شعار الموقع (Our Logo)

 

 

غزو قادم من أوروبا الغربية إلي هوليوود‏,‏ فبعد الغزو اللاتيني الشهير الذي حصل نجومه علي إطراء لا مثيل له‏,‏ نجح الألمان في تصدر قوائم السباق العالمية بفضل نجاحاتهم السينمائية‏,‏ وأقوي الأمثلة فيلما يوم بعد غد وحرب طروادة‏.‏

الدماء الألمانية ليست غريبة علي صناعة السينما في بلادها وفي هوليوود‏,‏ والدماء الألمانية تنطبق علي النمساويين والألمان والسويسريين الألمان‏,‏ منهم الذين أتوا من بلادهم وهم نجوم‏,‏ ومنهم الذين شقوا طريقهم إلي الولايات المتحدة الأمريكية في بداية مشوارهم الفني ومنهم من هو أمريكي لكن تجري في عروقه دماء ألمانية‏,‏ والأمثلة كثيرة‏.‏تاريخيا يري النقاد أن العصر الذهبي للسينما الألمانية المبكرة كان في الفترة من‏1920‏ و‏1932‏ قبيل قدوم الغازي وتلويث سمعة ألمانيا‏,‏ كما أن هناك علامات بارزة في السينما الصامتة الألمانية‏,‏ مثل أفلام مترو بوليس ونوسفيراتو وعيادة الطبيب كاليجاري‏,‏ والتي مهدت الطريق للأفلام الصوتية فيما بعد وأشهرها فيلم الملاك الأزرق لنجمة الإغراء الراحلة مارلين ديتريش عام‏1929,‏ والتي تعد أسطورة من أساطير السينما العالمية‏,‏ وكانت قد انتقلت إلي هوليوود عام‏1939‏ وقدمت أول فيلم من نوعية الويسترن أمام جيمي ستيوارت بعنوان قطع الطرق مرة أخري‏,‏ وكانت ديتريش قد ولدت عام‏1900‏ ثم آثرت الابتعاد عن الأضواء للحفاظ علي صورتها المتألقة دائما في أذهان المعجبين‏,‏ ولفظت أنفاسها الأخيرة في باريس عام‏.1992‏

ويري النقاد أيضا أن ألمانيا لم تنجب مخرجين شديدي الموهبة أمثال برجمان السويدي وفلليني الإيطالي وتريفو الفرنسي وكوروساوا الياباني‏,‏ لكن مخرجيها أمثال فاسبايندر وشتنبرج ولانج ولوبتيش ومورنو وبيترسن وبريمنجر ووايلدر ووندرز وآخرين منهم الذين مازالوا يعملون في الحقل الفني‏,‏ تركوا بصمات واضحة في صناعة الفيلم الأمريكي‏.‏ ويظل كبيرهم فاسبايندر له مدرسته التي يتبعونها‏,‏ كما مع تريفو في فرنسا وفلليني في إيطاليا‏,‏ وأصبح يعرف الوجود الألماني وسط الأمريكيين بـ الوصلة الهوليوودية‏,‏ وتوصف السينما الألمانية بأنها تعبيرية‏.‏

وأمامنا نموذجان ملموسان‏,‏ هما يوم بعد غد‏,‏ إنتاج أمريكي لعام‏2002‏ من نوعية الخيال العلمي بطولة دينيس كويد ومن إخراج الألماني رولاند إميريش‏,‏ وهو مونتير ومنتج وكاتب سيناريو أيضا‏,‏ ولد يوم‏10‏ نوفمبر عام‏1955‏ في مدينة شتوتجارت الألمانية‏,‏ وبعد دراسته للتصوير الزيتي والتحف اتجه للعمل في مجال الإعلان ثم درس السينما في ميونخ واشتهر عام‏1984‏ بأنه الطالب الذي يقدم الأفلام الأعلي تكلفة في ألمانيا‏,‏ ولفت الأنظار في مهرجان برلين السينمائي‏,‏ وهو المهرجان الدولي الذي ينظم سنويا يشترك مع مهرجانات أخري مثل كان الفرنسي وفينيسيا الإيطالي لخطف الأضواء من حفل توزيع جوائز أوسكار في هوليوود‏.‏

ويبدو أن أفلام الخيال جذبت إميريش وعندما استقر عام‏1992‏ في هوليوود‏,‏ قدم سلسلة ناجحة من هذه النوعية مثل عمالقة الكون بطولة جون ـ كلود فان دام ودولف لاندجرين‏,‏ ويوم الاستقلال بطولة جيف جولدبلام وويل سميث‏,‏ والسحلية العملاقة جودزيلا بطولة ماثيو برودريك‏,‏ ثم قدم فيلما وطنيا بعنوان المناضل بطولة ميل جيبسون عن تحرير الولايات المتحدة الأمريكية من بريطانيا‏,‏ لكنه سرعان ما عاد للخيال العلمي‏,‏ الذي يتكلف كثيرا ويحقق أرباحا أكثر‏,‏ فيلم يوم بعد غد حقق حتي الآن‏130‏ مليون دولار‏,‏ كما أنه له ثقل سياسي‏,‏ ويهدد الرئيس بوش في الانتخابات الرئاسية القادمة‏,‏ مثل الفيلم الوثائقي للمخرج مايكل مور فهرنهايت‏9/11‏ الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان‏,‏ الذي يصور كيف استثمر الرئيس الأمريكي أحداث‏11‏ سبتبمر الأليمة لصالحه‏!‏ أما يوم بعد غد‏,‏ فهو يتحدث عن كارثة طبيعية تهدد حياة البشر وبالتحديد في نصف الكرة الشمالي نتيجة إهمال الحكومة الأمريكية التوقيع علي معاهدة كيوتو للحفاظ علي البيئة‏.‏

مخرج ألماني ثان يحدثنا عن الكوارث‏,‏ لكنها كارثة حربية هذه المرة‏,‏ مستلهمة من الإلياذة الإغريقية الشهيرة‏,‏ وهو فيلم حرب طروادة‏,‏ الفيلم كباقي أفلام هوليوود يعتمد علي الإبهار‏,‏ إنتاج‏2003‏ من النوعية الملحمية في أوروبا القديمة وهي نوعية محببة تذكر الغرب بحضاراته‏,‏ وقد حقق حتي الآن أرباحا وصلت إلي‏155‏ مليون دولار‏.

ويقوم ببطولته باقة من النجوم الوسيمين وهم براد بيت في دور البطل اليوناني أخيل‏,‏ وإيريك بانا في دور البطل الطروادي هيكتور‏,‏ وباقي أبطال الإلياذة المعروفين‏,‏ أورلاندو بلوم في دور باريس وبيتر أوتوك في دور الملك بريام‏,‏ والفاتنة الألمانية ديان كروجر‏,‏ التي اختارها مواطنها المخرج فولفجانج بيترسن لأداء دور جميلة عصرها هيلانة‏,‏ بيترسن أيضا منتج وكاتب سيناريو ولد يوم‏14‏ مارس عام‏1941‏ في مدينة إمدن الألمانية‏.‏

وبدأ مشواره الفني في سن التاسعة عشرة كمخرج مساعد علي مسارح هامبورج وبعد دراسته للتمثيل دخل مجال السينما‏,‏ وقدم عدة أفلام مهمة ورشح لجائزة أوسكار كأحسن فيلم أجنبي عام‏1973‏ لكنه لم يعرف المجد الحقيقي إلا عام‏1981‏ عندما رشح فيلمه القارب لست جوائز أوسكار‏,‏ وهو عن غواصة حربية ويتنقل بيترسن بين كل نوعيات الأفلام‏,‏ فيقدم بعد ذلك الخيال ثم التشويق ثم الخيال العلمي‏. ومن أشهر أعماله الوباء بطولة داستن هوفمان‏,‏ وطائرة الرئيس الأمريكي بطولة هاريسون فورد‏.‏

وعندما نتحدث عن نجوم هوليوود الأمريكيين الذين تجري في عروقهم دماء ألمانية نذكر ليوناردو دي كابريو وكيفين كوستنر وجوني ديب وساندرا بولوك‏,‏ ورينيه زلوجر من أب سويسري ونستاسيا كينسكي‏.‏

وأشهر مخرج سويسري هو وليام وايلر صاحب صوت الموسيقي وبن هور‏,‏ ومن النجوم النمساويين بطل سلسلة طرزان الشهيرة السباح جوني ويسملر‏,‏ هيدي لامار بطلة شمشون ودليلة ونجم أفلام العضلات أرنولد شوارزنجر الذي عدل عن قراره بالتوقف عن التمثيل أثناء حكمه لولاية كاليفورنيا‏,‏ لكنه وافق علي الظهور لمدة خمس دقائق في فيلم‏80‏ يوما حول العالم‏,‏ في دور رجل تركي‏,‏ والطريف أن السينما الألمانية نفسها تواجه غزوا تركيا‏,‏ نظرا لوجود عدد كبير من الأتراك في ألمانيا ويلاقون نجاحا باعتبارهم ألمانا جددا‏*

الأهرام العربي في 3 يوليو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

النجوم الجيرمان هم الأكثر رواجا

الألمان يغزون هــــوليوود

ريم عزمي