شعار الموقع (Our Logo)

 

 

على الشرفة الفسيحة المطلة على "حديقة الورد", حيث يحاذي مبنى الأمم المتحدة نهر الهدسون الذي يمتد ذراعاً مائجة على خاصرة مانهاتن, وقفت فاتنة هوليوود نيكول كيدمان صاغية باضطراب الى شون بين, الحائز على آخر جائزة اوسكار لأفضل ممثل, يقول لها : "انت واحتي... انت واحتي الى ان يبزغ فجر آخر". وعلى مقربة جلس المخرج سيدني بولاك على كرسيه يراقب هذا المشهد من اول فيلم يصوّر في المقر الرئيسي للامم المتحدة تحت عنوان "الترجمانة".

متبلدة السماء, أو ما يرى منها, نهاية هذا الاسبوع التي تشهد حركة محمومة في الطابق الثاني على بعد خطوات من قاعة مجلس الامن التي خلت من أي نشاط بعدما ألقت واشنطن بثقل الفيتو الاربعين في سجلها لتجهض مشروع قرار يدين اسرائيل لاغتيالها الشيخ احمد ياسين. للمرة الاولى تأتي هوليوود الى الامم المتحدة لتصور فيلماً يروي قصة حب وتجسس تدور وقائعها في اروقة المنظمة الدولية, بعدما وافق الامين العام كوفي عنان على فتح ابوابها ليلاً وفي نهايات الاسبوع امام الفريق الذي يديره المخرج النيويوركي سيدني بولاك .

يستند الفيلم الى رواية, هي باكورة اعمال الكاتبة سوزان غلاس, صدرت في نيويورك مطلع الصيف الماضي, وتدور احداثها حول نشاط مترجمة فورية تعمل في الامم المتحدة وتشاء الصدف ان تلّم بمعلومات سياسية وامنية من شأنها ان تعرّض حياة كثيرين للخطر ويتعذّر عليها البوح بها بسبب من كتمان السرية الملزمة به مهنياً. ويعترف بولاك, الذي ولد وترعرع ويعيش في نيويورك, انه يشعر بالخجل "لأني مررت آلاف المرات بهذا المبنى ولم يسبق ان دخلته في حياتي حتى الآن". ثم يضيف: "السواد الاعظم من الاميركيين لا يعرفون شيئاً عن الامم المتحدة وطرائق عملها, ويسعدني ان يساهم الفيلم في تغيير نظرتهم اليها". ويقول الامين العام المساعد للامم المتحدة شاشي تارور "اطلّعنا على السيناريو وتبدّى لنا انه يركّز على قيم ومبادئ عديدة في جوهر رسالة الامم المتحدة, وهذا ما حدا بالامين العام الى السماح بتصويره في المبنى".

أما كيدمان, التي تدربت على يد احد التراجمة المخضرمين داخل احدى قمرات الترجمة الفورية في مجلس الامن, فتقول "ان الفيلم, رغم وقائع التجسس والمؤامرات السياسية والامنية, هو اساساً قصة حب تدور بين فتاة مأخوذة بسحر الكلمة وقدرتها ورجل تحكمه ذهنية الشرطي الذي لا يرى الى الناس إلا من خلال فعائلهم". وتضيف: "انه فيلم يدعو الى نبذ العنف كوسيلة لتسوية النزاعات بين الشعوب والدول". ومن اللافت ان يكون اختيار بولاك للممثل الذي يشارك كيدمان بطولة الفيلم قد وقع على شون بين المعروف بمعارضته الشديدة لقرار ادارة بوش شن الحرب على العراق وهو زار بغداد قبيل نشوبها. وتقول الكاتبة, التي زاولت الترجمة الفورية لخمس سنوات ثم اعتزلتها لتعمل حالياً في صحيفة "الفايننشال تايمز": "اعتقد ان ثمة اسباباً "غير فنية" أيضاً دفعت بولاك الى اختيار شون بين" ليشارك كيدمان بطولة هذا الفيلم الذي ينتظر ان تبدأ الصالات الاميركية بعرضه قبيل انتخابات الرئاسة في الخريف المقبل.

جريدة الحياة في  4 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

"الترجمانة"

نيكول كيدمان وشون بين وقصة حب وتجسس في مبنى الامم المتحدة

شوقي الريس