "الطيب والشرس والسياسى" على سبيل المثال، سنلاحظ أيضا أن السينما المصرية ما زالت تمنح فرصا لأسماء جديدة فى عناصر مختلفة.

هناك مثلا عشرة مخرجين قدموا أفلاما لأول مرة هم : (1) محمد بكير مخرج فيلم على جثتى (2) حسنى صالح مخرج فيلم هوه فيه كده  (3) نادين خان مخرجة فيلم هرج ومرج  (4) أحمد شاهين مخرج فيلم متعب وشادية  (5) ماجى مرجان  مخرجة فيلم عشم (6) كريم السبكى مخرج فيلم قلب الأسد  (7) وائل عبد القادر مخرج فيلم البرنسيسة  (8) محمد شاكر خضير مخرج فيلم هاتولى راجل         (9) حازم متولى مخرج بعد الطوفان  (10) آيتن أمين مخرجة فيلم فيلا 69 .

القائمة أتاحت الفرصة لكى يقدم مخرجان فيلمين فى نفس الموسم، أتحدث تحديدا عن  أكرم فريد الذى أخرج توم وجيمى و نظرية عمتى، وحسام الجوهرى مخرج عش البلبل و8%، وبالإضافة الى نشاط السبكية المألوف والمتواصل فى مجال الإنتاج (سمير أبو النيل، الحرامى والعبيط، قلب الأسد، كلبى دليلى، عش البلبل ..... )، فإن شركات أخرى ومنتجين آخرين وجدوا لأنفسهم موضع قدم فى كرنفال العروض (عمرو واكد وفيلمه الشتا اللى فات، هيثم الخميسى وفيلمه عن يهود مصر، شركة ويكا وفيلم هرج ومرج، علياء الكيبالى وفيلم متعب وشادية، سميحة أيوب التى أنتجت فيلم الهاربتان)، كما قدم محمد حفظى كالمعتاد أعمالا مميزة (عشم ، فرش وغطا، فيلا 69) .

الخريطة إذن تكاد ترتب نفسها بالدفع الذاتى السنوى، بل إنك قد تعثر على محاولات لضخ أسماء جديدة فى بطولات أفلام، لعل وعسى يتكرر صعود المضحكين الجدد منذ سنوات (هنيدى وزملاؤه).

فى 2013، تم الدفع بمحمد فراج كبطل فى فيلمين، أحدهما جيد (هرج ومرج)، والعمل الثانى شديد الرداءة وهو فيلم "القشاش"، وحصلت آيتن عامر أيضا على البطولة فى "هرج ومرج"، وكانت جيدة ومميزة، وحصل أشرف مصيلحى على بطولة فيلم متواضع للغاية هو "متعب وشادية"، كما ظهر الثلاثى الغنائى أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا كأبطال لفيلم يحمل اسم فرقتهم الغنائية وهو "8%".

ورغم استمرار صنع الأفلام لنجوم الكوميديا كوسيلة مضمونة للربح (أحمد حلمى فى على جثتى، أحمد مكى فى سمير أبو النيل، محمد سعد فى تتّح، هانى رمزى فى توم وجيمى...)، إلا أن أسماء كثيرة كوميدية غابت عن الساحة على رأسها عادل إمام الذى اتجه الى  التليفزيون (العراف)، ومحمد هنيدى الذى قدم الفوازير، المفاجأة الحقيقية فى 2013 هى أن أفلام نجوم الكوميديا لم تكن الأفضل فنيا فى نوعها، وتفوقت عليها بمراحل أفلام كوميدية قام ببطولتها ممثلون لا يصنفون عادة كـ "كوميديانات"، أتحدث تحديدا عن "فبراير الاسود" الذى لعب بطولته خالد صالح وهو من تأليف وإخراج محمد أمين، و"هاتولى راجل" (بطولة ثلاثية بين شريف رمزى وأحمد الفيشاوى وكريم فهمى)، و"نظرية عمتى" (حسن الرداد وحورية فرغلى).

من ناحية أخرى، واصل المنتجون إعطاء فرص البطولة لأسماء مثل محمد رمضان (فيلم "قلب الأسد" الذى حقق أعلى إيرادات افتتاحية لأى فيلم مصرى فى تاريخ السينما برصيد 3 ملايين و200 ألف جنيه)، وقام سامح حسين ببطولة فيلمه الثانى "كلبى دليلى"، وانتشرت حورية فرغلى فى أعمال مثل "القشاش" و"نظرية عمتى" و"قلب الأسد"، ولم يمنع ذلك من ظهور فيلم مثل "عشم" فى اعتماده بشكل شبه كامل على وجوه وأسماء جديدة، معظمها جيد وموهوب، ولايفوتنى التنويه بوجوه لافته فى فيلم "فيلا 69" مثل عمر الغندور وسالى عابد.

قائمة الأفضل

مثل كل عام، "استعنت ع الشقا بالله"، وبدأت فى فرز الأفلام التى شهدتها، ثم اخترت من بينها قائمة قصيرة، رأيت مجتهدا أنها الأفضل، أى أنها "الأقرب الى التكامل فى عناصرها"، هذه الأعمال من وجهة نظرى هى (بدون ترتيب) : فبراير الأسود، الشتا اللى فات، عن يهود مصر، هرج ومرج، عشم، فرش وغطا، هاتولى راجل، فيلا 69 .

أما القوائم التفصيلية للأفضل، فقد اخترتها على النحو التالى:

(1) أفضل فيلم: فرش وغطا.. لذكاء معالجته، وبراعته فى إيجاد المعادل السينمائى للتعبير عن المواطن المصرى الذى أخرجته الثورة من السجن، ولكنها لم تستطع إخراجه من المتاهة.

(2) أفضل سيناريو: أحمد عبد الله عن فرش وغطا .. لنجاحه فى وصف أزمة بطله ووطنه فى عمل به أقل قدر ممكن من الحوار.

(3) أفضل مخرج: أحمد عبد الله عن فرش وغطا.. لتقديمه تجربة مختلفة تؤكد طموحه الفنى بعد فيلميه هليوبوليس وميكروفون.

(4) أفضل ممثل (دور أول): مناصفة بين عمرو واكد عن الشتا اللى فات، وآسر ياسين عن فرش وغطا، الاثنان نجحا بامتياز فى أداء أدوراهما اعتمادا على تعبيرات الوجه ولغة الجسد، وهما أصعب أنواع الأداء.. (تنويه خاص باجتهاد خالد أبو النجا فى فيلم فيلا69، أفلتت منه بعض المشاهد ولكنه دور مميز وصعب).

(5) أفضل ممثل مساعد: محمد رجب فى فيلم الحفلة، قدم هذا الممثل الموهوب أفضل أدواره عموما، ووضع بصمة خاصة على شخصية رجل البوليس المستهلكة.

(6) أفضل ممثلة (دور أول): آيتن عامر فى هرج ومرج، نستطيع الآن أن نتحدث عن ممثلة يمكنها أداء دور بنت البلد بحضور واقتدار.

(7) أفضل ممثلة مساعدة: مناصفة بين سهام عبد السلام فى فيلم عشم وهبة يسرى فى فيلم فيلا 69.

(8) أفضل تصوير: مناصفة بين فيكتور كريدى فى الشتا اللى فات، وطارق حفنى عن فرش وغطا.. نجح الاثنان فى التعبير عن أجواء رمادية قاتمة وضبابية تغيب فيها الرؤية والحقيقة فى فيلمين كانت فيهما الثورة فى خلفية الأحداث، والإنسان فى المقدمة.

(9) أفضل مونتاج: هشام صقر وأحمد عبد الله عن فيلم "عشم" .. نجحا الى حد كبير فى تضفير عدة حكايات فى بناء أقرب الى التماسك.

(10) أفضل ديكور: باسل حسام عن  فيلم "الحفلة".

(11) أفضل موسيقى: عمرو اسماعيل عن فيلم "الحفلة".

(12) أفضل ملابس: مروة عبد السميع عن "هرج ومرج".

(13) أفضل فيلم كوميدى: "هاتولى راجل".

(14) أفضل مخرج (عمل أول):ماجى مرجان مخرجة فيلم "عشم".. (تنويه بتجربة آيتن أمين المميزة فى فيلا 69) .

(15) أفضل وجه جديد (رجال): صلاح الحنفى الذى لعب دور رجل أمن الدولة فى فيلم "الشتا اللى فات".

(16) أفضل وجه جديد (نساء): ميريت ابنة الفنانة شيرين .. ظهرت من قبل فى فيلم سابق، ولكنه خطت فى "هاتولى راجل" الى دائرة النجومية، ولا يفوتنى التنويه بوجوه آخرى لافتة مثل أمينة خليل ونجلاء يونس فى عشم، وريهام أيمن التى لعبت دور خطيبة محمد رمضان فى فيلم قلب الأسد.

(17) أفضل أفيش: فرش وغطا، وعن يهود مصر.

كان موسما عصيبا كالمعتاد، ولكن السينما المصرية ما زالت على قيد الحياة، ومازالت تقدم مخرجات مميزات، ولها حضور دائم فى المهرجانات بأفلام من إخراج أجيال مختلفة (من الكبيرمحمد خان الى  المميزات أيتن أمين وهالة لطفى)، نتمنى أن يكون العام القادم أفضل على كل المستويات.. آمين.

 

ملحوظة: كل ما ورد في المقال من اختيارات وترشيحات هي اختيارات تعبر عن كاتب المقال ولا تعبر بأي حال عن رأي موقع "عين على السينما".

عين على السينما في

04.01.2014

 
 

البولندي باول باوليكوسكي في فيلم «ايدا» نجح فـي تقديم سينما كلاسيكية راقية

كاظم مرشد السلوم  

يعود المخرج البولندي باول باوليكوسكي صاحب فيلم " موسم حبي الصيفي" إلى تقاليد السينما الكلاسيكية، سينما أوروبا الشرقية ليقدم تحفة سينمائية راقية، مستعينا باللونين الأسود والابيض لتأكيد عمق الدلالة، من خلال فيلمه " إيـــــــــــدا". بولندا العام 1962 مازالت تضمد جراح الحرب العالمية الثانية، آثار هذه الحرب بادية على الوجوه وعلى أسلوب الحياة من خلال رتابة واضحة، حرب لا تمحى آثارها بسهولة، حتى لو اختفت تلك الآثار من الشوارع والبنايات.

باوليكوسكي يصوغ ميلودراما شيقة حول الهوية التي بعثرتها الحرب والبحث عنها وإمكانية استردادها. . قوة الصدمة بعد معرفة حقيقة هويتك الأولى، كيف يمكن امتصاصها، كيف يمكن التعامل مع رد الفعل الناتج عنها، كيف يمكن لكم التعاسة الناتج عن ذلك أن يفقد المرء اتزانه، وما مدى ارتهان الشجاعة بها؟ تلك هي أسئلة الفيلم الأهم.

يبدأ باوليكوسكي مشهده الافتتاحي، من دير مسيحي، حيث الشابة " أنا " أدت دورها ببراعة الممثلة" اغاتاتشيبوخوفيسكا" تعتني بتمثال ليسوع، حيث ترعرت هنا، وتحاول التخلي عن كل ماهو دنيوي لصالح عملها الديني، وفي موعد الترشيح النهائي لمن ستبقى في الدير وترفع درجة دينية، والحصول على درجة الرهبنة، تفاجأ بطلب من مديرة الدير أن تذهب خارج الدير لتقابل خالتها، الوحيدة المتبقية من عائلتها, التي تعرف تاريخها الشخصي وتاريخ ومصير عائلتها، هذا اللقاء سيقلب حياتها رأسا على عقب، بعد معرفتها انها ليست من عائلة مسيحية بل من عائلة يهودية، قتل كل أفرادها خلال الحرب العالمية الثانية باستثناء خالتها،  وتعرف كيف تلاحق خيط الأحداث الماضية وكذلك الأشخاص الذين أسهموا في قتل العائلة، والذين دفنوا جثثها

الخالة" فندا" أدت دورها بتميز الممثلة" آجاتاكوليشا" تعيش حياة ماجنة، فهي غير متدينة، وتعيش حياتها كما يحلو لها، لكن ظهور" أنا " في حياتها يدفعها لنبش تاريخ عائلتها واعادة الاعتبار لهم، ولو بدفن رفاتهم بشكل لائق على الأقل، بعد ان دفنوا بشكل عشوائي

حياة الخالة" فندا" تثير اهتمام" ايدا" وهو اسمها اليهودي وتتعرف في احد المراقص التي ترتادها خالتها على شاب يحرص على اقامة علاقة بها، لكن حياة الدير والتمسك الديني يمنعها من ذلك. من خلال رحلة البحث عن رفات الأهل، تنظر ايدا الى الحياة نظرة جديدة، تعرف مدى الحيف الذي لحق بأهلها وبها، مجون الخالة وعدم اهتمامها بما هو أخلاقي ناتج عن الحرب أيضا

رحلة البحث في مزارع بولندا، يوظفها باوليكوفسكي لتضفي جوا من الحزن والكآبة حيث لا يوفر اللونان الأسود والأبيض أي متعة جمالية ، بل يسهمان في إضفاء جو الكآبة على المكان، الوجوه شمعية، لاوجود للأمل فيها، حيث آثار الحرب مازالت بادية عليها. تلك الحرب التي لم يمض الكثير على نهايتها، والبلاد خرجت من الحرب لتخضع لنظام شيوعي صارم

الحوار مقتصد وعميق وذو دلالة، الموسيقى تنساب لترفع وتيرة الحزن وإضفاء جو الكآبة، لكنه الحزن والكآبة التي تستمر بمتابعتها وتتمتع بها لأخر لحظة، وهو أمر يؤكد براعة صانع الفيلم  باوليكوسكي

بعد العثور على رفات أهلها، يبقى السؤال وماذا بعد؟ أين يمكن أن تذهب ايدا بعد ان تعرفت على الحياة خارج الدير، هل يمكن أن تتناغم مع هذه الحياة، هل ستعود الى الدير المسيحي بعد ان تأكدت انها يهودية، هل يمكن ان تعيش حياة مشابهة لحياة خالتها فندا، كذلك ماذا ستفعل فندا بعد انتهاء ما اعتبرته مهمة يجب أن تنهيها؟ هل ستسمر بحياة لا هدف لها، هل ستبقى تستدرج الرجال إلى شقتها ليؤنسوا وحدتها؟ 

الخالة تجيب على السؤال بشكل سريع، وبمشهد اشتغله باوليكوسكي ببراعة، فندا تتحرك ذهابا وايابا في الشقة، النافذة مفتوحة، وبشكل مفاجىء ترمي بنفسها من النافذة، لتنهي حياة لا قيمة لها حسب اعتقادها، وربما كانت الحرب والاضطهاد الناتج عنها هي التي أفقدتها تلك القيمة

ايدا، تحاول أن تعيش حياة خالتها فتواعد الشاب الذب تعرفت إليه، وتنام معه، لكن هذا ليس قرارا قاطعا، لذلك تقرر العودة الى الدير المسيحي، قابلة بوضعها فيه وهي اليهودية التي دفنت رفات عائلتها للتو، معتبرة أن ثوابت قناعاتها ليست أقل شأنا من هويتها. وترفض في الآخر أداء قسم الرهبنة، كونها غير مكتملة الطهارة. ربما تكون الخلفية الفكرية والفلسفية للمخرج باوليكوفسكي هي ما يفسر رهاناته الجمالية، إيقاعا وحوارا وفضاء، كل شيء محسوب بدقة متناهية لازوائد و لاحشو في السرد الصوري، وهو مايؤشر التعامل الفاعل مع عناصر اللغة السينمائية .

يقول باوليكوسكي" إنه سعى من خلال قصة الفيلم إلى طرح سؤال الوجود الإنساني، والعوامل الفاعلة فيه، كالدين والتاريخ والهوية، ذلك من خلال استدعاء فترة زمنية من تاريخ بولندا كان يرزح خلالها هذا البلد (الموطن الأصلي للمخرج) في ظل الحكم الشيوعي"

ويقول أيضا "بأن الناس لديهم شكوك بشأن هذا الفيلم الأبيض والأسود، الذي جرى تصويره بكاميرا ثابتة ويشارك فيه ممثلون غيرمعروفين خارج بولندا".

وأوضح أن البعض قالوا إنه ربماكان أمرا شبه بالانتحار المهني على الطريقة اليابانية هاراكيري، ولكن الفيلم نجح، ولذا فإنني أشعر بالفعل بارتياح.الفيلم عرض في مهرجان أبو ظبي السينمائي السابع، ونال استحسان الجمهور ونقاد السينما.

ولد باوليكوسكي سنة 1957 بمدينة وارسو (بولونيا)، ورحل عن بلده وهوفي سن الرابعة عشر للعيش بين لندن وألمانيا وإيطاليا، قبل أن يستقربه المقام بالمملكة المتحدة. بعد دراسة الأدب والفلسفة، بدأ مشواره المهني بإخراج أفلام وثائقية للقناة التلفزيونية "بي.بي.سي". حصل على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون كأفضل مخرج بريطاني شاب سنة 2001 عن ثاني أفلامه، "الملاذ الأخير"، وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون لأفضل فيلم بريطاني لسنة 2005 عن فيلمه الثالث "موسم حبي الصيفي".

الوطن الجزائرية في

04.01.2014

 
 

أروى جودة:

احترمنا عقلية المشاهد فى «فيلا 69»

محمد زكريا 

أكّدت الفنانة أروى جودة أنها كانت متشوّقة للعمل مع المخرجة آيتن أمين، بعد أن شاهدت أكثر من فيلم قصير لها، ووجدتها مختلفة ولها شخصيتها المستقلة ولا تتأثّر بأحد، بالإضافة إلى أنها بمجرّد قراءة سيناريو فيلم «فيلا 69» أعجبت بشخصية «حسين» التى يقدّمها خالد أبو النجا، وهى المحور الأساسى الذى يدور حوله الأحداث. وقالت أروى لـ«التحرير»: «سعدت كثيرا بالفيلم الذى جاء بعد غيابى عن السينما ٣ سنوات كاملة، اقتصرت خلالها على المشاركة فى عدد من الأعمال التليفزيونية».

أروى جودة لم تجد أزمة فى قلة عدد مَشاهدها بالعمل، حيث تجسّد شخصية «سناء» حبيبة البطل، حيث أوضحت أنها كانت تعلم ذلك، خصوصا أن الأحداث تتركّز حول «حسين» الرجل العجوز المريض، وكان يظهر كشخص كئيب ويكره كل الناس ويسبّهم دائما، مشيرة إلى أن شخصية «سناء» كانت تُظهر الجانب الجيد والمضىء فى حياة «حسين»، فهو لا يكون لطيفا إلا معها ومع حفيده فقط، لذلك كان الدور مؤثّرا فى الأحداث، وواصلت أروى: «الفيلم هو التجربة الأولى لى فى السينما المستقلة، وأريد أن يكون هناك مزيد من التشجيع لهذه النوعية من الأفلام، وكل فنان يجد موضوعا جيّدا عليه أن يُقدّمه ويبدأ بالمجازفة، وهناك عديد من المخرجين أصحاب تجارب طويلة يقدمون أعمالا ولا تنجح، فالفيصل هنا هو السيناريو المحكَم، والباقى توفيق من عند ربنا، وعموما ليس من الضرورى أن يكون الفيلم نقلة، ولكنه بداية مشجّعة للاستمرار فى تقديم تلك النوعية».

وعن اقتصار تصوير أحداث الفيلم على موقع واحد فقط هو الفيلا، قالت أروى: «تنفيذ هذه النوعية من الأعمال صعب جدا، لأن فكرة التصوير لمدة ساعتين أو ساعة ونصف الساعة فى لوكيشن واحد، تُضاعِف من مجهود المخرج الذى يجب أن يحرص على عدم إشعار الجمهور بالملل، وهذا يتطلّب أن تكون الشخصيات غنيّة والحوار شيقا، حتى لا يشعر المشاهد بالزهق والتكرار». مشيرة إلى أن الفيلا التى اختارتها آيتن لتصوير العمل تلائم شخصية «حسين» وتشبهه، فهى مركّبة وكئيبة بعض الشىء، كما أن آيتن بمشاركة مدير التصوير حسام شاهين حرصت على اختيار الزوايا والكادرات بشكل جعلنا نشعر أنه فيلم تم تصويره فى فترة السبعينيات، وهذا كان شيئا ممتعا، بحسب كلام أروى التى فسّرت الحالة التى عاشها بطلا العمل وقصة الحب بين العجوز والمصوّرة الشابة، بأنه بقدر جدية «حسين»، فإن لديه بعض الطفولة، كما أن الفتاة مفتقدة أهلها كثيرا، لأن والدها خارج البلاد، كما أنها تعشق كسر القواعد، وهى شخصية غريبة أيضا، وأضافت: «قصة الحب نشأت بين العجوز والمصوّرة الفوتوغرافية لوجود أشياء مشتركة بينهما، وذلك يؤدى إلى حبّ صادق جدا، فرغم فرق السن فإنهم بيلاقوا حاجة بينهم ومابيقدروش يبعدوا عن بعض».

واستطردت أروى أنها استقبلت ردود أفعال إيجابية من الجمهور الذى أحسّ أن الشخصيات حقيقية، وقالت: «لم نقُم بعمل ماكياج، باستثناء بعض الرتوش على وجه خالد أبو النجا فى شخصية (حسين)، وهناك بعض الشتائم الموجودة بالعمل، لكن تم تقديمها بشكل غير مبتذل وفى السياق. وأعتقد أن الفيلم بداية لأن تأخذ السينما المستقلة حقّها، وتحصد إعجاب الجمهور من كل الفئات، خصوصا أن الفيلم ليس من أنواع الأفلام المستقلة (اللى تخرج منها وانت حاسس إنك لا تفهم منها شيئا)، فهو مستقل وتجارى بنسبة معينة، وقد سعدت كثيرا بمن قال لى شكرا على ما قدّمناه، لأننا احترمنا عقلية المشاهد من خلال قصة إنسانية جدا لرجل فى آخر مرحلة فى عمره، (وعارف إنه هيموت لإصابته بمرض خطير، وفجأة توترت علاقته مع شقيقته)». كما وصفت أروى مشاركة الفيلم فى مهرجان أبو ظبى بأنها كانت مشرّفة، حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فى ظلّ وجود منافسة قوية جدا، والجمهور علّق: «أخيرا فيلم مبهج فى وسط أفلام كئيبة كلها عن الحروب والثورات والتعذيب». من ناحية أخرى، تتابع أروى تصوير دورها فى فيلم «الجزيرة 2» الذى تعتبره تجربة مهمة جدا، وتواصل: «أنا فخورة جدا بهذا العمل، وأتمنّى أن أكون على قدر المسؤولية، وشرف لى العمل مع السقا».

التحرير المصرية في

04.01.2014

 
 

خسائر بالملايين لصناعة السينما.. و«المستقلون» طوق النجاة

محمد حسن رمزى: الفترة المقبلة ستشهد انتعاش السوق السينمائية.. وإرادة الدولة لدعم الصناعة واضحة

كتب : محمد عبدالجليل 

الأرقام وحدها لا تكفى لوصف أوضاع صناعة السينما خلال الاعوام الثلاثة الماضية، فهذه الأرقام تشير إلى أن الصناعة تكبدت من الخسائر ما يقدر بمئات الملايين، حيث لم تزد الإيرادات على 250 مليون جنيه، فضلاً عن تراجع عدد الأفلام المنتجة فى كل عام عن السنوات السابقة للثورة لكن لم تتجاوز 70 فيلماً على مدار الأعوام الثلاثة، ولكن فى المقابل لا يمكن تجاهل العديد من الظواهر النوعية التى فرضت نفسها على الساحة السينمائية.

المنتج محمد حسن رمزى تحدث فى البداية قائلاً: »للأسف الأعوام الماضية كانت الأسوأ على صناعة السينما بسبب العديد من العوامل، فى مقدمتها ارتباك المشهد السياسى وغياب الاستقرار وتداعياته مثل تراجع الأمن بالإضافة لفرض حظر التجوال فى أوقات معينة، وما نتج عنه من تردد الجمهور فى الإقبال على دور العرض، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التى أثرت بشكل كبير على الصناعة، بجانب عوامل أخرى مثل القرصنة وانتشار الفضائيات التى تسرق الأعمال وتبثها دون حق عرض، وغياب المحاسبة القانونية لها، كلها بالتأكيد ملامح وعوامل أثرت على الصناعة بالسلب شأن ما حدث فى جميع نواحى الحياة بمصر والتى تأثرت خلال الأعوام السابقة. وأضاف رمزى: »أتصور أن الفترة المقبلة ستشهد نوعا من الانتعاش المبدئى فى الصناعة، خاصة بعد ما أبدت الدولة إرادة حقيقية فى دعم الصناعة وتطويرها من خلال اللجنة الوزارية التى شكلت، وأعتقد أنه بات لدى صناع السينما رغبة أساسية فى تجاوز تلك الكبوة والعمل على انتعاش السوق السينمائية مرة أخرى«.

الناقد طارق الشناوى يرى فى الأعوام السابقة العديد من الظواهر التى تستحق الوقوف أمامها، وعن ذلك يقول: »أبرز الظواهر التى برزت خلال الأعوام السابقة كانت ازدهار السينما المستقلة بنسبة ما، ونجاحها فى اقتناص مساحة أكبر من التى كانت متاحة لها قبل الثورة، وساعدها فى ذلك عدم اعتمادها على شباك التذاكر والإيرادات بقدر ما تعتمد على التمويلات التى تحصل عليها من المهرجانات وصناديق الدعم الخاصة بالسينما، وأخيراً التسويق للفضائيات، كما أنها لا تتكلف ميزانيات كبيرة لأنها لا تسعى خلف النجم إلا فى استثناءات قليلة مثل خالد أبوالنجا وآسر ياسين كما أنها نجحت فى حصد العديد من الجوائز فى المهرجانات الدولية وصارت عنوانا مميزا لمصر فى تلك المهرجات.

وأضاف الشناوى: »للأسف أيضاً كشف تراجع الإنتاج عن كذب ادعاءات الكثيرين حول حبهم للسينما، حيث لم ينجح المنتجون فى خلق معادلة للتوافق مع الأوضاع الجديدة التى فرضت نفسها.

الوطن المصرية في

04.01.2014

 
 

أحمد بدير:

متفائل بعودة عادل إمام ويحيي الفخراني ومحمود عبدالعزيز للدراما

كتب: سعيد خالد 

قال الفنان أحمد بدير إن بروفات مسرحيته الجديدة «الشعب لما يفلسع» متوقفة وسيستأنفها بعد الاستفتاء على الدستور يومي 14 و15 يناير الجاري، مشددًا على دعمه وتأييده للدستور، وأنه متفائل بمستقبل مصر، وقال في حواره، لـ«المصرى اليوم»، إن إرادة الشعب المصرى قوية ولن ينجح أحد فى أن يكسرها.

متى ستعرض مسرحيتك «الشعب لما يفلسع»؟

- أجرينا بعض البروفات وتوقفنا لإجراء تعديلات على الورق واجتمعنا فى جلسات عمل مع المخرج خالد جلال والكاتب محمود الطوخى وحتى الآن لم نستقر على الشكل النهائى، وبالتالى المشروع متوقف، كما أن الظروف السياسية التى تمر بها البلد فرضت علينا تأجيل العرض، وننتظر انتهاء الاستفتاء على الدستور ومتوقع أن يكون العرض فى فبراير المقبل.

وما أسباب حماسك لهذا العمل؟

- المسرحية تعتبر وجبة متكاملة تصور أسباب ما شهدته مصر والعالم العربى فى العامين الأخيرين، وتؤكد أن الديكتاتورية التى يتعامل بها الحكام مع شعوبهم تجلب الثورات نتيجة زيادة القهر والظلم والجبروت، ونناقش أيضا فكرة انفصال الحاكم عن شعبه وعمله فقط من أجل مصالحه الشخصية ومصالح جماعته فقط، وما ينتج عن ذلك من هجرة الشعب عنه ويبحث فى كيفية التخلص منه، وهناك العديد من الإسقاطات السياسية على الواقع المرير الذى عاشته مصر منذ أكثر من 60 عاما.

وهل ستجسد شخصية الحاكم الديكتاتور؟

- لا، أجسد شخصية مواطن مصرى يواجه طغيان هذا الحاكم بمشاركة باقى الشعب وتدور حوله معظم أحداث العمل، وأتمنى أن يحقق العرض إقبالا جماهيريًا، وأن يعود المسرح إلى الحياة من جديد بعدما عانى من ركود تام طوال سنوات طويلة بسبب قلة الإمكانيات، وسوء الأحوال الأمنية والسياسية.

هل تعاقدت على أى أعمال ضمن المائدة الدرامية الرمضانية فى 2014؟

- مازلت فى مرحلة القراءة وحتى الآن لم أختر عملا، لكنى أراه موسما جيدًا وأبرز سماته عودة النجوم الكبار للدراما، سواء يحيي الفخراني أو محمود عبدالعزيز وعادل إمام، وفى رأيي أنهم سيخلقون حالة جيدة من المنافسة بين أجيال مختلفة وكل هذا يأتي في صالح المشاهد وتقديم وجبات فنية على مستوى عال جدا.

ما موقفك من الدستور؟

- أراه دستورا متكاملا، يدافع عن المواطن المصرى، وأهم ما يميزه مواد الحقوق والحريات، وفى رأيى أن ما شهده من خلافات كان شيئا طبيعيا فى ظل الانقسامات التى يشهدها المجتمع، لكن ما هو جيد حدوث التوحد والتلاقى فى النهاية بين وجهات النظر المختلفة، لذلك سأصوت بنعم على الدستور وأعتبره تتويجا لثورة 30 يونيو.

كيف ترى المشهد المصرى فى 2014؟

- متفائل جدًا وإن شاء الله 2014 سيشهد طفرة اقتصادية وسياسية واجتماعية وتعليمية وأخلاقية وسياحية بعدما نتخلص من الإرهاب وعملائه.

ألا تخشى من 25 يناير المقبل؟

- إطلاقًا.. «مش خايف من 25 يناير ولا حتى 30 فبراير ومحدش هيقدر يكسر الشعب المصرى».

المصري اليوم في

05.01.2014

 
 

سينمـا 2013..

ظـروف صعبــة ومواهـب تدفــع إلى التفــاؤل

محمود عبدالشكور 

تمتلك السينما المصرية قدرة غريبة على الاستمرار رغم الظروف الصعبة التى عاشتها بعد 25 يناير وحتى اليوم، شهد عام 2013 انتفاضة جماهيرية ضد محمد مرسى وحكم الإخوان، تصاعدت الاشتباكات وتم فرض حظر التجول، ومع ذلك استضافت الصالات عروض الأفلام المصرية فى الحدود المعتادة من حيث العدد ومن حيث المستوى الفنى أيضا، واستمر ضخ كثير من المواهب الواعدة التى تدفع حقا إلى التفاؤل، إنها نفس المواهب التى حافظت على تواجد مصرى مشرّف بالذات فى المهرجانات العربية والإقليمية.

فى عام 2013 استضافت الصالات 27 فيلما طويلا هى كالتالى: (1) على جثتى (2) الحفلة (3) فبراير الأسود (4) هوه فيه كده (5) الشتا اللى فات (6) عن يهود مصر (7) سمير أبو النيل (8) الحرامى والعبيط (9) تتّح (10) بوسى كات (11) هرج ومرج (12) متعب وشادية (13) 31/12 (14) عشم (15) قلب الأسد (16) توم وجيمى (17) نظرية عمتى (18) كلبى دليلى (19) البرنسيسة (20) القشاش (21) هاتولى راجل (22) عش البلبل (23) 8% (24) فرش وغطا (25) الهاربتان (26) بعد الطوفان (27) فيلا 69.

أتاحت هذه الأفلام الفرصة لعشرة مخرجين لتقديم أعمالهم السينمائية الأولى وهم (1) محمد بكير مخرج فيلم على جثتى (2) حسنى صالح مخرج هوه فيه كده (3) نادين خان مخرجة هرج ومرج (4) أحمد شاهين مخرج فيلم متعب وشادية (5) ماجى مرجان مخرجة فيلم عشم (6) كريم السبكى مخرج فيلم قلب الأسد (7) وائل عبد القادر مخرج فيلم البرنسيسة (8) محمد شاكر خضير مخرج فيلم هاتولى راجل (9) حازم متولى مخرج بعد الطوفان (10) آيتن أمين مخرجة فيلا 69، ورغم وجود أفلام النجوم المعتادة ( على جثتى وتتح والحفلة على سبيل المثال لا الحصر)، إلا أن هناك أفلاما قامت ببطولتها بعض الوجوه الجديدة مثل فيلم عشم، وكان أداء معظمهم مميزا ومبشرا، وعمر الغندور وسالى عابد فى فيلم فيلا 69، كما شهد موسم 2013 إتاحة فرصة البطولة لمحمد فراج فى فيلمين هما هرج ومرج، والقشاش، وأتيحت الفرصة لأشرف مصيلحى ليكون بطلا فى فيلم شديد التواضع هو متعب وشادية، وأثبتت آيتن عامر جدارتها بالبطولة بدور جيد فى فيلم هرج ومرج، كما قدم الثلاثى الغنائى أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا بطولتهم الأولى فى فيلم بعنوان 8% ، وهو بالمناسبة اسم فرقتهم الغنائية!

نستطيع أن نتحدث أيضا عن ظاهرة مهمة وهى أن الأفلام الكوميدية التى قدمها نجوم لايصنفون ك «كوميديانات» كانت أفضل بكثير من حيث مستواها من أفلام نجوم الكوميديا، أعنى بذلك أن أفلاما مثل فبراير الأسود الذى لعب بطولته خالد صالح، وهاتولى راجل الذى فام ببطولته الثلاثى شريف رمزى وأحمد الفيشاوى وكريم فهمى، وفيلم نظرية عمتى ببطولة حورية فرغلى وحسن الرداد كانت أفضل بكثير من فيلم على جثتى الذى لعب بطولته أحمد حلمى وتتّح ببطولة محمد سعد ، وسمير أبو النيل الذى قام ببطولته أحمد مكى، وتوم وجيمى الذى قام ببطولته هانى رمزى، وكلبى دليلى فيلم سامح حسين.

فى مولد موسم 2013 لفتت الأنظار أسماء واعدة فى مجال التشخيص منها مثلا صلاح الحنفى فى فيلم الشتا اللى فات، وعمر مصطفى متولى فى فيلمى تتّح وقلب الأسد، ورمزى لينر فى فيلم هرج ومرج، وأسامة محمد عطية فى فيلم هرج ومرج، وسهام عبد السلام وأمينة خليل ونجلاء يونس ونهى رضوان فى الفيلم المؤثر «عشم»، هناك من وقف محلّك سر مثل أحمد حلمى وأحمد عز، وهناك من تراجع مثل أحمد مكى وهانى رمزى ومى كساب (قدمت أداء مفتعلا فى أفلام 8% وكلبى دليلى)، وهناك من ثبّت أقدامه مثل محمد رمضان ( أدى دورا جيدا فى فيلم قلب الأسد الذى حقق أعلى إيرادات افتتاحية لفيلم مصرى فى تاريح السينما بحوالى 3 ملايين و200 ألف جنيه)، وإذا كانت الأفلام السبكية مستمرة ( سمير أبو النيل والحرامى والعبيط وقلب الأسد وكلبى دليلى وعش البلبل)، فإن الموسم استوعب أفلام محمد حفظى المميزة (مثل عشم وفرش وغطا وفيلا69)، كما عرض فيلم هيثم الخميسى الوثائقى «عن يهود مصر» من إخراج أمير رمسيس لمدة شهر كامل، وأتيحت الفرصة لكى يقدم عمرو واكد فيلم الشتا اللى فات، وأن يقدم فيلم هرج ومرج لشركة جديدة، بل لقد عرضت الصالات فيلما من بطولة وإنتاج منتجة وممثلة جديدة أسمع عنها لأول مرة هى علياء الكيبالى، وهو فيلم متعب وشادية.

أسماء من كل الأجيال شاهدناها فى سينما 2013 من جومانة مراد فى الحفلة إلى عايدة عبد العزيز فى فيلم الحرامى والعبيط، بل لقد شهدنا عددا من ضيوف الشرف فى أفلام كثيرة مثل خالد أبو النجا وأحمد السقا (على جثتى)، ومنّة شلبى (سمير أبو النيل)، وسمير غانم الذى ظهر كضيف شرف فى فيلمى تتّح وهاتولى راجل، وشيرين فى فيلم هاتولى راجل، مازالت مواسم السينما كما هى فى الصيف والأعياد وإجازة منتصف العام، سينما تتحدى الظروف الصعبة حتى إشعار آخر. يتبقى أن أقدم لكم اجتهادى فى اختيار الأفضل فى موسم 2013 السينمائى، الأفلام الأفضل بالنسبة لى بدون ترتيب هى: فبراير الأسود، الشتا اللى فات، عن يهود مصر، هرج ومرج، عشم، هاتولى راجل، فرش وغطا، أما قائمة الأفضل بصورة أكثر تفصيلا، وفى كل عناصر الفيلم السينمائى فهى كما يلى:

(1) أفضل فيلم: فرش وغطا.

(2) أفضل سيناريو: أحمد عبد الله عن فرش وغطا.

(3) أفضل مخرج: أحمد عبد الله عن فرش وغطا.

(4) أفضل ممثل (دور أول):مناصفة بين عمرو واكد عن الشتا اللى فات، وآسر ياسين عن فرش وغطا.

(5) أفضل ممثل مساعد: محمد رجب فى فيلم الحفلة.

(6) أفضل ممثلة (دور أول): آيتن عامر فى هرج ومرج.

(7) أفضل ممثلة مساعدة: مناصفة بين سهام عبد السلام فى فيلم عشم وهبة يسرى فى فيلم فيلا 69.

(8) أفضل تصوير: مناصفة بين فيكتور كريدى فى الشتا اللى فات، وطارق حفنى عن فرش وغطا.

(9) أفضل مونتاج: هشام صقر وأحمد عبد الله اللذان اشتركا فى مونتاج فيلم عشم .

(10) أفضل ديكور: باسل حسام عن فيلم الحفلة.

(11) أفضل موسيقى: عمرو اسماعيل عن فيلم الحفلة.

(12) أفضل ملابس : مروة عبد السميع عن هرج ومرج.

(13) أفضل فيلم كوميدى: هاتولى راجل.

(14) أفضل مخرج (عمل أول):ماجى مرجان مخرجة فيلم عشم.

(15) أفضل وجه جديد (رجال): صلاح الحنفى الذى لعب دور رجل أمن الدولة فى فيلم الشتا اللى فات.

(16) أفضل وجه صاعد (نساء): ميريت ابنة الفنانة شيرين عن دورها فيلم هاتولى راجل.

(17) أفضل أفيش: فرش وغطا، وعن يهود مصر.

أكتوبر المصرية في

05.01.2014

 
 

مهـزلـة كــل عـام..فوضـى الأفضل والأجمل !

محمد رفعت 

الاستفتاءات الصحفية والتليفزيونية حول اهم النجوم والأعمال الفنية التى تعرض خلال العام، تحولت إلى «سبوبة» سنوية لبعض مراكز استطلاع الرأى الوهمية التى تقوم بـ «فبركة» هذه الاستفتاءات لصالح البعض، مستغلة عدم وجود أى نوع من الرقابة الرسمية أو الشعبية على مثل هذه الاستطلاعات التى تفتقد إلى أبسط معايير النزاهة و القواعد العلمية. 

ومعظم هذه الاستفتاءات انتقائية ويغلب عليها طابع المجاملة وتفتقد إلى المنهج العلمى والدقة والشفافية، ويشوبها قدر كبير من التحيز لنجم أو نجمة بعينها أو عمل درامى محدد، لدرجة أن بعض هذه الاستفتاءات قد يختار أسماء لمؤلفين ومخرجين وملحنين ومطربين لم يشاركوا بأى عمل فنى طوال فترة الاستفتاء، بل قد يبالغ البعض فى «الاستظراف» ويختار فنانين راحلين مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ باعتبارهما الأفضل هذا العام، كنوع من التلميح إلى أن الفنانين الحاليين الأحياء لم يبرز منهم أحد أو لمجرد الاستسهال أو الاختيار الروتينى لأسماء معروفة تفوز تلقائيا بكل الاستفتاءات، أو الرغبة فى الدعاية و «التلميع» لأشخاص ونجوم بعينهم تربطهم بأصحاب الاستفتاء علاقات مودة وصداقة، أو لأسباب وأغراض أخرى بعيدة تماما عن الموضوعية والإنصاف. 

ولا تقتصر هذه الظاهرة على الأعمال الفنية فقط، ولكنها تمتد لتشمل مؤسسات صحفية ومحطات تليفزيونية، وأعمالاً أدبية، وشخصيات لأدباء ومفكرين وكتباً يتم منحها ألقابا لا تستحقها ومكانة لا تملكها فى الواقع من خلال جهات مجهولة ومكاتب إعلامية محترفة فى «فبركة» الاستفتاءات. 

والأدهى والأخطر أن بعض نجوم الفن يسعون لشراء هذه الجوائز الوهمية وتمويل بعض تلك الاستفتاءات المزيفة، كما تكشف فى فضيحة جوائز «الميوزيك أورد» التى يتم منحها لمن يدفع أكثر.. وقد وصلت هذه الصراعات إلى ساحات المحاكم وتبادل الاتهامات والشتائم بين نجوم ونجمات الطرب حول كيفية الفوز بلقب الأفضل والأجمل، واشهرها معركة المطربة شيرين عبدالوهاب مع منظمى تلك الجائزة، والمعارك السنوية بين أنصار ومريدى الهضبة عمرو دياب ومطرب الجيل تامر حسنى حول لقب مطرب العام، والتى تتخذ من صفحات النجمين على مواقع التواصل الاجتماعى، وخاصة «تويتر» و«فيس بوك» ساحة لها. 

وقد اعترف عدد من المطربين والمطربات بأنه تمت مساومتهم لمنحهم تلك الجوائز مقابل مبالغ مالية محددة. والحل الوحيد لوقف فوضى الاستفتاءات الفنية هو إشراف جهة محايدة عليها، ووضع شروط محددة للاعتراف بنتيجتها حتى لا ينطبق عليها المثل الذى يقول «من لا يملك أعطى لمن لا يستحق»!.

أكتوبر المصرية في

05.01.2014

 
 

حكايات وطرائف من كواليس السينما 

يروي الممثل الأمريكي الراحل إيلي والاش عن تجربته في العمل مع المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني في فيلم "الطيب والشرس والقبيح" The Good, the Bad and the Uglyالذي قام فيه بدور القبيح، فيقول إن ليوني لم يكن يعير اهتماما كبيرا لما يمكن أن يتعرض له الممثلون منمخاطر بل كان يستغرقي في التفكير في فيلمه بحيث ينسى كل ما حوله من البديهيات، ومنها ضرورة توفير السلامة للممثلين.

ويقول والاش إنه كان أن يسقط من فوق ظهر الحصان عندما كان يصور مشهدا يقتضي أن تقيد يداه خلفه ثم يتم لف حبل المشنقة حول عنقه.. وهو المشهد الذي تكرر في الفيلم وكان ينتهي كل مرة بتدخل البطل الغامض الذي قام بدوره كلينت إيستوود باطلاق النار حتى يقطع الحبل ويفلت صاحبنا من الموت. وذات مرة تم بالفعل قطع الحبل بطريقة ما كما كانوا يفعلون، لكن الحصان أخذ يجري بعيدا وإيلي مقيد اليدين لا يمكنه عمل أي شيء وابتعد الحصان بسرعة كبيرة لمسافة ألفي متر وكان صاحبنا أن يقع من على ظهر الحصان ويصاب إصابات خطيرة.

ويقول إنه تعرض أيضا للموت عندما كانوا يقومون بتصوير المشهد الذي يفلت ويداه مقيدتان بالقيود الحديدية ويلجأ لوضعها على شريط الشكة الحديدية لكي يقطعها القطار القادم.. ويأتي القطات فعلا وهو رابض بجوار القضبان ينتظر أن يمر القطار فوق قيوده الحديدية فيقطعها، ولكنهم لم يعرفوا أن القطار يتحرك الى الخارج بنحو قدم كامل وكاد بالتالي أن يصطدم برأس إيلي والاش فيقضي عليه لولا أنه أبعد رأسه في اللحظة الأخيرة لينجو بمعزة من الموت!

ويروي كلينت إيستوود عن تجربته في العمل مع ليوني في ثلاثة من أفلامه (ثلاثية الدولارات كما تعرف) فيقول إن ليوني لم يكن يعرف كلمة واحدة من اللغة الإنجليزية وأن الحوار معه كان عبر مترجم، وكان يستعين بالكثير من الممثلين الإسبان (كان التصوير يجري في اسبانيا) والايطاليين ومن هولندا وغيرها.

وكان كل منهم يمثل بلغته أمام الآخر، ولم يكن الممثل الي أمامه يفهم بالتالي ماذا يقوله له كلينت كما لم يكن كلينت يفهم لكنهم كانوا يتعاملون حسب الحوار المطلوب مع بعض الارتجال بالطبع. ويضحك غيستوود عندما يتذكر أن المساعدين وبعض الممثلين الثانويين (الكومبارس) كانوا يتركون جهاز الراديو مسموعا يستمعون إلى الأغاني وهم يضحكون ويلعبون الورق قرب مكان التقاط المشهد، دون أن يكلف ليوني نفسه بأن ينهرهم.

وكان المخرج الإيطالي الكبير الراحال يعتمد بالطبع فيما بعد، على الدوبلاج، باستخدام أصوات أخرى لممثلين تخصصوا في القيام بأدوار أبطال معينين فقد كان هناك من تخصص من الإيطاليين في القيام بدور كلينت ايستوود، وهكذا. ومعروف أن الأفلام الأمريكية تتم دبلجة حواراتها إلى الإيطالية والأمر نفسه في ألمانيا وفرنسا.

وهناك الكثير الذي يروى عن تطرف المخرج الأمريكي الراحل سام بكنباه وتصراته المجنونة أثناء التصوير، فقد كان معروفا بادمانه الخمر، وكان عادة يذهب الى مواقع التصوير مخمورا، ولم يكن من شدة استغراقه في التعايش مع الفيلم كأنه في حالة حلم، يدرك أنه أعاد تصوير المشهد بما فيه الكفاية، أي عشرات المرات.. ويروي مساعده أنه كان ينبهه إلى ضرورة التوقف هنا. وذات مرة أعادة تصوير مشهد ما في فيلم "أعد إلي رأس ألفريدو جارثيا" مرات عدة ثم اقتنع أخيرا بأن الاعادة الأخيرة هي الأفضل وأنه سيتوقف الآن.

ويروي الرجل كيف أنه انتهى من تصوير الفيلم تماما وحمل جميع التقنيين معداتهم ووضعوها في السيارات والشاحنات وبدأوا في تشغيل محركاتها، وكان باكنباه لايزال جالسا يفكر في اللقطة الأخيرة التي انتهى تصويرها. وعندما  سار مبتعدا عن موقع التصوير مع مساعده أخذ يقول له إن أول ما سيفعله صباح اليوم التالي أن يصور هذه اللقطة مع الممثل نفسه، ناسيا أن تصوير الفيلم انتهى ولم يعد هناك المزيد!

وروى كثيرون ممن عملوا مع سام باكنباه أنه كان شديد العصبية وكان يتشاجر أحيانا بشكل مكشوف مع الممثلين، ويصيح في وجوههم ويهدد بوقف العمل في الفيلم. وقد اكتسب سمعة لدى شركات الانتاج (الاستديوهات) بأنه مخرج مثير للمشاكل، كما لم يكن يعرف قيمة الوقت أبدا، فقد كان من النوع الذي ينشد الكمال دون أن يصل إليه أبدا بالطبع.

وعندما بدأ العمل في مونتاج فيلمه الشهير "كلاب القش" Straw Dogs  (1972) وكان يقوم بالمونتاج مونتير انجليزي (الفيلم كله صور في اسكتلندا) أخذ يطالب المونتير بأشياء لا يمكنه القيام بها باتصل المونتير بشركة الانتاج في هوليوود يشكو باكنباه ويقول لهم إنه مخرج جاهل لا يعرف ماذا يريد وإنه سيدمر الفيلم. وقد قام المنتج المنفذ للفيلم الذي كان موجودا في لندن، عندما علم بذلك، باستبعاد المونتير على الفور لأنه لم يكن ممكنا أن يستمر التعاون بينه وبين باكنباه.

وروى الناقد الأمريكي الراحل روجر إيبرت أن السؤال الأول الذي وجه إلى باكنباه في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد العرض الخاص للفيلم لنحو 350 ناقدا وصحفيا لفيلم "العصبة المتوحشة" The Wild Bunchجاء من سيدة قالت بكل بساطة وبشكل يعبر عن الاستنكار: لماذا صنع هذا الفيلم أصلا؟

وقد أصبح الفيلم بعد سنوات طويلة من ظهوره عام 1969 من أهم أعمال السينما الأمريكية وواحدا من أفضل أفلام الويسترن.

عين على السينما في

05.01.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)