شعار الموقع (Our Logo)

 

 

قد يكون اسم "حلاوة الروح" كفيلم غير مشهور جماهيرياً وهو الفيلم الذى أخذ عن قصة "العسكرى الأسود" للكاتب الدكتور يوسف إدريس وأنتج عام 1990 وعرض عام 1991 وكتب السيناريو وأخرجه أحمد فؤاد درويش، إلا أن هذا الفيلم له دلالة تعد علامة من العلامات فى تاريخ السينما المصرية وقد تكون العربية فهو أول فيلم مصرى يتعرض للإنتهاك الجنسى للذكور فى السجون والمعتقلات ولأنه بهذه الجرأة فقد خسر خسارة شديدة.

وللفيلم حكاية طويلة يرويها المخرج أحمد فؤاد درويش فى اللقاء الذى تم بقصر ثقافة التذوق بالإسكندرية بعد عرض الفيلم. فقد ذكر فؤاد درويش أن الفيلم معد للتنفيذ من عام 1977 ومن هذا التاريخ حتى عام 1989 نحاول أخذ موافقة الرقابة وكلما يأتى رقيب جديد نقوم بمحاولة جديدة وهكذا حتى طلب منى أحد الرقباء عام 1989 أخذ موافقة وزارة الداخلية وكان وقتها اللواء زكى بدر هو وزير الداخلية فاشترطت الداخلية أن أقوم بتعديل فى القصة وأن أدخل شخصية تقوم بدور الخير أمام دور الشر والذى يمثله كمال الشناوى فقمت بالفعل بإضافة شخصية مثلها الفنان محمد خيرى كان هو عنصر الخير والمعارض دائما لفكر رئيسه كمال الشناوى وهكذا تم تنفيذ الفيلم بعد كل هذه السنوات، والفيلم يصعب روايته كحدوتة لأنه يجب مشاهدته كفيلم فهو مركب جداً فى شكله السينمائى، فهو يعتمد على عدد كبير من الفلاش باك والفلاش فوروارد أى يتحرك زمنيا ما بين الزمن الواقعى وزمنم الماضى وتصور للزمن المستقبلى، ويعتبر السيناريو من أكثر السيناريوهات تعقيداً فى السينما العربية.

ويضيف فؤاد درويش أن الرقابة تدخلت أيضا واعترضت على اسم "العسكرى الأسود" وهو اسم قصة يوسف إدريس فقمت بتغيير الاسم إلى "حلاوة الروح"، والجميل أن يوسف إدريس لخص الفكرة كلها على لسان امرأة شعبية بسيطة اسمها أم على الحسادة عندما قالت: "لحم الناس يا بنتى اللى يدوقه ما يسلاه يفضل يعض، ان شالله ما يلاقيش إلا لحمه.. الطف يا رب"، وقد ألتقطت هذه الفكرة وطورتها حتى أصبحت الرسالة فى القصة السينمائية "حلاوة الروح" وأضفت عنف الدولة ضد المواطن وعنف المواطن ضد الدولة "الإرهاب" من خلال العنف المتبادل بين الدكتور شوقى عبد الرحمن "محيى إسماعيل" وأجهزة وزارة الداخلية التى يمثلها اللواء همت "كمال الشناوى" والشاويش الزنفلى "أحمد ماهر" ومفكر النظام "أحمد لوكسر" والعميد شوكت "محمد خيرى" وانعكاسات ما سبق على حياة كل منهم فزوجة اللواء همت هى أميرة هانم (صفية العمرى) وزوجة الشاويش الزنفلى هى نورا "فريدة سيف النصر" وخطيبة الدكتور شوقى هى علا (علا الشريف)، ولم أضع زمن محدد للفيلم حتى أؤكد أن هذا ما حدث ويحدث وسيحدث فى مجتمعنا رغم أن وزارة الداخلية والرقابة حاولت أن تجعلنى أضع الفيلم فى عهد جمال عبد الناصر إلا أننى تحايلت ولم أضع زمن محدد.

ويحكى فؤاد درويش عن كيف تصارع النجوم من أجل دور الدكتور شوقى الذى قام به محيى إسماعيل فيقول أن عزت العلايلى ذهب إلى يوسف إدريس ومعه مخرج من المخرجين وطلب منه هذه القصة فاعتذر لهم قائلاً أن درويش اشترى القصة منذ عام 1977، ثم طلب منى محمود عبد العزيز أن يقوم بالدور فقلت له أننى متفق مع زميل آخر فقال لى هو محيى إسماعيل، ثم حدث لقاء بين خيرى بشارة وأحمد زكى –شفاه الله- الذى طلب أن يقوم بهذا الدور بشرط أن يلغى أو يخفف مشهد الاعتداء الجنسى وطبعا قلت لهم ومن قال أننى سوف أعطى الدور لأحمد زكى، وهكذا خرج الفيلم بالأبطال الذين ذكرتهم ولكنه طبعاً لم يستمر فى السينما عدة أسابيع لجرأته الشديدة!! 

شادي المصري

نقلأ عن منتدى إيجي فيلم

السبت 21 فبراير 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

حلاوة الروح

أول فيلم مصري يتعرض للإنتهاك الجنسي للذكور في المعتقلات