شعار الموقع (Our Logo)

 

 

طفل شاعر صبي يحلم أن يصبح ممثلا، شاب يفكر أن يكون مخرجا وبالفعل يتخرج كأول دفعته في معهد السينما وينتظر سبع سنوات ليفكر كيف يبدأ وبعد ثلاث سنوات يأتينا بفيلم يوصف علي صفحات الجرائد بأنه تجربة تزيل مرارة السينما المصرية فيلم يفتح باب أمل لسينما جادة ومحترمة، أجمل اعتذار عن كوارث السينما الشبابية، فيلم يعيد للسينما كرامتها، عودة لزمن السينما الجميلة اجتمعت هوايات الطفل ليقدم قصيدة من أعذب القصائد والصبي ليمثل عرضا من أبدع العروض والشاب ليخرج رؤية من أرقي الرؤي، بشجاعة جاء بسهر الليالي ليؤكد هاني خليفة أنه بحق «مخرج» طال انتظارنا لأمثاله في السنوات الأخيرة.

·         بعد حصولك علي جائزة أحسن مخرج ما تقديرك لهذه الجائزة؟

 ـ أدرك جيدا أهمية المهرجان القومي في أنه المهرجان الوحيد الذي يعكس حالة ووجه صناعة السينما المصرية كل عام كما أنه المهرجان الوحيد الذي يقدم جوائز مادية أي هناك دعم مادي من الدولة للسينمائيين وبالنسبة لي فعلاقتي قديمة بالمهرجان لأني حصلت في الأعوام الماضية علي جوائز عن أفلام قصيرة وتسجيلية هي «عربة السيدات»، و«ألفية فخري»، وهذه أول مرة أتقدم وأحصل علي جائزة في مسابقة الفيلم الروائي الطويل.

·         ما تعليقك علي الادعاءات التي سبقت انعقاد المهرجان في رفض بعض الأفلام الاشتراك بسبب «سهر الليالي»، وهل تعتقد أن هذا أثر بالسلب علي لجنة التحكيم؟

 ـ أعتبر مثل هذه الادعاءات نوعا من الضغط علي لجنة التحكيم حتي لا تستطيع إعطاء جوائز لسهر الليالي لأنها ليست المرة الأولي التي لا تشترك فيها الأفلام فقد حدث هذا من قبل في الأعوام الماضية ففي رأيي المشكلة ليست في «سهر الليالي»، أما بالنسبة للجوائز فيجب علينا مادمنا قبلنا بلجنة التحكيم أن نحترم آراءها فكل مخرج يري أن عناصر فيلمه هي الأفضل وهي التي تستحق الجوائز لكنني لست في حياد لجنة التحكيم وعامة فقد حصلنا علي الأربع جوائز الأهم.

·         اخترت أن يكون عملك الأول فيلما به قضايا اجتماعية بطولة جماعية بطولة نسائية في حين اختفاء كل هذه الخطوط عن الموجة السائدة كيف واجهت كل هذا التحدي؟

 ـ لقد قدمت «سهر الليالي»، لأنه حقيقي ولأنني صدقته وأحببته وأحببت شخصياته شعرت أنهم حقيقيون من لحم ودم وليس لأنه بطولة جماعية أو بطولة نسائية، وذلك لأن أهدافي أثناء عمل الفيلم كانت فنية أكثر منها أهدافا لتغيير واقع السينما لقد أردت بمنتهي البساطة تقديم فيلم جيد يحبه ويصدقه الجمهور لقد أردت عمل فيلم حقيقي لأنه من الممكن أن يكون مختلفا وغير حقيقي أما الإنجاز فقد حدث لي بتقديم فيلم حقيقي ومختلف.

·         مر عام علي عرض «سهر الليالي»، ولم تبدأ مشروعك الثاني بعد ألا تعتقد أنها مدة طويلة؟

 ـ نعم مدة طويلة لكني لست موظفا ولا أريد أن أدخل في الجزئية الاحترافية بمعني أنني يجب أن يكون لي فيلم كل صيف فمثل هذه الأشياء تؤدي إلي فشل العملية الفنية لأن المخرج يتحول لشخص يقدم مشروعا وليس فيلما لكن بصفتي مخرجا فالبحث جزء من عملي كذلك القراءة ومحاولة فهم الظواهر الجديدة في المجتمع، والمهم ألا يكون هناك إهدار للوقت لكن في هذه الفترة كنت أكتب وأتابع كتابة «تامر حبيب»، و«وسام سليمان»، اللذين يقومان بكتابة فيلمين سوف أقوم أنا بإخراجهما.

·         أنت تكتب وتامر حبيب يكتب ووسام سليمان تكتب ألا يؤدي هذا إلي حدوث نوع من التشتت بالنسبة لك؟

 ـ بالعكس هناك جهد لأني أتابع تامر ووسام أما بالنسبة لي فقد توقفت عن الكتابة لأنه الأسلم أن أكون مخرجا فقط لأنني عندما أكتب أجد نفسي ذاهبا لبعيد كما أنني كثير التشكك في نفسي عند الكتابة وبالتأكيد هذا من الممكن أن يعيقني لكن في هذه اللحظة يتواجد تامر حبيب لمساعدتي.

·         والعامل المشترك في هذه المشاريع هل سيكون له علاقة ذاتية بك؟

 ـ الفيلم الذي تكتبه وسام سليمان عن بنت من سوهاج لكن ليست لها أي علاقة بي بصفتي سوهاجيا صحيح أن الهدف من السيناريو أنه عند قدوم هذه الفتاة من سوهاج إلي القاهرة تنظر للحياة نظرة أخري تري بها الاتساع والصخب الشديد والضآلة وهذه أشياء شعرت أنا شخصيا بها عندما جئت من سوهاج لكن ما جذبني للموضوع أن له شكلا رومانتيكيا حالما يتمثل في إيمان هذه الفتاة بأحلامها، وما جذبني لكتابة وسام أنها غير ملموسة فهناك صعوبة في توصيلها للمشاهد وما أريده هو أن يكون الفيلم مختلفا وبه موضوع يمس الناس.

·         ألا تعتقد أن هناك تخوفا ما من قبل بعض النجوم من التعامل معك؟

ـ لا أعتقد أنه تخوف من التعامل معي وإنما تخوف من فكرة أن يأتي بي ممثل لأخرج له فيلمه فهنا الاعتراض لأنني «لست ترزي» أنا مخرج والفيلم الذي أقوم بإخراجه يكون للممثل ولي وللناس وفي عملي أنا أحب الممثل جدا وديمقراطي معه أي من الممكن أن أقتنع بأي وجهة نظر أو اقتراح لكن في النهاية القرار الأخير لي ليس قهرا لمن أمامي ولكن لأن هذا المفترض حدوثه.

·         قلت إنك اتجهت للسينما بتأثير من مخرجي الثمانينيات وإنك أردت أن تقدم سينما واقعية كالتي قدموها؟

 ـ لم أقل إنني أريد سينما واقعية بل قلت إنني أريد سينما حقيقية مثل سينماهم، فمصطلح «واقعي»، مليء بالالتباسات بحيث إنه لا يمكن أن أقف أمام شخصيات «سهر الليالي»، لأحدد إذا ما كانت تعبر عن الواقع أم لا فنحن لسنا أمام بحث اجتماعي وكون الفيلم يمثل شيئا حقيقيا شيء وكونه يمثل الواقع شيء آخر، سينما الثمانينيات أنا ابنها نشأت عليها وأحببتها وتعلمت من روادها وعملت معهم وحبي لها ليس لأنها واقعية بل لأنها حقيقة كالسينما التي أنوي تقديمها.

·         حتي إن كان هذا الجيل اتهم بأنه السبب في هروب الجمهور من السينما؟

 ـ الذين اتهموهم بأنهم السبب في هروب الجمهور من السينما، ماذا فعلوا ليأتوا بالجمهور إلي السينما فما حدث عام 1997 بعد فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، لم يكن مخططا له بالمرة والفيلم لم يتوقع له النجاح ولكن عندما نجح حدث استيعاب بأن الناس تريد أن تضحك وتريد جيلا جديدا أصغر سنا يتحدث بلغتهم.

·         لقد استطعت بفيلمك الأول أن تحسن من حالة السينما المصرية فهل ستحرص علي ذلك في أفلامك القادمة؟

 ـ هناك أشياء لا يمكن أن أدعيها وأنا عمري 34 عاما ولم أقدم سوي فيلم واحد فما أريد تقديمه هو أفلام تخصني ولها علاقة بي بالأساس وأن أكون بداخل فيلمي أكثر من أن أكون بداخل صناعة السينما كما أنني يهمني أكثر التواصل مع المشاهد من القيمة النظرية التي يقيمها الوقت فمن الممكن أن أقدم فيلما يتفق خمسة عشر شخصا أنه من أهم ما قدم لكن بعد عشرين عاما من الممكن ألا يكون كذلك فنحن اليوم نعيد اكتشاف «خللي بالك من زوزو»، الذي أطلق عليه حين عرض أنه سينما للتغييب وللهلس ولكن بالتأكيد أتمني أن يكون هناك تطوير لكن هذا لا يمكن أن يحدثه شخص فلا يمكن لشخص واحد أن يطور صناعة السينما.

جريدة القاهرة في 25 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

حصل علي جائزة أحسن مخرج في المهرجان القومي للسينما

هاني خليفة.. مخرج «سهر الليالي»

لن يجبرني أحد علي تقديم فيلم كل موسم

أنا مخرج.. «مش ترزي»

شيماء سليم