خاص بـ "سينماتك"

خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك..     خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك..     خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك..     خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك..     خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك..     خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك.. خاص بـسينماتك..    

 

السابق

 

التالي

خاص بـ"سينماتك"

السينما الشعرية ليست براءة إختراع، ولا هي من صنع الخبازين

حوار مع الناقد االسينمائي المصري "أمير العمري"

قراءة نقدية في "أفلام من الإمارات"

"الطاحونة الحمراء" .. الفيلم والمخرج

في مهرجان "كان" الثامن والخمسون (*)

أفلام تتناول علاقات العرب والاسرائيليين

من يدافع عن من.. ومن يرفض من!!

القاهرة/ غادة عبدالمنعم (**)

 

 

 

 

 

 

آموس جيتاى يطرح العلاقة الشائكة بين العربى والاسرائيلى  

وليلى مراكشى تفشل فى تقديم الأسباب المقنعة للحب اليهودى الاسلامى 

الاقرب فى اسرائيل يشاهد وينتقد أكثر الاسرائيلي ينتقد أكثر منا نحن العرب

عرض فى مهرجان كان هذا العام ثلاثة أفلام تتناول البحث فى العلاقات بين الجانب اليهودى الاسرائيلى والجانب العربى المسلم.. أحد هذه الافلام كان فيلم ايفى مغربى  الوثائقي "من أجل احدى عينى" الذى اثار ضجة كبيرة اثر عرضه فى برنامج "خارج المسابقة" أما الفيلمان الآخران فهما فيلمان روائيان أحدهما للمخرج الاسرائيلى آموس جيتاى بعنوان "المنطقة الحرة" والذى عرض فى المسابقة الرسمية وثانيهما هو فيلم المخرجة المغربية ليلى مراكشى  "مراكش" الذى عرض فى قسم نظرة خاصة..

فاق فيلم المخرج الاسرائيلى ايفى مغربى "من أجل احدى عينى" التوقعات فى نقده للاوضاع الاجتماعية والسياسية داخل اسرائيل وقدم لمدير مهرجان كان "جيل جاكوب" المبرر الكافى لاختياره فى قسم خارج المسابقة الذى رغم كونه مفتوحا لكل الافلام الطويلة الا ان اشتراك افلام وثائقية به غير معتاد، ولا متوقع بالمرة..حيث غالبا ما يقتصر الاشتراك فيه على الافلام الروائية الطويلة فقط..

كان اختيار هذا الفيلم قد اثار الكثير من الدهشة والتساؤل من جانب المتابعين للسينما ولمهرجان كان وقيل عند ذلك ان مشاركة بعض المنتجين الفرنسيين فى انتاجه قد تكون وراء اختياره وقيل غير ذلك مما دعا الجميع للتطلع لمشاهدة الفيلم والتطلع للاسباب بأنفسهم.

واروع ما فى فيلم ايفى مغربى هو الحيادية التى يتخفى وراءها انحياز للسلام والجانب المقهور فى اسرائيل "العرب".. فالفيلم يدور على مستويين يتنقل بينهما المخرج فى قطع متوازى الاول هو المستوى الوثائقى حيث تتجول الكاميرا مع الفلسطينيين فى شوارع فلسطين/ اسرائيل لنشاهد هذا التوقف العظيم وضياع البشر الذين يقضون وقتهم فى الانتظار على الطرقات حيث الطرقات مغلقة امام العرب والذهاب لاحضار الطعام او العمل او زيارة الابن او الابنة مستحيل وان امكن فهو محفوف بالمخاطر والامر يتعدى ذلك فعساكر اسرائيل ومن داخل دباباتهم وقلاعهم يمنعون عربات الاسعاف عن المرضى كما يمنعونهم من الذهاب للطبيب ويمنعون عربات المؤن الغذائية، ولا سبيل للتفاهم معهم.. والفيلم يضم حادثة حقيقية لسيدة تنزف واسرتها تحيط بها وترجو عساكر اسرائيل أن يتركوها تركب عربة الاسعاف او تذهب للمستشفى او يتركوا عربة الاسعاف تصل إليهم والعربة تقف على بعد خطوات منهم لكن العسكري الاسرائيلى يرفض ويردد فى تحد وثبات "عد لبيتك" .. فهم لا يهمهم من يعيش او يموت من العرب!! وهنا يبرر ايفى هذه القسوة غير الإنسانية ويعرض لنا اسبابها و اصولها .. فيدخل بنا لاجواء تنشئة الاطفال فى اسرائيل سواء فى المدارس أو تلقين الاباء القيم لاطفالهم أو الجولات الدينية فى الاماكن المقدسة حيث الجميع - المدرسين والاباء والمعلمين ورجال الدين – يلقنون الاطفال ويملئونهم  بكراهية الفلسطينيين مركزين على التاريخ المتخيل لليهود وخاصة قصة الملك داوود - النبى داوود - الذى استطاع قتل الالاف من الفلسطنيين وحده!! وهى نفسها القصة التى تتعرض للسخرية فى نفس الفيلم على يد الشباب الاكبر سنا متسائلين هل كان الملك داوود كما تحكى التوراة سوبرمان ليقتل مائة الف من الفلسطنيين وحده.. أما القصة الثانية التى يركزون على بثها فى عقول الصبية فهى قصة شمشون وكيف خانته زوجته دليلة بعدما عرفت سره وباعته للفلسطينيين ومن هذه القصة بالذات ونظرا لأهميتها فى بث الكراهية للعرب فى نفوس الاطفال يأخذ فيلم جيتاى اسمه "من اجل احدى عينى" مشيرا لعمى شمشون بعد تعذيبه على يد العرب.. ثم هناك الحكايات عن الرومان الذين قتلوا وحاصروا وابعدوا اليهود، ولهذا يطالب المدرسون الاطفال بالنداء فى الجبل وفى نفس المكان الموعود "نحن عائدون.. نحن عائدون".. ثم هناك وهو الاهم الاساليب المستترة لتربية الاطفال على عدم الاكتراث بارواح الفلسطينيين فهم يدربونهم على لحظات من الموت.. ويسالونهم ماذا تفضلون الحرب.. السلام.. الصمت.. ام الانتحار؟.. والمدهش ان من يفضل التفاهم مع الفلسطينيين منهم لم يزد عن فتاة واحدة بينما كانت مجموعة الحرب هى الاكثر عددا حيث بررت احدى الطالبات ذلك بانه لو كنا سنموت فى كل الحالات فما هى المشكلة فى ان نقتل البعض ـ تقصد بعض العرب ـ قبل موتنا.. ثم جاءت مجموعة الانتحار هى الثانية من حيث الحجم حيث من لا يرون املاً والذين تدفعهم ميولهم الرومانسية فى هذه السن الصغيرة لتفضيل الانتحارعلى الحرب.. لكن من يعلم فى اى جهة سيقفون عندما يكبرون..

اذن يعرض ايفى مغربى لاوضاع كلا الجانبين الضحية "العرب" والجلاد "اسرائيل" ويعرض لكيفية تكون الصراع فى الجانب الاسرائيلى حيث يربى الاطفال على التحيز ضد العرب وكيفية تكونه فى الجانب العربى حيث الضغط المستمر الذى يولد الانفجار.. حتى ان كلمة "هذه ليست حياة والموت افضل" تظل تتردد على السنة اكثر من عربى طوال الفيلم...

ولو كان فيلم مغربى قد توقف عند ذلك لكان واحدا آخر من الافلام التى تدين الممارسات الاسرائيلية فى فلسطين / اسرائيل لكنه ولحسن الحظ لم ينفق الساعة والنصف كلها ـ مدته ـ وهو يتجول ما بين المناطق العربية والاسرائيلية عارضا لنا جذور العنف ورغبات الموت فى كلا الطرفين لكنه يقسم فيلمه كما قلت سابقا فى قطع متوازى بين الواقع التسجيلى ـ الوثائقى ـ وبين مشهد لمكالمة تليفونية طويلة ـ أو بضعة مكالمات ـ مع رجل عربى فلسطينى حيث يحللان معا ظروف حياة العرب فى اسرائيل واسباب العمليات الارهابية واسلوب اسرائيل فى التعامل مع الفلسطينيين.. كل هذه القضايا تناقش بالقطع مع مشاهد من الواقع.. من واقع فلسطين اسرائيل.. مشاهد تضيف لحوار، توضحه وتؤكد صدق الرواية العربية.. المكالمة اذن لا تضيئ ما يحدث فى اسرائيل فقط لكنها تظهر ايضا اسلوب التفكير المحايد والراغب فى السلام للعرب..

ويحسب لمغربى ذكاؤه حيث انه لم يأخذ جانب العرب فى المكالمة التليفونية لكنه قدم نفسه كاسرائيلى محايد يرغب فى المعرفة والتفاعل مع المحاور على الطرف الآخر حيث يعرض بعض الحلول الخيالية التى يتشدق بها الساسة الاسرائيليون قائلا مثلا ولماذا لا يكف الطرفان عن العنف!!

فيرد العربى وماذا تريد من اشخاص لا يستطعون الحياة ان يفعلوا، قل لى ماذا بأيديهم.. ما هو الحل.. هم اموات بلا شك.. ماذا يفعلون امام كل هذا الضغط الذى يمارس عليهم اى سياسة هذه.. انها سياسة غبية ترغب فى المزيد من العنف.. ثم يقطع المخرج على التفاصيل المؤلمة لما يحدث مع العرب فى فلسطين/ اسرائيل.. وهكذا يؤكد لنا مغربى بذكاء أن الحلول التى ترددها اسرائيل حلول وهمية.. يقول ذلك ودون ان ينطق كلمة واحدة تشير لذلك..

وقد أكد مغربى ذكاءه من جديد عندما صرح مغربى فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب الفيلم فى مهرجان كان، بان هذا الفيلم ليس موجها للجمهور الدولى لكنه موجه للمجتمع الاسرائيلى.. يؤكد هذا التصريح ذكاء مغربى حيث ان الفيلم فى تصورى موجه للعالم الغربى وخاصة الولايات المتحده ولكل من يدعم سياسة اسرائيل ويصدق اكاذيبها بقدر ما هو موجه لاسرائيل من الداخل لكن ايفى الاسرائيلى لا يرغب فى اثارة المزيد من الاحقاد عليه داخل اسرائيل خاصة وان الفيلم لم يتم عرضه بالداخل بعد.. وعموما فإن الفيلم يؤكد أن الذى يستطيع أن يدين أكثر.. هو الأقرب.. هو من يعيش داخل اسرائيل.. لأنه من يرى أكثر.. وأننا بينما نتشدق بعزل اسرائيل ومقاطعتها وعدم الدخول عليها ، قد نكون نجحنا فى عزل فلسطين وفصلها عنا.. وعدم رؤيتها من قريب..

الأفلام الروائية

أما بالنسبة للافلام الدرامية فقد تناول فيلم "المنطقة الحرة" لآموس جيتاي علاقة العربى بالاسرائيلى من موقع خبرة الحياة اليومية بينهما فكان فيلمه عميقاً وواقعياً..

.. يطرح آموس جيتاى التساؤل حول حتمية العلاقة بين العربى والاسرائيلى  فى فلسطين والاردن وكل ما تضمه هذه العلاقة من عدم ثقة وخوف وتردد..

فيلمه يبدأ بعودة فتاة أمريكية ولدت من أم أمريكية مسيحية ومن اب اسرائيلى لتبحث فى جذورها الاسرائيلية.. انها مجرد بداية!! وقصة عودة الفتاة هذه، ما هى الا مبرر درامي لتجميع القطبين المتناحرين وعرض العلاقة بينهما من وجهة نظر محايدة.. لأن المحور الحقيقى للفيلم يدور حول العلاقة بين سيدتين احداهما عربية والأخرى اسرائيلية ووجود الفتاة فى الفيلم ما هو الا مبرر لطرح كل جوانب هذه العلاقة والفتاة هنا لا تمثل وجهة النظر الامريكية المتحيزة للجانب الاسرائيلى فى قضية العرب واسرائيل، لكنها تمثل وجهة النظر المحايدة لشخص غريب عن الصراع..

تبدأ أحداث الفيلم بمشهد وحيد داخل اسرائيل وذلك قبل أن تنتقل انتقالة أخيرة للأردن.. وفى هذ المشهد الوحيد نشاهد عبور سائقة التاكسى السيدة موسى بن موسى للحدود الاسرائيلية الأردنية.. ولكى ندرك أهمية هذا المشهد لابد أن نتعرف على المشهد السابق له والذى نشاهد فيه الفتاة الامريكية وهى تبكى ونستمع لاغنية رائعة ـ تشبه  حكاية الفرخة والبيضة ـ فى انها فلكلورية من جهة ثم وهذا هو الأهم أنها تحكى قصة لا تنتهى.. تدور حول جدى الماعز الذى اشتراه الوالد وتستمر القصة مع الجدى والذى يتعرض للأذى من التيس فيذبح التيس ومن الذئب فيتم صيده وهكذا دواليك حتى يتم ذبح الجدى نفسه فى النهاية!! ثم يتم شراء جدى جديد وتتكرر سلسلة الاحداث التى لا تنتهى ـ من جديد ـ والتى تشبه العلاقة بين العربى واليهودى فى ما بعد 1948 فهى سلسلة من الرفض والقبول والتعاون الحذر والقتل والحرب والمشاركة والاستيلاء.. يعقب الأغنية أصوات متداخلة للأذان وتراتيل يهودية وأجراس القدس ـ فى الدلالة على الواقع المتداخل ووجود كل هذه الديانات داخل المدينة المقدسة ـ ثم يأتى مشهد الحدود الصادم ـ للفتاة التى تعتقد انها عادت للجنة و لكل يهودى يحلم بالعودة لأرض الميعاد ـ حيث نرى على الحدود التعامل المهين والمتشكك من العساكر اليهود لمواطنة اسرائيلية وأخرى أمريكية.. فهم تقريبا يوشكون على الاعتداء بالضرب على السيدتين حيث يتهم أحدهما الفتاة الأمريكية بأنها تبدو كداعرة، وهكذا تنتهى أحداث الفيلم داخل اسرائيل وبدلا من أن تصطحب الكاميرا الفتاة وهى تتعرف على بلد والدها تصحبها وهى تتعرف على أرض أعدائه الفلسطينيين فى بلدهم الجديد الأردن..

اذن عودة الفتاة لبلد والدها ليست كما ذكرنا من قبل الاساس الدرامى للفيلم بقدر ما هى مبرر لاظهار جوانب شخصية السيدة موسى بن موسى ـ قامت بالدور باجادة وحصلت عنه على جائزة أفضل ممثلة هذا العام الممثلة الاسرائيلية "حنا لازلو" ـ فالسيدة موسى هى البطلة الحقيقية حيث قدمها آموس جيتاى على اساس انها تمثل النموذج التقليدى لليهودى ـ حتى أنها تختلف فى الدرجة فقط عن الصورة التقليدية التى قدمها شكسبير لليهودى الجشع فى تاجر البندقية.

مشاهد الفلاش باك تظهرها كسيدةعاملة ، مجتهدة وعنيدة ، وأحداث الفيلم تؤكد انها متشككة بطابعها ،غير متسامحة ولديها هذا الدأب اليهودى العريق للبحث عن المال وتتبعه والحرص عليه، بالاضافة للكثير من التشدد الدينى

تدور الأحداث بعد اصابة زوجها فى حادث مما يضطرها لأن تأخذ التاكسى والضيفة الأمريكية إلى الأردن لمقابلة الأمريكى واتمام احدى الصفقات التجارية هناك بما فى ذلك احضار حصتهما من المال ويتصادف أن الأمريكى ـ وهو فلسطينى الأصل ـ يعانى من مشكلات مع ابنه المتشدد دينيا والرافض لآى تعامل مع الجانب الاسرائيلى وهذا ما يدعو زوجته ـ قامت بالدور هيام عباس ـ للانابة عنه فى التعامل مع السيدة الاسرائيلية.. وهنا نرى السيدتين اللتين تمثلان جانبى الصراع وجها لوجه.. لا يفصل بينهما سوى نتالى بورتمان ـ التى قامت بدورالفتاة الأمريكية.

والفتاة الأمريكية تجد لدى الجانب الأردنى ما لا تجده فى بلدها حيث الكثير من الترحيب والتعاون وهناك تبدأ فى استكشاف شخصية مرافقتها الاسرائيلية التى ترفض تناول أى طعام من الجانب العربى ـ تقضى التقاليد اليهودية بتطهيره أولا ـ وترد على الناس بتحفظ.. ولا تصدق رواية زوجة الأمريكى عندما تؤكد لها أن المال قد تمت سرقته على يد سمير المتطرف ـ ابن زوجها ـ لا تصدقها حتى وهى ترى سمير بعينيها يحرق القرية هو وزملاؤه.. تتعنت زوجة موسى الاسرائيلية وتدخل فى جدال لا ينتهى مع العربية مطالبة بالمال بينما البنوك مغلقة ليلا.. والمال قد سرق.. والقرية قد احترقت، لعلها فى ذلك تشبه اليهود الذين يريدون أرض الأجداد لهم وحدهم بينما أجدادهم ماتوا.. والآن هناك عرب يقاسمونهم.. عرب كان لهم أجداد هنا أيضا!! أمام هذا التعنت ورفض رؤية موقف الآخر أو القبول به تهرب الفتاة الأمريكية وتترك طرفى الصراع مستمرين فى صراع لا ينتهى اساسه التشكك وعدم التصديق.. وهو ما يشير لأن رؤية جيتاى للصراع العربى الاسرائيلى تؤكد أن هذا الصراع ورغم كل ما قد يكون قد بدأ من علاقات تجارية أو دبلوماسية أو سياسية بين الطرفين لن ينتهى..على الأقل فى الوقت الراهن..

وفيلم آموس جيتاى بشكل عام فيلم جيد حتى أن البعض رشحه للسعفة الذهبية.. وهو كعادة أفلام جيتاى متحيز للجانب العربى ولا يعيبه فى رأيي سوى أداء هيام عباس المبالغ فيه فرغم أنها استطاعت أن تعكس انتماءها لطبقة أرقى مما تنتمى له السيدة الاسرائيلية إلا أنها وقعت فى أدائها فى حالة من عدم الطبيعية والمبالغة فشهدناها وكأنها تؤدى دورا فى الأوبرا.. فكانت فى بعض المشاهد ـ خاصة الساخن منها ـ منفصلة عن المشاعرالتى يتطلبها المشهد وهو ما دعاها للكثير من الافتعال.

من السياسة إلى الحب

أما المغربية ليلى مراكشى والتى تقدم فى هذه المرة فيلمها الأول حيث اختارت له اسم "مراكش" فهى تقدم لنا فيلما تجاريا تماما وهو ما يدعونى للدهشة لاختياره فى قسم نظرة خاصة والذى يضم أحيانا بضعة من أفضل الأفلام فى مهرجان كان.

الفيلم يعرض لعالم الشباب الثرى، الفارغ فى المغرب حيث تدور كل أحداث حياتهم والفيلم أيضا حول علاقات الجنس والحفلات الماجنة والمخدرات... إلى آخر هذه القائمة.. ونحن لا نعترض على تقديم هذا العالم ولكننا نعترض على ألا يتم تقديمه من وجهة نظر فلسفية أو فنية.. وأن يتم اختياره عشوائيا لتدور فيه أحداث الفيلم.. هذا فى رأيى ما يبدو أنه لا يمت للفن فى شىء....

المهم تدور أحداث الفيلم حول قصة حب بين شاب يهودى ثرى وفتاة مسلمة لا تقل عنه ثراء ـ حتى أنهما جيران!! ـ وبالطبع يرفض الجميع تتويج هذه العلاقة سواء من جهة اسرة الفتى أو أسرة الفتاة.. وأمام هذا الرفض تلجأ ليلى مراكشى للحل الساذج الذى نقابله كثيرا فى الافلام القديمة حيث تقتل البطل فى حادثة سيارة.. تخيلوا معى مدى ابداع مراكشى!!

وأسوأ ما فى هذا الفيلم فى رأيى ليس فقط النهاية الساذجة، لكن أسوأ ما فيه هو اننا لا نرى أحد الطرفين متمسكا بدينه وممارسا اياه وهو ما كان سيثرى الصراع بالفيلم بل على العكس تماما لا نجد أى اختلاف بين الفتى والفتاة فكلاهما صغير السن.. طائش.. لا يعرف شيئا عن دينه.. ولا يهتم سوى بالجنس والمخدرات.. وأمام هذا الحصر الاختيارى للصراع من جانب ليلى مراكشى لا نجد امامنا سوى ان نقول.. واحنا مالنا.. فليتزوجا أو ليحترقا.. ما هذا التهريج..

ولكن ولكى لا نظلم ليلى مراكشى فى فيلمها الاول علينا أن نؤكد أن الفيلم فى اطار أنه تجارى بحت فهو معقول حيث لا توجد  به أخطاء تقنية تذكر.. ولعل مشاركة الجانب الفرنسى قناة بلوس الفرنسية فى انتاجه قد ضمنت جودة التصوير والصوت والمؤثرات والطباعة وغير ذلك.. لكنها بالطبع لم تضمن جودة الفكر الذى كان من المفروض أن تكون ليلى مراكشى هى الضامن له.. لكن ليلى استسهلت ولم تقدم لنا سوى مجرد نداء ساذج.. نداء بضرورة الاندماج بين العرب واليهود.. وذلك كما يبدو حتى لا يموت البطل فى حادثة بينما يقود عربته الفارهة!!   

 

26 مايو 2005

 

هوامش:

(*) نشرت اجزاء من هذا المقال .. فى عرب تايمز والعربية نت.. فى مقالات يومية كانت تتناول كل فيلم على حدة، في متابعات يومية اثناء فترة المهرجان. 

(**) غادة عبد المنعم:

أديبة وناقدة سينمائية وسكرتير تحرير مجلة الاذاعة والتليفزيون

تخرجت من كلية اداب سوهاج قسم صحافة عام 1991

تولت مسئولية تحرير مجلة اطفال الراديو والتليفزيون

نشر لها كتاب "أنا"وهو نصوص شهرية عن المجلس الاعلى للثقافة

نشر لها كتاب "حكايات السماء الزرقاء" وهو مجموعة قصص أطفال عن هيئة قصور الثقافة

لها تحت النشر"رواية أكثر من طريقة للموت"، وكتاب "من فولكلور الاينو" وهو قصص مترجمة، وعدد من قصص الأطفال

نشرلها أدب ونقد  فى عدد من الدوريات الادبية والثقافية المتخصصة منذ بداية التسعينات وحتى الآن ومنها مجلتى القاهرة وابداع، مجلة ادب ونقد، الكتابة الاخرى، الجراد، الفعل الشعرى، الحياة اللندية وغير ذلك.

تتعاطى النقد السينمائى منذ منتصف التسعينات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أعلى

 

التالي
السابق