مكتبة سينماتك

 
 
 

                                     
            اقرأ السيناريو كاملاً بالضغط هنا      
                                     

 
 
 
 

كتب من خارج سينماتك

 
 
 
 

السينما فى دول مجلس التعاون الخليجى

تأليف: عماد النويري
الصادر عن
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ـ الكويت 2013

اضغط لتحميل الكتاب

 

 

السينما فى دول مجلس التعاون الخليجى

عماد النويرى

 
 
 
 
 

خبر عن الكتاب

     
 

 

أصدر المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب كتابا جديدا بعنوان (السينما في دول مجلس التعاون الخليجي). ويتضمن الكتاب ستة فصول تناقش موضوعات عدة ترتبط بالفن السابع في الدول الخليجية إضافة إلى ملحق يتضمن بيانات وأرقاما تؤرخ لمسيرة السينما وتطوراتها.

ونوه المجلس في مقدمة الكتاب إلي ان هناك معلومات قليلة جدا تتناول الواقع السينمائى فى الخليج على الرغم من وجود الكثير من الكتاب الذين يصورون فنيا الافكار والاحداث كما ان هناك مبدعين قادرين على تحويل المكتوب الى مرئي لا ينقصه الجمال والقدرة على التأثير مضيفا انه لما كان الخليج ليس حقبة تاريخية منعزلة او قابلة للانعزال فان مشكلات السينما العربية تصب فى الخليج والعكس صحيح. وعلى الرغم من عدم وجود انتاج سينمائي بالمعنى المعروف في دول مجلس التعاون الخليجي الست (الامارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر والكويت) فان الكتاب الذي اعده مدير نادي الكويت للسينما الناقد عماد النويري يتطرق الى الواقع السينمائي في كل دولة خليجية والمتمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية. وتاتي أهمية الكتاب باعتباره اول توثيق حقيقي لواقع السينما فى منطقة الخليج العربي التي عاش فيها معد الكتاب طويلا وحضر خلالها العديد من الملتقيات والمهرجانات السينمائية الخليجية كمتابع ومشارك في أوراق بحث وكعضو لجان تحكيم.

وما يجعل الكتاب بمنزلة شهادة عن قرب معايشة الكاتب واقع السينما الخليجية من خلال المشاركة في تنظيم العديد من فعالياتها في الكويت التي كان هدفها التعريف بالسينما في مجلس التعاون الخليجي ومنها (ندوة السينما العربية عام 1995) وهي أول ندوة سينمائية متخصصة في الخليج و(أسبوع السينما الخليجية) الذي عقد في الكويت عام 2007 اضافة الى مساهمته كناقد وباحث في التعريف بالسينما من خلال العديد من المقالات التي نشرت في الصحف الكويتية. يذكر ان للكاتب أربعة إصدارات سابقة هي المجموعة القصصية (الرأس والجدار) و(سينمائيات) و(نور الشريف الإنسان والفنان) و (السينما في الكويت) كما انه كاتب لمجموعة من الأفلام التسجيلية منها (يوم في حياة مدينة) و(ارادة فنان) و(نظرة على السينما في الخليج).

 

 

     
     
 
 
 
 
 

حمّل أيضاً كتاب

السينما فى الكويت

 

تأليف: عماد النويري

 

 

 
 

صدرت أجزاء من الكتاب ضمن سلسلة "كتاب مجلة العربي" الكويتية الشهرية

أضواء على السينما فى دول مجلس التعاون الخليجى

للناقد عماد النويرى

وهذه فصول من الكتاب
 
 
 

تقديم

     
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صدر فى الكويت ضمن اصدارات مجلة الكويت الفصلية  كتاب (اضواء على السينما فى دول مجلس التعاون الخليجي)  وهوعبارة عن 148 صفحة من القطع المتوسط, ويضم ستة فصول اضافة الى ملحق بيانات وارقام. في مقدمة الكتاب كتب على العدواني مدير تحرير مجلة الكويت: (فى هذا الكتاب يقدم الناقد السينمائي عماد النويري رؤية توثيقية ونقدية للسينما في دول مجلس التعاون الخليجي, معتمدا على عرض تاريخي للبدايات, بالإضافة الى شهادات لبعض رواد العمل السينمائي، وأهمية هذا الكتاب نابعة من اقتراب النويرى لسنوات طويلة من واقع السينما فى الخليج, من خلال حضورة للعديد من الملتقيات والمهرجانات السينمائية الخليجية كمتابع ومشارك باوراق بحث وكعضو لجنة تحكيم. ومرة ثالثة بحكم مشاركته فى تنظيم واقامة العديد من فعاليات السينما فى الكويت والتى كان هدفها التعريف بالسينما فى دول مجلس التعاون الخليجي, ومن هذة الفعاليات: ندوة السينما العربية عام 1995, وهى اول ندوة سينمائية متخصصة فى الخليج تناقش واقع السينما الخليجي. واسبوع السينما الخليجية الذى عقد فى الكويت عام 2007, كما ساهم ايضا كناقد وباحث سينمائي فى التعريف بالسينما فى الكويت من خلال  العديد من المقالات التى نشرت فى جريدة  القبس عندما كان يتولى فيها مسؤولية صفحة السينما على مدى عقدين من الزمن. مما يجعل الكتاب بمنزلة شهادة عن قرب, وليست رؤية شخصية عاجية بعيدة عن الواقع.

وعلى الرغم من عدم وجود انتاج سينمائي بالمعنى المعروف فى دول مجلس التعاون الخليجى فإن الكتاب يتمحور حول الواقع السينمائي لكل دولة خليجية المتمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية).

وفى مقدمته عن الكتاب كتب عماد النويرى: (فى هذا الكتاب حاولت قدر المستطاع – ان اذكر ما عرفت عن واقع السينما فى دول مجلس التعاون الخليجي من خلال اقتراب حقيقى من هذا الواقع, ودفعنى الى ذلك قلة المعلومات المتوفرة عن هذا الواقع, وازعم ان ما عرفت ليس كل الحقيقة عن واقع سينمائي يحتاج الى الكثير ليوثق بطريقة صحيحة. على امل ان ياتي اليوم الذى يمكن فية النظر الى تاريخ السينما وضرورة توثيق هذا التاريخ بشكل علمي وموضوعي. وهكذا حال البحث فى موضوع السينما فى بلاد العرب). جدير بالذكر ان الكاتب لة اربعة  اصدارات سابقة وهى المجموعة القصصية (الراس والجدار), (سينمائيات), (نور الشريف الانسان والفنان) و(السينما فى الكويت).

فصول من كتاب (السينما فى دول مجلس التعاون الخليجى)  

للناقد عماد النويرى

السينما فى الكويت.. عن البدايات واسئلة لابد منها

في واقع الأمر أنه لا يوجد إنتاج سينمائي بالمعنى المتعارف عليه فى الكويت . هناك غياب لوجود قطاع عام مختص بالإنتاج السينمائي كما هو موجود في سورية مثلا , ًولاتوجد شركات إنتاج مختصة بإنتاج افلام كويتية ضمن خطة واضحة وتراكمية ,رغم وجود تراخيص كثيرة للإنتاج السينمائي ضمن تراخيص شركات الإنتاج الفني. كما لا يوجد أي نوع من الدعم الحكومي المنتظم لانتاج الأفلام سواء الروائية او القصيرة كما يحدث مثلاً في تونس والمغرب . واذا كان تاريخ السينما قد تجاوز المائة عام فإنه وخلال أكثر من قرن من الزمان لم ينتج فى الكويت حتى الان سوى سبعة افلام روائية طويلة ثلاثة منهم مصورة بتقنية الفيديو من مجموع أكثر من سبعة الاف فيلم روائى عربى ( لاتوجد احصائيات دقيقة بهذا الخصوص ) تم إنتاجها خلال تلك الفترة. في واقع الأمر لا يوجد انتاج سينمائي كويتى بمقاييس الصناعة ويمواصفات السوق , حتى نتحدث عنه , انما يوجد واقع سينمائي متمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية للتعرف على فن السينما منذ ظهوره , ثم محاولة عرضه كتسلية محببة لمشاهد شغوف , ثم تكريسه كعنصر هام من عناصر الثقافة , ثم محاولة ادخاله كمنتج روائي وتسجيلي مطلوب للمشاركة في مشروع التنمية.او ربما فى مشروع التسلية .

في الثلاثينات من القرن الأخير في الألفية الثانية وعندما بدأ الكويتيون في السفر والترحال الى عدد من الدول العربية للدراسة والتجارة ,هناك استطاعوا مشاهدة الأفلام في دور السينما سواء أجنبية مستوردة أو أفلاماً عربية منتجة في تلك الدول , وفي عام 1939 قام ألن فلييرز الرحالة الاسترالى الاصل بتصوير فيلم تسجيلي عن الغوص وصيد اللؤلؤ وبعض ملامح البيئة الاجتماعية في الكويت , وتلاه محمد قبازرد بالفيلم التسجيلي ( الكويت بين الأمس واليوم ) .

وفي عام 1946 تم تصوير فيلم تسجيلي عن بدء ضخ النفط من ميناء الأحمدي , وفي عام 1950 قامت دائرة المعارف بتأسيس قسم السينما والتصوير وتمكنت من انتاج 60 فيلماً وثائقياً تعليمياً عن التعليم والصحة وغيرهما من أمور تتعلق بالحياة في الكويت .

وفي عام 1954 تأسست شركة السينما الكويتية التي أخذت على عاتقها إنشاء دور العرض واستيراد الأفلام .

وفي عام 1964 تم افتتاح قسم السينما بتلفزيون الكويت ثم مراقبة السينما عام 1981

وفي عام 1964 قدم محمد السنعوسي فيلم (العاصفة) وفى عام 1965 قدم خالد الصديق فيلم (الصقر) ثم مجموعة من الأفلام التسجيلية الأخرى توجت بفيلمه الروائي الأول (بس يابحر) الذي حقق نجاحات عربية ودولية عديدة ثم فيلم (عرس الزين) ثم (شاهين) والفيلم الأخير انتاج مشترك بين الكويت والهند وايطاليا , وغير السنعوسي والصديق يمكن الإشارة الى العديد من الأسماء التي ساهمت في تشكيل الواقع السينمائي في الكويت مثل هاشم محمد, وبدر المضف وعبد الرحمن المسلم وعبد الله المحيلان وعبد الوهاب السلطان ونجم عبد الكريم ونادرة السلطان وعامر الزهير, ويمكن الإشارة أيضاً الى محاولات توفيق الامير وحبيب حسين وابراهيم قبازدوعبد المحسن الخلفان وعبد العزيز الحداد وعبد المحسن حيات وماهر حجي وطلال الشويش وخالد النصراللة ووليد العوضى وعبداللة المخيال وزيادالحسينى وجاسم يعقوب وعبداللة بوشهرى ومحمد دحام الشمرى وسامى الشريدة وعبداللة السلمان وابراهيم المانع ومحمد مطلق العتيبى وعبد الكريم الصالح , كما يمكن الاشارة ايضا الى بعض محاولات الهواة فى انجاز وتحقيق بعض الافلام الروائية والتسجيليةةاوافلام التحريك القصيرة مثل افلام هيثم بودى و فيصل الدويسان وداود شعيل ونواف بوعركى ومشارى العروج ومقداد الكوت ومنصور حسين المنصور وبدر العوضىوعبد العزيز العتيقى وغيرهم . وهنا نسثنى من هذا العرض افلام الهواة القصيرة التى صورت بمقاس 8 ملم ومشروعات التخرج للسينمائيين الكويتيين لانها لم تعرض كلها على الجمهور من خلال شاشات السينما او التلفزيون .

هذة مقدمة تاريخية سريعة وموجزة عن واقع السينما فى الكويت سنعود لاحقا لنلقى الضوء على بعض تفاصيلها , لكن قبل ذلك كان لى ان اجد اجابات لبعض الاسئلة التى شغلتنى وربما تشغل اخرين خاصة هؤلاء المهتمين برصد واقع السينما فى الكويت .

اول هذة الاسئلة هو متى بدات السينما فى الكويت ؟ هل يمكن اعتبار محاولات ام سعود زوجة الكولونيل البريطانى هى البداية ؟ ام ان البداية هى فيلم ( ابناء السندباد ) الذى انجزه الاسترالى الان فلييرز الذى تقابل مع على بن ناصر النجدى فى عدن وصور فيلما عن الساحل الشرقى لافريقيا وصور بعض معالم الكويت بعد ذلك فى فيلم لم يره احد قبل عام 1967 ؟ واذا كان فيلم ( بس يابحر ) يؤرخ لميلاد السينما الروائية فى الكويت ؟ ماذا عن اول فيلم روائى قصير هل هو فيلم ( العاصفة ) لمحمد ناصر السنعوسى عام 1964 ؟ ام هو فيلم ( عليا وعصام ) الذى اخرجه خالد الصديق فى العام ذاته ؟ وماذا عن اول عرض سينمائى رسمى فى الكويت ؟ هل هو ( اغلى من عينية ) العرض الاول الذى قدمته شركة السينما الكويتية فى سينما الشرقية ؟ ام ان البداية كانت مع عروض الصالات الخاصة التى كانت تملكها شركة نفط الكويت لعرض الافلام الروائية الطويلة الاجنبية واحيانا العربية للعاملين بالشركة .؟ وقبلها صالات البيوت وصالة نادى المعلمين فى الصالحية

وكيف يمكن اعتبار اكثر من نصف الانتاج السينمائى الروائى ضمن الانتاج السينمائى الكويتى وقد تم انتاجة بتقنية الفيديو ؟ وكذلك الامر بالنسبة لاكثر من 90 بالمائة من الانتاج التسجيلى ؟ ! كيف يمكن اطلاق لفظة سينمائى على خالد الصديق مثلا الذى صور كل افلامه بكاميرات 16 ملم و35 ملم ثم اطلاق اللفظة ذاتها ( سينمائى ) بعد ذلك على مخرج مثل عبداللة المخيال الذى صور كل اعماله بتقنية الفيديو ؟ ! وكيف يمكن المساواة بين عامر الزهير الذى حرص على تصوير فيلمه التلفزيونى ( القرار ) بتقنية السينما وعبداللة السلمان الذى قدم ( منتصف الليل ) السينمائى بتقنية الفيديو ؟ ثم قام بنقل الفيلم على شريط سينمائى ؟ !

يبدا تاريخ السينما فى اى بلد مع العرض السينمائى الاول سواء كانت الافلام المعروضة من الانتاج الاجنبى او المحلى , فمع وجود دور العرض السينمائى تبدأ ظاهرة السينما فى التشكل بوجود جمهور يذهب الى السينما . ويبدأ تاريخ الافلام بتصوير اول فيلم سواء كان من الانتاج الاجنبى او الانتاج المحلى . اذ تبدأ مع هذا الفيلم التاريخ المصور بكاميرا السينما لهذا البلد او ذاك سواء كان من الافلام التمثيلية ام التسجيلية ويبدأ الانتاج السينمائى المحلى مع انتاج اول فيلم بواسطة شركة او مؤسسة محلية ايا كانت جنسية المخرج او غيره من العاملين فى الفيلم , ومن المهم ملاحظة اننا عندما نتحدث عن اول فيلم يعرض او اول فيلم ينتج لانقصد الافلام الطويلة كما هو شائع , وانما الفيلم المصور بكاميرا السينما ايا كانت مدة عرضه وايا كان الجنس الفنى الذى ينتمى اليه . . وبناء عليه يمكن اعتبار فيلم ( ابناء السندباد ) الذى صورة الاسترالى الن فلييرز عام , 1939هو بداية تاريخ الافلام فى الكويت رغم تاخير عرضه حيث يذكر سيف مرزوق الشملان ( فى اخر شهر يناير عام1967 زار الان الكويت بعد غيبة طويلة عنها وقدم نسخة من الفيلم المذكور هدية الى وزارة الاعلام مع مجموعة كبيرة من الصور ) . واذا اعتبرنا ان عروض شركة نفط الكويت كانت خاصة ولم تكن لجمهور عام يذهب الى دار عرض سينمائى انشئت خصيصا لعرض الافلام لجمهور يدفع ثمن مشاهدته . واذا كان من الصعب رصد العروض المتفرقة التى كانت تقام فى منازل الشيوخ والاثرياء فى فترة الثلاثينات والاربعينات واعتبار احداها هو بداية العرض السينمائى فى الكويت نظرا لعدم توافر الشروط اللازمة للعرض التجارى, ففى هذة الحالة فان العرض السينمائى الاول الذى قدم فى الكويت كان عام 1954 عندما تم افتتاح اول دار عرض سينمائى وهى سينما الشرقية وكان اول فيلم عرض فى هذة الدار هو فيلم ( اغلى من عينية ) من بطولة سميرة احمد واخراج فطين عبد الوهاب . واذا كان فيلم ( عليا وعصام ) كان عبارة عن فيلم تم تصويرة فى نصف يوم كما يذكر خالد الصديق فى شهادته ( لانه كان ضمن برنامج اسمه صور شعرية )فان الفيلم لايدخل فى خانة الافلام الروائية الدرامية القصيرة نظرا لدخولة فى دائرة البرامج التلفزيونية اى انه لم ينتج خصيصا ضمن تصور الاعمال الروائية الدرامية القصيرة . وبالتالى فان ( العاصفة ) لمحمد ناصر السنعوسى هو الفيلم الروائى الدرامى القصير الاول فى تاريخ السينما فى الكويت

واى تحليل للتطورات الراهنة في مجال تكنولوجيا الاتصال يوضح ان العالم يمر بمرحلة مختلفة تتسم بسمةأساسية وهي المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية لتحقيق الهدف النهائي، وهو توصيل الرسالة الاتصاليةالى الجمهور المستهدفِ وكان للتطورات التكنولوجية التي قدمها العلم لوسائل الاتصال المختلفة، خاصة السينما أثرها في جعل وسائل مثل الفيديو والتلفزيون تكنيكا، أكثر تميزا وتطورا وابهارا عما كان من قبل , وكان لزاما على السينما ان تطور نفسهاوان تغير جلدها وان تواجه هذه الحروب مسلحة بأسلحة خصومها نفسها، وبدأت السينما في توظيف استخدام تلك التطورات التكنولوجية التي اخترعت أساسا لخدمة وتطوير وسائل الاتصال الأخرى، وقد أدى ذلك بالضرورة ان يكون للسينما جماليات مستجدة , كما غير ذلك في شكل العلاقة بين المرسل والمستقبلِ واستعارت السينما من دون تردد تقنيات الإضاءة في التلفزيون مثل شبكات الإضاءة التي تتحرك وتداربالكمبيوتر , ودفعت صناع الفيلم الخام الى التفكير في اختراع وصنع أفلام خام أكثر حساسية وذات سرعةعالية حتى يمكنها ان تصور سينمائيا على ضوء شمعة تقليدا لما تم تطويره في كاميرا التلفزيونِ وفي مجال الرسوم المتحركة دخل الكمبيو-غرافيك بقوة وتربع على مكانه وأصبح من العسير الاستغناء عنه نتيجة لما يوفره من ابعاد ثلاثية ونتيجة لما يتيحه من تقديم اختيارات هائلة من الألوان والخطوط، وتحريك وتشكيل الكتل والأحجامِ.وتقف صناعة السينما عالميا الآن على بدايات مرحلة جديدة من التطور التقني قد تقفز بها خلال سنوات قليلة الى مجموعة من المتغيرات الثورية تعيد صياغة وجهها الذي عرفت به منذ بداية ظهورها، ويمكن القول ان التكنولوجيا تتجه الآن الى فرض شروط جديدة على القائمين على صناعة الفيلم السينمائي لتجعل المشاهد يشارك المخرج وطاقم الفيلم في تحديد الكيفية التي تعرض بها الأحداث على الشاشةِويمكن القول ـ للمرة الثانية ـ ان المحرك الأساسي وراء المرحلة الجديدة من عمر السينما هو ما يعرف باسم الثورة الرقمية التي نشأت في الأساس في أحضان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاختلاف الذى يحدث الان ومنذ فترة وجيزة فى طريقة استقبال وتسجيل صور السينما على وسائط اخرى غير النظرية الفوتغرافية والوسيط الجديد الالكترونى معروف منذ مولد الراديو والتلفزيون, ولكن زاد الاهتمام به سينمائيا عنهدما اثبت انه وسط صالح وبجودة فى اعطاء صور متحركة ومن المؤكد ان الوسيط الجديد له مزايا وله عيوب لكن مع مرور الوقت ربما نتفق ان كلا من النظرية الفوتغرافية والسينما بالوسائل الالكترونية الرقمية ( الديجتال ) هدفها اعطاء صور متحركة ملونة تحمل صفات واقع اللحظة . وانه مع مرور الوقت ان لم يكن قد حدث هذا بالفعل فى العديد من التجارب التى تمت فى اميركا واوربا فان التصوير بكاميرات الديجتال فائقة الجودة سيفتح طريقا مختلفا امام كل المخرجين , وبالتالى سيكون من الصعب الحديث عن سينمائين يصورون بكاميرات سينمائية وسينمائين اخرين يصورون بكاميرات الديجتال سيكون المقياس هو الرؤية السينمائية الموجودة خلف الكاميرا وليست الكاميرا كوسيط متغير وكاداة يمكن تطويرها للوصول الىافضل صور ملونة يمكن الحصول عليها لتحقيق الرؤى الفنية . وهنا نتوقف لنقول ان اى مخرج يصور بتقنية كاميرات الديجتال فى واقع الامر يستطيع ان نطلق عليه لفظة سينمائى بلا تردد ودون خجل , والذى يحدد ذلك هو الرؤية وليست الكاميرا .

عن مدونة سينما اليوم للناقد عماد النويري في

Sunday, August 12, 2007

 

السينما فى البحرين.. ريادة فى العروض واحتفاء بالفيلم القصير

 

يرجع تاريخ المحاولات الأولى لفتح دار سينما في البحرين إلى عقد العشرينيات على يدي، محمود الساعاتي، الذي يعتبر من أبرز المساهمين في تشجيع الحركة الفنية والترفيهية في البحرين. ففي العام 1922م استقبل أهالي المنامة نبأ تواجد سينما في كوخ يقع على ساحل البحر إلى الغرب من موقع محاكم البحرين القديمة.

ويبدو أن الساعاتي اختار هذه المنطقة لكونها منطقة تنتشر فيها المقاهي الشعبية حينذاك،  والمبنية من سعف النخل.وكان الطواشون والأهالي يترددون على هذه المقاهي في انتظار عودة سفن الغوص لاستقبال الأقرباء والأعزاء، ولمعرفة ماتم جنيه من اللؤلؤ.  

صُفّ بالكوخ الذي هيىء كمقر للسينما ثلاثون كرسياً،ووضعت لوحة خشبية كبيرة عبارة عن شاشة. وحدد سعر التذكرة بأنتين وتعطى للمشاهد قصاصة ورق صغيرة بمثابة تذكرة . ورغم بدائية هذه التجربة إلا أن أثرها أخذ يزداد يوماً بعد يوم، وأخذ الحديث بين الناس عما يشاهدونه من أفلام يثير إعجاب واستغراب الجميع،وقد كان هناك العديد من العوامل التي ساعدت في تقبل هذا النوع من الفن نتيجة الدور التثقيفي والتعليمي الذي قام به المسرح الشعبي الذي بدأت انطلاقته من المدارس الحكومية والأهلية ومن هذه المدارس الهداية الخليفية و المدرسة الجعفرية أبو بكر الصديق، ومدرسة إبراهيم العريض الخاصة، ومدرسة عبدالرحمن المعاودة الخاصة، إضافة إلى الدور التنويري والتثقيفي الذي قامت به المكتبات العامة التابعة لدائرة المعارف مع المكتبات التجارية.  

ومن تلك المكتبات،  مكتبة محمد علي التاجر، والمكتبة الكمالية،والمكتبة الوطنية وغيرها، إضافة الى الدور التوعوي الذي قامت به الصحافة المحلية مثل (القافلة) و(الميزان ) و(هنا البحرين). كل هذه العوامل وغيرها شجعت مجموعة من الشباب - يمكن أن نطلق عليهم الرعيل الثاني من رواد السينما منهم الشيخ علي بن عبدالله آل خليفة نجل وزير المعارف آنذاك ، والأديب والصحفي عبدالله الزايد، وحسين يتيم، - على القيام بتكوين شركة لتأسيس أول دار سينما تشهدها البحرين العام 1937م حملت اسم (مرسح البحرين) وكان مقرها مقر سينما الحمراء الحالي،حيث عرضت على الجمهور أول فيلم لها بعنوان (وداد) من بطولة كوكب الشرق أم كلثوم قبل أن تتربع على عرش الغناء العربي، وقد عرفت هذه السينما فيما بعد باسم (سينما الوطني) أما الأرض التي قام عليها مبنى الدار فهي إيجار من الحكومة مدة 99 سنة، إيجار كل سنة 200 روبية، وقد تمكنت هذه الشركة بما حصلت عليه من حصانة قانونية وتشجيع جماهيري من جلب العديد من الأفلام العربية التي تنتجها مصر، وكان المسؤول عن ادارة السينما والمحافظة عليها المرحوم أحمد الشيراوي.  

وقد  تم جلب الأفلام العربية من مصر وعرضها للجماهير، وزاد الإقبال على سينما الوطني بشكل ملفت للنظر باعتبارها السينما الوحيدة في البحرين. وأقبل الناس على مشاهدة العروض بشكل مستمر.
ومن الصعوبات التي واجهت السينما ظروف المناخ، فلم تعرف البحرين حينها المكيفات وأجهزة التدفئة، مما حدا بأصحاب المشروع إلى تأسيس مبنيين أحدهما صيفي، والآخر شتوي..

المبنى الصيفي كان عبارة عن مساحة كبيرة مكشوفة محاطة بأربعة جدران استخدم أحدها كشاشة عرض، وأما الشتوي فكان مسقوفاً، إلا أن ذلك لم يمنع من تسرب الهواء البارد ومياه الأمطار في بعض الأحيان..

واستخدمت كراسي المقاهي القديمة في المبنيين ووزعت وفق ثلاثة مستويات، الأول قيمة التذكرة روبية، والثاني 12 أنه والثالث 6 آنات. وزاد الإقبال على هذه السينما بصورة أكبر منذ العام 1939 وهو العام الذي أصدر فيه عبدالله الزايد (جريدة البحرين) وأخذ ينشر من خلالها الإعلانات والدعايات المروجة للسينما، والأفلام التي تقدمها وكما لعبت سينما الوطني دوراً ترفيهياً وتوعوياً مبهراً،فقد قامت بهذا الدور أيضاً سينما أنشأها مكتب الاستعلامات البريطاني في الأربعينيات على وقع أحداث الحرب العالمية الثانية، وكان الهدف الدعاية للحلفاء وانتصاراتهم ضمن الحرب النفسية، وكانت هذه السينما متنقلة غير ثابتة وذلك لعرض الأفلام الوثائقية التي تنقل وقائع ما يحدث في ساحات القتال وأروقة الحكومات على أكبر شريحة ممكنة، و خصوصاً الناشئة وطلاب المدارس، وكانت هذه السينما تعرض بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية، أفلاماً كارتونية من أجل تسلية الأطفال، هؤلاء الذين أخذوا يتهافتون على ارتياد هذه السينما العجيبة إلى حد الإدهاش.  

وفي فترة الأربعينيات ايضا قام المرحوم إبراهيم محمد الزياني بافتتاح دار سينما عرفت لدى الجمهور باسمه أي ( سينما الزياني) وهي التي تخصصت بتقديم الأفلام العربية التي تعالج التراث العربي القديم مثل فيلم ( وهيبة ملكة الغجر ) و (عنتر وعبلة) و(أمير الانتقام) وكوكا بنت الصحراء) وغيرها. وفي العام 1954م أنشئت دار عرض ثالثة أطلق عليها الأهالي سينما القصيبي نسبة الى الذي أنشأها وهو المرحوم السيد الوجيه محمد القصيبي، هذه السينما التي حضر افتتاحها الممثل الكوميدي الشهير حسن فائق، وكانت هذه السينما تعرض في مكانين شتوي مسقوف وصيفي مكشوف وفي العام 1963م وتباعا تم فتح ست دور عرض إضافية وهي: الوطني-الأهلي- اللؤلؤ (القصيبى سابقا) - البحرين-أوال-والمحرق ودور أخرى تتبع شركات أجنبية،وكلها تعرض أفلاما عربية وأمريكية وأوروبية وهندية.

ومن المهم الإشارة إلى شركة نفط البحرين المحدودة (بابكو)، وجهودها الخاصة في مجال العرض السينمائي، فقد قامت الشركة بفتح دارين للسينما الأولى في العوالي وسميت (بوابة سترة) والثانية في مخيم الرفاع جنوب الرفاع الشرقي وسميت بسينما بوابة الرفاع،  كما وفرت الشركة سينما متنقلة كانت تقوم بعرض الأفلام التثقيفية والتربوية في قرى ومدن البحرين في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، وكانت تقام العروض في مباني الأندية أو الباحات العامة في القرى والمدن وكان المشرف على تشغيل العروض خليفة شاهين الذي سنتعرف عليه لاحقا كواحد من أهم رواد السينما في البحرين، وهو الذي أشرف أيضا على تصوير وإخراج شريط انباء البحرين الذي كان يعرض كجريدة سينمائية في دور العرض قبل عرض الفيلم الروائي. وقد بدأت شركة بابكو في إنتاج شريط أنباء البحرين اعتبارا من العام 1960 حتى العام 1971 وفي مجال العرض أيضا شهدت البحرين في 29 فبراير 1968م تأسيس شركة البحرين للسينما وتوزيع الأفلام. ومقابل الحقوق الممنوحة للشركة مثل الامتياز لبناء وتشغيل دور جديدة للسينما، وحق الاحتكار في توريد وتوزيع الأفلام، فقد تمت مطالبة الشركة - وفق ما جاء في العقد - ببذل المزيد من الجهود لتزويد الجمهور بأحسن الخدمات السينمائية.

وتغير اسم الشركة من شركة البحرين للسينما وتوزيع الأفلام إلى شركة البحرين للسينما فقط اعتباراً من 1976م وفي العام 1984م تشكلت إدارة جديدة للشركة متمثلة في الدكتور عصام عبدلله فخرو عضواً منتدباً، وأحمد عبدالرحمن راشد مديراً عاماً وفي 3 أكتوبر 1996م تم افتتاح سينما دلمون الأولى والثانية بمبنى التأمينات الاجتماعية بالمنامة.

كما تم في 14 يوليو 1998م افتتاح مجموعة سينما السيف التي تحتوي على ست صالات عرض. كما تم افتتاح صالتي دار سينما الجزية بالمحرق في يونيو 2000م، وافتتاح دار سينما (سار ) ذات أربع صالات في منطقة سار في ديسمبر 2000م،  

وإعادة افتتاح سينما الحمراء بعد الصيانة والترميم في السابع من فبراير 2001م. وفي 19 سبتمبر 2001م تم افتتاح المجمع السينمائي الثاني ذي عشر شاشات بمجمع السيف التجاري  

في 15 مايو 2002م تم فتح 11 صالة عرض حديثة بمجمع الدانة، ويعد هذا من المشاريع الكبيرة التي شهدتها مملكة البحرين في مجال فتح صالات عرض حديثة ومتطورة ومن الجدير ذكره أن شركة البحرين للسينما افتتحت في 29 أبريل من العام 2004م مجمعا سينمائيا يضم 14 شاشة في مجمع السيتي سنتر بالدوحة. وفي الرابع من يناير 2005م تم التوقيع على إنشاء مجمع سينمائي يضم 20 شاشة في البحرين سيتي سنتر.

وبلغة الأرقام يشكل السعوديون 70٪ من زبائن السينما في البحرين،  ويقبل هؤلاء على الأفلام العربية والكوميدية الأجنبية بالدرجة الأولى.

وفي العام 1980تأسس نادي البحرين للسينما. ويعتبر ثاني ناد تأسس في دول مجلس التعاون الخليجي بعد نادي الكويت للسينما. وقد ساهم في التأسيس مجموعة مكونة من أربعين عضوا من بينهم:  

أمين صالح، وخليل يوسف، وعبدالمنعم إبراهيم، ومحمد فاضل، ونادر المسقطي، ورشيد المعراج، وعبدالقادر عقيل، ويوسف فولاذ , وبسام الزوادي. ويعد النادي مؤسسة أهلية تطوعية تجمع فى اطارها مجموعة من منتجي فن السينما في البحرين. وقد عرف النادي بنشاطه المتمثل في عرض الأفلام السينمائية ومايتبعها من حوار ونقاش، وقد نجح النادي في تحقيق نجاحات بارزة لعل أهمها إقامة وتنظيم (أيام السينما المصرية الجديدة) العام 1993 ثم تنظيم الدورة الأولى لمهرجان البحرين السينمائي العام 2000 هذا غير إقامة العديد من الأسابيع السينمائية العربية والأجنبية مثل أسبوع السينما التونسية العام 1986وأسبوع لأفلام المخرج شادي عبد السلام. وأسبوع للسينما الجزائرية العام 1988 وآخر للهندية العام 1989.

كما شارك النادي في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية في القاهرة وقرطاج وكان. وقد عمل النادي وما زال يعمل على إبراز التجارب السينمائية المحلية والتعرف على مجموعات عديدة من الهواة وتمكن نادي البحرين من إصدار مجلة ( أوراق سينمائية) صدر منها ثمانية أعداد من العام 1981 إلى العام ٧٨٩١.

والحديث عن تاريخ السينما في البحرين يعدّ منقوصا ما لم يشر إلى الجهود التي تمّ بذلها في سبيل تصوير وإخراج وإنتاج الأفلام السينمائيّة. فقد بدأت أوّل مُحاولة للتصوير السينمائي في البلاد أواخر ثلاثينيّات القرن العشرين على يد (نارايانان) سكرتير مستشار حكومة البحرين بلغريف. فقد استخدم كاميرا 8 ملّم صورت من خلالها المناسبات الرّسميّة الخاصّة بالشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، وجزء من المُناسبات في عهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. وبدأت جهود أبناء البحرين في التصوير السينمائي تبرز في نهاية عقد الخمسينيّات وبداية عقد الستينيات من القرن العشرين، واشتعلت جذوتها في عقد السبعينيات الذي تمّ فيه إنتاج الكثير من الأفلام المتنوّعة.  

ويرجع الفضل في بدء حركة التصوير السينمائي في مملكة البحرين إلى شركة نفط البحرين المحدودة (بابكو). فقد بدأت بتصوير بعض الأفلام الإخباريّة القصيرة في الفترة من العام 1965م إلى العام 1971م،  على يدي الفنّان البحريني المعروف خليفة شاهين.  

وأنتجت شركة (بابكو) في نهاية عقد خمسينيّات القرن العشرين فيلما قصيرا ركّز على النظافة، صوّرت مناظره في قرية النّويدرات، ومثّل الأدوار مجموعة من شباب تلك القرية حينذاك، وتمّ عرضه للجمهور في قُرى البحرين ومدنها التي كانت تزورها سينما (بابكو) المتنقّلة تحت إشراف خليفة شاهين الذي يعدّ من أوائل العاملين في المجال السينمائي، والذي امتلك خبرة في التصوير والإخراج السينمائي خلال عمله في شركة نفط البحرين المحدودة، وخلال دراسته فن التصوير السينمائي في هوليوود سنة 1969م، فأسس في العام1971م (مؤسسة الصقر للتصوير). وقدم عددا من الأفلام التسجيليّة التي عرضت في مهرجانات عالميّة، وفازت بعدّة جوائز منها: (صور من الجزيرة)، و( ناس في الأفق) و( الموجة السّوداء). وقد نال خليفة شاهين شهرة على المستوى العالمي، وشارك فريق شركة (والت ديزني) العالميّة المعروفة في تصوير وإخراج فيلم (حمد والقراصنة) الذي استغرق العمل به 18 شهرا، أي في الفترة من مايو 1969م وحتى أكتوبر 1970م، وعرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركيّة في السابع من مارس 1971م، وتم توزيعه فيما بعد على دول العالم. والفيلم شبه روائي يعرض تاريخ وتراث البحرين ابتداء من العصر الدلموني. والتقطت مناظر الفيلم في البحرين، والربع الخالي بالمملكة العربية السعودية، وإمارة دبي.

ومن بين المحاولات الجديرة بالذكر في العمل السينمائي، محاولات كل من الشابين علي عباس ومجيد شمس، فقد حققا أربعة أفلام قصيرة وفيلما تسجيليا واحدا، تتراوح مدة كلّ منها بين عشر دقائق ونصف ساعة، وذلك في الفترة من العام 1972م إلى العام 1978م. وتتمثل تلك الأفلام في: (الغريب)، و(انتقام) و(الرجال الثلاثة) و(غدار يا زمن) و(ذكريات)، والفيلم الأخير فاز بالجائزة الثالثة في مهرجان (المحاولات السينمائية الشابة) في طهران العام 1979م. إذ شاركت به وزارة الإعلام. ويذكر أن جميع تلك الأفلام من قياس 8 ملم.  

وشهد منتصف عقد السبعينيات بزوغ نجم الفنان بسام الذوادي الذي قدم العام 1975م أول أفلامه (الوفاء)، وهو صامت من قياس 8 ملّم ومدته 12 دقيقة، تناول فيه بشكل مركز المخدرات ومضارها.

واتجه بعد ذلك إلى تقديم الأفلام الروائية القصيرة وهي أفلام ناطقة تتمثل في: (الأعمى) في العام،  ٦٧٩١ و(الأخوين) في العام 1977، و(الأجيال) العام 1977 واتجة الزوادي إلى دراسة السينما بالقاهرة في الفترة من العام 1978 إلى العام 1983، وحقق خلال تلك الفترة فيلم (القناع) في العام 1981م وهو فيلم صامت من قياس 16 ملم ومدته دقيقتان ونصف، تناول فيه معاهدة (كامب ديفيد).

وفي العام 1983م قدم الذوادي فيلم (ملائكة الأرض) وهو فيلم ناطق قياس 16 ملم، تناول فيه مذابح (صبرا وشاتيلا) بشكل رمزي. وفي العام 1990 تمكّن من تحقيق فيلم (الحاجز) وهو فيلم روائي طويل قام بإنتاجه بالتعاون مع إذاعة وتلفزيون البحرين، ويعدّ أوّل فيلم روائي بحريني، إذ عرض الفيلم في الكثير من المهرجانات ممثلا مملكة البحرين، ويتناول الفيلم الحواجز الاجتماعية والنفسية المفروضة بين الفرد والمجتمع، وبين الفرد وذاته أيضا..  ويهتم الفيلم بسبر العلاقات المركبة بين الشخصيات في إطار درامي، ويعالجها على الصعيدين الاجتماعي والنفسي. وقدم الذوادي فيلم (زائر) العام 2003م، بالتعاون مع شركة (البحرين للسينما).

وتدور أحداث الفيلم حول شخصية (فاطمة) التي يتراءى لها شخص غامض منذ أن كانت طفلة، مما يسبب لها حالة نفسية شديدة الألم خاصة حين تبدأ في مشروعها الخاص بعمل فيلم وثائقي عن مقابر عالي الأثرية، حيث تتجسد لها هذه الشخصية الغامضة في أكثر من مكان، وتشعر بأنها محاصرة بها، وتكتشف وجود رابط خفي بين هذه القبور وبين الشخصية الغامضة.

ثم قدم الزوادي فيلم (حكاية بحرينية) العام 2006 من بطولة نخبة متميزة من الممثلين البحرينيين أمثال جمعان الرويعي، فاطمة عبد الرحيم، مريم زيمان، مبارك خميس، يوسف بوهلول، شذى سبت، نديم زيمان، شيماء جناحي والكثير من الممثلين، ويحكي الفيلم عن جانب من جوانب البحرين قديما و بالتحديد من المحرق سنة 1967 إلى سنة ٠٧٩١ ويعرض جوانب من الواقع البحريني حاليا مثل الحرية، قضايا المرأة، العنف،التفرقة والطائفية، والتصديق بالخرافات.

وغير خليفه شاهين وبسام الزوادي يمكن الإشارة إلى بعض الأسماء التي شاركت في تشكيل الواقع السينمائى في مملكة البحرين منها خالد التميمي وحمد علي الشهابي ويعقوب المحروقي وكلثوم محمد أمين وضمن المهرجانات التي تعنى بالفيلم القصير في مملكة البحرين مهرجان الريف للأفلام الروائية القصيرة الذي أقيمت دورته الأولى العام ٧٠٠٢.

وأقيمت دورته الثانية العام 2008، برعاية الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة. وكرمت اللجنة المنظمة للمهرجان الفنانين خليفة شاهين بسام الذوادي عبدالله الحمد ضمن سعيها لتكريم الكوادر السينمائية البحرينية التي أسهمت في رفد العمل السينمائي البحريني وتعزيز حضوره الخليجي والعربي. كما كرمت اللجنة عددا من الأسماء السينمائية البحرينية التي حصدت جوائز عن أعمالها السينمائية في مسابقات خارجية ومنهم الفنان عبدالله السعداوي ومحمد جناحي وعواطف مرزوق.

وعرض خلال حفل الافتتاح، الفيلم السينمائي العماني الأول (البوم) للمخرج والكاتب خالد الزدجالي، أنتجته الجمعية العمانية للسينما بتمويل من وزارة التراث والثقافة وبالتعاون مع وزارة الإعلام في السلطنة.

وشارك في الدورة الثانية للمهرجان ما يزيد على 40 فيلما روائيا قصيرا، منها 32فيلماً من البحرين، و4 من الإمارات و6من السعودية ودول الخليج بالإضافة إلى فيلم مصري وحيد. وتنقسم المسابقة إلى فرعين: (المسابقة البحرينية) وتختص بتقديم الأفلام البحرينية فقط، و(المسابقة الخليجية العربية) وتشمل بقية الأفلام.

وهناك أيضا مهرجان الصواري الدولي للأفلام، بدعم ورعاية مسرح الصواري ( لا يقام بشكل دوري) ويهدف المهرجان إلى تقديم التجارب الفيلمية بالوسائط المتعددة (سينما - فيديو - كمبيوتر)، والمهرجان يهتم بصانعي الأفلام،  و يركز على إظهار أفلام بحرينية الصنع. كما أن المهرجان أريد له أن يكون تجربة تعليمية تعطي الشباب البحرينى من صناع الأفلام دفعة نحو المستقبل.

وقد أقيمت الدورة الأولى من المهرجان في العام 2005 بإدارة الفنان حسين الرفاعي بمشاركة كل من الفنان خالد الرويعي والفنان محمد الصفار ومحمود الصفار كأعضاء في لجنة إدارة المهرجان في الفترة من 8 مايو - 12 منه. حيث تقدم للمشاركة فيه 20 فيلما محليا و28 فيلما من خارج البحرين، وقد وصل عدد الأفلام إجمالا التي عرضت في المهرجان بعد فرزها من قبل لجنة المشاهدة والعروض 15 فيلما محليا و21 فيلما خارجيا وقد تنوعت تلك الأفلام بين التسجيلة والدرامية والعلمية والرسوم المتحركة. وهذا التقليص للأفلام جاء لضمان جودة عروض المهرجان وما يقدمه للجمهور من مادة ذات مستوى راقٍ وقابل للتفاعل وقد تحقق ما هو مرجو من أهداف المهرجان.  

وقد سعى مهرجان الصواري في دورته الثانية العام 2007 إلى توفير فرص للعاملين في مجال الأفلام بالوسائط المتعددة وتحفيز الطاقات الإبداعية والفنية والتقنية المرتبطة بها. ويشارك في المهرجان 28 فيلماً بعد أن كان العدد 49 فيلماً، وتقليص العدد بسبب إخلال بعض الأفلام بشروط المهرجان.

وتنوعت الأفلام ما بين أكثر من دولة، البحرين، شاركت بتسعة أفلام، أما بقية الأفلام فقد جاءت من عدة دول، منها الأردن ولبنان ومصر وسوريا وفلسطين، والولايات المتحدة الأميركية التي شاركت بفيلمين هما (المحطة الأخيرة) و(الحرب العالمية الرابعة).

وقد تميزت الدورة الثانية بعروض لعدد من الأفلام التي أنتجها مسرح الصواري ومثل الفيلم الروائي (خافقان)، من تأليف محمد الصفار وإخراج محمد جناحي، وتشارك في تمثيله مجموعة من أعضاء المسرح. كذلك تم عرض الفيلم التسجيلي الذي يرصد تجربة مسرح الصواري (سرد الصواري)، وهو من إخراج أحمد الفردان.  

ومن التجارب السينمائية البحرينية اللافتة للنظر تقديم مؤسسة المسرح الأهلي للإنتاج الفني والتوزيع أول فيلم روائي طويل للأطفال في منطقة الخليج وهو فيلم (حباب وكلاب الساحر) الذي عرض في دور العرض في معظم دول الخليج في صيف العام 2006 والفيلم كتابة وإخراج حمد الشهابي عن قصة مترجمة تدور أحداثها في جو من المغامرات الأسطورية .

ومن الأفلام البحرينية التي يمكن الإشارة إليها لتميزها ولمشاركة البعض منها في مهرجانات خليجية وعربية وعالمية والبعض الآخر حقق نجاحات على مستوى العرض التجاري، وهي تتنوع مابين الروائية القصيرة والروائية الطويلة والتسجيلية الطويلة، وتم انتاجها خلال السنوات الخمس الأخيرة الأفلام: (مريمي) من إخراج علي العلي - و(أربع بنات) من إخراج حسين الحليبي - و(باسم الحسين) من إخراج محمد سديف - و(زهور تحترق) من إخراج محمد إبراهيم محمد - و(كاميرا) من إخراج محمد جناحي و( غياب ) من إخراج محمد راشد أبوعلي.  

وبذكر الواقع السينمائى فى مملكة البحرين من المهم الاشارة الى جهود الناقد السينمائى البحرينى حسن حداد فى ترسيخ الثقافة السينمائية فى البحرين من خلال جهودة فى نشر المقالات السينمائة ىف الصحف والمجلات البحرينية اضافه الى جهوده الدؤوبة فى متابعة السينما فى البحرين وبقية دول مجلس التعاون الخليجى بل والسينما فى كل دول العالم من خلال موقعه المتميز على شبكة الانترنت ( سينماتك ).

عن مدونة سينما اليوم للناقد عماد النويري في

Saturday, August 27, 2011

 

السينما في سلطنة عمان.. تجربة مختلفة ... وطموح كبير

 

إلى حد كبير تختلف تجربة سلطنة عمان الحضارية، والثقافية، والاقتصادية، عن نظيراتها من دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي كان من الضروري أن ينعكس على تجربتها وعلاقتها بالسينما. فمن الناحية الاقتصادية لم تعتمد سلطنة عمان كغيرها من دول المنطقة على ثروات البترول، ولم يحدث هذا الاحتكاك المبكر للسكان بالسينما عن طريق العروض التي كانت شركات البترول الأجنبية تقدمها لعمالها.

ومن ناحية أخرى تتوزع أرض سلطنة عمان على عدد من المدن والتجمعات الريفية وتضم العاصمة مسقط أقل من ربع السكان في حين أن معظم دول الخليج الأخرى تتمركز النسبة الأكبر من السكان في العواصم. وكان من نتيجة ذلك أن ظلت مسقط العاصمة العمانية حتى بداية التسعينيات لاتضم إلا داري عرض سينمائي فقط. ولا تتوفر للباحث عن بدايات النشاط الفيلمي والسينمائي في عمان أي مصادر أو معلومات عن محاولات لتصوير بعض الأفلام والمشاهد التسجيلية سواء من قبل المواطنين أو الأجانب فيما قبل تأسيس تلفزيون عمان الذي أوفد من السبعينيات من القرن الماضي عددا من العاملين به لدراسة الإخراج وقام معظمهم في هذه الأثناء بإخراج أول أفلامهم كمشاريع للتخرج مثل المخرج حاتم الطائي الذي أخرج فيلم (السقوط) وبعد عودته أنجز الفيلم الروائي القصير (الوردة الأخيرة) العام 1989 ثم أعقبه بفيلم (شجرة الحداد الخضراء) الذي لم يكتمل، وقام المخرج محبوب موسى بإخراج عدد من الأفلام القصيرة أثناء متابعته لدورات سينمائية في أحد المعاهد الأمريكية المتخصصة، كما أخرج الشاعر الناقد عبدالله حبيب في بداية التسعينيات عددا من الأفلام الروائية القصيرة. ويمكن اعتبار خالدعبد الرحيم الزدجالي هو صاحب أول فيلم روائي طويل. في تاريخ السينما العمانية حيث قدم فيلم (البوم) العام 2006 من خلال الجمعية العمانية للسينما وبدعم من وزارة التراث والثقافة. وبهذا الفيلم خاض ممثلون عمانيون أولى تجاربهم السينمائية وهم: صالح زعل وسعود الدرمكي وسالم بهوان وزهي قادر وزكريا يحيى وعصام الزدجالي وفريدة نور وأمينة عبد الرسول بمشاركة الممثل المصري سعيد صالح كضيف شرف مع آخرين من دول خليجية حيث يقتضي مسار الأحداث وجود أجانب وعرب من جنسيات مختلفة وتدور أحداث الفيلم في بيئة عمانية معاصرة حول حياة مجموعة من الصيادين يعيشون في قرية تشتهر بصناعة سفن (البوم). ويواجه هؤلاء الصيادون عددا من المشاكل التي كانوا يظنون أنها قدرية لكنهم يكتشفون بمرورالوقت وجود أياد خفية وراء ما يواجههم من عقبات. ويذكر أن الزدجالي عمل في بداياته في التلفزيون العماني وأخرج فيلمين بنظام الديجتال هما (العرس) و(المناطحة) كما أخرج عدة مسلسلات تلفزيونية، وشارك في إخراج عدة أفلام تسجيلية بالتعاون مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك. وهو حاصل على الدكتوراه في (نظريات وجمال الفيلم) من رومانيا ثم دكتواره ثانية في (دراما الطفل في المسرح والسينما والتلفزيون) من بريطانيا.

كما ساهم الزدجالي مع مجموعة من المهتمين بالفن السابع بتأسيس الجمعية العمانية للسينما العام 2002 وقبلها مهرجان مسقط السينمائي العام ١٠٠٢.

وتهدف جمعية السينما العمانية ـ كما ورد في المادة التاسعة من المبادئ الأساسية التي وضعتها الجمعية عند إنشائها ـ إلى جمع شمل المشتغلين بصناعة السينما تحت مظلة واحدة وتحقيق التعارف بينهم ورعاية مصالحهم وحقوقهم المادية والأدبية وتدعيم الجهود المشتركة في إقامة صناعة سينمائية فاعلة ومتسقة مع أهداف الجمعية والتعريف بالسينمائيين العمانيين ونشر إنتاجهم في المحافل العربية والدولية. وتمثيل السينمائيين العمانيين في المؤتمرات والمهرجانات والتجمعات السينمائية خليجيا وعربيا وعالميا. وتقديم الرعاية الإنسانية لمن يحتاجها من أعضاء الجمعية وتشترط الجمعية أن يكون العضو أحد المؤهلين أكاديميا في مجال السينما. أو أن يكون أحد العاملين المتمرسين عمليا في مجال الإنتاج والإخراج والتمثيل والتقنيات السينمـائية أو التلفزيونية أو المسرحية وأن يكون قد اشتغل في عملين على الأقل. وكذلك الكتاب والنقاد الذين لهم اهتمامات سينمائية. بالإضافة إلى الشركات والمؤسسات العاملة في مجال ذات علاقة بالسينما. ورغم وجود عدد من الوافدين في السلطنة من العاملين في السينما، إلا أنه من الشروط الأساسية أن يكون العضو عماني الجنسية. وتمنح الجمعية عضوية شرفية وعضوا منتسبا غير أساسي وتتكون الجمعية العمومية من جميع الأعضاء العاملين الذين مضت على عضويتهم العاملة ستة أشهر فيما عدا الاجتماع الأول وتعقد الجمعية العمومية دورتها العادية مرة كل سنة في مقر الجمعية أو أي مكان يحدده مجلس إدارتها بعد موافقة الجهة المختصة وذلك خلال ثلاثة أشهر من تاريخ انتهاء السنة المالية.

وتقيم الجمعية مهرجانا للأفلام التسجيلية والقصيرة وهو مهرجان محلي يعمل على تقديم المخرجين الشباب من أبناء سلطنة عمان. كما تنظم الجمعية ورش تدريب متخصصة في مجالات الإخراج وكتابة السيناريو وغيرها من عناصر الفيلم المختلفة كما تقوم الجمعية بتمويل إنتاج بعض الأفلام القصيرة.

ومن المهم مع ذكر الواقع السينمائي في عمان الإشارة إلى تجربة المخرج العماني أحمد الحضري الذي أخرج عددا من الأفلام التسجيلية التي تناولت البيئة والطبيعة والتراث في سلطنة عمان وقدم فيلمه التسجيلي الأول (عمان أرض الفرص) العام 1997 وأعقبه بعدد من الأفلام وهي (عمان تستشرف المستقبل) العام 1998 و(ثلاثون العاما من العطاء) العام 2000 و(عمان) العام 2001 و(البيئة والتنمية ) العام 2002 و(عمان نمو متجدد) العام 2002 و( تنوع في التضاريس وأصالة في التقاليد) العام 2003 و(التنمية البشرية في عمان) العام 2002 و(بهجة الزائر) العام 2004.

وقدم (نحو القمة ) العام 2004 و(السياحة تثري) العام 2005 و(حاضر مجيد ) العام 2006 و( درع الجزيرة) العام 2005 و (الحياة في الجبال) العام 2007 و( الصياد والبحر) العام 2008.

ومن المهم الإشارة أيضا إلى تجربة المخرج مال الله درويش الذي درس في المعهد العالي للسينما في القاهرة وأنجز مايقرب من 25 فيلما تسجيليا من بينها أفلام فازت في عدة مهرجانات ومن هذه الأفلام (الأشخرة) العام 1998 و(الثروة السمكية) العام 1997 و(وادي شاب) العام 2004 و(التمور في عمان) العام 1998 و(مزارع الشمس) العام1991 و(الصناعة في عمان) العام١٩٩١.

والحديث الموضوعي عن البدايات السينمائية في السلطنة يفترض الوقوف على تجربة إنتاج الأفلام التسجيلية والوثائقية التي قام تلفزيون سلطنة عمان بإنتاجها منذ العام 1974 حين أنجز فيلما بعنوان (البث الخارجي ) وكانت هذه البداية تأسيسا متميزا لادارة الأفلام التسجيلية في التلفزيون والتي تشير جميع الوقائع إلى أن عملها في هذا المجال بدأ بالاعتماد على أجهزة تصوير وإنتاج سينمائية مائة بالمئة. وكان هناك فريق تصوير ألماني قدم مشورات فنية مهمة في هذا المجال وقام بتصوير العديد من الأفلام بطريقة السينما. وفي جعبة دائرة الأفلام التسجيلية في تلفزيون عمان الآن أكثر من ثلاثمائة وخمسين فيلما تسجيليا ووثائقيا غطت جميع مجالات التنمية من اقتصادية وسياحية وتعليمية وتراثية.

وتشير قائمة الإنتاج إلى تصنيف متعدد المرامي. فبعض الأفلام صنفت تحت خانة تنموي اقتصادي ووصل عددها حوالي أربعين فيلما وكان أولها بعنوان (مطار السيب الدولي) وأنتج العام 1976وهناك تصنيف آخر تحت خانة تنموي اجتماعي بلغ خمسة أفلام أولها بعنوان التقدم الاجتماعي في نزوى إنتاج العام 1977 وبعضها الآخر صنف تحت مسمى العام وبلغ حوالى ثلاثة وستين فيلما وأول أفلامها فيلم بعنوان (وعد ووفاء) وأنتج العام 1978 . أما أقدم فيلم صور عن البيئة فكان بعنوان (صلصلة) العام 1975 من مجموع أفلام عن البيئة بلغت أربعة وستين فيلما. وتحت مسمى التراث تم إنتاج حوالي ثلاثين فيلما. أولها في العام 1977 بعنوان (وطنك العربي عمان) وتحت مسمى تنموي تعليمي أنتجت سبعة أفلام أولها العام 1978 بعنوان التعليم التجاري في السلطنة. وهناك تنموي صحي يحوي فيلما واحدا بعنوان (التمريض في عمان) أنتج العام 1978 أما الأفلام التنموية الثقافية فقد بلغت سبعة أفلام أولها في العام 1977 بعنوان (التطور الثقافي في السلطنة). وفي مجال السياحة تم إنتاج حوالي ثلاثين فيلما أولها في العام 1979 بعنوان (الصقر الأدهم). وتحت مسمى تنموي عمراني أنتج فيلم واحد بعنوان (مدينة تنمو.مسقط) العام 1982 وتحت مسمى تنموي صناعي تم إنتاج (مطاحن دقيق عمان) العام 1982.

ونال قطاع الشباب اهتماما خاصا فتم إنتاج حوالي ستة أفلام أولها (شباب عمان) العام 1982. كما نال التاريخ حصته فتم إنتاج حوالي خمسة عشر فيلما أولها العام 1982 بعنوان (رحلة السندباد). وتحت مسمى (وزارات) تم إنتاج سلسلة من الأفلام شملت أغلب وزارات الدولة أولها بعنوان (عن الإعلام) في العام 1990. وأنتجت بعض الأفلام تحت مسمى تنموي عسكري بلغت ثلاثة أفلام أولها (معرض الأسلحة في عمان) العام 1974 وتم إنتاج حوالى ستة أفلام عن الأفلاج أولها بعنوان (أفلاج نزوى ) وتحت مسمى (مدن) تم إنتاج حوالي عشرين فيلما أولها (صلصلة) العام 1992. والأودية العمانية أيضا نالت حظا وافرا من حضور الكاميرا وضمت هذه السلسلة 12 فيلما أولها عن وادي فدا العام 1992. وعن المرأة قدمت دائرة الأفلام التسجيلية فيلما من جزءين بعنوان (المرأة العمانية) ودورها في تنمية المجتمع الأول العام 1989 والثاني في العام 1990. كما تم إنتاج عشرة أفلام عن الصناعات الحرفية والتقليدية أولها بعنوان (صناعة البارود والرصاص ) العام 1994 كما تم إنتاج أربعة أفلام بداية من العام 1998 وتباعا عن الأسواق العمانية التقليدية أولها (سوق النساء - إبراء) وقد حصدت السلطنة عن بعض هذه الأفلام عشرات الجوائز من مهرجانات خليجية وعربية ودولية للتلفزيون وللسينما.

وكانت أيام مجان السينمائية الثانية التي أقيمت العام 2005 أول مناسبة فعلية لظهور الفيلم التسجيلي العماني ضمن تظاهرة سينمائية ولقي حضور هذه الأفلام ردودا إيجابية كثيرة الأمر الذي دفع بالمعنيين إلى إقامة أسبوع للأفلام الوثائقية العمانية الذي نظمته دائرة البرامج التسجيلية بتلفزيون سلطنة عمان واحتضنت فعاليات الأسبوع جامعة السلطان قابوس. واشتمل الأسبوع على ستة أفلام وثائقية تقدم مشاهد ثقافية وبيئية وسياحية في شتى أرجاء السلطنة.

وبشكل عام يعتبر المخرج العماني أحمد الحضري في مقال له بمجلة سيني عمان تحت عنوان (التلفزيون رائدها.. والبدايات سينمائية بامتياز)، إن الأفلام التسجيلية في تليفزيون سلطنة عمان تعتبر من أهم ماينتجه التلفزيون على مدى مسيرته ففي كل العام يسعى من خلال الخطط التي توضع إلى إنتاج عدد من الأفلام التسجيلية التي تتناول مختلف المواضيع التنموية والبيئية والثقافية والسياحية.

وقد حقق الفيلم القصير "بياض" للمخرج العماني خالد الكلباني جائزتين في مسابقة أفلام من الإمارات ضمن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في (أبوظبي) العام 2008، حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمسابقة الخليجية للأفلام القصيرة وجائزة أفضل موسيقى تصويرية "مؤلف موسيقى" وذلك بعد تنافس محتدم مع الأفلام المشاركة من الكويت والبحرين والسعودية وقد أجمع نقاد المهرجان على أن الفيلم العماني: (قدم نمطا مختلفا عن الأفلام الأخرى المشاركة ليرسم بذلك منعطفا جديدا للسينما العمانية حيث تخطى التابوه الدارج والمتمثل بتقديم السينما بالشكل الدرامي التقليدي وذلك من حيث البحث والتجريب لترجمة هواجس النص المكتوب ومنح الفرصة للخيارات والرؤى الشخصية للمخرج، وقد اعتمد الفيلم على اللغة البصرية المكثفة التي صاغها كاتب السيناريو قيصر الهنائي كبديل للإقصاء السردي الذي يمارسه الصمت ويتغلغل من خلاله إلى فضاء مفعم بالتأويل والإشارة وهو الفضاء الذي جذب معه الشخصية الرئيسة في الفيلم إلى متاهة روحية معذبة) وبالإضافة إلى ذلك فقد نجح الفيلم في توظيف الإنشاد الشعبي الحزين المتناغم مع طقوس الفيلم والبيئة التي صورت فيها أحداثه حيث لونت أجواء الفيلم بسحر الموروث وترانيمه الحزينة رغم قساوة الحدث.

والفيلم من سيناريو قيصر الهنائي ومن بطولة يونس المعمري وهديل المعشري وخلفان الشرجي والمعتصم بالله الكلباني وبمشاركة عدد من الممثلين الشباب في فرقة المستقبل المسرحية، في حين شمل طاقم الإنتاج سليمان الخليلي كمدير للإنتاج وصالح البحراني في التصويروتقنيات المونتاج لموسى الرواحي، والمخرج خالد الكلباني له العديد من المشاركات الفنية في أكثر من عمل مسرحي عماني كما قدم كمخرج بعض الأفلام الروائية القصيرة منها (الحافلة) و(الحارس) ويعتبر الشاعر والباحث والسينمائي العماني الدكتور عبدالله حبيب من الأشخاص المهمومين بتطوير الحراك السينمائي في سلطنة عمان وفي المنطقة، وهو في بحوثه وتنظيراته السينمائية أشبه بـ''الأركيولوجي'' الذي ينقب في الثقافة البصرية الخليجية من جوانبها المختلفة والتي تتماوج فيها الظواهر القديمة المتأصلة في المكان مع قيم الحداثة وأنماطها التعبيرية الهائجة.. حصل حبيب على الدكتوراه في الدراسات النقدية للأفلام من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميريكية، وسبق له الحصول على بكالوريوس في الفلسفة من جامعة سانت دييجو، وماجستير في الأفلام والدراسات الثقافية من جامعة تكساس، وهو عضو في اللجنة التأسيسية للسينما في دول مجلس التعاون الخليجي، وأخرج عدة أفلام قصيرة منها: ''الحلم''، و''الرؤية''، و''التمثال''، و''الشاعر؛، وترجم عدة بحوث وكتابات عن السينما مثل كتاب: ''ملاحظات على صناعة السينما'' لروبرت بريسون وله العديد من الدراسات والإصدارات الشعرية والأدبية.

ويذكر أن مشاركة سلطنة عمان بسبعة أفلام متميزة، ضمن فعاليات الدورة الرابعة في "مهرجان الخليج السينمائي" شكلت هذه الأفلام جزءاً من 153 فيلماً معاصراً عرضت في المهرجان من 31 دولة تضمنت 114 فيلماً من شبه الجزيرة العربية. ثلاثة من هذه الأفلام نافست في المسابقة الخليجية للأفلام القصيرة في المهرجان ومنها "بهارات" للمخرج العامر الرواس في عرضه العالمي الأول، حيث يصور حياة أشخاص: إمرأة عاقر تبحث عن حل لمشكلتها، ورجل في التسعين من عمره ينتظر حدوث شيء ما، وطفل يستعد لتغيير أمر حتمي لا مفر منه، وفيلم "ملائكة الصحراء" للمخرج خالد الكلباني في عرضه الدولي الأول، الذي تدور أحداثه حول إنسان يسعى دوماً لإلغاء فكرة التمييز العنصري من حياته حتى يتمكن أطفاله من العيش بسلام؛ غير أن حلمه هذا يتبدد عندما يجد نفسه مخيراً بين ترك ابنته في الصحراء أو الموت. وشارك المخرجان العماني جاسم النوفلي والكويتي مشعل الحليل في المهرجان عبر العرض العالمي الأول لفيلم "بقايا بشر"، وهو إنتاج كويتي عماني مشترك، ويستعرض قصة سجين كويتي سابق في معتقل غوانتانامو، وجندي أمريكي هارب من أداء الخدمة العسكرية وصراعهما النفسي مع المجتمع؛ وتأخذ القصة منعطفاً مدهشاً لدى لقاء هاتين الشخصيتين.

 

مصادر :

- كتاب ( حوارات مع صناع الافلام فى الخليج ) للكاتب عماد عبد المحسن من اصدار هيئة ابوظبى للثقافة والتراث – مهرجان الشرق الاوسط السينمائى 2007 .

- ورقة بحث عن ( الواقع السينمائى فى دول الخليج العربى ) لبسام الزوادى قدمت فى مهرجان القرين الثقافى الثانى – الكويت 1995 .

- بحث حول ( السينما فى الخليج العربى ) من اعداد عبد الرحمن محسن المقدم ل - مهرجان الشرق الاوسط السينمائى – 2008 .

- كتاب ( تحت الضوء 2010 – مستجدات سوق السينما العالمية ) – مهرجان دبى السينمائى

- كتاب ( تاريخ السينما فى البحرين ) بقلم الدكتور منصور محمد سرحان – من اصدار مؤسسة اليام للنشر .2005

- مجلة ( سنى عمان ) من اصدار الجمعية العمانية للسينما 2006

- كتاب ( السينما العربية وافاق المستقبل ) بقلم جان الكسان - من اصدار المؤسسة العامة للسينما 2006 .

- كتاب ( السينما فى الكويت ) للناقد السينمائى عماد النويرى من اصدار هيئة ابوظبى للثقافة والتراث - مهرجان الشرق الاوسط السينمائى 2007.

- ( تحت الضوء – مستجدات سوق السينما العالمية ) من اصدارات مهرجان دبى السينمائى الدورة السابعة .

- ورقة بحث عن اشكاليات الانتاج السينمائى فى الخليج مقدمة الى مهرجان السينما العربية فى البحرين الدورة الاولى عام 2000 من اعداد عماد النويرى .

- كتيب المركزالاعلامى لمهرجان الخليج .( الدورات الاربع)

- موقع سينماتيك للناقد السينمائى البحرينى حسن حداد

- من ورقة عمل مقدمة من المخرج السعودي عبدالله المحيسن إلى المنتدى الإعلامي السنوي الأول تحت عنوان "الاعلام السعودى .. سمات الواقع واتجاهات المستقبل"المنعقد في جامعـة الملك سعود الجمعيـة السعـودية للإعـلام الاتصـال في محرم 1424 هـ الموافق مارس 2003 م.

عن مدونة سينما اليوم للناقد عماد النويري في

Tuesday, August 30, 2011

 

السينما فى الإمارات العربية المتحدة.. مشاريع مختارة .. وفرص تمويل

 

 تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر سوق سينمائية بين دول مجلس التعاون الخليجي حيث فاق إجمالي إيرادات شباك التذاكر 74 مليون دولار العام 2008، في حين وصلت أعداد المتفرجين إلى 8 مليون مشاهدتقريبا في العام ذاته كما تعد دولة الإمارات في طليعة دول مجلس التعاون الخليجي من حيث عدد الصالات السينمائية التي وصلت العام 2009 إلى 191 صالة عرض.

وقد بدأت أول تجربة سينمائية في الإمارات على يد المخرج الإماراتي علي العبدول بفيلم "عابر سبيل"1989 الذي فتح الطريق أمام صناعة السينما. وكان هو الفيلم الروائي الأول الذي حاز شهرة البداية، وظل حتى اليوم يشار إليه على أنه بداية تاريخ السينما الإماراتية و"علي العبدول" هو صانع أول فيلم سينمائي في ذاكرة الإمارات..

وأوّل مسابقة أفلام سينمائية بدأت في 10 أبريل 2001، بتنظيم من المجمع الثقافي في أبو ظبى بعنوان "أفلام من الإمارات"لمدّة ثلاثة أيام، وعرض خلال هذه المسابقة (58) فيلماً إماراتياً من مختلف الأطوال الزمنية وتعد كلها باكورة الأعمال السينمائية في الإمارات منذ نشأتها، إضافة إلى (19) فيلماً من أعمال المحترفين والتلفزيونات المحلية والهوّاة، و(39) فيلماً هي مشاريع طلابية من مختلف الجامعات والكليات الجامعية في الإمارات.

وقد بدأت مسابقة أفلام من الإمارات كمسابقة أفلام قصيرة وكانت المشاركة في البداية وقفاً على مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي العام 2008 أصبحت المسابقة جزءًا من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. وقد تم في 2009 فتح أبواب المشاركة أمام جميع مقيمي دول مجلس التعاون الخليجي بهدف تعزيز روح المنافسة واستقطاب المزيد من المشاركات وضمن أهداف المسابقة:.

تشجيع إنتاج الأفلام المحلية، مع التركيز بشكل خاص على الأفلام القصيرة والروائية والوثائقية من صنع الإماراتيين..

وتوفر المسابقة للمبدعين الإماراتيين من طلبة المدارس الثانوية والجامعات منبراً

مثالياً لعرض مواهبهم والتنافس على الفوز بجوائز قيمة.

كما تقام على هامش المسابقة سلسلة من المحاضرات والندوات بهدف طرح قضايا ذات أهمية في المجال السينمائي للمناقشة المتعمقة وتبادل الآراء..

وتتنافس أفلام من دولة الإمارات وبقية دول مجلس التعاون الخليجي في فئتين رئيستين: العامة والطلاب..

أما الجوائز، فتمنح للفائزين في مسابقات مختلفة بما فيها مسابقة أفلام من الإمارات ومسابقة دول مجلس التعاون الخليجي، ومسابقة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومنحة الإمارات السينمائية..

وتشمل فئات الجوائز المتنوعة أفضل فيلم روائي قصير، وأفضل فيلم وثائقي قصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية / الوثائقية القصيرة، وأفضل كاتب سيناريو خليجي، وأفضل مصور سينمائي خليجي، وأفضل فني مونتاج خليجي، وأفضل فني مؤثرات مرئية، وأفضل ممثل خليجي، وأفضل مؤلف موسيقى فيلم خليجي، وأفضل فيلم روائي في دول مجلس التعاون الخليجي، وأفضل فيلم وثائقي طويل بدول مجلس التعاون الخليجي. وتضم لجنة التحكيم للأفلام المنافسة أربعة أعضاء مؤهلين في مجال الإعلام المرئي والأدب فيما تضم لجنة تحكيم منحة الإمارات السينمائية في عضويتها أعضاء مؤهلين في كتابة السيناريو وصناعة الأفلام..

ويحق لمواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي المشاركة في مسابقة "مجلس التعاون الخليجي السينمائية" (الأفلام الروائية والقصيرة).

وانطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر 2004 تحت شعار "ملتقى الثقافات والإبداعات".

ويعقد مهرجان دبي السينمائي الدولي بدعم من رئيسه الفخري سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وهو حدث ثقافي غير ربحي تنظّمه سلطة المنطقة الحرة للتكنولوجيا والإعلام في دبي.

ولم يتوقف دور المهرجان عبر دوراته السابقة على عرض الإبداعات السينمائية من جميع أنحاء العالم حسب، بل أصبح قاعدة قوية لدعم وتشجيع المواهب المحلية، حيث شهد في 2006 إطلاق جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي، التي تهدف إلى تكريم السينمائيين العرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي 2008، تم توسيع نطاق المسابقة لتشمل مسابقة المهر العربي، ومسابقة المهر الآسيوي الإفريقي.

ومن المبادرات التي شهدها المهرجان 2006 إطلاق "مكتب السينمائيين"، الذي تأسس بهدف تقديم الدعم والمساعدة لجميع الأعضاء المسجلين. كما شهدت النسخة الرابعة من المهرجان 2007 إطلاق "ملتقى دبي السينمائي"، وهو بمثابة سوق للإنتاج السينمائي يهدف إلى تعزيز نمو صناعة السينما في العالم العربي. وفي 2008، تم إطلاق "سوق دبي السينمائي"، وهو أول سوق من نوعه في المنطقة، يوفر منصة حديثة لتجارة المواد السمعية والبصرية، وذلك من خلال بوابة السوق الرقمية (سنيتيك).

وفي 2010، تم تخصيص مساحة خاصة من المهرجان للسينما الإماراتية، وذلك بإطلاق مسابقة المهر الإماراتي لتكريم المخرجين الإماراتيين في فئات الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة.

وقد حظي شعار المهرجان "ملتقى الثقافات والإبداعات" بالاهتمام لما يعبّر عنه من التشجيع على فهم الآخرين، والاحترام المتبادل بين مختلف الشعوب والدول والديانات والأعراق.

وقد أصبح مهرجان دبي السينمائي الدولي منذ تأسيسه وجهة مهمة لصنّاع السينما في المنطقة وحول العالم، ليتحوّل إلى قاعدة لتسهيل التعاون المشترك بينهم وبجانب مهرجان دبي السينمائي تأسس مهرجان (أبوظبي) السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً) 2007 بهدف المساعدة على إيجاد ثقافة _سينمائية حيوية في أرجاء المنطقة. ويلتزم هذا الحدث الذي تقدمه هيئة (أبوظبي) للثقافة والتراث في أكتوبر من كل العام تحت رعاية كريمة من معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة.

وإذ يلتزم المهرجان بإتاحة الفرصة لصناع الأفلام العرب للمشاركة بأعمالهم في المسابقات بشكل متكافئ مع أهم المخرجين في السينما العالمية، فإنه يقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في (أبوظبي) وسيلة للتواصل مع ثقافاتهم وثقافات الآخرين. كما أن التركيز الفعال على الأصوات الجديدة الجريئة من السينما العربية يتصل في الوقت نفسه بدور (أبوظبي) المحوري كعاصمة ثقافية ناشئة في المنطقة، ويميز المهرجان بكونه المكان الذي يكتشف فيه العالم صناعة السينما العربية الحديثة ويجس نبضها. وأنشئ صندوق ( سند) خاص بمهرجان (أبوظبي) السينمائي لتمويل المشاريع السينمائية في مرحلة تطوير السيناريو ومراحل الإنتاج النهائية. ويوفر "سند" لصانعي الأفلام في العالم العربي دعماً داخلياً يعينهم على تطوير أفلامهم الروائية والوثائقية الطويلة أو استكمالها. ويبحث القائمون علىه "سند" عن مشاريع جريئة ومميّزة لمخرجين صاعدين ومكرسين على حد سواء، بهدف تشجيع الحوار بين الثقافات والتجديد الفني والعمل في الوقت عينه على بناء شبكات تواصل متينة بين أهل الصناعة السينمائية في المنطقة.

كما، يقدّم "سند" الدعم والترويج على مدار العام للمشاريع المختارة لمساعدة صانعي الأفلام على الاتّصال بشركاء محتملين والإفادة من فرص التمويل والتواصل مع الجمهور.

ويعرض مهرجان (أبوظبي) السينمائي الذي ينعقد في أكتوبر من كل العام عدداً كبيراً من المشاريع التي حصلت على دعم من صندوق "سند". ويمكن اختيار الأفلام الحاصلة على الدعم للمشاركة في إحدى مسابقات المهرجان الأساسية (الروائية أو الوثائقية أو "آفاق جديدة") أو في أقسام المهرجان الأخرى غير التنافسية. ومن المهم الإشارة إلى لجنة (أبوظبي) للأفلام كمبادرة أطلقتها هيئة (أبوظبي) للثقافة والتراث في يناير 2009 هدفها المساعدة على تطوير صناعة السينما والتلفزيون في (أبوظبي) ورعاية المواهب الجديدة والمساهمة في الترويج للثقافة العربية عبر السينما. واستناداً إلى تلك الأهداف، أطلقت اللجنة سلسلة من المبادرات في 2009 شملت برنامجاً متنوعاً من الفرص التدريبية ومنح الإنتاج ، ودورة 2009 من مؤتمر "ذي سيركل". الذي يهدف كبادرة تنموية، إلى خلق فرص جديدة للصناعة السينمائية في الشرق الأوسط، من خلال دعوة كبار المنتجين والممولين ومديري الشركات وصانعي الأفلام من شتى أنحاء العالم. ويتيح المؤتمر لأعلام الصناعة السينمائية تبادل المعارف والخبرات عبر أنشطة متنوعة مثل اللقاءات الحوارية والمحاضرات الاختصاصية ومأدبات التعاون ومسابقة منحة (شاشة).

وترعى لجنة (أبوظبي) للأفلام أيضاً برنامج "محاضرات اختصاصية" الذي يستمر على مدار العام بهدف فتح المجال أمام المخرجين في أبوظبي للتعلم والتواصل مع بعض أبرز أصحاب المواهب والمبدعين في صناعة السينما والتلفزيون في العالم. وستواصل اللجنة في العام 2011 دعمها لصانعي الأفلام في دولة الإمارات والمنطقة من خلال برامج تدريبية عديدة مثل صندوق تمويل الأفلام القصيرة، (أفلام قصيرة)، وسلسلة الوثائقيات (أصوات جديدة) والدورة الرابعة من منحة (شاشة) البالغة قيمتها 100 ألف دولار أميركي، تمنح لتطوير الأفلام الطويلة. أما على الصعيد الدولي، فتواصل لجنة أبوظبي للأفلام سعيها الدؤوب إلى إعلاء اسم أبوظبي منصة للإنتاج السينمائي من خلال مكتبة المواقع السينمائية على موقعها الإلكتروني وكذلك من خلال حضورها في المهرجانات والأسواق السينمائية حول العالم..

ويمكن الاشارة إلى ( إيميج نيشن أبوظبي )، و هي إحدى الشركات الفرعية المملوكة بالكامل لشركة أبوظبي للإعلام، وتعمل على تطوير وإنتاج وتمويل أفلام طويلة ومحتوى رقمي للأسواق العربية والعالمية. تأسست الشركة في سبتمبر 2008.

وتعمل من قاعدة عملياتها في عاصمة الإمارات العربية المتحدة على عقد شراكات مع أبرز المنتجين العالميين لتطوير وإنتاج محتوى مناسب للتوزيع على مستوى العالم، وذلك إلى جانب تقديمها الدعم للمخرجين في الشرق الأوسط وللإنتاج السينمائي العربي.

وعزم إيميج نيشن أبوظبي على إنجاز ثمانية أفلام سنوياً سيضمن لها موقعاً ريادياً على خارطة إنتاج الأفلام الطويلة في العالم ، ويرسخ مكانة أبوظبي كمركز رئيسي لإبداع المحتوى الإعلامي.

وتهدف twofour54، التي يمثل اسمها الإحداثيات الجغرافية لإمارة أبوظبي، إلى تطوير المحتوى الإعلامي والترفيهي العربي والإرتقاء به إلى مستوى العالمية بأيدي العرب ولأجل العرب. كما تهدف مهامها إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز إقليمي متميز لابتكار محتوى مميز من خلال توفير ديناميكية عمل مميزة وبيئة محفزة للإبداع في كافة الميادين الإعلامية والترفيهية من التلفزيون إلى الراديو والسينما والنشر والإعلام الرقمي والهاتف المتحرك والموسيقى والألعاب الإلكترونية والرسوم المتحركة

وخلال الاعوام القليلة الماضية شارك العديد من الأفلام الامارتية في مختلف المهرجانات العربية والعالمية، ومن تلك المهرجانات التي شهدت مشاركات فيلمية اماراتية :

* مهرجان أصيلة السينمائي في المغرب

* مهرجان الخليج السينمائي

* مهرجان معهد العالم العربي بباريس

* مهرجان (إيكو) السينمائي الدولي في اليونا

* مهرجان الدولي للشعوب المسلمة في روسيا

* مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي للأفلام الطويلة

* مهرجان برلين السينمائي الدولي

وبذكر السينما في دولة الإمارات العربية من المهم الاشارة إلى بعض المجموعات السينمائية التي تشكلت على يد مجموعة من هواة ومحبى الفن السابع ومن هذه المجموعات

مجموعة صقر الصحراء

مجموعة فنية، سينمائية، مستقلة، غير رسمية تكونت سنة 2000، تعنى بالفنون عموماً وبالفن السابع (السينما) بشكل خاص، العمل فيها بشكل انفرادي و مقرها إمارة دبي. ومن أعضائها هاني الشيباني وياسر القرقاوي (عضو مؤسس) وخالد الرايحي (عضو مؤسس) ويوسف إبراهيم ، وعمر إبراهيم، وعبدالحليم قائد، ومن أعمال هذه المجموعة (خوف - حلم - يوم عادي - فضول - الملعون - شوف واستمع لتحس - البطل - ساعة - الخرافة بين الحقيقة والخيال).

مجموعة البعد الرابع

بدأ تأسيسها 2004، حيث اختصاصها في مجال صناعة الأفلام السينمائية، وتساهم في دعم الوجوه الجديدة في مجال السينما من مخرجين ومصورين وممثلين وكتاب.

وكان أول ظهور لهذه المجموعة عبر مسابقة أفلام من الإمارات في دورتها الرابعة 2004، ومن أعضائها صالح محمد المرزوقي وجمعة السهلي، وسالم غالب الريامي، ومحمد المهيري، وحمد سيف الريامي. ومن الأفلام التي قدمتها هذه المجموعة ( تونا - خلاص - ألوان الروح - المشاغب - رنين - ليلة القبض على النباطة - إنها زجاجة فارغة - أسرار الأسرار - الطبول الإماراتية في الأحياء الفرنسية).

مجموعة الرؤية

تضم إلى جانب مؤسسها المخرج والممثل سعيد سالمين المري كلاً من حسن الكثيري وسعيد عوض المري، عبدالله حسن أحمد، طلال محمود، عوض سعيد السعيدي، سالم رشيد الزعابي، ومحمد رشيد الزعابي. والمجموعة تسعي إلى النهوض بالسينما الإماراتية والوصول إلى العالمية خلال المشاركة في المهرجانات السينمائية المحلية والدولية.

والمري هو أحد الشباب الإماراتيين الذين حققوا نجاحات مميزة خلال عشر السنوات الماضية.. خلال مشاركاته في المسابقات والمهرجانات المحلية والدولية.

ويعتبر (بقايا تراب) أول عمل رسمي له ثم (هبوب) و(عرج الطين) و(جدران) و(مسافر) و(عرس الدم) و(الغبنة) و (الضنا)

وهناك أيضا مجموعة ( فراديس ) التي أسسها المري وشارك في تأسيسها عبدالله حسن أحمد ومحمد حسن أحمد

ويبقى فيلم " مرايا الصمت " إنتاج 2006 للمخرج نواف الجناحي من اكثر الأفلام الإماراتية القصيرة التي عرضت في المهرجانات حول العالم والذي تجاوز 22 مهرجانا، و يتناول الفيلم مواجهة بين مدينة حديثة وشاب بائس ووحيد، وتمضي بنا تلك المواجهة حيث الأسمنت كحالة اغتراب داخلية تتعمق حين لا لون يتهادى بنا في الصورة سوى الأبيض والأسود.

ومن المهم الإشارة إلى فيلم (ظل البحر) الذي بدأ تصويره قبل فترة في إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات تحت إدارة المخرج نواف الجناحي، وتدور قصته حول نمط العيش في تلك الإمارة التي مازالت متمسكة بعادات وتقاليد الزمن الماضي، وسط تحديات للظروف الاجتماعية المتغيرة باستمرار، والمقرونة بما نشهده من ثورة في عالم التكنولوجيا. إنه الصراع الأشد بين تمسّك الإنسان بالبقاء في أرضه حفاظاً على ما بناه الأجداد وكيفية التوجه نحو المستقبل ومواكبة العصر.

وإلى جانب القضايا الأسرية التي يطرحها الفيلم ملقياً الضوء على كيفية تربية الأهل لأبنائهم وسط المتغيرات، ثمة خط رومانسي بريء يجمع فتاة بشاب من أبناء الجيران إلا أن هذا الحب يبقى سجين بواطن كل منهما.

وقد وقعت شركتا "إيمج نيشن أبوظبي" و"أمبير إنترناشيونال" اتفاقية حصرية توزع أمبير بموجبها أفلام إيمج المنتجة محليا على دور العرض السينمائي، بجانب توزيعها على أقراص مدمجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويبدأ تنفيذ الاتفاقية من خلال توزيع فيلمي "ظل البحر" للمخرج الإماراتي نواف الجناحي وفيلم "جن" للمخرج توبي هوبر،...

ويذكر أن الدورة الرابعة من مهرجان الخليج السينمائي التي أقيمت 2011 قد شهدت عرض باقة مميزة من الأفلام الإماراتية، في خطوة تؤكد الدور الناجح والمهم الذي يلعبه كل من (مهرجان ابوظبى السينمائي) و(مهرجان الخليج السينمائي) و( مهرجان دبي السينمائي الدولي)، في تطوير ودعم المواهب السينمائية الإماراتية الواعدة.

وقد شاركت الإمارات في دورة مهرجان الخليج 2011، من خلال 44 فيلماً، حيث تنافس على جوائز المهرجان 21 فيلماً في مسابقة الخليج، و13 فيلماً ضمن مسابقة الطلبة، في حين تم عرض 9 أفلام أخرى خارج إطار المسابقة الرسمية ضمن برنامجي (تقاطعات) و(أضواء). ومن الأفلام المشاركة (السيفة) للمخرج الإماراتي محمد غانم المري، وهو فيلم قصير يتناول المشكلات التي تواجه العديد من المواطنين بعيون صياد مواطن طاعن في السن.

وشارك الإماراتي محمد فكري المؤلف الموسيقي، ومخرج أفلام الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد بفيلم (الجمل المجنون) وهو فيلم حركة ومغامرات تمّ إنجازه بأسلوب الرسوم المتحرّكة. ويحكي قصّة عمر ووالده وعمّه الذين يهاجمهم جمل مجنون خلال قيامهم برحلة إلى الصحراء. وشارك خالد العبدالله بفيلم (1100 مساء) وهو فيلم تشويق ورعب تدور قصّته حول شخص تقدم لوظيفة حيث عليه العمل ليلاً والخروج من مكتبه الساعة 1100 مساء، لكن الخطر يداهمه حين يكمن له قاتل في الظلام .

ويحكي الفيلم القصير (خُضِعْ) للمخرج سعيد سالم الماس رحلة شاب في ربيع عمره، يبدأ في رحلة نفسية معقدة تؤدي به إلى معرفة وفهم نفسه وإدراك معنى الحياة، ويدرك البطل في نهاية المطاف أنه هو نفسه الشخص المسؤول عن محنه وسوء طالع

وشارك في منافسات المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة فيلم (آخر ديسمبر) لحمد الحمادى.

وتضمنت باقة الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة فيلم (تلفوني) للمخرج حسن كياني، والذي يدور حول فتى يبلغ 9 سنوات من العمر يكتشف سراً من خلال الصور الأولى التي يلتقطها على جهازه الجديد من طراز (آي فون). وفيلم (غافة عوشة) من إخراج هناء الزرعوني وطارق غطاس، والذي يتناول قصة الفتاة الصغيرة (عوشة) التي تضحي بحياتها لكي تجلب الماء لأختها المحتضرة في صحراء دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما يسرد فيلم (موت بطيء) للمخرج جمال سالم قصة تدور أحداثها حول حفار قبور شجاع يضطر لمغادرة عمله بعد 30 العاماً من الخدمة، ولكنه يصر على البقاء والعيش في دولة الإمارات التي يشعر بأنها

بلده الحقيقي،. وشارك المخرج صالح كرامة، من خلال فيلم (قفاز)، كما شارك المخرج أحمد النقبي من خلال فيلمه (خيارات)، الذي يتحدث عن رجل يعود من عمله، ويشتبه بأن زوجته تقيم علاقة غرامية. بينما يذكرنا المخرج علي الجابري بأهمية الدور الذي يلعبه التقويم في حياتنا من خلال فيلمه القصير (روزنامة).

ومن المهم الإشارة أيضا إلى نايلة الخاجة التي قامت بإنتاج وإخراج ثلاثة أفلام هي: (آنفيلينج دبي) في (2004)، (آرابانا) في 2006، و(ونس) في (2009). وحازت نايلة العديد من الألقاب منها "المرأة الإماراتية لهذا العام" في (2005)، و"أفضل مخرج إماراتي" في مهرجان دبي السينمائي الدولي في (2007) و"أصغر سيدة أعمال" العام (2005) من خلال حفل توزيع جوائز قمة سيدات الأعمال والقيادات العالمية. حيث علقت نايلة قائلة: "أنا محظوظة بالعمل مع فريق متحمس، حيث نسعى جاهدين معاً لإنتاج أفضل الأفلام على مستوى دول الشرق الأوسط وتسويقها على مستوى العالم". بالإضافة إلى ذلك، فقد كانت نايلة عضواً في لجنة التحكيم الخاصة ببرنامج "الفيلم الرئيسي"، الذي ترأسه عباس كياروستامي، في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي (أبوظبي) العام 2009

وبالإجمال تعد نايلة رائدة في عالم الإنتاج والإخراج السينمائي الإماراتي الأنثوي، وهي الإماراتية الأولى التي قامت بإنشاء شركة إنتاج متكاملة خاصة بها.

وقد شهدت "دبي" العرض العالمي الأول للفيلم البريطاني الإماراتي The Caller ضمن فعاليات مهرجان الخليج السينمائي الرابع ضمن قسم (أضواء) والفيلم من إنتاج شركة (الكوف) وهي الشركة التي أسستها الإماراتية أمينة دسمال في شراكة مع السينمائي المعروف روبن فوكس 2005. وتدور أحداث فيلم The Caller حول سيدة مطلقة تدعى ماري تعيش بمفردها في وحدة شديدة، لكن هذه الوحدة يتم قطعها بشيء مزعج للغاية، عن طريق اتصالات هاتفية من سيدة غامضة تتصل بها بشكل مكثف وتدعي أنها آتية من الماضي. في البداية تظن ماري أن هذه دعابة سمجة وقاسية، لذا تبدأ في تجاهل هذه الاتصالات. لكن المتصلة الغامضة لا تحب من يتجاهلها، لذا تحاول الانتقام بضراوة ووحشية وأكثر الطرق إفزاعاً وغرابة.والفيلم من إخراج ماثيو بارخيل.

وعن واقع السينما في الإمارات يرى المخرج الإماراتي الشاب وليد الشحى :(أننا نعاني كثيرا من ضعف التمويل، لأن السينمائيين لدينا، وبنسبة غالبة، تجدهم يصرفون من جيوبهم أحيانا على مشروعات أفلامهم. وبرغم ذلك فهم لا يأبهون، والمهم بالنسبة لهم تحقيق هذا الإنجاز وبلوغ الهدف.

وهناك قضية أساسية هي ضعف توفر أطر وهيئات التعليم والتدريب التخصصي في مجال السينما، فحتى الآن لم يلتفت في الإمارات إلى ضرورة إيجاد معاهد وأكاديميات تخرج كوادر وطنية متخصصة في السينما. معظم كوادرنا من أصحاب الخبرات في المسرح، وهذا لا يعني أنني انتقص من تميز إبداع هؤلاء، بالعكس فهم أثبتوا جدارة نوعية، ولكن المسرح شيء والسينما شيء آخر، ولكل منهما مجال تخصصه وأدواته ومناهجه العلمية. ولذا فإننا بحاجة ماسة إلى توفر ممثلين سينمائيين متخصصين. إن السينما عالم خاص متكامل ولا بد لمن يشتغل بها أن يكون معدا ومدربا في أكاديمية متقنة ودقيقة، ما يعني ضرورة إيجاد المعاهد والكليات المعنية بتدريس مجال العمل السينمائي في الإمارات. وأخيرا هناك قضية إحجام الاستثمار في السينما من قبل القطاع الخاص.

فنحن لا نجد أي اندفاع من قبل رجال الأعمال للاستثمار في السينما. ومازالوا متخوفين ولا يؤمنون بقدرة هذا القطاع على النجاح التام، ربما هم معذورون إلى حد ما، ولكن هذا لا يعني الامتناع التام وإيقاف أية أوجه مبادرات. لا بد من أن يؤمن رجال الأعمال لدينا بأن هذا القطاع حقق إنجازات كبيرة، ويجب أن نراهن على

الاستثمار فيه، لا مفر من العمل على توفير قاعدة إمداد ودعم مادي ومعنوي للمبدعين السينمائيين الشباب، غاية جعل ازدهار هذا القطاع الفكري، حقيقة وواقعا ملموسين، وذلك بالتعاضد بين مختلف شرائح المجتمع).

وعن مستقبل السينما في الإمارات يرى الشحى أننا قطعنا أشواطا مهمة كسينمائيين في الإمارات، إذ أصبحت تلمس بشفافية تقدم وارتقاء الذائقة والثقافة الفنية السينمائية لدى الناس في مجتمعنا. وبات الجميع يتابع جديد الأفلام الإماراتية، مترقبا ومحللا ومفككا لمضمونها بمتعة حقة، فأخذ كل فرد يبحث في منحى ما تطرحه من قضايا ورؤى. وأبرز برهان على ذلك الجماهيرية الكبيرة حاليا للفيلم الإماراتي، محليا وخليجيا وعربيا.

وعلينا أن نعرف أن السينما الإماراتية، برغم كونها فتية، حققت إنجازات مهمة، فها هم سينمائيو الإمارات ينالون الجوائز في أرفع مهرجانات السينما بأوروبا وأميركا وآسيا والعالم العربي) وكثير من الجهات والمهرجانات المتخصصة بالسينما في العالم أخذت تحرص على مشاركة تجارب سينمائية إماراتية فيها. وهذا بفضل نوعية هذا النتاج وشفافية وقوة تصويره لقضايا المجتمع بصيغة مميزة.

ويتابع الشحي لننظر إلى ازدياد عدد المهرجانات لدينا، هناك أربعة مهرجانات سينمائية أو أكثر في بلد هو في طور البدايات في هذا المجال. إنه إنجاز نوعي. ولكن للإنصاف أريد الإشارة إلى أن هذا لا يعني أنها مسيرة تامة متكاملة تخلو من أية شوائب أو عقبات، إلا أنها، مع ذلك، تجاوزت أية حواجز، فتموضعت في مواقع مهمة في مشهد النتاج السينمائي العالمي.

أنا لا أغالي إذا قلت إننا وضعنا رجلنا على الطريق الصحيح في اتجاه الحضور القوي ضمن مجال صناعة السينما عالميا، ولكن المشوار طويل ولابد من الانتظار والخطو بتمهل وبنهج علمي، لنكلل بالنجاح ما أنجزناه حتى الآن ).

أما المخرجة نائلة الخاجة فإنها ترى: (كصناع للأفلام، نحن لا نعرف بالضبط أين الخطوط الحمراء في عملنا، تماماً مثل العاملين في الإعلام، وعلينا أن نحاول ونستكشف من خلال طرح القضايا الاجتماعية التي تمس مجتمعنا وحياتنا، وهو ما أفعله في أفلامي".

وتتابع: (قد يكون الأمر بالنسبة لنا كإماراتيين ننتمي لهذا المجتمع أكثر سهولة، خصوصاً في ظل الدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية لنا ولأعمالنا".

وتؤكد الخاجة على أهمية المهرجانات السينمائية المحلية قائلة "أصبح لدينا مهرجانات سينمائية في (أبوظبي) ودبي، يعرضان أفلاماً تتسم بالجرأة ودون رقابة

على ما تطرحه من أفكار وقضايا اجتماعية، كانت من المستحيل أن تعرض منذ سنوات، وهذا في حد ذاته يُشكل حافزاً لنا، وبشكل العام يمكنني أن أقول إننا كسينما محلية بخير وشهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الـ10 الأخيرة)

 

مصادر :

- كتاب ( حوارات مع صناع الافلام فى الخليج ) للكاتب عماد عبد المحسن من اصدار هيئة ابوظبى للثقافة والتراث – مهرجان الشرق الاوسط السينمائى 2007 .

- ورقة بحث عن ( الواقع السينمائى فى دول الخليج العربى ) لبسام الزوادى قدمت فى مهرجان القرين الثقافى الثانى – الكويت 1995 .

- بحث حول ( السينما فى الخليج العربى ) من اعداد عبد الرحمن محسن المقدم ل - مهرجان الشرق الاوسط السينمائى – 2008 .

- كتاب ( تحت الضوء 2010 – مستجدات سوق السينما العالمية ) – مهرجان دبى السينمائى

- كتاب ( تاريخ السينما فى البحرين ) بقلم الدكتور منصور محمد سرحان – من اصدار مؤسسة اليام للنشر .2005

- مجلة ( سنى عمان ) من اصدار الجمعية العمانية للسينما 2006

- كتاب ( السينما العربية وافاق المستقبل ) بقلم جان الكسان - من اصدار المؤسسة العامة للسينما 2006 .

- كتاب ( السينما فى الكويت ) للناقد السينمائى عماد النويرى من اصدار هيئة ابوظبى للثقافة والتراث - مهرجان الشرق الاوسط السينمائى 2007.

- ورقة بحث عن اشكاليات الانتاج السينمائى فى الخليج مقدمة الى مهرجان السينما العربية فى البحرين الدورة الاولى عام 2000 من اعداد عماد النويرى .

- كتيب المركزالاعلامى لمهرجان الخليج .( الدورات الاربع)

- موقع سينماتيك للناقد السينمائى البحرينى حسن حداد

- من ورقة عمل مقدمة من المخرج السعودي عبدالله المحيسن إلى المنتدى الإعلامي السنوي الأول تحت عنوان "الاعلام السعودى .. سمات الواقع واتجاهات المستقبل"المنعقد في جامعـة الملك سعود الجمعيـة السعـودية للإعـلام الاتصـال في محرم 1424 هـ الموافق مارس 2003 م.

عن مدونة سينما اليوم للناقد عماد النويري في

Friday, September 02, 2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

     
     

 

 

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004