هل هناك أسرار لم تكشف بعد في حياة مدير مدرسة صناعة البهجة إسماعيل ياسين؟ وهل هناك ابتسامات حرمنا منها بسبب تعنت الرقابة معه؟ لاشك أن تاريخ الفن المصري لم يكتب من كل جوانبه بعد.... وكثير ما يقودنا «الفضول»، أو «حب المغامرة»، أو حتي «الصدفة»، لاكتشاف أسرار مازالت دفينة في ذاكرة معاصري رواد السينما ال مصرية ومن قبيل الصدفة وحدها التقيت مع السيناريست الكبير «أنور عبدالملك»، الذي وجدته يقدم نفسه لي باعتباره صاحب أشهر الجمل والإفيهات التي مازالت تضحك الجماهير حتي الآن بل وصارت علامات باقية نستشهد بها وقت أن نحتاج لضحكة صافية ولعل أشهر هذه الإفيهات جملة الفنانة الكبيرة ماري منيب «اسألني أنا حماتك مدوباهم اتنين» وغيرها. والسيناريست أنور عبدالملك كان يعمل محاميا بالشئون القانونية بوزارة التعليم هذا إلي جانب كونه كاتبا سينمائيا قدم للسينما نحو 6 أفلام طغي عليها الجانب الكوميدي وهي سيناريو وحوار فيلم «الحب الخالد»، بطولة عماد حمدي وهند رستم وحسن يوسف ونادية الجندي، وإخراج زهير بكير وقصة وسيناريو وحوار فيلم «آخر شقاوة»، بطولة أحمد رمزي وحسن يوسف ومحمد عوض وثلاثي أضواء المسرح وإخراج عيسي كرامة. وقصة وسيناريو وحوار فيلم «احترس نحن المجانين» بطولة مصطفي فهمي وناهد شريف وصلاح السعدني وصفاء أبوالسعود إخراج زكي صالح. والقصة والسيناريو والحوار لفيلم «ممنوع للطلبة»، بطولة سمير صبري وشويكار ومحمد رضا وإخراج سعيد مصطفي وغيرها. وبعد أن التقط أنفاسه وهو يحدثني عن أفلامه بدأت معه هذا الحوار. * ككاتب كوميدي ما رأيك في الأفلام الكوميدية التي تقدم في هذه الفترة؟ ـ مستوي بعض هذه الأفلام يصل إلي حد الإسفاف فهي بدون مغزي أو هدف كلها عبارة عن تهريج لا يتفق مع العقول الواعية، ولكنها تحتاج لشباب فارغ من الداخل. * وما المغزي في فيلم مثل «آخر شقاوة»؟ ـ «آخر شقاوة»، لحد النهاردة له قيمته فإلي جانب الكوميديا الصادقة هناك فكرة وهي أن الشاب المهمل في دروسه والمستهتر يتعرض للعديد من المشاكل، لقد قدمت جوانب سلبية من الشباب مثل دور حسن يوسف ومحمد عوض وقدمت نموذجا إيجابيا في دور أحمد رمزي. لا يا أستاذ له مغزي وفيه صدق فني علشان كده لسه الناس بتحب تشوفه. * وماذا عن معاناتك ككاتب في ذلك الوقت؟ ـ دائما طريق الكتابة للسينما صعب ومليء بالأشواك ولكن كانت هناك فرص حقيقية للعمل الجيد وهذا ما يفتقده شباب الكتاب الآن. وأنا عن نفسي شجعني جدا المنتج جوزيف كرامة وكذلك إسماعيل ياسين ولكن هذا لا يمنع حدوث بعض المشاكل فمثلا كانت عندي رواية بعنوان «المغفلين الثلاثة»، عجبت أحد المنتجين وطلب أن يكتب اسمه معي ورفضت فأوقف العمل. وأخذها المخرج فاروق عجرمة، وأخرجها في لبنان بعنوان «فندق الأحلام»، كذلك تعرضت لمشكلة كبيرة مع المخرج نجدي حافظ حيث كنت قد قدمت له رواية بعنوان «حياة عازب»، واختلفت معه حول الأجر وأذكر أنه وقتها تدخل الفنان فؤاد المهندس وعندما لم أحصل علي حقي المادي، أقمت دعوي قضائية ودخلنا المحاكم وكانت النتيجة أن ظهر الفيلم بدون اسمي وهو من بطولة شكري سرحان ونادية لطفي؟ * ومن خلال تواجدك في الوسط الفني لماذا لم تشارك بالتمثيل؟ ـ قمت بدور «دكتور»، في فيلم «حماتي ملاك»، بطولة ماري منيب وإسماعيل ياسين ولكني لم أستمر بسبب شعوري بالارتباك الشديد أمام الكاميرا. * تذكر كثيرا الفنان الكبير إسماعيل ياسين لماذا لم تكتب له أفلاما؟ ـ حكايتي مع إسماعيل ياسين حكاية مثيرة جدا فبعد نجاح «آخر شقاوة»، تشجعت أن أعرض عليه فيلما بعنوان «يخلق من الشبه أربعين»، لكنه طلب مني أن أكتب له فيلما آخر حكي لي فكرته وكان يريد أن يقوم فيه بدور مدرس في مدرسة بنات وبالفعل كتبت الفيلم بعنوان «إسماعيل ياسين في مدرسة البنات»، وأعجبه جدا ولكن الرقابة رفضته بدعوي الخروج عن الآداب في مدرسة، والسخرية من مهنة المدرسين!! وأحداثه كانت تدور حول إسماعيل مدرس الاقتصاد المنزلي في مدرسة البنات وفشله في تعليمهن أي نوع من الطبيخ وطبعا في إطار قصة حب. وبعد الرفض المشدد لم نيأس وقدمت له فيلما آخر بعنوان «إسماعيل ياسين في بوليس الآداب»، ونال إعجابه وإعجاب المنتج ولكن الرقابة رفضته هو الآخر بدعوي الخروج عن الآداب. وتدور أحداثه حول إسماعيل العسكري الذي يعمل في بوليس الآداب وعندما يتم القبض علي شقة بها مجموعة من المنحرفات يتعاطف مع بعضهن ويحتفظ بهن في شقته الخاصة، فيقمن بمزاولة مهنتهن من داخل شقة عسكري الآداب إلي أن يكتشف كيف أنه كان مغفلا وبعد هذا الرفض المكرر لم أحاول أن أكتب له مرة أخري. * والآن أين أنت من الكتابة الدرامية؟ ـ بعد أن قدم لي التليفزيون فيلم «قصر الهانم»، بطولة صفاء أبوالسعود والثلاثي ظللت فترة لا أكتب، خاصة بعد أن أصبت بجلطة في القلب عام 1984 وبعدها تعاقدت مع شركة أوسكار واشتروا مني مسرحية بعنوان «الرجالة ما يتغلبوش أبدا»، ولكنها لم تنفذ بعد. كذلك عندي أكثر من سيناريو جاهز مثل «أرملتي العزيزة»، و«شباب في خطر»، و«غرباء بالفندق»، ولكن نجوم الكوميديا الجدد لا يعرفونني، أيضا هناك مسلسل اسمه «علي الخير والشر سواء»، اشتراه مني المنتج إبراهيم شوقي ولكنه توفي قبل إنتاجه ولا أدري ما هو مصيره! جريدة القاهرة في 11 مايو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
يكشفها مؤلفها.. السيناريست القدير أنور عبدالمك لأول مرة.. الأفلام التي رفضتها الرقابة لإسماعيل ياسين روبير الفارس |
|