قبل أن يسدل مهرجان فينيسيا ستار دورته الثامنة والستين، في الحادي
عشر من الشهر الجاري، تنطلق الدورة السادسة والثلاثون من مهرجان تورنتو
وذلك في الثامن من سبتمبر/أيلول الجاري . هذا ليس تعارضاً في المواعيد يقع
للمرّة الأولى، كلا المهرجانين ثابت في مواعيده منذ عقود، لكن الحاصل هو أن
مهرجان تورنتو يتقاطع ومهرجان فينيسيا في مثل هذا الوقت من كل عام . وفي
البداية لم يكن ذلك يشكّل إزعاجاً كبيراً للمهرجان الإيطالي على أساس أن
مكانته الفنية ليست ذات نقاش . ولكن منذ بضع سنوات، باتت هذه المكانة أضعف
من أن تشكّل العنصر الطاغي في أهمية المهرجان الإيطالي مقارنة مع أهمية
المهرجان الكندي، وبكلمات أخرى، يؤكد تورنتو وجوده فنياً وإعلامياً
وتجارياً على نحو يؤثر في كيف يتم تشكيل أيام مهرجان فنيسيا وبرمجة ما
يعرضه من أفلام ويعد كلمة السر في اختيارها.
هذا ليس تعارضاً في المواعيد يقع للمرّة الأولى، كلا المهرجانين ثابت
في مواعيده منذ عقود، لكن الحاصل هو أن مهرجان تورنتو يتقاطع ومهرجان
فينيسيا في مثل هذا الوقت من كل عام . وفي البداية لم يكن ذلك يشكّل
إزعاجاً كبيراً للمهرجان الإيطالي على أساس أن مكانته الفنية ليست ذات نقاش
. ولكن منذ بضع سنوات، باتت هذه المكانة أضعف من أن تشكّل العنصر الطاغي في
أهمية المهرجان الإيطالي مقارنة مع أهمية المهرجان الكندي، وبكلمات أخرى،
يؤكد تورنتو وجوده فنياً وإعلامياً وتجارياً على نحو يؤثر في كيف يتم تشكيل
أيام مهرجان فنيسيا وبرمجة ما يعرضه من أفلام ويعد كلمة السر في اختيارها .
مهرجان تورنتو السينمائي بدأ قبل 36 سنة كمحفل للعروض الفيلمية التي
يتم تجميعها من مهرجانات عدّة . كان تجميع الأفلام داخل في تسميته:
“تورنتو: مهرجان المهرجانات” حتى أواخر الثمانينات حين قرر التحوّل إلى
مهرجان تنتسب إليه الأفلام باختيار منتجيها ومخرجيها كما حال المهرجانات
الدولية الكبيرة الأخرى من كان وبرلين وفنيسيا وموسكو وطوكيو وسان
سيباستيان وكارلوفي فاري وسواها ما يعني أنه عوض استقبال أفلام عرضت في تلك
المهرجانات وتكوين برنامج تورنتو منها، وانتقل إلى طموح أن تكون لديه
أفلامه الخاصّة التي تقصده .
هذا لم يكن سهلاً في البداية، فالعالم السينمائي نظر إلى المهرجانات
القابعة في الشمال الأمريكي على أنها تعريفية وهامشية في معظم الأحوال .
لكن مثابرة القائمين على تورنتو أنجزت هذه النقلة بنجاح . فمنذ منتصف
التسعينات لم يعد فقط مكاناً يحفل بالعروض الأولى الدولية، بل المكان الذي
تقصده سينمات العالم لكي تنطلق منه صوب السوق الأمريكية، كما تقصده هوليوود
لافتتاح موسم الجوائز المقبل .
هذه السنة لديه 54 عرضاً دوليّاً أوّلاً أي لم يسبق له العرض في أي
مكان من العالم، من بينها الفيلم الجديد للمخرج فرنسيس فورد كوبولا وعنوانه
“تويكست”، من بطولة فال كيلمر، بروس ديرن وبن تشابلن، والفيلم البريطاني
“صيد السالمون في اليمن” للاسي هولستروم مع إيوان مكروغر وإميلي هانت
وكرستين سكوت توماس، والفيلم البريطاني “البحر الأزرق العميق” لترنس ديفيز
وبطولة راتشل وايز وتوم هدلستون، و”السيدة” للمخرج الفرنسي لوك بيسون،
و”مجهول” للمخرج الأمريكي رولاند إيميريش .
بين عروضه في هذا المجال فيلمان عربيان هما “دائماً براندو” لرضا
الباهي و”في حضن أمي” لمحمد وعطية الدراجي . وهناك أفلام عربية أخرى، إنما
من خارج هذه الفئة التي نتحدّث عنها . فالأنباء تفيد في الواقع عن وجود
ثمانية أفلام حملها مخرجوها إلى المهرجان الكندي راغبين في التواجد جنباً
إلى جنب مخرجين آسيويين وأوروبيين باتوا يجدون في تورنتو المناسبة الأهم
بين المهرجانات الدولية الأخرى كونه عبارة عن سوق كبير من الأفلام من دون
أن يحتوي على سوق منتظم بالمعنى المتداول في مهرجانات رئيسة أخرى ومن بين
الأفلام العربية الأخرى المعروضة هناك، وإن سبق عرضها في مهرجانات أخرى،
“هلق لوين؟” للمخرجة اللبنانية نادين لبكي .
العارفون في الوسط باتوا يعتقدون أن تورنتو، الذي كان المهرجان الرابع
في الترتيب العام، ربما تخطّى تلك المرحلة او سيفعل ذلك في غضون سنوات
قليلة مقبلة . إنه، كما يقول منتجون أوروبيون اليوم، المستقبل الفعلي
لمهرجانات السينما . وكما لم تمنحه المهرجانات الأوروبية الاهتمام الشامل
سابقاً، عزف عنه معظم النقاد العرب واعتبروه أنه، مرّة أخرى، مجرد عرض
أفلام سبق عرضها في مهرجانات أخرى . اليوم يتبدّى الوضع مقلوباً . أفلام
يعرضها تورنتو هي التي ستجول مهرجانات أخرى من بعده .
"براندو"
حلم مخرج عربي تأخر 7
سنوات
في عام 2004 طرق مخرج عربي باب شركة أفلام بريطانية . سمع صوت حذاء
نسائي يطرق البلاط وهو يتقدّم صوب الباب . بعد لحظات فتحت موظّفة الاستقبال
الباب وحين دخل أغلقته وراءه . جال المخرج النظر في المكان الهاديء وشاهد
شاباً يعرفه يتقدّم إليه . ألقيا التحيّة . كان سرور المخرج العربي كبيراً
. اليوم سيتم توقيع العقد الذي سيتيح له الانطلاق من لندن إلى لوس أنجلوس
والبدء بتصوير فيلم طموحه “براندو، براندو” . لكن الشاب الذي جاء يستقبله
لم يكن مبتسماً . حياه بحرارة لكنه سأله: “هل سمعت آخر أخبار براندو؟” .
ردّ المخرج الذي كان وصل الى العاصمة البريطانية قبل ساعات قليلة فقط: “لا”
. نظر الشاب في عيني المخرج وقال له: “لقد مات” .
كان ذلك في الأول من يوليو/تموز والخبر كان صحيحاً . المخرج هو
التونسي رضا الباهي الذي كان اشتغل على مشروعه مع براندو منذ نحو عام .
والذي ترنح بعد خروجه من مكتب الإنتاج “من هول المفاجأة وكاد يسقط أرضاً” .
واليوم، فيلم رضا الباهي “دائماً براندو” يستعد لعرضه العالمي الأول
في مهرجان تورنتو المقبل . لقد أنجزه من دون براندو لكنه لا يزال فيلماً عن
براندو: “تم تغيير السيناريو إلى درجة كبيرة . لم يعد بالإمكان طبعاً العمل
بمقتضى السيناريو السابق ما جعل العملية كلّها مختلفة” .
السيناريو الأول للفيلم، احتوى على قصّة شاب تونسي شديد الشبه ببراندو
يعيش في قرية تونسية يحط فيها فريق تصوير فيلم أمريكي يطلب ممثلين محليين .
هو كان أحد من تمّت الاستعانة بهم، وقد لفت الانتباه بسبب شبهه ببراندو
فعلياً ما دفع المنتج الأمريكي إلى الترحيب به إذا ما قرر تجربة حظّه في
هوليوود .
أنيس (وهذا هو أيضاً الأسم الأول للممثل الشاب أنيس رعش) لم يكن يعلم
من هو براندو انطلق إلى محل الفيديو القريب ليبتاع أفلامه وأخذ يراقب
الممثل في أفلامه الأولى، ومع كل فيلم يراه كان يزداد اقتناعاً بأنه يريد
أن يصبح براندو آخر . هذا ما دفعه لبيع دكان أبيه وتوديع أمه والقرية
الفقيرة والسفر إلى لوس أنجلوس .
كان السيناريو بعد هذه النقطة يتطلّب الكثير من إعادة الكتابة وصولاً
إلى مشهد اللقاء بين براندو وبين الشاب الذي اكتشف أن ما سمعه في تونس لم
يكن سوى وعود فارغة فعمل في أحد المطاعم لكي يستطيع تأمين قوته . لكن أهم
ما في هذا المشهد هو حواره وتكوينه . لقد تم رسم اللقاء بينهما بكثير من
العناية . وفي أحد مشاهده، يدعو براندو الشاب لصعود سيّارته التي يقودها
سائق خاص . السيناريو اقترح طريقة تصوير المشهد لهما في المقعد الخلفي
للسيارة بإيحاء مقصود من فيلم “على رصيف الميناء” لإيليا كازان (1954) حين
يجلس براندو لجانب شقيقه في الفيلم، رود ستايغر، ويلومه أنه لم يأخذ باله
عليه كما كان يأمل .
كان الباهي قابل براندو فعلياً وحصل على موافقته، والمقابلة التي تم
تحديدها لنصف ساعة استغرقت، حسب ما قاله الباهي حينها، نحو ساعتين ونصف
الساعة خلالها انطلق براندو يتحدّث عن تجاربه وعن زيارته للمغرب .
لاحقاً ما كان يتّصل الممثل بالمخرج ليستعجله، كما لو كان يدري قرب
أجله . ما أخّر المخرج هو التمويل ومحاولة المنتجين مساومة براندو على
مليوني دولار (طلب خمسة اقترحوا ثلاثة) . إلى أن تم لهم ما أرادوه، كان
الممثل مات والمخرج خسر فرصة أن يكون السينمائي العربي الوحيد الذي صوّر
فيلماً مع براندو وفرصة أن يكون آخر أفلام براندو في هذا الفيلم العربي
تحديداً .
سينما بديلة
أخطاء في السينما البديلة
من بين أكثر ما اعترض نظرية السينما البديلة في الوطن العربي، ولا
يزال، مفهوم يقوم على نظرية أنه ليس من السينما البديلة في شيء أن يهتم
المخرج بصياغة فيلمه فنيّاً، بل عليه أن يضع المضمون في أولوية اهتمامه .
طبعاً، الشكل الفني مهم، لكنه ليس أساسياً .
وفي مطلع السبعينات، وخلال انعقاد مهرجان دمشق السينمائي الثالث،
تنادى عدد من السينمائيين والنقاد، بينهم كريستيان غازي، وسمير نصري، وسامي
السلاموني، ووليد شميط، وجورج الراسي، وقيس الزبيدي وسواهم إلى إنشاء
“سينما بديلة” . وتشير المداولات المنشورة في أحد الأعداد اليومية من نشرة
المهرجان على أن المتداولين اعتبروا أن الفن في الفن السابع يعني أن
السينما فن فقط، وأن مبدأ الفن للفن مرفوض .
والحقيقة أنه لا يوجد هناك فيلم فني واحد هو فن فقط، الفيلم بطبيعة
حاله، وبصرف النظر عن انتماءاته، إنتاجياً أو أسلوبياً أو إبداعياً، وحين
النظر إلى أعمال فنية عالية القيمة، كأي من أفلام أندريه تاركوفسكي أو ترنس
مالك أو ثيو أنجيلوبولوس، فإن الناتج بوضوح هو كيف يحتضن ما هو فني كل ما
هو مضمون، أو له علاقة بالمضمون .
وحتى حين ننظر إلى أعمال مخرجين ملتزمين سياسياً، لنقل جان-لوك غودار،
سنجد أن مضامينه السياسية والفكرية تستند 100% إلى أسلوب عمل وسرد وعرض
تشكّل الوعاء الفني الضروري . بالتالي، لا يمكن فصل الشكل عن الفن لأنه لا
حياة لأحدهما من دون الآخر .
مداولات ذلك الفريق كانت تهدف إلى إعلاء شأن سينما عربية جديدة، لكن
الكثير من المتداولين كان يخلط بين مفهومه السياسي ومفهومه الفني، كيف يمكن
للفن أن يلازم السياسة أو العكس . وهل يستطيع فيلم مثل “أغنية على الممر”
لعلي عبد الخالق أو “100 يوم لوجه واحد” لكريستيان غازي أن يكون أحد
الجانبين من دون الآخر؟
وفي حين التزم الناقد الراحل سامي السلاموني الصمت في معظم الأحيان
مطالباً في مداخلته الوحيدة المسجّلة بدراسة الموضوع برويّة، دخل الباقون
في سجال نظري حول ما إذا كان “100 يوم لوجه واحد” فيلماً نموذجياً للسينما
المستقلّة أو لا . حفنة من المجتمعين فقط هي التي أشارت إلى أن الفيلم ركيك
سواء أكان بديلاً أو لا، بينما معظم المتحدّثين مالوا إلى اعتباره النموذج
المطلوب .
م.ر
merci4404@earthlink.net
http://shadowsandphantoms.blogspot.com
الخليج الإماراتية في
04/09/2011
كـومـيديا «هانكس» و «كــارى»..أفكار بسيطة وسيناريوهات
جيدة!
محمود عبدالشكور
يسأل البعض: لماذ لا تعيش أفلام المضحكين الجدد لأبعد من الموسم
السينمائى الذى عُرضت فيه؟.. الإجابة ببساطة هى أنها أفلام لا تعتمد إلاّ
على بريق النجم وحضوره وقدرته على أن يقدم الشويتين بتوعه للجمهور، ولكن
الكوميديا فى الفيلم الأمريكى تعتمد بالدرجة الأولى على الأفكار حتى لو
كانت بسيطة بالإضافة إلى السيناريو الجيد رغم وجود بعض الملاحظات هنا أو
هناك ثم يأتى بعد ذلك دور النجم الذى قد يكون مصنّفًا كممثل كوميدى «مثل
جيم كارى» و غير مصنف مثل توم هانكس الذى قدم أدواراً مهمة كثيرة بعيداً عن
الكوميديا ولكن عندما يقدم الاثنان فيلما كوميديا جديداً فإنهما يبحثان عن
الجديد والمختلف. يقوم فيلم «Larry
crowne» الذى قام ببطولته وأخرجه واشترك فى كتابته النجم توم هانكس على فكرة
بسيطة للغاية: رجل بسيط فى منتصف العمر يجد نفسه عاطلاً من العمل بسبب عدم
حصوله على مؤهل جامعى، فيقرر أن يستكمل دراسته ويفوز بالشهادة ومدرسته
الحسناء معاً، وعلى قدر بساطة الفكرة جاءت المعالجة أيضاً بسيطة وخفيفة
وكوميدية ولكنها أيضاً ليست سطحية وتافهة. الجميل أن طرفى اللعبة هما «توم
هانكس» بحضوره وخفة ظله و«جوليا روبرتس» بموهبتها وبساطتها ودرجة القبول
العالية التى تتمتع بها، ربما كان السيناريو فى حاجة إلى عين أكثر خبرة من
«هانكس» و«نيارفاردا لوس» لتعميق الحكاية والشخصيات ولابتكار المواقف
الكوميدية سواء بين البطلين أو فى حياة كل منهما، ولكن النتيجة النهائية لم
تكن رديئة وأصبح لدينا فيلم خفيف مسل يقول أشياء كثيرة عن العلم والعمل.
«لارى كراوبة» الذى يحمل الفيلم اسمه هو بطلنا الذى يعمل بجد وإخلاص
فى أحد محلاّت السوبر ماركت العملاقة، شخص دءوب للغاية، كان يتوقع أن يحصل
على لقب موظف الشهر لإخلاصه فى العمل ولكنه وجد نفسه مفصولاً لأن فرصته فى
الترقى معدومة نتيجة عدم حصوله على مؤهل عال يجد نفسه فى ورطة حيث لا يوجد
عمل بديل، كما أنه اقترض من البنك أموالاً لامتلاك منزل صغير، فجأة يقترح
عليه جاره لامار أن يلتحق بالجامعة، ومن خلال وكيل الجامعة لشئون الطلاب،
يقرر «لارى» أن يحصل على دراسة متخصصة فى الاقتصاد والخطابة لتتغير حياته
بعد ذلك تماماً.
فمن خلال زملاء الدراسة الشباب وخاصة الجميلة السمراء تاليا يعيش حياة
منطلقة مع راكبى الموتوسيكلات، يتغير شكله ومظهره، ومن خلال مدّرسته
الحسناء مرسيدس تينوت «جولياروبرتس» يتعلم مع آخرين فن الخطابة بعد مفارقات
شديدة الظرف والطرافة هى أيضاً تبدو وكأنها تبحث عن حياة جديدة بعيدا عن
زوج احترف الكتابة، ولكنه كسول يقضى وقته فى متابعة المواقع الإباحية،
وأثناء الدراسة يعود لارى إلى عمله الأصلى كطباخ حيث يعمل فى أحد المطاعم
وينجح من خلال دراسته فى فهم أساليب التعامل مع البنك، وينتهى الفيلم بحياة
جديدة للبطل المكافح، كما يفوز أيضاً بقلب الأستاذة الحسناء.
الفيلم أمريكى جداً من زاوية أنه لا يشجع على العلم منفصلاً عن العمل،
بل يجعل البطل يدرس ويعمل معاً، كما أنه متعاطف بشدة مع الذين يفقدون عملهم
بسبب الشهادة ليس إلاّ أى أننا أيضاً أمام موقف براجماتى يرفع شعار «العلم
والعمل» فى خدمة الحياة، كانت المشكلة الواضحة أيضاً فى عدم بناء قصة الحب
بين لارى ومرسيدس بشكل جيد لدرجة أنهما لم يلتقيا خارج الفصل إلا فى عدد
محدودة من المشاهد السريعة، كما بدت شخصية مرسيدس تاهئة نوعاً ما ولكن
بالمقابل كانت هناك مشاهد كثيرة كوميدية تضحك من الأعماق وخاصة مشاهد الفصل
الدراسى والتدريب على الخطابة أو تعلم الاقتصاد.
البطريق والوجه الحسن
أما فيلم «Mr popper,s
Penguins» أو كما عُرض تجارياً تحت اسم.. بطاريق الأستاذ «بوبر» فيُعدّ
نموذجاً لأفلام التسلية التى لا تتنازل أيضاً عن طرح أفكار تتسق مع القيم
التى يعتبرونها أمريكية مثل أهمية دور العائلة جنبا إلى جنب مع قيمة النجاح
فى العمل، ويلعب بطل الفيلم النجم جيم كارى بحضوره الفائق دوراً كبيراً فى
نجاح هذا المزيج الذى يعتمد على الخيال، والقدرة على بناء كوميديا
الموقف،ولا أعتقد أن هناك فناً يستطيع أن يجسد الخيال مثلما تفعل السينما.
الفكرة بسيطة ولكن لامعة جداً ماذا لو ورثت فجأة ستة من طيور البطريق
وخاصة تلك النوعية التى تنتمى إلى فصيلة الجانتو التى تألف الانسان وتتبعه
فى كل مكان؟. كيف يمكن أن تتأثر حياتك أو تتغير؟.. وكيف يمكن أن تتعلم من
عالم الطيور مثلما تتعلم من الحياة؟.
بطلنا.. توماس بوبر «جيم كارى» يعمل مندوباً فى شركة ضخمة لشراء
العقارات القديمة وهدمها لبناء أبراج سكنية، يمتلك قدرة عظيمة على إقناع
أصحاب العقارات بالبيع، انفصل بعد زواج لمدة 15 سنة عن زوجته آماندا.. «كارلا
جيورجينيو» ولكنه يحتفظ بعلاقة رائعة معها لأنها أم لابنته المراهقة ولابنه
الصغير، والده عاشق للسفر طاف العالم على سفينة، وفى أيامه الأخيرة ترك
لابنه صندوقاً به طائر واحد من طيور البطريق الجميلة.
للوهلة الأولى، يقرّر الابن أن يتخلص من الهدية خاصة أن الطائر أثار
الفوضى فى الشقة، اتصل بصديق الأب طالباً منه أخذ الهدية، ولكنه فوجىء
بصندوق آخر يمثل بقية الهدية عبارة عن خمسة بطاريق أخرى، ورغم أنه نجح
أخيرا فى الاتصال بحديقة حيوانات نيويورك لأخذ البطاريق فإنه يضطر للاحتفاظ
بها فى شقته بعد أن اعتقد طفله الصغير أنها هدية أحضرها والده، ومع تشابك
الأحداث يتآلف الأب والابنة والابن مع الضيوف الجدد، يطلقون عليهم الأسماء،
وتتحول الشقة إلى ساحة للجليد لتناسب حياة البطريق، ويصطحبونها إلى المناطق
المفتوحة وسط دهشة سكان نيويورك، ويتعلم بوبر من البطاريق مدى تمسكها
بالعائلة، ويكتشف أن والده أرسله له فى وصيته الأخيرة تكفيراً عن تركه
للعائلة فى رحلاتّ حول العالم، وهكذا يستعيد بوبر حياته مع مطلقته، ويستعيد
البطاريق وينقلهم إلى العالم الذى جاءوا منه إلى عائلته الأصلية، وتتحقق
نهاية هوليُودية سعيدة تجمع بين الجليد والبطريق والوجه الحسن ، وهى الزوجة
الجميلة العائدة آماندا.
كوميديا جميلة تناسب كل الأعمار، ومشاهد رسمت ببراعة خاصة تلك التى
تتحرك فيها البطاريق مع البشر باستخدام الكمبيوتر جرافيك ولعل أحد أمتع
مشاهد الفيلم عندما تهدأ البطاريق كلها.
شاهدت فيلما لشارلى شابلن لأنه يبدو كبطريق أثناء المشى ولكن الضحك لا
يسحق الفكرة أبداً والتى تؤكد بوضوح أهمية العائلة والعلاقات الإنسانية فى
زمن المادة.
أكتوبر المصرية في
04/09/2011
«شارع
الهرم» يحصد أعلى إيراد يومى فى تاريخ السينما.. و«سعد»
فى المركز الثانى
كتب
أحمد الجزار
«شارع الهرم»، «تك تك بووم»، «بيبو وبشير»، «أنا بضيع يا وديع» و«يا
انا يا هو».. نجحت هذه الأفلام الخمسة، التى تم عرضها فى عيد الفطر، فى
إنعاش دور العرض من جديد، وإنقاذ عدة سينمات من الإفلاس، بعد أن واجهت
انتكاسة عقب ثورة ٢٥ يناير، اضطرت بعض السينمات لإغلاق أبوابها لفترة طويلة
لعدم إقبال الجمهور.
استطاعت هذه الأفلام، بصورة غير متوقعة، تحقيق إيرادات وصلت إلى ١٦
مليون جنيه فى ٤ أيام فقط، وحقق فيلم «شارع الهرم» لـ«سعد الصغير» رقماً
قياسياً جديداً فى الإيراد اليومى، بعد أن نجح الفيلم فى حصد إيراد وصل إلى
٢ مليون ومائة ألف جنيه فى ثانى أيام العيد، وهو أعلى إيراد يومى لفيلم
سينمائى فى تاريخ السينما.
وتجاوزت إيرادات الفيلم، خلال أيام عرضه الأولى، ٧ ملايين جنيه ليحتل
المركز الأول بلا منافس، وطارده فى المركز الثانى محمد سعد، بفيلمه «تك تك
بووم» بـ٤ ملايين جنيه، وجاء فى المركز الثالث فيلم «بيبو وبشير» لمنة شلبى
وآسر ياسين بمليونى جنيه.
وفى المركز الرابع جاء فيلم «أنا بضيع يا وديع»، للثنائى «وديع وتهامى»،
بإيرادات وصلت إلى مليون وثلاثمائة ألف جنيه، وفى المركز الأخير جاء فيلم
«يا انا يا هو» الذى يشهد أول بطولة لنضال الشافعى، وحقق الفيلم ٦٠٠ ألف
جنيه.
ولجأت بعض دور العرض لإقامة حفلات إضافية لتستوعب الإقبال الجماهيرى
على هذه الأفلام، ومنها سينمات «سيتى ستارز» و«مترو الإسكندرية» و«جلاكسى»
وغيرها، استمرت الحفلات حتى السادسة صباحاً، وقررت الشركات الموزعة مد عرض
هذه الأفلام حتى موسم عيد الأضحى، دون عرض أفلام جديدة حتى تتيح لهذه
الأفلام تحقيق أعلى إيرادات.
المصري اليوم في
04/09/2011
خطر المنع يهدد «الحقونا» و«جواز بقرار جمهوري» و«أمير
الظلام»
هل تكتب الثورة المصرية نهاية أفلام «مبارك»؟
القاهرة - حسن أبوالعلا
عندما وقف الفنان نور الشريف أمام صورة الرئيس السابق حسني مبارك في
نهاية فيلم «الحقونا» يقول له «الحقنا يا ريس» لم يكن يعلم أن هذا المشهد
ربما يكون سببا في منع عرض الفيلم أو سيتم حذفه لكي يعرف العمل طريقه إلى
الشاشة.. وعندما قرر «عمرو» الشاب البسيط الذي يسكن في قلعة الكبش أو
الفنان هاني رمزي في فيلم «جواز بقرار جمهوري» توجيه الدعوة للرئيس لكي
يحضر فرحه وبالفعل يظهر في مشهد النهاية من خلال الجرافيك، لم يكن بالتأكيد
يعلم أن نهاية الرئيس الذي يحمل العصا السحرية لتحقيق أحلام البسطاء ستكون
في السجن.
أفلام كثيرة تعرضت للرئيس السابق حسني مبارك سواء بظهوره الخجول عبر
تقنية الجرافيك مثل «جواز بقرار جمهوري» أو ظهور صورته في عشرات الأفلام
سواء بشكل مقصود في فيلم «الحقونا» أو غير مقصود مثل تواجدها في المكاتب
الحكومية في العديد من الأفلام أو ذكر الرئيس السابق بشكل مباشر كما في
أفلام «أيام السادات» و«أمير الظلام» و«موعد مع الرئيس» وغيرها من الأفلام
، فهل تكتب الثورة كلمة النهاية لهذه الأفلام لمجرد وجود مبارك بها؟.
المخرج الكبير علي عبدالخالق صاحب فيلم «الحقونا» يرفض فكرة المنع أو
حذف المشهد مستندا إلى أن مثل هذه الأفلام أصبحت جزءاً من تاريخ مصر وتؤرخ
لها في فترات معينة ولا يستطيع أحد محو هذا التاريخ لأن هذه الأفلام كانت
تعبر عن واقع مصر في ذلك الوقت.
ويضيف عبدالخالق: إذا كانت هذه الأفلام تلجأ للرئيس السابق حسني مبارك
وتقول له «الحقنا يا ريس» فذلك لأنه كان رمزا للسلطة وكان اللجوء إليه أمر
طبيعي لأنه المسئول عن جميع الأجهزة السياسية والتنفيذية في البلد.
ويشير علي عبدالخالق إلى أن كل الأشكال الفنية سواء المسرحيات
والروايات كانت تلجأ للرئيس السابق وليس الأفلام فقط وكان هذا اللجوء نوعا
من السعي إلى حل مشكلة ما خاصة أن لكل مرحلة متطلباتها موضحا أن الوقت
الراهن يشهد حالة من العصبية مشحونة بروح الثورة بعد الكشف عن فساد مبارك
وبعد أن تهدأ الثورة سيرى الجميع كل شيء بموضوعية لكن الوضع الذي تمر به
مصر لا يعطي الحق لأحد في محو أفلام تعتبر جزءاً من تاريخ السينما المصرية.
ومن جانبه يقول المخرج محمد خان صاحب فيلم «أيام السادات» : يجب ألا نقلد
من سبقونا بسذاجة وقلة عقل حيث كانوا يشوشون على صورة الملك فاروق موضحاً
أن الأفلام التي تعرضت لمبارك بشكل أو بآخر دخلت تاريخ السينما المصرية
وتعتبر مرجعية تستطيع أن تقيم فترة زمنية معينة من خلال الرجوع إليها حتى
لا تتكرر سلبيات تلك الفترة.
ويعترف خان بأن ثورة 25 يناير ربما تؤثر على عرض مثل هذه الأفلام على
شاشة التليفزيون.
ويضيف الفنان تامر عبدالمنعم كاتب سيناريو فيلم «أمير الظلام»: محو
هذه الأفلام يعد جريمة في حق السينما المصرية لأن السينما تعتبر جزءاً من
توثيق التاريخ لأي شعب وأعتقد أنه من الممكن تقديم فيلم عن مبارك نفسه بعد
فترة نوضح فيه سلبياته وإيجابياته كرئيس في فترة تاريخية مهمة لأن الفن
وجهات نظر ولابد أن نحترم وجهة النظر الأخرى.
ويشير عبدالمنعم إلى أنه سمع عن حذف المشاهد والصور التي تذكر الرئيس
السابق لكنه لا يعلم حقيقة هذا الموضوع.
ويؤكد محسن الجلاد مؤلف فيلم «جواز بقرار جمهوري» أن عشرات الأفلام
ستظهر فيها صورة مبارك إذا كان بها مثلا مشاهد للتحقيق في النيابة وهذا أمر
طبيعي موضحا أنه لا يعقل أن نحكم بالإعدام على تلك الأفلام لمجرد ذكر مبارك
أو ظهور صورته.
ويشدد الجلاد على أن ذكر الرئيس السابق في فيلم «جواز بقرار جمهوري»
كان مجرد رمز حيث لم يسع صناع العمل للحديث عن مبارك بشخصه لكن ظروف الفيلم
أنه تم تصويره في عهد مبارك لذلك كان من المنطقي أن يكون هو الرمز.
وتقول الناقدة خيرية البشلاوي : تلك الأفلام التي ذكرت الرئيس السابق
اخذت جاذبيتها والناس شبعت منها لكن هذا لا يعطي الحق لأحد في إلغائها
لأنها تعتبر وثائق ضمن تاريخ السينما المصرية ولا نريد أن نكرر أخطاء من
سبقونا وشوهوا صور الملك فاروق عقب ثورة 23 يوليو لأن ذلك من الأخطاء التي
لا تغتفر خاصة أن الصورة تكون في سياق معين.
وتوضح خيرية البشلاوي أنه من خلال بعض الأفلام نستطيع أن نصدر أحكاماً
على طبيعة تلك الفترة وتعامل الناس معها وهل كانوا يتملقون السلطة
ويغازلونها، مؤكدة أن الثورة نفسها سيكون لها أفلامها التي تعبر عنها وعن
ظروفها.
ويشدد الناقد أحمد الحضري على أن هذه الأفلام تاريخ ولابد أن يظل في
عقول الناس وألا نكرر ما حدث مع الملك فاروق مشيرا إلى أن بعض الأفلام التي
ذكرت مبارك بشكل أو بآخر لم تكن تمدح في النظام السابق بل ذكرت سلبياته.
النهار الكويتية في
04/09/2011 |