بعد أن نال جائزتي؛ لجنة التحكيم الخاصة، ولجنة النقاد في مهرجان دبي
السينمائي السابع 2010، وجال في أكثر من مهرجان حول العالم، كان الجمهور
الأردني على موعد مع أول عرض جماهيري للفيلم الروائي الطويل الأردني "مدن
الترانزيت" للمخرج الشاب محمد حشكي. كلما عرض فيلم أردني جديد، كلما توثب
الأمل في نفس المرء علّه يجد ضالته في هذا الفيلم أو ذاك، ومما لا شك فيه
أن الجمهور الأردني كان متحفزا لمشاهدة الفيلم، من ناحية كون انتاج الأفلام
الأردنية عزيز ونادر، ومن ناحية أخرى لا بد للجوائز التي حصدها الفيلم أن
تبعث الفضول والرغبة لدى البعض للحضور والمشاهدة، لكن هل كان الفيلم حقا
على قدر الآمال؟
السفر، المطار، الحقائب المفقودة، الماضي الجميل، زمن الأبيض والأسود
الذي تتشبث به خالة ليلى، وعزلة الوالد (محمد قباني)، وغيرها من المفردات
واللقطات الجميلة في بداية ونهاية الفيلم التي حاول الحشكي من خلالها أن
يعمق الاحساس بغربة الشخصيات داخل وطنها، لكن أي منها لم يسعف المخرج في سد
الفراغ الذي خلقه الخلل؛ في بنية النص، وفي البناء المرتبك والمشوش لشخصية
ليلى (صبا مبارك) -الشخصية الرئيسية في الفيلم- وفي ردود الأفعال والصيغة
غير المقنعة للعلاقة التي تجمع ليلى بأفراد أسرتها.
يبدأ الفيلم من المطار بعودة ليلى المفاجئة من أمريكا بعد غياب 14
عاما، تجر خلفها ذيول علاقة زوجية فاشلة، ويكلل هذا الفشل ضياع الحقائب في
المطار، ثم تذهب ليلى إلى منزل أهلها، وهناك؛ تردد ليلى في دخول المنزل،
والبرود الذي يستقبلها به الوالد بعد هذا الغياب، فيكتفي بكلمة أهلا ثم
يشيح عنها ويمضي، كذلك فرح والدة وأخت ليلى برؤيتها الذي لا يخلو من توتر،
جميع هذه الأمور تشي بأن ثمة مواجهة أو حدث ما سينفجر بعد وصول ليلى بقليل،
وأن ثمة صيغة علاقة متوترة ناجمة عن مشاكل بين ليلى وأهلها سابقة على
عودتها، فيجتهد المشاهد ليقتفي أثر هذه المشاكل، لكن ينتهي الفيلم دون أن
يجد المرء ما يبرر هذا التوتر سوى تشويش المشاهد، فغياب المسبب، ووصول
شخصية ليلى إلى ذروة أزمتها مع محيطها في مرحلة مبكرة جدا، والفيلم لم يمضِ
عليه سوى بضع دقائق، كل هذا يرسخ في ذهن المشاهد منذ البداية بأن ليلى
شخصية مأزومة لأسباب مجهولة وسابقة على الأمور والتغيُرات التي تتفاجأ بها
بعد عودتها إلى وطنها، فيأتي استنكارها لهذا التغيُرات كما لو أنه مشجب
تحاول ليلى أن تلقي عليه أسباب أزمتها، إذ أنها جاهزة لرفض أي شيء مسبقا.
جوهر أزمة ليلى المفترضة هو شعورها بالغربة في وطنها نتيجة تغيرات
نالت من صورته التي تحتفظ بها في ذاكرتها، حيث -من وجهة نظرها- يذهب
المجتمع أكثر نحو التزمت الديني، وعدم احترام الحرية الشخصية، وعدم احترام
وقت الإنسان وكفاءته...، وبالمقارنة مع الحياة التي كانت تعيشها ليلى في
أمريكا، هي الان غير قادرة على التأقلم مع كل هذا، لكن ليس في الفيلم ما
يحمل المشاهد على الاقتناع بأزمة ليلى تلك، فكلام ليلى المُحمَل بالانتقاد
والتساؤلات عن سبب التغيُرات والادانة لها، كان وسيلة المخرج الوحيدة
لإيصال هذا الافتراض للمتلقي، بينما لم تتمكن كاميرته وبناؤه الدرامي من
رسم ملامح هذه التغيرات، وجعلها حالة عامة تقنع المشاهد بوجودها، فمثلا هل
اختيار والدة وأخت ليلى لإرتداء الحجاب -الذي كان مثار استغراب بالنسبة
لليلى- والطريقة التي عامل بها موظف البنك الاسلامي المتدين ليلى، يشكل
مؤشرا كافيا على حركة المجتمع وعلى حجم تغيره في هذا الجانب؟ بالاضافة إلى
ردود أفعال ليلى غير المقنعة والمبالغ فيها في نواحي معينة، فما الذي يبرر
حجم صدمتها حين طردها صاحب الشقة التي استأجرتها، لأنها استضافت فيها صديقا
قديما؟ هل كانت ثقافة المجتمع الاردني قبل 14 منفتحة بحيث تتقبل هذا
السلوك، لنقتنع أن المجتمع فعلا قد تغير الان برفضه ذات السلوك؟ وغيرها من
التناقضات التي تبدو معها شخصية ليلى تهبط بالبراشوت على عادات البلد
وتقاليده، وكأن ذاكرتها تحتفظ بصورة لبلد اخر غير الأردن.
كذلك أراد المخرج أن يظهر فشل الحياة السياسية والأحزاب من وضع الأردن
على المسار الديمقراطي الصحيح، عبر شخصية والد ليلى - الحزبي السابق- الذي
أصابه القنوط واليأس نتيجة ذلك الفشل، لكن حتى هذا الأمر لم يكن واضحا،
فصدود الوالد كلما حاولت ليلى الحديث معه، حمل المتلقي على الإحساس أن ذلك
بسبب مشاكل مبهمة مع ليلى، مادام ليس هناك ما يظهر انعزاله عن باقي أفراد
الاسرة، لنكتشف وفقط من خلال حديث ليلى لصديقها القديم أن فشل التجربة
السياسية هو ما دفع والدها إلى القنوط والعزلة، الأمر الذي يبعث على تشويش
اضافي للمتلقي عندما تقدم الصورة معلومات غير متوافقة مع الكلام.
"مدن الترانزيت" افتتح أسبوع الفيلم العربي الذي تنظمه الهيئة الملكية
للأفلام خلال شهر رمضان، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لـ محمد الحشكي-
سبقه فيلمين روائيين قصيرين- والفيلم من انتاج الهيئة الملكية الأردنية
للأفلام، ضمن برنامج تدريبي متكامل تقوم عليه الهيئة الملكية، تم خلاله
الاشتغال على مختلف النواحي المتعلقة بانجاز الفيلم، منها تحويل نَص الفيلم
القصير الذي كتبه أحمد أمين إلى نَص لفيلم طويل، لكن الجهد المبذول في
الاشتغال على النص، لم يكن كافيا ليحصنه -كما أسلفنا- من خلل في البناء
الدرامي وبناء الشخصيات، وهي علة الفيلم الرئيسية التي تطغى على أي علة
أخرى، فالنوايا الجيدة لا تصنع بالضرورة أفلاما جيدة، وإن حازت هذه الأفلام
على جوائز مرموقة. لكن مهما يكن نحن بحاجة إلى كل تجربة أردنية جديدة،
ونثمنها سواء خابت أو نجحت، لأننا بكل الأحوال سنتعلم منها، ونأمل أن تشكل
كل من هذه الأفلام لبنة تساعد في تأسيس صناعة سينمائية في الأردن.
أدب فن في
03/09/2011
الفيلم الأكثر حزناً في تأريخ السينما العالمية
يوسف يلدا من سيدني:
ذكرت دراسة علمية، أُجريت مؤخراً، أن الشريط السينمائي "ذي شامب" يعد
الفيلم الأكثر حزناً في تأريخ السينما العالمية، لقدرته على التغلغل في
أعماق النفس البشرية، وتحريك مشاعره الدفينة. في حين إعتبرت "عندما إلتقى
هاري بسالي" للمخرج روب رينر، والذي أنتج في العام 1989، من أفضل
الأفلامالأكثر متعة، على مر السنوات السابقة.
بيلي فلاين "جون فوت"، ملاكم سابق يعمل مروّض خيول، ويقيم في ميدان
للسباق مع ولده الصغير، دي. جي. "ريك شرودر". فجأة يلتقي، في أحد الأيام،
بزوجته التي كانت قد هجرته قبل سبع سنوات، ليقرر العودة الى حلبة
الملاكمة، من أجل ضمان مستقبل أفضل لولده. وفي آخر مباراة ملاكمة له، يسقط
فلاين، مهزوماً، من قبل خصمه، وقبل أن يموت،ينادي على ولده الصغير، وهو في
حالة إحتضار. و هنا، يبدأ المشهد السينمائي الراقي، على الإطلاق، والذي
أحال فيلم "ذي شامب - البطل"، لفرانكو زيفيريللي عام 1979، الى الفيلم
الأكثر حزناً في التاريخ، وبالكلمات التالية، المثيرة، جداً، للحزن
والشفقة: "أيّها البطل، إستيقظ! لا تنم الآن. عليك الذهاب الى المنزل!.".
هكذا تبدو خاتمة البحث، والذي قامت بإنجازه جامعة كاليفورنيا، وتم
نشره في المجلة الصادرة عن متحف "سميثسونيان". وهذه الدراسة التي أعدها
جيمس جي. غروس، وروبرت دبليو. ليفنسون، أشارت الى أن اللقطة الأخيرة لفيلم
"ذي شامب"، تحولت الى موضع دراسة في المختبرات النفسية في جميع أنحاء
العالم، لتحديد ما إذا كان الإنسان الذي يعاني من الإكتئاب، أكثر عرضة
للبكاء من الإنسان السليم، وكذلك لمعرفة ما إذا الشخص الحزين أكثر تبذيراً
للمال. ويمكن من خلال الصورة أيضاً، تحديد ما إذا كانوا، الكبار في السن،
أكثر تحسساً بالألم من الشباب. ويقول غروس، نقلاً عن المجلة الكاليفورنية :
"لا أزال أشعر بالحزن، كلما رأيت هذا الطفل، وهو يبكي بشدة، ومن كل قلبه".
أوجّ لحظات الفيلم هذه، وأكثرها تأثيراً في المشاهد، لا تستغرق مدتها
سوى دقيقتين و51 ثانية، فقط.
العرض الأول لفيلم "ذي شامب" كان العام 1979، والذي نال عنه النجم
الصغير ريك شرودردر جائزة الكرة الذهبية لأفضل ممثل واعد، وكان عمره،
حينذاك، تسع سنوات. هذا الشريط الدرامي له القدرة الكافية لكسب عطف الناس،
وبشكل كبير، أكثر من الأفلام السابقة، والتي كان محور أحداثها يدور حول
عالم الطفولة، مثل "كرامر ضد كرامر" للمخرج روبرت بينتون عام 1979، أو فيلم
الرسوم المتحركة "موت أم بامبي"، من كلاسيكيات ديزني لعام 1942.
وتعود بدايات هذه الدراسة العلمية الى سنة 1988، عندما طرح روبرت
دبليو. ليفنسون، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، يرافقه تلميذه، طالب
الدراسات العليا جيمس غروس، تساؤلاته حول الأشرطة الفلمية، على ذوي
الإختصاص ونقاد السينما، والبعض من زملائه. ومثلما تشير المجلة
الكاليفورنية، فأن الفكرة كانت تنطلق من كيفية تحديد المشاهد السينمائية
القادرة على إثارة ردود الفعل العاطفية في الناس، ومن ثم وضع كاتالوج يكون
في خدمة ومختبرات علم التحليل النفسي.
وأما الفيلم السينمائي الأكثر إمتاعاً، فقد كان "عندما إلتقى هاري
بسالي"، وذلك طبقاً لذات الدراسة التي تم تكريس أكثر من عشرين عاماً
لمتابعتها، وإخضاع حوالي 250 فيلماً لها، وإجراء مقابلات مع أكثر من 500
شخصية. وتشكل لقطة الإثارة المصطنعة لميغ رايان في الفيلم، اللقطة الأكثر
متعة في تأريخ الفن السابع.
ibrahimyousif@hotmail.com
إيلاف في
03/09/2011
مهرجان فيلم المرأة بسلا يختار 7 فنانات
للتحكيم
وبوركينافسو ضيف شرف
ميدل ايست أونلاين/ الرباط
المهرجان الدولي المغربي يكرم وجوها سينمائية عربية وأجنبية ويطلق
مجلة 'سينماغ'، ويعرض 12 شريطا في المسابقة الرسمية.
يتنافس في المسابقة الرسمية للدورة الخامسة للمهرجان الدولي لفيلم
المرأة بسلا، التي ستنعقد من 19 إلى 24 سبتمبر/أيلول الجاري، 12 شريطا
يمثلون كل من بوركينافاسو وسلوفينيا والفيتنام والولايات المتحدة وأستراليا
ومصر وفرنسا وسويسرا والنمسا والمغرب.
ويتعلق الأمر حسب بلاغ لجمعية أبي رقراق، المنظمة لهذه التظاهرة
السينمائية، بـ "أكادير بومباي" لمريم بكير (المغرب)، و"اجنيتنا" لسارة
بويان (بوركينافاسو، فرنسا)، و"فتاة سلوفينية" لداميان كوزول (سلوفينيا،
ألمانيا، صربيا، كرواتيا، البوسنة والهرسك)، و"دوار" ليوي طاك شبون (الفيتنام،
فرنسا)، و"شتاء العظام" لدييرا كرانيك (الولايات المتحدة الأميركية)، و"لو"
لييلندا شايكو (أستراليا)، و"ستة سبعة ثمانية" لمحمد دياب (مصر)، و"هيئة
المناطق" لأليس روهرواش (إيطاليا، فرنسا، سويسرا)، و"17 فتاة " لدلفين
وموريل كولان (فرنسا)، و"الغرفة الصغيرة" لستيفاني شيا وفيرونيك رايمون
(سويسرا)، و"عندما نرحل" لفيو ألداك (ألمانيا) و"لورد" لجيسيكا هاوزنر
(النمسا وفرنسا).
وتتكون لجنة تحكيم هذه السنة من سبع نساء ستترأسها الممثلة والمغنية
والكاتبة الكندية لويز بورتال. وتضم اللجنة كل من الموضبة مورين مازوريك
(إنجلترا) والصحفية والناقدة السينمائية أومي ندور (السينغال) والممثلة
هالة صدقي (مصر) والمخرجة مريم خاكيبور (إيران) والمخرجة والمنتجة
السينمائية لوسيل هادزيها ليلوفيتش (فرنسا) والمخرجة ليلى التريكي
(المغرب).
وتتميز هذه الدورة، حسب المنظمين، باختيار بوركينافاسو ضيف شرف، وذلك
بعرض خمسة أفلام تمثل هذا البلد، وهي ديلويند" لبيير يامييكو، و"ليلة
الحقيقة" لفانتا ريجينا ناكرو، و"سيا، حلم الثعبان" لداني كوياتي، و"تحت
ضوء القمر" لأبولين تراوري ويابا" لإدريسا ويدراوكو.
كما سيعرف المهرجان تكريم وجوه سينمائية قدمت الكثير للفن السابع، وهي
حليم كومر (تركيا) ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة ومؤسسة مهرجان فيلم
المرأة بأنقرة، وفاطمة العلوي بلحسن (المغرب) مصممة ديكور وفنانة تشكيلية،
وناكي سي سافاني (الكوت ديفوار) ممثلة وناشطة في مجال حقوق النساء والطفولة
في أفريقيا ورئيسة مهرجان المرايا والسينما الأفريقية بمارسيليا، والفنان
الممثل حسين فهمي (مصر)، الذي يكرمه المهرجان اعترافا بالأدوار التي أسندت
له في العديد من الأفلام ذات الصلة بموضوع المهرجان.
ويتضمن برنامج المهرجان فقرات متنوعة وغنية، إذ سيتم عرض 12 فيلما
طويلا في إطار فقرة "بانوراما سينما جنوب الصحراء" تمثل كل من البنين
والكاميرون والكوت الديفوار ومالي وبوركينافاسو وموريتانيا والسينغال
والتشاد والطوغو والنيجر والغابون وجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وتشتمل البرمجة العامة للمهرجان على أنشطة موازية، ويتعلق الأمر بـ
"درس في السينما"، وورشات في كتابة السيناريو يؤطرها كتاب من مهنيين مغاربة
وأجانب موجهة لفئتين من الجمهور، الطلاب والتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم
بين 15 و20 سنة، والمبتدئين من كتاب القصص في بداية مشوارهم في مجال كتابة
السيناريو.
كما سيتم تقديم مؤلف لغيثة الخياط بعنوان "المرأة الفنانة في العالم
العربي"، إلى جانب الإعلان عن إطلاق مجلة سينمائية "سينماغ"، فضلا على
إطلالة على الفيلم المغربي بنوعيه الطويل والقصير من إنجاز مخرجات.
وبخصوص الفيلم الطويل المغربي سيتم عرض "الجامع" لداوود أولاد السيد،
و"ماجد" لنسيم عباسي، و"خمم" لعبد الله تكونة.
أما إطلالة الفيلم القصير فتهم أفلام "المشهد الأخير" لجيهان البحار،
و"الرصاصة الأخيرة" لأسماء المدير، و"كرة الصوف" لخديجة السعيدي لوكلير،
و"1000 درهم" لزينب التوبالي و"مختار" لحليمة ودغيري.
وستفتتح الدورة الخامسة للمهرجان بفيلم "عين النسا" لرادو ميهايلينو
بحضور المخرج ونخبة من الممثلين المغاربة، في حين سيعرض الفيلم الذي سيحرز
الجائزة الكبرى للمهرجان في حفل الاختتام. (ماب)
ميدل إيست أنلاين في
03/09/2011
عُرض ضمن أفلام العيد وأثار استياء المشاهدين
« بون سواريه ».. فيلم إثارة ركيـك يستخف بالدين
علا الشيخ - دبي
طغت «أفلام الآكشن» على نوعية الأفلام التي عرضت في العيد في دور
السينما المحلية هذا العام، مع غياب واضح للرومانسية، والاكتفاء بفيلم
كرتوني واحد جديد هو السنافر، ومع قلة أفلام العيد عادة بسبب سفر العديد من
العائلات والفئة الشابة لقضاء إجازاتهم خارج الوطن، إلا أن الشح في العرض
هذا العيد كان واضحاً، مقارنة مع الاعياد السابقة، وبين ثلاثة أفلام رئيسة
من نوع الآكشن هي «كابتن أميركا» و«كونان البربري» و«بودي غارد»، يظهر فيلم
الرسوم المتحركة المصنوع بالتقنية الثلاثية الأبعاد «السنافر»، وفيلم عربي
يتيم هو «بون سواريه» الذي لاقى حضوراً كبيراً، واستياءً كبيراً أيضاً من
قبل الجمهور، بعد مشاهدته، ترافق ذلك مع توقعات بعض شركات توزيع الأفلام،
بموازاة قراءات العديد من النقاد، أن يتنافس فيلما «كابتن أميركا» و«السنافر»
للاستحواذ على نسبة مشاهدة عالية خلال إجازة العيد في الإمارات، خصوصاً أن
الدلائل تشير إلى سباق محموم بين الفيلمين في أميركا وبعض دول العالم، إذ
بلغت إيرادات الأول 89 مليون دولار خلال الأيام الستة الأولى لعرضه، ما
جعله يتربع على قمة قائمة الأفلام التي تحقق أعلى الإيرادات في دور السينما
الأميركية، بينما حقق الثاني 150 مليون دولار.
«بون سواريه»
هو ليس فيلماً بمعنى الفيلم، مع ان فيه سيناريو وقصة وممثلين ومخرجاً
وإضاءة وغيرها من العناصر الكفيلة بصناعة الأفلام، إلا أن «بون سواريه» كان
تحدياً بين بطلاته النساء في تظهر أكثر إثارة من الأخرى، باستثناء مي كساب
التي كان دورها محافظاً وبعيداً عن الاسفاف الذي ظهرت به كل من غادة
عبدالرازق ونهلة زكي التي تعد الوجه الجديد في صف ممثلات الإثارة في مصر في
هذه الايام، هذا ما اتفق عليه معظم مشاهدي الفيلم الذي يعرض حالياً في جميع
دور السينما في الدولة، فهناك من غادر القاعة معلناً عن اشمئزازه مما شاهد،
وهناك من آثر على نفسه كي يؤكد وجهة نظره بأن الأفلام المصرية أصبحت
تجارية، وهم ينتظرون أفلام ما بعد الثورة، على أمل أن تحترم ذائقة المشاهد
بشكل أكبر، والبعض الآخر اعترف بأنه جاء ليشاهد غادة عبدالرازق. الفيلم وهو
من اخراج أحمد عوض، تدور أحداثه حول ثلاث فتيات من أسرة غنية، وبعد وفاة
الأب يكتشفن أنه لم يترك لهن أي ميراث، وتتصاعد الاحداث بظهور رجل اسمه
«حماس»، يستغل حاجتهن إلى المال من خلال اعطائهن الفرصة ليصبحن من الأغنياء
من خلال العمل في «كباريه»، في جو قريب من الكوميديا، ومحاولة بائسة للخروج
بعبر ومواعظ من نهاية الفيلم التي تدعو إلى قصد بوابة الحلال في الرزق.
وكانت علامة صفر هي العلامة التي منحها معظم المشاهدين للفيلم.
فيلم تجاري
حول الكباريه ستدور أحداث الفيلم، إذ سيشهد خلافاً بين الأخوات الثلاث
حول الاستفادة من عائداته، «هدى» هي الاخت الكبرى، وتؤدي دورها غادة
عبدالرازق، مطلقة وتسعى الى النجومية والمال، وتحاول إقناع شقيقتها «عفاف»،
وتؤدي دورها نهلة زكي، التي تعمل في الاساس محامية لكنها فاشلة، بأن تديرا
الكاباريه وسط رفض شديد من شقيقتهما المتدينة «إيمان»، التي تؤدي دورها مي
كساب، والتي تقف أمامهما بالمرصاد، وتبدأ من هذه النقطة مشاهدة ما يشبه
الحفل الغنائي وعرضاً للازياء الاكثر اثارة، حسب مها الطيب (30 عاماً)،
التي قالت «أعتقد ان سينما الصيف في الإمارات تعتمد على الافلام التجارية»،
وأضافت «لم أكن أشاهد فيلماً، بل شاهدت عرضاً للازياء الرخيصة».
ووافقها الرأي أيمن ابراهيم (40 عاماً)، الذي قال «أتأسف على حسن
حسني، الذي بلغ من العمر عتياً، ولايزال يقبل بمثل هذه الادوار التي ترجعه
إلى الوراء، ولا تجعله يترك أي بصمة»، مؤكداً أن «الفيلم مقزز، ويدور حول
إثبات أن غادة عبدالرازق ملكة الإثارة في مصر».
في المقابل، اعترف محمد المولى (25 عاماً)، بأنه جاء لمشاهدة غادة
عبدالرازق «هي امرأة جميلة، ولا تنكر انها فنانة مثيرة بالدرجة الاولى، مع
انها قدمت دوراً مهماً في حياتها في مسلسل الحاج متولي، ولم تحافظ على هذا
الخط الذي يؤكد موهبتها».
لا يوجد أي منطق في الفيلم، هذا ما قالته وداد العزة (30 عاماً)،
واضافت «افتعال للاحداث، تفاهة في النص، كوميديا مصطنعة، وعندما نعلم ان
السبكي هو المنتج فمن الطبيعي اننا نتحدث عن حفلة غنائية وليس فيلماً»،
مؤكدة «خرجت قبيل انتهاء الفيلم، هرباً من كمية مشاهد الاسفاف واعتماد
المخرج، والمنتج طبعاً، على الإثارة في غير محلها».
واستاء بدوره محمد امام (29 عاماً)، من الاغاني في الفيلم «كلمات
خادشة للحياء، مع رقصات لا تشبه إلا رقصات بنات الليل، إيحاءات جنسية،
وحركات مخلة بالآداب من قبل الممثلات»، مؤكداً أن «الفيلم جريمة في حق
السينما المصرية».
سخرية من الدين
بعد أن يصبحن في وضع مادي باذخ جداً، ينكشف لهن وجه «حماس» الذي يؤدي
دوره حسن حسني، وتظهر عليه رغبته في استغلالهن واستغلال أنوثتهن ليحقق ربحا
اكبر للكاباريه، ما يضع الاختين في مأزق خوفاً من دخول السجن، فيرضخن له،
ويصبحن مغنيات في الكاباريه دون علم شقيقتهما الثالثة المتدينة، وهنا لمس
مشاهدون سخرية من الدين بداية من اسم الاستغلالي في الفيلم «حماس»، مروراً
بمشاهد لمحجبات يظهرن بطريقة ساذجة، وانتهاء بشقيقتهما المتدينة التي تظهر
متخلفة وغبية.
لمياء أكرم (20 عاماً)، قالت «لم احب الفيلم على الاطلاق، ووجدته
يستخف بعقل المشاهد»، وأضافت «كرهت الحوارات بين الشقيقات حول الدين، فهي
تحمل أفكاراً قديمة وغير مواكبة للعصر، واستغربت من اسم حماس للمستغل في
الفيلم»، مؤكدة أن «الفيلم قبيح جداً».
ولفت ذلك ايضا انتباه منير رزقة (38 عاماً)، فقال «فيلم خطر، يدعو إلى
الرذيلة، على الرغم من نهايته التي تدعو إلى طرق ابواب الحلال، إلا أنه
أظهر الدين متخلفاً ولا يتناسب مع العصر».
في المقابل، استهجن طارق المنهالي(24 عاماً)، إطلاق اسم حماس على
شخصية استغلالية في الفيلم مرتبطة بحفلات الصخب والاثارة، «وبغضّ النظر عن
رأينا في تنظيم حماس، إلا أن الاسم مرتبط بالمقاومة التي نعتز بها، وهذا
تطاول كبير من طاقم العمل بأن يطلقوا الاسم على شخصية رخيصة في الفيلم».
وأكدت زهرة عليان (27 عاماً)، أن عالم هذه النوعية من الافلام سينتهي
قريباً «بعد ثورة مصر لن يحتمل الشارع ان يرى أفلاماً تستخف بعقله،
وسيحاربها، وأنا شاهدت الفيلم لعدم وجود خيارات كثيرة في عطلة العيد».
نهاية فوضوية
ببساطة يحصل «حماس» على كل الأموال، وبسذاجة مدهشة يظهر خواجة آخر
عليه ديون لوالد الشقيقات، يقابلهن في لحظة خروجهن من السجن، وسيدفع لهن
بالطريقة نفسها، لكن هذه المرة ستقوم الشقيقات بإدارة محل للمسابح وسجاجيد
الصلاة. اعتبر نادر أحمد (24عاماً)، أن نهاية الفيلم «حركة ذكية من مخرجه
كي ينسي المشاهد الاسفاف الذي شاهده طوال احداث الفيلم القائم على أساس
الاثارة».
ورأت مريم الاستاذ (35 عاماً)، أن «نهاية الفيلم موجعة جداً، فمن
كابريه الى سجاجيد صلاة، هذا قمة الاستخفاف بالدين وبعقل المشاهد».
حول الفيلم
نفت الفنانة أإلهام شاهين،أ ما تردّد عن غضبها من غادة عبدالرازق
لأنها تؤدي دور البطولة في فيلم «بون سواريه» الذي كان من المفترض أن
تقدمه، قائلة: «بالفعل الفيلم كان بحوزتي منذ نحو خمس سنوات، وكان من
المفترض أن أنتجه وألعب بطولته مع يسرا وليلى علوي، لكن الظروف وقتها لم
تسمح لنا بتصوير الفيلم. ومرّت سنوات ونسيت أمر هذا الفيلم تماماً، لذلك
ليس منطقياً أن أغضب لأن غادة عبدالرازق تلعب بطولته الآن، خصوصاً أنه لم
يعد مناسباً لي في الوقت الحالي».
أبطال العمل
نهلة ذكي
قدمت اول ادوارها عام 2009 في فيلم س«البيه رومانسي» أمام محمد امام،
واعتبرها النقاد وجهاً جديداً في ممثلات الاغراء، وهذا يُعد العمل الثاني
لها.
حسن حسني
ولد عام 1931 في حي القلعة لأب مقاول مبانٍ، ماتت أمه وهو في السادسة
من العمر، قام بالتمثيل في مسرح المدرسة، وحصل على العديد من الميداليات،
ثم انضم الى المسرح العسكري، ثم الى المسرح القومي. لمع في مسرحية «كلام
فارغ»، وقام بالعديد من البطولات المسرحية، منها «حزمنى يا»، و«قشطة وعسل»،
و«جوز ولوز»، و«اولاد ريا وسكينة»، و«على الرصيف»، و«سكر زيادة»، و«المحبة
الحمراء» وغيرها. ومن المسلسلات التي عمل بها «ابنائي الاعزاء شكراً»،
و«السبنسة»، و«جوارى بلا قيود»، و«ناس مودرن»، و«بوابة الحلواني»، و«المال
والبنون»، و«أميرة في عابدين»، و«اين قلبي»، و«جحا المصري»، و«زمن عماد
الدين». نال جائزة من مهرجان الأفلام الروائية عن فيلم «دماء على الاسفلت»،
وهو من الممثلين الاكثر نشاطاً وحضوراً في العقدين الاخيرين. مثل كل
الادوار من الكوميدي الى الفلاح ورجل الاعمال.
مي كساب
ولدت عام ،1981 كانت بدايتها الغنائية في دويتو غنائي مع المطرب
السوري مجد القاسم، يحمل عنوان «غمض عينيك»، وأصدرت عام 2005 أول ألبوم
لها، ويحمل اسم حاجة تكسف، وفي 2007 اصدرت البوم «احلى من الكلام»، وقامت
بأول بطولة تلفزيونية لها عام 2006 مع الفنان أحمد الفيشاوي في المسلسل
الكوميدي تامر وشوقية. ثم انطلقت سينمائياً في العديد من الافلام، اشهرها
«كباريه»، «الفرح»، «بوبوس».
غادة عبدالرازق
ولدت عام ،1965 بدأت علاقتها مع الشاشة في الإعلانات التجارية، ومع
أنها درست علوم الكمبيوتر في جامعة القاهرة إلا انها لم تعمل بشهادتها،
فكانت الفرصة عندما قدمها محمد عبدالعزيز في فيلم «لماضه»، وبعدها دخلت
بوابة الشاشة الصغيرة، وقدمت فيها «ياسر على الأرض »، «أمانة ياليل»،
«عائلة الحاج متولي»، «نجوم كل يوم»، «وادي الفئران»، «دهب قشرة»، «صراع
الأقوياء»، ومسرحياً «الإخوان الأندال»، «حودة كرامة». وفي عام 2003 عملت
في فوازير رمضان «فرح فرح»، واوكلت إليها أول بطولة سينمائية في فيلم
«ادرينالين».
قالوا عن الفيلم
فوضى اخراجية جعلت المشاهد يتابع سهرة غنائية بفواصل كوميدية، ابعد ما
تكون عن السينما، وتكشف مشاهدة هذا العمل عن حقيقتين اثنتين: أولهما بروز
ملامح سينما السبكي التي يمكن تلخيصها في عبارة «ضحكة وغنوه وحسن حسني»،
فهي كافية لصناعة «بون سواريه» وغيره من أفلام الابتذال، أما الحقيقة
الثانية فهي انقسام هذا العمل من حيث الأمكنة إلى مكانين بارزين هما ما وقع
داخل الكابريه وخارجه.
سليمان الحقيوي ــ كاتب وناقد سينمائي من المغرب
فيلم يخلو تماماً من عنصري القصة والسيناريو، مثل سابقيه «حاحا
وتفاحة» و«أيظن»، أو«عودة الندلة»أ و«حبيبي نائما» أو«البيه رومانسي»
أوغيرها، إذ تعتمد نوعية تلك الأفلام على خلطة سبكية تشبه في خصوصيتها خلطة
أحد المطاعم الأميركية الشهيرة السرية، وهنا تحل الخلطة مكان القصة
والسيناريو، ويعتمد الفيلم على بعض الأغاني والرقصات، مع وجود نسبة لا بأس
بها من العري لإرضاء ذوي الرغبات وطلاب المرحلتين الاعدادية والثانوية، مع
كم هائل من «الإيفيهات» التي قد تستلزم أحياناً تعديلاً في المضمون من أجل
«إفيه» واحد «حيكسر» السينما من الضحك.
المنتج السينمائي محمد السبكي، أكد أنه أنتج فيلمه الجديد «بون
سواريه» بوازع ديني، ليوصل به إلى الناس رسالة قيمة ألا وهي ان الرزق يأتي
للشخص الذي يتجنب السير في الطريق الخطأ.
أسامة الشاذلي ـ من «موقع السينما»
غادة عبدالرازق تدافع
أعربت الفنانة غادة عبدالرازق، عن رفضها وصف فيلمها الجديد (بون
سواريه) بأنه فيلم «بورنو»، مؤكّدةً أنها لم تؤد فيه أي مشهد جنسي خادش
للحياء. وأضافت عبدالرازق، وفقاً لموقع النشرة، أن المشاهد المثيرة التي
تظهر في إعلان الفيلم هدفها فقط جذب المشاهدين، فيحرص المنتج محمد السبكي
على جمع كل المشاهد المثيرة للجدل، ويضعها في تريلر الفيلم، «وهذا ليس
عيباً لأنه في النهاية يريد جذب الجمهور لعمله بكل الطرق»، حسب أقوالها.
حملة مقاطعة
أثارت إعلانات الفيلم قبيل عرضه في مصر حفيظة نقاد ومشاهدين، إذ أظهرت
«افيشات» الفيلم والإعلان المسبق له الذي اختار لقطات معينة، أنه جنسي،
فبعد عرض «التريللر» الخاص بالفيلم، بدأت الـ«غروبات» على موقع «فيس بوك»
تعبر عن رفضها التام للعبارات المخلة بالآداب العامة والألفاظ الخارجة
واتباع أسلوب «الردح» كلغة جديدة في سيناريوهات الأفلام. وتتنوع الـ«غروبات»
التي ترفع شعار مقاطعة مشاهدة الفيلم، لتجد غروب «قاطعوا فيلم بون سواريه»،
و«حملة مقاطعة فيلم بون سواريه»، و«حملة لوقف فيلم بون سواريه» لغادة
عبدالرازق.
الإمارات اليوم في
03/09/2011 |