شعار الموقع (Our Logo)

 

 

ناقش المشاركون في ندوة “سينما المرأة” التي عقدت في دار سلطان العويس أمس فيلمي “زواج رنا  القدس في يوم آخر” للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، و”نظرة للسماء” للمخرجة المصرية كاملة أبو ذكرى في حضور الأديبة والفنانة ليانة بدر والدكتور حاتم قابيل الملحق الثقافي في السفارة المصرية في الدولة.

ويتناول فيلم “زواج رنا  القدس في يوم آخر” قصة فتاة فلسطينية جسدت شخصيتها الفنانة كلارا خوري تستيقظ ذات صباح على اقتراح والدها وهو يطلب منها ان تختار زوجاً من قائمة شباب أعدها لها هو بنفسه، أو تسافر معه إلى خارج الوطن إذا رفضت الخيارات جميعها، بيد ان “رنا” ترفض بالفعل الموافقة المجانية على خيارات والدها، فتدخل في جدل ساخن معه من أجل تأكيد حقها في تقرير مصيرها، واختيار شريك حياتها بنفسها.

هذه هي الفكرة الرئيسية للفيلم، لكن دلالاته الفنية والسياسية والوجودية أكبر من ذلك بكثير، إذ من يتابع الفيلم يلاحظ ان “رنا” هي عين الكاميرا التي روت بلغة بصرية جميلة ومتقنة حالة الحصار والدمار والاحتلال التي يعيشها الشعب الفلسطيني بأكمله، ومع ذلك يملك إرادة العيش وممارسة حياته الطبيعية، ولا شك ان “رنا” التي أصرت على تقرير مصيرها بنفسها والزواج من المخرج المسرحي “خليل” الذي أحبته كان انتصاراً لإرادتها التي تجسدت بعقد قرانها على الشاب في احدى السيارات قرب حاجز وجد عنده المأذون الذي احتجزته قوات الاحتلال ومنعته من دخول القدس، ولا شك ان انتصار إرادة “رنا” التي صارعت الزمن وتحدت الحواجز والعادات والتقاليد، هو انتصار لإرادة شعب يرزح تحت نير الاحتلال ويحب العيش كما الشعوب الأخرى.

أما المخرج هاني أبو أسعد فقد أبدع في التقاط مفرداته البصرية من الواقع المعيش في فلسطين المحتلة، حيث رأينا الكاميرا تخرج من الاستوديو وتتحرر من الجدران الأربعة لتجول في كافة بقاع القدس وتكتب لنا قصة بصرية تحمل من المعاناة والشقاء والارادة ما يجعلنا ننحني اجلالاً لنضال الشعب الفلسطيني وصموده، وقد كان لمشاهد أطفال الانتفاضة وهم يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة، ولمشاهد جنازات الشهداء أبلغ الأثر في النفوس ازاء ما يحدث في الأراضي المحتلة.

كما كان لعيون “رنا” التي تعمد المخرج ان يظهرها في أكثر من لقطة زوم، الأثر ذاته فيما يتعلق برسالة التحدي لكل ما يدور ويحدث حولها.

أما سيناريو الفيلم فقد كان أيضاً متقناً من حيث سلاسته وعمقه ومفردات تعبيره المنسجمة مع الرؤية الاخراجية، وفي هذا الصدد قالت ليانة بدر كاتبة السيناريو ان المخرج كان أميناً على تجسيد السيناريو بصورة دقيقة، مشيرة إلى ان الفيلم كتب عام 2001 وعرض في مهرجانات عالمية عدة منها ألمانيا والبرازيل.

 “نظرة للسماء”

أما فيلم “نظرة للسماء” الذي اقتبسته المخرجة كاملة أبو ذكرى عن قصة “أين يقف الله؟” للكاتب احسان عبدالقدوس فيناقش قصة حب بين شاب وفتاة من دون علم أهلهما، وعندما يكتشف عم الفتاة تلك القصة يواجهها أمام والدها بينما هي ترفض اتهام العم الذي دفعها إلى قسم اليمين على المصحف كما أقسم هو بأنه رآها مع الشاب الذي تحبه، وبالفعل تقسم الفتاة اليمين على المصحف كذباً فتدخل في صراعات مع عمها بينما أمها ووالدها يصدقانها على ما أقسمت.

وتكمن دلالات الفيلم الذي استغرقت مدته عشر دقائق في فهم قناعات ومصداقية كل شخص مع ربه، فالفتاة التي التقت الشاب فعلاً تحلف على المصحف بدافع الخوف للتخلص من عقاب الأهل والعم المتسلط وفي اعتقادها ان الله يتفهم حلفانها، وحاجتها للحب والارتباط كأي انسانة في هذه الدنيا، في حين ان العم يصدم مما فعلته الفتاة المحجبة عندما أقسمت كذباً على المصحف فيتركها لربها ويمشي.

ولكن المفاجأة الاخراجية في الفيلم ان العقاب الرباني جاء للعم عندما تشاجر مع جاره وتلقى منه ضربة أدت إلى احداث عجز ما عنده، وكأن المخرجة أرادت ان تقول ان الرب تفهم الفتاة بدليل انها أظهرتها في المشهد الأخير من الفيلم منطلقة إلى الحياة وهي في وضع أفضل مما كانت عليه في السابق.

وفي هذا الاطار، قالت كاملة أبو ذكرى ان فكرة الفيلم تستند إلى إظهار ما يسمى بالعقاب السطحي من قبل عم الفتاة الذي يملك مفاهيم دينية مغلوطة، مشيرة إلى ان هذه الظاهرة انتشرت في مصر كثيراً، حيث يتحول بعض الممثلين إلى دعاة اسلاميين، وآخرون إلى فقهاء وهم لا علاقة لهم بالدين إلا بالاسم والشكل فقط.

وقالت إن معالجة الفيلم تختلف عن معالجات الافلام الطويلة، مشيرة إلى ان الفيلم القصير يحتاج إلى أسلوب خاص، وخصوصاً إذا ما صور بكاميرات الديجيتال، مشيرة إلى ان فكرة الفيلم حاولت التركيز على قضية مهمة جداً وهي العقاب الذي يتلقاه الانسان من الله والذي يحمل تفاصيل لا ترتبط بتلك التي يصنفها الانسان في خانة الصح أو الخطأ.

وأكدت انها ضد تصنيف الفن السينمائي على انه ابداع متخصص بالرجل أو المرأة، منوهة بأن لكل انسان أسلوبه الخاص سواء كان رجلاً أم امرأة، فالقضية تنحصر في عملية الابداع السينمائي ذاته لا بعملية الجنس الذي ينجزه.

من جانبه رأى الدكتور حاتم قابيل ان الافلام السينمائية القصيرة والمهمة لا تشاهد إلا في المهرجانات، ما يجعلها حكراً على جمهور معين، مطالباً باتساع شريحة جمهورها لتصبح في متناول الجميع.

جريدة الحياة في  9 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

الإمارات تدعم السينما الفلسطينية

"زواج رنا" و"نظرة للسماء"

في ندوة سينما المرأة

مروان برجاس