شعار الموقع (Our Logo)

 

 

يعرض على شاشات السينما المصرية منذ يوم الاربعاء الماضي فيلم "أحلى الاوقات" أول الافلام الروائية الطويلة للمخرجة هالة خليل الذي يتناول بحث ثلاث نساء عن "الأنا" الخاصة بكل واحدة منهن عبر الآخرين.

والفيلم أول سيناريو تكتبه المؤلفة وسام سليمان وتبحث من خلاله عن المفهوم الخاص بكل فرد لما يريد في حياته ضمن الواقع الذي يعيشه من خلال الشخصيات النسائية الثلاث التي يركز عليها الفيلم وتؤديها الفنانات حنان ترك ومنة شلبي والتونسية هند صبري في بطولة نسائية جماعية تنسج دراما حياتية يومية يتكون خلالها الموقف الكوميدي العفوي البعيد عن الافتعال.

وركز الفيلم في مساره الدرامي على الفكرة والحالة التي تعيشها بطلات الفيلم وبقيت حكاية كل منهن في الخلفية وهذا ما اعتبرته الناقدة في مجلة المصور الاسبوعية أمينة الشريف "فكرة جميلة تطرقت إلى حالة مهمة يواجهها كل منا يوميا في وسط اجتماعي يهرب إلى الماضي بحثاً عن السعادة في الوقت الذي تقف السعادة بالقرب منه دون أن ينتبه لذلك".

وتابعت "فكرة البحث عن الأنا التي تدور حولها أحداث الفيلم كشفت لي نفسي أمام نفسي فقد كنت من هواة تأجيل كل شيء حتى تتحقق الاحلام التي احملها فكشف لي الفيلم أن أقتنص لحظات السعادة التي أعيشها في لحظتها وفي نفس الوقت ألا اتنازل عن الحلم لكن ضمن قراءة موضوعية للواقع المحيط".

وهذا التوصيف جاء من واقع الخط الدرامي للفيلم الذي يبدأ في تصوير حياة الفتاة حنان ترك التي انتقلت في واقعها الطبقي بعد طلاق أمها من أبيها المصور وزواجها من طبيب (سامي العدل) فانتقلت من حي شبرا الشعبي إلى حي المعادي الراقي فانتقلت لخوف أمها عليها ولعدم ثقتها بقدرة ابنتها على مجاراة المجتمع الجديد من حياة الانفتاح والانطلاق التي كانت تعيشها في طفولتها ومراهقتها إلى حالة من العزلة.

وتقودها حادثة أودت بحياة والدتها إلى البحث عن صداقاتها القديمة بعد وصول رسائل وصور من حياتها القديمة مجهولة المصدر فتتصل بزميلتيها في الدراسة أيام المراهقة (هند صبري) التي تزوجت من الفنان خالد صالح وأنجبت طفلتين و(منة شلبي) الحالمة بان تكون ممثلة والمخطوبة في نفس الوقت للفنان أمير كرارة.

يتبين من خلال اللقاء واقبالهن على العودة إلى علاقتهن القديمة أن كلاًمنهن تبحث عن حلم تسعى لتحقيقه. فحنان تبحث عن طريق تهرب فيه من الواقع الجديد الذي وجدت نفسها فيه بعد وفاة والدتها واضطرارها للعيش مع زوج أمها فتلجأ لنقل وظيفتها إلى الولايات المتحدة.

في حين تهرب هند صبري من حياتها الزوجية الروتينية بحثاً عن حياة أكثر رومانسية فتجد في عودة صديقتها والبحث عن مصدر الرسائل التي تصل إليها فرصة للخروج على الحياة الروتينية ويكون ذلك وراء حالة من الاضطرابات في حياتها الزوجية تؤدي إلى مكاشفة بينها وبين زوجها.

أما الصديقة الثالثة منة شلبي فهي تحلم بأن تصبح ممثلة كوسيلة للانتقال الطبقي إلى وضع أفضل فتماطل خطيبها الذي تبادله الحب مؤجلة الزواج في كل مرة يطرح فيها الموضوع وتعمل معه في الوقت نفسه في متجر أسسه لخدمات الطباعة. وتتيح عودة صديقتها أمامها الفرصة عندما يتوسط زوج أم الصديقة لدى مخرج صديق له يؤدي دوره المخرج خيري بشارة لكنها تفشل في أن تصبح ممثلة فتلجأ إلى محاولة إصلاح الصدع بينها وبين خطيبها.

ومن خلال مجموعة من الاحداث ينكشف العالم الداخلي لكل منهن فتكتشف حنان أنها لم تعرف الناس الذين يعيشون حولها فتتعرف على جارهم صانع العرائس عمرو واكد الذي ترتبط به قرب نهاية الفيلم بعد أن تكون أطلت على عالم زوج أمها الذي يهرب من الواقع. لكن وفاة والدتها وإحساسه أنها ستتركه تفرض عليه التعامل مع الواقع بما في ذلك الموت.

وفي نفس الوقت تكتشف هند صبري ما ينقص علاقتها الزوجية وتعترف منة شلبي بان عليها أن تغترف من السعادة القريبة منها في علاقتها مع خطيبها بدلا من التعلق بأحلام لاحظ لها في التحقق.

هذه الحالات يرى فيها الناقد طارق الشناوي "مواقف حقيقية تعيشها الشخصيات لانتزاع أحلى الاوقات وتأكيد الحاجة إلى وجود قوة انتزاع لمثل هذه اللحظات بدلا من الانسحاب كما حاولت حنان ترك في بداية الفيلم الهجرة إلى أمريكا".

واعتبر الشناوي أن "الجانب الفني في الفيلم متميز وسيكون احد الافلام المهمة في السينما المصرية في حين ستسقط افلام اللحظة التي نراها أمامنا في هذا الوقت. فالمخرجة لم تقبل التنازل من اجل أن تحصل على فرصتها مثبتتة أنها تملك وجهة نظر وهذا نادر الحدوث في هذه الايام. إنها تسبح في بحر تقدم فيه مشروعها السينمائي في الوقت الذي يسبح فيه الآخرون في بركة ماء".

وأشار في نفس الجانب إلى أن "الفنانة التونسية هند صبري قدمت في هذا الفيلم أهم أدوارها في السينما المصرية وكان السيناريو أعطاها إشارة لتقدم إبداعاتها الحقيقية إلى جانب أن الفيلم سيترك علامة مميزة لدى فنانة حساسة ومتميزة مثل حنان ترك صاحبة التجربة الكبيرة والاستاذة في نقل الاحاسيس في فيلم اقتصد في لغة الحوار لكنه جعل لغة السينما تنطق بكل قوتها عبر الشاشة في نقل الاحاسيس بالنظرة والصورة واللون".

اليوم السعودية في  7 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

حنان ترك ومنة شلبي وهند صبري يتميزن في تقديم كوميديا نسائية متماسكة