شعار الموقع (Our Logo)

 

 

يعيش الفنان الكبير كمال الشناوي حالة من السعادة مع بداية تصوير مسلسله الجديد 'لقاء السحاب' الذي يلتقي فيه لأول مرة مع مجموعة من كبار الفنانين ويعود من خلاله للأدوار الكوميدية التي تحمل مسحة انسانية، والتي غاب عنها منذ قدم مسلسل 'هند والدكتور نعمان' وقبل بدء التصوير أعلن كمال الشناوي حالة الطواريء ليعيش بكل جوارحه مع شخصية 'عزيز' التي يؤديها في المسلسل.

وفي مدينة الانتاج الاعلامي التقينا مع الفنان الكبير الذي تحدث معنا عن المسلسل ومصير الدعوي القضائية التي اقامها ضد المنتجة ناهد فريد شوقي. واعترف بصراحة عن علاقته بنجوم جيله وفناني الجيل الحالي.

·         قلت في البداية: ما الذي شجعك علي قبول مسلسل 'لقاء السحاب' رغم انك اعتذرت عن أكثر من مسلسل في الفترة الاخيرة؟

- لأنني في مرحلة لا اشتاق فيها الي الوقوف أمام الكاميرا بقدر اشتياقي لتقديم شخصيات متنوعة ومختلفة وجديدة.. لهذا اعتذرت عن أعمال وجدت انها لا تحمل جديدا بالنسبة لي.

أما سبب حماسي للقاء السحاب فهو أن المسلسل يطرح مشكلة مهمة كما أن الدور الذي أؤديه يحمل عدة ملامح وتطورات للشخصية حيث تدور شخصية 'عزيز' التي أؤديها حول رجل ثري وناجح.. لكنه يفقد كل ثروته في احدي الصفقات وتتخلي عنه زوجته وتسافر لابنتها في كندا وتتركه وحيدا مع حصانه الذي يحمل نفس اسمه 'عزيز' وحينما يقرر بيع الفيلا التي يعيش فيها يمتطي الحصان لآخر مرة فيقع من فوقه ويصاب ولا يستطيع أن يمشي بعد ذلك الا علي عكاز لهذا اظهر في كل مشاهد المسلسل مستندا علي هذا العكاز.. وبعد أن يكتشف عزيز أن فيلته قد تحولت الي دار للمسنين يذهب اليها ويطلب الاقامة في غرفة نومه القديمة وداخل دار المسنين تنقلب حياته رأسا علي عقب وينشغل بمشاكل من حوله ويستعيد انسانيته التي فقدها طوال فترة عمله في صراعه من أجل المال.

·         هل استهواك البعد الانساني في هذا الدور؟

- الي حد كبير جدا خاصة انه يحمل طابعا كوميديا وقد كنت اتوق لتقديم هذه النوعية من المسلسلات بعد النجاح الكبير الذي حققه لي مسلسل 'هند والدكتور نعمان' الذي يعد من أحب الادوار الي قلبي.

·         تلتقي لأول مرة بالمخرج هاني لاشين ومجموعة من كبار الفنانين.. كيف تري هذه التجربة؟

- أنا سعيد بتعاملي مع هاني لاشين وهو مخرج دقيق جدا في اختياراته لأفضل 'شوت' وقد جمعتنا جلسات عديدة قبل التصوير لمناقشة المسلسل كما انني التقي لأول مرة مع عزت العلايلي وعبدالمنعم مدبولي حيث يؤدي كل منهما شخصية 'نزيل' بدار المسنين وتربط بيننا صداقة. والتقي أيضا بعمر الحريري الذي يواجه مشكلة في دار المسنين.

·         وجود عمر الحريري سيجعلكما تستعيدان ذكريات الافلام التي جمعتكما وخاصة 'سكر هانم'.

- يضحك كمال الشناوي قائلا: هذا الفيلم من الافلام الجميلة التي جمعتنا ومعنا سامية جمال وعبدالفتاح القصري.. والمثير ان الفيلم مازال يحقق نجاحا جماهيريا كلما عرضه التليفزيون.

·         كيف تستعد لأي عمل جديد؟

- لا ابالغ اذا قلت انني اتحول الي تلميذ يستعد للامتحان فأدرس الدور واحفظه واستعد لأسلوب ادائه.. ورغم كل سنوات الخبرة فان القلق يعتريني بشدة قبل التصوير واقع في حيرة وخوف لا يتركاني الا حينما اقف أمام الكاميرا فتظهر الشخصية ويبدأ الخوف والقلق يتبددان تدريجيا.

·         وما هي الشروط التي ترجح قبولك لعمل معين عن غيره؟

- اذا اعجبني الدور والمسلسل ككل فلابد أن أحب مجموعة العمل لانني سأقضي معهم فترات طويلة خلال التصوير لان العمل التليفزيوني يأخذ بالطبع وقتا أكبر . طبعا زمان كنت أقضي يومي كله متنقلا بين الاستديوهات وكانت لدي سيارة جيب صغيرة حولتها الي دولاب ينتقل معي من ستديو لآخر لتصوير الافلام والغريب أن التصوير كان ينتهي قبل أن نشعر به لأن كل شيء كان منظما بدقة أكثر من الآن.

ويضيف كمال الشناوي قائلا: أكثر شيء يضايقني تعجل بعض المنتجين قبل أن يتم التجهيز للعمل.. كما أن ما نقوم به هو 'ابداع' ولابد من احترام موهبة الفنان كما أن الاجادة والاتقان يحتاجان لوقت وقد انعكست السرعة علي مستوي الاعمال الدرامية فظهرت 'مسلوقة' وأصبح جمهورنا يسمع المسلسل ولا يراه.. المفروض أن الصورة هي الاساس وتعبير واداء الممثل في المشاهد المختلفة جزء من نجاح العمل.

·         وما مصير القضية التي رفعتها ضد المنتجة ناهد فريد شوقي بسبب اخلالها بالتعاقد معك في مسلسل 'حد السكين'؟

- القضية منظورة أمام المحكمة ولن اتنازل عنها لانني تعاقدت علي بطولة المسلسل وقالت لي المنتجة ناهد فريد شوقي في الاسبوع الاول من التصوير سأعطيك كل مستحقاتك.. وجاءني المخرج والمؤلف وتناقشنا وكانت لي ملاحظات اقتنعوا بها وقام المؤلف ليقبل رأسي علي ملاحظاتي وبعد ذلك تبخروا.

وكلما اتصلت بالمنتجة قالوا لي انها مسافرة ثم فوجئت بأن المسلسل بدأ تصويره وضربوا عرض الحائط بتعاقدي معهم .. واخذوا اجر الساعة باسمي علي أساس انني بطل المسلسل.

·         اعتقد انك لست نادما علي الدور بقدر ندمك علي الموقف نفسه؟

- نعم.. فالدور كان ينطوي علي تطويل مبالغ فيه وكنت اتمني أن يكون لدي أصحاب المسلسل الشجاعة ليقولوا لي.. اننا لا نستطيع الانتظار ولا التعديل ولابد من بدء التصوير وكنت سأعتذر وينتهي الموقف بسلام.

·         وهل كنت تشارك في تعديل السيناريو في أعمالك السابقة أم أن المسألة جاءت بحكم خبرتك الطويلة؟

- من زمان وأنا اشارك برأيي في الاعمال التي ألعب بطولتها لانني درست نقدا وأنا فنان تشكيلي.. وكنت أعمل في السيناريو مع السيد بدير أو حسن الامام أو حلمي حليم بل انني كنت صاحب الفكرة لبعض مشاهد أفلامي مثل أغنية 'سوق علي مهلك' فقد طرحت فكرتها علي الراحل جليل البنداري وطلبت من منير مراد وضع ألحانها.. وما طلبته في المسلسل ليس جديدا وهو تعديل يعد في النهاية لصالح العمل.. لانني ضد سياسة المط والتطويل التي أصبحت سائدة في مسلسلات التليفزيون لانه تتم محاسبتهم بالدقيقة فتكون النتيجة عددا كبيرا من الحلقات علي حساب العمل الفني.. واذا كنت تسألين عن زمان فالوضع كان مختلفا فمثلا حينما كان حسن الامام يستعد لاخراج فيلم لي كنت ارسل السيناريو لصديقي صلاح أبوسيف ليبدي رأيه فيه ويقول ملاحظاته عليه.. وكان المخرج حلمي حليم يراجع السيناريوهات لأصدقائه.. لكن الآن المؤلف يقول لا أحد يتدخل في عملي مع انه ليس عمله فقط فهو عمل جماعي وكلنا مسئولون بشكل أو بآخر عن نجاحه.. النجم بالذات لان الجمهور يقول مسلسل كمال الشناوي أو فيلم سعاد حسني. فالنجم هو الذي يتحمل مسئولية فشل العمل أكثر من أي شخص آخر وكما يقولون النجاح له ألف أب والفشل له أب واحد.

·     سياسة الكم في الحلقات انعكست علي مستوي المسلسلات التليفزيونية وخاصة التي عرضت في شهر رمضان الماضي.. كيف تري امكانية القضاء علي ظاهرة التطويل؟

- المسألة الآن وللأسف تحولت الي عملية 'تعبئة شرائط' زمان كانت حلقات المسلسل التليفزيوني لا تتجاوز 13 حلقة الآن أصبحت معظم المسلسلات ثلاثين أو أربعين حلقة وهو ما يدعو للدهشة فأين هي اللجان التي تقرأ وتراقب وتحذف المط الذي يسيء للدراما التليفزيونية في الداخل والخارج لان الجمهور يصاب بالملل.

كما أنها تسيء لنا خارج مصر فهناك دول عربية دخلت منذ فترة مجال المنافسة مع الدراما المصرية.

·         يتردد أن كبار النجوم لا يقبلون بأقل من ثلاثين حلقة فما رأيك؟

- لا أعتقد ذلك.. لان الفنان الكبير يهمه أن يقدم عملا متميزا ليحافظ علي اسمه.. واذا كان البعض يجاذف بتاريخه فانني لا اعتقد أن أغلبية النجوم يقبلون ذلك.

·         هل استفدت من تجربتك في مسلسل 'حد السكين'؟

- لابد أن اتعلم منها فالانسان يظل يتعلم ويستفيد من اخطائه حتي آخر لحظة في عمره.. وأنا في الحقيقة اتعرض لهذا الموقف لأول مرة في حياتي فقد كنت اتعامل قبل ذلك مع المنتجين أو مع مؤسسة السينما بكلمة شرف.. زمان كانت المسألة مختلفة والعلاقات مختلفة وكلمة شرف كانت كافية جدا للالتزام بالعمل حتي دون تعاقد.. حتي علاقات الفنانين ببعضهم كانت مختلفة فقد استعان بي الفنان الراحل يحيي شاهين في فيلم 'الغريب' الذي كان من انتاجه وذلك مجاملة مني لزميل في تجربة انتاج وردها هو لي في فيلم 'وداع في الفجر' الذي كان من انتاجي.. كان الوعد أقوي من أي عقود.

·         هل تشعر بغربة في الوسط الفني حاليا؟

- لازلت اعتقد أن الوسط الفني بخير وان كنت اري أن ظروف العمل نفسها تغيرت لكن الفنانين الكبار الذين اعتادوا علي نظام معين في العمل لا يقبلون بغيره فأنا مثلا اقطع مسافة طويلة يوميا من منزلي الي مدينة الانتاج الاعلامي ومع ذلك التزم بالحضور في موعدي ورغم انني وفي أعمال كثيرة ألاحظ فنانين صغارا يتأخرون عن موعد التصوير لكنني أقول أن التزامي بالحضور سوف يجعلهم يخجلون من أنفسهم .. وقد نجحت هذه التجربة مع بعضهم وشعروا بالخجل حينما وجدوني قبلهم في الاستديو.. لانني أري أن النجومية أخلاق والتزام.

أما أكثر ما يضايقني ويشعرني بالغربة ظاهرة التسرع فقد أصبح المنتجون يحددون موعد التصوير قبل أن نقرأ العمل فهل هذا يصح.. فأنا تحديدا لا يمكن أن أبدا التصوير دون أن استعد جيدا خاصة أن تصوير الفيديو مرهق جدا عكس التصوير السينمائي فالفيلم ينتهي تصويره دون أن نشعر بينما في التليفزيون العمل قاتل رغم كل التقنيات الحديثة ولهذا أرفع القبعة لكبار النجوم الذين عملوا في التليفزيون في بداياته ومنهم سميحة أيوب وسناء جميل وحمدي وعبدالله غيث فلم تكن قد ظهرت وقتها أجهزة المونتاج وكان علي الممثلين أن يحفظوا أدوارهم كأنهم علي مسرح ولو وقع خطأ من أحدهم يضطرون لاعادة التسجيل من جديد.

·         أنت نجم سينمائي صاحب رصيد ضخم من الافلام فهل تشعر بحنين لكاميرات السينما؟

- السينما هي كل حياتي فقد دخلت التليفزيون متأخرا في فترة السبعينات ولاشك انني اشعر بحنين كبير لها واتمني ان تستعيد عافيتها وقوتها كما اتمني أن تدرك الدولة قيمة هذه الصناعة التي جعلت العرب يلتفون حولها فالفن المصري حقق صيغة الوحدة العربية التي فشلت السياسة في تحقيقها.

·         ولماذا ترفض المشاركة في أفلام سينمائية في الفترة الاخيرة؟

- لانني لا اقبل تقديم أدوار هامشية لمجرد التواجد في السينما.. رغم أنني ليس لدي مانع في مشاركة الاجيال الجديدة بشرط أن تكون أدوارا واضحة وليست هامشية غير مؤثرة كما يحدث مع كبار نجوم السينما العالمية.. واذا كانت السينما حاليا تقدم الافلام الكوميدية والرومانسية فقد قدمناها قبل سنوات وأنا مثلا قدمت أكثر من 30 فيلما أمام الفنانة العزيزة شادية وكان معنا اسماعيل يس وعبدالفتاح القصري وكان كل منا نجما في دوره.

·         وهل مازلت علي اتصال بالفنانة الكبيرة شادية؟

- نعم فنحن نتصل ببعض من وقت لآخر وهي بخير وتعيش حياتها بشكل هاديء بعد أن قدمت تاريخا كبيرا من الفن وغنت للوطن والحب واحتجبت وهي في قمة عطائها بعد النجاح الساحق الذي حققته في أول وآخر أدوارها المسرحية 'ريا وسكينة'.

·         هل تري أن هناك سن اعتزال للفنان؟

- الامر يتوقف علي الفنان ذاته واحساسه بقدرته علي العطاء وهي ليست مرتبطة بعمر معين طالما أن الفنان قادر علي العطاء.

·     كنت قد وجهت نداء لأحمد زكي عبر صفحات 'أخبار النجوم' بأن يهتم بصحته أولا قبل أن يفكر في تصوير عمل جديد.. ألا تري صعوبة ذلك علي فنان يعشق عمله؟!

- أنا أحب أحمد زكي علي المستوي الفني والانساني وقلت إنه فنان له رصيد كبير من الاعمال المتميزة التي تؤكد صدق موهبته وعبقريته كممثل.. ومن فرط حرصي عليه تمنيت ألا يتكالب حوله المنتجون والمخرجون في الفترة الحالية.. وعليه أن يهتم بصحته أولا وحينما يطمئن تماما ويأخذ وقته في الراحة يستطيع أن يعود لأدواره الفنية ولا يدفعه حبه لفنه أن يضحي بصحته.. وقد اتصلت به أكثر من مرة في المستشفي لأطمئن عليه وادعو له بتمام الشفاء والعودة الي فنه الذي يعشقه.

أخبار النجوم في  10 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

يستعيد أجمل أيام العمر علي شاطيء الذكريات

كمال الشناوي

لقاء السحاب يعيدني إلى ممكلة الكوميديا