شعار الموقع (Our Logo)

 

 

ظاهرة غريبة فرضت نفسها علي معظم الأعمال الفنية سواء كانت تليفزيونية أو سينمائية وهي وجود حسن حسني واحمد خليل في كل المسلسلات تقريبا. ولو حاول المشاهد الهروب منهما لأقرب سينما سيفاجأ أيضا بأن حسني حسني هو القاسم المشترك في كل الأفلام المعروضة.. ورغم موهبتهما الكبيرة وقدرتهما علي تحقيق النجاح، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه.. ألا يوجد في الوسط الفني كله ممثلون قادرون علي تقديم هذه الأدوار أم اننا نحتاج الي اكتشاف وجوه جديدة فوق الستين؟

تقول المخرجة انعام محمد علي: أن احمد خليل وحسن حسني أصبحا 'موضة' متكررة في أغلب أعمال السينما والتليفزيون وتضيف :

هناك ممثلون جيدون لا يعملون كثيرا مثل د. سامي عبدالحليم الذي قدم شخصية بيرم التونسي في مسلسل أم كلثوم ومدحت مرسي.. واشرف عبدالغفور ويوسف فوزي وسمير فهمي الذي قدم دور وزير الحربية في 'قاسم امين'.

وأنا متأكدة لو أن المخرجين فكروا وبحثوا سيجدون ممثلين كبارا يصلحون لهذه الأدوار.. والمشكلة ان هناك خطأ يحدث هو حبس الممثل في دور واحد.

وتضيف انعام محمد علي هذا التكرار يحدث مع الممثلات فهناك فادية عبدالغني ونهال عنبر يتكرران بينما هناك ممثلة متميزة هي نادية رشاد لا تعمل كثيرا. المشكلة الحقيقية ان المخرج يفضل أن يمشي في المضمون ويرفض ان يرهق نفسه في اكتشاف الجديد. وهو دور مهم للمخرج للأسف غائب بشكل ملحوظ.. فالمفروض ان يقدم المخرج الممثل في أدوار مفاجئة بعيدا عن النمطية والشكل المتوقع فمن كان يتوقع ان يؤدي احمد راتب دور القصبجي في 'أم كلثوم' وان يؤدي محمد كامل دور زكريا احمد وبعدها يقوم بدور 'عبدالله النديم' في مسلسل 'قاسم امين'.

رقم قياسي

المخرج مجدي أبوعميرة استطاع ان يحقق رقما قياسيا بالجمع بين حسن حسني واحمد خليل في عمل واحد هو 'ملك روحي' الذي عرض مؤخرا، وهو يري أن هناك ندرة في هذه النوعية من الأدوار وهو يقول:

هناك مشكلة أواجهها كمخرج أن أمامي دورا كبيرا يحتاج الي مساحات تمثيل كبيرة وللأسف لا أجد عددا كبيرا مناسب لهذه النوعية من الأعمال.. وبصراحة شديدة أنا كمخرج لا أجد إلا حسن حسني وأحمد خليل ورشوان توفيق وجمال اسماعيل لهذه الأدوار وهناك ملاحظة اخري ان عدد الممثلات في هذا السن اكثر من عدد الممثلين ومن خلال تجاربي قررت ألا ألجأ لممثل محدود الامكانيات حتي لو كان عمره مناسبا لانه سوف يؤثر علي الدور وبالتالي علي العمل نفسه.. وفي رأيي أننا بالفعل نحتاج لوجوه جديدة في سن الستين لكنها مسألة غير متاحة.. والذي يقول أن مدحت مرسي يصلح لهذه المرحلة أقول انه لايصلح ليقوم بدور والد يسرا الذي قام به أحمد خليل.. ويوسف فوزي فنان متميز لكنه لايصلح لدور والد محمود عبدالعزيز في مسلسله الجديد.. وأنا كمخرج سألت نفسي هل هناك غير حسن حسني واحمد خليل ليقوما بأدوارهما في ملك روحي وكانت الاجابة لا.. لأنني كنت احتاج لأداء تمثيلي عال وأحاسيس مختلفة تؤكد ما اريده لدي المشاهد.

ويعترف مجدي ابوعميرة بان تكرار الممثلين في أعمال يتسبب في حالة ارتباك للمشاهد.. والتكرار يحدث حتي مع من هم في مراحل عمرية مختلفة.. وفي رأيي ان هناك أدوارا لاتحتاج الي امكانيات عالية يجب ان نفكر بعيدا عن حسن حسني واحمد خليل وهي محاولة لمنح الفرصة لآخرين وأنا أعذر المخرج الذي يلجأ لهما عندما يكون عنده دور يحتاج أداء عاليا وساخنا.. وهذا يحدث في السينما ايضا عندما تجد حسن حسني موجودا في كل أفلام السينما.

ويضيف مجدي ابوعميرة قائلا هناك جانب آخر لايقل عن جانب الموهبة وهو الجانب التنفيذي فالمخرج يهمه أن يكون الممثل الذي يعمل معه أكثر قدرة علي الحفظ والاستيعاب وهي مسألة ايضا يأخذها المخرج في اعتباره عندما يرشح احدا لهذه النوعية من الأدوار.. وعن مسألة التكرار يتساءل مجدي ابوعميرة اين ادارة التخطيط التي كانت تضمن عدم تكرار الممثلين.

مقاطعة

أما المخرج ابراهيم الشقنقيري فيقول: يتحمل المخرج جزءا من هذا الخلل بجانب جهات الانتاج.. وبالنسبة لي أعترف بأن انشغال حسن حسني واحمد خليل يضايقني كثيرا كمخرج لانني اجد نفسي مضطرا في حالة الاستعانة باحدهما ان ارتب مواعيد التصوير وفقا لبرامجهما.. واعرف مخرجين يستبعدون هذين الاسمين بالتحديد من ترشيحاتهم..

وأنا أري أسماء آخري لاتقل عنهما.. وتجربتي مثلا مع عمر الحريري اثبتت لي ذلك فقدم معي دور يوناني في مسلسل ودور مجرم شرير في مسلسل آخر.. وأخيرا يقوم معي بدور عمدة في مسلسل المعمورة.. وهو دور كوميدي وبشكل عام علاج هذه المشكلة في يد المخرج والمنتج لاننا بذلك نظلم آخرين غيرهما..

ويعود الشقنقيري ليؤكد انه لايقاطع احمد خليل وحسن حسني، لكنه لايفضل ان يتعامل مع فنان مشغول في عشرة أعمال فيتسبب في حالة 'ربكة' كبيرة.. ويضيف:

تعاونت مع احمد خليل في فترة لم يكن مشغولا بهذه الدرجة!!

نجوم فوق الستين

المخرج سامي محمد علي يري ان هناك حاجة ملحة لوجوه جديدة في هذه المرحلة العمرية.. لانها للاسف منطقة يندر فيها ان تجد ممثلا جيدا وخلال تجاربي انا وزملائي لاحظت اننا نقوم بتوزيع كل الأدوار ونأتي لهذه المرحلة ونشعر بارتباك لنفس السبب.

ويضيف سامي محمد علي: الحقيقة ان هناك أربعة أو خمسة ممثلين في هذه المرحلة وحتي هؤلاء عددهم غير كاف.. واعترف ان هناك حالة تساهل تصيب المخرجين لذلك تجدهم يضطرون للاستسلام واختيار احمد خليل أو حسن حسني مع توفيق مواعيد التصوير مع ارتباطاتهما الكثيرة!!

ويقول سامي محمد علي: انها نكتة حقيقية ان نبحث عن وجوه جديدة فوق الستين.. رغم انه في حالات نادرة يمكن ان يكتشف انسان موهبته كممثل في هذه السن.

أما عن حل هذه المشكلة فيقول: لا أعرف لها حلا فقد واجهت في كل أعمالي هذا المأزق.. والمهم ان هذه المرحلة السنية مطلوبة جدا في الدراما ولايمكن الاستغناء عنها وعندنا بدائل كثيرة للممثلين الشباب.. لكن فوق الستين لايوجد ممثلون علي مستوي رفيع سوي عدد محدود للغاية.

البطل الأوحد

المخرج وفيق وجدي قدم حسن حسني في 'أيام المنيرة' منذ 10 سنوات وقدم أحمد خليل في 'أوراق مصرية' منذ 5 سنوات وهو له رأي مختلف حيث يقول: أنا لا أري أي أزمة في هذه المرحلة العمرية.. وهناك مجموعة كبيرة من الأسماء التي تصلح لتقوم بنفس ادوار حسن حسني واحمد خليل والمسألة في النهاية تخضع لاختيار المخرج ولدينا 'حسن عبدالحميد واسامة عباس وعبدالرحمن ابوزهرة ومحمد ريحان'.. ونحن مع ذلك لابد ان نعترف بالتميز لحسن واحمد..

وأنا أعتقد أن هناك من يفضل أن يلعب علي الحصان الرابح ومطلوب من المخرج ان يبذل مجهودا في البحث والاختيار ليجد طاقات اخري غير متداولة.. ولدينا في مصر ممثلون كثيرون.

وفي نظري ان المسألة ليست في الممثل فالأهم هو نوع الدراما التي تقدم فأنا ضد الدراما التي تدور حول البطل الأوحد.

عرض وطلب

أما الفنان احمد خليل فله رأي خاص في مسألة تكرار ظهوره فيقول: لاشك هناك نقص في عدد الفنانين في مرحلتي العمرية وفي مراحل اخري فمثلا في السينما تقريبا لايوجد بديل لحنان ترك ومني زكي فلو أن السينما انتجت 14 فيلما سنجد 7 أفلام من بطولة حنان ومثلها بطولة مني والحقيقة انه توجد بدائل لهما ولنا 'انا وحسن حسني' ولكن المسألة تخضع للعرض والطلب.. فهناك زملاء قادرون علي ان يقوموا بأدوار مثل عبدالرحمن أبوزهرة ورشوان توفيق وجمال اسماعيل.. ولكننا لابد ان نؤمن بقوانين السوق والعرض والطلب فالفن في النهاية سلعة يتم تسويقها وبيعها والمخرج عندما يطلبني في عمل فهو يستند الي ان الناس تريدني وفي نفس الوقت الدور يصلح لي..

ويضيف أحمد خليل لكي أصل الي المكانة التي انا عليها الان احتاج الي 40 سنة.. ولايمكن ان نقدم وجها جديدا عمره 60 عاما.. فمن الممكن ان يكون هناك وجه جديد عمره 20 عاما يتعلم ويزداد خبرة.

وعن ارتباطه بعدة أعمال في وقت واحد وتأثير ذلك علي ادائه بشكل اجمالي يقول احمد خليل: لماذا لا يثار هذا السؤال عندما نجد طبيبا يجري اكثر من عملية جراحية في وقت واحد أو مهندسا يشرف علي أكثر من مشروع لماذا احاسب الفنان دون باقي اصحاب المهن الاخري... انا أرفض ادعاء البعض بأن نكتفي بعمل واحد في السنة حتي لا يمل الجمهور..

وأعتقد ان الفنان الذي لا يعمل لمدة شهر أو شهرين فهو يصدأ.. والذهب لابد ان يتم ارتداؤه حتي نشعر بقيمته ولانكتفي بمجرد اقتنائه.

أما مايقال عن حرق الفنان بسبب كثرة أعماله فأنا أري أن الفنان الضعيف فقط هو الذي لايستطيع ان يؤدي إلا نوعية واحدة من الأدوار هو الذي يتعرض لهذا الخطر.. وبالنسبة لي أتعلم وأكتسب خبرات جديدة في كل لحظة اقف فيها امام الكاميرا..

حسن مع عوكل

الفنان حسن حسني كعادته مشغولا دائما.. بحثنا عنه فلم نجده وعلمنا أنه في مهمة فنية في تركيا لمدة عشرين يوما حيث يقوم بتصوير مشاهدة في فيلم 'عوكل'!

أخبار النجوم في 15 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

بعد ان اصبح حسن حسني و آحمد خليل ماركة مسجلة

مطلوب وجوة جديدة فوق ال60

تحقيق: أسامة عبداللطيف