انتهت المخرجة اللبنانية جوسلين صعب من تصوير فيلمها الروائي الاول «دنيا» بعد معاناة طويلة مع الرقابة المصرية الذي سبق ان رفضت السيناريوالذي كتبته ايضا المخرجة وذلك بدعوى الخروج عن الاداب العامة عبر الاحداث التي تتناول بجرأة العديد من القضايا التي تخص المرأة المصرية ومنها القضايا المتعلقة بحرية المرأة والقضية الشائكة «الختان» .ولكن «جوسلين»ربحت المعركة بعد ان تظلمت،فحصلت على تصريح التصوير،ولم تلتقط انفاسها وراحت تصور فيلمها بعد ان اظهرت بعض اللين وعدلت في بعض المشاهد فعلتها جوسلين غير عابئة بالهجوم العنيف الذي شنته عليها بعض الصحف المصرية التى لعبت على النغمة الجاهزة «تشويه سمعة مصر».فيلم «دنيا» يعد الفيلم الروائي الاول لمخرجته التي تتضمن اجندتها الفنية العديد من الافلام التسجيلية والوثائقية والروائية القصيرة في مسيرة حافلة عبرت خلالها عن العديد من القضايا العربية والقضايا الخاصة بالحروب التي عانت منها كل المنطقة العربية، فقدمت افلاما مثل «حرب اكتوبر» ،«حرب الجولان السوري»، «بيروت:الفلسطينيون مستمرون»،«النساء الفلسطينيات»،«بيروت لم تعد كما كانت»،«بيروت مدينتي»،وذلك قبل ان تقدم اول افلامها الطويلة«كان ياما كان بيروت». دافعت «جوسلين صعب» عن فيلمها الجديد مستنكرة اي هجوم عليه من قبل من لم يشاهدونه بعد ،فالفيلم كان قيد التصوير ولم يزل امامه،حسب تأكيدها لنا،ستة اشهر اخرى ليكون جاهزا لعرضه،حيث ستسافر الى محل اقامتها بباريس تاركة القاهرة لتعود اليها بعد شهر تقريبا لتبدأ مرحلة المونتاج ،وقد حرصت جوسلين ان توجه رسالة الى مهاجميها قائلة ان فيلم «دنيا» يجسد ختان الرأس وليس ختان الجسد. استعانت المخرجة بالعديد من الفنيين الفرنسيين وتحديدا في مجال التصوير والصوت،كما استعانت ايضا بطاقم عمل فني لبناني ابرزهم مساعدتها ماري بادير التي سبق ان شاركت في اعمال ليوسف شاهين، وخيري بشارة،ومحمد خان ،وكذا مدرب الرقص اللبناني «وليد عوني»،اما فريق التمثيل فتكون من المصريين محمد منير،حنان ترك،سوسن بدر،عايدة رياض،فتحي عبد الوهاب،اما الممثلة كارولين خليل فاكتفت بدورها خارج احداث الفيلم كمدربة تمثيل لمحمد منير والمطربة مي والرقص وليد عوني،في حين قامت الشاعرة كوثر مصطفي بكتابة اغاني الفيلم بجوار تمصير اللهجة بالسيناريو. احلم تلمس بايدك ضي الليل الطويل تزرع فوق السحاب وردة ملهاش مثيل احلم تكون قمر..لنا تكون انت القمر وتنور الف دنيا..وتنور الف ليل هذه كلمات احدى الاغاني التي كتبتها كوثر مصطفى للفيلم وتقول كوثر ان الفيلم لايتحدث عن الختان فقط وانما الختان هواحد الخيوط الدرامية المتشابكة بالفيلم الذي يعبر بالاساس عن صراع فكري وايديولوجي على خلفية من قضايا المراة والعادات والتقاليد التي تحكم الفتاة في المجتمعات العربية. الفنان محمد منير الذي يؤدي دور البطولة يؤكد ان الفيلم جيد على المستوى الفني ومكتوب بحرفية عالية جعلته يقبل على الفور المشاركة فيه،مشيرا الى اعجابه بالشخصية التي يجسدها في دور مفكر واستاذ جامعي رافض فكرة العلاقة مع المرأة ويتعرض لهجمات الارهابيين التى تسبب له العمى،وهو رجل يهوى الشعر والغناء يقف بجانب فتاة تهوى الرقص والاستعراض وتهرب من اهلها بالصعيد لتحقيق طموحاتها بالقاهرة،تلك الطموحات التي رسمها خيالها متأثرا بوالدتها الراقصة،«منير» ابهره ايضا،حسب قوله، الاداء السلس والتقني العالي للمخرجة التي ابدت حبها الشديد لمصر والمصريين. حنان ترك التي تجسد شخصية الفتاة الجامحة التي تحلم بالرقص تقول أن الفيلم جريء لأنه يتناول قضايا الحرية في ظل اراء اخرى مضادة، ولكن المخرجة كانت متعاونة معنا لدرجة انها كانت توافق على الحذف والتعديل ليتناسب الحوار مع مجتمعنا.،وكما اشاد «منير» بحسن ادارة المخرجة للعمل فعلت «عايدة رياض»التي تجسد شخصية سائقة تاكسي ووالدة الطفلة التى سيحدث لها الختان،وهي لم تكن تعبأ بمسألة الختان ولا زوجها كذلك الذي يعمل ميكانيكي ويقوم بدوره الممثل «يوسف اسماعيل». تقول عايدة رياض: سمعت كثيرا ماقاله البعض عن اسفاف وتشويه للصورة المصرية داخل الفيلم ولكني لم ار ذلك واندهش من الذين يصدرون احكاما على افلام لم يروها بعد واقول لهم «ارجوكم شاهدوا الفيلم اولا ثم اصدروا الحكم». محمد منير الذي اقام حفلا صغيرا في احد المراكب النيلية على شرف انتهاء التصويريؤكد لنا انه فيلم مختلف ومغاير عما هو موجود اومتاح. يبقى ان فيلم «دنيا» هو انتاج فرنسى ـ مصري مشترك، حيث يشارك في انتاجه القناة الخامسة الفرنسية والمخرج والمنتج اسماعيل مراد من مصر عبر شركته الانتاجية «سينما توجراف». البيان الإماراتية في 15 مايو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
بعد معاناة مع الرقابة جوسلين صعب تنتهي من فيلمها الأول «دنيا» ناهد صلاح |
|