شعار الموقع (Our Logo)

 

 

كان للابداع سمة ـ او طابع ـ العمل المنزلي عندما كانت صوفيا كوبولا تعيش في كنف والديها. قال والد صوفيا، فرنسيس فورد كوبولا، الحائز علي جائزة الاوسكار لاخراجه فيلم العراب في مقابلة مع الاسوشيتدبرس: كنت وزوجتي نشجع كل اطفالنا علي الاهتمام بالفن. وكنا نقيم معسكر ابداع في فصل الصيف يقدم فيه الاطفال مسرحية من فصل واحد او مختلف المشاريع والمحاولات الفنية.

صوفيا نفسها كانت تخشي انه تخوض المحاولات في اكثر من مجال واحد. فقد كانت تحب التصوير الفوتوغرافي وتصميم الازياء والرسم والكتابة. بل وتغلبت علي فزعها الشديد من الكاميرا لكي تحاول التمثيل في فيلم العراب ـ الجزء الثالث ومع ذلك بدا توترها واضحا علي الشاشة.

ولكن قبل سنوات قليلة تجمعت وتصلبت كافة مواهبها وانضمت صوفيا الي العمل العائلي في صنع الافلام ـ الاخراج. ومؤخرا فازت صوفيا بجائزة الاوسكار لافضل نص سينمائي لفيلم Lost in Translation ضائع في الترجمة .

لهذه الفنانة ذات الابتسامة الغريبة والسلوك الانطوائي اسلوب تصويري يختلف تماما عن اسلوب والدها الشهير، اذ يتميز بالحميمية والكوميدية الاكثر، المزاجية والملحمية الاقل، الا انها لا تتواني عن ان تنسب كل الفضل في عملها للوالد.

قبل اسابيع قليلة من حفلة الاوسكار قالت صوفيا للاسوشيتدبرس انها سافرت مع العائلة الي مختلف انحاء العالم لتصوير افلام العراب وApocalypse Now وان وجودها مع العائلة والعمل معها كان شيئا ممتعا، ولا اتخيل ان هناك شيئا اكثر متعة من صنع فيلم، الا انه عمل طاغ لانني لم اكن اتوقع شيئا كهذا.

وبعبارة هذا كانت صوفيا تشير الي جمهور من الاصدقاء والانصار والمعجبين خلال حفلة في مطعم كوي للسوشي في لوس انجيلس بمناسبة صدور نسخة فيلم ضائع في الترجمة علي قرص DVD.

وتبدو صوفيا متذمرة ومنزعجة كثيرا من الانظار الموجهة اليها. وتقول: احاول ان استمتع بهذا الجزء من الامر ثم اتفهمه. وبعد ذلك اريد ان اعود الي الكتابة .

ولكن لاحقا، بعد تفرق الاغراب وبقائها مع افراد العائلة والاصدقاء يختفي حياء صوفيا، تصعد الي منصة لتغني عدة اغنيات بطريقة الكاراوكي.

علي الصعيد الشخصي صوفيا انسانة مهذبة ـ ومتوترة وحادة مثل الامريكية الوحيدة التي تلعب سكارليت جوهانسون دورها في ضائع في الترجمة التي تقيم علاقة افلاطونية مترددة مع رجل غريب كبير السن ـ الممثل العجوز المكتئب الذي يلعب مري دوره في الفيلم.

وهناك نقاط تشابه اخري مع حياتها الحقيقية. وثمة من يقول ان المصور المتأنق المتزوج مع الشخصية التي تلعب جوهانسون دورها يشبه كثيرا سبايك جونز، زوج صوفيا الذي ستطلقه قريبا والذي اخرج فيلمي Being John Malkovich و Adaptation وقد تزوجا قبل اربعة اعوام واقاما دعوي طلاق قبل ثلاثة اشهر.

وتعترف صوفيا ان بعض افكار قصصها مستوحاة من اشخاص وحوادث حقيقيين ولكن معظم ما تصنعه علي الشاشة هو من صنع خيالها.

وقد جربت صوفيا غرائزها الاخراجية لاول مرة في العام 1998 بفيلم Lick The Star عن تلميذة صف سابع ابتدائي تعيسة، وبعد فترة قصيرة اقتبست نصا سينمائيا من كتاب The Virgin Suicides.

وبمساعدة والدها كمنتج حولت صوفيا تلك الرواية عن خمس شقيقات تاعسات الي اول عمل اخراجي لها في العام 1999 وقد اعجب النقاد بالاخراج الذي اعتبروه علاقة نضج للمراهقة التي قبل 14 سنة جاءت لتحل مكان الممثلة المتخلفة وينونا رايدر لتلعب دور ابنة آل باتشينو في فيلم العراب: الجزء الثالث .

وآنذاك هاجمها النقاد لأدائها المتخشب، وهي تتذكر ذلك اليوم كتجربة مؤلمة من الافضل نسيانها. ومع انها لم تتول اي دور رئيسي آخر منذ ذلك الوقت، فانها لعبت دور عشيقة في فيلم CQ في العام 2001 وهو فيلم خيال علمي ابتدائي لشقيقها رومان (لصوفيا شقيق آخر هو جيان ـ كارلو الذي لقي مصرعه في حادث غرق زورق في العام 1986).

اما فيلم ضائع في الترجمة فلقد انبثق من الفترة التي عاشت في طوكيو من اجل اطلاق موضة ازياء هيبية باسم Milkfed في تسعينيات القرن الماضي.

وقالت صوفيا: فكرت بالمشروع طيلة سنتين حول كيفية اخراجه الي العلن، وبعد ان كتبت النص استغرق عمل الفيلم سنة كاملة. وقد كتبت الرواية وفي بالي بيل مري كنجم، ولم اكن انوي صنع الفيلم بدونه. ولكن العثور عليه كان صعبا لانه انسان متهرب جدا .

مري لا يرد علي هاتفه عادة ويتهرب من وكلاء ومديري اعماله ومن الصعب للغاية ربطه بمشروع. الا ان صوفيا كوبولا استطاعت ان تقنعه. وكال مري ـ الذي يتبع فلسفة انه اذا لم يكن لديك شيء جميل لتقوله، لا تخشي ان تقول ما يجول في خاطرك علي كل حال ـ مديحا غير معهود فيه لكوبولا طيلة موسم الاعداد للأوسكار ـ واصفا اياها بالفتاة الشجاعة والمبدعة.

وفي حفلة جوائز رابطة المخرجين قال مري بالهاتف من روما حيث كان مشغولا بتصوير فيلم فيديو: لقد ذهبت الي بلد آخر مع عدد قليل من الناس الذين يتكلمون نفس لغتها وصنعت ما اعتبره فيلما فريدا سيدوم وقتا طويلا جدا .

ومع استعدادها للانطلاق في صنع فيلمها المقبل يأمل والدها فرنسيس فورد كوبولا ان يكون الي جانبها سواء كمنتج مرة جديدة، او كمجرد والد فخور بابنته.

وقال الوالد: انني متأكد انها ستهتم بقرشي. ولكنها دائما تأخذ ما يمكنني ان اوفره لها .

القدس العربي في  3 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

ذات ابتسامة غريبة وسلوك انطوائي واسلوبها يختلف تماما عن اسلوب ابيها:

رغم فوزها بالاوسكار بابا مستعد لمساعدة صوفيا كوبولا مجددا

أنطوني برزنيكان