شعار الموقع (Our Logo)

 

 

بعد أعمال سينمائية عديدة اتجه خيري بشارة لعالم الفيديو، رفض أن يظل ينتظر فرصة العودة للسينما مرة أخري ودخل من أبواب ماسبيرو بمسلسلات تليفزيونية لن يكون آخرها 'مسألة مبدأ' وفي الوقت نفسه لايتخلي عن أحلامه في سحر السينما فهناك مجموعة أفلام بعضها مشروعات علي ورق يفكر في تنفيذها ومنها فيلم يروي سيرته الذاتية ويلعب إبنه بطولته.

خيري بشارة الذي درس الاخراج وأحب التمثيل وتعلم فنون السينما في مصر وبولندا يحكي قصته مع زوجته الأجنبية وأولاده وثورته في عالم الديجتال وكيف سكنت السينما في وجدانه.

فسجل نفسه علي شاشتها في دفتر الزوار الدائميين.. 'أخبار النجوم' حاورته فماذا قال؟!

تحدث خيري بشارة في البداية عن تجربة 'ملح الأرض' وكيف اختار ان تكون مسلسله الثاني فقال:

- عرضت عليٌ سبعة مسلسلات، أولها كان أثناء تصوير مسلسل 'مسألة مبدأ' في العام الماضي وهو مسلسل مأخوذ عن رواية 'لا أحد ينام في الاسكندرية' للروائي ابراهيم عبدالمجيد التي أحبها كثيرا، وكنت أتمني ان اقدمها للسينما في زمن نشرها، ولكن لانها تدور في أربعينات القرن الماضي فهي تحتاج الي ميزانية ضخمة، وقدمر الوقت ولم يتخذ بشأنها قرار، لذلك اخترت أفضل ماعرض علي وهو مسلسل 'ملح الأرض' الذي انجذبت إليه منذ قراءتي للمعالجة قبل أن أقرأ السيناريو لانه يدور في عالم أعشقه وهو عالم الفقراء وبالتحديد يرصد حياة عمال الملاحات في بلطيم والبرلس، وهو مكان قريب من المنطقة التي عشت فيها السنوات الست الاولي من طفولتي وهي قرية اسمها 'سيدي سالم' تابعة لمحافظة كفر الشيخ ، لذلك لمس السيناريو مشاعري لان عالم الفقراء ينال اهتمامي دائما.

وتدور أحداث المسلسل في حقبة زمنية تبدأ بالسبعينيات ويرصد التغييرات التي طرأت علي المجتمع حتي نهاية القرن العشرين، وذلك من خلال أحد ابطال أكتوبر، وعامل من عمال الملاحات يناضل من أجل عالم أفضل.

·     في تجربتك الاولي 'مسألة مبدأ' اقتحمت عالم الصعيد وفي الثانية تقتحم عالم الفلاحين والوجه البحري لتناقش حياة الفقراء.. هل تنتظر عملا قادما في القاهرة؟

- الحقيقة ليست لدي معايير، أرغب أن يدهشني الواقع لذلك لا أضع خطة صارمة لطريقي لأني أخشي من أن يأتي شيء خارج الخطة له ايجابياته لا أستطيع ان اراه جيدا لذلك قلبي وعقلي مفتوحان علي ما أعتبره متاحا، لانني ببساطة املك حرية الاختيار فقط بين بدائل، حتي انني كنت ألوم المنتجين علي اختياري للأعمال التي تحتوي علي شخصيات كثيرة فرد علي احدهم قائلا: كادراتك تتميز بأنك تضع الشخصيات الكثيرة في اماكنها بشكل مبهر، ولكنني مازلت أتمني ان أقدم عملا فيه شخصيات قليلة لاتزيد عن أربعة أو خمسة لأستطيع الغوص في تفاصيل عالمها، ورغم ذلك فإنني أكتب فيلما حاليا وبدأت بالفعل بشخصيات قليلة لافاجأ داخل زحام من الشخصيات.. انه قدر الشخص ان يرغب في شيء.. ويكون بحكم تكوينه مؤهلا للعكس.

·         أري خيري بشارة شخصا متفائلا لم يفقد الكثير من أحلامه.. فلما تأتي شخصياتك دائما عبارة عن حطام بشر؟

- من أكثر الذين اعجبت بهم علي مستوي الأفكار المسرحي الكبير بيتر بروك وخاصة بعد أن قرأت له كتابين هما 'النقطة المتحولة' و 'المساحة الفارغة' وهما في استكشاف المسرح، وقد وجدت انني اشبهه في التمرد علي الخطة المسبقة، والتمرد علي اليقين قبل الدخول الي قلب التجربة.. أنا أترك نفسي ليحدث تبادل تأثير لا أستطيع كمخرج ان أضيء العمل، وهذه الاضاءة لن تأتي بأن أسأل نفسي عن المفهوم الاخراجي للعمل او الافكار الاساسية، فالتحليل العقلاني جدا يقود إلي عمل غير متوهج في الاغلب.

وحتي ما أقوله الان لا أتصور أنه يفيد فأنا شخص ضد الحكمة لانها وليدة التجارب وعلينا أن نخوض هذه التجارب اولا، وأنا حين أكتب دراما اطرافها أربعة شخصيات، أجدنفسي داخل. عالم فيه شخصيات ومصائر وأفعال تقودني الي أفعال أخري وتأتي أشياء وشخصيات جاهزة تبرر نفسها بنفسها ولا أجد أني استطيع استبعادها أو رفضها لأنها تصبح جزءا من نسيج العمل الدرامي.

·     العمل بدون خطط مسبقة ولا معايير عقلية يتطلب شجاعة خاصة في ظل احساس بالمسئولية الضخمة من عمل سينمائي أو تليفزيوني.. من أين تأتيك هذه الشجاعة؟

- هناك نقطة أساسية، وهي أنني أحاول دائما أن انتصر علي جهلي، واقرأ كثيرا وفي مجالات مختلفة تماما فاليوم اقرأ رواية، وغدا كتابا عن جيولوجيا القمر وأذكر انني اثناء تصوير فيلم 'ليلة في القمر' استمتعت كثيرا وأنا اقرأ مجلة كانت تصدر في الستينات وتهتم بالمعرفة وكانت تحوي معلومات عن سطح القمر مرهقة لغير المتخصصين، لكني كنت استمتع وأنا أفك ألغازها لأن المعرفة متعة بغض النظر عن الفيلم، أما الاستفادة منها فتأتي بشكل تلقائي وبلا خطة اذن انا لدي معايير لكني لا أفرضها، بل تفرض نفسها وتظهر ويحدث توافق بيننا لأن هناك خلفية ثقافية تحميني، والثقافة هي الانتصار الدائم علي الجهل، هذا فيما يخص العلاقة بيني وبين المعايير، وبالتالي أنا لا أدخل التجربة وحدي، بل أدخلها بتكويني ووجداني ومشاعري... وهذا هو الضمان.. تكويني هو كل شيء.

·         تجربتك الثانية في الفيديو.. هل هي ملجأ أم اختيار للمتاح؟

- للأسف لا أحد يعرف تاريخ علاقتي بالفيديو، هي علاقة قوية وقد بدأت حين كنت أدرس في معهد السينما حيث تدربت في مسلسل تليفزيوني مازلت أذكر اسمه وهو 'البطل احمد عبدالعزيز' اخراج حافظ أمين، وحين سافرت الي بولندا في بعثتي الدراسية حصلت علي دورة تدريبية في اخراج المسرحيات تليفزيونيا، ولم يكن هذا في برنامج الدراسة، بل جاء بناء علي طلبي وكان عمري وقتها 21 عاما.. كنت مسحورا بنقل الحدث في اللحظة نفسها.. كإمكانية تليفزيونية، وكان هذا امتدادا لاهتمامي في سن الثانية عشرة حيث كنت اشارك ضمن الجمهور في برنامج 'نور علي نور'.

وفي الثمانينات كتب الي أحد الكتاب معالجة لرواية توفيق الحكيم الشهيرة 'يوميات نائب في الأرياف' وكان عملا رائعا واتفقنا علي تقديمه كمسلسل، ولكني استبعدت.. لم اتضايق أيامها رغم انها كانت ثمار جهد وتعب، وفي التسعينات وقعت مع التليفزيون عقدا لاخراج مسلسل حين كان يوسف عثمان مسئولا عن الانتاج، لكني تراجعت لأن السيناريو لم يكن مرضيا اذن فهذه علاقة قديمة مع الفيديو، ثم جاء اهتمامي بالديجيتال، ولم يمكن اهتمامي به علي مستوي العمل فقط، ولكني اردت ان اتعلم وادرس التصوير والاوديو ديجيتال وغيرها، وقمت بتصوير 120 ساعة بين فرنسا وامريكا. اذن فأنا 'معجون' في اللعبة ولم اخرج منها لأدخلها، بل أنا داخلها منذ كنت طالبا في معهد السينما.

·         تظهر في أعمال مختلفة في أدوار قصيرة.. هل هي رغبة في التمثيل؟

­يضحك ويقول: أنا ممثل قديم.. بس فاشل.. منذ كنت طالبا في المعهد ايضا كنت اهوي التمثيل واذكر انني شاركت في مسرحيات كثيرة منها 'وابور الطحين' اخراج نجيب سرور وكان معي نور الشريف وكنا كورس­ رغم ان صوتي سييء­ وشاركت ايضا في مسرحية 'في سبيل الحرية' التي اخرجها سعد اردش وكنت سعيدا لانني أقول ثلاث جمل واقف خلف حسين رياض وشاركت في مسرحية 'الجريمة والعقاب' اخراج كامل يوسف.

·         يقال أحيانا أن المخرج ممثل فاشل.. مارأيك؟

- وسف شاهين ممثل جميل.

·         تتحدث عن فيلم 'ليلة في القمر'.. وانه انتهي بينما لانجده في دور العرض.. أين هو؟

- ليا أنا في مرحلة البحث عن تمويل لتحويله الي نسخة سينما، او عرضه في الفضائيات لكنني لست متعجلا علي الأمر، فالسينما تواجه ظروفا صعبة من جديد.. وانتظر حتي تظهر ملامحها...

·         ألا تقاوم..؟

- نا شخص رغم احساسه بالحيوية وشباب القلب، فإن سني ليست صغيرة وبالتالي تجاربي كبيرة، لذلك يجب ان أكون أكثر واقعية ولا أعيش في الأوهام، وعلي ان اقول لك بصراحة لا أحد يريدني في السينما، أو يريد جيلي، هناك فقط جمهور يقابلني في الشارع وفي السوبر ماركت لكن هؤلاء لايملكون عملية صنع الفيلم. وأنا شخص لايحبط ولايمكن لأي انسان ان يهمشني أو يقول أعمل ولاتعمل، أنا شخص متحد رافض لكل هذا، وقد علمت نفسي الديجيتال لأصبح مستقلا، وأنا الآن اشعر بالانتصار وان لم يظهر حتي الان لكنها مسألة وقت.. فعلي الأقل أنا غير مكتئب، وطبيعي حين يكون لا أحد يريدني في السينما، بينما تعرض عليٌ سبعة مسلسلات في عام واحد ان اذهب لأقابل من يريدني لا أن اجري وراء من لايريد.. أنا شخص واقعي في النهاية رغم ان لدي مساحات واسعة من الأحلام.

·         أليس غريبا ان تقنع بالاختيار بين بدائل متاحة قد لاتكون احلامك من بينها؟

- لا.. هذا ليس صحيحا، فأنا اكتب ايضا، وقد صورت فيلما هو 'ضوء الأيام الأخري' بين فرنسا وامريكا واعمل عي مونتاجه ببطء منذ ثلاث سنوات، وانتهيت من 'ليلة في القمر' واكتب فيلما جريئا جدا كما اتمني واشعر بحرية كبيرة لانه لايوجد منتج.. وفي نفس الوقت لن ارفض اذا اراد احد المنتجين عمله، باختصار لدي حالة ثراء فكري لم اشعر بها في عز عملي بالسينما في الثمانينات، حيث لم يكن لدي سوي مشروع او اثنين بينما اجدني اعمل حاليا علي سبعة افلام، اعمل فيها بالفعل وليست مجرد افكار.. واقول لنفسي دائما انت لست في حالة لهاث، زمان أيام البدايات كان يمكن ان ألهث لكني الان اخطط كأني سأعيش مائة عام، واذا مت فهذا ليس شأني، لكن لدي مشروعات أقوم بتنفيذها باستمتاع ولدي حيوية ونشاط.. اعمل بلا كسل.. ولكي اكون صادقا هناك شخص واحد اتمني له الشفاء وهي الفنانة الكبيرة شريهان التي ارتبطت احلامي السينمائية بأحلامها وكان المفروض ان اقدم فيلم 'رقص الريح' من بطولتها لكن ظروفها الاخيرة حالت دون تنفيذ الفيلم هذه الفنانة كانت تقول لي: اي حلم في دماغك انا معاك.. واذكر انني كنت احدثها مرة عن امكانية تقديم كليوباترا بشكل مختلف فوقعت عقدا في الحال مع السيناريست، وهناك مشروع آخر يدور في القرن الرابع الميلادي.

هناك فيلم تم تصويره ولم يتم مونتاجه، وآخر جاهز للعرض علي الفضائيات او التحويل الي سينما، وثالث تكتبه دعنا نتعرف علي هذه الاعمال!

المشروع الاول 'زمنيا' هو 'ضوء الايام الاخري' وقد بدأت قصتي معه حين قررت مع اسرتي السفر الي واشنطن لحضور زفاف ابنتي الكبري 'ميرندا' وكان ابني روبرت في الثانوية العامة ايامها اما زوجتي فهي بولندية الاصل عاشت في مصر 34 عاما فاصبحت 'بنت بلد'.. المهم، اننا كنا في عام 2000 وهي الفترة التي قررت فيها ثورتي في عالم الديجيتال، وفي سفرنا الي واشنطن كانت باريس هي محطتنا الاخري ترانزيت لاربعة ايام.

وقررت ان استغل هذا الحدث الجميل وان ابني عالما حوله فكتبت قصة بسيطة.. وقبل هذا الحدث كنت غاضبا علي الواقع.. افكر في الهروب الي مكان لايعرفني فيه احد، ولدي رغبة في الاختفاء والتلاشي وكان هذا هو موضوع الفيلم، انه البحث عن خيري بشارة الذي اختفي بعد ان حضر زفاف ابنته يبحث عنه ابنه، ويبحث عن مبرر سفر اسرته الي امريكا منذ عشرين عاما، ويستعرض سبب هجرة سائق مصري في حي مانهاتن اتحدث في الفيلم عن الوطن وعن الكوابيس انها سيرة ذاتية مفعمة بخيال وانتظر ان يكبر ابني 'روبرت' حتي اصور الجزء الثاني.. اعتقد ان هذا الفيلم يحتاج عاما اخر كي يكتمل.

·         لم تتحدث عن ممثلين.. هل هو تسجيلي ام درامي؟

- ليس فيه ممثلون، قد استعين بالبعض في الجزء الثاني، لكنني ارفض التصنيف انه فيلم فقط، اصنعه كما اشعر به.. قلت لك من البداية انني ضد الخطط المسبقة واضحك حين يسألني احد تحب التراجيدي ولا الكوميدي.

·         وماذا عن ليلة في القمر؟

- انا لا اجيد الكلام عن افلام، لكن هذا الفيلم ببساطة يتحدث عن الانتصار في الزمن ،يحكي عن امرأة تتذكر بعد خمسين عاما من فراق عن حبيبها تفاصيل حياتها السابقة بينما تعيش الان في دار للمسنين تتذكر زوجها وصديقاتها.. وفراقها عن الحبيب الذي تستطيع ان تتزوجه الان في دار المسنين انه فيلم ضد السن، يتخيل امكانية قيام رحلات للقمر في مصر بعد خمسين عاما.. بالمناسبة البطل في هذا الفيلم مخرج واسمه 'كوكو شبانه'!!

·         متي تتوقف عن النظر للحياة كمخرج وتعيشها؟

- اعتقد انني وجيلي كله.. نخلط بين الحياة والسينما لكننا نصبح­ للحظات قليلة سعداء حين نعيش الحياة كحياة والسينما كسينما!

أخبار النجوم في  10 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

بعد أن تحرر من قيود المنتج في افلامه

خيري بشارة

عقدت إتفاقية صلح مع السينما

أسامة صفار