شعار الموقع (Our Logo)

 

 

مسألة ظهور «مهرجان دبي السينمائي الدولي» الى الواقع في ديسمبر المقبل، ليست مسألة تكاليف وامكانيات، لأنها بالفعل محسومة لصالح دبي صاحبة القدرة الأكبر، وما تتفوق به معمارياً وتكنولوجياً وتخطيطاً على كثير من عواصم الدول العربية، لكن يبقى «الطموح الكبير» هو مربط الفرس في أن يكون لهذا المهرجان مجموعة عوامل تساعد على نجاحه.

وتميزه ليكون ويبقى مختلفاً شكلاً ومضموناً خصوصاً وأننا بدأنا العد التنازلي وأصبحت لحظة الانطلاق للحلم المقبل على بعد ستة أشهر فقط!

أولاً: يجب وضع «لائحة خاصة» للمهرجان وهي من وجهة نظري مطلب مهم وضروري لاعطاء قوة وشرعية، وهي معبر الأمان لكي يصنف بعد ذلك عالمياً ويوضع في التنظيم الدولي لمهرجانات السينما، ويجب أن تعلن وتكون معروفة، لتكون واضحة ومترجمة لقدرة وامكانيات من يشرفون فنياً على مراحل اعداده.

ثانياً: ضرورة أن تضم اللائحة بخلاف «المسابقة الرسمية» أقساماً أخرى وهذا يعطي للمهرجان قيمة فنية ـ قبل أن تلصق به صفة التجارية ـ ويعطي أيضاً للمنظمين فرصة أكبر في انتقاء الأفلام سنوياً، وبالتالي تعود الفائدة على جمهور المهرجان لأنه سيشاهد أفلاماً من المكسيك والمجر وإيران والبرتغال وفرنسا وايطاليا وكندا وأسبانيا وكوريا والصين واليابان، ودول أخرى أوروبية وآسيوية وأفريقية أصبحت تقدم أفلاماً حافلة بكل ما هو جديد ومتطور في الأفكار وفي فن السينما.

ثالثاً: سرعة التفكير والتخطيط لحفل الافتتاح وحفل الختام والاستفادة منه دعائياً وسياحياً وفنياً، وعناصر الابهار والاثارة والمفاجأة من الأمور التي تضفي على المهرجان اقبالاً وجذباً محلياً وعالمياً، وتجعله سنوياً محط متابعة وتقييم، واعتقد أن الفترة الباقية لا تقبل التردد والتأخير خصوصاً أن لدي عرضاً من الموسيقار عمر خيرت، للمزج بين الصورة والموسيقى الخليجية، بما يضمن تتراً وجملاً موسيقية لا يمكن أن تنسى، وستبقى معبرة عن تميز وتفرد مهرجان دبي السينمائي.

رابعاً: من الأمور المهمة الآن وتلعب دوراً كبيراً في الدعاية وهي متاحة لمنطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والاعلام أن تكون هناك «قناة تلفزيونية خاصة بالمهرجان» تقدم للمشاهدين في المنازل على مدار 24 ساعة فعاليات المهرجان وندواته وتلتقي بنجومه وجماهيره وتعرض أجزاء من أفلام المسابقة الرسمية والأقسام الأخرى.

خامساً: يقع على عاتق القسم الاعلامي للمهرجان المسئولية الأعظم في التنسيق الداخلي والخارجي للمهرجان، بمعنى ضرورة التجهيز منذ الآن للبطاقات الاعلامية والصحفية، ووجود مكان ثابت ومعروف لتلقي الصور والبروشورات الخاصة بكل فيلم، النشرة اليومية للمهرجان بخلاف المطبوعات السابقة والتي تشرح وتوضح كل شيء عنه، المؤتمرات الصحفية التي تصاحب النجوم الكبار وأبطال الأفلام.

            وأدق التفاصيل بالثانية والدقيقة والساعة، هو بالفعل قسم مهم جداً، يحدد نبض المهرجان، ويساهم إما في نجاحه أو فشله. هذه خطوط أولية وسريعة يجب أن يضعها المشرفون على «مهرجان دبي السينمائي الدولي» في أجندة عملهم، لأن طموحنا أن يكون مهرجاننا مختلفاً منذ اللحظة الأولى، وأن يستحوذ على اعجاب العالم، وأن يساهم في البداية لنهضة ورقي السينما العربية بشكل عام، والسينما الخليجية على وجه الخصوص، أما عرض عمر خيرت لموسيقى افتتاح واختتام مهرجان دبي السينمائي، وتفاصيله فهي قابلة للعرض على مدينة دبي للإعلام والمسئولين عن المهرجان لاتخاذ القرار.

جريدة الحياة في 7 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

مهرجان دبي السينمائي

الحلم المقبل ومفاجأة عمر خيرت

أسامة عسل

مهرجان دبي المقبل: الإسهام عربياً

مرة أخرى تقفز المهرجانات العربية الى مقدمة الاهتمامات على صعيد أو أكثر.

في حفلة تم دعوة 200 فرد اليها، فجاء ضعف ذلك من الضيوف، أعلن نيل ستيفنسون، مدير مهرجان “دبي السينمائي الدولي” الانطلاقة الرسمية للمهرجان الجديد في السادس من ديسمبر/كانون الاول المقبل. وقال كلاما جيدا في الواقع مفاده أن المهرجان الجديد يدرك الفجوة القائمة بين الثقافتين العربية والعالمية وينوي أن يردمها وأن يصبح مهرجانا مفيدا وجسرا بين العالمين. وقال أيضا: “نريد لهذا المهرجان أن يكون العنوان الحقيقي للسينما العربية التي ننوي مساعدتها وتقديم أفضل ما لديها للعالم”. وشرح كيف أن أقسام المهرجان تتبنى الرغبة في استعراض كافة وجوه السينما ومراكز صناعاتها وتنوي أن تكون البانوراما الشاملة للجديد والجيد.

طبعاً كل هذا متوقف على حسن التنفيذ والسرعة في العمل لأجل أن لا يتقدم الوقت قبل أن تتقدم الإنجازات فيخرج المهرجان في دورته الأولى وقد حقق جزءا من طموحاته دون الأجزاء كلها مما ينعكس على الثقة به. ونحن لا نتكلم عن ثقة النقاد بل عن ثقة أهل السينما العالمية من منتجين وموزعين ومخرجين.

لكن هذه الخطوة، بصرف النظر عن كل شيء، هي الخطوة السينمائية الأكبر الى اليوم. دُبي سيكون لديها مهرجانها الكبير الذي سينقل اليها كبار الضيوف وينقلها الى صفحات المطبوعات الدولية المختلفة، سيساهم في تغيير صورة العرب لدى العالم الغربي.

كيف يستطيع المهرجان أن يغيّر صورة او يسهم في تغييرها؟

أي مهرجان سينمائي مُوسع الإطار، حتى ولو لم يكن عالميا، يعكس هوية البلد العربي الذي يقيمه. ما البال إذا ما كان دوليا ومتعوبا عليه ومكلفا ويريد أن يكون إعلانا للبلد وقدراته وطموحاته؟ إذا ما كان المهرجان الصغير يستطيع أن يقول للزائر والصحافي أنا أحاول نشر السينما كثقافة وتشجيع السينمائيين المحليين للإبداع، فإن ما يقوله المهرجان العالمي الكبير هو أضعاف ذلك. إنه يقول: “أنا أستطيع (ولا أحاول فقط) نشر الثقافة السينمائية وتشجيع السينمائيين المحليين على الإبداع وتشجيع السينمائيين العالميين على المجيء والوقوع في حب المكان واستعداداته وخاماته. أستطيع بذلك القول اننا لسنا متأخرين عن اللحاق بالركب العالمي بل نحن الآن جزءا منه. ولسنا بعيدين عن توفير الصورة الصحيحة لما هو إسلامي وعربي، بل نحن عاكسون له.

ولو لم يحقق المهرجان في دوراته الأولى أكثر من إتقان العمل (كما يحبّنا الله أن نفعل) وأكثر من تجسيد خاماتنا ومواهبنا واستعداداتها لملاقاة خامات ومواهب العالم على قدم وساق وتوفير الأجواء المناسبة وتعميم فرح اللقاء ونتائجه الإيجابية، يكون قد خدم نفسه وخدم الدولة وخدم الإسلام وخدم العالم العربي بأسره.

هذا لن يكون صعبا على دولة الإمارات ومسؤوليها ومسؤولي مدينة السينما ومدير المهرجان.

محمد رضا

الخليج الإماراتية في 23 مايو 2004