شعار الموقع (Our Logo)

 

 

بالفيلم التسجيلي المؤثر والمتمكن اللغة «مذكرات كاتبة: حصار» لليانة بدر، والذي عرضته مساء أمس الاول دارة خالد شومان للفنون بعمان، يستعيد المشاهد فصول المأساة التي عاشتها مدينة رام الله منذ عامين ولا زالت والتي تعرضت الى اكثر من مداهمة واحتلال اسرائيلي في فترة وجيزة، وتعرض فيها سكانها الى فجيعة التنكيل، والقهر والخراب والموت المنتشر من بين انقاض البيوت وهياكل السيارات المسحوقة تحت جنازير الدبابات وأهوال القصف والقنص.

تجول كاميرا الاديبة والمخرجة ليانة بدر في اروقة وشوارع وحارات مدينة رام الله المليئة بالخراب والدمار الذي احدثته آلة الحرب الاسرائيلية لحظة احتلالها المستمر منذ العام «2002» ولغاية هذه اللحظة، وتقدم كل ذلك بالبساط والوضوح خلال بحث جيد في مخلفات الاحتلال، وانعكاس ذلك على حياة الناس العاديين وقطع السبل بهم، وحرمانهم المستمر من العيش والتواصل مع بعضهم بعضا وفرض حالة من الحصار القاس والعنيف.

تسرد ليانة بدر صاحبة العديد من الافلام التسجيلية والاعمال الادبية: «زيتونات»، «فدوى طوقان»، «الطير الأخضر» وسواها في تسجيل يوميات الحصار هي المرأة العاملة في مكاتب وزارة الثقافة الفلسطينية والتي اضحى مبنى الوزارة مكانا لقنص الناس، ولكنها لا تتوافر بين لحظة وأخرى ان تحاكي المشاهد بتفاصيل ومفردات بسيطة تصور لهو الاطفال بطياراتهم الورقية، وحركة الطيور والقطط لحظة فرض الحصار وحظر التجوال في المدينة.

ويعرض فيلم «مذكرات اديبة: حصار» الذي يستمر عرضه مدة «40» دقيقة الوان من اشكال التضامن والابداع للناس والمثقفين ابان احتلال المدينة: فالمخرجة تصور الاحتفال الذي جرى للقامات الادبية العالمية الرفيعة التي حازت على جائزة نوبل للآداب: وول سونيكا، ساراماجو، وهناك النجمة الاميركية الشهيرة الحائزة على الاوسكار جين فوندا وهي تبدو متأثرة وسط دموع اسرة فلسطينية فقدت اثنين من ابناءها اضافة الى المخرج الايطالي ايتوري سكولا الذي قاد حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني وقام بمرافقة مجموعة من المخرجين الايطاليين وزيارتهم للمكان الذي سقط فيه مصور صحفي ايطالي واطلعوا عن كثب عن حجم المعاناة التي يحيا فيها اهالي رام الله، والحالة التي انتهى اليها مقر القيادة الفلسطينية، وكيف قام كثير من الفنانين والمبدعين بتصاميم اجزاء تشكيلية من السيارات التي تم سحقها تحت دبابات الاحتلال ورسم عبارات التنديد واشكال التعبير على ركام الدمار.

ويحسب لليانة بدر تلك الجمالية التي ظهرت عليها المشاهد التصويرية للفيلم وفيه اعتناء واضح بالتكوينات والنوايا بغية التأكيد على تسجيل الواقع وبالالتزام الدقيق للفيلم التسجيلي في تداعيات صوت الراوي / المخرجة واستخدامها للغة شعرية متحررة احيانا بعيدا عن السرد الانشائي التقليدي المعهود في كثير من الأعمال الشبيهة.

واشتغلت بدر على شريطي الصوت والصورة ووفقت في توظيف موسيقى مرحة وبايقاعات سريعة مع لحظات الأمل والتعافي، مقارنة مع استخدامها لشريط موسيقى مزعج اشبه باصوات الصرير في لحظات ابراز ممارسات جيش الاحتلال الاسرائيلي الشيعة.

وفي موقع آخر من الفيلم تلجأ الى توظيف اغنية شعبية مع عزف على آلة الربابة لانسان بسيط على زاوية تواجد من شوارع رام الله تشي بالكثير من الاشارات والدلالات، إنه باختصار احد اكثر الافلام التسجيلية القادمة من فلسطين وضوحا بالهدف مقدما صورا لم تروها الفضائيات.

الرأي الأردنية في 1 يونيو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

فيلم «مذكرات كاتبة: حصار» كاميرا تكشف بشاعة الاحتلال وتسجل رؤى ابداعية

ناجح حسن