شعار الموقع (Our Logo)

 

 

سؤال واتهام وجه الي بعد أن قدمت فوازير «فرح .. فرح» رمضان الماضي وواجب علي أن أفسر تجربتي الأولي مع التليفزيون، ولكن أولا أحب أن أذكر حماسي الشديد منذ بضع سنوات لأشارك الزميل خيري بشارة تقديم فوازير شريهان لقناة «أيه. أر. تي»  التي قضينا من أجلها ثمانية أشهر في براغ «شيكوسلوفاكيا» نعد الجرافيك، إلي أن قرر إلغاء المشروع ككل لأسباب انتاجية بحتة.

وإذا كنت قد تشجعت مرة أخري لتجربة مماثلة فكانت بسبب أن الشركة المشاركة مع التليفزيون كانت تخوض تجربتها الإنتاجية الأولي وساعد في تأسيسها كاتب تليفزيوني مرموق تشجيعا لدخول ابنة المهندس مجال الإنتاج، هذه الروح التي طالما جذبتني إليها مشاريع سينمائية عديدة هي الدافع الرئيسي لكل مغامراتي الفنية إلي جانب إصراري أن تكون تجربة «الفوازير» ليس لها أية صلة بأي فوازير سابقة وأن تكون طموحا في الشكل والمضمون، هذا كان الحلم الذي تحول إلي كابوس بعد ذلك.

كان أساس الفكرة هو تقديم كل فزورة بمثابة فيديو كليب مقيد بزمن القطعة الموسيقية إلي جانب مقدمة ونهاية تقع في مكتب حديث كوكالة زواج تديره عانس تبحث عن عريس.

وفي تنافس الشركة مع مشاريع أخري لفوازير أخري صدرتني لرئيس التليفزيون الذي رحب مشكورا بوجودي بالمشروع واعطاني كافة الحريات لأقدم الفوازير بالصورة التي اقترحتها.

وبدأ المشوار لأكتشف أن هناك شريكا إضافيا في الباطن سيقدم معداته المستهلكة للقيام بتصوير المشروع، ثم جاء اعتمادي علي «الجرافيك» في إضافة شكل مميز للفوازير تضاءل مع مرور الوقت وضيقه إلي الاكتفاء باستغلاله في المقدمة والنهاية فقط بسبب مماطلة مستمرة من جهة الإنتاج وعدم وعي منهم بحاجة «الجرافيك» إلي ميزانية ومدة زمنية كبيرة.

واكتشفت أيضا سياسة التعطيل المتعمد بإلغاء أيام تصوير بدون أسباب منطقية حتي أن يضيق الوقت علي وأخرج العمل في مدة أقل توفيرا للتكاليف، النتيجة كانت أن وصل الأمر إلي أن تصلني الموسيقي أحيانا يوم التصوير ذاته وأن أضطر الالتزام بمدتها الزمنية أياً كانت وحتي أن يصلني نص الحلقة قبل التصوير في أواخر الأيام بسبب تمسك المؤلف بالحلقات المتبقية حتي أن يضمن حقوقه المادية المتأخرة، في هذا المناخ وفي سباق مع الزمن قدمت الفوازير وهي تقريبا تذاع علي الهواء، وبالرغم من أنني من المخرجين الذين يصرون علي ضمان حقوق جميع العاملين معه فقد انتهي العمل ولا يزال حتي اليوم البعض الذي لم يحصل علي حقوقه كاملة.

وحين ادعي مسئولو الإنتاج إنهم في ضيق مالي بسبب اقساط متأخرة من التليفزيون تعاونت بقبول شيك يتضمن القسط الأخير لمساعد المخرج الذي دفعته من جيبي وقسط يخصني .. النتيجة باختصار شديد هو شيك بدون رصيد حتي اليوم بالرغم من أنه قد أوحي لي أنه بضمان الكاتب الكبير، ولا يمكن أن أتجاهل أيضا بعض الضغوط التي حاول أن يمارسها التليفزيون مثل التعاون مع ملحن معين الذي بالتالي يصر علي شاعر معين ولكن في روح التجديد أصررت علي أن أقدم مجموعة من الملحنين والشعراء.

وقد تعلمت الكثير من هذه التجربة المريرة وهو أن مبدأ المنتج المشارك أو المنفذ هو أن ينتج أو ينفذ المشروع كلية علي حساب التليفزيون مع التوفير الذي يجد طريقه إلي حسابه الخاص، وبالرغم من وعي إدارة التيلفزيون بذلك فهو يتغاضي عن أية مسئولية سواء بالنسبة لحقوق العاملين المادية بحجة أنها تحت إدارة وإشراف المنتج المشارك أو المنفذ، بل يستمر في تعامله مع المنتج المشارك أو المنفذ مهما كانت تجاربه السابقة، خاصة أن التليفزيون علي علم مستمر بكل صغيرة وكبيرة قبل وأثناء وبعد تكملة أي مشروع يخصه.

فالبساط الذي فرش لي حين وافقت علي تقديم الفوازير سحب من تحت أقدامي رويدا رويدا .. ولذا سأستعير جملة حوار من فيلمي «كليفتي» الذي لم يعرض بعد ومن مشهد حيث ينصب علي شاب بخدعة المظروف المكتظ بالدولارات ليكتشف بعد ذلك أنه ممتلئ بأوراق ناصعة البياض ما عدا ورقة كتب عليها «محدش بيتعلم ببلاش».

جريدة القاهرة في 25 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

لماذا الفوازير؟

محمد خان