شعار الموقع (Our Logo)

 

 

            "هينا خان" مخرجة مبتدئة لكنها نجحت وبلا شك في لفت الانظار الى تجربتها الأخراجية الأولى من خلال فيلمها الوثائقي" جهاد ... صراع مع الأسلام" والذي يحكي قصة فتاة مسلمة كندية من اصل باكستاني، عاشت معظم سنوات حياتها مسلمة بالأسم دون ان يكون لها اية صلة حقيقية بدينها الذي ورثته عن اهلها دون ان تكون لها الخيار.

"هينا" تبدو خلال الفيلم شخصية عاطفية وحساسة، رغم انها ولدت من عائلة مسلمة ورغم ان والدتها وجدتها يواظبن على الصلاة وصلتهم وثيقة بدينهم إلا أن "هينا" كبرت وتاثرت بالبيئة الغربية اكثر من تأثرها ببيئتها الاسلامية. وتصف شعورها في بداية الفيلم عندما تضطر للذهاب الى المسجد في العيد للصلاة ولا تخفي ضيقها من الحجاب الذي يفرضه عليها اهلها ان ترتديه خلال زيارتهم للمسجد في العيد، وتقول بانها تشعر بالنفاق فما تفعله لا يعدو كونه بالنسبة لها عرفا اجتماعيا تقوم به مجاملة لأهلها مرتين في العام وليس فعلا تقوم به عن قناعة واختيار.  وتعيش "هينا" سنوات حياتها التي تقارب الثالثة والثلاثين دون أن تهتم بالعلاقة المفقودة بينها وبين عقيدتها حتى تأتي احداث الحادي عشر من سبتمبر لتضعها على المحك. تصف "هينا خان" شعورها لحظة شاهدت مبنى التجارة العالمي ينهار، بشكل عاطفي جدا حيث تصرخ متضرعة الى الله "ارجوك اتمنى ان لا يكون الفاعل مسلماً". وتضيف جعلتني هذه الجملة أقف لأتساءل ماذا يعني ان أكون مسلمة؟

الفيلم من انتاج محطة "أومني" وهي محطة كندية تابعة لشبكة روجرز كيبل نيتورك تعنى بالشؤون الثقافية للمهاجرين من مختلف الجنسيات وتتيح لهم الحفاظ على علاقتهم بتراثهم من خلال تمويل اعمال تحمل طابع ثقافي يعمل على تقريب المجمتع الكندي بمختلف خلفيات مواطنيه الثقافية والاجتماعية والدينية. سيعرض ضمن فعاليات مهرجان "ريل ورلد فيلم فيستيفال" الذي يقام في تورونتو في الفترة ما بين 31 من آذار (مارس) والرابع من نيسان. وقد التقت "ايلاف" بمخرجة العمل " هينا خان" ومديرة اعمالها "باتريشيا غارسيا"  خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الاسبوع الماضي للاعلان عن البرنامج النهائي للمهرجان.

 وحصلت ايلاف على نسخة من الفيلم لمشاهدته لغرض نقده والتحضير للقاء موسع مع مخرجة العمل التي كان لنا معها فيما بعد الحوار التالي:

 

·         هينا من اين انت تحديدا؟

- انا اصلا من الباكستان من مدينة بيشاور، لكنني ولدت وترعرت في تورونتو – كندا.

·         حديثنا قليلا عن خلفيتك الثقافية والمهنية؟

- عملت على مدى الاعوام  العشر الماضية كصحفية، منتجة، ومقدمة برامج لعدة محطات مثل سي تي في، واي تي في، فيشين تي في، و دبليو نيتورك. وضمن عملي كمراسلة للتلفزيون قمت بعدة مهمات صحفية في دول مثل كينيا، السنغال، ايرلندا الشمالية والبرازيل.

·     "جهاد...صراع  مع الأسلام"، من عنوانه نجد انه يناقش قضية ذاتية وتحمل خصوصية وحساسية في المجمتع الأسلامي بالأضافة الى انه يثير اهتمام المشاهد الغربي الذي نجد لديه فضول لفهم النظرة الذاتية للمثقفين المسلمين لدينهم. وسؤالي هو: هل كان في ذهنك مشاهد معين تخاطبينه من خلال هذا الفيلم؟

- لا بالتأكيد لم يكن في ذهني مشاهد معينة عندما فكرت بهذا الفيلم، وبنظري من يذهب ليشاهد هذا العمل يذهب من باب اهتمامه بالموضوع المطروح بغض النظر عن جنسيته او خلفيته اوتوقعاته المسبقة.

·     رغم ان الفيلم يحكي عن رحلة ذاتية "جهادك مع الذات" لايجاد العلاقة مع الدين الا اننا نجدك تفتحين موضوعا سياسيا عميقا دون ان تتعمقي في شرحه او تحليله بطريقه شافية وهو موضوع الارهاب والاسلام و11 سبتمبر؟!

- كما قلت الفيلم ذاتي وهو يجيب على تساؤلاتي حول هذا الموضوع هدفه عرض تجربتي الشخصية وكيفية تعاملي مع هذه الاحداث وليس مناقشة الارهاب والاسلام واحداث سبتمبر 11 لانه موضوع بحاجة لفيلم وثائقي خاص يركز على هذه النقطة.

·         اذا كان الفيلم ذاتياً ما الذي جعلك تسافرين الى لندن وتلتقين بمتشددين اسلاميين لمناقشتهم بنظرتهم لاحداث 11 سبتمبر؟

- مجددا كانت لدي حاجة للقاء هذه الشخصيات التي شاهدتها على محطة سي بي سي الكندية ودهشت من التصريحات التي تبارك الارهاب وتهلل لموت الابرياء. كان من حقي ان اسمع منهم اجوبة على اسئلة تدور في ذهني ووجدت الاجوبة التي كنت ابحث عنها.

·     اجل ولكن ربما المشاهد الغربي لن يفهم وجهة نظرهم بشكل صحيح وبأن فرحهم ليس نابعا من عقلية وحشية بقدر ماهو رد فعل عاطفي تجاه دولة تجبرت على هذه الشعوب بشكل مباشر وغير مباشر؟

- المشاهد الغربي تغير وتغيرت نظرته للامور ولم يعد يعتمد في معلوماته على المحطات الأميركية فقط فهناك نسبة لا بأس بها تدرك ان سبتمر 11 هو رد فعل للسياسة الخارجية لاميركا.

·     في فيلمك تلتقين بمن اسميتهم بالحجابيات ، ومجددا كانت اللقاءات مع الحجابيات مقتضبة وربما للمشاهد غير المسلم وخصوصا الغربي لم تكن الاجوبة كافية ليفهم هذا المبدأ بالشكل الصحيح او ليصل الى قناعة هؤلاء الفتيات بالحجاب واسباب ارتداءه في مجتمع ينظر اليهم نظرة استغراب.

- اتفق معك ان جميع الشخصيات التي قمت بلقاءها كانت بحاجة لوقت اطول على الشاشة، وانني خلال عملية المونتاج كنت في حالة صراع حقيقي حول ما يمكن ابقاءه وما يمكن الاستغناء عنه لأنني ملزمة بوقت محدد للفيلم تفرضه المواصفات الفنية للجهة الممولة وبالتالي ما حدث هو انني وضعت اهم ما ميز كل لقاء وكل شخصية وكل وجهة نظر، لاشرك المشاهد في رحلتي التي قادتني في النهاية الى القناعات التي وصلت اليها، ومجددا انا اتكلم عن نفسي وكيف وصلت الى قناعاتي والفيلم يوثق تجربتي الذاتية. فمن المستحيل تناول اي من هذه المواضيع التي اطرحها بالتفصيل وبعمق في فيلم مدته 50 دقيقة.

·     هل تشعرين اليوم بما شعرت به في نهاية الفيلم، اعني هل لازالت قناعاتك ثابتة بعد "جهادك مع الذات" ام انها كانت حالة عاطفية هدات بمرور الوقت؟

- لا بالتاكيد القناعة التي اصل اليها في نهاية العمل قناعة قاطعة ونتاج رحلة بحث استمرت اشهر عدة ونقاشات مطولة وكتب عديدة قرأتها اشير اليها في فيلمي.

·         كم استغرقت عملية انتاج هذا الفيلم؟

- تسعة اشهر ابتداءا من مرحلة التحضير وانتهاءا بالمونتاج. انتهيت منه في اواخر عام 2003.

·         اين تم التصوير؟

- توزع التصوير بين تورونتو- كندا ولندن - المملكة الممتحدة.

·         في الختام ما هي مشاريعك القادمة؟

- اعمل على تحضير فيلم وثائقي جديد حول الاتجار بالاطفال وسياحة الجنس.

·         مواضيعك دائما جريئة؟

- تستهويني المواضيع التي تتضمن ابعاداً انسانية واجتماعية اكثر من غيرها. 

للقراء من سكان تورونتو والراغبين بمشاهدة الفيلم سيتم عرضه يوم السبت القادم المصادف 3 ابريل ، الساعة العاشرة والنصف صباحا في باراماونت بلايرز سيلفر سيتي سينما في نورث يورك سنتر، مسرح رقم واحد. كما ان الفيلم سيعرض على محطة اومني يوم العاشر من ابريل في تمام الساعة الثامنة مساءا.  

May@elaph.com

موقع "إيلاف" في  1 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

"جهاد.. صراع مع الإسلام"

فيلم وثائقي للكندية المسلمة " هينا خان"

مي الياس