شعار الموقع (Our Logo)

 

 

بامكاننا ان نتحمل مسئولية قولنا بان فيلم «حب البنات» يصلح لان يكون النموذج الامثل الذي يحتذى به صناع السينما هذه الايام وان يدرس لهم في حدود فهمهم المسطح لعالم السينما خصوصاً وان الفيلم يأتي في خضم موجة انتاجاتهم العشوائية التي هربوا بها خجلاً من الدخول في مسابقات المهرجانات وهم العارفون بضعف وسذاجة افلامهم، ما الذي حدث ليخرج فيلم «حب البنات» بهذه الصورة الجيدة ومن قبله فيلم «سهر الليالي»؟ لم يحدث شيء سوى ان القائمين على الفيلمين يدركون معنى العمل الفني لا أكثر، «حب البنات» انتجه جهاز السينما بقطاع الانتاج وهو جهة علاوة على انها رسمية إلا ان العاملين فيها يفهمون قيمة السينما ويحافظون على الحد الادنى من مقوماتها، لكن هناك عناصر اخرى لها دورها الكبير في خروج العمل بهذه الصورة وأولها التقاء النجوم الكبار في بوتقة واحدة قافزين على فكرة النجم الاوحد وفنانة كبيرة بحجم ليلى علوي لها تاريخها السينمائي لا يمكن ان تقبل بعمل ضعيف يشوه مسيرتها.

واشرف عبدالباقي ورغم انسياقي مع الموجة في افلام سابقة إلا انه يظهر في هذا الفيلم بشكل جديد ويؤكد على مواهبه وقدراته، اضافة الى المشاركة الايجابية لحنان ترك وهي المرة الاولى من وجهة نظرنا نرى فيها حنان ترك فاعلة في الحدث وليست تابعة لتحركات البطل كما في بعض افلامها، ونأتي الى قصة الفيلم التي كتبتها نهاد عبدالعزيز ثم الى سيناريو وحوار تامر حبيب لتقول ان تقسيم الادوار شيء مهم ولا يمكن لكاتب قصة وحوار وسيناريو ان يقوم بهذه المهمة إلا اذا كان كاتباً متمرساً وله خبرته الطويلة في هذا المجال.

واخيراً نتعرف على تجربة خالد الحجر الاخراجية وهي تتبلور شيئاً فشيئاً لتقول ان لدينا كوادر سينمائية شبابية في غاية الروعة لو ان تجار الفن يبتعدون قليلاً ويتركون الفن لاهله، يحسب لخالد الحجر وهو صاحب الكلمة الاخيرة في العمل انه قدم ويقدم سينما نظيفة وبعيدة عن عوامل الجذب الرخيصة رغم وجود المساحة والارضية المهيأة من خلال السياق الدرامي لان يصور مشاهد مثيرة، ذلك هي حجة البعض الذين يبررون الظهور بالملابس اياها على ان السياق يحتم عليهم ذلك، فهل اجتزأ خالد الحجر جزءاً من القصة وأخل بالمضمون؟ لا لم يحدث ذلك ووصلت الفكرة كاملة للمتلقي دونما بهرجة أو تعر.

قصة الفيلم رومانسية اجتماعية تجمع ثلاث اخوات من أب واحد وامهات مختلفات، الكبرى ندى وقامت بدورها ليلى علوي، والوسطى غادة وقامت بدورها حنان ترك، والصغرى رقية وقامت بدورها هنا شيحة وعندما يموت الأب يوصي بأن تجتمع بناته ويعشن في بيت واحد مع الشقيقة الكبرى لمدة عام وبعد ذلك يوزع الميراث بينهم، اما ندى فهي فتاة رومانسية حالمة .

وتحمل الكثير من طيبة اهل البلد وتحاول التقرب من شقيقاتها، اما غادة فقد زرعت امها في عقلها كره الرجال واولهم والدها الذي تركها صغيرة وتخلى عنها، الصغرى رقية سافرت صغيرة مع والدتها الى بريطانيا ولا تعرف شيئاً عن والدها وجاءت محملة بفكر غربي مشوه واعجبتها الحياة في مصر، المهمة الاولى لقصة الفيلم كانت لابراز الصراع النفسي عند الشقيقات.

وتحولهن من الكره الى الحب، وربما مهد هذا الصراع لظهور شخصية الدكتور النفسي مهيب الذي يلعب دوره اشرف عبدالباقي، ودخول الشقيقات عليه فرادى وبدون علم الاخريات، ليبحن بمشاكلهن، التفكك الاسري جزء من القصة، والصراع النفسي ومدى تقبل فكرة الذهاب العلني الى طبيب جزء آخر يعالجه الفيلم.

اما اختيار الشريك المناسب فهو جزئية قديمة جديدة وقد تطرق اليها الفيلم بشيء من التجديد خصوصاً علاقة رقية بنجم مشهور وهي علاقة انبهار ليس اكثر، وكيف تفهم الفتاة حدود علاقاتها مع الشباب، فرقية المحافظة على نفسها في مجتمع بريطانيا اعتبرها الشباب هناك غير سوية وابتعدوا عنها، وفي مصر اعتبرها الشباب متحررة زيادة عن اللزوم بسهرها بمفردها مع شباب كثيرين.

وبين هذا وذاك يقدم الفيلم رؤيته المثالية في اطار عصري لا يتشدد ولا يطلق الحبل على الغارب، وحين نأتي لتقييم الاداء التمثيلي سنجد الخبرة عند ليلى علوي قد لعبت دورها فقدمت شخصية محورية بكل ابعادها وصراعها تجاه مشكلة شقيقاتها وامورها العاطفية، وقد نجحت حنان ترك في اثبات موهبتها في التمثيل وهي الفتاة المعقدة من ناحية الرجال ثم الاتجاه تدريجيا للانجذاب نحوهم، عبارة يؤكد عليها الفيلم تأتي على لسان الطبيب النفسي تقول ان مشاكلنا مهما كبرت فهي تحل بالحب، وبالحب ايضاً يستطيع المشاهد ان يصطحب عائلته ويتابع هذا الفيلم الراقي.

البيان الإماراتية في 17 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

نعم للسينما النظيفة 

«حب البنات» يطلق الرصاص على أفلام التجار

عزالدين الأسواني

«حب البنات»

ضيف على جمهور الإمارات

ابتداء من اليوم الاربعاء جمهور الامارات على موعد مع اربعة افلام جديدة تدخل المنافسة مع قائمة الاسبوع الماضي الذي شهد ارتباكا في توزيع الافلام على صالات العرض، فبعد ان حجز فيلم «فجر الاموات» صالة العرض الرئيسية تم نقله الى صالة عرض اصغر وفقا لمطالب شركة التوزيع صاحبة فيلم «الوحش» التي رغبت في الصالة الاكبر.

ومن خلال متابعتنا للفيلمين نجد ان عملية التبديل كانت موفقة للغاية نظرا لاهمية فيلم «الوحش» وقوته واستحقاقه لهذه المكانة وهذا يعني ان هذا الفيلم هو الوحيد الذي يمكن ان يشكل عقبة حقيقية امام الافلام الجديدة والاجنبية منها على وجه الخصوص حيث يأتينا الجزء الثاني من فيلم «اقتلوا بيل».

اما الفيلم العربي «حب البنات» فهو يأتي بعد فترة طويلة من عرض اخر فيلم عربي وهو «سهر الليالي» والطريف ان الفيلمين وقد حصلا على قدر كبير من الاهتمام الجماهيري واستحسان النقاد ان يتم عرضهما بالتتابع على حساب افلام اخرى، ويبدو ان الشركة الموزعة فطنت لمزاجية الجمهور ومتابعته بجدية لفيلم «سهر الليالي» فارادت ان تستغل الفرصة وتعرض فيلما آخر يتناول موضوعا جادا.

خصوصا وان فيلم «حب البنات» استطاع ان يحصد ست جوائز من مهرجان السينما في حين فاز فيلم «سهر الليالي» باربع جوائز، وتدور احداث فيلم «حب البنات» حول ثلاث شقيقات من أب واحد وامهات مختلفان ولم يتلقين من قبل، وبوفاة والدهن يتحتم عليهن العيش في البيت الكبير بانتظار توزيع الميراث حسب وصية والدهن.

ولكل واحدة منهن قصة وحياة مختلفة عن الاخرى فالاخت الكبرى «ندى» فتاة رقيقة وتكرة الوحدة في حين عاشت الاخت الثانية «غادة» حياة صعبة مع والدتها التي جعلتها تكره الرجال، اما الاخت الصغرى فقد عاشت في انجلترا وعندما تعود الى مصر تجد ان الثقافة تؤثر عليها فتختلط مشاعرها وافكارها، الفيلم رومانسي اجتماعي وهو من بطولة ليلى علوي، اشرف عبدالباقي، حنان ترك، هنا شيحه، خالد ابو النجا، ومن اخراج خالد الحجر.

اما الافلام الاجنبية فهي ثلاثة يأتينا في مقدمتها الجزء الثاني من فيلم «اقتلوا بيل» وتدور احداثه حول رغبة «العروسة» التي تلعب دورها الممثلة «اوماثيرمان» في الانتقام وقتل شخصية على قائمة الذين اساءوا اليها قبل ان تنتقل الى تحقيق هدفها الاول وهو «بيل» الذي يقوم بدوره «ديفيد كارد مين» في الجزء الاول من الفيلم كان «بيل» وسيط قتلة مأجورين ولديه فريق من السفاحين المدربين على القتل.

وكانت «العروسة» هي افضل وامهر القتلة في فريقه اضافة الى انها الصديقة المقربة له وحبيبته ايضا، لكنها انسحبت من هذه المهنة بعد ان حملت في احشائها طفلا من «بيل» ثم غيرت شخصيتها واسمها وعاشت في مدينة صغيرة وتزوجت واستقرت هناك، لكن «بيل» ما كان ليتركها لتفعل ذلك فقد هاجم حفل زفافها وقتل كل الحاضرين والمدعوين وتنجو العروسة من القتل، الجزء الاول من هذا الفيلم يستعرض فنون القتال بجميع الادوات وغلبت عليه المشاهد الدموية ويتوقع ان يكون الجزء الثاني اكثر دموية من سابقه ولذلك ننصح بعدم اصطحاب الاطفال.

الفيلم الاجنبي الثاني بعنوان «والد ابني» وتدور احداثه في اطار كوميدي حول شخصيات لثلاثة عزاب يعيشون في عالم الحب الاخوي ويطاردون الفاتنات فقط ويقضون اوقاتهم في حالة من العبثية والفوضى، المفاجأة تكمن في وصول ثلاث فتيات حسناوات يبحثن عن آباء لاطفالهن عن طريق الزواج بأي شخص، ويقوم الاصدقاء الثلاثة بهذه المهمة من اجل المتعة والمغامرة فقط حيث يتزوج كل واحد منهم فتاة، لكن خلال المرور بتجربة تربية الابناء يعرفون معنى الابوة والاسرة والحب.

الفيلم الثالث والاخير بعنوان «عشرة ياردات بكاملها» وتدور احداثه حول هروب «جيمي تاديسكى» من مدينة لوس انجلوس الى كندا ليعقد صفقة مع شريكه القديم في عصابة القتل «جوجو لاك» حتى يسوى الخلافات معه، غير ان «جيمي» يتعرض لاحداث غير متوقعة اذ تقدم زوجته على طلب الانفصال لترتبط بدكتور اسنان في حين ان سكرتيرة الدكتور تقع في حب «جيمي» وتحدث مفارقات عدة تنتهي باقتناع الاربعة في الزواج كل واحد من المرأة التي احبها، الفيلم من النوعية البوليسية الى حد كبير ويلعب على الغموض والاثارة حتى النهاية.

عزالدين الأسواني

البيان الإماراتية

12 مايو 2004