قالوا إنه حول المهرجان القومي للسينما إلي دورة تهذيب وإصلاح وأنه ضد الحرية, ليس هذا فقط بل أعلنوا أنه سيستدعي المنتجين الذين امتنعوا عن المشاركة في المهرجان بقوات الأمن المركزي, اتهموه بالانفعال إنه الناقد السينمائي علي أبو شادي رئيس المهرجان القومي للسينما والذي تعرض أخيرا لحملة هجومية بعد انعقاد الدورة العاشرة من المهرجان القومي للسينما المصرية وهي الدورة المليئة بالألغاز والمعارك التي دعتني للذهاب إليه وسؤاله عما حدث وسيحدث.. ليس ذلك فقط بل قالوا إنه يهاجم رئيس الرقابة؟!
- أؤكد لك أنني قلت كلاما واضحا جدا.. وصرحت بضرورة المشاركة من أجل حماية حق المبدعين فغياب ثمانية أفلام عن المشاركة بحكم أن المنتج هو صاحب الفيلم وله الحق المادي في المصنف الفني في اعتقادي أنه شيء لا يجوز.. وفعلا أنا كتبت وأخذ علي أنني ناديت بإلزام المنتجين والذي هاجمني بشكل واضح هو الناقد طارق الشناوي لكن ما كتبته كان في سياق ما خاصة أنني كنت أقصد الالتزام الأدبي وإذا فهم الناس غير ذلك فأنا أعتذر عن هذا بصراحة وبوضوح. ولكن ما أحزنني حقا أن معظم الكتابات التي تكلمت عن المهرجان ركزت علي هذه القضية, ليس ذلك فقط بل قالوا إن أصحاب هذه الأفلام اعتذروا مع أنهم لم يتقدموا إلي المهرجان أصلا؟ والمفارقة أنني أثرت هذا الموضوع لصالح السينما والمهرجان ولكي يظل للمهرجان قيمة حقيقية تتمثل في إلقاء الضوء علي حال السينما. والحسبة ببساطة هي أن غياب الـ8 أفلام يعني منع96 عنصرا فنيا من التسابق, وليس التسابق فقط بل حق الحوار مع الجمهور؟! وهذا ما أسميته بجريمة فنية. وأؤكد علي أن فكرة الإلزام لم أعن بها مطلقا الإجبار أو الاختيار لكن يجب أن يكون التزاما أدبيا وقوميا ووطنيا وأتمني أن تتغير لائحة المهرجان في هذا الاتجاه.
- بالفعل حدثت تغييرات جزئية فيما يتعلق بزيادة قيمة الجوائز المالية والسماح بدخول الأفلام المصورة فيديو وديجيتال في مسابقة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة.
- القضية في الأساس هي أزمة سينما وليست أزمة مهرجان فالواقع السينمائي رديء جدا وبالتالي أصبحت المشاركة رديئة, والغريب أن هذا المهرجان الذي وصفوه بأنه يعاني أزمة يضم إلي جانب المسابقة الروائية مسابقة مهمة للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة التي تقدم العديد من المواهب الشابة التي تحتاج حقا للاحتفاء بها ودعمها علي الرغم من ذلك لم يلتفت أحد من النقاد إليها أليس من واجب النقد السينمائي رعاية الشباب وتدعيمهم؟
- هذه المسابقة ضمت95 فيلما وعن نفسي هذا عزاني عن غياب الأفلام الروائية وكانت مهمة لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة أصعب بكثير من مهمة لجنة تحكيم الأفلام الروائية. ولم يضايقني أيضا أن يتناول أحد عيوب المهرجان, إلا أنني أصبت بالإحباط من تجاهل هذا النوع من السينما.
- المسألة لم تتعد المناقشة بيني وبين رئيس لجنة التحكيم الكاتب محمد سلماوي والذي اقترح هذه الجائزة بصفته الشخصية وليس كرئيس للجنة التحكيم إلا أنني رفضت مؤكدا له أننا لسنا مهرجان تشهير بل تقييم ومثل هذه المسألة لا يجب أن تتحول إلي قضية خاصة أن المسألة محسومة.. وفي الخارج تمنح مثل هذه الجوائز من قبل جمعيات أهلية وليس الدولة ونحن مهرجان تنظمه وترعاه الدولة ممثلة في وزارة الثقافة.
- بالتأكيد أتفق معك في هذا الطرح, وأقول إنهم لم يتمكنوا من التفريق بين الأمرين وقد يكون هذا عدم احتراف مش عايز أقول هذا التعبير لكن وظيفة النقد والصحافة يجب أن تكون لصالح المبدع طيلة الوقت.. وبفرض أنني أخطأت التعبير عندما قلت إلزام فلا يجب أن تتحول المسألة إلي عقابي أنا فما أسهل أن تقوم الوزارة بإلغاء المهرجان وتكتفي بتحويله إلي مسابقة مثل الأوسكار ليلة واحدة يقام فيها الاحتفال ويأتي الفائزون إلي الصندوق للحصول علي الشيكات المالية فقط دون فعاليات أو ندوات أو تكريمات أو إصدار كتب.. يا جماعة المهرجان تظاهرة ثقافية في الأساس ويهدف إلي الوقوف إلي جانب السينما الجيدة ودعمها ووزير الثقافة رفض بشكل شخصي هذه المسألة لأنه هو صاحب فكرة هذا المهرجان وهو الذي أنشأه وعموما لا أفهم أي صحافة هذه التي تدافع عن حق المنتجين علي حساب المبدعين ولذلك فإنني أناشد المنتجين وأحثهم في العام القادم علي المشاركة لصالح المبدع والسينما المصرية, فالمهرجان يعطي صورة بانورامية عن حال السينما وبدونه لن يكون هناك رصد حقيقي لحال السينما وهذا ما سأفعله في الدورة القادمة, سنقوم بإصدار كتاب بمناسبة مرور10 سنوات علي المهرجان نرصد فيها كل المشاركات والفعاليات.
- في الخارج لم يحدث أن غاب فنان عن مؤتمر صحفي أقيم له ـ وأقصد نجومنا الذين يذهبون إلي مهرجانات في الدول العربية والأجنبية ولكن هنا أنا مثلكم لا أفهم المسألة فقد ألتمس عذرا للبعض الذي قد يكون مسافرا أو عنده ظرف خاص لكن بشكل عام الفنان هو الذي يحترم فنه وجمهوره ويحرص علي التواصل معه هذا هو الفنان الحقيقي.. لكن مع الأسف أصبح معظمهم مهموما أكثر بالذهاب إلي الروتاري والليونز. وبالطبع يسعدني وجودهم في حفل الافتتاح أو الختام وليس معني الامتناع عن المشاركة أن المهرجان ضعيف فهم يضفون جوا إعلاميا لكن ليس ثقافيا, والأهم أنني سعدت بمشاركة المخرجين وكتاب السيناريو فهم أثروا المناقشات وعلي الصحافة أيضا أن تتعامل مع المهرجان بمنطق ثقافي.
- أي لجنة تحكيم في العالم يقال عنها نفس الكلام بدءا من مهرجان كان الدولي وصولا إلي فينيسا ووجادوجو ودوما تكون هناك تحفظات علي النتائج وهل من المفروض حتي يرضي الجميع أن أحول المهرجان إلي مباراة كرة قدم وأحضر محكمين من الخارج. كما أنني أعتقد أن اللجان التي شكلت في الأعوام الماضية ضمت الكثير من المفكرين والسينمائيين أصحاب الرؤية الفنية.
- يضحك ماذا أفعل وأصدقائي كثيرون ولكن دعينا نتحدث بشكل موضوعي هذه اللجان في السنوات الماضية أكثر من150 عنصرا فنيا ستجدون أن الوجوه التي تكررت لن تزيد علي15 وجها وهذا طبيعي ومنطقي خاصة في ظل انشغال البعض.. ومشاركة الآخرين لهم بأعمال ضمن فعاليات المهرجان وعمليا نحن كل عام من كارثة اسمها تشكيل لجنة التحكيم فأي مشارك يجب أن يتسم بالنزاهة والقدرة علي الفهم لطبيعة العمل السينمائي مع القدرة علي المزج بين الحرفة والفكرة وعليه أن يتفرغ لي10 أيام كاملة. وعموما اعتدت علي مسألة أن النتائج لن ترضي الجميع طوال الوقت خاصة أن هناك بعض الطامحين طوال الوقت بالمشاركة في لجان التحكيم والبعض يرغب في تشكيل اللجان علي مزاجه. وأعتقد أن هذا العام شهد مشاركة وجوه شابة ومميزة في لجنة التحكيم الروائية والتسجيلية مثل عصام زكريا, وراجح داود, وحامد حمدان مهندس الديكور.
- بداية هذا ليس قراري ولكنه قرار لجنة السينما وكان هناك رأيان إما أن تخصص لهذه الأفلام مسابقة خاصة أو تضم إلي الأفلام المصورة35 مللي.. ولكننا وجدنا أن هذه المسألة أصبحت تشكل ظاهرة ضاغطة في هذا المجال, وهناك تجارب بدأتها نبيهة لطفي منذ أوائل التسعينيات, وأصبحت الديجيتال وإذا حدث نفس الأمر في السينما الروائية سنبحث المسألة خاصة أن معظم المهرجانات العالمية لم تعترف بعد بهذه التقنية حتي مهرجان كان عندما عرض فيلم ديجيتال أنجريد برجمان كان خارج المسابقة.
- يجب أن ألفت النظر.. إنني كمسئول لا يجوز لي التحدث عن الرقابة.
- من هذا المنطلق أوجه نداء إلي د. مدكور ثابت أن يري المسائل بنفسه فهو صاحب القرار النهائي فالرقباء قد يتفقون أو يختلفون فيما بينهم, لذلك هو صاحب الرؤية الأعلي وأعتقد أنه لو شاهد أو قرأ بنفسه سيغير موقفه100% وسينتصر حتما للسينما فهو مبدع في الأساس. وبحكم خبرتي السابقة في هذا الجهاز أؤكد أنني عندي مشكلة مع ما يسمي لجان الشوري فلا يليق أن تكون هناك لجان غير مسئولة غير رسمية, ومتغيرة باستمرار لأن تغيير اللجان ببساطة يعني تغيير السياسات ولا تصبح هناك مسئولية للرقابة بالإضافة إلي أن هذه اللجان لا تعبر عن الرأي العام وكلامها استشاري وغير ملزم. وبمنتهي الصدق من قال إن علي النقاد والصحفيين أن يتحولوا إلي رقباء؟ وفي الأساس الرقابة قانون لذلك من الأولي أن تكون لجنة قانونيين؟! وليس نقادا؟! فهل يصح لقاض في محكمة أن يجمع مجموعة من المحامين ليقول لهم ماذا نفعل في هذه القضية؟ اختلاط الأدوار يؤدي إلي الفوضي. هناك اللجنة العليا للرقابة التي يرأسها وزير الثقافة ود. جابر عصفور وبعض المفكرين والسينمائيين فلماذا لا يقوم د. مدكور بتفعيلها وقد تكون فكرة شوري النقاد فكرة براقة ولكن الخطير في المسألة أنه لا يجوز عرض أفلام وسيناريوهات إلا علي شخص مسئول.. لأنه في هذه الحالة يحق للمبدع رفع قضية علي الرقابة.
- أنا بشكل شخصي أعشق هذا المهرجان, والحمد لله هو أصبح ذا سمعة عالمية وحتي الآن وعلي الرغم أنه مازال أمامنا4 أشهر علي المهرجان وصلنا أكثر من400 فيلم وحاليا نقوم بتشكيل لجنة التحكيم, ونحاول الاتفاق مع المخرج الأمريكي الشهير مايكل مور علي الحصول علي فيلمه11 فهرنهايت عن أحداث11 سبتمبر لعرضه كفيلم الافتتاح وموزع الفيلم رحب جدا ويكفي أنه أعطانا في العام الماضي فيلم أوليفرستون كما سننظم احتفالية بالسينما التسجيلية السورية وبالفعل اتفقنا مع المؤسسة العامة للسينما كما سنعمل علي تقليل عدد أفلام المسابقة حتي يستطيع النقاد والصحفيون متابعتها خاصة أننا أثقلنا عليهم العام الماضي لكثرة الأفلام* الأهرام العربي في 18 مايو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
علي أبو شادي يدافع عـن مهـرجـانه: غياب الفنانين كشفهم.. ولم يضـعفني أجرى الحديث: علا الشافعي |
|