حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حوار مع المخرج الفلسطيني محمد بكري

محمد بكري:" السينما الفلسطينية كرست نفسها لقضايا سياسية، وكثيراً ما أهملت حياة الناس بتفاصيلها اليومية"

سلفيت/ فلسطين ـ علاء الدين عيّاش*/ خاص بـ"سينماتك"

 

ولد الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري سنة 1953 في قرية البعنة في الجليل الأعلى من فلسطين، حصل على بكالوريوس مسرح وأدب عربي من جامعة تل أبيب، وأصبح ممثلاً ومخرجاً فلسطينياً معروفاً، وله العديد من الأفلام التسجيلية، حاز على جوائز عربية ودولية، وشارك بكري في تمثيل أفلام سينمائية وأعمال مسرحية عدة، كان لنا هذا الحوار معه أثناء إعدادنا لرسالة الماجستير التي كانت تدور حول الأفلام التسجيلية الفلسطينية.

··         ما هو تعريفك للفيلم التسجيلي الفلسطيني؟ وإلى من ينسب هذا الفيلم ( للمنتج أم المخرج...)؟

ـ هو فيلم تسجيلي سواءً أكان فلسطينياً أم لا، وهو يعتمد على قصة غير روائية، ويتميز الفيلم التسجيلي الفلسطيني أنه عادة ما يعالج قضايا تتعلق بالهوية، الوطن، الاحتلال، وحياة الإنسان الفلسطيني ضمن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكثيراً ما تغلب عليه المباشرة في المقولة السياسية والشعار المتسم بالتحدي ورفضه التام للاحتلال، وعادة الفيلم ينسب للمخرج.

·         هل استطاعت السينما الفلسطينية أن تؤدي رسالتها في التعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تضع نفسها في خدمة أهداف القضية الفلسطينية؟

ـ إلى حد معين، ولكنها ما زالت محدودة الإمكانات التقنية خاصة، وما زالت تحاكي العالم بلغتها وليس بلغة العالم السينمائية، إذ لم ترتقِ بعد إلى المستوى العالمي المطلوب.

·         كيف تصف واقع الأفلام التسجيلية الفلسطينية؟ وما تقييمك لإنجازاتها؟

ـ واقع السينما الفلسطينية كواقع الإنسان الفلسطيني المحدود بإمكانات التحرك، فهي سينما فقيرة تنقصها الإمكانات المادية والدعم، أما إنجازاتها فهي عادة تعتمد على بعض المخرجين الذين استطاعوا اختراق الحصار والوصول إلى العالم.

·         ما رأيك بالمضمون الذي تتناوله الأفلام التسجيلية الفلسطينية، والشكل الفني والتقني الذي تقدم من خلاله؟

ـ سبق وذكرت أن المضمون عادة متعلق عضوياً بحالة الإنسان الفلسطيني تحت الحصار سواء داخل الأرض المحتلة أو خارجها، أما الشكل الفني فعادة ما يغلب عليه الشعار السياسي.

·         ما أهم القضايا التي تتناولها الأفلام التسجيلية الفلسطينية؟ وما القضايا التي تغفلها؟

ـ السينما الفلسطينية كرست نفسها لقضايا سياسية، وكثيراً ما أهملت حياة الناس بتفاصيلها اليومية، وقلما تعالج هذه الأفلام قضايا اجتماعية لا تتعلق بالاحتلال والأرض والهوية.

·         برأيك، ما الصعوبات التي تواجه إنتاج الأفلام التسجيلية الفلسطينية وإخراجها؟

ـ أهم الصعوبات هي المادية والتقنية، إذ ما زالت تفتقر لكوادر مهنية، كالصوت والصورة، طبعاً هذا لا ينفي وجود بعض التقنيين، ولكنهم قلة.

·         ما أهم الجهات التي تمول إنتاج الأفلام التسجيلية الفلسطينية؟

ـ أهم الجهات أوروبية وفردية، ولا أعرف عن وجود جهات رسمية فلسطينية حالياً، ولكنها كانت موجودة قبل وصول السلطة الفلسطينية، خاصة في لبنان قبل الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982.

·         ما مدى تأثير هوية الجهة المنتجة على الأفلام التسجيلية الفلسطينية؟ وما رأيكم بالتمويل الإسرائيلي والأجنبي؟

ـ لا شك ان هناك بعض التاثير من الجهات الممولة للمشاريع، خصوصاً إذا كانت إسرائيلية، وأقل إذا كانت أجنبية.

·         ما هو جمهور الأفلام التسجيلية التي أخرجتها، وإلى من توجه هذه الأفلام؟

ـ أنا شخصياً أخاطب من خلال أفلامي الجمهور الإسرائيلي والعالمي والفلسطيني على حد سواء، وهذا الجمهور يختلف من مخرج إلى آخر، ويتعلق برؤية المخرج.

·         كيف يمكن زيادة الجمهور العربي والدولي الذي يشاهد الأفلام التسجيلية الفلسطينية؟

ـ كلما ارتقينا فنياً وإنسانياً، وكلما تحدثنا بلغة العالم زاد عدد المشاهدين العرب والأجانب.

·     ما رأيكم بمستوى مشاركة الأفلام الفلسطينية في المهرجانات الدولية والعربية؟ وكيف يمكن لهذه الأفلام الانتشار ودخول العالمية؟

ـ لابأس به، ولكني أكرر ما زالت السينما التسجيلية الفلسطينية تفتقر لأمرين أساسيين، هما:

أولاً: المستوى التقني والفني. ثانياً: الأسلوب في سرد الحكاية، الذي عادة ما يميل إلى الشعار المباشر الذي كثيراً ما لا يخدم القضية، بل على العكس كثيراً ما يسيء لقضيتنا العادلة.

·     كيف ترى مستوى النقد الفني السينمائي للأفلام التسجيلية الفلسطينية؟ وما مدى استجابة المنتجين والمخرجين الفلسطنيين لهذا النقد؟

ـ قلما نجد نقاداً سينمائيين فلسطينيين موضوعيين، أما استجابة المخرجين فتختلف من مخرج إلى آخر.

·         كيف يمكن النهوض بمستوى الأفلام التسجيلية الفلسطينية من ناحية الشكل والمضمون؟

ـ من خلال الآتي: فتح مدارس للسينما في فلسطين.. مشاهدة أكبر عدد من الأفلام التسجيلية العالمية.. إيجاد جهات رسمية تحتضن العاملين على هذه الأفلام.

إرسال التقنيين إلى ورشات عمل في الخارج (أوروبا وأمريكا).

·         ما هي توقعاتك لمستقبل السينما الفلسطينية، وخاصة الأفلام التسجيلية؟

ـ آمل خيراً، ولكننا بحاجة إلى وقت وصبر.

*باحث إعلامي

سينماتك في 10 ديسمبر 2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)