كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

خاص بـ«سينماتك»

 

تانغو أخير في باريس:

لوليتا ورقصة التانغو في باريس

د. فراس الشاروط/ خاص بـ«سينماتك»

 
 

 

   
 
     
 
     
 
 

تانغو أخير في باريس:

لوليتا ورقصة التانغو في باريس

بقلم: د. فراس الشاروط/ خاص بـ«سينماتك»

قرأ النقاد السياسيون (لوليتا - ناباكوف) على إنها تمثيل رمزي للعلاقة الاغوائية الملتبسة بين اوربا (همبرت) وأمريكا (لوليتا) وكان اتجاه القراءة مبنياً على سعي اوربا العجوز إلى أفساد أمريكا الفتية التي تفاجئ الجميع في إنها كانت فاسدة اصلاً وإذا اجاز لنا أن نعكس هذه القراءة  فأننا نجد (التانغو الاخير في باريس) بمثابة التناص المعكوس مع (لوليتا)، فالأمريكي العجوز الفاقد للأمل يسعى إلى الاوربية الشابة المثيرة، التي تبدو مليئة بالبشارة، ولكن الحوار المقطوع يعكس خرافة هذا اللقاء لأن ما بدأ بشارةً وأملاً ما هو إلا القتل المحتم لأن اوربا الفتية بلا أمل في خواء قيمها وخوفها المتأصل ذي الطابع البرجوازي من أمريكا التي هي في الاصل منفى الحثالة الاوربية من وجهة نظر البرجوازية.

وما يبعث الدلالة في هذه الرؤية إنها تفسر سر التأزم الاصيل في العلاقة بين الطرفين ذلك التأزم  الذي يسبق الحوار الايروتيكي لأنه يبدأ تماماً منذ المشهد الاول للفيلم، حين تلفت أمريكا التائهة المتصعلكة الغائبة عن الوعي تقريباً (الرجل) انظار اوربا الواثقة المتجاوزة للمصاعب والممتلئة بالقيم ظاهرياً (الفتاة).

ينبني فيلم (التانغو الاخير في باريس) عن حكاية علاقة غريبة تبدأ مصادفة بين امريكي ارمل وفرنسية شابة، ويقود استمرار العلاقة بشكلها الملتبس كلا الطرفين إلى محاسبة ذاته بطريقة مدمرة كاشفة عن اختلاف الوعي والرؤية ومعرية بنية الطرفين الزائفة، وواضعة اياهما في مواجهة مخيفة مع كل ما يخفيانه في ظلمات النفوس العميقة، الامر الذي يتجاوز حدود احتمالهما وطاقتهما، فيقود إلى نهاية مأساوية تقتل فيها الشابة الفرنسية الامريكي الارمل، منكرة معرفتها به وانها حسبته لصاً وخافت منه فقتلته، في محاولة لاستعادة توازنها الذي خلخلته هذه العلاقة.

وحكاية (التانغو الاخير)، بهذا، الوصف، تبدو مألوفة وممكنة الوقوع، ولها نظائرها في السينما السائدة غير ان تفاصيلها الداخلية وتشابك بنى احداثها وتفرعاتها، وتناغم معطيات الفلم كلها في صياغة الحكاية، ينقلها من المستوى الاولي لعلاقة عابرة آثمة فيها الكثير من العدوانية ورد الفعل السادي إلى حكاية خطرة جداً ومعقدة جداً عن الحوار الانساني بين الذات والعالم، وبين الذات ومرآتها/الاخر الامر الذي يهمش العنصر الحكائي بذاته، اذا ما نظر اليه بمعزل عن تفاصيله المتشعبة وتداخلاته النصية وايماءاتها، ولذا فان (التانغو الاخير في باريس) لا حكاية فعلية له، فهو من الافلام التي لا توجد حكايتها خارج شكلها الفني، فالحكاية هي الفيلم كله، وتلخيصها وفقاً لهذا، في خط حكائي ممتد، سيكون عبثاً لأنه لا يلخص   (التانغو الاخير) ولا يفسره ولا يروي حكايته. فالتلخيص مهما كان واعياً وأميناً، ومحاولاً الامساك ببؤرة النص الحكائية، سوف يخل بجزيئات الشكل الفني/ الحكائي ويفقده حكايته. فالتانغو خليط فني/ ذهني، من تجليات وحالات ومواقف، لا يربطها سوى امكان حدوثها هكذا، بوصفها سمة للعصر، وليست حكاية لأحد ابناء العصر، وما دام كذلك فهو لا يعني بترتيب اتجاهاته السردية، ولا يعنى بمنطقها، ولا تسلسل قصها قدر عنايته في التعبير الحكائي عن هذه الاتجاهات وترتيبها حتى لو افضى هذا التعبير إلى كسر بنية الخيط الحكائي وتهشيم استمرارها او ترابطها، فالحكاية ليست في الاحداث والعلاقات بل هي الفلم نفسه بكل عناصره وتكويناته وانتظامها في الصورة المخصوصة التي مزجت فيها. واذا كانت الحكاية ملتبسة هكذا فان تأسيسها واصولها ستكون اكثر التباساً فاذا كانت (لوليتا - نابوكوف) تمثل اصلاً تناصياً للعلاقة في التانغو الاخير فان هذا الاصل لا يتجاوز الظاهر الحسي غير المألوف وربما يتداخل مع التفسير السياسي للوليتا، ولكن التانغو الاخير يتجاوز ثنائية لوليتا وانفصالها عن المحيط عندما يؤسس حكايته على اسس المحيط نفسه، فلا تبدو العلاقة بين البطلين الا تجلياً لخراب المحيط كماهي تجلٍ لإمكاناته وبناه وتكويناته وهو ما يجعل التأصيل صعباً، فبرتولوتشي يمزج في التانغو الاخير معارفه السياسية والحضارية والثقافية والنفسية في بوتقة واحدة يشكلها افقه الشعري اولاً والسينمائي ثانياً. ولذا فان التانغو الاخير له صلة بثورة الطلاب كما له صلة بحرب الجزائر وتورط امريكا في آسيا وله صلة بالسينما الجديدة والثلاثية الفكرية (الوجودية/ الماركسية/ الفرويدية) وآثار ازمة اليسار الاوربي كما له صلة بالنقاش الساخن في الستينات حول مغزى الحضارة الاوربية وله صلة ايضاً بهوس الحرية الجنسية الذي سيطر على الفلك وازمة الاغتراب العام التي عانى منها الشباب الاوربي في ذلك العقد. كل هذا الخليط له سهم في حكاية التانغو الاخير وتأسيسها، ويقيناً ان تفرد (التانغو الاخير) لم يكن ناشئاً من حكاية ما او اصل بعينه وانما من مصادفة اجتماع كل هذه الحكايا والاصول في شكل واحد، وكأن برتولوتشي كان يحكي قصة عصر له مذاقه الخاص عنده شخصياً قبل ان يحكي قصة شخصين في ذلك العصر وهو ما يجعل الشكل الفني هو الحكاية وهو الاصل في آنٍ معاً، كما كان حال العصر نفسه الذي كان في الوقت نفسه عصر الامل الكبير والخيبة العظمى وكان شكل الحضاري بكل تجلياته وخطوطه هو الامل والخيبة الامر الذي يجعل من الشكل الفني في (التانغو الاخير في باريس) مقابلاً في الحكاية والاصل للشكل الحضاري في عصره.

 
 

 

   
   
   
 

الالتباس السياسي:

لقد كان الالتباس كامناً في اصل الرؤية حتى قبل المشهد الاول، واساس هذا الالتباس في علاقة أوربا بأمريكا من حيث هي معطىً سياسي له اثاره العامة. فقد كانت أوربا ممثلة بفرنسا، الجمال والشباب والثقة الظاهرية بالنفس والمكان ايضاً. وكانت امريكا منتقاة هي الاخرى، ممثلة بالجنوب الحسي الريفي المهزوم والفاقد لكينونته. وكان هذا اللقاء بمثابة لوليتا سياسية فاذا قرأ النقاد (لوليتا) بوصفها عرضاً شبقياً لكيفية افساد أوربا العجوز لأمريكا الفتية، الفاسدة ذاتياً، فان العلاقة في (التانغو الاخير) تأخذ منحى آخر، وكأنها أوربا الفتية التي تنتقم من امريكا العجوز لأنها خربت حياتها. غير ان برتولوتشي ليس بهذه الوعظية الساذجة. فالأمريكي المختار مهزوم اصالة وهو في غزوه لأوربا مهزوم ايضاً، فالزوجة الفرنسية تخونه مع العرب وتحتفي بالأفارقة. فيما المرأة الجديدة التي يحاول البدء معها، فضلاً عن كونها مرتبطة بفرنسي، الا انها تنكره وتقتله. فمن المنتصر في هذه اللعبة ؟ لنقرأ الاوراق ثانية : ثمة كهل امريكي محارب سابق، متزوج من فرنسية، يقف فجأة على شفير وعيه الخاص، ويكتشف عبر عذاب مرير اغترابه عما يحيط به، وفقدانه الصلة بالذات، والاخر. وهو لذلك يسعى إلى العزلة، والهامشية، منذ المشهد الاول : وثمة شابة فرنسية ابنة جنرال سابق في الجزائر : لها خطيب يعمل مخرجاً، تبدو مستقلة ومتوافقة مع محيطها، وفيها استعلائية العرق الغالب، واثقة من نفسها ومن محيطها، تسعى إلى تحقيق استقلالها منذ المشهد الاول ايضاً، الجنوب الامريكي، الريفي الذي تراكمت هزائمه، وانكفأ على مقته الذاتي وانغلاقه، فضلاً عن عنصريته المتأصلة واستعلائه المقترن بعصر الرقيق، يواجه  الشمال الاوربي الذي يبدو منتصراً في حروبه الاستعمارية، منفتحاً على وهم حريته وامجاده وثقافته وعاصمته المضيئة وحضارته التقنية وملابسه المثيرة، وهذه المواجهة تماثل سياسي بين الحسي/ الهمجي، والعاطفي/ الحضاري، بوصفهما معطيين سياسيين، أي بوصفهما مقولتين تتجليان سياسياً، في سلطة الحرب الامريكية وسلطة الثقافة والحكمة الاوربية، فهما وجها العملة الغربية التي تدهور سعر صرفها حضارياً، ولكنها لازالت تتسيد الوهم.

ان أوربا، ممثلة بقمتها الثقافية فرنسا، تبدو مهزومة تماماً في وعي برتولوتشي، ومنخورة من الداخل، جنسياً وحضارياً. فعلى المستوى الجنسي تعاني أوربا من (العنه) الواضحة في الفيلم، فالذكور الذين يلجونها اجانب عنها، وهمجيون بنية او تصرفاً. فالزوجة الفرنسية لها عشيق جزائري، وهي اصلاً زوجة لأمريكي، والبطلة صارت عشيقة للأمريكي رغم وجود خطيبها الفرنسي، ولا ذكر فرنسياً في الفيلم يدفع عار العنة عن اوربا المغزوة من اشتات الناس، وهذه الرؤية، برغم ملامحها العنصرية التي يمكن ان تحول القراءة باتجاه اخر فأنها يمكن ان تقرأ وفقاً لمعطياتها على انها نهاية الاستعمار بالهزيمة الاقسى، الهزيمة الجنسية. فالجسد الفرنسي صار موضعاً لهذه الهزيمة من قبل الذين هزمهم من قبل الجزائري يرد للجنرال، والد البطلة الصفعة، ويردها للبطلة ذاتها التي تشعر بكره اصيل للجزائريين والافارقة وتسمي كلبها (مصطفى)، والامريكي الجنوبي ، يرد الصفعة لفرنسا التي غزته قبل قرون كما يردها لاوربا التي شردته اولاً واحتلته ثانياً واشركته في حروبها ثالثاً ثم حملته مسؤولية الدفاع عنها ضد روسيا اخيراً، وهذا الرد الانتقامي لا يتحقق الا جسدياً وبالجنس وحده، وكأن الفحولة هي المعطى الوحيد للمهزومين للثأر ممن هزموهم، وهذه الفحولة هي اس الكراهية التي تحملها البطلة للأجانب من افريقيين وجزائريين لانهم المعطى الحسي الذي تشتهيه وتخافه، مقترناً بهذه الشهوية العنصرية فهي تشتهي فحولة الاجنبي في جسد ابيض اوربي ولكن هذا الاوربي العنين يخيب ظنها، وهذا ما يفسر لنا استقبالها الشبقي لغزو امريكا لجسدها، رغم همجية هذا الغزو وحسيته التي تضعه في مصاف الافريقي والجزائري، واذن فان علاقة اوربا بأمريكا سياسياً تتخذ صورة الغزو الجنسي والانبهار الشبقي الذي تحسه اوربا امام عنف الغازي، ولا مبالاته بها، واصراره المريض على اهانتها واذلالها، فهي مكشوفة العري طوال الفلم، وهو بملابسه المحتشمة، وهي متوسلة دائماً وهو عنيد وغير مهتم، وهي متجهة جنسياً، وهو يسعى إلى الشذوذ، انهما مفترقان على طول الخط ولا يجمعهما سوى وهم انهما ينتميان إلى الغرب نفسه، مع ان الغرب نفسه مجرد وهم خلقه الغزاة لكي يعنصروا الاخر ويهمشوه. وفي صحوة غريبة تفلت اوربا، او تحاول ان تفلت من الذل، فيما تسامح امريكا الاخطاء القديمة وتحاول تأسيس الغرب الفعلي، بالزواج، ولكن اوربا في التباسها تقتل الفرصة لان رأسمالية امريكا تخيف يسار اوربا الطفل غير المتأكد مما يريد. وهكذا ينهي برتولوتشي هذا الالتباس السياسي العام، داعياً صراحة إلى عزل اليسار المجنون، وعدم قتل الغرب. فاذا كان برتولوتشي يحاكم ذاته ووعيه سياسياً، فهذا شأنه، اما اذا كان يؤسس لقناعاته فهذا شأن المتلقي، وعليه فان الالتباس لم يكن في العلاقة الغريبة، بل هو متأصل في الرؤية ذاتها، وفقاً لتجليات المحيط : فهناك آثار حرب الجزائر وبقايا الاستعمار الفرنسي، وهو ما يخلق ازمة ضمير للوعي الفرنسي الذي ذاق ذل الاحتلال النازي فصار عجيباً ان يسوغ احتلاله للآخرين فيما يدعي هو الحرية وهذه الاثار تطبع الفلم كله، فالجنرال، والبطلة والعشيق الجزائري والذكريات والكلب وصورة الزنجية كلها تضع قضية الجزائر، التي توازي فيتنام في الوعي الامريكي، امام الذات، ولكنها لا تؤطرها وفقاً للرؤية العميقة، وانما تتعالق معها سطحياً، في تأسيس ازمة الذات وليس في انصاف الاخر. فالآخر مازال شيئاً مموضعاً في خدمة الذات حتى في ازمتها، فهو كلبها وهو العضو التناسلي الذي يحقق لذتها، وهو مستأجرها اللطيف، وهو موضوع كرهها وسلطتها وامجادها الزائلة. وهنالك آثار التورط الامريكي في آسيا وفي اوربا، عبر صورة الجندي المهزوم التي يمثلها البطل، والذي يحاول تأصيل وعيه بذاته بالزواج من جذوره الاوربية، ولكنه يفاجأ بفقدان جذوره لوجودها وانهيارها وبلوغها درجة الانتحار لعدم استطاعتها التوفيق بين سلطتها ووعيها، فهي تسعى إلى محو اخطاء السلطة بالحب والعطف عبر احتفائها بالجزائريين والافارقة، وهو احتفاء وهمي لأنه يمثل قشرة السياسة الاوربية اللماعة ، ولا يجد له مسوغاً فعلياً في الروح فيكون الانتحار خلاصاً من محنة الوعي وممارسته. وهناك آثار اليسار الفرنسي، ومحنة ما بعد حرب التحرير من الاحتلال النازي، فقد حرر اليسار فرنسا ليحكمها اليمين، ولتتكسر الرؤية كلياً بالتبعية الفكرية لروسيا، وما جر ذلك من انشقاقات وازمات، كان مثالها الحي في الفيلم صورة المخرج المشغول بفنه الذي يكاد يكون صورة من مخرجي الموجة الجديدة، ذلك المخرج الذي لا يفهم فتاته ولا يلبي حاجاتها، ويحاول ان يكون وعياً خالصاً تاركاً للحسي مجالاً لغزوها، وهو ابن المحنة نفسها التي فقدت فيها الروح قيمها ولم تجد تعويضاً الا بالهروب والخلاص الزائف. وهناك اخيراً الفرويدية بوجهها السياسي من خلال علاقة البطلة بابيها الجنرال، ومن خلال تماهي البطل مع صورة الاب لحظة قتله، وهو ملمح سياسي يومئ ضمناً إلى عنف الشبيبة في ثورة الطلاب، واتجاههم إلى قتل الابوة بكل اشكالها وعلى راسها الابوة السياسية، ومن خلال اسقاط الرمز البطريركي في فرنسا (شارل ديغول).

ان هذه التجليات التي يثيرها محيط العلاقة الملتبسة تحول الجنسي بكل عنفه وقسوته وغرابته إلى سياسي مماثل، لا بالترميز فحسب، بل بالممارسة الواقعية ذاتها، فالجنسي سياسياً لم يكن في مفهوم السلطة الذكورية الطاغي في الفلم، بل في تشقيق هذا المفهوم العام إلى مفاهيم فرعية لها خصائصها ورؤاها المميزة، فالحوار بين العشيق والبطل يكشف التباس الرؤية عند الطرفين في تأسيس العلاقة مع اوربا وفهمها، فعلى الرغم من شرعية ارتباطها الامريكي بحكم الاصل والجذور ومفهوم الغرب، الا انها تحاول انقاذ ذاتها من الم الضمير باحتضان الضحايا، ورفعهم إلى مستوى الند، وما سلبية الجزائري في هذا الموقف الا دليل على فشل الرؤية لأنها همشت الاخر ضمناً، وهذا ما يقرأه برتولوتشي في علاقة اوربا بمحيطها ومستعمراتها السابقة وهي قراءة خطرة في تأصيلها للقطبية الاوربية ومركزية الوعي، فالجزائري مقبول في فرنسا مكاناً ولغة، وليس في اصل وضعه الجزائري مكاناً ولغة، فيما تقف اوربا من امريكا موقفاً غير مسوغ ايضاً تجتمع فيه النظرة الاستعلائية والخوف والحسد والكره العميق، وهو ما يدعوها إلى الخيانة وإلى الانتحار. ولعل حوار الخادمة مع الزوج يكشف رؤية اوربا لأمريكا الغريبة التي وجدت مسكناً وزوجة جميلة لا تستحقهما.

ان التباس برتولوشي السياسي قد يكون عنصرياً، وقد يكون احادياً في رؤيته، ولكنه في كل الاحوال صادق في محاولة فهم ازمته وخلق حلولها ولو لا هذا الصدق لما استطاع ان يجمع خيوط الرؤية بالتباسها وتعقدها ويشكل منها نسيجاً فنياً جميلاً يخبئ تحت بريقه هاوية الزيف والرعب التي تعيشها الحضارة الغربية وهي تحتضن عناصر موتها وتنام آمنة في سرير الانهيار.

سينماتك في ـ  09 سبتمبر 2020

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004