كتبوا في السينما

في هذه الحلقة من كتاب تاريخ السينما العالمية للمؤلف ديفيد روبنسون نتواصل مع موجة الهجرة الى الولايات المتحدة الاميركية من قبل المخرجين السينمائيين واستقرارهم في هوليوود، ومن بين هؤلاء «جوزيف لوزي» الذي يقول عنه روبنسون: تلقى جوزيف لوزي، وفريد زينمان بعد ان شارك في اخراج «بشرة يوم الاحد» بألمانيا في 1930 وقدم فيلما طويلا بالمكسيك، «نصائح» في 1936 تدريبا من خلال سلسلة الموضوعات القصيرة التي انتجتها ام جي ام تحت غنوان «الجريمة لا تفيد» .وكان زينمان 1907 قد وصل الى ام.جي.ام في 1936 واثبت وجودة في الاربعينيات مخرجا للافلام البوليسية العنيفة، ولسوف يثبت ايضا فيما بعد انه مخرج تجاري محترم دائما ويعتمد عليه كانت افلام افضل فتراته هي «الرجال» 1950 و«قلب الظهيرة 1952» كلاهما من تأليف كارل فورمان ولكنه راح فيما بعد يبدد مواهبه كالكثيرين من ابناء جيله.

في افلام تجارية ضخمة بلا شخصية مميزة مثل «قصة الراهبة» 1959 و«هاواي» 1966 حتى حقق اكبر نجاحاته القيمة من خلال «رجل لكل العصور» 1966 و«جوليا» 1977 المأخوذ عن قصة لليليان هيلمن اما جوزيف لوزي 1909 الذي سيثبت انه واحد من افضل وابقى مخرجي هذا الجيل، فقدم اول افلامه الروائية والاشبه بأمثولة معاصرة، «الولد ذو الشعر الاخضر» في 1948، ثم اتجه الى سلسلة من الافلام البوليسية الشديدة الاتقان من ضمنها اعادة تقديم فيلم فريتس لانج «ام» في 1950.

عمل جوزيف مانكيفيتش 1909 كاتب سيناريو لسنوات عديدة قبل ان يخرج «التنين 1946 الذي دشن به مسيرته الفنية مخرجا ـ كاتبا لاعمال ابرزها «خطاب الى ثلاث زوجات» 1949 «كل شيء عن حواء» 1950، «يوليوس قيصر» 1953، «الكونتيسة الحافية» 1954 فجأة الصيف الماضي 1959.

وفيلمه الشهير «كليوباترا» 1963 كما كان روبرت روسن 1908 ـ 1966 كاتبا في البداية هو الآخر، كذلك ادوارد دمتريك 1908 الذي مارس جميع المهن الموجودة بالاستوديو لمدة خمسة عشر عاما قبل ان يقدم فيلمه الاول «جاسوس التلفزيون» في 1939 ثم اعقبه بعدد من افلام المغامرات الحربية الى «وابل النيران» 1947 الذي كان بمثابة مقالة سياسية قوية وصادقة عن العداء للسامية.

عمل بيلي وايلدر 1906 كاتبا لسنوات في ألمانيا اولا ثم في اميركا حيث اعد للوبيتش بعضا من افضل سيناريوهاته، كما اخرج في فرنسا فيلما روائيا باسم «البذرة السيئة» 1933 وفي 1942 بدأ مسيرته الاميركية الطويلة الناجحة بفيلمه الكوميد «الكبير والصغير» وبدءا من «تأمين مزدوج» 1944 صار من الملامح المميزة لاعماله فضح الاوهام بسخرية، ان كان ثمة عنصر جديد سيدخل الى افلامه مع «سوق سابرينا» 1954 و«حكة السنة السابعة» 1955 عنصر تهكمي هو الآخر.

ولكنه يتسم بالمرح الطائش الذي يذكرنا بلوبيتش سيبدو اوضح ما يمكن في «البعض يفضلونها ساخنة» 1959 ومن المهاجرين الآخرين اوتو بريمنجر 1906 القادم من فيينا بعد ان قدم اول اعماله بالنمسا في 1932، ثم بدأ بعد ذلك بأربع سنوات في الاخراج بالولايات المتحدة، غير ان جميع نجاحاته الكبيرة من «فضيحة ملكية» 1945 الى مجموعة الافلام الضخمة التي قدمها في الستينيات (تشريح جريمة قتل، الخروج، النصيحة والقبول، الكاردينال) انما تنتمي الى فترة ما بعد الحرب.

ومن المخرجين الجدد الآخرين في الاربعينيات والخمسينيات روبرت الدريتش 1918 الذي عمل مخرجا مساعدا مع ويلمن ومايلستون ولوزى ورينوار وشابلن قبل ان يقدم فيلمه الاول «المعسكر الكبير» في 1953 والذي سيحقق فيما بعد نجاحا ملحوظا في افلام الكوميديا المرعبة مثل «ماذا حدث للطفلة جين» 1963 وكذلك ستانلي كريمر 1913 المنتج السابق، الذي قدم اول افلامه «ليس كغريب» في 1955 ثم تخصص فيما بعد في الافلام الضخمة التي تتناول مشكلات مهمة مثل «على الشاطيء» 1959.

«محاكمة في نورمبرغ» 1966، «خمن من قادم للعشاء» 1967 والمجرى المولد لاسلو بينديك 1907 الذي عمل في السابق مصورا لدى الاوفا ومونتيرا وكاتبا في بعض انتاج هولى ورد في المكسيك وكان افضل افلامه «وفاة بائع جوال» 1951 و«المتوحش» 1953 ذلك المزيج الغريب من الغراميات القدرية وانحرافات شبان الدراجات النارية والسترات الجلدية، ودون سيجل 1912 الذي بدأ مونتيرا ثم تخصص في اخراج الافلام البوليسية واختار بشكل عام العمل من خلال الحرية النسبية التي توفرها الميزانيات المنخفضة شأنه شأن صمويل فوللر 1911 الذي كثيرا ما قام بكتابة وانتاج افلامه الميلودرامية العنيفة المحكمة البناء.

البيان الإماراتية في 15 مايو 2004