شعار الموقع (Our Logo)

 

 

ظهرت النجمة المكسيكية الفاتنة سلمي حايك في أحد البرامج التليفريونية الأمريكية وهي تضحك قائلة إنها اتجهت إلي الإخراج خوفا من عدم عثورها علي أدوار لها في المستقبل فقدمت باكورة أعمالها من خلف الكاميرا معجزة مالدونادو ولكل نجم أسبابه في الوقوف خلف الكاميرا‏,‏ وآخر هذه التجارب كانت من خلال آلام المسيح من إخراج النجم ميل جيبسون والذي تخطت أرباحه‏350‏ مليون دولار‏!‏تتمتع سلمي حايك بروح لاتينية جذابة وثقة عالية بالنفس‏,‏ فهي تتعامل ببساطة ولا تعتمد علي جمالها فقط وتتحدث سلمي حايك بتلقائية قائلة‏:‏ في البداية لم يكن يسند إليها الكثير من الأدوار باعتبارها مكسيكية وليست أمريكية‏,‏ كما أنها مازالت محتفظة بلكنتها التي تميز اللاتينيين عند الحديث باللغة الإنجليزية‏,‏ وأضافت ساخرة إنه مع تقدمها في العمر سوف تعاني من ثلاث مشكلات‏,‏ أنها مكسيكية وتتحدث بلكنة مختلفة وهذا لا يتماشي مع نجمات الأفلام في هوليوود لذا بحثت عن مجال جديد لتبرر موهبتها السينمائية واختارت الإخراج‏.‏

سبق أن خاضت سلمي حايك مغامرة الإنتاج مثل العديد من النجوم‏,‏ منذ عامين من خلال فيلمها فريدا وأدت شخصية الرسامة المكسيكية الراحلة فريدا كالو وتجربة سلمي حايك ليست الوحيدة‏,‏ فالنجمة جودي فوستر قامت بتجربة الإخراج ثلاث مرات وأشهر عمل لها هو تيت الرجل الصغير‏,‏ الرجال لهم حضور أقوي في هذا النوع من المجازفات مقارنة بالنساء ونذكر أسماء ميل جيبسون‏,‏ وكيفين كوستنر وجورج كلوني وكلينت إيستوود ووودي آلان‏,‏ وشون بن‏,‏ وتيم روبنز وأحدث التجارب حاليا هي فيلم آلام المسيح‏,‏ حيث اختفي ميل جيبسون تماما من أمام الكاميرا واشترك في السيناريو وأنتج وأخرج هذا العمل الرائع‏,‏ سبق وأن أخرج جيبسون عملين قبل ذلك وقام ببطولتهما وهما قلب شجاع وفاز عنه بجائزتي أوسكار كأحسن إخراج وإنتاج عام‏1995‏ وأخرج قبله رجل بدون وجه عام‏1993,‏ يبدو أن تأسيسه لشركته الخاصة بعد مكاسبه الكبيرة من التمثيل‏,‏ التي تحمل اسم أيكون قد ضمنت له سمعة طيبة في مجال السينما‏,‏ وتبدو روح جيبسون التي تميل إلي المباديء والأخلاقيات في أعماله‏.‏

يري النقاد أن لجوء الممثل إلي الإخراج يرجع إلي عدة أسباب أهمها أن الممثل يرغب في تقديم ما يريده‏,‏ برؤيته الخاصة‏,‏ ونري بالفعل أمثلة المشاركة في كتابة السيناريو والإنتاج وحتي تأليف الموسيقي ويعتقد البعض أن المخرجين يتعاملون بشيء من الاحتقار مع الممثلين‏,‏ لذا يشعر الممثل بحرية أكبر عندما يخرج عمله بنفسه‏,‏ ولكن يواجه الممثل غالبا مشكلة في البداية وهو المكان المناسب لوضع الكاميرا‏,‏ أي اختيار أفضل الزوايا لإبراز جماليات المشهد‏,‏ السينمائي‏.‏ يري النقاد أن المتفرج لا يهتم كثيرا باسم المخرج فالجماهير تذهب لمشاهدة النجم‏,‏ ويستخدمون تعبيرا فكاهيا قائلين‏:‏الجماهير لا تهتم ما إذا كان نيكولاس كيدج هو مخرج الفيلم أم لا‏,‏ فالأمر يبدو سيان‏,‏ وأن الأضواء تنصب علي النجم‏.‏

نأتي إلي النجم الكبير كلينت إيستوود الذي يبلغ من العمر‏73‏ عاما‏,‏ قضي منها ما يقرب من نصف قرن في الحقل السينمائي‏,‏ قام فيها ببطولة‏50‏ فيلما وأخرج‏26‏ فيلما لكنه لم يمثل في جميعها‏,‏ مثل فيلمه الذي عرض أخيرا النهر الخفي والجريمة الغامضة ورشح عنه لجائزة أوسكار كأحسن مخرج لكنه لم يوفق‏,‏ لكنه فاز بها عام‏1992‏ عن غير المتسامح‏.‏

ويعلق إيستوود قائلا‏:‏اليوم‏,‏ تتوجه غالبية الأفلام إلي الجمهور الأكثر شبابا‏.‏ وربما أرغب في تقديم أفلام للأكبر سنا‏,‏ بقصة حقيقية‏,‏ تحمل رسالة‏.‏ مع الأسف أصبحت هوليوود تعتمد علي روح المنافسة تزيد حدة المزاحمة شيئا فشيئا ويتم الحكم علي الفيلم من خلال أرقام الشباك خلال نهاية الأسبوع‏.‏ والكثير من الأفلام الجيدة لا تحصد سوي مكاسب قليلة وعلي العكس تحقق أفلام أخري متواضعة فنيا مكاسب هائلة‏.‏

وبالفعل أخرج إيستوود ما حلم به العديد من الكتاب‏,‏ وجعل الجماهير تحب أعماله التي حققت مكاسب مادية لكن بمبادئه الشخصية وربما يكون إيستوود قد نجح في أن يكون مخرجا أكثر منه ممثلا‏,‏ وظهرت رقته وحساسيته ودقته في العمل الذي اعتني به من البداية وحتي النهاية ونذكر من أعماله التي أخرجها‏,‏ أول فيلم بيرد‏,‏ وعالم مثالي والقوة المطلقة وفاز بطلا النهر الخفي والجريمة الغامضة بجائزتي أوسكار‏,‏ شون بن كأحسن ممثل وتيم روبنز كأحسن ممثل مساعد هذا العام ونال الفيلم تقديرا كبيرا‏,‏ وهو من النوعية الثرية التي تمزج الواقع الأليم بالتشويق‏,‏ ويقدم إسقاطات علي أحداث‏11‏ سبتمبر الأليمة التي مازالت محفورة في وجدان الشعب الأمريكي ويعرض وجهة نظره بجرأة ويطلعنا علي ظروف عبثية‏,‏ فالبريء يعترف بجريمة لم يرتكبها‏,‏ ويعاقب عليها‏,‏ والجاني الحقيقي أقدم علي جريمته بشكل طفولي والجلاد الذي نفذ حكمه يهرب من العقاب بموافقة السلطات‏!!‏

الفيلم يحمل كثيرا من المعاني والمفاجآت‏,‏ كما يمزج بين عدة أفلام قدمت قبل ذلك مثل النائمون والجمال الأمريكي والوعد ونلتقط الخيط من الأخير‏,‏ الذي أخرجه شون بن الذي يغذي أفلامه من حياته المليئة بالعنف‏,‏ وهو واحد من أروع أفلام السينما العالمية التي تتطرق لمسألة الحقيقة في حياتنا‏,‏ وواحد أيضا من الأفلام الأربعة التي قدمها بن في حياته وقدم كيفين كوستنر‏3‏ أفلام هي فيلمه الأسطوري الرقص مع الذئاب الفائز بعدة جوائز أوسكار‏,‏ وساعي البريد الذي لم ينجح‏,‏ وأخيرا مرمي الرماية المفتوح الذي وصفه النقاد بأنه أفضل ما قدم كوستنر وعن حبه للمخاطرة في الإنتاج وكتابة السيناريو والإخراج يقول كوستنر‏:‏لأنني مؤمن بذلك لم أرغب يوما في صناعة أفلام حتي أحقق شهرة أو كسب المال‏.‏ فأنا أريد النظر في وجه أبنائي بدون أن أخجل مما أقوم به فنيا‏.‏

ومن النمادج الموهوبة التي أقدمت علي الإخراج ونجحت في هذا المجال نجد أسماء مثل دينزل واشنطن في أنطون فيشر وجورج كلوني في اعترافات عقل خطير وروبرت ريد فورد الذي فاز بجائزة أوسكار كأحسن مخرج عن أشخاص عاديون ويبقي وودي آلان‏,‏ لغزا بحيث يصعب تصنيفه كممثل أو كمخرج فهو متعدد المواهب وأخرج ومثل الكثير من الأفلام المتميزة‏,‏ وغالبا ما يسخر من ثقافته اليهودية وأشهر ما قدم نهاية هوليوودية والجميع يقول أحبك وشهرة وحنا وأخواتها‏*

الأهرام العربي في 18 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

سحر مـا وراء الكاميرا

نجوم هوليوود يتجهون إلي الإخراج

ريم عزمي