|
برتولوتشي: لقاء |
د. رفيق الصبان يكتب عن «خالتي فرنسا»: ابتذال فاضح.. ومبالغة ممجوجة.. وانتحار سينمائي لـ «عبلة كامل» |
فيلم «خالتي فرنسا» لعلي رجب يواجه بانتقادات لاذعة في مصر
القاهرة ـ (اف ب) ـ تعرض فيلم «خالتي فرنسا»
للمخرج علي رجب الى
انتقادات لاذعة من قبل العديد من النقاد
السينمائيين في مصر طاولت ايضا الممثلتين
عبلة كامل ومنى زكي اللتين تقومان بدور البطولة فيه، في حين شدد مؤلف الفيلم
بلال
فضل على ان المقياس في الحكم على هذا العمل يعود الى شباك التذاكر. وتابعت ان الافلام من «هذه النوعية لن تستمر طويلا، وهذا الفيلم يعكس كما هائلا من الفجاجة والعبارات الموحية (بالجنس) ومن بينها ان «الشرف هو الشيء الوحيد الذي نملكه» بما يحمله ذلك من محاصرة لاوضاع المراة بمعناها التحرري وفي الوقت نفسه يبيح كل الموبقات من اجل الحفاظ على مثل هذا الشرف المحدود». واتهمت الناقدة شريف الممثلة عبلة كامل بانها «استجابت لموجة المال بدلا من الوقوف في مواجهة تيار الانحدار» ودعت الممثلة منى زكي الى ان «تعتبر من هذه التجربة والا تعيد تكرارها». وعبر العديد من النقاد عن آراء مشابهة للناقدة شريف مثل رفيق الصبان ومصطفى درويش وحنان شومان في العديد من الصحف والمجلات وقالوا ان الفيلم «خيب آمال الناس لكمية الصفاقة التي حملتها مشاهده وحواراته». وردا على هذه الاتهامات قال المؤلف فضل «لم نكن مهتمين براي النقاد منذ البداية لذلك وضعنا في دعايتنا عن الفيلم انه الفيلم الذي سيهاجمه كل النقاد». واضاف فضل «بيني وبين النقاد خصومة كبيرة والحكم بيننا هو المقياس الذي يعتد به اي اقبال الناس على الفيلم الذي حقق ايرادات جيدة خلال اسبوع عرضه الاول». وهاجم الفضل «المثقفين والنقاد لانهم لا يحبون الافلام الكوميدية وينحازون الى الافلام الكئيبة». ويدور الفيلم حول فئة «الشراشيح» في المجتمع المصري وهي فئة تعتمد في حياتها على تاجير قدرتها على الشتم والسب والتخريب لمن يدفع لها في مواجهة خصومه. يبدأ الخط الدرامي في الفيلم عندما تقوم بطة (منى زكي) برواية تاريخ عائلتها المتخصصة في السرقة والنشل في الحافلات العامة، وتروي كيف اعتقل والديها متلبسين بجريمة السرقة بعد ولادتها، فقامت خالتها فرنسا (عبلة كامل) بتربيتها لتقوم بالدور نفسه في حياتها خلال الاعوام العشرة التي امضاها والداها في السجن اللذان سرعان ما انجبا طفلة اخرى بعد خروجهما من السجن. وتتولى بطة امر شقيقتها اثر مقتل والديها في حادث سير خلال عودتهما من الحج الذي ذهبا اليه من اجل ممارسة وظيفتهما في السرقة. الا انها تحاول جاهدة ان تنقذها من المصير الذي ينتظرها اذا ما اتبعت طريقة خالتها. وسرعان ما تعتقل بطة مع خالتها وتتحولان بضغط من ضابط شرطة بهدف الافراج عنهما الى «شرشوحات» حيث يجبرهما على التعرض للقاء انتخابي لاحد المرشحين المعارضين للحكومة. ويظهر الخط الدرامي في محاولات بطة للخروج من هذه الحياة بالتوجه الى التعليم والى العمل الشريف لكن دون فائدة. فخالتها تلاحقها وتقفل عليها الابواب حتى تجبرها على العودة الى نفس الطريق، وفي الوقت نفسه يضغط عليها ضابط الشرطة لتعمل مخبرة لمصلحته فيوقع من خلالها رجلا متهما باغتصاب فتيات الشوارع، ويدفعها لتعمل خادمة في بيت زعيم عصابة لتجارة المخدرات. وهناك تتعرف على ابن زوجة زعيم العصابة (عمرو واكد) الذي يقع في حبها وينقذها عند انكشاف امرها امام زوج امه (سامي العدل) ويسهم في الايقاع بالعصابة وينتهي الفيلم في حفل زواج بهيج يجمعه واياها وقد تحولت الخالة فرنسا من شرشوحة الى صاحبة فرقة فنية تحيي الافراح. واعتبرت الناقدة اماني عبد الحميد ان «جمع الفيلم بين الشابة الفقيرة الشرشوحة وبين ابن القصور هو مثل الحلم الابدي للخروج من المازق الذي يعاني منه الشباب، كما انه مغازلة لهذا الحلم الذي لن يتحقق لملايين الشباب الذين لا يجدون عملا رغم انتهائهم من دراساتهم الجامعية منذ بضعة اعوام». ويعتبر الناقد اشرف بيومي ان «الفيلم بضاعة لا قيمة لها في حياة المواطن العادي الذي يكدح طوال يومه كي يحصل على قوته ويعمل من اجل مستقبل افضل لابنائه بعيدا عن حلم كاذب بفارس ياتي على حصان ابيض وهو بالطبع لن يأتي». الرأي الأردنية 3 يوليو 2004
|
«خالتي فرنسا».. يدفعنا إلي كثير من التساؤلات.. حول الفيلم نفسه.. وحول صانعيه وممثليه.. وبالطبع فإن التساؤل الكبير المطروح يتجه إلي السيدة عبلة كامل التي يبدو أنها قد قررت جديا وبشكل واضح تغيير مسار هويتها الفنية.. وتبني أسلوب خاص.. بعيد كل البعد عما تعودناه منها حتي اليوم.. مما يجعلنا نجزم بأن تجربة «كلم ماما» لم تكن مجرد تجربة.. بل كانت نقطة انطلاق لمسيرة أخري اختارتها النجمة التي تتمتع بشعبية فائقة لتزيد من مجال شعبيتها ليشمل فئات.. ربما ما كانت لتستجيب لها.. لو تابعت مسارها القديم الذي حقق لها شهرة وحبا لا ينتهي من جموع كبيرة من المثقفين وعشاق السينما. عبلة كامل اشتهرت بأدائها العفوي، بإحساسها القوي بالأدوار التي تسجدها، بقدرتها علي التعبير عن انفعالاتها الداخلية بصدق وبساطة وتأثير. ولهذه الأسباب مجتمعة استطاعت عبلة كامل.. رغم الأدوار الثانوية المهمة التي لعبتها أمام نجمات كبيرات.. أن تنازعهن علي البطولة بل وأن تفوز عليهن.. بالضربة القاضية أحيانا. وربما هذا الإحساس هو الذي دفعها إلي أن تغامر بتقديم أدوار البطولة المطلقة واضعة رهانها علي موهبتها الأكيدة.. وعلي محبة الجمهور المكتسبة. ولكن مع الأسف اختارت هذه الممثلة الموهوبة الطريق الخطأ.. وهبطت عن عزم وتصميم من الأدوار الهادئة العميقة ذات البعد الإنساني المؤكد.. إلي أدوار صاخبة مليئة بالحركة والمبالغة وابتذال الحوار.. مضيفة إليها غمزات وإشارات.. لم تكن أبدا تلجأ إليها في الأدوار الجميلة التي لعبتها والتي أعطتها هذه المكانة في قلوبنا. بدأ هذا أكيدا في «كلم ماما».. يحمل بذور الخطر.. دون أن يؤكده.. ويوحي بعلامات تثير القلق دون أن تدعمه.. وجاء بعده تماما.. هذا الفيلم الجديد «خالتي فرنسا» الذي أحيط بهالة من الدعاية المسبقة.. مليئة بالتحدي.. ومؤكدة تماما علي المسيرة الجديدة لفنانتنا المرهفة.. في «خالتي فرنسا» نزعت عبلة كاملة تماما رداءها الشفاف السحري لترتدي رداء شعبيا مصنوعا من قماش رخيص.. نسيت تماما أسلوبها الداخلي الهامس.. واستبدلت به أسلوبا زاعقا مليئا بالصراخ والحركات المبتذلة.. والكلام الفاضح، ألقت وراء ظهرها الحس الإنساني الذي أدخلها إلي قلوبنا برقة وشفافية. واستبدلت به بقناعا جديدا.. جعلت دعاية الفيلم التي سبقت عرضه.. تطلق عليه تسمية «وحش الشاشة». في «خالتي فرنسا»، تلعب عبلة دورا لامرأة شريرة.. اختارت الشر واجهة لتمرد اجتماعي علي قيم ترفضها.. وأطلقت لكل غرائزها العنان.. لتحقق استقلالية قائمة علي النزاع والتسلط والصوت العالي ومواجهة الخصوم بكل الطرق وجميع الوسائل.. لاجئة إلي كل أنواع الاحتيال والفساد والسرقة.. جاعلة همها بأن تقود ابنة أختها التي ربتها ورعتها بعد موت أبويها، إلي نفس الطريق وجعلها تتبع نفس أسلوب الحياة.. رغم تمرد هذه الأخيرة أحيانا.. ومحاولتها النجاة بنفسها.. ولكن كل محاولة من هذه «التلميذة» كانت تقابل من «الأستاذة» بعنف كبير.. يجعلها تعود أدراجها والانضمام إلي حلقة الشر الضروري الذي تتزعمه الخالة فرنسا. ربما كانت الفكرة التي بني عليها بلال فضل فيلمه.. فكرة قابلة للتمرد، وقابلة لأن تصنع فيلما جيدا.. ومثيرا.. ولكن كما نعرف جميعا.. فالسينما ليست في قيمة الفكرة التي نطرحها دائما في الأسلوب والطريقة التي تطرح به. وكل ما كان يشكل ميزة في «صايع بحر».. أصبح عبئا في «خالتي فرنسا» يضاف إليه اختفاء شاعرية المكان التي كانت السبب الأول في نجاح «صايع بحر».. وإعطائه سمة خاصة به. قاهرة الهامشيين والقاع.. عرضها بلال فضل بطريقة فجة.. جعلتنا لا نتعاطف مع أحد من أبطال الفيلم.. حتي الطفلة التي تمثل الجيل الثالث.. أو الجيل الصاعد.. جيل المستقبل الذي تعده الخالة فرنسا لمواجهة الأيام القادمة.. بدت لي ثقيلة ممجوجة لا تحتمل رغم براءة الطفولة التي يجب أن تميزها.. ولكن هذه البراءة ضاعت في زخم أحداث مبتذلة تتدافع كالأمواج أمامنا.. هناك مشاهد منفصلة كتبها بلال فضل متبعا نفس أسلوبه في «صايع بحر».. يمكن أن يشكل كل منها اسكتشا خاصا به.. ولكن ما كان يجمع هذه الاسكتشات في الفيلم السابق هو شخصية البطل التي رغم انحرافها كانت قادرة علي أن تجذبنا إليها لأنها في أعماقها قادرة علي الحياة.. راغبة في الحلال.. تضطر لسلوك الطرق المواربة لأنها تجد جميع الطرق السليمة مسدودة أمامها.. إننا نشفق عليها ونتعاطف معها، لذلك فإننا في آخر الأمر نتساهل في قبول انحرافاتها ونجد عذرا خفيا لها. أما في «خالتي فرنسا».. فالأمر معكوس تماما، لأن التعاطف مع الشخصية الرئيسية مفقود تماما والاسكتشات التي يقدمها الفيلم لا رابط حقيقيا بينها، أسرد علي سبيل المثال لا الحصر المشهد الذي تعمل فيه «بطة» وهي شريكة فرنسا وتلميذتها في كباريه رخيص لتتخلص من تأثيرها الشرير عليها.. (وهي في هذه الحالة كمن يلقي بنفسه في نار متأججة لكي ينجو من نار هادئة نسبيا).. وكيف أن فرنسا تفسد عليها هذا «العمل الشريف» الذي اختارته.. تتنكر في زي ثري عربي.. وتفعل ما لا يفعل لكي تعيدها إلي دائرتها. هذا المشهد من بدايته وحتي نهايته لا أجد له تبريرا واحدا.. لا علي مستوي التمثيل أو علي مستوي الدراما.. أو علي مستوي الإخراج.. كل ما فعله أنه مع مشاهد أخري من هذا النوع.. أسقط الفيلم إلي هوة من الابتذال الفاضح.. والمبالغة الممجوجة.. والاستهتار بجميع القيم الجمالية. مشاهد السرقة في الأتوبيس.. مشاهد إفساد الأفراح.. مشاهد السجن.. ضربات سينمائية موجعة.. زادها ألما.. إعجابنا السابق بمن تقوم بها وتقديرنا لها ولمواهبها وقدرتها علي التأثير. ولكن كما يقول المخرج الشهير لويس بونيل: «ليس هناك من فيلم في العالم يخلو من مشهد جيد أو مشهدين». وقد تذكر أصحاب «خالتي فرنسا» هذا المبدأ.. فطبقوه بشكل عملي فهناك مشهد عاطفي واحد.. يجمع بين عمرو واكد ومني زكي علي جبل المقطم.. فيه كل الحرارة والحلاوة.. التي كنا نظن أننا سنجدها في الفيلم كله.. ولكنها اقتصرت مع الأسف علي هذا المشهد الجميل في مبناه ومعناه وأسلوبه.. وحيث برع المخرج في تقديمه والممثلون في التعبير عنه.. وكاميرا هشام سري المدهشة.. في كثير من مشاهد الفيلم.. رغم أنها كانت تدور مع الأسف في الفراغ. ومشاهد التترات التي فتحت شهيتنا وغذت آمالنا بموهبة ومقدرة بلال فضل التي لم نشك فيها أبدا. ولكن كل ذلك تاه.. في الصحراء التي قادتنا إليها خالتنا فرنسا.. وأضاعتنا في رحابها.. وخدعت أعيننا بسراب وراءه سراب.. نلحق به.. فنجده فراغا قاتلا يضحك منا وعلينا. جريدة القاهرة في 6 يوليو 2004 |
وصفوه بالأسوء في تاريخ السينما المصرية فيلم »خالتي فرنسا« يواجه انتقادات لاذعة في مصر
تعرض فيلم »خالتي فرنسا« للمخرج علي رجب الذي يعرض حاليا بدور السينما المصرية الى انتقادات لاذعة من قبل العديد من النقاد السينمائيين في مصر طاولت ايضا الممثلتين عبلة كامل ومنى زكي اللتين تقومان بدور البطولة فيه، في حين شدد مؤلف الفيلم بلال فضل على ان المقياس في الحكم على هذا العمل يعود الى شباك التذاكر. وقالت الناقدة امينة شريف في حديث الى وكالة فرانس برس ان هذا الفيلم هو »الاسوأ في السينما المصرية خلال السنوات الاخيرة«. وتابعت ان الافلام من »هذه النوعية لن تستمر طويلا، وهذا الفيلم يعكس كما هائلا من الفجاجة والعبارات الموحية (بالجنس) ومن بينها ان »الشرف هو الشيء الوحيد الذي نملكه« بما يحمله ذلك من محاصرة لاوضاع المرأة بمعناها التحرري وفي نفس الوقت يبيح كل الموبقات من اجل الحفاظ على مثل هذا الشرف المحدود«. واتهمت الناقدة شريف الممثلة عبلة كامل بانها »استجابت لموجة المال بدلا من الوقوف في مواجهة تيار الانحدار« ودعت الممثلة منى زكي الى ان »تعتبر من هذه التجربة والا تعيد تكرارها«. وعبر العديد من النقاد عن آراء مشابهة للناقدة شريف مثل رفيق الصبان ومصطفى درويش وحنان شومان في العديد من الصحف والمجلات وقالوا ان الفيلم »خيب آمال الناس لكمية الصفاقة التي حملتها مشاهده وحواراته«. وردا على هذه الاتهامات قال المؤلف فضل »لم نكن مهتمين برأي النقاد منذ البداية لذلك وضعنا في دعايتنا عن الفيلم انه الفيلم الذي سيهاجمه كل النقاد«. واضاف فضل »بيني وبين النقاد خصومة كبيرة والحكم بيننا هو المقياس الذي يعتد به اقبال الناس على الفيلم الذي حقق ايرادات جيدة خلال اسبوع عرضه الاول«. وهاجم الفضل »المثقفين والنقاد لانهم لا يحبون الافلام الكوميدية وينحازون الى الافلام الكئيبة«. ويدور الفيلم حول فئة »الشراشيح« في المجتمع المصري وهي فئة تعتمد في حياتها على تأجير قدرتها على الشتم والسب والتخريب لمن يدفع لها في مواجهة خصومه. يبدأ الخط الدرامي في الفيلم عندما تقوم بطة (منى زكي) برواية تاريخ عائلتها المتخصصة في السرقة والنشل في الحافلات العامة، وتروي كيف اعتقل والديها متلبسين بجريمة السرقة بعد ولادتها، فقامت خالتها فرنسا (عبلة كامل) بتربيتها لتقوم بالدور نفسه في حياتها خلال الاعوام العشرة التي امضاها والديها في السجن اللذين سرعان ما انجبا طفلة اخرى بعد خروجهما من السجن. وتتولى بطة امر شقيقتها اثر مقتل والديها في حادث سير خلال عودتهما من الحج الذي ذهبا اليه من اجل ممارسة وظيفتهما في السرقة. الا انها تحاول جاهدة ان تنقذها من المصير الذي ينتظرها اذا ما اتبعت طريقة خالتها. وسرعان ما تعتقل بطة مع خالتها وتتحولان بضغط من ضابط شرطة بهدف الافراج عنهما الى »شرشوحات« حيث يجبرهما على التعرض للقاء انتخابي لاحد المرشحين المعارضين للحكومة. ويظهر الخط الدرامي في محاولات بطة للخروج من هذه الحياة بالتوجه الى التعليم والى العمل الشريف لكن دون فائدة. فخالتها تلاحقها وتقفل عليها الابواب حتى تجبرها على العودة الى نفس الطريق، وفي الوقت نفسه يضغط عليها ضابط الشرطة لتعمل مخبرة لمصلحته فيوقع من خلالها رجلا متهما باغتصاب فتيات الشوارع، ويدفعها لتعمل خادمة في بيت زعيم عصابة لتجارة المخدرات. وهناك تتعرف على ابن زوجة زعيم العصابة (عمرو واكد) الذي يقع في حبها وينقذها عند انكشاف امرها امام زوج امه (سامي العدل) ويسهم في الايقاع بالعصابة وينتهي الفيلم في حفل زواج بهيج يجمعه واياها وقد تحولت الخالة فرنسا من شرشوحة الى صاحبة فرقة فنية تحيي الافراح. واعتبرت الناقدة اماني عبد الحميد ان »جمع الفيلم بين الشابة الفقيرة الشرشوحة وبين ابن القصور هو مثل الحلم الابدي للخروج من المأزق الذي يعاني منه الشباب، كما انه مغازلة لهذا الحلم الذي لن يتحقق لملايين الشباب الذي لا يجدون عملا رغم انتهائهم من دراساتهم الجامعية منذ بضعة اعوام«. ويعتبر الناقد اشرف بيومي ان »الفيلم »بضاعة لا قيمة لها في حياة المواطن العادي الذي يكدح طوال يومه كي يحصل على قوته ويعمل من اجل مستقبل افضل لابنائه بعيدا عن حلم كاذب بفارس ياتي على حصان ابيض وهو بالطبع لن يأتي«. كما اعتبر حسن شاه الناقد في صحيفة أخبار النجوم أن الفيلم »يستحق أن يدخل موسوعة جينيس في ألفاظه السوقية. فالفيلم من أول لقطة فيه حتى آخر لحظة وصلة ردح متواصلة... وإذا أصبح كل شيء جائزا في عالم التأليف والاخراج السينمائي فلا اعتب على المخرج ولا المؤلف لان من الواضح عدم قدرتهما عن هذا المستوى الفني تأليفا وإخراجا«. ورأى حسن شاه في قبول عبلة كامل لبطولة الفيلم أنها »مسحت بدورها.. تاريخها التمثيلي سواء السينمائي والمسرحي والتلفزيوني حتى أنها لم تتميز بتأديتها هذا الدور. كذلك استغرب أن تقبل فنانة بمستوى منى زكي التي حققت نجومية لا بأس بها القيام بمثل هذا الدور الذي أدته في هذا الفيلم«. والفيلم يبدأ برواية منى زكي لتاريخ حياة عائلتها مصحوبا بمشاهد لخالتها فرنسا (عبلة كامل) وأمها ووالدها يسرقون ركاب الحافلات العامة ولوالديها أثناء قضاء عشرة سنوات في السجن ثم وفاتهما في حادث سير خلال موسم الحج حيث كانا يمارسا مهنتهما في النشل. وخلال ذلك يلقى القبض أيضا على منى زكي وخالتها ويفرج عنهما بعد أن يوظفهما ضابط الشرطة في تخريب مهرجان انتخابي لاحد المعارضين للسلطة والحزب الحاكم. بعدها يبدأ عملهما ضمن فئة »الشراشيح« التي تعمل على التعريض بالناس لمصلحة الاخرين بما في ذلك تخريب الافراح. ويستعين الضابط بمنى زكي مرة أخرى بعد أن يلاحقها ويهددها بالقبض عليها وتشريد أختها للتجسس على عصابة لتهريب المخدرات من خلال قيامها بالخدمة في قصر رئيس العصابة (سامي العدل). وهناك تتعرف على ابن زوجته وذراعه اليمنى (عمرو واكد) الذي يساعدها والشرطة في القبض على العصابة. ويستخدم المؤلف صراعا بين الخير والشر بين منى زكي (بطة) التي تحاول تغير حياتها وتتجه إلى التعليم وتبقى مصرة طوال الفيلم على أن تحافظ على شقيقتها وتسعى لخلق حياة أفضل لها بعيدا عن الحياة التي عاشتها إلا أن خالتها فرنسا تستطيع أن تحبط محاولتها في الاستقلال عنها. ولكن قبيل نهاية الفيلم تتغير الخالة اثر القبض على عصابة المخدرات التي كادت أن تقتلها وكذلك علاقة الحب بين منى زكي وعمرو واكد وقرارهما الزواج فتتحول في حفلة زفاف ابنة شقيقتها إلى صاحبة فرقة فنية تعمل في إحياء الافراح. ورأى النقاد ومنهم رفيق الصبان في محاولات المؤلف والمخرج الايحاء بأن الفيلم صراع بين الخير والشر إضافة »مصطنعة وأحداث مفتعلة ومزيفة تم الزج بها لتبرير وصلات الردح. فإذا كان الواقع الاجتماعي فاسدا فان ما تدعو إليه بطلة الفيلم أكثر فسادا منه«. وقالت حنان شومان إنها لم تر في هذا الفيلم »أي عمل درامي لا من حيث التأليف ولا من حيث الاخراج حتى أنني كنت طوال المسافة الفاصلة بين دار العرض والمنزل أتساءل هل قام منتجو الفيلم بتركيبه أم بقيت المشاهد كما التقطت لسوء الفيلم. ويكفى أن أشير إلى عبارة قالها احد الحضور في دار العرض التي حضرت الفيلم فيها ومن المعروف أن روادها من الاوساط الشعبية صرخ قبل نهاية الفيلم وهو يغادر القاعة (كفاية بقى يا فرنسا) لتعبر عن موقف الجمهور الرافض لمثل هذا الفيلم«. الأيام البحرينية في 6 يوليو 2004 |