شعار الموقع (Our Logo)

 

 

في الاحتفال الختامي لمهرجان "كان" عرض الفيلم الغنائي الاستعراضي "دي لافلي" قبل نزوله الى الصالات في حزيران (يونيو). و"دي لافلي" هو الثاني عن الموسيقي الأميركي الشهير كول بورتر, بعد فيلم "نهاراً وليلاً" الذي اخرجه مخرج "كازابلانكا" مايكل كورتيز عام 1946. لكن "دي لافلي" الذي اخرجه ايروين وينكلر يختلف عن فيلم كورتيز في انه لا يقدم سيرة ذاتية لبورتر, بل يسرد مجموعة من المواقف في حياته من دون تتابع زمني مع مجموعة من استعراضات وأغان لبورتر.

وتؤدي اغاني الفيلم واستعراضاته مجموعة من ابرز مطربي "البوب" و"الروك" و"الجاز" المعاصرين, وهم روبي ويليامز, لارا فابيان, شيريل كرو, ديانا كرال, ناتالي كول, ألانيس موريسيت وألفيس كوستيلو.

"دي لافلي" اسم واحدة من اغاني بورتر التي صنعت شهرته مع اغان مثل "انت تحت جلدي", "نلت منك", الى جوار مسرحياته "اي شيء يصلح" و"قبليني يا كيت" المقتبسة من رائعة شكسبير "ترويض الشرسة" والتي حولها جورج سيدني الى احد اهم الأفلام الموسيقية عام 1953.

مفاجأة اسمها آشلي

يؤدي كيفن كلاين دور بورتر في الفيلم, وبخلاف كونه حاصلاً على جائزة اوسكار لأفضل ممثل مساعد, عن فيلم "سمكة اسمها واندا" عام 1988, فإن كلاين يجيد الرقص والغناء والاستعراض, إذ بدأ حياته في مسارح برودواي وحصل مرتين على جائزة "توني" التي تقدم لممثلي برودواي, وتشارك آشلي في دور ليندا زوجة بورتر, وطبقاً لوينكلر فإنها ستكون مفاجأة الفيلم.

تكمن اهمية "دي لافلي" في كونه من نوعية الأفلام الغنائية التي غابت من المشهد السينمائي الهوليوودي مع نهاية عقد الستينات. ومنذ ذلك الحين اقتصرت التجارب السينمائية الغنائية على افلام الرسوم المتحركة, الى ان اعاد باز لرمان إخراج فيلم "الطاحونة الحمراء" عام 2001.

رشح "الطاحونة الحمراء" لثماني جوائز اوسكار حصل على اثنتين منها, الى جانب عشرات الجوائز الأخرى وفي مقدمها سعفة "كان" الذهبية. وبعده بعام واحد تبنى المخرج روب مارشال واحدة من انجح مسرحيات برودواي للسينما, التي حصدت ست جوائز "توني", وخرج فيلم "شيكاغو" الذي حصل على ثلاثة عشر ترشيحاً للأوسكار فاز بستة منها.

أبرز الفيلمان المساحات الجمالية الواسعة التي أتاحتها اربعة عقود من التطور في الصناعة السينمائية للفيلم الغنائي. ولعبت تقنية الصوت الرقمي دوراً رئيساً في الفيلمين. وفي "دي لافلي" مكنت وينكلر من استخدام الصوت الحي في استعراضات الفيلم.

يحجم منتجو هوليوود عن الأفلام الغنائية, ويشعرون بمخاطرة كبيرة في إنتاج هذه النوعية من الأفلام. ويتضح ذلك جلياً في موازنات الإنتاج الضئيلة. ففيلم "الطاحونة الحمراء" كان صاحب الموازنة الأعلى بين الأفلام الثلاثة (53 مليون دولار), لكنه مع ذلك صاحب اقل ارباح (175 مليون دولار), وتكلف "شيكاغو" 30 مليون دولار فقط وحقق ارباحاً تماثل عشرة اضعاف تكلفته. اما "دي لافلي" فقد ساعدت خبرة وينكلر كمنتج على تقليص نفقاته الى اقل من 30 مليون دولار. في حين يصل متوسط تكلفة إنتاج الفيلم في هوليوود الى 64 مليون دولار.

الناطق الأول غنائي

حققت السينما الغنائية نجاحات كبيرة على ايـدي نجومها من امثال فريد استر, جينغر روغرز, جين كيلي, هربرت روس وفرانك سيناترا. ولم يكن غريباً ان يقود الفيلم الغنائي السينما الى التحول الناطق. فأول فيلم ناطق هو الفيلم الغنائي "مغني الجاز" الذي اخرجـه ألان كروسـلاند عام 1927, وقام ببطولته آل جولسون الذي صار واحداً من اهم نجوم هذه النوعية. ودفع الانتشار الواسع والنجاح المدوي الذي حققته الأفلام الغنائية والاستعراضية بالأكاديمية التي تمنح جوائز "اوسكار" الى استحداث جائزة لإخراج الرقصات عام 1935.

لعبت مسارح "برودواي" دوراً مهماً في صناعة الأفلام الغنائية, اذ كانت بمثابة الوقود الذي زود السينما الغنائية نجومها. وتحول كثير من العروض المسرحية التي قدمت على مسارح "برودواي" الى أفلام غنائية مثل "صوت الموسيقى" و"أوكلاهوما". وفي المقابل تحول بعض الأفلام الغنائية الناجحة الى المسرح مثل "الغناء تحت المطر". لكن التراجع الذي عانته "برودواي" كان له بالغ الأثر في السينما الغنائية, على رغم انها كانت اصبحت اكثر استقلالاً عن "برودواي".

وربما ساهم انتشار "الفيديو كليب" في شكل او آخر في غياب هذا النوع من الأفلام, إذ وجد المطربون في "الفيديو كليب" بديلاً اسرع وأكثر انتشاراً للتواصل بالصورة مع الجمهور بعد أن كانت الأفلام الغنائية هي المتنفس المرئي الوحيد لهم.

استقطبت موجة الأفلام الغنائية الجديدة اسماء لامعة في هوليوود مثل نيكول كيدمان وإيوان ماكغروغر بطلي "الطاحونة الحمراء", ورينيه زيغيولر, ريتشارد غير وكاترين زيتا جونز ابطال "شيكاغو". وربما كان اهتمام شركات كبرى مثل "إم جي ام", "ميراماكس" و"فوكس" مؤشراً لعودة الأفلام الغنائية الى هوليوود من جديد.

جريدة الحياة في 4 يونيو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

هل يسترد الفيلم الغنائي عرشه المفقود؟

محمد هاني