شعار الموقع (Our Logo)

 

 

يُكرّم <<معهد العالم العربي>> في باريس المخرجة الوثائقية اللبنانية المصرية نبيهة لطفي، بعد ظهر اليوم السبت، بعرض ثلاثة أفلام وثائقية لها، هي: <<صلاة من حيّ مصر القديمة>> (1971)، <<لعب عيال>> (1989) و<<بقايا زمن: شارع محمد علي>> (2003)، تعقد بعدها لقاء مفتوحا مع الجمهور، وذلك في افتتاح تظاهرة سينمائية طُلب من لطفي أن تنظّمها، وأن تختار لها أفلاما عربية عدّة.

تستمر هذه التظاهرة، <<سينمات عربية.. موجات جديدة>>، لغاية الثلاثين من أيار المقبل، تُعرض فيها (يومي السبت والأحد فقط) أفلام روائية طويلة وقصيرة، إلى أفلام تجريبية عدّة، أُنتجت في التسعينيات الفائتة.

لم تتردّد نبيهة لطفي كثيرا في اختيار عنوان التظاهرة السينمائية. إذ بدا لها أن النتاج السينمائي العربي الجديد صور مختلفة تعكس واقع السينما والمجتمع والناس في العالم العربي، الذي يعاني أزمات مختلفة في السياسي والثقافي والحياتي والإنساني، في لحظة تحوّل حضاري فُرض على العالم منذ أعوام قليلة فائتة. ذلك أن لطفي معنية بالهمّ السينمائي المنبثق من هذا الواقع، أو المطلّ عليه، أو الدائر في فلكه. وهي، إلى جانب إنجازها أفلاما وثائقية عدّة مزجت فيها السياسة بالفكر والوعي الثقافي بالحساسية الفنية، لا تزال على تماس يومي بالتقلّبات المختلفة، وعلى بيّنة دائمة مما يُنتجه المخرجون العرب، أكانوا شبابا أم طلابا أم مخضرمين.

في تقديمها هذه التظاهرة السينمائية، كتبت نبيهة لطفي أن السينما العربية المصنوعة في تسعينيات القرن المنصرم شكّلت موضوعا شغل بالها منذ بعض الوقت، خصوصا أنه احتلّ مكانة مهمة في المشهد السينمائي اليوم، <<لأننا واجهنا في الفترة السابقة أزمة حقيقية في إنتاج أفلام السينما العربية>>. وأضافت أنها عثرت على <<أفلام اقترحت تجارب سينمائية جديدة، أو بقول آخر أملا في نشوء جيل جديد من السينمائيين، يُمكنه أن يُعلن ولادة سينما عربية جديدة>>. وعلى الرغم من أن عدد الأفلام الروائية الطويلة المنتجة في الفترة المذكورة قليل، إلاّ أنه أثار نقاشا مهما، وكشف عن شغف ما للجمهور به، وفتح آفاقا واسعة من الأسئلة الفنية والتقنية والجمالية، علما بأن هذه الأفلام نفسها أُنتجت في ظلّ شروط صعبة للغاية. كما أنها (أي أفلام التسعينيات)، بحسب نبيهة لطفي، كشفت عن وجود <<ميول ونزعات سينمائية جديدة>>، لا بد من التنبّه إليها، والتوقّف عندها، ومواكبة نموّها. ولم تنسَ نبيهة لطفي <<أهمية>> أفلام وثائقية وروائية قصيرة أُنتجت في الفترة نفسها أيضا، خصوصا في مصر ولبنان وفلسطين، و<<أعطت لمخرجيها فرصة تقديم أنفسهم والحصول على أمكنة لهم في المشهد السينمائي>>.

هناك واحد وأربعون فيلما عربيا، لمخرجين منتمين إلى الدول العربية الأبرز في صناعة الفيلم العربي، كلبنان (أكرم الزعتري وغسان سلهب وزياد دويري وإيلي خليفة وآخرين) وفلسطين (إيليا سليمان وهيام عباس وآن ماري جاسر وغيرهم) وسوريا (رياض شيا وريمون بطرس) ودول المغرب العربي (نبيل عيّوش ومفيدة التلاتلي ومحمد أولاد مهند وداود أولاد سيد وخالد غربال ويمينة بنغيغي وآخرين) ومصر (عاطف حتاتة وأسامة فوزي ومجدي أحمد علي ورضوان الكاشف وأكرم فريد وسعد هنداوي ومروان حامد وغيرهم). هذه تنويعات سينمائية لافتة للنظر، إذ إنها عكست أساليب عدّة في الإخراج والمعالجة والتمثيل والتقنيات، في محاولة جادّة لخلق نمط واقعي متجدّد في مقاربته الهمّ الإنساني العربي، ابتعد بعض مخرجيه عن المباشرة في القول والتعبير، في حين أن آخرين غاصوا في تداعيات المعاناة الفردية كترجمة حيّة للواقع والجماعة.

السفير اللبنانية في  3 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

<<سينمات عربية جديدة>> في باريس

أثارت نقاشاً نقدياً وشغفاً جماهيرياً

ن. ج.