هنا؛ في موقع الجزيرة الوثائقية، نشر الناقد التونسي؛
الأستاذ الهادي خليل، مقالاً بعنوان: «السّينما الوثائقيّة على محكّ
القضيّة
الفلسطينيّة»، تناول فيه بضعة أفلام وثائقية، حققها مخرجون فلسطينيون وعرب
وأجانب،
تتناول أطراف من القضية الفلسطينية؛ بدءاً من المخرج الفلسطيني رشيد
مشهراوي،
والممثلة المخرجة البريطانية فينيسيا ريدغريف، والمخرج السويسري ريتشارد
دندو،
والمخرج الفرنسي جان لوك غودار.
بداية يجدر بي القول، إنني كفلسطيني، أولاً،
وكمتابع مهتم بشؤون السينما الفلسطينية، وعموم الأفلام التي تتطرق للقضية
الفلسطينية، ثانياً، وكقارئ، في البدء والخاتمة، أقدّر عالياً كافة الجهود
النقدية،
والدراسات البحثية والتوثيقية، التي تصبُّ في خدمة هدف إبراز الجهود
السينمائية
المبذولة فيما يخص القضية الفلسطينية، وتقديم صورة الفلسطيني، وأنظر إليها
جميعاً
باعتبارها مساهمات ذات شأن غير قليل في مجرى النضال الحضاري الذي يخوضه
الفلسطينيون
مدعومين بأخوة وأشقاء وأصدقاء وحلفاء، ممن يؤمنون بقيمة الحرية، وضرورة
التخلص من
الاحتلال والاستبداد والطغيان، كما يؤمنون بحق الفلسطيني بالعيش على أرض
وطنه، حراً
كريماً، تماماً كما سائر شعوب الأرض، كلها.
من هنا، لا يمكن النظر إلى كتابات
الناقد التونسي؛ الأستاذ الهادي خليل، إلا من هذه الزاوية؛ زاوية التقدير
والاحترام، ونراها تأتي من باب تعبيره الأصيل عن وجدانه النقي، واهتمامه
النبيل
بالقضية الفلسطينية، وما يتعلّق بها، خاصة على المستوى السينمائي، في
حالتنا هذه.
وما متابعاته للأفلام التي تقع في هذه الدائرة، وكتابته عنها، إلا دليلاً
صريحاً
على ذلك كله.
وأعتزّ، شخصياً، أنني من القراء المتابعين لكتاباته دائماً، حتى
عندما يذهب للحديث عن أعلام ورواد ورموز في تاريخ السينما الوثائقية
العالمية، وعن
أبرز وأهم التجارب في ذاك السياق، فكتاباته مما تغني القارئ معرفة، وتقدم
له خلاصات
ذات أهمية، تثريه، وتمتعه، وتنفعه.
المسألة التي أودّ التوقف عندها، هنا، ولفت
انتباه الناقد الأستاذ العزيز إليها، هي بعض المعلومات التي وردت في مقالته
المشار
إليها، والتي لابد من إعادتها إلى صوابها، وتصحيحها. وأرجو أن لا أجد نفسي
بحاجة
للقول إلى دافعي في هذا، إنما هو مزيج من الحب والتقدير والاحترام لشخصه
الكريم،
والحرص على دقة المعلومة صوابيتها، ووضعها في سياقها الصحيح، خوف أن تصل
قارئاً ما،
يأخذها على علاتها، فتضلله، خاصة وأنها تأتي في إطار المعلومة التاريخية،
لا الرأي
النقدي، أو الشخصي.
يؤثر الناقد التونسي الهادي خليل البدء بالحديث عن المخرج
الفلسطيني رشيد مشهراوي بقدر من الإعجاب، الذي نتفق معه تماماً بصدده،
ونزيد. ونرى
أن المخرج رشيد مشهراوي هو أحد أبرز وأهم المخرجين الفلسطينيين الذين
ينهضون
بالسينما الفلسطينية، راهناً ومنذ عقدين ونيف من السنوات. وليس من المغالاة
في
القول إنه أنشط السينمائيين الفلسطينيين تماماً، إذ أنه ما بين لحظة بدايته
السينمائية، في العام 1987، وحتى الآن، استطاع أن يحقق قرابة عشرين فيلماً،
تتنوع
ما بين القصيرة، والوثائقية، والروائية الطويلة، وهو ما يقم به أي مخرج
سينمائي
فلسطيني آخر. هذا فضلاً عن مساهماته الإنتاجية، ونشاطاته التدريبية
التأهيلية
لأجيال من الشباب السينمائيين، الذين أضحى البعض منهم يُشار إليه بالبنان.
يخطئ
الناقد الهادي خليل، على أكثر من مستوى، في
حديثه هذا، إذ يذكر بعض أفلام المخرج
رشيد مشهراوي الوثائقية، وذلك عندما يقول: «لِنَسُقْ مَثَلاً بعض الأفلام
الوثائقيّة الجيّدة التي أُنجزت عن فلسـطين. أعمـال المخرج الفلسطيني رشيد
مشهراوي،
مثل "حظر التّجوّل"
(Couvre-feu)،
"حيفا" (Haïfa)،
"مباشرة من فلسطين" (En direct de Palestine)،
"تذكرة إلى القدس" (Un ticket pour Jérusalem)،
"جينين"
(Jenine)
وغيرها من الأفلام».
ففي البداية، لابد أن ننوه إلى أن فيلم «جنين» ليس للمخرج
رشيد مشهراوي، أبداً، بل في الحقيقة هناك فيلمان بالعنوان المتقارب ذاته:
أولهما
فيلم «جنين» من إخراج الفنان محمد بكري. وثانيهما فيلم «جنين.. جنين»
للمخرج إياد
الداود. ولا ندري أيهما قصد الناقد الهادي خليل في كلامه، ولكن في الحالتين
ليس
للمخرج رشيد مشهراوي، أي فيلم بهذا العنوان.
وتالياً، تنبغي الإشارة إلى أن
أفلام «حظر تجول»، و«حيفا»، و«تذكرة إلى القدس»، هي أفلام روائية طويلة. مع
ضرورة
التنبيه إلى فيلم «حظر تجول» هو ذاته فيلم «حتى إشعار آخر»، وما عنوان «حظر
تجول»
إلا ترجمة للعنوان الإنجليزي الذي لم يعتمده المخرج عنواناً بالعربية
لفيلمه،
واختار له عنواناً عربياً: «حتى إشعار آخر». وهذا أمر مألوف في السينما
عموماً، أي
ليس بالضرورة أن يكون عنوان الفيلم باللغة الأصلية، وهي اللغة العربية هنا،
هو ذاته
الترجمة الحرفية لعنوانه باللغة الأجنبية.
لقد حقق المخرج رشيد مشهراوي مجموعة
متميزة من الأفلام الوثائقية، دون شك، وكثير من هذه الأفلام نال العديد من
الجوائز
في غير مهرجان داخل الوطن العربي، وخارجه. ولكن رشيد مشهراوي أيضاً حقق
مجموعة لا
تقل تميزاً من الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام القصيرة. وهي بمجموعها
جزء هام
جداً من التراث السينمائي الفلسطيني، وستكون ميدان دراسة، وبحث، لكل من
يهمه البحث
في الصورة السينمائية التي حققها الفلسطينيون عن أنفسهم، أو مناقشة آليات
تناول
الفلسطينيين لقضيتهم عبر السينما. من هنا تأتي أهمية المعلومة التي نكتبها،
وأعتقد
أن من الضروري التدقيق والتمييز، والحرص على الصحة، لاسيما وأن ثمة من
سيعتمد، في
يوم ما، على ما نكتب، وقد يتعامل معها باعتبارها مصادر أو مراجع، يتكئ
عليها!..
ولتثبيت المعلومات في إطارها الصحيح، نجد من الضروري، التوضيح
التالي:
لقد حقق المخرج رشيد مشهراوي، في مسيرته السينمائية، الأفلام
التالية:
في الأفلام الوثائقية:
«دار ودور» عام 1990، و«أيام طويلة في غزة»
عام 1991، «انتظار» عام 1994، و«توتر» عام 1998، و«خلف الأسوار» عام 2000،
و«هنا
صوت فلسطين» عام 2001، و«أخي عرفات» عام 2005، وحقق لقناة الجزيرة أطفال
فيلم «حوراء
بغداد» عام 2010.
في الأفلام الروائية الطويلة:
«حتى إشعار آخر» عام 1993، و«حيفا» عام 1995، و«تذكرة إلى القدس» 2002،
و«انتظار» عام 2005، و«عيد ميلاد
ليلى» عام 2008.
في الأفلام القصيرة؛ (روائية وتسجيلية وتجريبية):
«جواز سفر»
عام 1987، و«الملجأ» عام 1989، و«الساحر» عام 1992، و«رباب»
1997، و«غباش» عام
2000،
و«موسم حب» عام 2000، و«مقلوبة» عام 2000.
أما إذا انتقلنا
إلى حديث الناقد الهادي خليل، بصدد المخرج
جان لوك غودار، فسنجده يقول: «ولقد كان
المخرج الفرنسي "جان لوك قودار" (Jean-Luc Godard)
سينمائيّا مؤسّسا في هذا المجال،
كما يتبيّن ذلك في فيلمه الشّهير "هنا وهناك"
(Ici et ailleurs)
الذي صوّره سنة 1976
عن حصار تلّ الزّعتر، وعن مخيّمات اللاّجئين الفلسطينيّين بلبنان».
طبعاً
هذا الكلام غريب، فإذا تجاوزنا التوقف عند
حقيقة أن المخرج جان لوك غودار، هو مخرج
سويسري فرنسي، فإن الكلام عن فيلم «هنا وهناك» يحتوي على كمّ كبير من
المغالطات،
ولا ندري من أين جاء الناقد بهذه المعلومات؟!..
من الثابت أن فيلم «هنا وهناك»،
جرى تصويره بدايةّ في العام 1970، وكان اسمه «حتى النصر»، وهو فيلم يتعرض
لبدايات
الثورة الفلسطينية، ونشأة الكفاح المسلح الفلسطيني، وظواهر العمل السياسي،
في أوساط
المرأة والشباب والفتيان، والتدريبات المتواصلة للنهوض الثوري. كما يمرّ
الفيلم على
معركة الكراكمة عام 1968، ومشاهد من المجازر التي جرت إبّان أحداث عمان 1970.
ولقد شاء المخرج جان لوك غودار العودة إلى فيلمه، عام 1974، لينظر في
الأحداث والتحولات التي جرت فيما بين هذين العامين، أي عام 1970، وعام
1974، بما
فيها عملية ميونيخ، ولقاءات القمة السوفيتية الأمريكية (نيكسون، بريجينيف)،
وتصريحات قادة الصهاينة (غولدا مائير، موشي دايان)، وتبيان المفارقة بين
«هنا»، من
خلال أسرة فرنسية، تعيش شؤون حياتها اليومية في مجتمع استهلاكي، و«هناك»
حيث
الفلسطينيون يناضلون من أجل التحرير والنصر، دون أن ينسى الفيلم التعامل مع
القضية
الفلسطينية في إطار رؤية الكفاح التحرري العالمي، بدءاً من فيتنام وصولاً
إلى شرق
أوروبا.
لا ذكر لحصار تل الزعتر في فيلم «هنا وهناك»، بل وليس ثمة من تصوير في
المخيمات الفلسطينية، إنما في قواعد الثورة ومكاتبها. وحتى
اللقطات التي أظهرت
الدمار، إنما كانت في منطقة «الكرامة»، حيث
دارت المعركة الشهيرة باسمها. أما
الخيام الفلسطينية التي تظهر في بعض
اللقطات الأرشيفية، فهي مستقاة من أرشيفات
عالمية تعود إلى نكبة 1948، ونكسة 1967.
وفي وقت كان الفيلم الأصلي «حتى النصر»
معايشة يومية للفدائيين في قواعدهم، وللفلسطينين في عملهم السياسي والتربوي
والاجتماعي والتأهيل الشعبي للانخراط في الثورة، فإن فيلم «هنا وهناك» يذهب
باتجاه
أن يكون مداخلة نظرية مطوّلة، حول الآنا والآخر، أنا وأنت، نحن وهم، الصورة
ومعناها، والصوت والصمت، والأغنياء والفقراء، في ثنايات تكاد لا تنتهي،
كأنما هي
ترجمة لعنوان الفيلم «هنا وهناك».
يبقى لي في النهاية إبداء الشكر والتقدير
لجهود الناقد التونسي الهادي خليل، مع أطيب التمنيات بالتوفيق.
الجزيرة الوثائقية في
04/09/2011
باريس عاصمة سينما الفنّ، والتجربة
صلاح سرميني ـ باريس
السينما نافذةٌ مفتوحةٌ على العالم
أندريه بازان ـ ناقد سينمائيّ فرنسي
إذا تخيلنا السينما وطناً، أتوقع بأن تكون باريس
عاصمته، صحيحُ بأنّ الأستوديوهات الباريسية تنافست في فتراتٍ سابقة، وخلال
وقت
قصير، مع نظيراتها الأمريكية، ولكن، بالإضافة إلى كونها
المدينة التي يُنتج فيها
أكبر عددٍ من الأفلام، فقد أصبحت الأكثر إيثاراً لعشاق السينما، وبفضلهم،
تحتفظ
بذاكرتها، تكتشف تاريخها، وتُقيم حواراً مثمراً مع الفنون الأخرى.
في الحقيقة،
لا يوجد مدينة أخرى في العالم تمنح سكانها، وزائريها هذا الكمّ من الأفلام،
والأنواع من بدءا بالأكثر جماهيريةً، وصولا إلى سينما المؤلف.
وبالمُقابل، يجد
المخرجون فيها مصدر إلهام، وتشجيع الجمهور، وتحظى باريس على هذه المكانة
بفضل شبكة
صالاتها، واحدةٌ من الشبكات الأكثر قدماً في العالم، يُديرها أشخاصٌ عاشقون
منحوها
أهدافها النبيلة، وتشاركوا في أحلامهم مع أجيالٍ من هواة السينما، ونفخوا
روحاً في
أماكن أسطورية.
اليوم، تستمرّ هذه المغامرة الجميلة، وتتواصل، ومنذ الخمسينات،
طورت صالات الفنّ، والتجربة مبادراتٍ نُجيب على متطلبات،
وأذواق جمهور تتزايد
طلباته يوماً بعد يوم..
هذه الصالات، حارسات الذاكرة، لم تتقاعس يوماً في
الاندفاع نحو المستقبل، فقد تمّ تحديثها، وتقدم اليوم شروط استقبالٍ،
وتجهيزاتٍ
تثير حسد الشبكات الكبرى، وهي دائماً في حالة بحثٍ عن التجديد،
فقد ساهمت في
السنوات الأخيرة باكتشاف مخرجين فرنسييّن شبان، ومشارب سينمائية جديدة،
وبشكلٍ
خاصّ، السينمات الأسيوية، والإيرانية. تحتاج باريس أكثر من أيّ وقت مضى
لحضور هذه
الصالات فيها، وهي ركيزة لا يمكن الاستغناء عنها لإثراء الحياة الثقافية في
الأحياء. هي عادةً صالاتٌ صغيرة، تتوزع في عموم التقسيمات
الإدارية الباريسية،
ولكنها، تتجمع بشكلٍ خاصّ في وسط العاصمة (الدائرة الثالثة، الرابعة،
الخامسة،
والسادسة).
في عام 2000
كانت باريس تحتفي بأربعين قاعة بمجموع 90 صالة، كلّ واحدة منها تمتلك خطةً
برمجية خاصة، ومتفردة. وفي عام 2011 بقيت المدينة تتفاخر بنفس العدد، إشارة
بأنها
مازالت عاصمة سينما الفنّ، والتجربة على الرغم من قلق خطورة
زحف المُجمعات
السينمائية الكبرى.
في هذه القراءة التوثيقية، سوف أسلط بعض الأضواء على هذه
الأماكن، وخصوصية كلّ واحدةٍ منها.
K2 Beaubourg
تمركز في المنطقة الإدارية الثالثة على بعد خطواتٍ من "مركز جورج
بومبيدو"،
وتتكوّن من 6 صالات تتميز بعروض صباحية لأفلامٍ قديمة من كلّ
أنحاء العالم، وتقدم
في مواعيدها الاعتيادية مختاراتٍ من الأفلام الجديدة، كما تهتمّ بتنظيم
حلقاتٍ
متنوعة جداً حول مخرجين، ممثلين، وتيماتٍ، ولقاءاتٍ احترافية بالتعاون مع
مجلاتٍ،
ومؤسّساتٍ متخصصة.
Le Nouveau Latina
تقع في المنطقة
الإدارية الرابعة، وهي منذ عام 1984 مخصصة لسينمات البلدان اللاتينية
(الأسبانية،
الفرنسية، الايطالية، البرتغالية، الرومانية،..)، وتتكوّن من ثلاث صالاتٍ،
قاعة
للفنّ التشكيلي، مقهى، وصالة للرقص.
كما تقترح أفلاماً جديدة، وحلقات من
الكلاسيكيات الكبيرة، وأفلام المخرجين الشباب، وفي نفس الفضاء،
يستقبل "غاليري
رينوار" معارض لفنانين من الدول اللاتينية.
Accatone
تقع في المنطقة الإدارية الخامسة، صالةٌ وحيدةٌ
كانت فيما مضى كباريه بدأت فيه المسيرة الفنية لبعض الفنانين،
ومنهم "إديث بياف"،
كما استقبل البدايات الأولى للتعريّ . في عام 1957 أصبح صالة
باسم "ستوديو كوجاس"،
سينما لـ"فرانسوا تروفو" ثمّ "غي ديبور"، وفي عام 1987 دشنّ
فريقٌ جديد المكان،
ومنحه اسم
" Accatone"(أول فيلم لبازوليني). يحوي هذا المبنى صالة سينما،
قاعة عرضٍ
للفنون التشكيلية، مكتبة، ومقهى يلتقي فيه المخرجون، الرسامون، الممثلون،
الكتاب،
والفلاسفة. وبالإضافة لبرمجتها الاعتيادية المُتفردة، فهي تحتفي حالياً
بأفلام
المخرج الإيطالي "بيير باولو بازوليني".
Le Desperado
في المنطقة الإدارية الخامسة، كانت سابقاً تحمل اسم (Action Ecoles)،
وتعتبر مكاناً يجمع الشباب، وبشكلٍ خاصّ الطلبة الذين يحبون
الصالات الصغيرة، والحميمة في الحيّ اللاتيني، تتكوّن من صالتيّن، وتقترح
إستعادات
لمخرجين، وممثلين، أو تيمات. الصورة الكبيرة لـ"مارلين مونرو" فوق عجلة
والتي تُزين
واجهة الصالة الكبيرة، تُذكرنا بأنّ مؤسّسها كان أيضاً تاجر عجلات. وهي
تحتفي
حالياً بالأعمال الكبرى من السينما الفرنسية، وتقدم برنامجاً
لبعض أفلام المخرج
الفرنسي "جان بيير موكي".
Le Champo
في المنطقة الإدارية الخامسة، منذ عام 1938 وحتى
اليوم استقبلت هذه القاعة التي تحتوي على صالتين صغيرتين ملايين المتفرجين،
وكانت
واحدة من الأماكن المُفضلة عند سينمائيّ الموجة الجديدة، تبرمج صالتيها
إستعاداتٍ
للأفلام الكبرى القديمة، وتكريماتٍ موجهة نحو القضايا الحالية، في عام 2000
تمّ
تسجيلها في قائمة المباني التاريخية التراثية.
ÉPÉE DE BOIS
تقع في المنطقة الإدارية الخامسة، وأنشئت في عام 1978،
وهي مُكوّنة من صالتيّن، وتعتبر واحدة من سينما الأحياء الحميمة، وبالآن
ذاته
مخصصة لأفلام الفنّ، والتجربة، ويتجسّد ذلك عن طريق برمجة حاذقة موجهة نحو
المخرجين
المُعاصرين.
لا تدعي هذه القاعة بأنها سينما "بديلة"، ولكن، تعلن اختلافها من
برمجة الأفلام المُتوفرة، والأكثر اعتيادية (رُبما هي جريئة اليوم، وسوف
تصبح غداً
من الكلاسيكيات)، كما تُنظم حلقاتٍ سينمائية، ولقاءاتٍ مع المخرجين تجعلها
مكاناً
ينشط بإستمرار في واحدٍ من الأحياء الأكثر حيوية في العاصمة،
وكما حال معظم صالات
الفنّ، والتجربة، فإنها تقيم معارض دائمة لفنانين تشكيليين شباب.
ESPACE SAINT MICHEL
منذ بداياتها في عام 1912 استقبلت (سينما سان
ميشيل) ملايين المتفرجين حتى غرقت في الظلام عام 1988 بسبب
تفجير إرهابيّ نفذته
جماعة متطرفة،... في عام 1991 عادت القاعة إلى نشاطها تحت اسم (فضاء سان
ميشيل)
يحتوي على صالتين مخصصتين لعرض سينما
المؤلف، وتنظيم أحداث سينمائية، والكشف عن
موهبة السينمائيين الجدد من كلّ أنحاء العالم، وأفلام مخرجين
ما تزال أعمالهم قليلة
التوزيع في فرنسا.
CINÉMA DU PANTHEON
صالة سينمائية منذ عام 1907، وهي تعتبر واحدة من
أقدم الصالات في باريس، وأكثر من ذلك، مازالت تحتفظ بشرفة (بلكون)، وقد ظلت
لمدة 60
عاماً ملكاً للمنتج الفرنسي "بيير برونبرجيه".
تقع على بعد خطواتٍ من ساحة
السوربون، وتقترح برمجة أفلام من كلّ البلدان، وبشكلٍ خاصّ سينماتٍ غير
معروفة بشكل
جيد، أو غير معروفة أبداً، وتقدم أفلام مخرجين جدد تتداخل مع أعمال آخرين
معروفين،
كما تنظم إستعاداتٍ، ولقاءاتٍ مع محترفي السينما.
Filmothèque du Quartier Latin
في بداية القرن التاسع عشر، كانت هذه القاعة
كباريه، وفي عام 1930 أصبحت صالة مسرح، وفي نهاية الخمسينيّات
تحولت إلى صالةٍ
سينمائية تحت اسم (الحيّ اللاتيني) المكان المُفضل لمخرجي الموجة الفرنسية
الجديدة،
وفي عام 1985 أنشئت فيها صالة ثانية تحت الأرض.
اشترتها شركة "يوتوبيا"، وتمّ
إدراجها في قائمة صالات الفنّ، والتجربة، ومنذ عام 1997
امتلكتها شركة أخرى، ولكنها
احتفظت باستقلالية برمجتها، وظلت بصالتيّها، ولفترةٍ طويلة، مكاناً لاكتشاف
السينما
الإيرانية، والإسبانية بالإضافة لإستعادات، وأفلام جديدة من سينمات الماضي،
والحاضر.
ومع أنها كانت مُدرجة في صالات الفنّ، والتجربة في دليليّ عام 2000
و2001 إلا أنها اختفت من قائمة "الجمعية الفرنسية لسينمات الفن، والتجربة"،
مع أنها
الأكثر نشاطاً في هذا الصدد.
في صالتها الزرقاء تقدم حالياً احتفاءً بأفلام
أكيرا كوروساوا، أودري هيبورن، بيدرو ألمودوفار، ستانلي
كوبريك، تيرانس ماليك،
بينما تقدم صالتها الحمراء تيمةً بعنوان "نيويورك من وجهة نظر السينما".
GRAND ACTION
تقع في المنطقة الإدارية الخامسة على مقربةٍ من
جامعة جوسيو، كانت فيما مضى صالة قديمة لمُمارسة "لعبة قذف كرة
بكف اليد نحو حائط"،
ومكاناً لحالات التعبئة العامة أيام الثورة، أصبحت في بداية
القرن التاسع عشر صالة
قديمة للفنّ، والتجربة تحت اسم (سيلتيك)، ثم حملت اسم الشاعر، والسينمائي
"جان
كوكتو"، يتكوّن المبنى من صالتين، الصالة البانورامية المُسمّاة "هنري
لانغلوا"،
مهداة لمُؤسس السينماتيك الفرنسية، وفي واجهتها نشاهد البورتريه المُوقع من
طرف
الرسام "فابيو رييتي"، ثم صالة "هنري جينيه" فنانٌ تشكيليّ من مؤسّسي حركة
الفنّ،
والتجربة.
تعتمد البرمجة على إعادة عرض الكلاسيكيات القديمة بنسخٍ جديدة، كما
تستقبل أسابيع الأفلام، والمهرجانات المحلية.
LA CLEF
في المنطقة الإدارية الخامسة على بعد خطواتٍ من
جامعة سان سييه، منذ تأسيسها في عام 1990 تهتم هذه القاعة
بصالتيّها بعرض السينمات
الأفريقية، وتنظيم الإستعادات، والمهرجانات، وبفضل انفتاحها السينمائي وجدت
القاعة
مكانها في قلب الثقافة السينمائية، ونسجت علاقاتٍ مع الطلبة، والجمعيات
المُتخصصة.
REFLET MEDICIS
تقع في المنطقة الإدارية الخامسة، وتجمع ثلاث
صالاتٍ متخصصة في العروض الإستعادية، وأسابيع الأفلام،
والأفلام الجديدة. تهتمّ
بالأفلام النوعية من كلّ الجنسيات، حالياً يمكن مشاهدة إستعاداتٍ لمخرجين
مثل راؤول
رويز، لارس فون تريير، وشوجي إيماموا.
STUDIO GALANDE
في المنطقة الإدارية الخامسة، صالةٌ وحيدةٌ تحت
الأرض، تعيش حياتيّن، حيث تقدم خلال أيام الأسبوع حوالي 25
فيلماً، وفي ليالي
العطلات الأسبوعية، ومنذ عشرين عاماً، يأتي المُعجبون إليها للمُشاركة،
والاحتفال
ب
Rocky Horror Picture Show،
حيث يشاهدون الفيلم الذي أخرجه "جيم شارمان" عام
1975
عن كوميديا موسيقية لـ"ريتشارد أوبريان"، ويمارسون طقوساً احتفالية،
ينشدون
مقاطع، ويرددون حوارات، ويحاكون شخصيات الفيلم، هذه الحالة السينمائية
الغريبة
رُبما تحتاج إلى قراءة تعريفية لاحقة.
هامش
:
المعلومات الأرشيفية الواردة في هذه القراءة مأخوذة من دليلٍ بعنوان "باريس،
عاصمة صالات الفنّ، والتجربة" صدر في عام 2000 بمناسبة تظاهرة سينمائية
كبرى بنفس العنوان، وتمّ مقارنتها، ومراجعتها مع المعلومات المُتوفرة
حالياً في
موقع "الجمعية الفرنسية لصالات الفنّ، والتجربة"، والدليل
الإعلاني الأسبوعيّ
(L'Officiel des Spectacles).
الجزيرة الوثائقية في
04/09/2011 |