جديد الموقع

 
 
 
ملف خاص عن 6 أكتوبر .. السينما والحرب، في «سينماتوغراف»
 
 
   

انتصار دردير

 

انتصار دردير تكتب لـ"سينماتوغراف"

أفلام هزيمة 67 تتفوق كما وكيفا على سينما انتصار أكتوبر 73 

   
 
 
 
 
 

أيهما يجب أن يكون أكثر تأثيرا النصر أم الهزيمة ؟، نصر أكتوبر بما أعاده من احساس الفخر والعزة والكرامة بعد سنوات الهوان، أم هزيمة 67 بكل ماصاحبها من صدمة المرارة وشعور بالخديعة وفقدان الأمل؟ لقد استطاعت الهزيمة أن تحرك فكر السينمائيين أكثر من النصر وأفرزت أفلاما على درجة من الوعى والجرأة خلقت موجة سينمائية قوية. حدث هذا فى ظل حصار رهيب من الرقابة ومن أجهزة الدولة السيادية التى وقفت ضد كل من يحاول أن يقترب من أسباب الهزيمة المرة, بينما لم ترق أفلام أكتوبر لمستوى هذا الحدث العظيم - كما وكيفا - فقد افتقدت الانفاق السخى الذى تتطلبه والتعاون الحقيقى من أجهزة الدولة. وعلى الرغم من مئات البطولات التى سطرتها سواعد ودماء الجنود المصريين على الجبهة الا أن ماقدمته السينما يظل مجرد قشور باهتة، بينما جاء زلزال الهزيمة ليلقى بظلال قوية على السينما، وشعر السينمائيون بقوة تأثيرها وأهمية أن يكون لهم دور فى رفع الحالة المعنوية للجمهور والجنود على السواء لاستعادة الأرض والكرامة.

فبعد الهزيمة بعام واحد ظهرت جماعة السينما الجديدة ودعت لتقديم سينما مغايرة تخاطب وجدان المشاهد لاغرائزه وتجعله أكثر مشاركة فى الحياة السياسية وتقدم صورة جديدة لمجتمع يسعى للقصاص ومحو آثار الهزيمة، فقدمت فيلم "أغنية على الممر" من اخراج على عبد الخالق عن مسرحية لعلى سالم. وقد عبر الفيلم عن رفض الهزيمة من خلال عدد من الجنود المحاصرين أثناء الحرب واصرارهم على المقاومة. كما قدمت أيضا فيلم المخرج الفلسطينى غالب شعث "ظلال على الجانب الآخر" الذى تناول أحلام عدد من طلبة كلية الفنون الجميلة. وقد تعرض الفيلم لظلم شديد حيث منعته الرقابة وتدخلت بحذف بعض مشاهده وجاء عرضه بعد 4 سنوات من انتاجه. وشهدت الفترة بين عامى 68 و 69 ظهور عدد من الأفلام التى بدا بعضها وكأنها تتنبأ بالهزيمة مثل فيلم "المتمردون" للمخرج توفيق صالح من انتاج 1966 وتم عرضه بعدها بعامين، و"شئ من الخوف" من اخراج حسين كمال عن رواية لثروت أباظة، وقد منعت الرقابة عرضه ورأت فى شخصية بطله عتريس "التى أداها الفنان محمود مرسى" اسقاطا على الرئيس جمال عبد الناصر الذى تدخل فى آخر وقت وسمح بعرض الفيلم. وعرضت خلال هذه الفترة أفلام "ميرامار" لكمال الشيخ عن رواية نجيب محفوظ وتعرض لأزمة مماثلة مع الرقابة أيضا. و"المتمردون" و"يوميات نائب فى الأرياف" لتوفيق صالح عن نص لتوفيق الحكيم، وظلت النكسة محورا لأفلام عديدة خاصة بعد رحيل عبد الناصر وقيام السادات بـ ثورة التصحيح - مايو 1971. وشهدت بداية السبعينات عرض "العصفور" و"الاختيار" ليوسف شاهين الذى قدم قبلها بعام واحد فيلم "الأرض" عن رواية لعبد الرحمن الشرقاوى.

ان تخليد حرب أكتوبر سينمائيا لن يتحقق إلا من خلال الدولة التى تعلن مع كل ذكرى للنصر عن دعوتها للسينمائيين لتقديم فيلم يعبر عن عظمة النصر دون ان تترجم هذا الأمر الى واقع، وتضع خططا وتعد بتسهيلات معلنة حتى لا يتم التراجع عنها خاصة وأنها تقدم منحا انتاجية لبعض الأفلام من خلال وزارة الثقافة، ويمكنها أن توجهها فى عام واحد لانتاج فيلم عن هذا النصر العظيم، وأن تقيم مسابقة لأفضل سيناريو وأن تفرج عن بعض الوثائق خاصة وأنه خلال أقل من عقد سيكون قد مضى نصف قرن على النصر.

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)