شعار الموقع (Our Logo)

 

 

برغم ان الفنان الكبير عمر الحريري حصل خلال مشواره الفني الذي يقترب من نصف قرن علي تكريمات عديدة من الدول العربية آخرها تكريمه في السودان الا ان تكريمه في الاسبوع الماضي من خلال مهرجان المسرح العربي بالقاهرة له طعم خاص.. طفرت دمعة من عينيه اثناء تسلمه شهادة تقدير عن مجمل مشواره في المسرح.. يري الحريري ان تكريم بلده له طعم خاص لان هذا من وجهة نظره يمثل اعتراف بلده به كفنان قدم ثمرة عرقه ومجهوده عبر مشوار طويل.

يقول: التكريم في مصر له معني خاص داخل كل فنان.. والتكريم يأتي من المسرح له اكثر من معني ليكون خير دليل علي ان الفن الاصيل لا يزال باقيا داخل نفوس الناس وما زال الجمهور في شوق دائم لاعمال مسرحية لها مضمون راق وهو ما كان المسرح يقوم به في الزمن الماضي الذي نجني نحن الفنانين الان ثماره.

·         معروف ان السودان الشقيق كرمك ايضا في الاسبوع الماضي كيف تري دلالة هذا التكريم؟

- تكريمي في السودان جاء من خلال اسبوع عرض لاعمالي هناك.. حيث عرض مجموعة من اشهر افلامي القديمة والحديثة هناك.

·         باستثناء السودان هل سبق تكريمك في الدول العربية؟

- تم تكريمي في بلدان عربية عديدة اذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر في ليبيا وتونس والجزائر واود ان اقول ان تكريمي هذا لم يكن قاصرا فقط علي عمر الحريري بل يمتد لكل نجوم الفن المصري وهذا يؤكد ان الفنان المصري يمثل قدوة في المنطقة العربية ويرسخ مفهوم القومية العربية وتوحيد الرؤي وحلقة وصل بين شعوبنا العربية.

·         برغم تكريم الفنان المصري في الدول العربية الا ان كثيرا من النقاد يري ان الفن حاليا بعيد عن بؤرة اهتمامات المنطقة العربية؟

- يجب الا نتهم الفن فقط بانه اصبح بعيدا عن بؤرة الاهتمام.. بصراحة المناخ العام لا يسر عدوا ولا حبيبا فالثقافة متهمة بأنها بعيدة عن ارض الواقع داخل مصر نفسها وتذهب الي التعريب اكثر من اللازم وشأن الفن والثقافة السياسية ايضا وهي المنوطة بقضايا الوطن وهمومه واحلامه وانكساراته ويري البعض ان السياسة في حد ذاتها لا تجيد قراءة مستقبل المنطقة.. اذن الفن ليس وحده الذي يعيش نبض المأساة بكل نبضها بل مجمل المقومات في حياتنا طرأ عليها تغيير وابتعدت عن واقع حياتنا.

·         لكن كثيرا من النقاد يرون ان الفنون هي بوصلة لهذا الواقع.. فهل تري انها انحرفت بشدة؟

- ان كنت تقصد بهذه البوصلة التحول الشديد والانجراف الذي حدث في السينما فأنا اؤيدك القول باعتبار ان السينما هي ذاكرة التاريخ وفكر الامة.. لقد تغيرت مفاهيم السينما واصبحت تبحث عن مغازلة الجيوب لا العقول.. وتجاهلت البعد الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي ايضا وما نشاهده علي الشاشة حاليا سيناريوهات عديدة عبارة عن حوارات مفككة واجساد عارية ونهايات معروفة للقاصي والداني.. لذلك اري ان البضاعة المعروضة حاليا لا علاقة لها بالفن السينمائي ويكفي اسماء هذه الافلام التي تثير سخــــريتك مثل ديل السمكة وصايع بحر واللي بالي بالك وغيرها وهذه الاعمال لا تصلح للاستهـــــلاك الفني في الوقت الحاضر والمستقبل واطالب المسؤولين عن هذه الصناعة بالرجوع بعقولهم الي الوراء ليروا كيف كانت هـــــذه الصناعة محل اهتمام من كل المسؤولين ابتداء من طلعت حرب صـاحب الفضل في انشاء الاستديوهات الي اصغر عامل في هذه الصناعة.. ليتعرفوا ببساطة ان السينما رسالة وليس البحث عن الدولار او الاسترليني او الين.

·         اذن كيف تري هذه الازمة هل في الفكر ام الانتاج؟

- الازمة من وجهة نظري في العقول وتغيير المفاهيم.. والخروج من دائرة الفلوس والدخول في منطقة الفكر والتنوير لانني ايضا ارفض مقولة ان الجمهور عايز كده.. الناس لا تزال في اشد اللهفة والشوق للبحث عن معاني جديدة وتغيير شامل في هذه الصناعة بعيدا عن صراعات المنتجين من ان المنتج انفق اموالا ولا بد من استردادها لان المنتج ممكن ان يستردها بشكل اخر اذا اجاد في صناعته وقدمها بشكل مباشر للناس بان يتطرق الي مناطق تهم هؤلاء الناس بدلا من اللهاث وراء الفلوس.

·         ازاء هذه النظرة التشاؤمية.. هل تري املا في عودة الفن الحقيقي الي الساحة؟

- انا لم افقد الامل لحظة واحدة لان الفن لم يغب ابدا برغم التحديات التي تواجهه وهناك مواهب عديدة علي ارض مصر في كل النواحي من تأليف واخراج وتمثيل ولكن تنقصنا فقط العقول المتحررة التي يجب ان تأخذ فرصتها بعيدا عن البحث عن الدولار والاسترليني والين.

·         هل صحيح ان الفن المصري بدأ يفقد بريقه امام توهج دول عربية اخري دخلت مجال الدراما؟

- التوهج الحالي لبعض الدول لا يقلقني لان الريادة ما زالت في مصر التي عرفت صناعة السينما منذ اكثر من مئة عام.. نحن نعاني حاليا ولكن ليس معني ذلك اننا امام طوفان جديد قادم من دول عربية اخري.. فلا تزال مصر هوليوود الشرق ومنها يتخرج الفنانون العرب في كافة المجالات من غناء ودراما وغيرها.. انا لست قلقا علي الوضع الحالي بأي شكل.

القدس العربي في  3 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

بعد تكريمه في السودان ومهرجان المسرح العربي بالقاهرة

عمر الحريري

نعيش ازمة عقول متحجرة وليس ازمة سينما

عمر صادق