شعار الموقع (Our Logo)

 

 

في هذه الحلقة من تاريخ السينما العالمية يأخذنا المؤلف ديفيد روبنسون الى كيفية تعامل السينما السوفييتية مع الموضوعات المعاصرة إبان الحرب العالمية الثانية ومنها ما أدى الى المحاكمات السوفييتية الشهيرة عام 1934، ومع هذا.. يقول روبنسون: كانت هناك بعض نقاط مضيئة في سينما تلك الفترة من سنوات ما قبل الحرب.

حيث قدم كوزينتسيف وتروبرغ الباقيان من جماعة «إف.ئي.كيه.إس» ثلاثية عن بطل ثوري خيالي اسمه مكسيم (شباب مكسيم ـ 1934، عودة مكسيم ـ 1937، بجانب فايبورغ ـ 1939)، استطاعت مثل «الليلة الأخيرة» ليولي ريسمان، أن تمنح الأفكار الثورية التقليدية ملمحاً إنسانياً وحياة جديدة.

أما دزيغا فيرتوف، الذي أصبح أقل شأناً في مناخ الثلاثينيات، فقد قدم في 1934 أفضل أعماله، فيلماً ضخماً ومهماً بعنوان «ثلاث أغنيات للينين». وفي الأيام الأكثر ظلمة، قبيل الحرب مباشرة، قدم مارك دونسكوي ثلاثة أفلام مأخوذة عن مذكرات مكسيم غوركي وحياته المبكرة، ما زالت إلى اليوم تحتفظ بإنسانيتها الرحبة ونزعتها المتفائلة، وبمكانتها بوصفها أحب الأفلام السوفييتية على الإطلاق.

في 1938 عاد آيزينتشان أخيراً إلى العمل بفيلم «الكسندر نيفسكي»، والذي شاركه إخراجه ديمتري فاسيليف، وفيه تعاون آيزينشتاين لأول مرة مع الموسيقي بروكوفييف، ليجيء استخدام الموسيقى والبناء السيمفوني متميزاً بما يجعل سنوات الصمت الاضطراري تبدو أكثر مأساوية.

وفي 1939 اضطر الاتحاد السوفييتي للدخول على مضض في معاهدة عدم اعتداء مع عدوه التقليدي ألمانيا النازية، ما أدى الى حظر سريع لمجموعة من الأفلام المناهضة للنازية من إنتاج 38/1939 (من ضمنها «الكسندر نيفسكي»، إلى هذا الحد كان الموقف السياسي بالغ الحساسية) ليحل محلها طوفان من الأفلام المؤيدة لألمانيا، ساهم فيه دوفيجنكو بفيلم تسجيلي يحمل عنواناً ساخراً غير مقصود.. «التحرير» 1940.

وأعطت الحرب زخماً هائلاً للفيلم التسجيلي، الذي ظل عاجزاً حتى ذلك الوقت عجزاً بيناً عن مواصلة مبادرات فيرتوف وشب. كما اشتملت أفلام الحرب على محاولات ضخمة متكلفة مثل «يوم في العالم الجديد» 1940، الذي تم تصويره في أماكن مختلفة من الاتحاد السوفييتي في وقت واحد بواسطة عشرات المصورين. كما أصبحت الجرائد السينمائية فجأة شيئاً بالغ الأهمية، واحتل انتاجها ستوديوهات موسفيلم بعد أن تم إخلاؤها من كل نشاط سينمائي روائي.

ووسط أفلام تلك الفترة التسجيلية وتحقيقاتها السينمائية العديدة برز فيلم بعينه وفاقها جميعاً، هو «معركة من أجل أوكرانيا» 1943، الذي كان آخر القصائد السينمائية المتميزة الكبرى حقاً للمخرج دوفجينكو، وإن كان ينسب إلى زوجته يوليا سولنتسيف مع اعتباره مجرد مشرف فحسب.

تم تصوير مادة الفيلم بواسطة أربعة وعشرين مصوراً في أجزاء متفرقة من الجبهة؛ ويقال إن دوفجينكو أعطى كلاً منهم معلومات مفصلة سلفاً، بل ورسومات توضيحية لما كان يريد منهم تصويره. وقد جاءت الصورة في النهاية متدفقة برشاقة، في بنيان موسيقي دقيق؛ كما كانت مناظر الواقع تُذكّر في أشكالها وتراكيبها بالأفلام الدرامية العظيمة «الترسانة» 1928 و«الأرض» 1930.

وعبأت ستوديوهات الأفلام الروائية هي الأخرى للحرب، ووضعت تحت إشراف بعض المخرجين الروائيين، ومن بينهم آيزينشتاين مسئولاً عن ستوديو موسفيلم ودوفجينكو عن ستوديوهات كييف.

وفي أعقاب الغزو الألماني في صيف 1941 جرى إخلاء الاستوديوهات حتى الجمهوريات الشرقية؛ وساهم كافة المخرجين الكبار في «ألبومات أفلام القتال» الشهرية، والتي كانت تتألف من اسكتشات أفلام سريعة الإعداد لأغراض الدعاية السياسية أو رفع الروح المعنوية.

أما الأفلام الروائية بالمعنى الضيق للكلمة فلم تعكس في مجملها الحرب بشكل مباشر، رغم أنه كانت ثمة أفلام عن الحرب الفنلندية، مثل «فتاة من لينينغراد» 1941 لإيزمونت، وعن دور وتضحيات النساء والأطفال في الحرب، مثل «قوس قزح» 1941 لدونسكوي و«الفتاة رقم 217» 1944 لروم، وعن المقاومة «إنها تدافع عن وطنها» 1943 لإرملر و«باسم وطن الآباء والأجداد» 42/1943 لبودفكين، وعن الجبهة الداخلية، «أناس بسطاء» 1945 لكوزينتسيف وتروبرغ.

غير أن إنتاج الأفلام الموسيقية والتاريخية استمر كما كان من قبل، بل إن بايريف قدم فيلماً موسيقياً عن الحرب بعنوان «السادسة مساء بعد الحرب» 1944، كما قدم بودفكين أفلاماً تاريخية مثل «الأدميرال ناخيموف» 1944 و«سيوفورف» 1950.

البيان الإماراتية في  3 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

تاريخ السينما العالمية:

أفلام الحرب السوفييتية تتبنى المواقف السياسية