أمين صالح

 
جديد أمينكتب في السينماجريدة الأيامجريدة الوطنالقديم.. الجديدملفات خاصة
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

لاحق

<<

07

06

05

04

03

02

01

>>

سابق

 
 

ملف الأيام البحرينية

 
 
ملف عن أمين صالح في الأيام البحرينية
22 ديسمبر 2007
 

نديم المرفأ.. هذا هو لا أقل بل أكثر

 

أمين صالح.. بحر صداقة

 

أمين صالح: الوردة تذبل إن لم تعرها إلتفاتة

 

أمين صالح.. قنديلنا الأزلي

 

هنا الوردة.. هنا نرقص

 

أيقونة الأرشيف السماوي

 

منح أمين صالح هذا الوسام.. تقدير صحيح من قبل القيادة

 

 

ندماء المرفأ.. هذا هو أقل بل أكثر

 

رؤى - علي القميش

 

استغرقتُ في الكتابة يوم أمس عن أمين صالح، لكنها دائما ما كانت تنتهي بنقطة على السطر، تقول لي:  إنك من بين أكثر المغامرين في الكتابة عن ذلك الأمين فشلاً، لا لشيء سوى أنك كنت واهماً أعتقاداً بأنك قريب جداً من تلك القارة الإنسانية قبل أن تكون مبدعة في لحظة من اللحظات، فقد تبيَّن لي كلما ذلفت بحثاً في الكتابة عنه بأني قد انتخبت للإمساك بكائن رسمت حدوده، شكله، بقطرة صفاء، قطرة نقاء، هذا هو لا أقل بل أكثر. 

دون شك وجدت في طرقات الكتابة ذلك الإنسان والمبدع، القاص والروائي والسينمائي، الصديق والأخ الكبير، لكن الكتابة ذاتها، دائما ما كانت تفسد عليَّ كلّ شيء، مجنونة هي بلا شك.

عرفت ندماء المرفأ، ندماء الريح أولاً، لم أعرف أمين صالح بعد، قرأتها نصاً نصاً ولا أعرف ما إذا كنتُ أنا من كان يقرأُها أم هي من كانت، لا أعرف لا أعرف، ما أعرفه جيداً بأنها كانت تقول : »حين أسرفت، وكانت خطوتك تأخذك بعيدا في خضاب الأنفاق لتستخرج نثار الكبريت، دخلت المحنة وجئت العالم مقتحما وحوشه.

لم تكن باسلا لنهلل لك. لم تكن رعديدا لنخبئك في راحاتنا. كنت الجاهل البريء تخلص الطرائد من فخاخ القنص، ترابط عند شاطئ المقهى منتظرا شبح العدل، فأشفقنا أن يأسر كاحلك قناص ماهر.

ترصدناك طويلا، وعندما حانت لحظة موتك جئنا لنقول لك الكلمة المؤجلة: أي ثناء لن يكون كافيا. أحببناك. أطعمناك، في سباتك، الأرز والزيتون. كنت لنا الصديق الغائب، الصديق الذي لم نختلط به، لكنا شممنا لون عذابك في أسمال الهجر. نذكر خلوتنا، نحن وأنت، في ورقة القمر وكان مذاق النبيذ يرطب أجفاننا. في تلك الخلوة لم يكن أحد حاضرا، لا أنت لا نحن لا القمر، لكننا تبادلنا الأنخاب وضحكنا«.

هي سيرة شخص ما ربما كنتُ أعرفه، سيرته ربما، لكنها كانت سيرتي أيضاً، أذكر تلك الأنخاب جيداً، أعرف مذاقها، ألوانها، وجعها، لكنه النص بتعددية التلقي لا الأنخاب، كان كفيلاً بأن يسعف وجعاً هنا ويسد فاه جحيم فاغر من الألم هناك، ويكفني فقط، بأني جعلت ذلك الأمين أيقونة جميلة في ذاكرتي، و الجميل في الأمر، بأن علاقة إنسانية جميلة قد أثثت نفسها دون سابق إنذار فيما بيننا، فرحت بها كثيراً، فقد كان بمثابة الأخ الأكبر لي، أنا افترضت ذلك وهذا ما أعتقد بأنه كان.

وإذا كان »عزوز« أمين صالح في »رهائن الغيب« مصابا بلعنة التأتأة لسبب ما، وعندها فقط  تتعثر الحكاية ويتخبط المعنى في رواق الكلام، فإن هذه اللعنة ستصيب كل من يتجرأ بقصد الكتابة عنه، إذ إن كل صور أمين تتحول إلى صيغ شبحية، تحاصرك، تطلع لك من كل الزوايا، فتصيبك بحالة من الشلل الذهني، فلا تعرف لأي صورة فيه تنتصر، وبأي صورة ستفر للكتابة عنه، لهذا سيكفيك أن تقول عنه : بأنه ذلك الإنسان بحق، فهو عبر إنسانيته الخرافية هذه كان مبدعاً، عبرها فقط كان له الحرف و النص ملاذاً لولادة المعنى لتلك الحياة التي نعيش، ورواية لتلك القيمة الإنسانية الفاخرة.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)