أمين صالح

 
جديد أمينكتب في السينماجريدة الأيامجريدة الوطنالقديم.. الجديدملفات خاصة
 

جريدة الوطن البحرينية

تُمزِّق أداء الممثل إذا زادت

الفيلم بلا موسيقي.. كائن أعرج

بقلم: أمين صالح

حول علاقة الموسيقى بالسينما، وكان السؤال: كيف يمكن للموسيقى أن تثري وتعزز الفيلم على نحو أفضل؟

وجاءت أجوبة المخرجين على النحو التالي:

وودي ألن: ''لنقل فحسب أنها تسترعدداً وافراً من الخطايا، في أفلامي ثمة سلسلة من اللقطات كانت ستبدو فاترة وباهتة ومملة لولا الموسيقى.. الموسيقى هي التي أنقذتها''.

روي أندرسون: ''موسيقى الفيلم ينبغي أن تتحرك ضد المشهد من أجل تحقيق جدلية تعزز الطاقة و التوتر الشديدين''.

أوليفييه أساياس: ''الموسيقى الفائضة، الزائدة عن الحاجة، تمزّق أداء الممثلين جزءا جزءا، إذا كانت العاطفة في الأداء، أو في الصور، أو في اتحاد الأداء والصور معا، فالعاطفة عندئذ لا تحتاج الموسيقى، في أحوال كثيرة، تأليف موسيقى الفيلم يعني توكيد أو شرح ماهو مفترض منا أن نشعره، إني أجد ذلك مزعجا ومهينا''.

جون بورمان: ''ينبغي أن تكون الموسيقى متواضعة، غير متطفلة، مقتصدة، مكملة، تعزز انفعالات الجمهور لا أن تقترحها''.

باتريس شيرو: ''فيلم بلا موسيقى هو أشبه بكائن أعرج''.

فرانسس فورد كوبولا: ''الموسيقى عامل كبير في مساعدة وهْم الفيلم على الإنبعاث والتجسد''.

مهمت صالح هارون (تركي): ''الموسيقى تجعلنا نشعر بالإيقاع الذي تمتلكه الشخصيات داخل ذواتها''.

روجر كورمان: ''الموسيقى تثري الفيلم عندما تستدعي وتعدّل استجابة عاطفية معينة عند جمهور غافل. لكن في هوليوود اليوم، ربما هذا صعب بلوغه وتحقيقه لأنّ في الغالب يتعين على الموسيقى أن تتنافس مع مؤثرات صوتية أكثر علوا وصخبا، بالنتيجة، ثمة ميل إلى موسيقى تبالغ في ثيماتها وتفرط في تبسيطها.

نورمان جويسون:'' تستطيع أن تأخذ أي مشهد تم مونتاجه، وبالموسيقى تغيّر الإنفعالات المتولدة''.

جو دانتي: ''أحياناً حتّى الأفلام الدرامية تكون (موسيقية) عندما تهيمن المقطوعة الموسيقية.. وأحياناً تعمل الأحداث على نحو أفضل بدون مصاحبة الموسيقى على الإطلاق''.

إيزاك جوليان: ''الموسيقى تقدُر أن توجّه انتباه الجمهور إلى ما تريد منهم أن يشعروا به، وأن يفكروا في العلاقة مع الحالة النفسية والتماهي مع الشخصية، أو أنها ببراعة تلمح، أحياناً في تناقض مع السرد، أو تخلق مساحة صوتية في الفيلم نفسه، خالقة معنى آخر قابل للتأويل، مرغمة المتفرج أن يفكر ويحس بين الصورة ومحتواها، بحيث تخلق الموسيقى ذلك المعنى الثالث''.

كين لوش: ''الموسيقى مثل الملح في الطعام، إذا استخدمت الكثير منه فإنه يغلب النكهة، لا ينبغي أن تتلاعب بمشاعر المتفرج بطريقة خادعة ومضللة''.

سيدني لوميت: ''الموسيقى تثري وتعزز الفيلم عن طريق الكشف عن شيء لم يتم التعامل معه أو معالجته بعناصر الفيلم الأخرى، ينبغي التعامل مع الموسيقى بوصفها شخصية رئيسية أخرى''. جوناثان لين: ''الموسيقى السيئة تلفت الإنتباه إلى النواقص ومواطن الضعف، التي تشير بوضوح إلى حاجتها إلى العون''.

كيفن ماكدونالد: ''أكثر لحظات السينما نقاوة وصفاء، بالنسبة لي، عندما تتّحد الموسيقى والصورة بدون حوار أو إعاقات أخرى''.

د. بينيبيكر: ''عندما تكون الموسيقى ملائمة حقا فإنّها ترفعك حوالي قدمين عن الأرض، والوقت الذي تستغرقه مشاهدة الفيلم، عندئذ، يكون أشبه بسحر يحدثه ملاك أو ساحر''.

سالي بوتر: ''الموسيقى تكون في أكثر حالاتها إثارة للاهتمام عندما تتجادل مع الصورة بدلا من أن تؤكّدها، بالتالي هي - الموسيقى - تطالب بأن تكون مسموعة بحكم حقها الشخصي. الجدل يمكن أن يكون بين أجواء وحالات متناقضة: النعومة والرقة حين يكون المشهد خشناً، الرحابة حين يكون المشهد في مكان ضيق أومقفل، الغنائية حين يكون المشهد عنيفا على الصعيد العاطفي أوالجسماني، الجدل يمكن أن يفضي إلى جعل الموسيقى تحمل معان أو دعابات أوتداعيات مفاجئة إلى الصورة، بهذه الوسيلة يمكن بناء فسيفساء من المعنى، وإقامة اتصالات وروابط، لن تكون بيّنة أو محتملة بطريقة أخرى، إن الإستخدام أوالتوظيف الأقل إثارة للاهتمام، والأكثر تقليدية، للموسيقى يميل إلى أن يكون وصفياً، على نحو عاطفي، للمشهد الذي نشاهده، وهذا التوظيف مخطط لغرض ألاّ تكون الموسيقى مسموعة في مستوى واع، لكن الموسيقى الوصفية عاطفياً يمكن أن تكون مثيرة للاهتمام عندما تشق طريقها حتى الحد الأقصى''.

فيم فيندرز: ''تستطيع الموسيقى أن تثري الفيلم بعدم تغيير معنى الصورة المجازية، إنما فقط بملء هذه الصورة بالجو والتوق والزمن''.

مارتن سكورسيزي: ''الموسيقى والسينما تتفقان وتتلاءمان معا على نحو طبيعي، لأنّ ثمة حساسية موسيقية جوهرية تتصل بالطريقة التي تعمل بها الصور المتحركة عندما توضع معا، يقال بأنّ السينما والموسيقى قريبان جداً من بعضهما كأشكال فنية، وأعتقد أنّ ذلك صحيح، خذ ستانلي كوبريك كمثال.. هو حقا يفهم التأثير الإيقاعي لصورتين توجدان معا، وهو أيضاً لديه إحساس استثنائي بدرجة السرعة (بالتعبير الموسيقي) لمشهد معين. كما كان يعرف انك عندما تضيف قطعةً موسيقيةً إلى مشهدٍ ما، وإذا كانت القطعة الملائمة تماماً، والتي تقع في اللحظة المناسبة تماما -مثل لازمة موسيقى هاندل ''السربنده''، الثيمة الرئيسية في فيلم ''باري ليندون''، على موكب جنازة الصبي، أواستخدام فالس ''الدانوب الأزرق'' في فيلم ''أوديسا الفضاء''- فإنّك تحصل على بعد إضافي لذلك المشهد، الإحساس باللغز، بالحياة وراء نطاق الكادر، فعل ذلك هو، بالطبع، صعب جداً، إنه يقتضي الكثير من التركيز. ومن السهل جداً أن تصبح الموسيقى ضرباً من الغطاء، من الأمان، للمخرجين وللجمهور. الموسيقى تكون سيئة عندما توظف لغايات نوستالجية، أو حين تستخدم لوضع المشهد في زمن ما، لكن ليس هناك ماهو أسوأ من استخدام الموسيقى لإخبارالجمهور بالمشاعر التي يتعين عليهم أن يشعروا بها.. وللأسف، ذلك هو ما يحدث طوال الوقت.

الوطن البحرينية في

01.03.2006

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004