شعار الموقع (Our Logo)

 

 

عدت من مهرجان كان وقرأت الصحف والمجلات المصرية في فترة غيابي عن القاهرة وراعني نشر معلومات كثيرة خاطئة. ولست ممن يؤيدون تجريم نشر الآراء ولكني مع تجريم نشر المعلومات الخاطئة. ومع تجريم تحريف الوثائق وتحريف التصريحات.

وعلي سبيل المثال نشر أن فيلم "حب البنات".. إخراج خالد الحجر عرض في قسم السينما الأفريقية في مهرجان كان. بينما لا يوجد قسم بهذا العنوان في المهرجان. ولم يعرض هذا الفيلم لا في ذلك القسم الوهمي ولا حتي في السوق حيث يستطيع من يشاء أن يعرض بأمواله أي فيلم من دون أي شروط!

ونشر أن الفيلم الأمريكي التسجيلي الطويل "فهرنهيت 11/9" إخراج مايكل مور الذي عرض في مسابقة الأفلام الطويلة وفاز بالسعفة الذهبية أول فيلم تسجيلي يفوز بهذه الجائزة. وهذا غير صحيح فقد سبق وفاز الفيلم الفرنسي التسجيلي الطويل "عالم الصمت" الذي يصور أعماق البحار.

نشر أيضا أن الفيلم تضمن صور تعذيب المعتقلين العراقيين بواسطة قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. وهذا غير صحيح. فقد تم إعداد الفيلم قبل نشر هذه الصور. وصرح مايكل مور في مؤتمره الصحفي بعد عرض الفيلم بأنه سوف يضيف هذه الصور إلي الفيلم قبل عرضه الذي تقرر في 2 يوليو القادم بعد أن تراجعت شركة والت ديزني عن قرارها بفسخ عقد توزيعه داخل أمريكا.

حدود التأويل

عرض في أسبوع النقاد الذي تنظمه نقابة نقاد السينما في فرنسا أثناء مهرجان كان. وتخصصه للأفلام الطويلة الأولي أو الثانية لمخرجيها ومخرجاتها الفيلم الإسرائيلي "عطش" إخراج الفلسطيني توفيق أبووائل. وهو من أبناء الشعب الفلسطيني الذين بقوا في فلسطين بعد قيام إسرائيل عام 1948. وباستمرار وجودهم علي أرضهم أصبحت هناك قضية فلسطين. ولولاهم لأصبحت قضية لاجئين.

سبق أن تناولت الفيلم في عجالة في إحدي رسائل "الجمهورية" أثناء انعقاد المهرجان. وهو عن أب فلسطيني شديد القسوة هجر قريته وانعزل وأسرته في معسكر إسرائيلي مهجور بعد أن اعتدي علي ابنته الكبري. والفيلم يدين السلطة الأبوية بوضوح. وربما يكون من حق بعض النقاد أن يعتبروا الأب في الفيلم "رمز" للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وهو ما لم أشعر به قط أثناء مشاهدة الفيلم. ولا بعد انتهاء مشاهدته. ولكن من المؤكد أنه ليس من حق أحد الزملاء أن يذهب في التأويل إلي حد القول إن الفيلم يحض علي "اغتيال" ياسر عرفات.

تجاوز الزميل هنا حدود التأويل واتهم المخرج اتهاما فظيعا بدون دليل.

كليفتي.. المجد والعار

في عرض خاص يوم الجمعة شاهدت "كليفتي" أحدث أفلام فنان السينما المصري العالمي الكبير محمد خان الذي لم يستطع إخراج أي فيلم منذ "أيام السادات" وكأنه ارتكب جريمة رغم أنه فاز عنه بوسام رفيع من أوسمة الدولة.

أعادنا الفيلم إلي مجد السينما المصرية الغابر في الثمانينيات. فهو يعبر بقوة وجمال عن قاع المدينة في القاهرة مطلع القرن الواحد والعشرين الميلادي. ومحمد خان هو مخرج المدينة الأول في كل تاريخ السينما المصرية. ولكن الفيلم مع الأسف مصور بكاميرا الفيديو. بل ولا يجد المخرج من المال ما يكفي لتحويله إلي فيلم سينمائي. وبالتالي لن يعرض في دور السينما. وهذا هو العار!

أحياناً أشعر إزاء الفيديو بأنني مثل شارلي شابلن عندما نطقت السينما. فظل متمسكا بالسينما الصامتة سنوات طويلة. ووصف السينما الناطقة بأنها "حمار ينهق".
فلست من الذين يساوون بين كاميرا السينما وكاميرا الفيديو بدعوي أن كليهما يستخدمان لغة السينما. وإنما أري أن لغة الفيديو لا علاقة لها بلغة السينما علي الإطلاق. ومهما تكاثرت أفلام الفيديو لا تغير عندي هذه الحقيقة. والتي أعتقد أنها حقيقة علمية وجمالية.

ليس فيلماً فلسفياً

أتمني أن يجتمع أقطاب شركات الإنتاج والتوزيع المصرية ويتفرجوا علي فيلم "كليفتي". وليقل لي أي منهم ما الذي يحول دون أن تنتج شركته هذا الفيلم أو توزيعه.. فهو ليس فيلما فلسفيا للخاصة. وليس من الأفلام التي تنفصل كلياً عن الأفلام التي يحبها الجمهور. ليس هناك فرق كبير بين هذا الفيلم وبين "الحريف" أو "طائر علي الطريق" أو "موعد علي العشاء" لنفس المخرج. فهل أصبحت هذه الأفلام من سنوات غابرة حقا ولن تعود. وأليس هذا هو العار بعينه.

ذلك المشروع القومي حقاً

عقد في القاهرة مؤتمر الترجمة في المجلس الأعلي للثقافة تحت رعاية وزير الثقافة الفنان فاروق حسني وأمين عام المجلس الكاتب والمفكر جابر عصفور.

من تأمل القول إن الترجمة عن اللغات الأخري أساس من أسس النهضة في أي ثقافة.

وقد حلم العميد طه حسين بإصدار ألف كتاب مترجم في مشروع الرائد "الألف كتاب". ولكن المشروع لم يتجاوز المئات وتوقف. وحلم الكاتب والمسرحي سمير سرحان بإصدار ألف كتاب مترجم في مشروع "الألف كتاب الثاني". ولم يتجاوز المئات أيضا. ثم جاء جابر عصفور. وبدعم فاروق حسني. بالمشروع القومي للترجمة منذ عام 1995. وحتي الآن صدر في المشروع أكثر من 750 كتابا. رغم كل الصعوبات البيروقراطية. ويتميز المشروع القومي بالعديد من المميزات التي يصعب حصرها في هذا الحيز. ولكنه من المشروعات القليلة التي يطلق عليها "قومي" عن حق.

رياح الغرب

وأخيراً شاهدت في مركز الإبداع الفني بالقاهرة مسرحية "هبوط اضطراري" لفنان المسرح خالد جلال والتي قدمتها ورشة المركز التي انتقي أفرادها من بين مئات الهواة والهاويات. ودربهم وجعل منهم كوكبة ساطعة من المواهب الشابة المدهشة.
هذا هو العرض الأول الثاني للورشة. وهو ارتجالية مبتكرة ومحكمة عن الأحوال في مصر والعالم العربي بأسلوب يجمع بين السخرية النقدية الحادة وجماليات مسرح ما بعد الحداثة في المسرح العالمي المعاصر. ولكن المشكلة أن كل ما يعرضه من سلبيات يردها إلي "الغرب" حتي صفر المونديال. ومادمنا نري أسباباً "خارجية" للخلل "الداخلي" لن ينصلح حالنا أبداً. كما أنه يعتبر الأزمة "أخلاقية" بترديد بيت أمير الشعراء أحمد شوقي الشهير. ولكن الانهيار الأخلاقي من النتائج وليس من الأسباب.

مور.. وكيري

قرأت تصريحات كيري المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجري نهاية هذا العام. وتذكرت مايكل مور وفيلمه.. "فهرنهايت 911" الذي يري أن سياسة أمريكا سوف تتغير إذا لم ينتخب بوش مرة ثانية!

ولاشك أن مايكل مور قد قرأ هذه التصريحات. والتي تعني أن الاستراتيجية الأمريكية لن تتغير سواء أعيد انتخاب بوش. أو تم انتخاب كيري بدلا منه والحقيقة أن مايكل مور بدوره "كاو بوي" يري أن الصراع بين شخصين هما جورج بوش وأسامة بن لادن. وأن من ينتصر هو "الأسرع" في إطلاق النار!!

مهرجان القاهرة

منذ أيام التقيت مع الزميل شريف الشوباشي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مقر المهرجان وهو يعد للدورة ال 28 التي تنعقد من 30 نوفمبر إلي 11 ديسمبر القادم.

هذا العام ينعقد مهرجان القاهرة أثناء مهرجان دبي الأول "من 6 إلي 11ديسمبر" وأثناء مهرجان مراكش الرابع "من 6 إلي 12 ديسمبر". ميزانية دبي 6 ملايين دولار. وميزانية مراكش 5 ملايين دولار وميزانية مهرجان القاهرة ربع مليون دولار. يقام دبي تحت رعاية أمير البلاد ويقام مراكش تحت رعاية ملك البلاد أما مهرجان القاهرة فهو في غرفة الانعاش إما إن تنقذه وزارة الثقافة. أو نقرأ سورة الرحمن!

الجمهورية المصرية في 2 يونيو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

نحذر.. ونصحح.. ونكشف

مهرجان القاهرة..في غرفة الانعاش

المخرج الفلسطيني..لا يدعو لقتل عرفات

"كليفتي" السينما المصرية.. بين المجد والعار

حب البنات لم يعرض في كان

يوميات ناقد يكتبها سمير فريد