شعار الموقع (Our Logo)

كتبوا في السينما

 

مختارات

جديد الأفلام الروائية القصيرة، والتسجيلية في السينما العربية

السينما المصرية الشابة ووعد التغيير

بعض الحقائق عن السينما العربية تكشفها الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربيّ في روتردام 

إحتفاءٌ بالعلاقة بين مدير التصوير طارق التلمساني والمخرج خيري بشارة

مباشرة العمل في مشروع " صمت وذاكرة "

مساحاتٌ سينمائيّة

الفيلم, وعنوانه

بقلم: عائشة المحمود

الكويت

18 يونيو 2004

 

خاص بـ "سينماتك"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في الفترة الأخيرة, ثارت العديد من التساؤلات, والاختلافات بين صُناع السينما, وجمهورها حول التغيّير النوعيّ الذي طال صناعة السينما المصرية, والتي نطلق عليها إصطلاحا السينما العربية, فالعالم العربي, وحتى اليوم, لم يعرف نوعاً من أنواع السينما العربية, مثلما يعرف السينما المصرية،  فالسينما المغاربية مُغيبة على الرغم من حضورها العالمي, والسينما الخليجية لازالت تخطو بخجل نحو مستقبلها، ولم تكن أوجه هذا التغيير على صعيد الموضوع, والمعالجة, وحسب, وإنما إمتد ليشمل كذلك عناوين الأفلام, فكما يُقال بالعامية المصرية: الجواب بيبان من عنوانه, فإن عناوين الأفلام تعبرعن شيء من مضامينها وطرحها, فمن "لحن الخلود", و"لا أنام", وصولاً إلى "حافية على جـسر الذهب", و "موعد على العشاء", إلى أن دارت بنا عجلة الزمن, لتصل بنا إلى عصر "كـيمو وانـتيمو", و"صايع بحـر" , و"أوعى وشك",.. الأمر الذي دفع الجهات المسؤولة عن صناعة السينما في مصر إلى وضع بعض القوانين التي من شأنها المحافظة على شكل معين من العناوين, شكلا لا ينحدر بصناعة السينما, ولا  يؤثر على الذائقة العامة للجمهور, وفي رأييّ أن في الأمر تحميلاً لأكثر مما يحتمل, فلو تطلعنا بترويّ وتدقيق أكثر, لوجدنا بأن تلك الأعمال التي نراها متميزة وراقية جداً في عناوينها هي مستقاة بالأصل عن أصول أدبية لأعمال روائية وقصصية لمؤلفين كبار، وقد تحتفظ بعناوينها مثلما جاءت في الأصل الأدبي, مثل: الوسادة الخالية, ودعاء الكروان،.. مما يرجعنا للمشكلة الرئيسية التي يعاني منها صُناع السينما اليوم, وهي غياب المؤلفين الكبار الذين تُصلح أعمالهم لتكون نصوصاً سينمائيةً,  فضلاً عن غياب الأعمال المكتوبة باحتراف, و إقتدار, فالنصوص التي تعرض عليهم هي في مجملها ضعيفة, متهالكة, أو في الأغلب, هي مشاهد متلاصقة, لا يجمع بينها أيّ رابط, سوى شخصيات أبطالها، علينا أن نعترف بهذه الحقيقة, ونعترف  بتدني مستوى ما يُقدم، ولكننا في الوقت ذاته, علينا بأن لا ننكر إستمتاع الغالبية العظمى من رواد السينما بما يقدم لهم.

وكما قلت في البداية, بأن الجواب بيبان من عنوانه, فإن عناوين تلك الأفلام هي إمتداد طبيعي لثقافة المجتمع، فالعقود الماضية كانت تعتبر متألقة وناهضة في كل شيء, معبرةً عن نهضة ثقافية شاملة, إنعكست بوجهها الحضاري المشرق على أوجه الثقافة عامةً, وكان من الطبيعي بأن تسبغ شيئا من هذا التألق على وجه السينما, أقرب الفنون إلى الناس، أما اليوم, فنحن نعاني إنحداراً ثقافياً لا يختلف عليه أحد,كما نعاني تدهوراً سياسياً, وتفككاً اجتماعياً, و تأخراً اقتصادياً, وبما أن السينما, وبإعتراف الجميع, هي مرآة للعصر, ولواقعه, فلابد من أن تعكس إهتمامات هذا الواقع, وإشكاليات لغته, وفهمه, فاليوم, يندر من يتحدث حول القمر, والنجوم, والحب, وهو يعاني البطالة, و الأمية, والحروب, شباب اليوم يتحدث بلغة الدش, والموبايل, والكمبيوتر, وبلغة كيمو وأنتيميو, والحاجات اللي أوعى وشك يعني.

لقد تغيّر الواقع, والعالم تغير بدوره, فلماذا نستنكر أن يطال هذا التغيير أبناء مجتمعنا, ووسائل حوارهم, ومقصدهم الرئيسي الدائم؟؟