كتبوا في السينما

يشارك النجم توم هانكس (47 سنة)... لأول مرة في مهرجان كان السينمائي بفيلمه 'قاتل النساء'.. وهو كوميديا هزليه للاخوين المخرجين 'جويل إيثان كوين' ويعرض ضمن افلام المسابقة الرسمية. وتوم هانكس ليس بالنجم العادي وقد قام بتجسيد مختلف الشخصيات فاصبح نجما غير عادي بادائه البسيط او السهل الممتنع.. ومن خلال ادواره المتعددة استطاع ان يغزو قلوب مشاهديه.. وخلال عامين متتاليين فاز بالأوسكار.. المرة الأولي عن فيلمه 'فيلادليفيا' والمرة الثانية عن فيلمه 'فورست جامب' وبعد ان وصل إلي القمة في الاداء الدرامي يعود توم هانكس ليتألق في كوميديا حقيقية.. وهي التي جاءت به إلي كان.

ان نجم هوليوود الاول عاشق فعلا لفنه الذي يستحوذ علي كل كيانه كما يتضح في الحوار التالي معه.

· هذه اول مرة لك في كان ؟

- نعم وليست لي اي خبرة مع هذه المدينة علي عكس الاخوين كوين مخرجي فيلمي الجديد قاتلو النساء اللذين لايستغنيان عن هذا المهرجان.. وفي تصوري أنه كان جزءا من الثقافة السينمائية.. انها زيارة مثيرة جدا بالنسبة لي خاصة اني احضر مع فيلم للاخوين كوين.

· ما الذي دفعك إلي اختيار الكوميديا كما في 'قاتل النساء'؟

- أنه إعادة لنفس الفيلم الذي قام ببطولته عام 1955' سير إليك جينيس' والحقيقة ان فكرة اعادة اخراج فيلم قديم لاتروقني ولكن غيرت رأيي عندما علمت أن الاخوين 'كوين' هما اللذان سيقومان بإخراجه اذ بالنسبة لي يعتبران من الاساتذة الكبار في هذا المجال.. لديهما معني الكوميديا وروح السينما ولايمكن أن أجد أفضل منهما لمساعدتي علي التجديد.

· ما أكثر افلامهما التي تأثرت بها؟

- انه فيلم 'فارجو' ان المواقف غير المتوقعة تجعلني في كل مرة اشاهد هذا الفيلم احلق في قمة السعادة.. ان الاخوين 'كوين' اخرجا اربعة او خمسة أفلام تعد بحق من كلاسيكيات السينما.. وحتي بخضوعها احيانا لمتطلبات هوليوود الا أنهما لم يتنازلا ابدا عن روح الاستقلالية التي يتميزان بها وتجعلهما يتخطيان القيود وتجعلنا نحب الشخصيات حتي البلهاء. احب ايضا طريقتهما في رسم الطبقات الاجتماعية المختلفة وهي حقيقة ملموسة أكثر في قاتلو النساء.. انهم يكتبون.. ويحددون بدقة كلمة النهاية.

· وكيف تعاملت مع هذه الكوميديا؟

- أنا لم اشاهد اداء اليك جينيس في النسخة الاصلية ولكني كنت اعلم ان الاخوين كوين ارادا الاحتفاظ بالاداء المسرحي.. ان 85 % من الشخصية كانت جاهزة في السيناريو من حيث المظهر واللهجة وطريقة السير.. وقد تقدم الاخوان ببعض الاقتراحات واهمها ان اضع في فمي طقم اسنان.. ومن ناحيتي عرضت عليهما صوري حيث تظهر كل خطوات حلاقتي لذقني بعد فيلم 'وحيد في العالم' وتوقفا عند اللقطة التي يتبقي فيها جزء فقط من لحيتي في طرف ذقني فأصبحت جزءامن شخصيتي في 'قاتل النساء'.. وكانت شروطهم فيما يخص الملابس ان ارتدي العباءة الواسعة وهي التي تعلقت بها في احدي الكباري في نهاية الفيلم.. واتفقت ايضا مع مصممة الملابس 'جيري زوخريس' ان ترتدي الشخصية في الفيلم طبقات من الثياب لتضفي عليه الخطوة البطيئة والثقيلة.

· هل يعتبر هذا الفيلم بغرابته منعطفا هاما في حياتك الفنية؟

- نعم .. ولكن في نفس الوقت الشخصية ليست بالغرابة التي تتصورونها.. ان الشخصية هزلية ولكن لها منطقها.. وارجو ان يكون هذا الفيلم فاتحة الطريق امامي لمثل هذه الشخصية.

· فيلم قاتل النساء يعود بك الي الكوميديا.. كيف تختار ادوارك..؟

- ليس لدي تخطيط محدد ورغبتي الوحيدة هو أن تجدد.. وهذه الرغبة كانت دائما طموحي الوحيد منذ اولي خطواتي في عالم السينما.. ويعد فيلم 'الكبير' وكنت في الثلاثين من عمري وجدت نفسي اسير في سلسلة من الافلام الكوميدية.. وعندما علمت بان 'َني مارشال' مخرجة فيلم 'الكبير' تبحث عمن يقوم بدور المدرب الرياضي في فليم 'فريق غير عادي' عملت كل ما في وسعي لاقناعها بامكانياتي القيام بهذه الشخصية وربما هي المرة الوحيدة التي اقدمت فيها علي اختيار محسوب اضطررت إلي زيادة وزني وتعلمت كيف ابصق علي الأرض لاني اردت هذا الدور.. وفي هذا الفيلم لم اقنع النقاد ومع ذلك انهالت علي بعده طلبات ذات مستوي واليوم وعمري 47 سنة لا اصدق ان ادوارا مشوقة لاتزال تعرض عليٌ.

· انت تستمتع بالتمثيل.. فكيف تطور اداؤك خلال السنوات الطويلة؟

- القيام بدور في فيلم اشبه باللعب في سيرك.. الناس كثيرة وعربات النقل والغذاء المجاني وعروض وربما تصفيق.. وأنا استمتع بالمشاركة في السيرك وان أقوم بدور المهرج.. ولكن مع مضي السنوات فان هذا لابد وان تصاحبه لمسة شخصية أكثر عمقا وما افضله قبل اي شيء آخر هو ان اكون دارسا للحوار علي الوجه الاكمل وان الحق بالممثلين الاخرين لنحيي معا المشهد امام الكاميرا.. واليوم يمكنني ان اقول بكل صدق ان مع بداية التصوير لا اري احدا علي البلاتوه وهذا لايعني اني افقد نفسي بل علي العكس اني امنح نفسي للشخصية المرسومة علي الورق والتي تدب فيها الحياة فجأة وهو شعور جميل وعجيب للغاية.. وأعتقد أن ما اثري حبي للتمثيل هي اللقاءات مع شركاء في العمل لهم نفس الحب للفن ونفس الحماس مثل سالي فيلد َول نيومان ليوناردو دي كابريو وايرما هيل السيدة العجوز في فيلم قاتل النساء واعتبرها انسكلوبيديا حية لتاريخ الولايات المتحدة وكاترين زيتا جونز التي تشاركني في فيلم 'المحطة الاخيرة' ل ستيفن سَيلبرج.

· متي شعرت بانجذابك للسينما؟

- أعتقد عند اكتشافي للمخرجين الكلاسيكيين مثل كايرا وافلام الغرب الامريكي سواء في التليفزيون او السينما واعتاد الي مصاحبتي لمشاهدة أفلام الموهوبين مثل جون واين وبيت ديفيز هنري فوندا كل هذه الصور خلقت عالما اسطوريا كنت ابحث فيه عن انعكاسات العالم الذي اعيشه واعرفه.. ان هذه الاحاسيس الاولي هي التي اقنعتني فعلا بان ما اشاهده ليس سحرا وانما قصة حقيقية يمكن ان تساعد علي الحياة واني لابد ان امثل.

· كيف كان شعورك وأنت تشاهد نفسك لأول مرة علي الشاشة؟

- كل مرة اشاهد نفسي علي الشاشة اشعر بالاحباط اشعر ان امكانياتي اكبر وأفضل من الحقيقة التي اكتشفها علي الشاشة.. ولكن مع الخبرة وبعد ان مرت مرحلة فضول اكتشاف النتيجة النهائية لم أعد أحب مشاهدة صوري في الفيلم لاني ادخل في مرحلة 'بيات' ماقبل الخلق الجديد.

· ما هو الدور الذي يعتبر علامة في حياتك الفنية؟

- يمكن تحديده من خلال ثلاثة افلام ' انقاذ الجندي ريان' و'حيد في العالم' و 'فيلادليفيا' انها الافلام التي غيرت نظرتي للامور لانها تطرح اسئلة مختلفة.. في 'فيلادلفيا' فان السؤال هو 'ماهي البشرية'.. ماهو الحب..؟ وكيف يمكن الاستعداد للوفاة؟ ان تساؤل الشخصية قادني الي البحث عن معني الحياة التي لم أهيأ لها.. وبالنسبة لفيلم ' انقاذ الجندي ريان' فانه يطرح سؤال التعرض لوحشية العالم في مقابلة من عاشوا الحرب.. اما فيلم 'وحيد في العالم' فانه مواجهة مع الذات والتفكير بمفردات الباقي علي قيد الحياة والدور بالتغييرات التي تطرأ علي الجسد.

· في عامين متتاليين حصلت علي جائزة الاوسكار وهذا ماحدث بالضبط مع النجم الراحل سبنسر تراس فقط هل شعرت بالغرور؟

- كانت سنوات ثرية للغاية ولكن الاوسكار سريعا ماننساه الفائدة الكبري هي القدرة بعد هذا الفوز علي تنفيذ مشروعات شخصية.. بعد اوسكار فورست جامب كان فيلم 'ابوللو 13' الذي اخذ عنه المسلسل التليفزيوني 'عن الارض في القمر' وكان من انتاجي.. في طفولتهم يحلم الاولاد ان يصبحوا رواد فضاء او رعاة بقر او جنودا.. وقد استطعت تحقيق كل هذه الاحلام.. اذ كانت احلام طفولتي.

· اليوم اصبحت انت نفسك من كوكبة النجوم.. كيف يمكنك تعريف موقفك؟

- اذا كنت نجما سينمائيا.. فانا وسط اسرتي احاول ان تمضي حياتي بصورة طبيعية تماما.. ((هو اب لاربعة ابناء لاثنين من زوجته الاولي... كولين (27 سنة) ويعمل في السينما وابنته (22 سنة) وولدان (14 و 9 سنوات من زوجته الثانية ريتا ويلسون).. نعيش في لوس انجلوس وهي مدينة يتفهم الجميع فيها ماذا تعني صناعة السينما ثم ليس لدي 'شلة' ولاحرس خاص. لدي فقط متحدثة صحفية ووكيل اعمال.. لقد بذلت كل مافي وسعي لتبقي حياتي طبيعية.

· انتهيت اخيرا من العمل في فيلم 'المحطة الاخيرة' مع ستيفن سَيلبرج هل يمكن ان تحدثنا عنه؟

- اقوم فيه بدور مواطن من بلد خيالي في البلقان يحلم دائما برحلة الي الولايات المتحدة.. ولكن اثناء رحلته تتحول بلاده الي الشيوعية وبالتالي فان كل اوراقه تصبح غير شرعية ويتم القبض عليه في المطار وسيضطر الي الحياة لمدة تسعة شهور في هذه المحطة الدولية الاخيرة انها كوميديا انسانية جدا بدون مطاردات بوليسية او بالطائرات الهليكوبتر.. انها رواية مليئة بالانفعالات والاحاسيس.

· عملت مع سَيلبرج ورون هوارد وروبرت زميكيس وهم ثلاثة من أكبر المخرجين في حياتك الفنية وثلاثة رموز في السينما الهوليوودية.. في رأيك ما الذي يضفي علي افلامهم هذه الجاذبية؟

- ان حب الفن السينمائي يجري في دمائهم ولهم مقدرة علي جعل المتفرج في حالة مستمرة من الدهشة والانبهار وأكثر من ذلك هم سينمائيون يتمتعون بالفكر المتفتح الشبابي ويتحكمون تماما في قواعد السينما الكلاسيكية ويبحثون دائما عن الجديد.. والثلاثة يضعون الممثل في ظروف عمل تساعده علي العمل والاثارة.

· ماذا عن مشروعاتك القادمة؟

- انتاج فيلم وثائقي كبير عن هيئة الناسا.. كما سأعمل في فيلم 'الكوخ الثلجي' للمخرج 'مارك رومانيك' ولكن مشروعي الاكبر الحالي هو وجودي في مهرجان كان.

أخبار النجوم في 22 مايو 2004