|
المخرج محمد ملص أحد ابرز مخرجي السينما في سوريا, وقد حقق فيلمه احلام المدينة1983, والليل1992, عددا كبير من الجوائز في المهرجانات الدولية, وطوال السنوات العشر الأخيرة لم يقدم سوي بعض الأفلام القصيرة والوثائقية.. لماذا قلة أعماله رغم تميزه كمخرج؟.. وماذا عن السينما في سوريا؟ ولماذا توقف مشروعه في مصر لعمل مسلسل سيد درويش.. في زيارته السريعة لمصر لعمل ورشة عمل عن افلامه في احدي الجامعات.. تحدثنا. · علي مدي30 سنة لم تقدم سوي فيلمين روائيين طويلين.. لماذا؟ ـ انا لم أتوقف عن العمل طوال هذه السنوات, ولكن الزمن يكون طويلا بسبب البحث عن جهة الانتاج, بالنسبة لي السينما سينما سواء كانت طويلة أو قصيرة أو وثائقية وهذه الأفلام زمن عرضها لايقل عن زمن الفيلم الروائي وهي أفلام تنتمي الي ذات الموضوع والهاجس الذي يشغلني حتي في أفلامي الروائية, واعتبر أني حققت مايعادل عشرة أفلام, ولكن لان سوريا ليست بلد إنتاج للسينما بالمعني التجاري والصناعي فهي تنتج فيلما واحدا في العام, ولاني انتمي الي هذه السينما فإنه بالضرورة يصيبني مايصيبها · هل صانع الفيلم أو المخرج في سوريا يجب ان يكون هو المؤلف والسيناريست ايضا؟ ـ فعلا يموج السينمائون السوريون بين خيار فيلم المؤلف, وخيار تحقيق أفلام عن أعمال أدبية جيدة.. ولا أنكر أن هناك أعمالا أدبية في سوريا كبيرة وقد طمحت الي تحقيق بعض الأعمال الأدبية لكن ضعف الإنتاج, والمهمة التي وضعتها لنفسي لاتسعفني لكي انجز ما أريد تحقيقه.. فمنذ البداية أردت تحقيق ثلاثية عن سوريا, والتي بدأت بفيلم احلام المدينة ثم الليل وتختتم بفيلم سينما الدنيا وقد حققت فيلم باب المقام والذي لايستند إلي كتابتي, وهو أول عمل أدبي مشترك مع المؤلف الروائي خالد خليفة كما أحلم بتحقيق رواية للأديب الكبير ضامينا مثل الياطر. · هل تأثر السينمائيون السوريون بالمدرسة الروسية؟ ـ من سوء الحظ أنه لم يحدث أن تأثر السينمائيون لدينا بالسينما الروسية, فهي لا تنتمي بتأثرها سلبا أو إيجابا, فالمخرجون لدينا خريجو معاهد مختلفة غربية وشرقية, فلدينا مخرجون مثل نبيل المالح جعلوا في تحقيقهم للسينما العودة للبيئة وأزمنة الطفولة.. فاذا لمسنا بعض التأثر بين أفلامنا وأفلام المخرجين الكبار امثال تاركوفسكي فأنا اتمني ان أشبه بعملاق مثله فهذا شيء لايعيب ابدا. · قلت حينما تكون السينما يكون الوطن ماذا تقصد؟ ـ يجب ان نفهم هذه العبارة بمعناها الدقيق لان الفيلم النابع من الروح والمعبر عن ذاتك وبلدك هو وطنك كمكان وانظمة تكون خارج المعادلة, وهذا نداء له علاقة بمن يقدم لك الوطن الاسمي لتحقيق فيلمك. · الي اي مدي تري انحياز وزارة الثقافة للسينما السورية؟ ـ وزارة الثقافة في سوريا ليست منحازة للثقافة, باعتبار ان السينما تابعة لها, فهي لاتملك سياسة سينمائية واضحة, وهناك تراجع فاذا كنا في السابق ننتج فيلما واحدا في السنة, فإننا الان مازلنا ننتج فيلما واحدا رغم توافر الامكانيات المادية والبشرية والثقافية. · لماذا ابتعد القطاع الخاص عن انتاج السينما علي الرغم من ازدهاره سابقا قبل وجود مؤسسة السينما؟ ـ لانه ببساطة كان في سوريا109 قاعات عرض سينمائية لم يتبق منها الان سوي36 قاعة فقط منها قاعة واحدة فقط مقبولة ولا أقول جيدة, و35 قاعة لانجد فيها صوتا واضحا أو صورة واضحة.. فكيف ينتج القطاع الخاص أفلاما لن يجدوا لها مكانا للعرض؟ هنا تكون الخسارة محددة مسبقا. · ومؤسسة السينما لدينا تدعي عبر مهرجانها أنها تحتضن العالم سينمائيا.. كيف؟! · ماذا عن مشروع مسلسل سيد درويش؟ - لم يكتمل بعد ومازلنا ننتظر المؤلف ان يفي بالعقد الموضوع معه ويسلمنا السيناريو وسنتركه في مهمته الي ان ينجز دون أي مطاردة معنوية..
- اذا استطاع الفيلم أن يكون رسالة ثقافية للوعي والثقافة وان يكون ذوا اقبال جماهيري جيد, فمعني ذلك انه حقق المعادلة من طرفيها فليس الفيلم الثقافي هو الذي لايصل الي الجمهور, وبهذا المعني قصدت القول بمشروع ثقافي, فهو لايكون وسيلة تسلية ولكن وسيلة وعي للقضايا التي يطرحها الفيلم. الأهرام اليومي في 7 أبريل 2004 |
|
برتولوتشي: لقاء |
|
المخرج السوري محمد ملص: "سينما الدنيا" الحلم الذي اسعي إليه لتكتمل الثلاثية مشير عبد الله |
|
|
